عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 3 جمادى الأولى 1434هـ/14-03-2013م, 04:52 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي التفسير اللغوي المجموع

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آَمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا آَمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ (111) }
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: ((الزبير ابن عمتي وحواري من أمتي)).
قال: حدثناه أبو معاوية عن هشام بن عروة عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم:
يقال والله أعلم: إن أصل هذا إنما كان بدؤه من الحواريين أصحاب عيسى ابن مريم صلوات الله عليه وعلى نبينا.
وإنما سموا حواريين لأنهم كانوا يغسلون الثياب يحورونها، وهو التبييض.
يقال: حورت الشيء إذا بيضته.
ومنه قيل: امرأة حوارية إذا كانت بيضاء قال الشاعر:

فقل للحواريات يببكين غيرنا = ولا تبكنا إلا الكلاب النوابح
قال وكان أبو عبيدة يذهب بالحواريات إلى نساء الأمصار دون أهل البوادي.
وهذا عندي يرجع إلى ذلك المعنى؛ لأن عند هؤلاء من البياض ما ليس عند أولئك، فسماهن حواريات لهذا.
فلما كان عيسى ابن مريم.
صلى الله عليه وسلم نصره هؤلاء الحواريون فكانوا شيعته وأنصاره دون الناس، فقيل: فعل الحواريون كذا ونصره الحواريون بكذا، جرى هذا على ألسنة الناس حتى صار مثلا لكل ناصر، فقيل: حواري إذا كان مبالغا في نصرته تشبيها بأولئك.
هذا كما بلغنا والله أعلم.
وهذا مما قلت لك: إنهم يحولون اسم الشيء إلى غيره إذا كان من سببه). [غريب الحديث: 2/248-251]

تفسير قوله تعالى: {إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ قَالَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (112) }

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا نُرِيدُ أَنْ نَأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَنْ قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ (113) }

تفسير قوله تعالى: {قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِأَوَّلِنَا وَآَخِرِنَا وَآَيَةً مِنْكَ وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيرُ الرَّازِقِينَ (114) }
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وقوله:
فيا قوم هل من حيلة تعرفونها
موضع "تعرفونها" خفضٌ، لأنه نعت للحيلة وليس بجواب، ولو كان ههنا شرط يوجب جوابًا لا نجزم، تقول: ائتني بدابة أركبها، أي بدابةٍ مركوبة، فإذا أردت معنى: فإنك إن أتيتني بدابة ركبتها قلت: "أركبها"، لأنه جواب الأمر، كما أن الأول جواب الاستفهام، وفي القرآن: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا}، أي مطهرة لهم، وكذلك: {أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا} أي كائنة لنا عيدًا، وفي الجواب: {فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا}، أي إن تركوا خاضوا ولعبوا، وأما قوله عز وجل: {ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ} فإنما هو فذرهم في هذه الحال لأنهم كانوا يلعبون، وكذلك: {وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ}، إنما هو ولا تمنن مستكثرًا فمعنى ذا: هل معروفة عندكم?). [الكامل: 1/373-374] (م)
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): (وقال في قوله عز وجل: {عِيدًا لِأَوَّلِنَا وَآَخِرِنَا وَآَيَةً مِنْكَ}: أي علامة.
وسئل هل قرئ: (وإنه منك)؟ قال: لا أعرفه). [مجالس ثعلب: 270]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ اللَّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لَا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ (115) }
قَالَ سِيبَوَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ قُنْبُرٍ الحَارِثِيُّ (ت: 180هـ): (هذا بابٌ من أبواب إن
تقول قال عمرو إن زيدا خيرٌ منك وذلك لأنك أردت أن تحكي قوله ولا يجوز أن تعمل قال في إن كما لا يجوز لك أن تعملها في زيد وأشباهه إذا قلت قال زيدٌ عمروٌ خير الناس فأن لا تعمل فيها قال كما لا تعمل قال فيما تعمل فيه أن لأن أن تجعل الكلام شأنا وأنت لا تقول قال الشأن متفاقماً كما تقول زعم الشأن متفاقماً فهذه الأشياء بعد قال حكايةٌ.
ومثل ذلك: {وإذا قال موسى لقومه إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة}.
وقال أيضا: {قال الله إني منزلها عليكم} وكذلك جميع ما جاء من ذا في القرآن). [الكتاب: 3/142] (م)
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (هذا باب إن المكسورة ومواقعها
اعلم أن مكانها في الكلام في أحد ثلاثة مواضع ترجع إلى موضع واحد وهو الابتداء؛ لأنه موضع لا يخلص للاسم دون الفعل.
وإنما تكون المفتوحة في الموضع الذي لا يجوز أن يقع فيه الاسم. وذلك قولك: إن زيداً منطلق، وإن عمراً قائم، لا يكون في هذا الموضع إلا الكسر. فأما قوله: (وأن هذه أمتكم أمةً واحدةً) فإنما المعنى معنى اللام، والتقدير: ولأن هذه أمتكم أمةً واحدة، وأنا ربكم فاعبدون.
وكذلك قوله عند الخليل: {وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحداً} أي: ولأن.
وأما المفسرون فقالوا: هو على أوحي. وهذا وجهٌ حسن جميل وزعم قوم من النحويين موضع أن خفض في هاتين الآيتين وما أشبههما، وأن اللام مضمره وليس هذا بشيء. واحتجوا بإضمار رب في قوله:
وبلدٍ ليس به أنيس
وليس كما قالوا؛ لأن الواو بدل من رب كما ذكرت لك، والواو في قوله تبارك وتعالى: {وأن المساجد لله} واو عطف. ومحالٌ أن يحذف حرف الخفض ولا يأتي منه بدلٌ.
واحتج هؤلاء بأنك لا تقول: أنك منطلق بلغني أو علمت.
فقيل لهم: هي لا تتقدم إلا مكسورةٌ، وإنما كانت هاهنا بعد الواو منصوبة لأن المعنى معنى اللام؛ كما تقول: جئتك ابتغاء الخير، فتنصب والمعنى معنى اللام، وكذلك قال الشاعر:

وأغفر عوراء الكريم ادخـاره = وأعرض عن شتم اللئيم تكرما
فإذا قلت: جئتك أنك تحب المعروف فالمعنى معنى اللام، فعلى هذا قدمت، وهذا قد مر. فهذا قول الخليل.
والموضع الآخر للمكسورة: أن تدخل اللام في الخبر. وقد مضى قولنا في هذا، لأن اللام تقطعها مما قبلها، فتكون مبتدأة. فهذا مما ذكرت لك أنها ترجع إلى الابتداء.
والموضع الثالث: أن تقع بعد القول حكايةً فتكون مبتدأة. كما تقول: قال زيد: عمروٌ منطلقٌ، وقلت: الله أكبر. وقد مضى هذا في باب الحكاية.
فعلى هذا تقول: قال زيد: إن عمراً منطلق، وقال عبد الله: إنك خير منه. من ذلك قوله عز وجل: {قال الله إني منزلها عليكم}. وقال: {وإذ قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك} وقال: {قال يا قوم إني لكم نذيرٌ مبين} ). [المقتضب: 2/346-348] (م)
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): ( ومما يفسر من كتاب الله جل وعز تفسيرين متضادين، قوله تعالى: {قال الله إني منزلها عليكم فمن يكفر بعد منكم فإني أعذبه عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين}، قال بعض المفسرين: نزلت المائدة، وقال بعضهم: لم تنزل. أخبرنا أبو علي العنزي، قال: حدثنا الحسن بن قزعة، قال: حدثنا سفيان بن حبيب، عن سعيد، عن قتادة، عن خلاس بن عمرو، عن عمار بن ياسر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((نزلت المائدة خبزا ولحما، وأمروا ألا يخونوا ولا يخبئوا ولا يدخروا، فخانوا، وخبئوا وادخروا، فمسخوا قردة وخنازير)).
وحدثنا محمد بن يونس، قال: حدثنا عمر بن يونس بن القاسم اليمامي، قال: حدثنا إسماعيل بن فيروز، عن أبيه، عن وهب بن منبه، قال: كانت مائدة يجلس عليها أربعة آلاف، فقالوا لقوم من وضعائهم: إن هؤلاء يلطخون ثيابنا علينا، فلو بنينا لها دكانا يرفعها! فبنوا لها دكانا، فجعلت الضعفاء لا تصل إلى شيء، فلما خالفوا أمر الله جل وعز رفعها عنهم.
وحدثنا محمد، قال: حدثنا الحكم بن مروان، قال: حدثنا إسرائيل، عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس، في قوله تعالى: {أنزل علينا مائدة من السماء}، قال: مائدة طعام.
وحدثنا محمد، قال: خبرنا بشر بن عمر، قال: خبرنا شعبة عن أبي إسحاق، عن أبي عبد الرحمن السلمي، في قوله: {أنزل علينا مائدة من السماء}، قال: خبزا وسمكا.
وحدثنا محمد، قال: حدثنا الحكم بن مروان، قال: أخبرنا الفضل بن مرزوق، عن عطية، قال: كانت سمكة وجدوا فيها كل شيء.
وأخبرنا عبد الله بن محمد، قال: خبرنا يوسف القطان، قال: حدثنا جرير، عن أشعث، عن جعفر، عن سعيد، قال: نزلت المائدة وهي طعام يفور؛ فكانوا يأكلون منها قعودا، فأحدثوا فرفعت شيئا، فأكلوا على الركب، ثم أحدثوا، فرفعت شيئا، فأكلوا قياما، ثم أحدثوا، فرفعت البتة.
وأخبرنا عبد الله، قال: خبرنا يوسف، قال: خبرنا عمرو بن حمران، عن سعيد، عن قتادة، قال: كانت مائدة ينزل عليها ثمر من ثمار الجنة. وأمروا ألا يخونوا، ولا يخبئوا ولا يدخروا، بلاء ابتلاهم الله به، فكانوا إذا فعلوا شيئا من ذلك أخبرهم به عيسى عليه السلام، قال: فخانوا وخبئوا وادخروا.
وأخبرنا عبد الله، قال: خبرنا يوسف، قال: أخبرنا
عمرو بن حمران، عن سعيد، عن قتادة، عن الحسن قال: لما قال الله عز وجل: {إني منزلها عليكم فمن يكفر بعد منكم فإني أعذبه عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين}, قالوا: لا حاجة لنا فيها، فلم تنزل عليهم ). [كتاب الأضداد: 350-352]

رد مع اقتباس