عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 26 جمادى الأولى 1434هـ/6-04-2013م, 03:55 PM
أم القاسم أم القاسم غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,449
افتراضي

جمهرة تفاسير السلف

تفسير قوله تعالى: (لَا يَسْأَمُ الْإِنْسَانُ مِنْ دُعَاءِ الْخَيْرِ وَإِنْ مَسَّهُ الشَّرُّ فَيَئُوسٌ قَنُوطٌ (49) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {لا يسأم الإنسان من دعاء الخير} يقول تعالى ذكره: لا يملّ الكافر باللّه من دعاء الخير، يعني من دعائه بالخير، ومسألته إيّاه ربّه والخير في هذا الموضع: المال وصحّة الجسم، يقول: لا يملّ من طلب ذلك {وإن مسّه الشّرّ} يقول: وإن ناله ضرٌّ في نفسه من سقمٍ أو جهدٍ في معيشته، أو احتباسٍ من رزقه {فيئوسٌ قنوطٌ} يقول: فإنّه ذو يأسٍ من روح اللّه وفرجه، قنوطٌ من رحمته، ومن أن يكشف ذلك الشّرّ النّازل به عنه.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا محمّدٌ قال: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، {لا يسأم الإنسان من دعاء الخير} يقول: الكافر {وإن مسّه الشّرّ فيئوسٌ قنوطٌ} قانطٌ من الخير.
- حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {لا يسأم الإنسان} قال: لا يملّ.
وذكر أنّ ذلك في قراءة عبد اللّه: (لا يسأم الإنسان من دعاءٍ بالخير) ). [جامع البيان: 20/457-458]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم في قوله {لا يسأم الإنسان} قال: لا يمل). [الدر المنثور: 13/126]

