عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 30 جمادى الأولى 1434هـ/10-04-2013م, 04:41 PM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (فَمَالِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ (36) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وأخبرني أشهل، عن قرة بن خالد، عن الحسن في هذه الآية: {فمال الذين كفروا قبلك مهطعين}، منطلقين، {عن اليمين وعن الشمال عزين}، قال: متفرقين). [الجامع في علوم القرآن: 1/138]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فمال الّذين كفروا قبلك مهطعين (36) عن اليمين وعن الشّمال عزين (37) أيطمع كلّ امرئٍ منهم أن يدخل جنّة نعيمٍ (38) كلاّ إنّا خلقناهم ممّا يعلمون}.
يقول تعالى ذكره: فما شأن الّذين كفروا باللّه قبلك يا محمّد مهطعين؛ وقد بيّنّا معنى الإهطاع، وما قال أهل التّأويل فيه فيما مضى بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع، غير أنّا نذكر في هذا الموضع بعض ما لم نذكره هنالك.
- فقال قتادة فيه ما: حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله {فمال الّذين كفروا قبلك مهطعين}. يقول: عامدين.
وقال ابن زيدٍ فيه ما:
- حدّثنا يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، قوله: {فمال الّذين كفروا قبلك مهطعين}. قال: المهطع: الّذي لا يطرف.
وكان بعض أهل المعرفة بكلام العرب من أهل البصرة يقول: معناه: مسرعين.
وروي فيه عن الحسن ما:
- حدّثنا به ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا أبو عامرٍ، قال: حدّثنا قرّة، عن الحسن، في قوله: {فمال الّذين كفروا قبلك مهطعين} قال: منطلقين.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا حمّاد بن مسعدة، قال: حدّثنا قرّة، عن الحسن، مثله). [جامع البيان: 23 / 277-278]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {عن اليمين وعن الشّمال عزين}. يقول: عن يمينك يا محمّد، وعن شمالك متفرّقين حلقًا ومجالس، جماعةً جماعةً، معرضين عنك وعن كتاب اللّه.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {فمال الّذين كفروا قبلك مهطعين}. قال: قبلك ينظرون {عن اليمين وعن الشّمال عزين} قال: العزين: العصب من النّاس، عن يمينٍ وشمالٍ، معرضين عنه، يستهزئون به). [جامع البيان: 23 / 278] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {فمال الذين كفروا قبلك مهطعين} قال: ينظرون {عن اليمين وعن الشمال عزين} قال: الغضب من الناس عن يمين وشمال معرضين يستهزئون به.
وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه {فمال الذين كفروا قبلك مهطعين} قال: عامدين {عن اليمين وعن الشمال عزين} قال: فرقا حول نبي الله لا يرغبون في كتاب الله ولا ذكره.
وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضي الله عنه {فمال الذين كفروا قبلك مهطعين} قال: منطلقين {عن اليمين وعن الشمال عزين} قال: متفرقين يأخذون يمينا وشمالا يقولون: ما يقول هذا الرجل). [الدر المنثور: 14 / 696-697]

تفسير قوله تعالى: (عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ عِزِينَ (37) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وأخبرني أشهل، عن قرة بن خالد، عن الحسن في هذه الآية: {فمال الذين كفروا قبلك مهطعين}، منطلقين، {عن اليمين وعن الشمال عزين}، قال: متفرقين). [الجامع في علوم القرآن: 1/138] (م)
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (حدثني ابن لهيعة في قول الله: {عن اليمين وعن الشمال عزين}، قال: يقال: العزين المتفرقين؛ وقال الشاعر:
بمعزاة أضحت صداها = ترى ركبانها عصبا عزينا). [الجامع في علوم القرآن: 2/148]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن أبي بكر بن عياش أن حميدا حدثه عن عبادة بن نسي قال دخل رسول الله المسجد فرآهم عزين حلقا فقال ما لي أراكم عزين حلقا كحلق الجاهلية جلس رجل خلف أخيه). [تفسير عبد الرزاق: 2/317]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى عزين قال عزين الحلق المجالس). [تفسير عبد الرزاق: 2/317]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (عزين والعزون: الحلق والجماعات، وواحدها عزةٌ "). [صحيح البخاري: 6 / 160]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله عزين والعزون الحلق والجماعات واحدها عزةٌ أي بالتّخفيف كذا لأبي ذرٍّ وسقط لفظ الحلق لغير أبي ذرٍّ والصّواب إثباته وهو كلام الفرّاء بلفظه والحلق بفتح الحاء المهملة على المشهور ويجوز كسرها وقال أبو عبيدة عزين جماعةٌ عزةٌ مثل ثبةٍ وثبين وهي جماعاتٌ في تفرقةٍ). [فتح الباري: 8 / 665]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (والعزون الجماعات وواحدها عزةٌ
أشار به إلى قوله تعالى: {مهطعين عن اليمين وعن الشمال عزين} (المعارج: 63، 73) وفسّر: عزين بالجماعات وفي رواية أبي ذر: العزون الحلق، والجماعات والحلق بفتح الحاء على المشهور، ويجوز كسرها. قوله: (وواحدها) ، وفي بعض لنسخ وواحدتها عزة: بكسر العين وتخفيف الزّاي، ونظيرها: ثبة وتبين، وكرة وكرين، وقلة وقلين. قوله: (مهطعين) ، أي: مسرعين مقبلين عليك مادّي أعناقهم ومديمي النّظر إليك متطلعين نحوك. نصب على الحال: عزين حلقا وفرقا وعصبة عصبة وجماعة جماعة متفرّقين). [عمدة القاري: 19 / 260]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (والعزون الجماعات) ولأبي ذر عزين وله أيضًا العزون حلق بكسر الحاء المهملة وفتح اللام وجماعات وله أيضًا الحلق والجماعات (وواحدها) ولأبي ذر واحدتها (عزة) وكانوا يتحلقون حلقًا ويقولون استهزاء بالمسلمين لئن دخل هؤلاء الجنة لندخلنها قبلهم). [إرشاد الساري: 7 / 400]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا أحمد بن محمّدٍ القوّاس المكّيّ، قال: ثنا مسلم بن خالد الزنجي، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ في قوله عزّ وجلّ: {عن اليمين وعن الشمال عزين} قال: العزين مجالس أنداءٍ). [جزء تفسير مسلم بن خالد الزنجي: 63]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {عن اليمين وعن الشّمال عزين}. يقول: عن يمينك يا محمّد، وعن شمالك متفرّقين حلقًا ومجالس، جماعةً جماعةً، معرضين عنك وعن كتاب اللّه.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {فمال الّذين كفروا قبلك مهطعين}. قال: قبلك ينظرون {عن اليمين وعن الشّمال عزين} قال: العزين: العصب من النّاس، عن يمينٍ وشمالٍ، معرضين عنه، يستهزئون به.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {عن اليمين وعن الشّمال عزين}. قال: مجالس مجنّبين.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {فمال الّذين كفروا قبلك مهطعين} يقول: عامدين {عن اليمين وعن الشّمال عزين}. أي: فرقًا حول نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم لا يرغبون في كتاب اللّه ولا في نبيّه.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٌ، عن قتادة قوله: {عزين} قال: العزين: الحلق المجالس.
- حدّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: حدّثنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {عزين}. قال: حلقًا ورفقًا.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {عن اليمين وعن الشّمال عزين}. قال: العزين: المجلس الّذي فيه الثّلاثة والأربعة، والمجالس الثّلاثة والأربعة، أولئك العزون.
- حدّثنا إسماعيل بن موسى الفزاريّ، قال: أخبرنا أبو الأحوص، عن عاصمٍ، عن أبي صالحٍ، عن أبي هريرة، يرفعه قال: ما لي أراكم عزين. والعزين: الحلق المتفرّقة.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا مؤمّلٌ، قال: حدّثنا سفيان، عن عبد الملك بن عميرٍ، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم خرج على أصحابه وهم حلقٌ حلقٌ، فقال: ما لي أراكم عزين؟.
- حدّثني أبو حصينٍ، قال: حدّثنا عبثرٌ، قال: حدّثنا الأعمش، عن المسيّب بن رافعٍ، عن تميم بن طرفة الطّائيّ، عن جابر بن سمرة، قال: دخل علينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ونحن متفرّقون، فقال: ما لهم عزين؟.
