عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 3 محرم 1433هـ/28-11-2011م, 07:33 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآَيَاتِنَا إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَقَالَ إِنِّي رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (46) }

تفسير قوله تعالى: {فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِآَيَاتِنَا إِذَا هُمْ مِنْهَا يَضْحَكُونَ (47) }

تفسير قوله تعالى: {وَمَا نُرِيهِمْ مِنْ آَيَةٍ إِلَّا هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِهَا وَأَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (48) }

تفسير قوله تعالى: {وَقَالُوا يَا أَيُّهَا السَّاحِرُ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِنْدَكَ إِنَّنَا لَمُهْتَدُونَ (49) }
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): ( {وَقَالُوا يَا أَيُّهَا السَّاحِرُ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِنْدَكَ إِنَّنَا لَمُهْتَدُونَ} يقولون: إن فعلت بنا هذا اهتدينا لك). [مجالس ثعلب: 120]
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): ( والساحر من الأضداد؛ يقال: ساحر للمذموم المفسد، ويقال: ساحر للممدوح العالم؛ قال الله جل وعز: {وقالوا يا أيها الساحر ادع لنا ربك بما عهد عندك}، أرادوا: يا أيها العالم الفاضل؛ لأنهم لا يخاطبونه بالذم والعيب في حالة حاجتهم إلى دعائه لهم، واستنقاذه إياهم من العذاب والهلكة.
حدثنا أحمد بن الهيثم، قال: خبرنا محمد بن عمر العقبي، قال: خبرنا سلام أبو المنذر، عن مطر الوراق، عن ابن بريدة، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن من الشعر حكما وإن من البيان سحرا)).
حدثنا أحمد، قال: حدثنا محمد بن عمر، قال: حدثنا المفضل بن محمد النحوي، قال: حدثنا سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس، عن النبي عليه السلام بمثل ذلك.
فقول النبي صلى الله عليه: ((وإن من البيان سحرا)) يفسر تفسيرين مختلفين:
أحدهما: وإن من البيان ما يصرف قلوب السامعين إلى قبول ما يسمعون، ويضطرهم إلى التصديق به، وإن كان فيه غير حق، يدل على هذا الحديث الذي يروى عن قيس بن
عاصم وعمرو بن الأهتم والزبرقان بن بدر أنهم قدموا على النبي صلى الله عليه، فسأل النبي عمرا عن الزبرقان فأثنى عليه خيرا فلم يرض بذلك، وقال: والله يا رسول الله، إنه ليعلم أني أفضل مما وصف؛ ولكنه حسدني على موضعي منك. فأثنى عليه عمرو شرا، وقال: والله يا رسول الله ما كذبت عليه في الأولى ولا في الآخرة؛ ولكنه أرضاني فقلت بالرضا، وأسخطني فقلت بالسخط، فقال النبي عليه السلام: ((إن من البيان سحرا)). وقال مالك بن دينار: ما رأيت أحدا أبين من الحجاج بن يوسف، إن كان ليرقى في المنبر فيذكر إحسانه إلى أهل العراق وصفحه عنهم وإساءتهم إليه؛ حتى أقول في نفسي: إني لأحسبه صادقا، وإني لأظنهم ظالمين له.
وسمع مسلمة بن عبد الملك رجلا يتكلم فيحسن ويبين معانيه التي يقصد لها تبيينا شافيا، فقال مسلمة: هذا والله السحر الحلال.
والتأويل الآخر في الحديث: وإن من البيان ما يكسب من المأثم مثل ما يكسب السحر صاحبه؛ ويدل على هذا حديث النبي صلى الله عليه: ((إنما أنا بشر وإنكم تختصمون إلي، ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته، فمن قضيت له
بشيء من حق أخيه فإنما أقطع له قطعة من النار)) فقال كل واحد من الرجلين: يا رسول الله، حقي لأخي، فقال: ((لا، ولكن اذهبا فتوخيا، ثم استهما، ثم ليحلل كل واحد منكما صاحبه))، فدل صلى الله عليه بهذا على أن الرجل ببيانه وحسن عباراته يجعل الحق باطلا، والباطل حقا، فهذا الذي يكسب من الأوزار ببيانه ما يكسبه الساحر بسحره). [كتاب الأضداد: 343-345]

تفسير قوله تعالى: {فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِذَا هُمْ يَنْكُثُونَ (50) }

تفسير قوله تعالى: {وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ (51) }
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وأما ما حكى الله عن فرعون من قوله: {أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي أفلا تبصرون * أم أنا خيرٌ من هذا الذي هو مهينٌ} - فإنما تأويله - والله أعلم -: أنه قال: أفلا تبصرون. أم أنا خير? على أنهم ما قالوا له: أنت خير لكانوا عنده بصراء، فكأنه قال - والله أعلم -: أفلا تبصرون، أم تبصرون. وهذه أم المنقطعة؛ لأنه أدركه الشك في بصرهم، كالمسألة في قولك: أزيدٌ في الدار أم لا، وقد مضى تفسير هذا). [المقتضب: 3/295-296]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (فإن سميت مؤنثاً بمذكر على هذا الوزن عربيٍّ فإن فيه اختلافاً: فأما سيبويه والخليل والأخفش والمازني، فيرون أن صرفه لا يجوز؛ لأنه أخرج من بابه إلى باب يثقل صرفه، فكان بمنزلة المعدول. وذلك نحو امرأة سميتها زيدا أو عمرا. ويحتجون بأن مصر غير مصروفة في القرآن؛ لأن اسمها مذكر عنيت به البلدة. وذلك قوله عز وجل: {أليس لي ملك مصر} فأما قوله عز وجل: {اهبطوا مصراً}. فليس بحجةٍ عليه؛ لأنه مصرٌ من الأمصار، وليس مصر بعينها، هكذا جاء في التفسير، والله أعلم). [المقتضب: 3/351-352]

