عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 14 جمادى الأولى 1434هـ/25-03-2013م, 11:50 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {وَجَاءَتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُوا وَارِدَهُمْ فَأَدْلَى دَلْوَهُ قَالَ يَا بُشْرَى هَذَا غُلَامٌ وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَعْمَلُونَ (19)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {يا بشرى هذا غلامٌ...}
و{يا بشراي} بنصب الياء، وهي لغة في بعض قيس. وهذيلٌ: يا بشريّ. كل ألف أضافها المتكلم إلى نفسه جعلتها ياء مشدّدة.
أنشدني القاسم بن معن:
تركوا هويّ وأعنقوا لهواهم = ففقدتهم ولكل جنب مصرع
وقال لي بعض بني سليم: آتيك بموليّ فإنه أروى منّي. قال:
أنشدني المفضّل:

يطوّف بي عكبّ في معدّ =ويطعن بالصملّة في قفيّا
فإن لم تثأروا لي من عكبّ =فلا أرويتما أبداً صديّا
ومن قرأ (يا بشرى) بالسكون فهو كقولك: يا بني لا تفعل، يكون مفرداً في معنى الإضافة. والعرب تقول: يا نفس اصبري ويا نفس اصبري وهو يعني نفسه في الوجهين و(يا بشراي) في موضع نصب. ومن قال: يا بشريّ فأضاف وغيّر الألف إلى الياء فإنه طلب الكسرة التي تلزم ما قبل الياء من المتكلّم في كل حال؛ ألا أنك تقول: هذا غلامي فتخفض الميم في كل جهات الإعراب فحطّوها إذا أضيفت إلى المتكلّم ولم يحطّوها عند غير الياء في قولك: هذا غلامك وغلامه؛ لأن (يا بشرى) من البشارة والإعراب يتبيّن عند كل مكنّي إلاّ عند الياء.
وقوله: {وأسرّوه بضاعةً} ذلك أن الساقي الذي التقطه قال للذين كانوا معه: إن سألكم أصحابكم عن هذا الغلام فقولوا: أبضعناه أهل الماء لنبيعه بمصر). [معاني القرآن: 2/39-40]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {وجاءت سيّارةٌ فأرسلوا واردهم فأدلى دلوه قال يا بشرى هذا غلامٌ وأسرّوه بضاعةً واللّه عليمٌ بما يعملون}
وقال: {وجاءت سيّارةٌ فأرسلوا واردهم} فذكّر بعدما أنّث لأنّ "السيّارة" في المعنى للرجال). [معاني القرآن: 2/50]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (قراءة الحسن وأبي عمرو {يا بشراي هذا غلام} وهي التي نستحسن.
وقراءة ابن أبي إسحاق "يا بشرى" قال أبو علي: وقد فسرناها بما فيها مع "فمن تبع هدي".
قراءة أصحاب عبد الله {يا بشرى} بغير ياء؛ كأنه ترك الإضافة وناداها مفردة.
وقال الأغلب أو غيره:
يا بشرى هذا سبي ونعم
أراد: سبي). [معاني القرآن لقطرب: 731]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وقوله {فأدى دلوه} فالدلو يذكر ويؤنث؛ وقالوا: هي الدلاة للدول.
وقال الراجز فذكر:
يعدوا بدلو مكرب العراقي = ..........
وقال الحطيئة في الدلاة:
غراء زرقاء كالدلاة لها = فرخان قد أسنقتهما سنقا
[معاني القرآن لقطرب: 740]
السنق: البشم.
وقالوا: الدلا أيضًا، بغير هاء.
[وزاد محمد بن صالح]:
وقالوا: أدليت بحجتي وأدللت بها، وكأن المعنى واحد.
وقالوا: أدليت الدلو: إذا ولجتها البير؛ ودلوتها: أخرجتها؛ وقال الله عز وجل {فأدلى دلوه} ). [معاني القرآن لقطرب: 741]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وجاءت سيّارةٌ}: قوم يسيرون.
