عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 6 جمادى الأولى 1434هـ/17-03-2013م, 06:28 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: (وَجَاءَ الْمُعَذِّرُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ لِيُؤْذَنَ لَهُمْ وَقَعَدَ الَّذِينَ كَذَبُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (90) )

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وجاء المعذّرون...}
وهم الذين لهم عذر. وهو في المعنى المعتذرون، ولكن التاء أدغمت عند الذال فصارتا جميعا {ذالا} مشدّدة، كما قيل يذّكّرون ويذّكّر. وهو مثل {يخصّمون} لمن فتح الخاء، كذلك فتحت العين لأن إعراب التاء صار في العين؛ كانت - والله أعلم –
المعتذرون. وأما المعذّر على جهة المفعّل فهو الذي يعتذر بغير عذر؛ ... وحدثني أبو بكر بن عيّاش عن الكلبيّ عن أبي صالح عن ابن عباس، وأبو حفص الخرّاز عن جويبر عن الضحاك عن ابن عباس أنه قرأ: {المعذرون}، وقال: لعن الله المعذّرين؛ ذهب إلى من يعتذر بغير عذر، والمعذر: الذي قد بلغ أقصى العذر. والمعتذر قد يكون في معنى المعذر، وقد يكون لا عذر له. قال الله تبارك وتعالى في الذي لا عذر له:
{يعتذرون إليكم إذا رجعتم إليهم}.
ثم قال: {لا تعتذروا لا عذر لكم}. وقال لبيد في معنى الاعتذار بالأعذار إذا جعلهما واحدا:

وقوما فقولا بالذي قد علمتما =ولا تخمشا وجها ولا تحلقا الشعر
إلى الحول ثم اسم السلام عليكما =ومن يبك حولا كاملا فقد اعتذر
يريد: فقد أعذر). [معاني القرآن: 1/447-448]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {وجاء المعذّرون من الأعراب} أي من معذّر وليس بجادّ إنما يظهر غير ما في نفسه ويعرض ما لا يفعله). [مجاز القرآن: 1/267]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {وجاء المعذّرون من الأعراب ليؤذن لهم وقعد الّذين كذبوا اللّه ورسوله سيصيب الّذين كفروا منهم عذابٌ أليمٌ}
وقال: {وجاء المعذرون} خفيفة لأنها من "اعذروا" وقال بعضهم {المعذّرون} ثقيلة يريد: "المعتذرون" ولكنه ادغم التاء في الذال كما قال: {يخصّمون} وبها نقرأ. وقد يكون {المعذرون} بكسر العين لاجتماع الساكنين وإنما فتح لأنه حول فتحة التاء عليها. وقد يكون أن تضم العين تتبعها الميم وهذا مثل (المردفين) ). [معاني القرآن: 2/30]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (الحسن وأبو عمرو {وجاء المعذرون} بتثقيل الذال.
ابن عباس {وجاء المعذرون من الأعراب} من أعذر يعني أهل العذر، وعليها تفسير الكلبي.
والتثقيل يكون على وجهين:
على عذر في الأمر، فهو معذر.
ويجوز أن يكون أراد المعتذرون فأدغم، مثل {يهدي} و{يخطف} وقد فسرنا هذا الباب في صدر الكتاب.
وأما {المعذرون} فإذا كانت من أعذر، كان ذلك عذرًا لهم، وقد يقولون: ضربوا فأعذروا؛ أي كاد يموت المضروب؛ وضربوا فعذروا أي ضربًا قليلاً.
وحكي عن بعضهم أنه قال: "لن يهلك الناس حتى يعذروا أنفسهم" أي حتى يعلموا أن قد وجب عليهم العذاب؛ يجوز أن يكون المعنى هذا؛ كأنه قال: المعذرون الذين قد علموا أن قد وج بعليهم العذاب؛ وقالوا: عذرني فلان وأعذرني جميعًا.
[معاني القرآن لقطرب: 634]
والعامة {وقعد الذين كذبوا الله ورسوله} خفيفة.
وقراءة لبعض أهل البصرة "كذبوا" بالتثقيل). [معاني القرآن لقطرب: 635]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({المعذرون}: المعذر الذي يعذر في الطلب وليس بجاد. ويقال المعذرون المعتذرون وقد قرئت {المعذرون} والمعذر الذي قد أعذر). [غريب القرآن وتفسيره: 166]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( { المعذّرون} هم الذين لا يجدّون، إنما يعرضون ما لا يريدون أن يفعلوه، يقال: عذّرت في الأمر إذا قصّرت، وأعذرت، حذّرت.
ويقال: المعذّرون هم المعتذرون. أدغمت التاء في الذال. ومن قرأ {المعذرون}. فإنه من أعذرت في الأمر). [تفسير غريب القرآن: 191]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وجاء المعذّرون من الأعراب ليؤذن لهم وقعد الّذين كذبوا اللّه ورسوله سيصيب الّذين كفروا منهم عذاب أليم}
المعذّرون - بتشديد الذال - وتقرأ المعذرون، فمن قرأ: المعذرون.
فتأويله الذين أعذروا أي: جاءوا بعذر، ومن قرأ: المعذّرون بتشديد الذال فتأويله المعتذرون، إلا أن التاء أدغمت في الذال لقرب مخرجهما.
ومعنى المعتذرين الذين يعتذرون، كان لهم عذر أو لم يكن لهم.
وهو ههنا أشبه بأن يكون لهم عذر.
وأنشدوا:
إلى الحول ثم اسم السلام عليكما..=. ومن يبك حولا كاملا فقد اعتذر
المعنى فقد جاء بعذر، ويجوز المعذّرون - بكسر العين - لأن الأصل المعتذرون، فأسكنت التاء وأدغمت في - الذال ونقلت حركتها إلى العين فصار الفتح أولى الأشياء، ومن كسر العين حرك لالتقاء السّاكنين، ويجوز المعذرون، باتباع: الضمة التي قبلها وهذان الوجهان - كسر العين وضمها - لم يقرأ بهما، وإنما يجوز في النحو، وهما جهتان يثقل اللفظ بهما، فالقراءة بهما مطروحة. ويجوز أن يكون المعذرون: الذين: يعذرون، يوهمون أنّ لهم عذار ولا عذر لهم.
وقوله: {استأذنك أولو الطّول منهم}.
قيل {أولو الطول} هم أولو الغنى، وقيل أولو الفضل في المعنى والرأي والجاه.
والطول الفضل في القدرة على هذه الأشياء). [معاني القرآن: 2/464-465]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وجاء المعذرون من الأعراب ليؤذن لهم} وقرأ ابن عباس وجاء المعذرون
قال أبو جعفر المعذرون يحتمل معنيين
أحدهما أن يكون المعنى الأصل المعتذرون ثم أدغمت التاء في الذال ويكونون الذين لهم عذر قال لبيد:
إلى الحول ثم اسم السلام عليكما = ومن يبك حولا كاملا فقد اعتذر
وقد يعتذر ولا عذر
والقول الآخر أن يكون المعذرون الذين لا عذر لهم كما يقال عذر فلان
وزعم أبو العباس أن المعذر هو الذي لا عذر له
قال أبو جعفر ولا يجوز أن يكون بمعنى المعتذر لأنه إذا وقع الإشكال لم يجز الإدغام والمعذرون الذين قد بالغوا في العذر ومنه قد أعذر من أنذر أي قد بالغ في العذر من تقدم إليك فأنذرك
والمعذرون المعتذرون للإتباع والكسر على الأصل). [معاني القرآن: 3/242-243]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {المعذرون} قال: المعذرون المقصرون، والمعذرون: الذين لهم عذر. قال: وروي عن ابن عباس أنه قال: ' لعن الله المعذرين، ورحم الله المعتذرين '). [ياقوتة الصراط: 245]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( و{الْمُعَذِّرُونَ} هم الذين لا يجدون، إنما يعرضون ما لا يريدون أن يفعلوا. وقيل: هم المعتذرون، والتاء مدغمة في الذال). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 99]