- حدّثني عبد اللّه بن محمّد بن عمرٍو الغزّيّ، قال: حدّثنا الفريابيّ، قال: حدّثنا سفيان، عن الأعمش، عن المسيّب بن رافعٍ، عن تميم بن طرفة، عن جابر بن سمرة، قال: جاء النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم إلى ناسٍ من أصحابه وهم جلوسٌ، فقال: ما لي أراكم عزين حلقًا.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن الأعمش، عن المسيّب بن رافعٍ، عن تميم بن طرفة، عن جابر بن سمرة، قال: جاء النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم إلى ناسٍ من أصحابه وهم جلوسٌ، فقال: ما لي أراكم عزين حلقًا.
- حدّثني ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن الأعمش، عن المسيّب بن رافعٍ، عن تميم بن طرفة الطّائيّ، قال: حدّثنا جابر بن سمرة أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم خرج عليهم وهم حلقٌ، فقال: ما لي أراكم عزين. يقول: حلقًا، يعني قوله: {عن اليمين وعن الشّمال عزين}.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا أبو عامرٍ، قال: حدّثنا قرّة، عن الحسن، في قوله: {عن اليمين وعن الشّمال عزين}. قال: عزين: متفرّقين، يأخذون يمينًا وشمالاً، يقولون: ما قال هذا الرّجل؟.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا حمّاد بن مسعدة، قال: حدّثنا قرّة، عن الحسن، مثله.
وواحد العزين: عزوةٌ، كما واحد الثّبين ثبةٌ، وواحد الكرين كرةٌ. ومن العزين قول راعي الإبل:
أخليفة الرّحمن إنّ عشيرتي = أمسى سوامهم عزين فلولا). [جامع البيان: 23 / 278-281]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {فمال الذين كفروا قبلك مهطعين} قال: ينظرون {عن اليمين وعن الشمال عزين} قال: الغضب من الناس عن يمين وشمال معرضين يستهزئون به.
وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه {فمال الذين كفروا قبلك مهطعين} قال: عامدين {عن اليمين وعن الشمال عزين} قال: فرقا حول نبي الله لا يرغبون في كتاب الله ولا ذكره.
وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضي الله عنه {فمال الذين كفروا قبلك مهطعين} قال: منطلقين {عن اليمين وعن الشمال عزين} قال: متفرقين يأخذون يمينا وشمالا يقولون: ما يقول هذا الرجل). [الدر المنثور: 14 / 696-697] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطستي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن نافع بن الأزرق قال له: أخبرني عن قوله عز وجل: {عن اليمين وعن الشمال عزين} قال: الحلق الرفاق، قال: وهل تعرف العرب ذلك قال: نعم، أما سمعت عبيد بن الأحوص وهو يقول:
فجاؤا مهرعين إليه حتى = يكونوا حول منبره عزين.
وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن مجاهد في قوله: {عن اليمين وعن الشمال} قال: عن يمين النّبيّ صلى الله عليه وسلم وعن شماله {عزين} قال: مجالس محتبين نفر قليل قليل.
وأخرج عبد الرزاق، وابن المنذر عن قتادة في قوله: {عزين} قال: الحلق المجالس.
وأخرج عبد بن حميد عن عبادة بن أنس قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد فقال: مالي أراكم {عزين} حلقا حلق الجاهلية قعد رجل خلف أخيه.
وأخرج عبد بن حميد ومسلم وأبو داود والنسائي، وابن مردويه، عن جابر بن سمرة قال: دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد ونحن حلق متفرقون فقال: ما لي أراكم {عزين}.
وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه جلوس حلقا حلقا فقال: مالي أراكم {عزين}). [الدر المنثور: 14 / 697-698]

تفسير قوله تعالى: (أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ (38) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {أيطمع كلّ امرئٍ منهم أن يدخل جنّة نعيمٍ}. يقول: أيطمع كلّ امرئٍ من هؤلاء الّذين كفروا قبلك مهطعين أن يدخله اللّه جنّة نعيمٍ: أي بساتين نعيمٍ ينعم فيها.
واختلف القرأة في قراءة قوله: {أن يدخل جنّة نعيمٍ} فقرأت ذلك عامّة قرأة الأمصار: يدخل بضمّ الياء على وجه ما لم يسمّ فاعله، غير الحسن وطلحة بن مصرّفٍ، فإنّه ذكر عنهما أنّهما كانا يقرآنه بفتح الياء، بمعنى: أيطمع كلّ امرئٍ منهم أن يدخل كلّ امرئٍ منهم جنّة نعيمٍ.
