عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 15 جمادى الأولى 1434هـ/26-03-2013م, 08:57 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا (37) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله وإذا تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه قال أنعم الله عليه بالإسلام وأنعم النبي بالعتق أمسك عليك زوجك قال قتادة جاء زيد النبي فقال إن زينب اشتد علي لسانها وأنا أريد أن أطلقها قال له النبي اتق الله وأمسك عليك زوجك والنبي يحب أن يطلقها ويخشى قالة الناس إن أمره بطلاقها فأنزل الله تعالى وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشه فلما قضى زيد منها وطرا قال قتادة لما طلقها زيد زوجنكها). [تفسير عبد الرزاق: 2/117]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر وأخبرني من سمع الحسن يقول ما نزلت على النبي آية أشد عليه منها قوله وتخفي في نفسك ما الله مبديه ولو كان كاتما من الوحي شيئا لكتمها قال وكانت زينب تفخر على أزواج النبي فتقول أما أنتن فزوجكن آباؤكن وأما أنا فزوجني رب العرش). [تفسير عبد الرزاق: 2/117-118]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (باب {وتخفي في نفسك ما اللّه مبديه وتخشى النّاس واللّه أحقّ أن تخشاه} [الأحزاب: 37]
- حدّثنا محمّد بن عبد الرّحيم، حدّثنا معلّى بن منصورٍ، عن حمّاد بن زيدٍ، حدّثنا ثابتٌ، عن أنس بن مالكٍ رضي اللّه عنه: " أنّ هذه الآية: {وتخفي في نفسك ما اللّه مبديه} [الأحزاب: 37] نزلت في شأن زينب بنت جحشٍ وزيد بن حارثة "). [صحيح البخاري: 6/117]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): ( (قوله باب وتخفي في نفسك ما اللّه مبديه وتخشى النّاس واللّه أحقّ أن تخشاه)
لم تختلف الرّوايات أنّها نزلت في قصّة زيد بن حارثة وزينب بنت جحشٍ
- قوله حدّثنا معلّى بن منصورٍ هو الرّازيّ وليس له عند البخاريّ سوى هذا الحديث وآخر في البيوع وقد قال في التّاريخ الصّغير دخلنا عليه سنة عشرٍ فكأنّه لم يكثر عنه ولهذا حدّث عنه في هذين الموضعين بواسطةٍ قوله حدّثنا ثابتٌ كذا قال معلّى بن منصورٍ عن حمّادٍ وتابعه محمّد بن أبي بكرٍ المقدّميّ وعارمٌ وغيرهما وقال الصّلت بن مسعودٍ وروح بن عبد المؤمن وغيرهما عن حمّاد بن زيدٍ عن أيّوب عن أبي قلابة عن أنسٍ فلعلّ لحمّادٍ فيه إسنادين وقد أخرجه الإسماعيليّ من طريق سليمان بن أيّوب صاحب البصريّ عن حمّاد بن زيدٍ بالإسنادين معًا قوله إنّ هذه الآية وتخفى في نفسك ما الله مبديه نزلت في شأن زينب بنت جحشٍ وزيد بن حارثة هكذا اقتصر على هذا القدر من هذه القصّة وقد أخرجه في التّوحيد من وجهٍ آخر عن حمّاد بن زيدٍ عن ثابتٍ عن أنسٍ قال جاء زيد بن حارثة يشكو فجعل النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم يقول اتّق اللّه وأمسك عليك زوجك قال أنسٌ لو كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم كاتمًا شيئًا لكتم هذه الآية قال وكانت تفتخر على أزواج النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم الحديث وأخرجه أحمد عن مؤمّل بن إسماعيل عن حمّاد بن زيدٍ بهذا الإسناد بلفظ أتى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم منزل زيد بن حارثة فجاءه زيدٌ يشكوها إليه فقال له أمسك عليك زوجك واتّق اللّه فنزلت إلى قوله زوّجناكها قال يعني زينب بنت جحشٍ وقد أخرج بن أبي حاتمٍ هذه القصّة من طريق السّدّيّ فساقها سياقًا واضحًا حسنًا ولفظه بلغنا أنّ هذه الآية نزلت في زينب بنت جحشٍ وكانت أمّها أميمة بنت عبد المطّلب عمّة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وكان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أراد أن يزوّجها زيد بن حارثة مولاه فكرهت ذلك ثمّ إنّها رضيت بما صنع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فزوّجها