تفسير قوله تعالى: (لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضَى وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (91) )
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومن الحرج: الإثم، قال تعالى: {لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ} [النور: 61] أي إثم {وَلَا عَلَى الْمَرْضَى وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ حَرَجٌ} [التوبة: 91]، أي إثم). [تأويل مشكل القرآن: 484]

تفسير قوله تعالى: (وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ (92) )
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {حزناً ألاّ يجدوا...}
{يجدوا} في موضع نصب بأن، ولو كانت رفعا على أن يجعل {لا} في مذهب {ليس} كأنك قلت: حزنا أن ليس يجدون ما ينفقون، ومثله. قوله: {أفلا يرون أن لا يرجع إليهم قولاً}. وقوله: {وحسبوا أن لا تكون فتنةٌ}.
وكلّ موضع صلحت {ليس} فيه في موضع {لا} فلك أن ترفع الفعل الذي بعد {لا} وتنصبه). [معاني القرآن: 1/448]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {تولّوا وأعينهم تفيض من الدّمع} والعرب إذا بدأت بالأسماء قبل الفعل جعلت أفعالها على العدد فهذا المستعمل، وقد يجوز أن يكون الفعل على لفظ الواحد كأنه مقدم ومؤخر، كقولك: وتفيض أعينهم، كما قال الأعشى:
فإن تعهديني ولي لمّةٌ... فإن الحوادث أودى بها
ووجه الكلام أن يقول: أودين بها، فلما توسع للقافية جاز على النّكس، كأنه قال: فإنه أودى الحوادث بها). [مجاز القرآن: 1/267-268]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت لا أجد ما أحملكم عليه تولوا وأعينهم تفيض من الدمع}
قال الحسن وبكر بن عبد الله نزلت في عبد الله بن
المغفل من مزينة أتى النبي صلى الله عليه وسلم يستحمله). [معاني القرآن: 3/243-244]


رد مع اقتباس