عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 30 جمادى الأولى 1434هـ/10-04-2013م, 04:22 PM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاءُ كَالْمُهْلِ (8) )
قال محمدُ بنُ عيسى بنِ سَوْرة التِّرْمِذيُّ (ت: 279هـ): (حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا رشدين بن سعدٍ، عن عمرو بن الحارث، عن درّاجٍ أبي السّمح، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيدٍ، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم في قوله: {كالمهل} قال: كعكر الزّيت، فإذا قرّبه إلى وجهه سقطت فروة وجهه فيه.
هذا حديثٌ غريبٌ، لا نعرفه إلاّ من حديث رشدين). [سنن الترمذي: 5 / 283]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {يوم تكون السّماء كالمهل}. يقول تعالى ذكره: يوم تكون السّماء كالشّيء المذاب، وقد بيّنت معنى المهل فيما مضى بشواهده، واختلاف المختلفين فيه، وذكرنا ما قال فيه السّلف، فأغنى ذلك عن إعادته في هذا الموضع.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {يوم تكون السّماء كالمهل}. قال: كعكر الزّيت.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {يوم تكون السّماء كالمهل}: تتحوّل يومئذٍ لونًا آخر إلى الحمرة). [جامع البيان: 23 / 256]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (قوله تعالى: {يوم تكون السّماء كالمهل} [المعارج: 8]
- عن ابن عبّاسٍ {يوم تكون السّماء كالمهل} [المعارج: 8] كدرديّ الزّيت. وفي قوله: (آناء اللّيل) قال: جوف اللّيل.
رواه أحمد، وفيه قابوس بن أبي ظبيان، وثّقه ابن معينٍ وغيره، وضعّفه النّسائيّ وغيره، وبقيّة رجاله رجال الصّحيح). [مجمع الزوائد: 7 / 129]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد، وعبد بن حميد، وابن المنذر والخطيب في المتفق والمفترق والضياء في المختارة عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {يوم تكون السماء كالمهل} قال: إنها الآن خضراء وإنها تحول يوم القيامة لونا آخر إلى الحمرة.
وأخرج الطستي عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق قال له: أخبرني عن قوله: {يوم تكون السماء كالمهل} قال: كدردي الزيت وسواد العرق من خوف يوم القيامة قال: وهل تعرف العرب ذلك قال: نعم أما سمعت قول الشاعر:
تنادى به القسم السموم كأنها = تبطنت الأقراب من عرق مهلا.
وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {يوم تكون السماء كالمهل} قال: عكر الزيت {وتكون الجبال كالعهن} قال: كالصوف وفي قوله: {يبصرونهم} قال: المؤمنون يبصرون الكافرين). [الدر المنثور: 14 / 690-691]

تفسير قوله تعالى: (وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ (9) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله كالعهن قال كالصوف). [تفسير عبد الرزاق: 2/317]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {وتكون الجبال كالعهن}. يقول: وتكون الجبال كالصّوف.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، {كالعهن} قال: كالصّوف.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، في قوله: {كالعهن}. قال: كالصّوف). [جامع البيان: 23 / 256-257]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {يوم تكون السماء كالمهل} قال: عكر الزيت {وتكون الجبال كالعهن} قال: كالصوف وفي قوله: {يبصرونهم} قال: المؤمنون يبصرون الكافرين). [الدر المنثور: 14 / 690-691] (م)

تفسير قوله تعالى: (وَلَا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيمًا (10) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {ولا يسأل حميمٌ حميمًا (10) يبصّرونهم}. يقول تعالى ذكره: ولا يسأل قريبٌ قريبه عن شأنه لشغله بشأن نفسه.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال؛ حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {ولا يسأل حميمٌ حميمًا}: يشغل كلّ إنسانٍ بنفسه عن النّاس). [جامع البيان: 23 / 257]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وأولى الأقوال في ذلك بالصّحّة، قول من قال: معنى ذلك: {ولا يسأل حميمٌ حميمًا} عن شأنه، ولكنّهم يبصّرونهم فيعرفونهم، ثمّ يفرّ بعضهم من بعضٍ، كما قال جلّ ثناؤه: {يوم يفرّ المرء من أخيه وأمّه وأبيه وصاحبته وبنيه لكلّ امرئٍ منهم يومئذٍ شأنٌ يغنيه}.
وإنّما قلنا ذلك أولى التّأويلات بالصّواب، لأنّ ذلك أشبهها بما دلّ عليه ظاهر التّنزيل، وذلك أنّ قوله: {يبصّرونهم} تلا قوله: {ولا يسأل حميمٌ حميمًا} فلأن تكون الهاء والميم من ذكرهم أشبه منها بأن تكون من ذكر غيرهم). [جامع البيان: 23 / 259]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (واختلفت القرّاء في قراءة قوله: {ولا يسأل} فقرأ ذلك عامّة قرأة الأمصار سوى أبي جعفرٍ القارئ وشيبة بفتح الياء؛ وقرأه أبو جعفرٍ وشيبة: (ولا يسأل) بضمّ الياء، يعني: لا يقال لحميمٍ أين حميمك؟ ولا يطلب بعضهم من بعضٍ.
والصّواب من القراءة عندنا فتح الياء، بمعنى: لا يسأل النّاس بعضهم بعضًا عن شأنه، لصحّة معنى ذلك، ولإجماع الحجّة من القرأة عليه). [جامع البيان: 23 / 259]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {ولا يسأل حميم حميما} قال: شغل كل إنسان بنفسه عن الناس {يبصرونهم} قال: تعلمن والله ليعرفن يوم القيامة قوم قوما والناس أناس {يود المجرم لو يفتدي} الآية قال: يتمنى يوم القيامة لو يفتدى بالأحب فالأحب والأقرب فالأقرب من أهله وعشيرته لتشديد ذلك اليوم). [الدر المنثور: 14 / 691-692]

تفسير قوله تعالى: (يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ (11) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {يبصّرونهم}. اختلف أهل التّأويل في الّذين عنوا بالهاء والميم في قوله: {يبصّرونهم}. فقال بعضهم: عني بذلك الأقرباء أنّهم يعرفون أقرباءهم، ويعرف كلّ إنسانٍ قريبه، فذلك تبصير اللّه إيّاهم.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {يبصّرونهم}. قال: يعرف بعضهم بعضًا، ويتعارفون بينهم، ثمّ يفرّ بعضهم من بعضٍ، يقول: {لكلّ امرئٍ منهم يومئذٍ شأنٌ يغنيه}.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {يبصّرونهم} يعرّفونهم يعلمون، واللّه ليعرفنّ قومٌ قومًا، وأناسٌ أناسًا.
وقال آخرون: بل عني بذلك المؤمنون أنّهم يبصّرون الكفّار.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {يبصّرونهم} المؤمنون يبصّرون الكافرين.
وقال آخرون: بل عني بذلك الكفّار الّذين كانوا أتباعًا لآخرين في الدّنيا على الكفر، أنّهم يعرفون المتبوعين في النّار.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {يبصّرونهم}. قال: يبصّرون الّذين أضلّوهم في الدّنيا في النّار.
وأولى الأقوال في ذلك بالصّحّة، قول من قال: معنى ذلك: {ولا يسأل حميمٌ حميمًا} عن شأنه، ولكنّهم يبصّرونهم فيعرفونهم، ثمّ يفرّ بعضهم من بعضٍ، كما قال جلّ ثناؤه: {يوم يفرّ المرء من أخيه وأمّه وأبيه وصاحبته وبنيه لكلّ امرئٍ منهم يومئذٍ شأنٌ يغنيه}.
وإنّما قلنا ذلك أولى التّأويلات بالصّواب، لأنّ ذلك أشبهها بما دلّ عليه ظاهر التّنزيل، وذلك أنّ قوله: {يبصّرونهم} تلا قوله: {ولا يسأل حميمٌ حميمًا} فلأن تكون الهاء والميم من ذكرهم أشبه منها بأن تكون من ذكر غيرهم). [جامع البيان: 23 / 257-259]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {يودّ المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذٍ ببنيه (11) وصاحبته وأخيه (12) وفصيلته الّتي تؤويه (13) ومن في الأرض جميعًا ثمّ ينجيه}.
يقول تعالى ذكره: يودّ الكافر يومئذٍ ويتمنّى أنّه يفتدي من عذاب اللّه إيّاه ذلك اليوم ببنيه وصاحبته، وهي زوجته، وأخيه وفصيلته، وهم عشيرته الّتي تؤويه، يعني الّتي تضمّه إلى رحله، وتنزل فيه امرأته، لقربةٍ ما بينها وبينه، وبمن في الأرض جميعًا من الخلق، ثمّ ينجيه ذلك من عذاب اللّه إيّاه ذلك اليوم. وبدأ جلّ ثناؤه بذكر البنين، ثمّ الصّاحبة، ثمّ الأخ، إعلامًا منه عباده أنّ الكافر من عظيم ما ينزل به يومئذٍ من البلاء يفتدي نفسه، لو وجد إلى ذلك سبيلاً بأحبّ النّاس إليه، كان في الدّنيا، وأقربهم إليه نسبًا.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {يودّ المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذٍ ببنيه (11) وصاحبته وأخيه (12) وفصيلته الّتي تؤويه} الأحبّ فالأحبّ، والأقرب فالأقرب من أهله وعشيرته لشدائد ذلك اليوم.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {وفصيلته الّتي تؤويه}. قال: قبيلته.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {وصاحبته} قال: الصّاحبة الزّوجة {وفصيلته الّتي تؤويه}. قال: فصيلته: عشيرته). [جامع البيان: 23 / 259-260]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {يوم تكون السماء كالمهل} قال: عكر الزيت {وتكون الجبال كالعهن} قال: كالصوف وفي قوله: {يبصرونهم} قال: المؤمنون يبصرون الكافرين). [الدر المنثور: 14 / 690-691] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {ولا يسأل حميم حميما} قال: شغل كل إنسان بنفسه عن الناس {يبصرونهم} قال: تعلمن والله ليعرفن يوم القيامة قوم قوما والناس أناس {يود المجرم لو يفتدي} الآية قال: يتمنى يوم القيامة لو يفتدى بالأحب فالأحب والأقرب فالأقرب من أهله وعشيرته لتشديد ذلك اليوم). [الدر المنثور: 14 / 691-692] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {يبصرونهم} قال: يعرف بعضهم بعضا وتعارفون ثم يفر بعضهم من بعض). [الدر المنثور: 14 / 692]

تفسير قوله تعالى: (وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ (12) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {يودّ المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذٍ ببنيه (11) وصاحبته وأخيه (12) وفصيلته الّتي تؤويه (13) ومن في الأرض جميعًا ثمّ ينجيه}.
يقول تعالى ذكره: يودّ الكافر يومئذٍ ويتمنّى أنّه يفتدي من عذاب اللّه إيّاه ذلك اليوم ببنيه وصاحبته، وهي زوجته، وأخيه وفصيلته، وهم عشيرته الّتي تؤويه، يعني الّتي تضمّه إلى رحله، وتنزل فيه امرأته، لقربةٍ ما بينها وبينه، وبمن في الأرض جميعًا من الخلق، ثمّ ينجيه ذلك من عذاب اللّه إيّاه ذلك اليوم. وبدأ جلّ ثناؤه بذكر البنين، ثمّ الصّاحبة، ثمّ الأخ، إعلامًا منه عباده أنّ الكافر من عظيم ما ينزل به يومئذٍ من البلاء يفتدي نفسه، لو وجد إلى ذلك سبيلاً بأحبّ النّاس إليه، كان في الدّنيا، وأقربهم إليه نسبًا.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {يودّ المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذٍ ببنيه (11) وصاحبته وأخيه (12) وفصيلته الّتي تؤويه} الأحبّ فالأحبّ، والأقرب فالأقرب من أهله وعشيرته لشدائد ذلك اليوم.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {وفصيلته الّتي تؤويه}. قال: قبيلته.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {وصاحبته} قال: الصّاحبة الزّوجة {وفصيلته الّتي تؤويه}. قال: فصيلته: عشيرته). [جامع البيان: 23 / 259-260] (م)

تفسير قوله تعالى: (وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ (13) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى وفصيلته التي تؤويه قال قبيلته قال معمر وبلغني أن فصيلته أمه التي أرضعته). [تفسير عبد الرزاق: 2/318]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (الفصيلة: أصغر آبائه القربى، إليه ينتمي من انتمى). [صحيح البخاري: 6 / 160]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله الفصيلة أصغر آبائه القربى إليه ينتمي هو قول الفرّاء وقال أبو عبيدة الفصيلة دون القبيلة ثمّ الفصيلة فخذه الّتي تؤويه وقال عبد الرّزّاق عن معمرٍ بلغني أنّ فصيلته أمّه الّتي أرضعته وأغرب الدّاوديّ فحكى أنّ الفصيلة من أسماء النّار). [فتح الباري: 8 / 665]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (الفصيلة: أصغر آبائه القربى إليه: ينتمي من انتمى
أشار به إلى قوله تعالى: {وفصيلته الّتي تؤويه} (المعارج: 31) وفسرها: بقوله: (أصغر آبائه القربى) يعني: عشيرته الأدنون الّذين فصل عنهم، ونقل كذا عن الفراء وعن أبي عبيدة فخذه، وقيل: أقرباؤه الأقربون عن مجاهد: قبيلته، وعن الدّاوديّ: إن الفصيلة ولظى من أبواب جهنّم، وهذا غريب. قوله: (يننمي) ، أي: ينتسب، ويروى: إليه ينتهي، من الانتهاء). [عمدة القاري: 19 / 260]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (الفصيلة) ولأبي ذر والفصيلة (أصغر آبائه القربى) الذي فصل عنه (إليه ينتمي من انتمى) قاله الفراء. وفي نسخة وهي لأبي ذر ينتهي بالهاء بدل ينتمي بالميم، وسقط لأبي ذر قوله من انتمى). [إرشاد الساري: 7 / 400]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {يودّ المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذٍ ببنيه (11) وصاحبته وأخيه (12) وفصيلته الّتي تؤويه (13) ومن في الأرض جميعًا ثمّ ينجيه}.
يقول تعالى ذكره: يودّ الكافر يومئذٍ ويتمنّى أنّه يفتدي من عذاب اللّه إيّاه ذلك اليوم ببنيه وصاحبته، وهي زوجته، وأخيه وفصيلته، وهم عشيرته الّتي تؤويه، يعني الّتي تضمّه إلى رحله، وتنزل فيه امرأته، لقربةٍ ما بينها وبينه، وبمن في الأرض جميعًا من الخلق، ثمّ ينجيه ذلك من عذاب اللّه إيّاه ذلك اليوم. وبدأ جلّ ثناؤه بذكر البنين، ثمّ الصّاحبة، ثمّ الأخ، إعلامًا منه عباده أنّ الكافر من عظيم ما ينزل به يومئذٍ من البلاء يفتدي نفسه، لو وجد إلى ذلك سبيلاً بأحبّ النّاس إليه، كان في الدّنيا، وأقربهم إليه نسبًا.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {يودّ المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذٍ ببنيه (11) وصاحبته وأخيه (12) وفصيلته الّتي تؤويه} الأحبّ فالأحبّ، والأقرب فالأقرب من أهله وعشيرته لشدائد ذلك اليوم.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {وفصيلته الّتي تؤويه}. قال: قبيلته.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {وصاحبته} قال: الصّاحبة الزّوجة {وفصيلته الّتي تؤويه}. قال: فصيلته: عشيرته). [جامع البيان: 23 / 259-260] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن الضحاك رضي الله عنه {وفصيلته} قال: عشيرته.
وأخرج ابن المنذر عن محمد بن كعب رضي الله عنه {وفصيلته التي تؤويه} قال: قبيلته التي ينتسب إليها.
وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {وفصيلته} قال: قبيلته وفي قوله: {نزاعة للشوى} قال: لجلود الرأس {تدعو من أدبر وتولى} قال: عن الحق {وجمع فأوعى} قال: جمع المال). [الدر المنثور: 14 / 692]

تفسير قوله تعالى: (وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ يُنْجِيهِ (14) )

تفسير قوله تعالى: (كَلَّا إِنَّهَا لَظَى (15) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {كلاّ إنّها لظى (15) نزّاعةً للشّوى (16) تدعو من أدبر وتولّى (17) وجمع فأوعى}.
يقول تعالى ذكره: كلاّ ليس ذلك كذلك، ليس ينجيه من عذاب اللّه شيءٌ. ثمّ ابتدأ الخبر عمّا أعدّه له هنالك جلّ ثناؤه، فقال: {إنّها لظى} ولظى: اسمٌ من أسماء جهنّم، ولذلك لم يجر.
واختلف أهل العربيّة في موضعها، فقال بعض نحويّي البصرة: موضعها نصبٌ على البدل من الهاء، وخبر إنّ: {نزّاعةٌ} قال: وإن شئت جعلت {لظى} رفعًا على خبر إنّ، ورفعت {نزّاعةً} على الابتداء.
وقال بعض من أنكر ذلك: لا ينبغي أن يتبع الظّاهر المكنّى إلاّ في الشّذوذ؛ قال: والاختيار إنّها لظى نزّاعةٌ للشّوى لظى: الخبر، ونزّاعةً: حالٌ؛ قال: ومن رفع استأنف، لأنّه مدحٌ أو ذمٌّ؛ قال: ولا تكون ابتداءً إلاّ كذلك.
والصّواب من القول في ذلك عندنا، أنّ لظى الخبر، ونزّاعةً ابتداءٌ، فذلك رفعٌ، ولا يجوز النّصب في القراءة لإجماع قرّاء الأمصار على رفعها، ولا قارئ قرأ كذلك بالنّصب؛ وإن كان للنّصب في العربيّة وجهٌ؛ وقد يجوز أن تكون الهاء من قوله: {إنّها} عمادًا، ولظى مرفوعةٌ بـ (نزّاعةً)، ونزّاعةٌ) ب(لظى)، كما يقال: إنّها هندٌ قائمةٌ، وإنّه هندٌ قائمةً، فالهاء عمادٌ في الوجهين). [جامع البيان: 23 / 260-261]

تفسير قوله تعالى: (نَزَّاعَةً لِلشَّوَى (16) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن ابن التيمي عن قرة عن الحسن قال نزاعة للشوى قال للهام قال تأكله النار حتى لا يبقى منه شيء غير فؤاده يصيح). [تفسير عبد الرزاق: 2/317]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({للشّوى} [المعارج: 16] : اليدان والرّجلان والأطراف، وجلدة الرّأس يقال لها شواةٌ، وما كان غير مقتلٍ فهو شوًى). [صحيح البخاري: 6 / 160]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله للشّوى اليدان والرّجلان والأطراف وجلدة الرّأس يقال لها شواة وما كان غير مقتل فهو شوى هو كلام الفرّاء بلفظه أيضًا وقال أبو عبيدة الشّوى واحدتها شواةٌ وهي اليدان والرّجلان والرّأس من الآدميّين قال وسمعت رجلًا من أهل المدينة يقول اقشعرّت شواتي قلت له ما معناه قال جلدة رأسي والشّوى قوائم الفرس يقال عبل الشّوى ولا يراد في هذا الرّأس لأنّهم وصفوا الخيل بأسالة الخدّين ورقّة الوجه). [فتح الباري: 8 / 665]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (للشّوى: اليدان والرّجلان والأطراف وجلدة الرّأس يقال لها شواةٌ وما كان غير مقتلٍ فهو شوّى
أشار به إلى قوله تعالى: {كلا إنّها لظى نزاعة للشّوى} (المعارج: 51، 61) وكلامه ظاهرة منقول عن مجاهد، وفي التّفسير: نزاعة للشوى أي: نزاعة لجلد الرّأس، وقيل: المحاسن الوجه، وقيل: للعصب والعقب. وقيل: لأطراف اليدين والرّجلين والرّأس، وقيل: اللّحم دون العظم، واحده شواة. أي: لا تترك النّار لهم لحمًا ولا جلدا إلاّ أحرقته. وعن الكلبيّ: تأكل لحم الرّأس والدماغ كله ثمّ يعود الدّماغ كما كان ثمّ تعود تأكله، فذلك دأبها، وهي رواية عن ابن عبّاس). [عمدة القاري: 19 / 260]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({للشوى}) أي (اليدان والرجلان والأطراف وجلدة الرأس يقال لها شواة) وقيل الشوى جلد الإنسان (وما كان غير مقتل فهو شوى) قاله الفراء). [إرشاد الساري: 7 / 400]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {كلاّ إنّها لظى (15) نزّاعةً للشّوى (16) تدعو من أدبر وتولّى (17) وجمع فأوعى}.
يقول تعالى ذكره: كلاّ ليس ذلك كذلك، ليس ينجيه من عذاب اللّه شيءٌ. ثمّ ابتدأ الخبر عمّا أعدّه له هنالك جلّ ثناؤه، فقال: {إنّها لظى} ولظى: اسمٌ من أسماء جهنّم، ولذلك لم يجر.
واختلف أهل العربيّة في موضعها، فقال بعض نحويّي البصرة: موضعها نصبٌ على البدل من الهاء، وخبر إنّ: {نزّاعةٌ} قال: وإن شئت جعلت {لظى} رفعًا على خبر إنّ، ورفعت {نزّاعةً} على الابتداء.
وقال بعض من أنكر ذلك: لا ينبغي أن يتبع الظّاهر المكنّى إلاّ في الشّذوذ؛ قال: والاختيار إنّها لظى نزّاعةٌ للشّوى لظى: الخبر، ونزّاعةً: حالٌ؛ قال: ومن رفع استأنف، لأنّه مدحٌ أو ذمٌّ؛ قال: ولا تكون ابتداءً إلاّ كذلك.
والصّواب من القول في ذلك عندنا، أنّ لظى الخبر، ونزّاعةً ابتداءٌ، فذلك رفعٌ، ولا يجوز النّصب في القراءة لإجماع قرّاء الأمصار على رفعها، ولا قارئ قرأ كذلك بالنّصب؛ وإن كان للنّصب في العربيّة وجهٌ؛ وقد يجوز أن تكون الهاء من قوله: {إنّها} عمادًا، ولظى مرفوعةٌ بـ (نزّاعةً)، ونزّاعةٌ) ب(لظى)، كما يقال: إنّها هندٌ قائمةٌ، وإنّه هندٌ قائمةً، فالهاء عمادٌ في الوجهين). [جامع البيان: 23 / 260-261] (م)
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {نزّاعةً للشّوى}. يقول تعالى ذكره مخبرًا عن لظى إنّها تنزع جلدة الرّأس وأطراف البدن؛ والشّوى: جمع شواةٍ، وهي من جوارح الإنسان ما لم يكن مقتلاً، يقال: رمى فأشوى: إذا لم يصب مقتلاً، فربّما وصف الواصف بذلك جلدة الرّأس كما قال الأعشى:
قالت قتيلة ما له = قد جلّلت شيبًا شواته
وربّما وصف بذلك السّاق كقولهم في صفة الفرس: عبل الشّوى نهد الجزاره يعني بذلك: قوائمه، وأصل ذلك كلّه ما وصفت.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني سليمان بن عبد الجبّار، قال: حدّثنا محمّد بن الصّلت، قال: حدّثنا أبو كدينة، عن قابوس، عن أبيه، قال: سألت ابن عبّاسٍ عن {نزّاعةً للشّوى}. قال: تنزع أمّ الرّأس.
