عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 10:31 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا (11) وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَمْدُودًا (12)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ذرني ومن خلقت وحيدًا (11) وجعلت له مالًا ممدودًا (12) وبنين شهودًا (13) ومهّدت له تمهيدًا (14) ثمّ يطمع أن أزيد (15) كلّا إنّه كان لآياتنا عنيدًا (16) سأرهقه صعودًا (17) إنّه فكّر وقدّر (18) فقتل كيف قدّر (19) ثمّ قتل كيف قدّر (20) ثمّ نظر (21) ثمّ عبس وبسر (22) ثمّ أدبر واستكبر (23) فقال إن هذا إلّا سحرٌ يؤثر (24) إن هذا إلّا قول البشر (25) سأصليه سقر (26) وما أدراك ما سقر (27) لا تبقي ولا تذر (28) لوّاحةٌ للبشر (29) عليها تسعة عشر (30)}
يقول تعالى متوعّدًا لهذا الخبيث الّذي أنعم اللّه عليه بنعم الدّنيا، فكفر بأنعم اللّه، وبدّلها كفرًا، وقابلها بالجحود بآيات اللّه والافتراء عليها، وجعلها من قول البشر. وقد عدّد اللّه عليه نعمه حيث قال: {ذرني ومن خلقت وحيدًا} أي: خرج من بطن أمّه وحده لا مال له ولا ولد، ثمّ رزقه اللّه{مالا ممدودًا} أي: واسعًا كثيرًا قيل: ألف دينارٍ. وقيل: مائة ألف دينارٍ. وقيل: أرضًا يستغلّها. وقيل غير ذلك). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 265]

تفسير قوله تعالى: {وَبَنِينَ شُهُودًا (13)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وجعل له {وبنين شهودًا} قال مجاهدٌ: لا يغيبون، أي: حضورًا عنده لا يسافرون في التّجارات، بل مواليهم وأجراؤهم يتولّون ذلك عنهم وهم قعودٌ عند أبيهم، يتمتّع بهم ويتملّى بهم. وكانوا -فيما ذكره السّدّيّ، وأبو مالكٍ، وعاصم بن عمر بن قتادة-ثلاثة عشر. وقال ابن عبّاسٍ، ومجاهدٌ: كانوا عشرةً. وهذا أبلغ في النّعمة [وهو إقامتهم عنده]). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 265]

تفسير قوله تعالى: {وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيدًا (14)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ومهّدت له تمهيدًا} أي: مكّنته من صنوف المال والأثاث وغير ذلك). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 265]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ (15) كَلَّا إِنَّهُ كَانَ لِآَيَاتِنَا عَنِيدًا (16)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ثمّ يطمع أن أزيد * كلا إنّه كان لآياتنا عنيدًا} أي: معاندًا، وهو الكفر على نعمه بعد العلم). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 265]

تفسير قوله تعالى: {سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا (17)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (قال اللّه: {سأرهقه صعودًا} قال الإمام أحمد:حدّثنا حسنٌ، حدّثنا ابن لهيعة، عن درّاج، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد، عن رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "ويلٌ: وادٍ في جهنّم، يهوي فيه الكافر أربعين خريفًا قبل أن يبلغ قعره، والصّعود: جبلٌ من نارٍ يصعد فيه سبعين خريفًا، ثمّ يهوي به كذلك فيه أبدًا".
وقد رواه التّرمذيّ عن عبد بن حميد، عن الحسن بن موسى الأشيب، به ثمّ قال: غريبٌ، لا نعرفه إلّا من حديث ابن لهيعة عن درّاجٍ. كذا قال. وقد رواه ابن جريرٍ، عن يونس، عن عبد اللّه بن وهبٍ، عن عمرو بن الحارث، عن درّاج وفيه غرابةٌ ونكارةٌ.
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبو زرعة وعليّ بن عبد الرّحمن -المعروف بعلّان المصريّ -قال: حدّثنا منجاب، أخبرنا شريكٌ، عن عمّارٍ الدّهنيّ، عن عطيّة العوفيّ، عن أبي سعيدٍ، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: {سأرهقه صعودًا} قال: "هو جبلٌ في النّار من نارٍ يكلّف أن يصعده، فإذا وضع يده ذابت، وإذا رفعها عادت، فإذا وضع رجله ذابت، وإذا رفعها عادت".
ورواه البزّار وابن جريرٍ، من حديث شريكٍ، به.
وقال قتادة، عن ابن عبّاسٍ: صعودٌ: صخرةٌ [في جهنّم] عظيمةٌ يسحب عليها الكافر على وجهه.
وقال السّدّيّ: صعودًا: صخرةً ملساء في جهنّم، يكلّف أن يصعدها.
وقال مجاهدٌ: {سأرهقه صعودًا} أي: مشقّةً من العذاب. وقال قتادة: عذابًا لا راحة فيه. واختاره ابن جريرٍ). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 265-266]


رد مع اقتباس