{فأرسلوا واردهم} أي وارد الماء ليستقي لهم.
{فأدلى دلوه} أي أرسلها. يقال: أدلى دلوه، إذا أرسلها للاستقاء.
ودلى يدلو: إذا جذبها ليخرجها.
{قال يا بشرى هذا غلامٌ} وذلك: أن يوسف تعلّق بالحبل حين أدلاه، أي أرسله.
{وأسرّوه} أي أسرّوا في أنفسهم أنه بضاعة وتجارة). [تفسير غريب القرآن: 214]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وجاءت سيّارة فأرسلوا واردهم فأدلى دلوه قال يا بشرى هذا غلام وأسرّوه بضاعة واللّه عليم بما يعملون}
الوارد الذي يرد الماء ليسقي للقوم.
{فأدلى دلوه}.
يقال: أدليت الدلو إذا أرسلتها لتملأها، ودلوتها إذا أخرجتها.
{قال يا بشراي}.
بألف وياء مفتوحة، وقرئت يا بشريّ، وقد فسرناها في قوله: {فمن تبع هداي}، وتفسيرها أن ياء الإضافة تغيّر ما قبلها ولا يبين معها الإعراب،
فإذا كان قبلها ألف فالاختيار ألّا تغير الألف، وبعض العرب يبدل الألف معها ياء، فيكون بدلها بمنزلة تغيير الحروف قبلها.
وقرئت: {يا بشرى هذا غلام}، بغير ياء.
ومعنى النداء في هذه الأشياء التي لا تجيب ولا تعقل إنما هو على تنبيه المخاطبين، وتوكيد القصة.
إذا قلت يا عجباه فكأنك قلت: اعجبوا ويا أيها العجب هذا من حينك.
وكذلك إذا قال يا بشراي فكأنّه قال: أبشروا، وكأنه قال يا أيتها البشرى هذا من إبّانك وأوانك.
وقوله - عزّ وجلّ -: {وأسرّوه بضاعة}.
لمّا وجدوه أحبوا أن لا يعلم بأنه موجود، وأن يوهموا أنه بضاعة دفعها إليهم أهل الماء، وبضاعة منصوب على الحال،
كأنّه قال: وأسروه جاعليه بضاعة). [معاني القرآن: 3/97-98]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وجاءت سيارة} أي قوم يسيرون
{فأرسلوا واردهم} وهو الذي يرد لاستقاء الماء
{فأدلى دلوه}
قال الأصمعي يقال أدليت الدلو إذا أرسلتها ودلوتها إذا استقيت
وقوله جل وعز: {قال يا بشراي هذا غلام}
قال السدي والأعمش كان اسمه بشرى
وقال غيرهما المعنى يا أيتها البشرى
قال أبو جعفر وهذا القول الصحيح لأن أكثر القراء يقرأ يا بشراي هذا غلام
والمعنى في نداء البشرى التنبيه لمن حضر وهو أوكد من قولك تبشرت كما تقول يا عجباه أي يا عجب هذا من أيامك أو من آياتك فاحضر وهذا مذهب سيبويه
وقوله جل وعز: {وأسروه بضاعة}
روى حجاج عن ابن جريج عن مجاهد قال أسروه المدلي ومن معه من التجار الباقين لئلا يستشركوهم فيه إذا عرفوا ثمنه وقالوا إنما استبضعناه
وروى معمر عن قتادة قال أسروا بيعه والمعنى على هذا للأخوة كما روي انه لما وجد أظهر إخوته أنه بضاعة لأصحاب الماء). [معاني القرآن: 3/406-405]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {فأدلى دلوه} أي أرسلها، يقال: أدلى إذا أرسل الدلو، ودلا: إذا رفعها.