والصّواب من القراءة في ذلك ما عليه قرأة الأمصار، وهي ضمّ الياء لإجماع الحجّة من القرّاء عليه). [جامع البيان: 23 / 281-282]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ {أيطمع كل امرئ منهم أن يدخل جنة} برفع الياء.
وأخرج عبد بن حميد عن أبي معمر أنه قرأ {أن يدخل} بنصب الياء ورفع الخاء.
وأخرج ابن المنذر عن الضحاك في قوله: {أيطمع كل امرئ منهم أن يدخل جنة نعيم} قال: كلا لست فاعلا ثم ذكر خلقهم فقال: {إنا خلقناهم مما يعلمون} يعني النطفة التي خلق منها البشر). [الدر المنثور: 14 / 698-699]

تفسير قوله تعالى: (كَلَّا إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِمَّا يَعْلَمُونَ (39) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر قال تلا قتادة خلقناهم مما يعلمون قال خلقت من قذر يا ابن آدم فاتق الله). [تفسير عبد الرزاق: 2/318]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {كلاّ إنّا خلقناهم ممّا يعلمون}. يقول عزّ وجلّ: ليس الأمر كما يطمع فيه هؤلاء الكفّار من أن يدخل كلّ امرئٍ منهم جنّة نعيمٍ.
وقوله: {إنّا خلقناهم ممّا يعلمون}. يقول جلّ وعزّ: إنّا خلقناهم من منيٍّ قذرٍ، وإنّما يستوجب دخول الجنّة من يستوجبه منهم بالطّاعة، لا بأنّه مخلوقٌ، فكيف يطمعون في دخول الجنّة وهم عصاةٌ كفرةٌ؟.
- وقد: حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {إنّا خلقناهم ممّا يعلمون} إنّما خلقت من قذرٍ يا ابن آدم، فاتّق اللّه). [جامع البيان: 23 / 282]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، ثنا أحمد بن الفضل الصّائغ بعسقلان، ثنا آدم بن أبي إياسٍ، ثنا جرير بن عثمان، ثنا عبد الرّحمن بن ميسرة، عن جبير بن نفيرٍ، عن بسر بن جحّاشٍ القرشيّ، قال: تلا رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم هذه الآية {فمال للّذين كفروا قبلك مهطعين (36) عن اليمين وعن الشّمال عزين (37) أيطمع كلّ امرئٍ منهم أن يدخل جنّة نعيمٍ (38) كلّا إنّا خلقناهم ممّا يعلمون} ، ثمّ بزق رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم على كفّه فقال: " يقول اللّه: يا ابن آدم أنّى تعجزني وقد خلقتك من مثل هذه حتّى إذا سوّيتك وعدلتك مشيت بين بردتين وللأرض منك وئيدٌ يعني شكوى فجمعت ومنعت حتّى إذا بلغت التّراقي " قلت: «أتصدّق وأنّى أوان الصّدقة» هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرّجاه "). [المستدرك: 2 / 545]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن الضحاك في قوله: {أيطمع كل امرئ منهم أن يدخل جنة نعيم} قال: كلا لست فاعلا ثم ذكر خلقهم فقال: {إنا خلقناهم مما يعلمون} يعني النطفة التي خلق منها البشر). [الدر المنثور: 14 / 699] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن قتادة {كلا إنا خلقناهم مما يعلمون} قال: إنما خلقت من قذر يا ابن آدم فاتق الله.
وأخرج البيهقي في شعب الإيمان عن بشير قال: قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية {فمال الذين كفروا قبلك مهطعين} إلى قوله: {كلا إنا خلقناهم مما يعلمون} ثم بزق رسول الله صلى الله عليه وسلم على كفه ووضع عليها إصبعه وقال: يقول الله ابن آدم أنى تعجزني وقد خلقتك من مثل هذا حتى إذا سويتك وعدلتك مشيت بين بردين وللأرض منك وئيد فجمعت ومنعت حتى إذا بلغت التراقي قلت أتصدق وأنى أوان الصدقة). [الدر المنثور: 14 / 699-700]

تفسير قوله تعالى: (فَلَا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَ (40) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فلا أقسم بربّ المشارق والمغارب إنّا لقادرون (40) على أن نبدّل خيرًا منهم وما نحن بمسبوقين (41) فذرهم يخوضوا ويلعبوا حتّى يلاقوا يومهم الّذي يوعدون}.