تفسير قوله تعالى: {أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلَا يَكَادُ يُبِينُ (52) }
قَالَ سِيبَوَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ قُنْبُرٍ (ت: 180هـ): (هذا باب أم منقطعةً
وذلك قولك أعمروٌ عندك أم عندك زيد فهذا ليس بمنزلة أيهما عندك ألا ترى أنك لو قلت أيهما عندك عندك لم يستقم إلا على التكرير والتوكيد.
ويدلك على أن هذا الآخر منقطعٌ من الأول قول الرجل إنها لإبلٌ ثم يقول أن شاءٌ يا قوم فكما جاءت أم ههنا بعد الخبر منقطعةً كذلك تجيء بعد الاستفهام وذلك أنه حين قال أعمروٌ عندك فقد ظن أنه عنده ثم أدركه مثل ذلك الظن في زيد بعد أن استغنى كلامه وكذلك إنها لإبلٌ أم شاءٌ إنما أدركه الشك حيث مضى كلامه على اليقين.
وبمنزلة أم ههنا قوله عز وجل: {الم * تنزيل الكتاب
لا ريب فيه من رب العالمين * أم يقولون افتراه} فجاء هذا الكلام على كلام العرب قد علم تبارك وتعالى ذلك من قولهم ولكن هذا على كلام العرب ليعرفوا ضلالتهم.
ومثل ذلك: {أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي أفلا تبصرون أم أنا خيرٌ من هذا الذي هو مهين} كأن فرعون قال أفلا تبصرون أم أنتم بصراء فقوله أم أنا خيرٌ من هذا بمنزلة أم أنتم بصراء لأنهم لو قالوا أنت خيرٌ منه كان بمنزلة قولهم نحن بصراء عنده وكذلك أم أنا خيرٌ بمنزلته لو قال أم أنتم بصراء.
ومثل ذلك قوله تعالى: {أم اتخذ مما يخلق بناتٍ وأصفاكم بالبنين} فقد علم النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمون أن الله عز وجل لم يتخذ ولداً ولكنه جاء على حرف الاستفهام ليبصروا ضلالتهم ألا ترى أن الرجل يقول للرجل آلسعادة أحب إليك أم الشقاء وقد علم أن السعادة أحب إليه من الشقاء وأن المسئول سيقول السعادة ولكنه أراد أن يبصر صاحبه وأن يعلمه). [الكتاب: 3/172-173] (م)
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وأما ما حكى الله عن فرعون من قوله: {أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي أفلا تبصرون * أم أنا خيرٌ من هذا الذي هو مهينٌ} - فإنما تأويله - والله أعلم -: أنه قال: أفلا تبصرون. أم أنا خير? على أنهم ما قالوا له: أنت خير لكانوا عنده بصراء، فكأنه قال - والله أعلم -: أفلا تبصرون، أم تبصرون. وهذه أم المنقطعة؛ لأنه أدركه الشك في بصرهم، كالمسألة في قولك: أزيدٌ في الدار أم لا، وقد مضى تفسير هذا). [المقتضب: 3/295-296] (م)

تفسير قوله تعالى: {فَلَوْلَا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ أَوْ جَاءَ مَعَهُ الْمَلَائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ (53) }
قال عليُّ بنُ حَمزةَ الكِسَائِيُّ (189هـ): (ويقال: سِوَار المرأة، للذي يكون في يدها ويقال: إسْوَار، بالألف وبغير ألف. قال الشاعر في السِّوار:

ألا طرقت بعد الهدوء نوار = تهادى عليها دملج وسِوَار
وفي الجمع: أسْوِرة. وقالت الخنساء في الإسوار:
مثل الرديني لم تدنس حديدته = كأنه تحت طي البرد إسوار
وفي الجمع: أَسَاوِرة، وأَسْوِرة. وقرئ بهما). [ما تلحن فيه العامة: 116]


تفسير قوله تعالى: {فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ (54) }

تفسير قوله تعالى: {فَلَمَّا آَسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ (55) }
قالَ أبو سعيدٍ الحَسَنُ بنُ الحُسَينِ السُّكَّريُّ (ت: 275هـ) : (
في كل يوم أرى منه مبينة = تكاد تسقط مني منة أسَفَا
...
والأسف: الحزين: والأسفان: الغضبان. قال: والأسيف في غير هذا الموضع: الرقيق القلب، ومنه الحديث: ((إن أبا بكر كان رجلا أسيفا)) ). [شرح ديوان كعب بن زهير: 70]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وقوله: "مات من دون هذا أسفًا"، يقول: تحسرًا، فهذا موضع ذا و"قد" يكون الأسف الغضب، قال الله عز وجل: {فَلَمَّا آسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ} والأسيف يكون الأجير ويكون الأسير فقد قيل في بيت الأعشى:
أرى رجلا ًمنهم أسيفًا كأنما... يضم إلى كشحيه كفًا مخضبا
المشهور أنه من التأسف لقطع يده، وقيل: بل هو أسير قد كبلت يده، ويقال: قد جرحها الغل، والقول الأول هو المجتمع عليه، ويقال في معنى أسيف عسيف أيضًا). [الكامل: 1/37-38]
قال أبو عليًّ إسماعيلُ بنُ القاسمِ القَالِي (ت: 356هـ) : (وأسف عليه يأسف قال اللّه تعالى: {فلمّا آسفونا انتقمنا منهم} [الزخرف: 55] ). [الأمالي: 1/64]

تفسير قوله تعالى: {فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفًا وَمَثَلًا لِلْآَخِرِينَ (56) }


رد مع اقتباس