تفسير قوله تعالى: (وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِنَّا مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هَذَا لِي وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُجِعْتُ إِلَى رَبِّي إِنَّ لِي عِنْدَهُ لَلْحُسْنَى فَلَنُنَبِّئَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِمَا عَمِلُوا وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ (50) )
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ( {ليقولنّ هذا لي} [فصلت: 50] : «أي بعملي أنا محقوقٌ بهذا» ). [صحيح البخاري: 6/128]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله ليقولنّ هذا لي أي بعلمي أنا محقوق بهذا وصله الطّبريّ من طريق بن أبي نجيحٍ عن مجاهدٍ بهذا ولكن لفظه بعملي بتقديم الميم على اللّام وهو الأشبه واللّام في ليقولنّ جواب القسم وأمّا جواب الشّرط فمحذوفٌ وأبعد من قال اللّام جواب الشّرط والفاء محذوفةٌ منه لأنّ ذلك شاذٌّ مختلفٌ في جوازه في الشّعر ويحتمل أن يكون قوله هذا لي أي لا يزول عنّي). [فتح الباري: 8/560]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال ابن جرير حدثني محمّد بن عمرو ثنا أبو عاصم ثنا عيسى عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله 47 فصلت {من أكمامها} قال حين تطلع
وبه في قوله 50 فصلت {ليقولن هذا لي} أي بعملي أنا محقوق بهذا). [تغليق التعليق: 4/303]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (ليقولنّ هذا لي أي بعملي أنا محقوقٌ بهذا
أشار به إلى قوله تعالى: {ولئن أذقناه رحمة منا من بعد ضراء مسته ليقولن هذا لي} (فصلت: 50) وفسره بقوله: (أي بعملي)
إلى آخره، ومعنى قوله: أنا محقوق، أي: مستحقّ له، وقال النّسفيّ: ليقولن هذا لي أي هذا حقي وصل إليّ لأنّي استوجبه بما عندي من خير وفضل وأعمال بر، وقيل: هذا لي لا يزول). [عمدة القاري: 19/152]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({ليقولن هذا لي}) [فصلت: 50] أي (بعملي) بتقديم الميم على اللام أي (أنا محقوق بهذا)
أي مستحق لي بعلمي وعملي، وما علم الأبله أن أحدًا لا يستحق على الله شيئًا لأنه كان عاريًا من الفضائل فكلامه ظاهر الفساد وإن كان موصوفًا بشيء من الفضائل فهي إنما حصلت له بفضل الله وإحسانه واللام في ليقولن جواب القسم لسبقه الشرط وجواب الشرط محذوف وقال أبو البقاء ليقولن جواب الشرط والفاء محذوفة قال في الدرّ وهذا لا يجوز إلا في شعر كقوله:
من يفعل الحسنات الله يشكرها
حتى أن المبرّد يمنعه في الشعر ويروي البيت.
من يفعل الخير فالرحمن يشكره). [إرشاد الساري: 7/327-328]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ولئن أذقناه رحمةً مّنّا من بعد ضرّاء مسّته ليقولنّ هذا لي وما أظنّ السّاعة قائمةً ولئن رّجعت إلى ربّي إنّ لي عنده للحسنى فلننبّئنّ الّذين كفروا بما عملوا ولنذيقنّهم مّن عذابٍ غليظٍ}.
يقول تعالى ذكره: ولئن نحن كشفنا عن هذا الكافر ما أصابه من سقمٍ في نفسه وضرٍّ وشدّةٍ في معيشته وجهدٍ، رحمةً منّا، فوهبنا له العافية في نفسه بعد السّقم، ورزقناه مالاً، فوسّعنا عليه في معيشته من بعد الجهد والضّرّ {ليقولنّ هذا لي} عند اللّه، لأنّ اللّه راضٍ عنّي برضاه عملي، وما أنا عليه مقيمٌ.
- كما حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، {ليقولنّ هذا لي}: أي بعملي، وأنا محقوقٌ بهذا.
{وما أظنّ السّاعة قائمةً} يقول: وما أحسب القيامة قائمةً يوم تقوم {ولئن رّجعت إلى ربّي} يقول: وإن قامت أيضًا القيامة، ورددت إلى اللّه حيًّا بعد مماتي {إنّ لي عنده للحسنى} يقول: إنّ لي عنده غنًى ومالاً.
- كما حدّثنا محمّدٌ قال: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، في قوله: {إنّ لي عنده للحسنى} يقول: غنًى.
{فلننبّئنّ الّذين كفروا بما عملوا} يقول تعالى ذكره: فلنخبرنّ هؤلاء الكفّار باللّه، المتمنّين عليه الأباطيل يوم يرجعون إليه بما عملوا في الدّنيا من المعاصي، واجترحوا من السّيّئات، ثمّ لنجازينّ جميعهم على ذلك جزاءهم {ولنذيقنّهم مّن عذابٍ غليظٍ} وذلك العذاب الغليظ تخليدهم في نار جهنّم، لا يموتون فيها ولا يحيون). [جامع البيان: 20/458-459]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال ثنا آدم قال ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله ليقولن هذا لي أي بعلمي وأنا محقوق بهذا مستحق). [تفسير مجاهد: 572]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله {ولئن أذقناه رحمة منا} الآية، قال: عافية). [الدر المنثور: 13/126]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: (ليقولن هذا لي) . أي: بعملي وأنا محقوق بهذا). [الدر المنثور: 13/126]

تفسير قوله تعالى: (وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعَاءٍ عَرِيضٍ (51) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وإذا أنعمنا على الإنسان أعرض ونأى بجانبه وإذا مسّه الشّرّ فذو دعاءٍ عريضٍ}.
يقول تعالى ذكره: وإذا نحن أنعمنا على الكافر، فكشفنا ما به من ضرٍّ، ورزقناه غنًى وسعةً، ووهبنا له صحّة جسمٍ وعافيةً، أعرض عمّا دعوناه إليه من طاعتنا، وصدّ عنه {ونأى بجانبه} يقول: وبعد من إجابتنا إلى ما دعوناه إليه، ويعني بجانبه بناحيته.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا محمّدٌ قال: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، في قوله: {أعرض ونأى بجانبه} يقول: أعرض: صدّ بوجهه، ونأى بجانبه: يقول: تباعد.
وقوله: {وإذا مسّه الشّرّ فذو دعاءٍ عريضٍ} يعني بالعريض: الكثير.
- كما حدّثنا محمّدٌ قال: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، {فذو دعاءٍ عريضٍ} يقول: كثيرٍ، وذلك نحو قول النّاس: أطال فلانٌ الدّعاء: إذا أكثر، وكذلك أعرض دعاءه). [جامع البيان: 20/459-460]


رد مع اقتباس