يقول تعالى ذكره: فلا أقسم بربّ مشارق الأرض ومغاربها. {إنّا لقادرون (40) على أن نبدّل خيرًا منهم} يقول: إنّا لقادرون على أن نهلكهم، ونأتي بخيرٍ منهم من الخلق يطيعونني ولا يعصونني {وما نحن بمسبوقين} يقول تعالى ذكره: وما يفوتنا منهم أحدٌ بأمرٍ نريده منه، فيعجزنا هربًا.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يعقوب بن إبراهيم، قال: حدّثنا ابن عليّة، قال: أخبرنا عمارة بن أبي حفصة، عن عكرمة، قال: قال ابن عبّاسٍ: إنّ الشّمس تطلع كلّ سنةٍ في ثلاثمائةٍ وستّين كوّةٍ، تطلع كلّ يومٍ في كوّةٍ، لا ترجع إلى تلك الكوّة إلى ذلك اليوم من العام المقبل، ولا تطلع إلاّ وهي كارهةٌ، تقول: ربّ لا تطلعني على عبادك، فإنّي أراهم يعصونك، يعملون بمعاصيك أراهم، قال: أولم تسمعوا إلى قول أميّة بن أبي الصّلت:
حتّى تجرّ وتجلد
قلت: يا مولاه وتجلد الشّمس؟ فقال: عضضت بهن أبيك، إنّما اضّطرّه الرّويّ إلى الجلد.
- حدّثنا ابن المثنّى، قال: حدّثني ابن عمارة، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ في قول اللّه: {بربّ المشارق والمغارب}. قال: إنّ الشّمس تطلع من ثلاثمائةٍ وستّين مطلعًا، تطلع كلّ يومٍ من مطلعٍ لا تعود فيه إلى قابلٍ، ولا تطلع إلاّ وهي كارهةٌ. قال عكرمة: فقلت له: قد قال الشّاعر:
حتّى تجرّ وتجلد
قال: فقال ابن عبّاسٍ: عضضت بهن أبيك، إنّما اضّطرّه الرّويّ.
- حدّثنا خلاّد بن أسلم، قال: أخبرنا النّضر، قال: أخبرنا شعبة، قال: أخبرنا عمارة، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ: إنّ الشّمس تطلع في ثلاثمائةٍ وستّين كوّةً، فإذا طلعت في كوّةٍ لم تطلع منها حتّى العام المقبل، ولا تطلع إلاّ وهي كارهةٌ.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، {فلا أقسم بربّ المشارق والمغارب}. قال: هو مطلع الشّمس ومغربها، ومطلع القمر ومغربه). [جامع البيان: 23 / 282-284]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {فلا أقسم برب المشارق والمغارب} قال: للشمس كل يوم مطلع تطلع فيه ومغرب تغرب فيه غير مطلعها بالأمس وغير مغربها بالأمس.
وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن عكرمة في قوله: {برب المشارق والمغارب} قال: المنازل التي تجري فيها الشمس والقمر). [الدر المنثور: 14 / 700]

تفسير قوله تعالى: (عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ خَيْرًا مِنْهُمْ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ (41) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ({إنّا لقادرون (40) على أن نبدّل خيرًا منهم} يقول: إنّا لقادرون على أن نهلكهم، ونأتي بخيرٍ منهم من الخلق يطيعونني ولا يعصونني {وما نحن بمسبوقين} يقول تعالى ذكره: وما يفوتنا منهم أحدٌ بأمرٍ نريده منه، فيعجزنا هربًا). [جامع البيان: 23 / 282] (م)

تفسير قوله تعالى: (فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ (42) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {فذرهم يخوضوا ويلعبوا}. يقول لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: فذر هؤلاء المشركين المهطعين عن اليمين وعن الشّمال عزين، يخوضوا في باطلهم، ويلعبوا في هذه الدّنيا. {حتّى يلاقوا يومهم الّذي يوعدون}. يقول: حتّى يلاقوا عذاب يوم القيامة الّذي يوعدونه). [جامع البيان: 23 / 284]

تفسير قوله تعالى: (يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ سِرَاعًا كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ (43) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وحدثني نافع بن أبي نعيم القارئ قال: سألت مسلم بن جندب الهذلي عن قول الله: {كأنهم إلى نصبٍ يوفضون}، قال: إلى غايةٍ). [الجامع في علوم القرآن: 1/24]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى من الأجداث قال من القبور كأنهم إلى نصب قال إلى علم يوفضون قال يسعون). [تفسير عبد الرزاق: 2/318]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {يوم يخرجون من الأجداث سراعًا كأنّهم إلى نصبٍ يوفضون (43) خاشعةً أبصارهم ترهقهم ذلّةٌ ذلك اليوم الّذي كانوا يوعدون}.
