عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 6 جمادى الآخرة 1434هـ/16-04-2013م, 09:57 PM
الصورة الرمزية إشراق المطيري
إشراق المطيري إشراق المطيري غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 885
افتراضي

التفسير اللغوي
تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآَيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ (118)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت:207هـ): (وقوله تعالى: {قد بدت البغضاء من أفواههم...}
وفي قراءة عبد الله "وقد بدا البغضاء من أفواههم" ذكّر لأنّ البغضاء مصدر، والمصدر إذا كان مؤنّثا جاز تذكير فعله إذا تقدّم؛ مثل {وأخذ الذين ظلموا الصيحة} و{قد جاءكم بينة من ربكم} وأشباه ذلك). [معاني القرآن: 1/231]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {يا أيّها الّذين آمنوا لا تتّخذوا بطانةً من دونكم} البطانة: الدّخلاء من غيركم.
{لا يألونكم خبالاً} أي: لا تألوكم هذه البطانة خبالاً، أي: شّراً.
{قد بيّنّا لكم الآيات} أي: الأعلام). [مجاز القرآن: 1/103]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت:215هـ): ({يا أيّها الّذين آمنوا لا تتّخذوا بطانةً مّن دونكم لا يألونكم خبالاً ودّوا ما عنتّم قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر قد بيّنّا لكم الآيات إن كنتم تعقلون}
قال تعالى: {لا يألونكم خبالاً} لأنها من "ألوت" و"ما آلو" "ألواً".
وقال تعالى: {ودّوا ما عنتّم} يقول {لا تتّخذوا بطانةً} {ودّوا} أي: أحبّوا {ما عنتّم} جعله من صفة "البطانة"، جعل {ما عنتّم} في موضع "العنت"). [معاني القرآن: 1/181]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت:237هـ): ({لا تخذوا بطانة من دونكم}: دخلاء من غيركم). [غريب القرآن وتفسيره: 109]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت:276هـ): ({لا تتّخذوا بطانةً من دونكم} أي: دخلاء من دون المسلمين، يريد من غيرهم {لا يألونكم خبالًا} أي: شرا.
{ودّوا ما عنتّم}
أي: ودوا عنتكم، وهو ما نزل بكم من مكروه وضر). [تفسير غريب القرآن: 109]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت:311هـ): (قوله جلّ وعزّ: {يا أيّها الّذين آمنوا لا تتّخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا ودّوا ما عنتّم قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر قد بيّنّا لكم الآيات إن كنتم تعقلون} البطانة: الدخلاء الذين يستبطنون ويتبسط إليهم، يقال فلان بطانة لفلان أي مداخل له ومؤانس، فالمعنى: أن المؤمنين أمروا ألا يداخلوا المنافقين ولا اليهود، وذلك أنهم كانوا لا يبقون غاية في التلبيس على المؤمنين. فأمروا بألا يداخلوهم لئلا يفسدوا عليهم دينهم.
وأخبر اللّه المؤمنين بأنهم لا يألونهم خبالا، أي لا يبقون غاية في إلقائهم فيما يضرهم.
وأصل الخبال في اللغة: ذهاب الشيء قال الشاعر:
ابني سليمي لستم ليد... إلا يدا مخبولة العضد
أي: قد ذهبت عضدها.
{ودّوا ما عنتم} أي: ودوا عنتكم، ومعنى العنت: إدخال المشقة على الإنسان، يقال فلان متعنت فلانا، أي: يقصد إدخال المشقة والأذى عليه، ويقال قد عنت العظم يعنت عنتا إذا أصابه شيء بعد الجبر، وأصل هذا كله مرق قولهم: (أكمة عنوت) إذا كانت طويلة شاقة المسلك، فتأويل أعنتّ فلانا، حملته على المشقة). [معاني القرآن: 1/461-462]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت:338هـ): (وقوله عز وجل: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا}
البطانة خاصة الرجل الذين يطلعهم على الباطن من أمره
والمعنى: لا تتخذوا بطانة من دون أهل دينكم، ونظير هذا {فاقتلوا أنفسكم} وكذلك {فسلموا على أنفسكم} أي: على أهل دينكم ومن يقوم مقامكم.