إيّاه ثمّ أعلم اللّه عزّ وجلّ نبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم بعد أنّها من أزواجه فكان يستحي أن يأمر بطلاقها وكان لا يزال يكون بين زيدٍ وزينب ما يكون من النّاس فأمره رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أن يمسك عليه زوجه وأن يتّقي اللّه وكان يخشى النّاس أن يعيبوا عليه ويقولوا تزوّج امرأة ابنه وكان قد تبنّى زيدًا وعنده من طريق عليّ بن زيدٍ عن عليّ بن الحسين بن عليٍّ قال أعلم اللّه نبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم أنّ زينب ستكون من أزواجه قبل أن يتزوّجها فلمّا أتاه زيدٌ يشكوها إليه وقال له اتّق اللّه وأمسك عليك زوجك قال اللّه قد أخبرتك أنّي مزوّجكها وتخفي في نفسك ما اللّه مبديه وقد أطنب التّرمذيّ الحكيم في تحسين هذه الرّواية وقال إنّها من جواهر العلم المكنون وكأنّه لم يقف على تفسير السّدّيّ الّذي أوردته وهو أوضح سياقًا وأصحّ إسنادًا إليه لضعف عليّ بن زيد بن جدعان وروى عبد الرّزّاق عن معمرٍ عن قتادة قال جاء زيد بن حارثة فقال يا رسول اللّه إنّ زينب اشتدّ عليّ لسانها وأنا أريد أن أطلّقها فقال له اتّق اللّه وأمسك عليك زوجك قال والنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم يحبّ أن يطلّقها ويخشى قالة النّاس ووردت آثار أخرى أخرجها بن أبي حاتمٍ والطّبريّ ونقلها كثيرٌ من المفسّرين لا ينبغي التّشاغل بها والّذي أوردته منها هو المعتمد والحاصل أنّ الّذي كان يخفيه النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم هو إخبار اللّه إيّاه أنّها ستصير زوجته والّذي كان يحمله على إخفاء ذلك خشية قول النّاس تزوّج امرأة ابنه وأراد اللّه إبطال ما كان أهل الجاهليّة عليه من أحكام التّبنّي بأمرٍ لا أبلغ في الإبطال منه وهو تزوّج امرأة الّذي يدعى ابنًا ووقوع ذلك من إمام المسلمين ليكون أدعى لقبولهم وإنّما وقع الخبط في تأويل متعلّق الخشية واللّه أعلم وقد أخرج التّرمذيّ من طريق داود بن أبي هندٍ عن الشّعبيّ عن عائشة قالت لو كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم كاتمًا شيئًا من الوحي لكتم هذه الآية وإذ تقول للّذي أنعم اللّه عليه يعني بالإسلام وأنعمت عليه بالعتق أمسك عليك زوجك إلى قوله قدرا مقدورًا وإنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم لمّا تزوّجها قالوا تزوّج حليلة ابنه فأنزل اللّه تعالى ما كان محمّدٌ أبا أحدٍ من رجالكم الآية وكان تبنّاه وهو صغيرٌ قلت حتّى صار رجلًا يقال له زيد بن محمّدٍ فأنزل الله تعالى ادعوهم لآبائهم إلى قوله ومواليكم قال التّرمذيّ روي عن داود عن الشّعبيّ عن مسروقٍ عن عائشة إلى قوله لكتم هذه الآية ولم يذكر ما بعده قلت وهذا القدر أخرجه مسلمٌ كما قال التّرمذيّ وأظنّ الزّائد بعده مدرجًا في الخبر فإنّ الرّاوي له عن داود لم يكن بالحافظ وقال بن العربيّ إنّما قال عليه الصّلاة والسّلام لزيدٍ أمسك عليك زوجك اختبارًا لما عنده من الرّغبة فيها أو عنها فلمّا أطلعه زيدٌ على ما عنده منها من النّفرة الّتي نشأت من تعاظمها عليه وبذاءة لسانها أذن له في طلاقها وليس في مخالفة متعلّق الأمر لمتعلّق العلم ما يمنع من الأمر به واللّه أعلم وروى أحمد ومسلمٌ والنّسائيّ من طريق سليمان بن المغيرة عن ثابتٍ عن أنسٍ قال لمّا انقضت عدّة زينب قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم لزيدٍ اذكرها عليّ قال فانطلقت فقلت يا زينب أبشري أرسل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يذكرك فقالت ما أنا بصانعةٍ شيئًا حتّى أؤامر ربّي فقامت إلى مسجدها ونزل القرآن وجاء رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم حتّى دخل عليها بغير إذنٍ وهذا أيضًا من أبلغ ما وقع في ذلك وهو أن يكون الّذي كان زوجها هو الخاطب لئلّا يظنّ أحدٌ أنّ ذلك وقع قهرًا بغير رضاه وفيه أيضًا اختبار ما كان عنده منها هل بقي منه شيءٌ أم لا وفيه استحباب فعل المرأة الاستخارة ودعائها عند الخطبة قبل الإجابة وأنّ من وكّل أمره إلى اللّه عزّ وجلّ يسّر اللّه له ما هو الأحظّ له والأنفع دنيا وأخرى). [فتح الباري: 8/523-524]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( (بابٌ قوله: {وتخفى في نفسك ما الله مبديه وتخشى النّاس والله أحقّ أن تخشاه} (الأحزاب: 37)