وقوله: {يوم يخرجون}. بيانٌ وتوجيهٌ عن اليوم الأوّل الّذي في قوله: {يومهم الّذي يوعدون} وتأويل الكلام: حتّى يلاقوا يومهم الّذي يوعدونه يوم يخرجون من الأجداث وهي القبور: واحدها جدثٌ {سراعًا كأنّهم إلى نصبٍ يوفضون}.
- كما: حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {يوم يخرجون من الأجداث سراعًا}. أي: من القبور سراعًا.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة مثله.
وقد بيّنّا الجدث فيما مضى قبل بشواهده، وما قال أهل العلم فيه.
وقوله: {إلى نصبٍ يوفضون}. يقول: كأنّهم إلى علمٍ قد نصب لهم يستبقون. وأجمعت قرّاء الأمصار على فتح النّون من قوله: (نصبٍ) غير الحسن البصريّ، فإنّه ذكر عنه أنّه كان يضمّها مع الصّاد؛ وكأنّ من فتحها يوجّه النّصب إلى أنّه مصدرٌ من قول القائل: نصبت الشّيء أنصبه نصبًا. وكأن تأويله عندهم: كأنّهم إلى صنمٍ منصوبٍ يسرعون سعيًا. وأمّا من ضمّها مع الصّاد فإنّه يوجّهه إلى أنّه واحد الأنصاب، وهي آلهتهم الّتي كانوا يعبدونها.
وأمّا قوله: {يوفضون} فإنّ الإيفاض: هو الإسراع؛ ومنه قول الشّاعر:
لأنعتن نعامةً ميفاضا = خرجاء تغدو تطلب الإضاضا
يقول: تطلب ملجأً تلجأ إليه؛ والإيفاض: السّرعة؛ وقال رؤبة:
تمشي بنا الجدّ على أوفاض
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا محمّد بن جعفرٍ، قال: حدّثنا ابن أبي عديٍّ، عن عوفٍ، عن أبي العالية، أنّه قال في هذه الآية {كأنّهم إلى نصبٍ يوفضون} قال: إلى علاماتٍ يستبقون.
- حدّثنا محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {كأنّهم إلى نصبٍ يوفضون}. قال: إلى علمٍ يسعون.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {يوفضون}. قال: يستبقون.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة: {كأنّهم إلى نصبٍ يوفضون}. قال: إلى علمٍ يسعون.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٌ، عن قتادة: {كأنّهم إلى نصبٍ يوفضون}. قال: إلى علمٍ يوفضون، قال: يسعون.
- حدّثنا عليّ بن سهلٍ، قال: حدّثنا الوليد بن مسلمٍ، قال: سمعت أبا عمرٍو يقول: سمعت يحيى بن أبي كثيرٍ، يقول: {كأنّهم إلى نصبٍ يوفضون}. قال: إلى غايةٍ يستبقون.
- حدّثت، عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: حدّثنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {إلى نصبٍ يوفضون}: إلى علمٍ ينطلقون.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، {إلى نصبٍ يوفضون}. قال: إلى علمٍ يستبقون.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {كأنّهم إلى نصبٍ يوفضون}.
