عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 13 ذو القعدة 1435هـ/7-09-2014م, 03:00 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {فَلَا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِمَّا يَعْبُدُ هَؤُلَاءِ مَا يَعْبُدُونَ إِلَّا كَمَا يَعْبُدُ آَبَاؤُهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِنَّا لَمُوَفُّوهُمْ نَصِيبَهُمْ غَيْرَ مَنْقُوصٍ (109)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({فلا تك في مريةٍ ممّا يعبد هؤلاء ما يعبدون إلا كما يعبد آباؤهم من قبل وإنّا لموفّوهم نصيبهم غير منقوصٍ (109) ولقد آتينا موسى الكتاب فاختلف فيه ولولا كلمةٌ سبقت من ربّك لقضي بينهم وإنّهم لفي شكٍّ منه مريبٍ (110) وإنّ كلا لمّا ليوفّينّهم ربّك أعمالهم إنّه بما يعملون خبيرٌ (111)}
يقول تعالى: {فلا تك في مريةٍ ممّا يعبد هؤلاء} المشركون، إنّه باطلٌ وجهل وضلالٌ، فإنّهم إنّما يعبدون ما يعبد آباؤهم من قبل، أي: ليس لهم مستند فيما هم فيه إلّا اتّباع الآباء في الجهالات، وسيجزيهم اللّه على ذلك أتمّ الجزاء فيعذّب كافرهم عذابًا لا يعذّبه أحدًا من العالمين، وإن كان لهم حسناتٌ فقد وفّاهم اللّه إيّاها في الدّنيا قبل الآخرة.
قال سفيان الثّوريّ، عن جابرٍ الجعفي، عن مجاهدٍ، عن ابن عبّاسٍ: {وإنّا لموفّوهم نصيبهم غير منقوصٍ} قال: ما وعدوا فيه من خيرٍ أو شرٍّ.
وقال عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم: لموفّوهم من العذاب نصيبهم غير منقوصٍ). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 353]

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ (110)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ ذكر تعالى أنّه آتى موسى الكتاب، فاختلف النّاس فيه، فمن مؤمنٍ به، ومن كافرٍ به، فلك بمن سلف من الأنبياء قبلك يا محمّد أسوةٌ، فلا يغيظنّك تكذيبهم لك، ولا يهيدنّك ذلك.
{ولولا كلمةٌ سبقت من ربّك لقضي بينهم} قال ابن جريرٍ: لولا ما تقدّم من تأجيله العذاب إلى أجلٍ معلومٍ، لقضى اللّه بينهم.
ويحتمل أن يكون المراد بالكلمة، أنّه لا يعذّب أحدًا إلّا بعدم قيام الحجّة عليه، وإرسال الرّسول إليه، كما قال: {وما كنّا معذّبين حتّى نبعث رسولا} [الإسراء:15]؛ فإنّه قد قال في الآية الأخرى: {ولولا كلمةٌ سبقت من ربّك لكان لزامًا وأجلٌ مسمًّى فاصبر على ما يقولون} [طه:129، 130].
ثمّ أخبر أنّ الكافرين في شكٍّ -ممّا جاءهم به الرّسول -قويٍّ، فقال {وإنّهم لفي شكٍّ منه مريبٍ}). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 353-354]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّ كُلًّا لَمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ رَبُّكَ أَعْمَالَهُمْ إِنَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (111)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ أخبرنا تعالى أنّه سيجمع الأوّلين والآخرين من الأمم، ويجزيهم بأعمالهم، إن خيرًا فخيرٌ، وإنّ شرًّا فشرٌّ، فقال: {وإنّ كلا لمّا ليوفّينّهم ربّك أعمالهم إنّه بما يعملون خبيرٌ} أي: عليمٌ بأعمالهم جميعها، جليلها وحقيرها، صغيرها وكبيرها.
وفي هذه الآية قراءاتٌ كثيرةٌ، ويرجع معناها إلى هذا الّذي ذكرناه، كما في قوله تعالى: {وإن كلٌّ لمّا جميعٌ لدينا محضرون} [يس:32] ). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 354]


رد مع اقتباس