عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 27 رجب 1434هـ/5-06-2013م, 08:44 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {والّذين لا يدعون مع اللّه إلهًا آخر} [الفرقان: 68] وأنتم أيّها المشركون تدعون معه الآلهة.
تفسير الحسن.
قال: {ولا يقتلون النّفس الّتي حرّم اللّه إلا بالحقّ ولا يزنون} [الفرقان: 68] حدّثني الحسن بن دينارٍ، عن الحسن قال: لمّا نزل في قاتل المؤمن قوله: {ومن يقتل مؤمنًا متعمّدًا فجزاؤه جهنّم خالدًا فيها} [النساء: 93] إلى آخر الآية.
اشتدّ ذلك عليهم فأتوا رسول اللّه وذكروا الفواحش وقالوا: قد قبلنا وفعلنا وفعلنا فأنزل اللّه: {والّذين لا يدعون مع اللّه إلهًا آخر} [الفرقان: 68] بعد إسلامهم، {ولا يقتلون النّفس الّتي حرّم اللّه إلا بالحقّ} [الفرقان: 68] بعد إسلامهم {ولا يزنون} [الفرقان: 68] بعد إسلامهم.
{ومن يفعل ذلك يلق أثامًا {68} يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانًا {69}} [الفرقان: 68-69] ). [تفسير القرآن العظيم: 1/490]
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (وحدّثني حمّاد بن سلمة، عن عبد الملك بن عميرٍ، عن عبد اللّه بن مسعودٍ
[تفسير القرآن العظيم: 1/490]
قال: قلت: يا رسول اللّه أيّ العمل أكبر؟ قال: «أن تجعل لخالقك ندًّا، وأن تقتل ولدك مخافة أن يأكل معك، وأن تزني بحليلة جارك».
ثمّ نزل القرآن: {والّذين لا يدعون مع اللّه إلهًا آخر ولا يقتلون النّفس الّتي حرّم اللّه إلا بالحقّ ولا يزنون} [الفرقان: 68] حتّى أتمّ الآية). [تفسير القرآن العظيم: 1/491]
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (وفي تفسير الكلبيّ: أنّ وحشيًّا بعدما قتل حمزة كتب إلى النّبيّ يسأله هل له توبةٌ وكتب إليه فيما كتب: إنّ اللّه أنزل آيتين بمكّة أيستاني من كلّ خيرٍ: {والّذين لا يدعون مع اللّه إلهًا آخر ولا يقتلون النّفس الّتي حرّم اللّه إلا بالحقّ ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثامًا {68} يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانًا {69}} [الفرقان: 68-69] وإنّ وحشيًّا قد فعل هذا
كلّه، قد زنى، وأشرك، وقتل النّفس الّتي حرّم اللّه.
فأنزل اللّه.
{إلا من تاب} [الفرقان: 70] أي من الزّنا {وآمن} [الفرقان: 70] بعد الشّرك {وعمل عملا صالحًا} [الفرقان: 70] بعد السّيّئات {فأولئك يبدّل اللّه سيّئاتهم حسناتٍ} [الفرقان: 70] بالشّرك الإيمان، وبالفجور العفاف {وكان اللّه غفورًا رحيمًا} [الفرقان: 70].
فكتب بها رسول اللّه إليه، فقال وحشيٌّ: هذا شرطٌ شديدٌ فلعلّي ألا أبقى بعد التّوبة حتّى أعمل صالحًا.
فكتب إلى رسول اللّه: هل من شيءٍ أوسع من هذا؟ فأنزل اللّه: {إنّ اللّه لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء} [النساء: 48].
فكتب بها رسول اللّه إلى وحشيٍّ، فأرسل وحشيٌّ إلى رسول اللّه: إنّي أخاف ألا أكون من مشيئة اللّه.
فأنزل اللّه في وحشيٍّ وأصحابه: {قل يا عبادي الّذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة اللّه إنّ اللّه يغفر الذّنوب جميعًا إنّه هو الغفور الرّحيم} [الزمر: 53] فكتب بها رسول اللّه إلى وحشيٍّ فأقبل وحشيٌّ، إلى رسول اللّه وأسلم). [تفسير القرآن العظيم: 1/491]
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ومن يفعل ذلك يلق أثامًا} [الفرقان: 68] سعيدٌ عن قتادة قال: أي نكالًا.
قال: وكنّا نحدّث أنّه وادٍ في جهنّم قعيرٌ غمرٌ). [تفسير القرآن العظيم: 1/491]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {ومن يفعل ذلك يلق آثاماً...}

{يضاعف له العذاب يوم القيامة...}قرأت القراء بجزم (يضاعف) ورفعه عاصم بن أبي النّجود. والوجه الجزم. وذلك أن كلّ مجزوم فسّرته ولم يكن فعلاً لما قبله فالوجه فيه الجزم،
وما كان فعلاً لما قبله رفعته. فأمّا المفسّر للمجزوم فقوله: {ومن يفعل ذلك يلق آثاماً} ثم فسر الآثام، فقال {يضاعف له العذاب} ومثله في الكلام: إن تكلّمني توصني بالخير والبرّ أقبل منك؛ ألا ترى أنك فسّرت الكلام بالبرّ ولم يكن فعلاً له، فلذلك جزمت. ولو كان الثاني فعلا للأوّل لرفعته، كقولك إن تأتنا تطلب الخير تجده؛ ألا ترى أنك تجد (تطلب) فعلاً للإتيان كقيلك: إن تأتنا طالباً للخير تجده.قال الشاعر:
متى تأته تعشو إلى ضوء ناره=تجد خير نار عندها خير موقد
فرفع (تعشو) لأنه أراد: متى تأته عاشياً. ورفع عاصم (يضاعف له) لأنه أراد الاستئناف كما تقول: إن تأتنا نكرمك نعطيك كلّ ما تريد، لا على الجزاء). [معاني القرآن: 2/273]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): (" يلق أثاماً " أي عقوبة). [مجاز القرآن: 2/81]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {ومن يفعل ذلك يلق أثاماً} أي عقوبة. قال الشاعر:
[عقوقا] والعقوق له أثام أي عقوبة). [تفسير غريب القرآن: 315]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله:لا يدعون مع اللّه إلها آخر ولا يقتلون النّفس الّتي حرّم اللّه إلّا بالحقّ ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما}
{ومن يفعل ذلك يلق أثاما} " يلق " جزم على الجزاء، وتأويل الأثام تأويل المجازاة على الشيء.
قال أبو عمرو الشيباني: يقال قد لقي أثام ذلك أي جزاء ذلك.
وسيبويه والخليل يذهبان إلى أن معناه يلقى جزاء الأثام، قال سيبويه جزمت. (يضاعف له العذاب)، لأن مضاعفة العذاب لقي الأثام
كما قال الشاعر:
متى تأتنا تلمم بنا في ديارنا=تجد حطبا جزلا ونارا تأجّجا
لأن الإتيان هو الإلمام، فجزم تلمم لأنه بمعنى تأتي.
وقرأ الحسن وحده " يضعّف " له العذاب، وهو جيّد بالغ، تقول ضاعفت الشيء وضعّفته.
وقرأ عاصم: (يضاعف له العذاب) بالرفع. على تأويل تفسير يلق أثاما، كأنّ قائلا قال ما لقيّ الأثام، فقيل يضاعف للآثم العذاب ). [معاني القرآن: 4/76]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله تعالى: {والذين لا يدعون مع الله إلها آخر}
قال أبو وائل قال عبد الله بن مسعود سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الذنب أعظم فقال أن تشرك بالله جل وعلا وهو خلقك
قلت ثم أي قال أن تقتل ولدك من أجل أن يأكل معك وتزني بحليلة جارك ثم قرأ عبد الله والذين لا يدعون مع الله إلها آخر الآية
وقوله جل وعز: {ومن يفعل ذلك يلق آثاما}
قال مجاهد هو واد في جهنم
وقال أبو عمرو الشيباني يقال لقي آثام ذلك أي جزاء ذلك
وقال القتبي الآثام جزاء العقوبة وأنشد:
والعقوق له آثام
قال أبو جعفر وأصح ما قيل في هذا وهو قول الخليل وسيبويه أن المعنى يلق جزاء الآثام كما قال سبحانه: {واسأل القرية}
وبين جزاء الآثام فقال يضاعف له العذاب يوم القيامة كما بين الشاعر في قوله:
متى تأتنا تلمم بنا في ديارنا = تجد حطبا جزلا ونارا تأججا
قال الضحاك لما أنزل الله جل وعز: {والذين لا يدعون مع الله إلها آخر} إلى آخر الآية قال المشركون قد زعم أنه لا توبة لنا، فأنزل الله جل وعز: {إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا} أي تاب من الشرك ودخل في الإسلام، ونزل هذا بمكة وأنزل الله: {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا} الآية ثم أنزل بالمدينة بعد ثماني سنين: {ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم} وهي مبهمة لا مخرج منها). [معاني القرآن: 5/50-52]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {يَلْقَ أَثَامًا}: أي عقوبة). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 173]