قال: النّصب: حجارةٌ كانوا يعبدونها، حجارةٌ طوالٌ يقال لها نصبٌ وفي قوله: {يوفضون}. قال: يسرعون إليه كما يسرعون إلى نصبٍ يوفضون؛ قال ابن زيدٍ: والأنصاب الّتي كان أهل الجاهليّة يعبدونها ويأتونها ويعظّمونها، كان أحدهم يحمله معه، فإذا رأى أحسن منه أخذه، وألقى هذا، فقال له: {كلٌّ على مولاه أينما يوجّهه لا يأت بخيرٍ هل يستوي هو ومن يأمر بالعدل وهو على صراطٍ مستقيمٍ}.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا أبو عامرٍ، قال: حدّثنا قرّة، عن الحسن، في قوله: {كأنّهم إلى نصبٍ يوفضون}. قال: يبتدرون إلى نصبهم أيّهم يستلمه أوّل.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا حمّاد بن مسعدة، قال: حدّثنا قرّة، عن الحسن، مثله). [جامع البيان: 23 / 284-287]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله يوفضون الإيفاض الإسراع كذا للنّسفيّ هنا وحده وهو كلام الفرّاء وقد تقدّم في الجنائز قوله وقرأ الأعمش وعاصمٌ إلى نصبٍ أي إلى شيءٍ منصوبٍ يستبقون إليه وقراءة زيد بن ثابتٍ إلى نصبٍ وكأنّ النّصب الآلهة الّتي كانت تعبد وكلٌّ صوابٌ والنّصب واحدٌ والنّصب مصدرٌ ثبت هذا هنا للنّسفيّ وذكره أبو نعيمٍ أيضًا وقد تقدّم بعضه في الجنائز وهو قول الفرّاء بلفظه وزاد في قراءة زيد بن ثابتٍ برفع النّون وبعد قوله الّتي كانت تعبد من الأحجار قال النّصب والنّصب واحدٌ وهو مصدرٌ والجمع أنصابٌ انتهى يريد أنّ الّذي بضمّتين واحدٌ لا جمعٌ مثل حقبٍ واحد الأحقاب). [فتح الباري: 8 / 665-666]
قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (يوفضون الإيفاض الإسراع
هذا للنسفي وحده، وأشار به إلى قوله تعالى: {كأنّهم إلى نصب يوفضون} (المعارج: 34) وفسّر: (الإيفاض) الّذي هو مصدر (بالإسراع) ويفهم منه أن معنى: يوفضون يسرعون، وعن ابن عبّاس وقتادة: يسعون وعن مجاهد وأبي العالية: يستبقون، وعن الضّحّاك: ينطلقون، وعنالحسن، يبتدرون، وعن القرطبيّ: يشتدّون، والنّصب المنصوب وعن ابن عبّاس: إلى نصب، إلى غاية، وذلك حين سمعوا الصّيحة الأخيرة، وعن الكسائي: يعني إلى أوثانهم الّتي كانوا يعبدونها من دون الله عز وجل). [عمدة القاري: 19 / 260]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله: {كأنهم إلى نصب يوفضون} قال: إلى علم يسعون.
وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن مجاهد {إلى نصب} قال: غاية {يوفضون} قال: يستبقون.
وأخرج عبد بن حميد عن أبي العالية مثله.
وأخرج عبد بن حميد عن الحسن {كأنهم إلى نصب يوفضون} قال: يبتدرون نصيبهم.
وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن قتادة {يوم يخرجون من الأجداث} قال: القبور {كأنهم إلى نصب يوفضون} قال: إلى علم يسعون {ذلك اليوم الذي كانوا يوعدون} قال: ذلك يوم القيامة.
وأخرج عبد بن حميد عن أبي العالية أنه قرأ {إلى نصب يوفضون} على معنى الواحد.
وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ {إلى نصب} خفيفة منصوبة النون على معنى واحدة). [الدر المنثور: 14 / 700-701]

تفسير قوله تعالى: (خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ذَلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ (44) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {خاشعةً أبصارهم}. يقول: خاضعةً أبصارهم للّذي هم فيه من الخزي والهوان، {ترهقهم ذلّةٌ} يقول: تغشاهم ذلّةٌ. {ذلك اليوم الّذي كانوا يوعدون} يقول عزّ وجلّ: هذا اليوم الّذي وصفت صفته، وهو يوم القيامة الّذي كان مشركو قريشٍ يوعدون في الدّنيا أنّهم لاقوه في الآخرة، كانوا يكذّبون به.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {ذلك اليوم} يوم القيامة {الّذي كانوا يوعدون}). [جامع البيان: 23 / 287]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن قتادة {يوم يخرجون من الأجداث} قال: القبور {كأنهم إلى نصب يوفضون} قال: إلى علم يسعون {ذلك اليوم الذي كانوا يوعدون} قال: ذلك يوم القيامة). [الدر المنثور: 14 / 700] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن أبي الأشهب عن الحسن أنه كان يقراها خاشعا أبصارهم قال: وكان أبو رجاء يقرأها {خاشعة أبصارهم} والله أعلم). [الدر المنثور: 14 / 701]


رد مع اقتباس