عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 25 محرم 1440هـ/5-10-2018م, 06:04 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {طسم (1) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ( {طسم (1) تلك آيات الكتاب المبين (2) نتلوا عليك من نبإ موسى وفرعون بالحقّ لقومٍ يؤمنون (3) إنّ فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعًا يستضعف طائفةً منهم يذبّح أبناءهم ويستحيي نساءهم إنّه كان من المفسدين (4) ونريد أن نمنّ على الّذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمّةً ونجعلهم الوارثين (5) ونمكّن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون (6) }
قد تقدّم الكلام على الحروف المقطّعة). [تفسير ابن كثير: 6/ 220]

تفسير قوله تعالى: {تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {تلك} أي: هذه {آيات الكتاب المبين} أي: الواضح الجليّ الكاشف عن حقائق الأمور، وعلم ما قد كان وما هو كائنٌ). [تفسير ابن كثير: 6/ 220]

تفسير قوله تعالى: {نَتْلُوا عَلَيْكَ مِنْ نَبَإِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (3) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {نتلو عليك من نبإ موسى وفرعون بالحقّ لقومٍ يؤمنون} كما قال تعالى: {نحن نقصّ عليك أحسن القصص} [يوسف: 3] أي: نذكر لك الأمر على ما كان عليه، كأنّك تشاهد وكأنّك حاضرٌ). [تفسير ابن كثير: 6/ 220]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (4) وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ (5) وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ (6) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ قال: {إنّ فرعون علا في الأرض} أي: تكبّر وتجبّر وطغى. {وجعل أهلها شيعًا} أي: أصنافًا، قد صرّف كلّ صنفٍ فيما يريد من أمور دولته.
وقوله: {يستضعف طائفةً منهم} يعني: بني إسرائيل. وكانوا في ذلك الوقت خيار أهل زمانهم. هذا وقد سلّط عليهم هذا الملك الجبّار العنيد يستعملهم في أخسّ الأعمال، ويكدّهم ليلًا ونهارًا في أشغاله وأشغال رعيّته، ويقتل مع هذا أبناءهم، ويستحيي نساءهم، إهانةً لهم واحتقارًا، وخوفًا من أن يوجد منهم الغلام الّذي كان قد تخوّف هو وأهل مملكته من أن يوجد منهم غلام، يكون سبب هلاكه وذهاب دولته على يديه. وكانت القبط قد تلقّوا هذا من بني إسرائيل فيما كانوا يدرسونه من قول إبراهيم الخليل، حين ورد الدّيار المصريّة، وجرى له مع جبّارها ما جرى، حين أخذ سارّة ليتّخذها جاريةً، فصانها اللّه منه، ومنعه منها بقدرته وسلطانه. فبشّر إبراهيم عليه السّلام ولده أنّه سيولد من صلبه وذرّيّته من يكون هلاك ملك مصر على يديه، فكانت القبط تتحدّث بهذا عند فرعون، فاحترز فرعون من ذلك، وأمر بقتل ذكور بني إسرائيل، ولن ينفع حذرٌ من قدرٍ؛ لأنّ أجل اللّه إذا جاء لا يؤخّر، ولكلّ أجلٍ كتابٌ؛ ولهذا قال: {ونريد أن نمنّ على الّذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمّةً ونجعلهم الوارثين. ونمكّن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون}. وقد فعل تعالى ذلك بهم، كما قال: {وأورثنا القوم الّذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها الّتي باركنا فيها وتمّت كلمة ربّك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا ودمّرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون} [الأعراف: 137] وقال: {كذلك وأورثناها بني إسرائيل} [الشّعراء: 59]، أراد فرعون بحوله وقوّته أن ينجو من موسى، فما نفعه ذلك مع قدر الملك العظيم الّذي لا يخالف أمره القدريّ، بل نفذ حكمه وجرى قلمه في القدم بأن يكون إهلاك فرعون على يديه، بل يكون هذا الغلام الّذي احترزت من وجوده، وقتلت بسببه ألوفًا من الولدان إنّما منشؤه ومربّاه على فراشك، وفي دارك، وغذاؤه من طعامك، وأنت تربّيه وتدلّله وتتفدّاه، وحتفك، وهلاكك وهلاك جنودك على يديه، لتعلم أنّ ربّ السّموات العلا هو القادر الغالب العظيم، العزيز القويّ الشّديد المحال، الّذي ما شاء كان، وما لم يشأ لم يكن). [تفسير ابن كثير: 6/ 220-221]

رد مع اقتباس