الموضوع: سورة النحل
عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 1 محرم 1434هـ/14-11-2012م, 08:18 AM
الصورة الرمزية أسماء الشامسي
أسماء الشامسي أسماء الشامسي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Apr 2011
الدولة: مكة المكرمة
المشاركات: 559
افتراضي

قال تعالى: {مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَٰكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (106)}

قال الوليد بن محمد الموقّري الأموي (ت:182هـ): حدثني قال محمد بن مسلم بن عبد الله بن شِهَاب الزهري (ت: 124هـ): (وقال تعالى في سورة النحل: {مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ}.... إلى قوله تعالى: {عظيمٌ}.
نسخها [قوله] : {ثم إن ربك للذين هاجروا من بعد ما فتنوا ثم جاهدوا وصبروا إن ربك من بعدها لغفورٌ رحيمٌ}.). [الناسخ والمنسوخ للزهري: 29]
قَالَ أَبو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ حَزْمٍ الأَنْدَلُسِيُّ (ت: 320 هـ): (الآية الثالثة: قوله تعالى: {من كفر بالله من بعد إيمانه...} الآية [106 مكية / النحل / 16] نسخت بقوله تعالى: {إلا من اكره وقلبه مطمئن بالإيمان} [106 / النحل / 16] وقيل بآية السيف). [الناسخ والمنسوخ لابن حزم: 44]
قَالَ هِبَةُ اللهِ بنُ سَلامَةَ بنِ نَصْرٍ المُقْرِي (ت: 410 هـ): (الآية الثّالثة قوله تعالى {من كفر بالله من بعد إيمانه} ثمّ استثنى {إلّا من أكره وقلبه مطمئنٌ بالإيمان} نسخها آخرها ويقال آية السّيف نزلت في فقراء المسلمين الّذين كانوا المشركون يعذبونهم ثمّ نسخها الله تعالى بقوله {إلّا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان} في سورة النّساء). [الناسخ والمنسوخ لابن سلامة: 113-114]
قَالَ مَكِّيُّ بنُ أبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ) : (قوله تعالى: {من كفر بالله من بعد إيمانه إلاّ من أكره وقلبه مطمئنٌّ بالإيمان ولكن من شرح بالكفر صدرًا} الآية:
قال ابن حبيب: هذا منسوخٌ بقوله: {ثمّ إنّ ربّك للّذين هاجروا من بعد ما فتنوا} [النحل: 110] الآية.
قال أبو محمد: وهذا لم يقله أحد غيره، وهو غلط ظاهر، لأنّ نسخ هذا بأن يجازوا بغير ما أخبرنا الله به من مجازاتهم، وذلك لا يجوز على الله جلّ ذكره. وقوله تعالى: {ثمّ إنّ ربّك للّذين هاجروا من بعد ما فتنوا} [النحل: 110]: نزل في صنفٍ آخر غير الصّنف الأوّل، وهم قوم أسلموا ففتنوا عن دينهم ومنعوا من الهجرة، فأخبرنا الله أنهم إذا هاجروا وجاهدوا وصبروا، فإنّه لهم غفور رحيم. وقد قرئ: فتنوا - بالفتح - على معنى أنهم فتنوا غيرهم عن دينهم. {والله غفور رحيم} لهم إذا أسلموا وهاجروا، وجاهدوا. الآية الأولى نزلت في قوم أكرهوا على الكفر، وفي قوم شرحوا صدورهم بالكفر، وفي قوم كفروا بعد إيمانهم، وهذا كلّه في أصنافٍ مختلفةٍ يختلف الحكم فيهم وفي مجازاتهم، فلا ينسخ شيءٌ منه شيئًا.
وأيضًا فإنه خبر، والخبر لا ينسخ، لأنه يصير المنسوخ أخبر به على غير ما هو عليه - ويتعالى الله عن ذلك - وأخبار الله جلّ ذكره كلّها جاريةٌ على حقيقة ما هي به لا يجوز فيها غير ذلك.
وإذا كانت كذلك لم يجز نسخها إلا بشيءٍ على خلاف ما هو به، وهذا كلّه لا يجوز ولا يحسن من الآدميين، فكيف من علاّم الغيوب! - تعالى الله عن ذلك -). [الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه: 334-335]
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (الثالث: قوله عز وجل: {مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ} الآية [النحل: 106] قال قوم: نسخ هذا بقوله: {إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان} الآية [النحل: 106] وقد بينت أن الاستثناء ليس بنسخ.
وقال قوم: الآية كلها منسوخة بقوله عز وجل: {ثم إن ربك للذين هاجروا من بعد ما فتنوا} الآية [النحل: 110] يعني أنهم فتنوا عن دينهم، فأخبر عز وجل أنهم إذا هاجروا وجاهدوا وصبروا أنه غفور رحيم، وهذا غلط ظاهر؛ لأن هذا فيمن أسلم بعد أن أكره على الكفر فكفر، وذاك فيمن شرح بالكفر صدرا ودام عليه {ذلك بأنهم استحبوا الحياة الدنيا على الآخرة وأن الله لا يهدي القوم الكافرين * أولئك الذين طبع الله على قلوبهم..} إلى قوله: {.. هم الخاسرون} الآية [النحل: 107-109] وقد قرئ: (فتنوا) بفتح الفاء والتاء: أي فتنوا غيرهم عن دينهم ثم أسلموا وتابوا). [جمال القراء:1/328]

روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس