عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 13 ذو القعدة 1435هـ/7-09-2014م, 02:55 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآَيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ (96)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {ولقد أرسلنا موسى بآياتنا وسلطان مبين إلى فرعون وملئه فاتبعوا أمر فرعون وما أمر فرعون برشيد يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النار وبئس الورد المورود وأتبعوا في هذه لعنة ويوم القيامة بئس الرفد المرفود ذلك من أنباء القرى نقصه عليك منها قائم وحصيد}
الآيات: العلامات، والسلطان: البرهان والبيان في الحجة، قيل: هو مشتق من السليط الذي يستضاء به، وقيل: من أنه مسلط على كل مناو ومخاصم). [المحرر الوجيز: 5/13]

تفسير قوله تعالى: {إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاتَّبَعُوا أَمْرَ فِرْعَوْنَ وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ (97)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (والملأ: الجمع من الرجال، والمعنى: أرسلناه إليهم ليؤمنوا بالله تعالى فصدهم فرعون فاتبعوا أمره ولم يؤمنوا وكفروا.
ثم أخبر تبارك وتعالى عن أمر فرعون أنه ليس برشيد، أي: ليس بمصيب في مذهبه ولا مفارق للسفاهة). [المحرر الوجيز: 5/13]

تفسير قوله تعالى: {يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ (98)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {يقدم قومه يوم القيامة} الآية. أخبر الله تعالى في هذه الآية عن فرعون أنه يأتي يوم القيامة مع قومه المغرقين معه وهو يقدمهم إلى النار، وأوقع الفعل الماضي في "فأوردهم" موقع المستقبل لوضوح الأمر وارتفاع الإشكال عنه، ووجه الفصاحة من العرب في أنها تضع أحيانا الماضي موضع المستقبل أن الماضي أدل على وقوع الفعل وحصوله. و"الورود" في هذه الآية هو ورود الدخول، وليس بورود الإشراف على الشيء والإشفاء؛ لقوله تعالى: {ولما ورد ماء مدين} وقال ابن عباس رضي الله عنهما: "في القرآن أربعة: وإن منكم إلا واردها، وقوله: {ونسوق المجرمين إلى جهنم وردا} وهذه في مريم، وفي الأنبياء: {إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون}. قال: وهي كلها ورد دخول، ثم ينجي الله
[المحرر الوجيز: 5/13]
الذين اتقوا. و"المورود" صفة لمكان "الورد" على أن التقدير: وبئس مكان الورد المورود. وقيل: "المورود" ابتداء والخبر مقدم. والمعنى: المورود بئس الورد). [المحرر الوجيز: 5/14]

تفسير قوله تعالى: {وَأُتْبِعُوا فِي هَذِهِ لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ (99)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله: {في هذه} يريد دار الدنيا، و"اللعنة": إبعادهم بالغرق والاستئصال وقبيح الذكر غابر الدهر، وقوله: {ويوم القيامة} أي: يلعنون أيضا بدخولهم في جهنم، قال مجاهد: "فلهم لعنتان، وذهب قوم إلى أن التقسيم هو أن لهم في الدنيا لعنة، ويوم القيامة بئس ما يرفدون به، فهي لعنة واحدة أولا، وقبح إرفاد آخرا". وقوله: {بئس الرفد المرفود} أي: بئس العطاء المعطى لهم، والرفد في كلام العرب: العطية، وسمي العذاب هنا رفدا لأن هذا هو الذي حل محل الرفد، وهذا كما تقول: يا فلان لم يكن خيرك إلا أن تضربني، أي: لم يكن الذي حل محل الخير منك. والإرفاد: المعونة، ومنه رفادة قريش، معونتهم لفقراء الحج بالطعام الذي كانوا يطعمونه في الموسم). [المحرر الوجيز: 5/14]


رد مع اقتباس