- حدّثنا إسحاق بن إبراهيم الصّوّاف، قال: حدّثنا الحسين بن الحسن الأشقر، قال: حدّثنا يحيى بن مهلّبٍ أبو كدينة، عن قابوس، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {نزّاعةً للشّوى}. قال: تنزع الرّأس.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله {نزّاعةً للشّوى}. يعني: الجلود والهام.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {نزّاعةً للشّوى}. قال: لجلود الرّأس.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن إبراهيم بن المهاجر، قال: سألت سعيد بن جبيرٍ عن قوله: {نزّاعةً للشّوى}. فلم يخبر، فسألت عنها مجاهدًا، فقلت: اللّحم دون العظم؟ فقال: نعم.
- قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن إسماعيل بن أبي خالدٍ، عن أبي صالحٍ، {نزّاعةً للشّوى}. قال: لحم السّاق.
- حدّثني محمّد بن عمارة الأسديّ، قال: حدّثنا قبيصة بن عقبة السّوائيّ، قال: حدّثنا سفيان، عن إسماعيل، عن أبي صالحٍ في قوله: {نزّاعةً للشّوى}. قال: نزّاعةً للّحم السّاقين.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن خارجة، عن قرّة بن خالدٍ، عن الحسن، {نزّاعةً للشّوى}. قال: للهام تحرق كلّ شيءٍ منه، ويبقى فؤاده يصيح.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا أبو عامرٍ، قال: حدّثنا قرّة، عن الحسن، في قوله: {نزّاعةً للشّوى} ثمّ ذكر نحوه.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {نزّاعةً للشّوى} أي: نزّاعةً لهامته ومكارم خلقه وأطرافه.
- حدّثت، عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: أخبرنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {نزّاعةً للشّوى}: تبري اللّحم والجلد عن العظم حتّى لا تترك منه شيئًا.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {نزّاعةً للشّوى}. قال: الشّوى: الآراب العظام، ذاك الشّوى.
وقوله: {نزّاعةً}. قال: تقطّع عظامهم كما ترى، ثمّ يجدّد خلقهم، وتبدّل جلودهم). [جامع البيان: 23 / 261-264]
قال أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري (ت: 840هـ) : (قال مسدّدٌ: ثنا يحيى، عن سفيان، عن إسماعيل بن أبي خالدٍ، عن أبي صالحٍ "في قول اللّه- عزّ وجلّ-: (نزاعة للشوى) قال: لحم السّاقين"). [إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة: 6 / 292]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قال مسدّدٌ: حدثنا يحيى، عن سفيان، عن إسماعيل بن أبي خالدٍ، عن أبي صالحٍ في قوله تبارك وتعالى: {نزّاعةً للشّوى}، قال: لحم السّاقين). [المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية: 15 / 385]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {وفصيلته} قال: قبيلته وفي قوله: {نزاعة للشوى} قال: لجلود الرأس {تدعو من أدبر وتولى} قال: عن الحق {وجمع فأوعى} قال: جمع المال). [الدر المنثور: 14 / 692] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {نزاعة للشوى} قال: تنزع أم الراس.
وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه {نزاعة للشوى} قال: لهامته ومكارم وجهه {تدعو من أدبر} قال: عن طاعة الله تعالى {وتولى} قال: عن كتاب الله وعن حقه {وجمع فأوعى} قال: كان جموعا للخبيث.