أي: هذا باب في قوله عز وجل: {وتخفي في نفسك} وأول الآية: {وإذ تقول للّذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتّق الله وتخفي في نفسك} الآية. نزلت في زينب بنت جحش كما يأتي الآن، وقصتها مذكورة في التّفسير، وحاصلها. أنه صلى الله عليه وسلم أتى ذات يوم إلى زيد بن حارثة مولاه لحاجة فأبصر زينب بنت جحش زوجته قائمة في درعها وخمار فأعجبته وكأنّها وقعت في نفسه، فقال: سبحان الله مقلّب القلوب، وانصرف فجاء زيد فذكرت له ففي الحال ألقى الله كراهتها في قلبه، فأراد فراقها، فأتى النّبي صلى الله عليه وسلم، فقال: إنّي أريد أن أفارق صاحبتي. فقال له النّبي، صلى الله عليه وسلم، اتّق الله وأمسك عليك زوجك، وهو معنى قوله تعالى: {وإذ تقول} أي: اذكر حين تقول: {للّذي أنعم الله عليه} يعني: بالإسلام وهو زيد بن حارثة. (وأنعمت) أنت عليه بالعتق (وتخفي في نفسك) أن لو فارقها تزوّجتها، وعن ابن عبّاس: تخفي في نفسك حبها. قوله: (ما الله مبديه) ، أي: الّذي الله مظهره (وتخشى النّاس) أي: تستحيهم، قاله ابن عبّاس والحسن، وقيل: تخاف لائمة النّاس أن يقولوا: أمر رجلا بطلاق امرأته ثمّ نكحها حين طلقها، وقال ابن عمر وابن مسعود والحسن: ما نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، آية أشد عليه من هذه الآية. قوله: (والله أحق أن تخشاه) ، ليس المراد أن النّبي صلى الله عليه وسلم، خشي النّاس ولم يخش الله بل المعنى أن الله أحق أن تخشاه وحده ولا تخش أحدا معه وأنت تخشاه وتخشى النّاس أيضا، فاجعل الخشية لله وحده، ولا يقدح ذلك في حال النّبي صلى الله عليه وسلم، لأن العبد غير ملوم على ما يقع في قلبه من مثل هذه الأشياء ما لم يقصد فيه المأثم.
- حدّثنا محمّد بن عبد الرّحيم حدّثنا معلّى بن منصورٍ عن حمّادٍ بن زيدٍ حدّثنا ثابتٌ عن أنسٍ بن مالكٍ رضي الله عنه أنّ هاذه الآية: {وتخفى في نفسك ما الله مبديه} (الأحزاب: 37) نزلت في شأن زينب بنت جحشٍ وزيدٍ بن حارثة..
مطابقته للتّرجمة ظاهرة. ومحمّد بن عبد الرّحيم أبو يحيى كان يقال له صاعقة. والحديث أخرجه التّرمذيّ في التّفسير عن محمّد بن عبدة وأخرجه النّسائيّ فيه عن محمّد بن سليمان لؤين لقب له). [عمدة القاري: 19/118-119]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : (باب قوله: {وتخفي في نفسك ما اللّه مبديه وتخشى النّاس واللّه أحقّ أن تخشاه} [الأحزاب: 37]
هذا (باب) بالتنوين يذكر فيه (قوله) عز وجل مخاطبًا لنبيه صلوات الله وسلامه عليه في قصة زينب وزيد ({وتخفي في نفسك ما الله مبديه}) وهو نكاح زينب إن طلقها زيد أو إرادة طلاقها أو إخبار الله إياه أنها ستصير زوجته كما أخرجه ابن أبي حاتم من طريق السدي لفظ: بلغنا أن هذه الآية نزلت في زينب بنت جحش: وكانت أمها أميمة بنت عبد المطلب عمة رسول الله -صلّى اللّه عليه وسلّم-،
وكان رسول الله -صلّى اللّه عليه وسلّم- أراد أن يزوّجها زيد بن حارثة مولاه فكرهت ذلك ثم إنها رضيت بما صنع رسول الله -صلّى اللّه عليه وسلّم- فزوجها إياه ثم أعلم الله نبيه بعد أنها من أزواجه فكان يستحي أن يأمره بطلاقها.
وعنده من طريق علي بن زيد عن علي بن الحسين بن علي قال: أعلم الله نبيه أن زينب ستكون من أزواجه قبل أن يتزوّجها فلما أتاه زيد يشكوها إليه وقال له: اتق الله وأمسك عليك زوجك قال الله: إني قد أخبرتك إني مزوجكها وتخفي في نفسك ما الله مبديه، لكن في الثاني علي بن زيد بن جدعان وهو ضعيف.