ومعنى قوله تعالى: {لا يألونكم خبالا أي لا يقصرون في السوء}
وأصل الخبال في اللغة: من الخبل والخبل ذهاب الشيء وإفساده). [معاني القرآن: 1/465-466]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت:338هـ): (وقوله تعالى: {ودوا ما عنتم} أي: ما شق عليكم واشتد
وأصل هذا: أنه يقال عنت العظم يعنت عنتا إذا انكسر بعد جبر.
ومن هذا قوله تعالى: {ذلك لمن خشي العنت منكم} أي: المشقة). [معاني القرآن: 1/466]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ): (وقوله - تبارك وتعالى: {لا يألونكم خبالا} أي: لا يقصرون. و{خبالا} فسادا). [ياقوتة الصراط: 191]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت:437هـ): ({لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُم} أي: دخلا من [غيركم]
{وَدُّواْمَا عَنِتُّمْ} ودوا ما أعنتكم، وهو ما نزل بكم من مكروه أو شر). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 51]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({بِطَانَةً}: دخلا ليس منكم.
{يَأْلُونَكُمْ}: يدعوكم). [العمدة في غريب القرآن:101-102]

تفسير قوله تعالى: {هَا أَنْتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آَمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (119)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت:207هـ): (وقوله: {ها أنتم أولاء...}
العرب إذا جاءت إلى اسم مكنيّ قد وصف بهذا وهذان وهؤلاء فرّقوا بين (ها) وبين (ذا) جعلوا المكنّى بينهما، وذلك في جهة التقريب لا في غيرها، فيقولون: أين أنت؟ فيقول القائل: هأنذا، ولا يكادون يقولون: هذا أنا، وكذلك التثنية والجمع، ومنه {ها أنتم أولاء تحبّونهم} وربما أعادوا (ها) فوصلوها بذا وهذان وهؤلاء؛ فيقولون: ها أنت هذا، وها أنتم هؤلاء، وقال الله تبارك وتعالى في النساء: {ها أنتم هؤلاء جادلتم عنهم}.
فإذا كان الكلام على غير تقريب أو كان مع اسم ظاهر جعلوا (ها) موصولة بذا، فيقولون: هذا هو، وهذان هما، إذا كان على خبر يكتفي كلّ واحد بصاحبه بلا فعل، والتقريب لا بدّ فيه من فعل لنقصانه، وأحبوا أن يفرقوا بذلك بين معنى التقريب وبين معنى الاسم الصحيح). [معاني القرآن: 1/231-232]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {إنّ الله عليمٌ بذات الصّدور} أي: بما في الصدور). [مجاز القرآن: 1/103]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت:276هـ): ({ها أنتم أولاء تحبّونهم} أي: ها أنتم يا هؤلاء تحبّونهم). [تفسير غريب القرآن: 109]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت:311هـ): (قوله عزّ وجلّ: {ها أنتم أولاء تحبّونهم ولا يحبّونكم وتؤمنون بالكتاب كلّه وإذا لقوكم قالوا آمنّا وإذا خلوا عضّوا عليكم الأنامل من الغيظ قل موتوا بغيظكم إنّ اللّه عليم بذات الصّدور}
خطاب للمؤمنين، أعلموا فيه أن منافقي أهل الكتاب لا يحبونهم وأنهم هم يصحبون هؤلاء المنافقين بالبر والنصيحة التي يفعلها المحب وأن المنافقين على ضد ذلك.
فأعلم اللّه جلّ وعزّ المؤمنين ما يسرّه المنافقون وهذا من آيات النبي - صلى الله عليه وسلم -.
