عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 8 جمادى الأولى 1434هـ/19-03-2013م, 12:05 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

التفسير اللغوي

{أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا وَاللَّهُ يَحْكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (41) وَقَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلِلَّهِ الْمَكْرُ جَمِيعًا يَعْلَمُ مَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ وَسَيَعْلَمُ الْكُفَّارُ لِمَنْ عُقْبَى الدَّارِ (42) وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلًا قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ (43)}

تفسير قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا وَاللَّهُ يَحْكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (41)}

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {أولم يروا أنّا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها...}
جاء: أولم ير أهل مكّة أنا نفتح لك ما حولها. فذلك قوله (ننقصها) أي أفلا يخافون أن تنالهم. وقيل {ننقصها من أطرافها} بموت العلماء.
وقوله: {لا معقّب لحكمه} يقول: لا رادّ لحكمه إذا حكم شيئا والمعقّب الذي يكرّ على الشيء.
وقول لبيد:
حتّى تهجّر في الرّواح وهاجه =طلب المعقّب حقّه المظلوم
من ذلك لأن (المعقّب صاحب الدين يرجع على صاحبه فيأخذه منه، أو من أخذ منه شيء فهو راجع ليأخذه) ). [معاني القرآن: 2/66]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {ننقصها من أطرافها} مجازه: ننقص من في الأرض ومن في نواحيها من العلماء والعباد،
وفي آية أخرى: (وسل القرية) مجازه: وسل من في القرية.
{لا معقّب لحكمه} أي لا رادّ له ولا مغيّر له عن الحق). [مجاز القرآن: 1/334]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {لا معقب لحكمه}: أي لا راد ولا مغير). [غريب القرآن وتفسيره: 195]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {ننقصها من أطرافها} أي بموت العلماء والعبّاد ويقال: بالفتوح على المسلمين. كأنه ينقص المشركين مما في أيديهم.
{لا معقّب لحكمه} أي لا يتعقبه أحد بتغيير ولا نقص). [تفسير غريب القرآن: 229]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (ثم أعلم اللّه أن بيان ما وعدوا به قد ظهر وتبيّن فقال عزّ وجلّ:
{أولم يروا أنّا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها واللّه يحكم لا معقّب لحكمه وهو سريع الحساب }أي أو لم يروا أنا قد فتحنا على المسلمين من الأرض ما قد تبين لهم.
ودليل هذا القول قوله عزّ وجلّ في موضع آخر:
{أفلا يرون أنّا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها أفهم الغالبون}
وقيل في تفسير هذه الآية ما وصفنا، وقيل غير قول.
قيل نقصها من أطرافها موت أهلها، ونقص ثمارها.
وقيل ننقصها من أطرافها بموت العلماء.
والقول الأول بين). [معاني القرآن: 3/151]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم بين جل وعز أنه كان ما وعد
فقال: {أولم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها}
يظهر الإسلام بإخراج ما في يد المشركين وإظهار المسلمين عليهم
وفي هذه الآية أقوال هذا أشبهها بالمعنى
ومن الدليل على صحته قوله جل وعز: {أفلا يرون أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها أفهم الغالبون} وهذا القول مذهب الضحاك
وروى سلمة بن نبيط عنه أنه قال في قول الله تعالى: {أولم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها} قال هو ما تغلب عليه من بلادهم
وروى عكرمة عن ابن عباس قال هو خراب الأرض حتى يكون في ناحية منها أي حتى يكون العمران في ناحية منها
وروى سفيان عن منصور عن مجاهد ننقصها من أطرافها قال الموت موت الفقهاء والعلماء
ثم قال تعالى: {والله يحكم لا معقب لحكمه}
قال الخليل لا راد لقضائه
قال أبو جعفر والمعنى ليس أحد يتعقب حكمه بنقض ولا تغيير). [معاني القرآن: 3/506-504]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {ننقصها من أطرافها} قيل: موت العلماء والعباد.
{لا معقب لحكمه} أي لا يتعقبه أحد بتغيير ولا نقص). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 120]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {لاَ مُعَقِّبَ}: لا مغير). [العمدة في غريب القرآن: 168]

تفسير قوله تعالى: {وَقَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلِلَّهِ الْمَكْرُ جَمِيعًا يَعْلَمُ مَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ وَسَيَعْلَمُ الْكُفَّارُ لِمَنْ عُقْبَى الدَّارِ (42)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وسيعلم الكفّار...}
على الجمع وأهل المدينة (الكافر) ). [معاني القرآن: 2/67]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (الحسن {وسيعلم الكفار}.
ابن عباس وأبو عمرو {الكافر} ). [معاني القرآن لقطرب: 763]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {وقد مكر الّذين من قبلهم فللّه المكر جميعا يعلم ما تكسب كلّ نفس وسيعلم الكفّار لمن عقبى الدّار}
{وسيعلم الكفّار لمن عقبى الدّار}.
وقرئت: وسيعلم الكافر، ومعنى الكفار والكافر ههنا واحد.
الكافر اسم للجنس، كما تقول قد كثرت الدراهم في أيدي الناس.
وقد كثر الدّرهم في أيدي الناس..
وقرأ بعضهم وسيعلم الكافرون، وبعضهم وسيعلم الذين كفروا.
وهاتان القراءتان لا تجوزان لمخالفتهما المصحف المجمع عليه.
لأن القراءة سنّة). [معاني القرآن: 3/151]