({وتخشى الناس}) أي تعييرهم إياك به والواو عطف على تقول أي وإذ تجمع بين قولك كذا وإخفاء كذا وخشية الناس ({والله أحق أن تخشاه}) [الأحزاب: 37] وحده إن كان فيه ما يخشى والواو للحال وسقط قوله باب لغير أبي ذر.
- حدّثنا محمّد بن عبد الرّحيم، حدّثنا معلّى بن منصورٍ عن حمّاد بن زيدٍ، حدّثنا ثابتٌ عن أنس بن مالكٍ -رضي الله عنه- أنّ هذه الآية {وتخفي في نفسك ما اللّه مبديه} نزلت في شأن زينب ابنة جحشٍ وزيد بن حارثة. [الحديث 4787 - طرفه في: 7420].
وبه قال: (حدّثنا) ولأبي الوقت: حدّثني بالإفراد (محمد بن عبد الرحيم) صاعقة قال: (حدّثنا معلى بن منصور) الرازي نزيل بغداد (عن حماد بن زيد) اسم جده درهم الأزدي الجهضمي البصري قال: (حدّثنا ثابت) البناني (عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أن هذه الآية ({وتخفي في نفسك ما الله مبديه} نزلت في شأن زينب ابنة جحش) ولأبي ذر بنت جحش بإسقاط الألف (وزيد بن حارثة) كذا اقتصر على هذا القدر من هذه القصة هنا.
وأخرجه بأتم من هذا في باب: وكان عرشه على الماء من كتاب التوحيد من وجه آخر على حماد بن زيد عن ثابت عن أنس قال: جاء زيد بن حارثة يشكو فجعل النبي -صلّى اللّه عليه وسلّم- يقول: اتق الله وأمسك عليك زوجك. قالت عائشة: لو كان رسول الله -صلّى اللّه عليه وسلّم- كاتمًا شيئًا لكتم هذه الآية. قال: فكانت زينب تفخر على أزواج النبي -صلّى اللّه عليه وسلّم- تقول: زوجكن أهاليكن وزوجني الله من فوق سبع سماوات.
وعن ثابت: {وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس} [الأحزاب: 37] نزلت في شأن زينب وزيد بن حارثة وذكر ابن جرير وابن أبي حاتم هنا آثارًا لا ينبغي إيرادها وما ذكرته فيه مقنع والله يهدينا إلى سواء السبيل بمنّه وكرمه). [إرشاد الساري: 7/297]
قال محمدُ بنُ عيسى بنِ سَوْرة التِّرْمِذيُّ (ت: 279هـ) : (حدّثنا عليّ بن حجرٍ، قال: أخبرنا داود بن الزّبرقان، عن داود بن أبي هندٍ، عن الشّعبيّ، عن عائشة، قالت: لو كان رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم كاتمًا شيئًا من الوحي لكتم هذه الآية {وإذ تقول للّذي أنعم اللّه عليه وأنعمت عليه} بالعتق فأعتقته، {أمسك عليك زوجك واتّق اللّه وتخفي في نفسك ما اللّه مبديه وتخشى النّاس واللّه أحقّ أن تخشاه}، إلى قوله: {وكان أمر الله مفعولاً} وإنّ رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم لمّا تزوّجها قالوا: تزوّج حليلة ابنه، فأنزل اللّه تعالى {ما كان محمّدٌ أبا أحدٍ من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النّبيّين} وكان رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم تبنّاه وهو صغيرٌ فلبث حتّى صار رجلاً يقال له: زيد بن محمّدٍ، فأنزل اللّه: {ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدّين ومواليكم} فلانٌ مولى فلانٍ، وفلانٌ أخو فلانٍ {هو أقسط عند اللّه} يعني أعدل.
هذا حديثٌ غريبٌ قد روي عن داود بن أبي هندٍ، عن الشّعبيّ، عن مسروقٍ، عن عائشة، قالت: لو كان النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم كاتمًا شيئًا من الوحي لكتم هذه الآية {وإذ تقول للّذي أنعم اللّه عليه وأنعمت عليه} الآية, هذا الحرف لم يرو بطوله.