تفسير قوله تعالى: {يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا (69)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (وفي تفسير الكلبيّ: أنّ وحشيًّا بعدما قتل حمزة كتب إلى النّبيّ يسأله هل له توبةٌ وكتب إليه فيما كتب: إنّ اللّه أنزل آيتين بمكّة أيستاني من كلّ خيرٍ: {والّذين لا يدعون مع اللّه إلهًا آخر ولا يقتلون النّفس الّتي حرّم اللّه إلا بالحقّ ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثامًا {68} يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانًا {69}} [الفرقان: 68-69] وإنّ وحشيًّا قد فعل هذا كلّه، قد زنى، وأشرك، وقتل النّفس الّتي حرّم اللّه.
فأنزل اللّه.
{إلا من تاب} [الفرقان: 70] أي من الزّنا {وآمن} [الفرقان: 70] بعد الشّرك {وعمل عملا صالحًا} [الفرقان: 70] بعد السّيّئات {فأولئك يبدّل اللّه سيّئاتهم حسناتٍ} [الفرقان: 70] بالشّرك الإيمان، وبالفجور العفاف {وكان اللّه غفورًا رحيمًا} [الفرقان: 70].
فكتب بها رسول اللّه إليه، فقال وحشيٌّ: هذا شرطٌ شديدٌ فلعلّي ألا أبقى بعد التّوبة حتّى أعمل صالحًا.
فكتب إلى رسول اللّه: هل من شيءٍ أوسع من هذا؟ فأنزل اللّه: {إنّ اللّه لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء} [النساء: 48].
فكتب بها رسول اللّه إلى وحشيٍّ، فأرسل وحشيٌّ إلى رسول اللّه: إنّي أخاف ألا أكون من مشيئة اللّه.
فأنزل اللّه في وحشيٍّ وأصحابه: {قل يا عبادي الّذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة اللّه إنّ اللّه يغفر الذّنوب جميعًا إنّه هو الغفور الرّحيم} [الزمر: 53] فكتب بها رسول اللّه إلى وحشيٍّ فأقبل وحشيٌّ، إلى رسول اللّه وأسلم). [تفسير القرآن العظيم: 1/491]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
(" يضعّف له العذاب يوم القيامة " أي يلق عقوبة وعقاباً كما وصف " يضعف له العذاب " وقال بلعاء بن قيس الكناني:

جزى الله ابن عروة حيث أمسى=عقوقاً والعقوق له أثام
أي عقاباً). [مجاز القرآن: 2/81]