قال بعض النحويين: العرب إذا جاءت إلى اسم مكنى قد وصف (بهذا) جعلته بين (ها) و (ذا)، فيقول القائل أين أنت فيقول المجيب: هأنذا، قال وذلك إذا أرادوا جهة التقريب، قال فإنما فعلوا ذلك ليفصلوا بين التقريب وغيره.
ومعنى التقريب عنده: أنك لا تقصد الخبر عن هذا الاسم فتقول هذا زيد.
والقول في هذا عندنا: أن الاستعمال في المضمر أكثر فقط، أعني أن يفصل بين " ها " و " ذا" لأن التنبيه أن يلي المضمر أبين.
فإن قال قائل: ها زيد ذا، وهذا زيد، جاز، لا اختلاف بين الناس في ذلك، وهذا عندنا على ضربين: - جائز أن يكون " أولا " في معنى الذين كأنه قيل: هأنتم الذين تحبونهم ولا يحبونكم، وجائز أن يكون {تحبونهم} منصوبة على الحال و {أنتم} ابتداء، و {أولاء} الخبر.
المعنى: انظروا إلى أنفسكم محبين لهم.
نهوا في حال محبتهم إياهم.
ولم يشرحوا لم كسرت {أولاء}، وألاء أصلها السكون لأنها للإشارة.
ولكن الهمزة كسرت لسكونها وسكون الألف {وتؤمنون} عطف على تحبون.
ومعنى {وتؤمنون بالكتاب كلّه} أي: تصدقون بكتب الله كلها. -
{وإذا لقوكم قالوا آمنّا} أي: نافقوكم.
{وإذا خلوا عضّوا عليكم الأنامل من الغيظ قل موتوا بغيظكم}
فأنبأ اللّه عزّ وجلّ - بنفقاتهم ههنا كما أنبأ به في قوله تعالى:
{وإذا لقوا الّذين آمنوا قالوا آمنّا وإذا خلا بعضهم إلى بعض قالوا أتحدّثونهم بما فتح اللّه عليكم}
ويقال عضضت أعضّ، ويقال رجل عض إذا كان ملازم خصم، أي يصر على المخاصمة، والفعل منه عضضت. والعضّ علف الأمصار الذي.
تعلفه الإبل نحو النوى والقت والكسب، وإنما قيل له عض لأنه أكثر لبثا في المال وأبقى شحما.
والأنامل: واحدها أنملة وهي أطراف الأصابع ولم يأت على هذا المثال بغير هاء ما يعني غير الواحد إلا قولهم قد بلغ أشده.
أما الجمع فكثير فيه أو نحو أكعب وأفلس وأيمن وأشمل). [معاني القرآن: 1/462-464]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت:338هـ): (وقوله عز وجل: {ها أنتم أولاء تحبونهم ولا يحبونكم وتؤمنون بالكتاب كله}أي: تحبون المنافقين ولا يحبونكم
والدليل على أنه يعني المنافقين قوله عز وجل: {وإذا لقوكم قالوا آمنا وإذا خلوا عضوا عليكم الأنامل من الغيظ}
قال ابن مسعود: يعضون أطراف الأنامل من الغيظ). [معاني القرآن: 1/466-467]

تفسير قوله تعالى: {إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ (120)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت:207هـ): (وقوله: {وإن تصبروا وتتّقوا لا يضرّكم كيدهم شيئاً...}
إن شئت جعلت جزما وإن كانت مرفوعة، تكون كقولك للرجل: مدّ يا هذا، ولو نصبتها أو خفضتها كان صوابا؛ لأن من العرب من يقول مدّ يا هذا، والنصب في العربية أهيؤها، وإن شئت جعلته رفعا وجعلت (لا) على مذهب ليس فرفعت وأنت مضمر للفاء؛ كما قال الشاعر:
فإن كان لا يرضيك حتى تردّني * إلى قطري لا إخالك راضيا
وقد قرأ بعض القراء "لا يضركم" تجعله من الضير، وزعم الكسائي أنه سمع بعض أهل العالية يقول: لا ينفعني ذلك وما يضورني، فلو قرئت "لا يضركم" على هذه اللغة كان صوابا). [معاني القرآن: 1/232]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت:215هـ): ({إن تمسسكم حسنةٌ تسؤهم وإن تصبكم سيّئةٌ يفرحوا بها وإن تصبروا وتتّقوا لا يضرّكم كيدهم شيئاً إنّ اللّه بما يعملون محيطٌ}
قال: {لا يضركم كيدهم} لأنه من "ضار" "يضير" و"ضرته" خفيفة "فأنا أضيره"، قال بعضهم {لا يضرّكم} جعله من "ضرّ" "يضرّ" وحرّك للسكون الذي قبله لأن الحرف الثقيل بمنزلة حرفين الأول منهما ساكن. وقال بعضهم {لا يضركم} جعلها من "ضار" "يضور" وهي لغة). [معاني القرآن: 1/181]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت:276هـ): ({إن تمسسكم حسنةٌ تسؤهم} أي: نعمة.