حدّثنا بذلك عبد الله بن وضّاحٍ الكوفيّ، قال: حدّثنا عبد الله بن إدريس، عن داود بن أبي هندٍ). [سنن الترمذي: 5/205-206]
قال محمدُ بنُ عيسى بنِ سَوْرة التِّرْمِذيُّ (ت: 279هـ) : (حدّثنا محمّد بن أبان، قال: حدّثنا ابن أبي عديٍّ، عن داود بن أبي هندٍ، عن الشّعبيّ، عن مسروقٍ، عن عائشة قالت: لو كان النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم كاتمًا شيئًا من الوحي لكتم هذه الآية {وإذ تقول للّذي أنعم اللّه عليه وأنعمت عليه} الآية.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ). [سنن الترمذي: 5/206]
قال محمدُ بنُ عيسى بنِ سَوْرة التِّرْمِذيُّ (ت: 279هـ) : (حدّثنا أحمد بن عبدة الضّبّيّ، قال: حدّثنا حمّاد بن زيدٍ، عن ثابتٍ، عن أنسٍ، قال: لمّا نزلت هذه الآية {وتخفي في نفسك ما اللّه مبديه وتخشى النّاس} في شأن زينب بنت جحشٍ، جاء زيدٌ يشكو فهمّ بطلاقها فاستأمر النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: {أمسك عليك زوجك واتّق اللّه}.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ). [سنن الترمذي: 5/207]
قال محمدُ بنُ عيسى بنِ سَوْرة التِّرْمِذيُّ (ت: 279هـ) : (حدّثنا عبد بن حميدٍ، قال: حدّثنا محمّد بن الفضل، قال: حدّثنا حمّاد بن زيدٍ، عن ثابتٍ، عن أنسٍ، قال: لمّا نزلت هذه الآية في زينب بنت جحشٍ {فلمّا قضى زيدٌ منها وطرًا زوّجناكها} قال: فكانت تفخر على أزواج النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم تقول: زوّجكنّ أهلكنّ وزوّجني اللّه من فوق سبع سماواتٍ.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ). [سنن الترمذي: 5/208]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (قوله تعالى: {وتخفي في نفسك ما الله مبديه}
- أخبرنا محمّد بن سليمان، عن حمّاد بن زيدٍ، عن ثابتٍ، عن أنسٍ، قال: " جاء زيدٌ يشكو امرأته إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فأمره أن يمسكها، فأنزل الله عزّ وجلّ {وتخفي في نفسك ما الله مبديه} [الأحزاب: 37]
- أخبرنا محمّد بن المثنّى، قال: حدّثني عبد الوهّاب، حدّثنا داود، عن عامرٍ، عن مسروقٍ، أنّ عائشة، قالت: " يا أبا عائشة، ثلاثٌ من قال بواحدةٍ منهنّ فقد أعظم على الله الفرية، قال: وكنت متّكئًا فجلست، فقلت: يا أمّ المؤمنين، أنظريني ولا تعجليني، أرأيت قول الله عزّ وجلّ: {وما هو على الغيب بضنينٍ} [التكوير: 24] {ولقد رآه نزلةً أخرى} [النجم: 13]، قالت: إنّما هو جبريل عليه السّلام، رآه مرّةً على خلقه وصورته الّتي خلق عليها، ورآه مرّةً أخرى حين هبط من السّماء إلى الأرض سادًّا، عظم خلقه ما بين السّماء والأرض، قالت: أنا أوّل من سأل نبيّ الله صلّى الله عليه وسلّم عن هذه الآية، فقال: «هو جبريل»، ومن زعم أنّه يعلم ما يكون في غدٍ فقد أعظم على الله الفرية، والله يقول: {قل لا يعلم من في السّموات والأرض الغيب إلّا الله وما يشعرون أيّان يبعثون}، ومن زعم أنّ محمّدًا كتم شيئًا ممّا أنزل الله عليه فقد أعظم على الله الفرية والله يقول: {يا أيّها الرّسول بلّغ ما أنزل إليك من ربّك وإن لم تفعل فما بلّغت رسالته والله يعصمك من النّاس إنّ الله لا يهدي القوم الكافرين} [المائدة: 67]، قالت: لو كان محمّدٌ صلّى الله عليه وسلّم كاتمًا شيئًا ممّا أنزل عليه لكتم هذه الآية {وإذ تقول للّذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتّق الله وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى النّاس والله أحقّ أن تخشاه} [الأحزاب: 37]
- أخبرنا محمّد بن المثنّى، عن ابن أبي عديٍّ، وعبد الأعلى، عن داود، عن عامرٍ، عن مسروقٍ، عن عائشة، نحوه، وقال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا داود، عن الشّعبيّ، عن مسروقٍ قال: كنت عند عائشة.... فذكر نحوه). [السنن الكبرى للنسائي: 10/220-221]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (قوله تعالى: {فلمّا قضى زيدٌ منها وطرًا}
- أخبرنا سويد بن نصرٍ، أخبرنا عبد الله، أخبرنا سليمان بن المغيرة، عن ثابتٍ، عن أنسٍ، قال: لمّا انقضت عدّة زينب، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لزيدٍ: «اذكرها عليّ»، قال زيدٌ: فانطلقت فقلت: يا زينب أبشري، أرسل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يذكرك، فقالت: ما أنا بصانعةٍ شيئًا حتّى أؤامر ربّي، فقامت إلى مسجدها ونزل القرآن، وجاء رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حتّى دخل عليها بغير إذنٍ
- أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا الملائيّ، حدّثنا عيسى بن طهمان، قال: سمعت أنسًا، يقول: كانت زينب تفخر على نساء النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: «إنّ الله عزّ وجلّ أنكحني من السّماء»، وفيها نزلت آية الحجاب، خرج النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وهم قعودٌ، ثمّ رجع وهم قعودٌ في البيت، حتّى رئي ذلك في وجهه، فأنزل الله عزّ وجلّ {يا أيّها الّذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النّبيّ إلّا أن يؤذن لكم إلى طعامٍ غير ناظرين إناه} [الأحزاب: 53]). [السنن الكبرى للنسائي: 10/221-222]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وإذ تقول للّذي أنعم اللّه عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتّق اللّه وتخفي في نفسك ما اللّه مبديه وتخشى النّاس واللّه أحقّ أن تخشاه فلمّا قضى زيدٌ منها وطرًا زوّجناكها لكي لا يكون على المؤمنين حرجٌ في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهنّ وطرًا وكان أمر اللّه مفعولاً}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم عتابًا من اللّه له واذكر يا محمّد {إذ تقول للّذي أنعم اللّه عليه} بالهداية {وأنعمت عليه} بالعتق، يعني بذلك زيد بن حارثة مولى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: {أمسك عليك زوجك واتّق اللّه}، وذلك أنّ زينب بنت جحشٍ فيما ذكر رآها رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فأعجبته، وهي في حبال مولاه، فألقى في نفس زيدٍ كراهتها لمّا علم اللّه ممّا وقع في نفس نبيّه ما وقع، فأراد فراقها، فذكر ذلك لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم زيدٌ، فقال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: {أمسك عليك زوجك} وهو صلّى اللّه عليه وسلّم في ذلك يحبّ أن تكون قد بانت منه لينكحها، {واتّق اللّه} يقول: وخف اللّه في الواجب له عليك في زوجتك {وتخفي في نفسك ما اللّه مبديه} يقول: وتخفي في نفسك محبّة فراقه إيّاها لتتزوّجها إن هو فارقها، واللّه مبدٍ ما تخفي في نفسك من ذلك {وتخشى النّاس واللّه أحقّ أن تخشاه} يقول تعالى ذكره: وتخاف أن يقول النّاس: أمر رجلاً بطلاق امرأته ونكحها حين طلّقها، واللّه أحقّ أن تخشاه من النّاس.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {وإذ تقول للّذي أنعم اللّه عليه} وهو زيدٌ أنعم اللّه عليه بالإسلام، وأنعمت عليه أعتقه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: {أمسك عليك زوجك واتّق اللّه وتخفي في نفسك ما اللّه مبديه} قال: وكان يخفي في نفسه ودّ أنّه طلّقها.
قال الحسن: ما أنزلت عليه آيةٌ كانت أشدّ عليه منها، قوله: {وتخفي في نفسك ما اللّه مبديه} ولو كان نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم كاتمًا شيئًا من الوحي لكتمها {وتخشى النّاس واللّه أحقّ أن تخشاه} قال: خشي نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم مقالة النّاس.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ: كان النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قد زوّج زيد بن حارثة زينب بنت جحشٍ، ابنة عمّته، فخرج رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يومًا يريده وعلى الباب سترٌ من شعرٍ، فرفعت الرّيح السّتر فانكشف، وهي في حجرتها حاسرةٌ، فوقع إعجابها في قلب النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم؛ فلمّا وقع ذلك كرّهت إلى الآخر، فجاء فقال: يا رسول اللّه، إنّي أريد أن أفارق صاحبتي، قال: ما لك، أرابك منها شيءٌ؟ قال: لا، واللّه ما رابني منها شيءٌ يا رسول اللّه، ولا رأيت إلاّ خيرًا، فقال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: أمسك عليك زوجك واتّق اللّه فذلك قول اللّه تعالى: {وإذ تقول للّذي أنعم اللّه عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتّق اللّه وتخفي في نفسك ما اللّه مبديه} تخفي في نفسك إن فارقها تزوّجتها.
- حدّثني محمّد بن موسى الحرشيّ، قال: حدّثنا حمّاد بن زيدٍ، عن ثابتٍ، عن أبي حمزة، قال: نزلت هذه الآية: {وتخفي في نفسك ما اللّه مبديه} في زينب بنت جحشٍ.
- حدّثنا خلاّد بن أسلم، قال: حدّثنا سفيان بن عيينة، عن عليّ بن زيد بن جدعان، عن عليّ بن حسينٍ، قال: كان اللّه تبارك وتعالى أعلم نبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم أنّ زينب ستكون من أزواجه، فلمّا أتاه زيدٌ يشكوها قال: اتّق اللّه وأمسك عليك زوجك، قال اللّه: {وتخفي في نفسك ما اللّه مبديه}.