تفسير قوله تعالى: {إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (70)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (ثمّ قال: {إلا من تاب} [الفرقان: 70] إلا من كان أصاب ذلك في شركٍ فتاب.
{فأولئك يبدّل اللّه سيّئاتهم} [الفرقان: 70] الّتي أصابوها في الشّرك.
{حسناتٍ} [الفرقان: 70] قال: وسيّئاتهم، الشّرك.
{حسناتٍ} [الفرقان: 70].
وقال: {قل يا عبادي الّذين أسرفوا على أنفسهم} [الزمر: 53] بالشّرك {لا تقنطوا من رحمة اللّه إنّ اللّه يغفر الذّنوب جميعًا} [الزمر: 53] الّتي كانت في الجاهليّة). [تفسير القرآن العظيم: 1/490]
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (وفي تفسير الكلبيّ: أنّ وحشيًّا بعدما قتل حمزة كتب إلى النّبيّ يسأله هل له توبةٌ وكتب إليه فيما كتب: إنّ اللّه أنزل آيتين بمكّة أيستاني من كلّ خيرٍ: {والّذين لا يدعون مع اللّه إلهًا آخر ولا يقتلون النّفس الّتي حرّم اللّه إلا بالحقّ ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثامًا {68} يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانًا {69}} [الفرقان: 68-69] وإنّ وحشيًّا قد فعل هذا
كلّه، قد زنى، وأشرك، وقتل النّفس الّتي حرّم اللّه.
فأنزل اللّه.
{إلا من تاب} [الفرقان: 70] أي من الزّنا {وآمن} [الفرقان: 70] بعد الشّرك {وعمل عملا صالحًا} [الفرقان: 70] بعد السّيّئات {فأولئك يبدّل اللّه سيّئاتهم حسناتٍ} [الفرقان: 70] بالشّرك الإيمان، وبالفجور العفاف {وكان اللّه غفورًا رحيمًا} [الفرقان: 70].
فكتب بها رسول اللّه إليه، فقال وحشيٌّ: هذا شرطٌ شديدٌ فلعلّي ألا أبقى بعد التّوبة حتّى أعمل صالحًا.
فكتب إلى رسول اللّه: هل من شيءٍ أوسع من هذا؟ فأنزل اللّه: {إنّ اللّه لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء} [النساء: 48].
فكتب بها رسول اللّه إلى وحشيٍّ، فأرسل وحشيٌّ إلى رسول اللّه: إنّي أخاف ألا أكون من مشيئة اللّه.
فأنزل اللّه في وحشيٍّ وأصحابه: {قل يا عبادي الّذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة اللّه إنّ اللّه يغفر الذّنوب جميعًا إنّه هو الغفور الرّحيم} [الزمر: 53] فكتب بها رسول اللّه إلى وحشيٍّ فأقبل وحشيٌّ، إلى رسول اللّه وأسلم). [تفسير القرآن العظيم: 1/491] (م)
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانًا {69} إلا من تاب} [الفرقان: 69-70] استثنى من تاب.
[تفسير القرآن العظيم: 1/491]
{وآمن وعمل عملا صالحًا} [الفرقان: 70] الحسن بن دينارٍ، عن الحسن في قوله في {[طه:] وإنّي لغفّارٌ لمن تاب} [سورة طه: 82] من الشّرك و {وآمن} [الفرقان: 70] وأخلص الإيمان للّه
{وعمل صالحًا} [الفرقان: 71] في إيمانه.
سعيدٌ عن قتادة قال: إلا من تاب من ذنبه، وآمن بربّه، وعمل صالحًا فيما بينه وبين اللّه.
{فأولئك يبدّل اللّه سيّئاتهم حسناتٍ} [الفرقان: 70] فأمّا التّبديل في الدّنيا فطاعة اللّه بعد عصيانه، وذكر اللّه بعد نسيانه، والخير يعمله بعد الشّرّ.
{وكان اللّه غفورًا رحيمًا} [الفرقان: 70] ). [تفسير القرآن العظيم: 1/492]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
(وقوله: {إلّا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدّل اللّه سيّئاتهم حسنات وكان اللّه غفورا رحيما}

ليس أن السيئة بعينها تصير حسنة، ولكن التأويل أن السيئة تمحى بالتوبة وتكتب الحسنة مع التوبة، والكافر يحبط اللّه عمله ويثبت اللّه عليه السّيئات). [معاني القرآن: 4/76]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات}
روى عاصم عن أبي عثمان عن سلمان قال يقرأ المؤمن في أول كتابه السيئات ويرى الحسنات دون ذلك فينظر وجهه وينظر أعلاه فإذا هو حسنات كله فيقول هاؤم اقرءوا كتابيه فأولئك الذين يبدل الله سيئاتهم حسنات
قال مجاهد والضحاك أي يبدلهم من الشرك الإيمان
وقال الحسن قوم يقولون التبديل في الآخرة يوم القيامة وليس كذلك إنما التبديل في الدنيا يبدلهم الله إيمانا من الشرك وإخلاصا من الشك وإحصانا من الفجور
قال أبو إسحاق ليس يجعل مكان السيئة حسنة ولكن يجعل مكان السيئة التوبة والحسنة مع التوبة). [معاني القرآن: 5/53-52]

تفسير قوله تعالى: {وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا (71)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ومن تاب وعمل صالحًا فإنّه يتوب إلى اللّه متابًا} [الفرقان: 71] تقبّل توبته إذا تاب قبل الموت كقوله في سورة النّساء: {وليست التّوبة للّذين يعملون السّيّئات حتّى إذا حضر أحدهم الموت قال إنّي تبت الآن} [النساء: 18].
ويقال: تقبل التّوبة من العبد ما لم يغرغر). [تفسير القرآن العظيم: 1/492]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) :
(وقوله جل وعز: {ومن تاب وعمل صالحا فإنه يتوب إلى الله متاب}

أي توبة مؤكدة أي إذا عمل صالحا بعد التوبة قيل تاب متابا أي متابا مرضيا مقبولا). [معاني القرآن: 5/54]

رد مع اقتباس