{وأسروه بضاعة} وأسروا في أنفسهم أنه بضاعة وتجارة). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 112]

تفسير قوله تعالى: {وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ (20)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وشروه بثمنٍ بخسٍ دراهم معدودةٍ...}
قيل: عشرين. وإنما قيل معدودة ليستدل به على القلّة؛ لأنهم كانوا لا يزنون الدراهم حتى تبلغ أوقيّة كانت وزن أربعين درهماً.
وقوله: {وكانوا فيه من الزّاهدين} يقول: لم يعلموا منزلته من الله عزّ وجلّ). [معاني القرآن: 2/40]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {وشروه بثمن بخسٍ} أي باعوه، فإذا بعته أنت قلت: اشتريته، قال ابن مفرّغ:
وشريت برداً ليتني=من بعد بردٍ كنت هامه
أي بعته؛ بخسٍ: أي نقصان ناقص، منقوص، يقال: بخسني حقي، أي نقصني وهو مصدر بخست فوصفوا به وقد تفعل العرب ذلك.
(بثمنٍ بخسٍ دراهم ممدودةٍ) جررته على التكرير والبدل). [مجاز القرآن: 1/304]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وقوله عز وجل {من الزاهدين} زهدت في الشيء، وزهدت فيه لغتان). [معاني القرآن لقطرب: 740]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {بثمن بخس}: منقوص). [غريب القرآن وتفسيره: 181]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وشروه بثمنٍ بخسٍ} يكون: اشتروه، يعني: السيارة.
ويكون: باعوه، يعني: الإخوة. وهذا حرف من الأضداد. يقال شريت الشيء، يعني: بعته واشتريته. وقد ذكرت هذا وما أشبهه في كتاب «تأويل المشكل».
و(البخس) الخسيس الذي بخس به البائع.
{دراهم معدودةٍ}: يسيرة سهل عددها لقّلتها، ولو كانت كثيرة:
لثقل عددها). [تفسير غريب القرآن: 214]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (...وللمشتري: شار، وللبائع: شار، لأنّ كلّ واحد منهما اشترى.
وكذلك قولهم لكل واحد منهما: (بائع) لأنه باع وأخذ عوضا مما دفع، فهو (شار) و(بائع).
قال الله عز وجل: {وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ} أي باعوه. وقال: {وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ}.
وقال ابن مفرّغ:
وشريتُ بُرْدًا ليتني = مِن بعد بُرْدٍ كنتُ هامَه
(وبُرْد): غلام كان له فباعه وندم على بيعه). [تأويل مشكل القرآن: 188] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وشروه بثمن بخس دراهم معدودة وكانوا فيه من الزّاهدين}
قيل بخس: ظلم، لأن الإنسان الموجود لا يحل بيعه، وقيل: بخس نقصان، وأكثر التفسير على أن بخسا ظلما.
وجاء في التفسير أنه بيع بعشرين درهما، وقيل باثنين وعشرين درهما أخذ كل واحد من إخوته درهمين، وقيل بأربعين درهما، وروي كل ذلك.
وقوله {وكانوا فيه من الزّاهدين}
(فيه) ليست بصلة الزاهدين، المعنى: وكانوا من الزاهدين ثم بيّن في أي شيء زهدوا.
فكأنّه قال: زهدوا فيه، وهذا في الظروف جائز.
فأما المفعولات فلا يجوز فيها، لا يجوز كنت زيدا من الضاربين، لأن زيدا من صلة الضاربين فلا يتقدم الموصول صلته). [معاني القرآن: 3/98]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل ثناؤه: {وشروه بثمن بخس} أي ذي بخس والبخس النقصان
وقال الشعبي البخس القليل والمعدودة عشرون درهما
وقال قتادة بخس أي ظلم
وقال الضحاك بخس أي حرام
وروي عن ابن عباس وابن مسعود ونوف أنهم قالوا اشتروه بعشرين درهما
وقال مجاهد وشروه أي باعوه حين أخرجه المدلي وكانوا باعوه باثنين وعشرين درهما وهم أحد عشر
ثم قال جل وعز: {دراهم معدودة}
قال الفراء إنما قال معدودة ليدل على قلتها لأنهم كانوا لا يزنون إلا أوقية والأوقية أربعون درهما
ثم قال جل وعز: {وكانوا فيه من الزاهدين}
قال أبو عبيدة قال بعض المفسرين إنما زهدوا فيه لقلة علمهم بمنزلته من الله جل وعز). [معاني القرآن: 3/407-406]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {وشروه بثمن بخس} أي: باعوه، والبخس: النقص، قال مجاهد: كان الثمن عشرين درهما).[ياقوتة الصراط: 273]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {وشروه} بمعنى باعوه، يعني: الإخوة، ويكون بمعنى اشتروه، يعني السيارة.