- حدّثني إسحاق بن شاهينٍ، قال: حدّثنا داود، عن عامرٍ، عن عائشة، قالت: لو كتم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم شيئًا ممّا أوحي إليه من كتاب اللّه لكتم: {وتخفي في نفسك ما اللّه مبديه وتخشى النّاس واللّه أحقّ أن تخشاه}.
وقوله: {فلمّا قضى زيدٌ منها وطرًا زوّجناكها} يقول تعالى ذكره: فلمّا قضى زيد بن حارثة من زينب حاجته، وهي الوطر؛ ومنه قول الشّاعر:
ودّعني قبل أن أودّعه = لمّا قضى من شبابنا وطرا
{زوّجناكها} يقول: زوّجناك زينب بعدما طلّقها زيدٌ وبانت منه {لكي لا يكون على المؤمنين حرجٌ في أزواج أدعيائهم} يعني: في نكاح نساء من تبنّوا وليسوا ببنيهم ولا أولادهم على صحّةٍ إذا هم طلّقوهنّ وبنّ منهم {إذا قضوا منهنّ وطرًا} يقول: إذا قضوا منهنّ حاجاتهم، وآرابهم وفارقوهنّ وحللن لغيرهم، ولم يكن ذلك نزولاً منهم لهم عنهنّ {وكان أمر اللّه مفعولاً} يقول: وكان ما قضى اللّه من قضاءٍ مفعولاً: أي كائنًا كان لا محالة. وإنّما يعني بذلك أنّ قضاء اللّه في زينب أن يتزوّجها رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم كان ماضيًا مفعولاً كائنًا.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {لكي لا يكون على المؤمنين حرجٌ في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهنّ وطرًا} يقول: إذا طلّقوهنّ، وكان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم تبنّى زيد بن حارثة.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {فلمّا قضى زيدٌ منها وطرًا} إلى قوله: {وكان أمر اللّه مفعولاً} إذا كان ذلك منه غير نازلٍ لك، فذلك قول اللّه: {وحلائل أبنائكم الّذين من أصلابكم}.
- حدّثني محمّد بن عثمان الواسطيّ، قال: حدّثنا جعفر بن عونٍ، عن المعلّى بن عرفان، عن محمّد بن عبد اللّه بن جحشٍ، قال: تفاخرت عائشة وزينب، قال: فقالت زينب: أنا الّذي نزل تزويجي.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا جريرٌ، عن مغيرة، عن الشّعبيّ، قال: كانت زينب زوج النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم تقول للنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: إنّي لأدلّ عليك بثلاثٍ ما من نسائك امرأةٌ تدلّ بهنّ. إنّ جدّي وجدّك واحدٌ، وإنّي أنكحنيك اللّه من السّماء، وإنّ السّفير لجبرائيل عليه السّلام). [جامع البيان: 19/114-118]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حدّثنا عليّ بن حمشاذ العدل، ثنا هشام بن عليٍّ السّدوسيّ، ثنا موسى بن إسماعيل، ثنا أبو عوانة، أخبرني عمر بن أبي سلمة، عن أبيه، قال: حدّثني أسامة بن زيدٍ رضي اللّه عنه، قال: كنت في المسجد فأتاني العبّاس وعليٌّ فقالا لي: يا أسامة استأذن لنا على رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم. فدخلت على النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فاستأذنته فقلت له: إنّ العبّاس وعليًّا يستأذنان. قال: «هل تدري ما حاجتهما؟» قلت: لا واللّه ما أدري. قال: «لكنّي أدري، ائذن لهما» فدخلا عليه فقالا: يا رسول اللّه، جئناك نسألك أيّ أهلك أحبّ إليك؟ قال: «أحبّ أهلي إليّ فاطمة بنت محمّدٍ». فقالا: يا رسول اللّه، ليس نسألك عن فاطمة قال: «فأسامة بن زيدٍ الّذي أنعم اللّه عليه وأنعمت عليه» هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرجاه "). [المستدرك: 2/452]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه بن دينارٍ العدل، ثنا الحسين بن الفضل البجليّ، ثنا عفّان بن مسلمٍ، ثنا حمّاد بن زيدٍ، عن ثابتٍ، عن أنسٍ رضي اللّه عنه، قال: جاء زيد بن حارثة يشكو إلى رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم من زينب بنت جحشٍ رضي اللّه عنها، فقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: «أمسك عليك أهلك» فنزلت {وتخفي في نفسك ما اللّه مبديه} [الأحزاب: 37] ). [المستدرك: 2/452]
قال أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد ابن الأثير الجزري (ت: 606هـ) : ( (ت) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: لو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كاتماً شيئاً من الوحي، لكتم هذه الآية: {وإذ تقول للذي أنعم اللّه عليه} [الأحزاب: 37] يعني: بالإسلام {وأنعمت عليه}: بالعتق فأعتقته {أمسك عليك زوجك واتّق اللّه وتخفي في نفسك ما اللّه مبديه وتخشى النّاس واللّه أحقّ أن تخشاه فلما قضى زيدٌ منها وطراً زوّجناكها لكيلا يكون على المؤمنين حرجٌ في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن وطراً وكان أمر اللّه مفعولاً} [الأحزاب: 37] فإنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لما تزوّجها، قالوا: تزوّج حليلة ابنه، فأنزل الله تعالى {ما كان محمدٌ أبا أحدٍ من رجالكم ولكن رسول اللّه وخاتم النبيين} [الأحزاب: 40] وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم تبنّاه وهو صغيرٌ، فلبث حتى صار رجلاً، يقال له: زيد بن محمّدٍ، فأنزل الله تعالى: {ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند اللّه فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدّين ومواليكم} فلانٌ مولى فلانٍ، وفلانٌ أخو فلانٍ {هو أقسط عند اللّه} يعني: أعدل عند الله.