تفسير قوله تعالى: {وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلًا قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ (43)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): ( وقوله: {ومن عنده علم الكتاب...}
يقال عبد الله بن سلام. و(من عنده) خفض مردود على الله عزّ وجل...
- وحدثني شيخ عن الزّهري رفعه إلى عمر بن الخطاب أنه لما جاء يسلم سمع النبي صلى الله عليه وسلم وهو يتلو {ومن عنده علم الكتاب}...
- وحدثني شيخ عن رجل عن الحكم بن عتيبة {ومن عنده علم الكتاب} ويقرأ (ومن عنده علم الكتاب) بكسر الميم من (من) ). [معاني القرآن: 2/67]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وجاء عن النبي صلى الله عليه وسلم "ومن عنده علم الكتاب".
الحسن وأبو عمرو والأعمش {ومن عنده علم الكتاب} يصيرها "من" وتصير "عنده" ظرفًا.
مجاهد "ومن عنده علم الكتاب"). [معاني القرآن لقطرب: 763]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {ويقول الّذين كفروا لست مرسلا قل كفى باللّه شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب}
{قل كفى باللّه شهيدا بيني وبينكم}.
الباء في موضع رفع مع الاسم، المعنى كفى الله شهيدا، وشهيدا منصوب على التمييز.
{ومن عنده علم الكتاب}.
و " من " يعود على الله عزّ وجلّ، وقيل في التفسير يعنى به عبد الله بن سلام وقيل ابن يامين، والذي يدل على أنه راجع إلى اللّه عزّ وجلّ – قراءة من قرأ (ومن عنده) علم الكتاب، ومن عنده علم الكتاب لأن الأشبه، واللّه أعلم - أن اللّه لا يستشهد على خلقه بغيره.
وذلك التفسير جائز لأن البراهين إذا قامت مع اعتراف من قرأ الكتب التي أنزلت قبل القرآن فهو أمر مؤكد). [معاني القرآن: 3/152-151]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله تعالى: {قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب}
قال ابن جريج عن مجاهد عبد الله بن سلام
وقال شعبة عن الحكم عن مجاهد ومن عنده علم الكتاب هو الله تبارك وتعالى
وقال سليمان التيمي هو عبد الله بن سلام
وقال قتادة منهم عبد الله بن سلام فإنه قال نزل في قرآن ثم تلا ومن عنده علم الكتاب
وأذكر هذا القول الشعبي وعكرمة
قال الشعبي نزلت هذه الآية قبل أن يسلم عبد الله بن سلام
وقال سعيد بن جبير وعكرمة هذه الآية نزلت بمكة فكيف نزلت في عبد الله بن سلام
وقال الحسن أي كفى بالله شهيدا وبالله مرتين يذهب إلى أن من تعود على اسم الله
قال أبو جعفر وهذا أحسن ما قيل في هذه الآية من وجهات
إحداها أنه يبعد أن يستشهد الله بأحد من خلقه
ومنها ما أنكره الشعبي وعكرمة
ومنها أنه قرئ {ومن عنده علم الكتاب} بكسر الميم والدال والعين روي ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم وإن كان في الرواية ضعف روى ذلك سليمان بن الأرقم عن الزهري بن سالم عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ ومن عنده علم وكذلك روي عن ابن عباس وسعيد بن جبير أنهما قرآ
ولا اختلاف بين المفسرين أن المعنى ومن عند الله فأن يكون معنى القراءتين واحدا أحسن
وروى محبوب عن إسماعيل بن محمد اليماني أنه قرأ ومن عنده علم الكتاب بضم العين ورفع الكتاب
قال أبو جعفر وقول من قال هو عبد الله بن سلام وغيره يحتمل أيضا لأن البراهين إذا صحت وعرفها من قرأ الكتب التي أنزلت قبل القرآن كان أمرا مؤكدا
والله أعلم بحقيقة ذلك). [معاني القرآن: 3/509-506]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( دوَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ} قال مجاهد: هو عبد الله بن سلام، وذلك أنه وقف اليهود على صفة محمد
- صلى الله عليه وسلم - في التوراة، وقطعهم بالحجج). [ياقوتة الصراط: 283]


رد مع اقتباس