{وإن تصبكم سيّئةٌ} أي: مصيبة ومكروه.
{لا يضرّكم كيدهم} أي: مكره). [تفسير غريب القرآن: 109]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت:311هـ): (قوله عزّ وجلّ {إن تمسسكم حسنة تسؤهم وإن تصبكم سيّئة يفرحوا بها وإن تصبروا وتتّقوا لا يضرّكم كيدهم شيئا إنّ اللّه بما يعملون محيط} أي: إن تظفروا وتخصبوا ساءهم ذلك.
{وإن تصبكم سيّئة يفرحوا بها} أي: إن نالكم ضد ذلك فرحوا، {(وإن تصبروا وتتّقوا لا يضرّكم كيدهم شيئا}
ضمن اللّه - جلّ وعزّ - للمؤمنين النصر إن صبروا وأعلمهم أن عدوانهم وكيدهم غير ضار لهم.
و {لا يضرّكم} الأجود فيه: الضم لالتقاء الساكنين الأصل لا يضرركم، ولكن كثيرا من القراء والعرب يدغم في موضع الجزم.
وأهل الحجاز يظهرون التضعيف وهذه الآية جاءت فيها اللغتان جميعا:
1-فقوله تعالى: {إن تمسسكم} على لغة أهل الحجاز.
2-وقوله: {لا يضرّكم}
على لغة غيرهم من العرب وكلا الوجهين حسن،
ويجوز {لا يضرّكم} (ولا يضركم) فمن فتح فلأن الفتح خفيف مستعمل في التقاء السّاكنين في التضعيف، ومن كسر فعلى أصل التقاء السّاكنين، وقد شرحنا هذا فيما سلف من الكتاب.

وقرئت: لا يضركم من الضير، والضير والضّر جميعا بمعنى واحد.
وكذلك الضر - وقد جاء في القرآن: {قالوا لا ضير إنّا إلى ربّنا منقلبون}.
وجاء: {وإذا مسّكم الضّرّ في البحر ضلّ من تدعون إلّا إيّاه}.
وقد ذكر الفراء أن الكسائي سمع بعض أهل العالية يقول: (ما تضورّني) فلو قرئت على هذا لا يضركم جاز.
وهذا غير جائز ولا يقرأ حرف من كتاب الله مخالف فيه الإجماع على قول رجل من أهل العالية). [معاني القرآن: 1/464-465]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت:338هـ): (وقوله عز وجل: {إن تمسسكم حسنة تسؤهم وإن تصبكم سيئة يفرحوا بها}أي: إن غنمتم أو ظفرتم ساءهم ذلك وان أصابكم ضد ذلك فرحوا به.
ثم خبر أنهم إن صبروا على ذلك لم يضرهم شيئا فقال {وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا إن الله بما يعملون محيط}). [معاني القرآن: 1/467]

رد مع اقتباس