وأخرج عبد بن حميد عن قرة بن خالد رضي الله عنه {نزاعة للشوى} قال: نزاعة للهام تحرق كل شيء منه ويبقى فؤاده نضجا.
وأخرج ابن أبي شيبة عن مجاهد رضي الله عنه {نزاعة للشوى} الشوى الأطراف.
وأخرج ابن المنذر عن سعيد بن جبير رضي الله عنه {نزاعة للشوى} قال: فروة الرأس.
وأخرج ابن المنذر عن ثابت رضي الله عنه {نزاعة للشوى} قال: لمكارم وجه ابن آدم.
وأخرج ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن المنذر عن أبي صالح رضي الله عنه {نزاعة للشوى} قال: للحم الساقين.
وأخرج ابن المنذر عن أبي صالح رضي الله عنه {نزاعة للشوى} قال: الأطراف). [الدر المنثور: 14 / 692-693]

تفسير قوله تعالى: (تَدْعُوا مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى (17) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {تدعو من أدبر وتولّى}. يقول: تدعو لظى إلى نفسها من أدبر في الدّنيا عن طاعة اللّه، وتولّى عن الإيمان بكتابه وبرسله.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {تدعو من أدبر وتولّى}. قال: عن طاعة اللّه {وتولّى}. قال: عن كتاب اللّه، وعن حقّه.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {تدعو من أدبر وتولّى}. قال: عن الحقّ.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {تدعو من أدبر وتولّى}. قال: ليس لها سلطانٌ إلاّ على من كفر وتولّى وأدبر عن اللّه، فأمّا من آمن باللّه ورسوله، فليس لها عليه سلطانٌ). [جامع البيان: 23 / 264]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {وفصيلته} قال: قبيلته وفي قوله: {نزاعة للشوى} قال: لجلود الرأس {تدعو من أدبر وتولى} قال: عن الحق {وجمع فأوعى} قال: جمع المال). [الدر المنثور: 14 / 692] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه {نزاعة للشوى} قال: لهامته ومكارم وجهه {تدعو من أدبر} قال: عن طاعة الله تعالى {وتولى} قال: عن كتاب الله وعن حقه {وجمع فأوعى} قال: كان جموعا للخبيث). [الدر المنثور: 14 / 692] (م)

تفسير قوله تعالى: (وَجَمَعَ فَأَوْعَى (18) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {وجمع فأوعى} يقول: وجمع مالاً فجعله في وعاءٍ، ومنع حقّ اللّه منه، فلم يزكّ ولم ينفق فيما أوجب اللّه عليه إنفاقه فيه.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {وجمع فأوعى}. قال: جمع المال.
- حدّثنا محمّد بن منصورٍ الطّوسيّ، قال: حدّثنا أبو قطنٍ، قال: حدّثنا المسعوديّ، عن الحكم، قال: كان عبد اللّه بن عكيمٍ لا يربط كيسه، يقول: سمعت اللّه، يقول: {وجمع فأوعى}.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {وجمع فأوعى}. كان جموعًا قمومًا للخبيث). [جامع البيان: 23 / 265]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {وفصيلته} قال: قبيلته وفي قوله: {نزاعة للشوى} قال: لجلود الرأس {تدعو من أدبر وتولى} قال: عن الحق {وجمع فأوعى} قال: جمع المال). [الدر المنثور: 14 / 692] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه {نزاعة للشوى} قال: لهامته ومكارم وجهه {تدعو من أدبر} قال: عن طاعة الله تعالى {وتولى} قال: عن كتاب الله وعن حقه {وجمع فأوعى} قال: كان جموعا للخبيث). [الدر المنثور: 14 / 692] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن سعد عن الحكم رضي الله عنه قال: كان عبد الله بن حكيم لا يربط كيسه قال: سمعت الله يقول: {وجمع فأوعى}). [الدر المنثور: 14 / 693]


رد مع اقتباس