{البخس} الخسيس، وقيل: الحرام، وقيل: القليل، غير موزون.
{دراهم معدودة} أي قليلة، سهلة العدد لقلتها، كانت عشرين درهما). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 112]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {بَخْسٍ}: حقير). [العمدة في غريب القرآن: 159]

تفسير قوله تعالى: {وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِنْ مِصْرَ لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (21)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {أكرمي مثواه} أي مقامه الذي ثواه، ومنه قولهم: هي أمّ مثوى وهو أبو مثوى، إذا كنت ضيفاً عليهم). [مجاز القرآن: 1/304]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : ([إلى هاهنا زيادة محمد بن صالح].
وأما قوله {أكرمي مثواه} فالفعل منه: ثوى يثوي ثواء؛ وقالوا في الشعر: مثل الثواية، وأثوى يثوي إثواء لغة). [معاني القرآن لقطرب: 741]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وقوله عز وجل {عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا وكذلك مكنا}؛ فأدخل الكاف في ذلك؛ وكذلك قوله {لولا أن رأى برهان ربه كذلك لنصرف} وهذا كثير في القرآن؛ ومثله {وكذلك نفصل الآيات}؛ {وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا}؛ وقوله {لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك}، وقوله {ومن الناس والدواب والأنعام مختلف ألوانه كذلك إنما يخشى الله من عباده العلماء} وقوله {كذلك العذاب} وقوله {كذلك وأورثناها قوم آخرين} {من دونها
[معاني القرآن لقطرب: 755]
سترا كذلك}.
أما قوله عز وجل {وكذلك مكنا ليوسف} فيجوز أن يكون على قوله {عسى أن ينفعنا}؛ أي كذلك مكنا له). [معاني القرآن لقطرب: 756]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {مثواه}: مقامة، يقال هي أم مثواي: امرأتي وهو أبو مثواي). [غريب القرآن وتفسيره: 181]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {أكرمي مثواه} أي أكرمي منزله ومقامه عندك. من قولك: ثويت بالمكان، إذا أقمت به.
{أو نتّخذه ولداً} أي نتبنّاه). [تفسير غريب القرآن: 214]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {وقال الّذي اشتراه من مصر لامرأته أكرمي مثواه عسى أن ينفعنا أو نتّخذه ولدا وكذلك مكّنّا ليوسف في الأرض ولنعلّمه من تأويل الأحاديث واللّه غالب على أمره ولكنّ أكثر النّاس لا يعلمون}
مصر مفتوحة في موضع الجر إلا أنّها لا تنصرف، لأنها اسم والمدينة بعينها، وهي معرفة
{لامرأته أكرمي مثواه عسى أن ينفعنا}
{مثواه} مقامه. المعنى أحسني إليه في طول مقامه عندنا.
ويروى أنّ أفرس الناس ثلاثة، وأن أجودهم فراسة العزيز في فراسته في يوسف، وابنة شعيب في فراستها في موسى حين قالت: {يا أبت استأجره إنّ خير من استأجرت القويّ الأمين}
وأبو بكر في توليته عمر الخلافة بعده.
وقوله: {وكذلك مكّنّا ليوسف في الأرض}أي ومثل الذي وصفنا مكنا ليوسف في الأرض.
