عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 27 رجب 1434هـ/5-06-2013م, 02:02 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ وَأَعْتَدْنَا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيرًا (11)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {بل كذّبوا بالسّاعة} [الفرقان: 11] بالقيامة.
{وأعتدنا لمن كذّب بالسّاعة سعيرًا} [الفرقان: 11] اسمٌ من أسماء جهنّم). [تفسير القرآن العظيم: 1/471]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
( {وأعتدنا لمن كذّب بالسّاعة سعيراً} ثم جاء بعده " إذا رأتهم من مكانٍ بعيدٍ سمعوا لها تغيّظاً وزفيراً " والسعير مذكر وهو ما تسعر من سعار النار، ثم جاء بعده فعل مؤنثه مجازها أنها النار، والعرب تفعل ذلك تظهر مذكراً من سبب مؤنثةٍ ثم يؤنثون ما بعد المذكر على معنى مؤنثة.

قال المخيس:
إن تميما خلقت ملموما
فتميم رجل ثم ذهب بفعله إلى القبيلة فأنثه فقال: خلقت، ثم رجع إلى تميم فذكر فعله فقال " ملموماً " ثم عاد إلى الجماعة فقال: قوماً ترى واحدهم صهميماً ثم عاد إليه
فقال: لا راحم الناس ولا مرحوما). [مجاز القرآن: 2/71-70]

تفسير قوله تعالى: {إِذَا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا (12)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {إذا رأتهم من مكانٍ بعيدٍ} [الفرقان: 12] مسيرة مائة سنةٍ.
{سمعوا لها تغيّظًا} [الفرقان: 12] عليهم.
{وزفيرًا} [الفرقان: 12] صوتًا). [تفسير القرآن العظيم: 1/471]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {تغيّظاً وزفيراً...}

هو كتغيظ الآدميّ إذا غضب فغلى صدره وظهر في كلامه). [معاني القرآن: 2/263]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {سمعوا لها تغيّظاً وزفيراً} أي: تغيظا عليهم. كذلك قال المفسرون.
وقال قوم: «بل يسمعون فيها تغيظ المعذبين وزفيرهم». واعتبروا ذلك بقول اللّه جل ثناؤه: {لهم فيها زفيرٌ وشهيقٌ}.
واعتبر الأولون قولهم، بقوله تعالى في سورة الملك: تكاد تميّز من الغيظ. وهذا أشبه التفسيرين - إن شاء اللّه - بما أريد، لأنه قال سبحانه:
سمعوا لها، ولم يقل: سمعوا فيها، ولا منها). [تفسير غريب القرآن: 310]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وقال في جهنم: {تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ} أي تنقطع غيظا عليهم كما تقول: فلان يكاد ينقدّ غيظا عليك، أي ينشق.
وقال: {إِذَا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا}.
وروي في الحديث أنها تقول: (قَطْ قَطْ) أي حسبي). [تأويل مشكل القرآن: 113]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {إذا رأتهم من مكان بعيد سمعوا لها تغيّظا وزفيرا} أي: سمعوا لها غليان تغيظ). [معاني القرآن: 4/59]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {إذا رأتهم من مكان بعيد سمعوا لها تغيظا وزفيرا}
قيل في معنى هذا قولان:
أحدهما سمعوا لمن فيها من المعذبين تغيظا وزفيرا
واستشهد صاحب هذا القول بقوله عز وجل: {لهم فيها زفير وشهيق}
والقول الآخر أن المعنى سمعوا لها تغيظا عليهم كما قال تعالى: {تكاد تميز من الغيظ}
والقول الثاني أولى لأنه قال سمعوا لها ولم يقل سمعوا فيها ولا منها
والتقدير سمعوا لها صوت تغيظ). [معاني القرآن: 5/12-11]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا}: قيل: تغيظاً عليهم. قال الله تعالى: {تكاد تميز من الغيظ}. وقيل: تغيظ المعذبين وزفيرهم،
كما قال تبارك وتعالى: {لهم فيها زفير وشهيق}، والأول أشبه بالخطاب). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 171]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانًا ضَيِّقًا مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا (13)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وإذا ألقوا منها مكانًا ضيّقًا} [الفرقان: 13] سعيدٌ عن قتادة قال: ذكر لنا أنّ عبد اللّه بن عمرٍو كان يقول: إنّ جهنّم
[تفسير القرآن العظيم: 1/471]
لتضيق على الكافر كمضيق الزّجّ على الرّمح.
قوله: {مقرّنين} [الفرقان: 13] يقرن هو وشيطانه الّذي كان يدعوه إلى الضّلالة في سلسلةٍ واحدةٍ، يلعن كلّ واحدٍ منهما صاحبه، يتبرّأ كلّ واحدٍ منهما من صاحبه.
قوله: {دعوا هنالك ثبورًا} [الفرقان: 13] قال قتادة: ويلًا وهلاكًا). [تفسير القرآن العظيم: 1/472]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {ثبوراً...}

