عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 29 جمادى الأولى 1434هـ/9-04-2013م, 07:31 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
Post

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوَى ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَيَتَنَاجَوْنَ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ وَإِذَا جَاءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ وَيَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ لَوْلَا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِمَا نَقُولُ حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمَصِيرُ (8)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ألم تر إلى الّذين نهوا عن النّجوى...} نزلت في اليهود والمنافقين، وكانوا إذا قاعدوا مسلماً قد غزا له قريب في بعض سرايا رسول الله صلى الله عليه تناجى الاثنان من اليهود والمنافقين بما يوقع في قلب المسلم أن صاحبه قد قتل، أو أصيب، فيحزن لذلك، فنهوا عن النجوى.وقد قال الله: {إنّما النّجوى من الشّيطان ليحزن الّذين آمنوا وليس بضآرّهم...}.
وقوله: {ويتناجون بالإثم والعدوان...} قراءة العوام بالألف، وقرأها يحيى بن وثاب: وينتجون، وفي قراءة عبد الله: إذا انتجيتم فلا تنتجوا.
وقوله: {وإذا جاءوك حيّوك بما لم يحيّك به اللّه...} كانت اليهود تأتي النبي صلى الله عليه، فيقولون: السام عليك: فيقول لهم: وعليكم، فيقولون: لو كان محمد نبياً لاستجيب له فينا؛ لأنّ السام: الموت، فذلك قوله: {لولا يعذّبنا اللّه بما نقول}: أي: هلاّ). [معاني القرآن: 3/140-141]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({النّجوى}: السّرار). [تفسير غريب القرآن: 457]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وذكر الله هذه الآية لأن المنافقين واليهود كانوا يتناجون، فيوهمون المسلمين أنهم يتناجون فيما يسوءهم ويؤذيهم فيحزنون لذلك، فنهي الله عزّ وجلّ - عق تلك النجوى فعاد المنافقون واليهود إلى ذلك فأعلم اللّه - عزّ وجلّ - النبي - صلى الله عليه وسلم - أنهم قد عادوا في مثل تلك النجوى بعينها فقال: {ألم تر إلى الّذين نهوا عن النّجوى ثمّ يعودون لما نهوا عنه ويتناجون بالإثم والعدوان ومعصيت الرّسول وإذا جاءوك حيّوك بما لم يحيّك به اللّه ويقولون في أنفسهم لولا يعذّبنا اللّه بما نقول حسبهم جهنّم يصلونها فبئس المصير} أي يوصي بعضهم بعضا بمعصية الرسول.
{وإذا جاءوك حيّوك بما لم يحيّك به اللّه ويقولون في أنفسهم لولا يعذّبنا اللّه بما نقول} أي هلّا يعذبنا الله بما نقول، وكانوا إذا أتوا النبي - صلى الله عليه وسلم - قالوا: السام عليكم، والسام: الموت، فقالوا: لم لا ينزل بنا العذاب إذا قلنا للنبي -عليه السلام- هذا القول، واللّه عزّ وجلّ وعدهم بعذاب الآخرة وبالخزي في الدنيا، وبإظهار الإسلام وأمر النبي -صلى الله عليه وسلم- وغلبة حزبه، فقال: {حسبهم جهنّم يصلونها}.
وقال: {كبتوا كما كبت الّذين من قبلهم}. وقال: {فإنّ حزب اللّه هم الغالبون} فصدق وعده ونصر جنده وأظهر دينه وكبت عدوّه). [معاني القرآن: 5/137]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({النَّجْوَى} السِّرار). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 263]

تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلَا تَتَنَاجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (9) }
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {يا أيّها الّذين آمنوا إذا تناجيتم فلا تتناجوا بالإثم والعدوان ومعصيت الرّسول وتناجوا بالبرّ والتّقوى واتّقوا اللّه الّذي إليه تحشرون} أي إذا تخاليتم للسّر فلا تخالوا إلا بالبرّ والتقوى، ولا تكونوا كاليهود والمنافقين.
وفي تناجوا ثلاثة أوجه:
- فلا تتناجوا بتاءين ظاهرتين.
- وبتاء واحدة مدغمة مشدّدة: فلا تناجوا. وإنما أدغمت التاءان لأنهما حرفان من مخرج واحد متحرّكان وقبلهما ألف، والألف قد يكون بعدها الدغم نحو دابّة ورادّ.
- ويجور الإظهار لأن التاءين في أول الكلمة وأن " لا " كلمة على حالها. و "تتناجوا" كلمة أخرى، فلم يكن هذا البناء لازما فلذلك كان الإظهار أجود.
ويجوز الإدغام، ويجوز حذف التاء لاجتماع التاءين.
يحكى عن العرب " تبين هذه الخصلة، وتتبين هذه الخصلة، وفي القرآن لعلكم تذكّرون، وتتذكّرون وتذكرون واحدة، ولا أعلم أحدا قرأ " ولا تناجوا " بتاء واحدة، ولكن تقرأ " فلا تنتجوا " أي لا تفتعلوا من النجوى). [معاني القرآن: 5/138]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (10) }
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {إنّما النّجوى من الشّيطان ليحزن الّذين آمنوا وليس بضارّهم شيئا إلّا بإذن اللّه وعلى اللّه فليتوكّل المؤمنون} أي النجوى بالإثم والعدوان من الشيطان ليحزن الذين آمنوا. ويجوز (ليحزن الذين آمنوا) -بضم الياء وكسر الزاي- العرب تقول: حزنني الأمر وأحزنني.
{وليس بضارّهم شيئا} أي ليس يضرّ التناجي المؤمنين شيئا. ويجوز أن يكون وليس بضارهم الشيطان شيئا.
وقوله: {إلّا بإذن اللّه} أي لا يضرهم شيء إلا ما أراد الله.
{وعلى اللّه فليتوكّل المؤمنون} أي يكلون أمرهم إلى الله ويستعيذون به من الشيطان الرجيم). [معاني القرآن: 5/138]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({النّجوى}: السّرار). [تفسير غريب القرآن: 457](م)

رد مع اقتباس