{ولنعلّمه من تأويل الأحاديث}.جائز أن يكون تأويل الرؤيا، وأن يكون تأويل أحاديث الأنبياء). [معاني القرآن: 3/99-98]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وقال الذي اشتراه من مصر لامرأته أكرمي مثواه} أي مقامه والمعنى أكرميه وقت مثواه ومنه ثويت في المكان إذا أقمت فيه كما قال الشاعر:
رب ثاو يمل منه الثواء
ثم قال جل وعز: {عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا} أي نتبناه
وروى سفيان عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله قال أفرس الناس ثلاثة العزيز حين قال لامرأته {أكرمي مثواه عسى أن ينفعنا} وابنة شعيب حين قالت لأبيها:
{إن خير من استأجرت القوي الأمين} وأبو بكر حين ولى عمر). [معاني القرآن: 3/408-407]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {أكرمي مثواه} أي منزله ومقامه عندك). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 112]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {مَثْوَاهُ}: مقامه). [العمدة في غريب القرآن: 160]

تفسير قوله تعالى: {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آَتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (22)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {ولمّا بلغ أشدّه} مجازه: إذا بلغ منتهى شبابه وحدّه وقوّته من قبل أن يأخذ في النقصان وليس له واحد من لفظه).[مجاز القرآن: 1/305]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وقوله {حتى يبلغ أشده} فقالوا في كلامهم: مضت أشد الرجل؛ أي شدته، وقالوا: الأشد ما بين ثماني عشرة إلى ثلاثين سنة.
وقال حميد:
وقد أتى لو تعتب العواذل = بعد الأشد أربع كوامل). [معاني القرآن لقطرب: 741]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {أشده}: انتهى قبل أن يأخذ في النقصان). [غريب القرآن وتفسيره: 181]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {بلغ أشدّه}: إذا انتهى منتهاه قبل أن يأخذ في النقصان. وهو جمع. يقال: لواحده أشدّ.
ويقال: شدّ وأشدّ. مثل: قدّ وأقدّ. وهو الجلد. ولا واحد له.
وقد اختلف في وقت بلوغ الأشدّ، فيقال: هو بلوغ ثلاثين سنة.
ويقال: بلوغ ثمان وثلاثين). [تفسير غريب القرآن: 215]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {ولمّا بلغ أشدّه آتيناه حكما وعلما وكذلك نجزي المحسنين}
الأشدّ من نحو سبع عشرة سنة إلى نحو الأربعين، آتيناه حكما وعلما.
أي جعلناه حكيما عالما، وليس كل عالم حكيما.
الحكيم العالم المستعمل علمه، الممتنع من استعمال ما يجهّل فيه.
وأصل أحكمت في اللغة منعت، ومن هذا حكمة الذائة، لأن الفارس يمنع بها الدائة من إرادتها.
{وكذلك نجزي المحسنين} أي ومثل ما وصفنا من تعليم يوسف نجزي المحسنين). [معاني القرآن: 3/99]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ولما بلغ أشده}
قيل الأشد ثلاث وثلاثون سنة
وقيل ثلاثون
والأكثر أنه من تسع عشرة سنة إلى أربعين
وقال ربيعة وزيد بن أسلم ومالك الأشد الحلم
وسيبويه يذهب إلى أنه جمع شدة مثل نعمة وانعم
ثم قال جل وعز: {آتيناه حكما وعلما}
والفرق بين الحكيم والعالم أن الحكيم هو الذي يعمل بعلمه ويمتنع من الأشياء القبيحة ومنه قيل حكمة الدابة). [معاني القرآن: 3/409-408]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {بلغ أشده} قيل: ثلاثون سنة، واحده شدة،
وقيل: هو واحد، وليس في كلام العرب اسم مفرد على '' أفعل '' إلا هذا الاسم). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 113-112]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {بَلَغَ أشده}: منتهى قوته). [العمدة في غريب القرآن: 160]


رد مع اقتباس