الثبور مصدر، فلذلك قال {ثبوراً كثيراً} لأن المصادر لا تجمع: ألا ترى أنك تقول: قعدت قعوداً طويلاً، وضربته ضرباً كثيراً فلا تجمع. والعرب تقول: ما ثبرك عن ذا؟
أي ما صرفك عنه. وكأنهم دعوا بما فعلوا، كما يقول الرجل: واندامتاه). [معاني القرآن: 2/263]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {دعوا هنالك ثبوراً} أي هلكة وهومصدر ثبر الرجل أي هلك، قال:
إذ أجاري الشيطان في سنن الغ... يّ ومن مال ميله مثبور). [مجاز القرآن: 2/71]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {دعوا هنالك ثبوراً} أي: بالهلكة. كما يقول القائل: وا هلاكاه!). [تفسير غريب القرآن: 310]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وإذا ألقوا منها مكانا ضيّقا مقرّنين دعوا هنالك ثبورا}
{دعوا هنالك ثبورا} في معنى " هلاكا " ونصبه على المصدر كأنهم قالوا ثبرنا ثبورا). [معاني القرآن: 4/59]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {دعوا هنالك ثبورا}
قال مجاهد والضحاك أي هلاكا
قال أبو جعفر يقال ما ثبرك عن كذا أي ما صرفك عنه
فالمثبور هو المصروف عن الخير
والمعنى يقولون واثبوراه
وروى علي بن زيد عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال أول من يكسى حلة من جهنم إبليس فيضعها على
جبينه ويسحبها يقول واثبوراه وتتبعه ذريته يقولون واثبوراه فيقال لهم لا تدعوا اليوم ثبورا واحدا وادعوا ثبورا كثيرا). [معاني القرآن: 5/12-13]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {مقرنين}: أي مشددين في السلال والأغلال). [ياقوتة الصراط: 381]

تفسير قوله تعالى: {لَا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُورًا وَاحِدًا وَادْعُوا ثُبُورًا كَثِيرًا (14)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {لا تدعوا اليوم ثبورًا واحدًا} [الفرقان: 14] ويلًا وهلاكًا واحدًا.
{وادعوا ثبورًا كثيرًا} [الفرقان: 14] ويلًا كثيرًا وهلاكًا طويلًا). [تفسير القرآن العظيم: 1/472]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
( {لا تدعوا اليوم ثبورا واحدا وادعوا ثبورا كثيرا}

أي هلاككم أكثر من أن تدعوا مرة واحدة.
وقيل، ثبورا كثيرا، لأن ثبورا مصدر فهو للقليل والكثير على لفظ الواحد، كما تقول: ضربته ضربا
كثيرا، وضربته واحدا، تريد ضربته ضربا واحدا). [معاني القرآن: 4/60-59]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {ثبورا} أي: هلاكا). [ياقوتة الصراط: 381]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ أَذَلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ كَانَتْ لَهُمْ جَزَاءً وَمَصِيرًا (15)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (ثمّ قال على الاستفهام: {قل أذلك خيرٌ أم جنّة الخلد} [الفرقان: 15] أي أنّ جنّة الخلد خيرٌ من ذلك.
{الّتي وعد المتّقون كانت لهم جزاءً ومصيرًا} [الفرقان: 15] قال قتادة: جزاءً بأعمالهم، {ومصيرًا} [الفرقان: 15] أي منزلًا ومثوًى). [تفسير القرآن العظيم: 1/472]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
(وقوله عزّ وجلّ: {قل أذلك خير أم جنّة الخلد الّتي وعد المتّقون كانت لهم جزاء ومصيرا}

إن قال قائل: كيف يقال: الجنّة خير من النّار، وليس في النّار خير ألبتّة، وإنما يقع التفضيل فيما دخل في صنف واحد؟ فالجنة والنار قد دخلا في باب المنازل في صنف واحد،
فلذلك قيل {أذلك خير أم جنّة الخلد}، كما قال اللّه عزّ وجلّ: (خير مستقرّا وأحسن مقيلا) ). [معاني القرآن: 4/60]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {قل أذلك خير أم جنة الخلد التي وعد المتقون}
وليس في ذلك خير فإنما هو على عملكم وعلى ما تفعلون). [معاني القرآن: 5/13]

تفسير قوله تعالى: {لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ خَالِدِينَ كَانَ عَلَى رَبِّكَ وَعْدًا مَسْئُولًا (16)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({لهم فيها ما يشاءون خالدين} [الفرقان: 16] لا يموتون ولا يخرجون منها.
{كان على ربّك وعدًا مسئولا} [الفرقان: 16] سأل المؤمنون اللّه الجنّة فأعطاهم إيّاها.
وقال بعضهم: سألت الملائكة اللّه للمؤمنين الجنّة، وهي في سورة حم المؤمن: {ربّنا وأدخلهم جنّات عدنٍ الّتي وعدتهم} [غافر: 8] إلى آخر الآية). [تفسير القرآن العظيم: 1/472]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {كان على ربّك وعداً مّسئولاً...}

يقول: وعدهم الله الجنّة فسألوها إيّاه في الدنيا إذ قالوا {ربّنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك} يريد على ألسنة رسلك، وهو يوم القيامة غير مسئول. وقد يكون في الكلام أن تقول: لأعطينّك ألفاً وعداً مسئولاً أي هو واجبٌ لك فتسأله لأن المسئول واجب، وإن لم يسأل كالدّين). [معاني القرآن: 2/263]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {لهم فيها ما يشاءون خالدين كان على ربّك وعدا مسئولا}
مسؤول ذلك قول الملائكة (ربّنا وأدخلهم جنّات عدن الّتي وعدتهم ومن صلح من آبائهم) ). [معاني القرآن: 4/60]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {كان على ربك وعدا مسئولا}
قال محمد بن كعب أي يسأله وهو قول الملائكة صلى الله عليهم {ربنا وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم} [معاني القرآن: 5/13]
وقيل إن ذلك يراد به قولهم: {لولا أنزل إليه ملك فيكون معه نذيرا أو يلقى إليه كنز أو تكون له جنة يأكل منها} ). [معاني القرآن: 5/14]

رد مع اقتباس