وفي رواية مختصراً: لو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كاتماً شيئاً من الوحي، لكتم هذه الآية: {وإذ تقول للذي أنعم اللّه عليه وأنعمت عليه} لم يزد.
أخرجه الترمذي.
[شرح الغريب]
(حليلة) قد ذكرت في سورة الفرقان). [جامع الأصول: 2/307-309]
قال أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد ابن الأثير الجزري (ت: 606هـ) : ( (خ ت س) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال: جاء زيد بن حارثة يشكو، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: اتق الله، وأمسك عليك زوجك، قال أنسٌ لو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كاتماً شيئاً من الوحي، لكتم هذه الآية: قال: وكانت تفخر على أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم، تقول: زوّجكنّ أهاليكنّ، وزوجني الله من فوق سبع سموات.
وفي رواية قال: {وتخفي في نفسك ما اللّه مبديه} نزلت في شأن زينب بنت جحشٍ وزيد بن حارثة. أخرجه البخاري.
وفي رواية الترمذي قال: لما نزلت هذه الآية {وتخفي في نفسك ما اللّه مبديه} في شأن زينب بن جحش، جاء زيدٌ يشكو، فهمّ بطلاقها، فاستأمر النّبيّ صلى الله عليه وسلم، فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم: أمسك عليك زوجك، واتق الله.
وفي أخرى له قال: لما نزلت هذه الآية في زينب بن جحش {فلما قضى زيدٌ منها وطراً زوّجناكها} قال: فكانت تفخر على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم تقول: زوّجكنّ أهلوكنّ، وزوجني الله من فوق سبع سموات.
وفي رواية النسائي قال: كانت زينب تفخر على نساء النبي صلى الله عليه وسلم تقول: أنكحني من السّماء، وفيها نزلت آية الحجاب). [جامع الأصول: 2/309-310]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (قوله تعالى: {وإذ تقول للّذي أنعم اللّه عليه} [الأحزاب: 37]
- «عن قتادة في قوله: {وإذ تقول للّذي أنعم اللّه عليه وأنعمت عليه} [الأحزاب: 37] وهو زيد بن حارثة أنعم اللّه عليه بالإسلام وأنعمت عليه أعتقه رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وسلّم {أمسك عليك زوجك واتّق اللّه وتخفي في نفسك ما اللّه مبديه} [الأحزاب: 37] قال: كان يخفي في نفسه ودّ أنّه طلّقها. قال: قال الحسن: ما أنزلت عليه آيةٌ كانت عليه أشدّ منها قوله: {وتخفي في نفسك} [الأحزاب: 37] ولو كان رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وسلّم - كاتمًا شيئًا من الوحي لكتمها {وتخشى النّاس واللّه أحقّ أن تخشاه} [الأحزاب: 37] قال: خشي النّبيّ - صلّى اللّه عليه وسلّم - قالة النّاس {فلمّا قضى زيدٌ منها وطرًا} [الأحزاب: 37] فلمّا طلّقها زيدٌ زوّجناكها قال: فكانت زينب بنت جحشٍ تفخر على نساء النّبيّ - صلّى اللّه عليه وسلّم -: أمّا أنتنّ فزوّجكنّ آباؤكنّ وأمّا أنا فزوّجني ذو العرش {واتّق اللّه} [الأحزاب: 37] قال: جعل يقول: يا نبيّ اللّه إنّها قد اشتدّ عليّ خلقها وإنّي مطلّقٌ هذه المرأة، فكان النّبيّ - صلّى اللّه عليه وسلّم - إذا قال له زيدٌ ذلك قال له: {أمسك عليك زوجك واتّق اللّه} [الأحزاب: 37]».
رواه الطّبرانيّ من طريقٍ رجال بعضها رجال الصّحيح). [مجمع الزوائد: 7/91]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها لكي لا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن وطرا وكان أمر الله مفعولا * ما كان على النّبيّ من حرج فيما فرض الله له سنة الله في الذين خلوا من قبل وكان أمر الله قدرا مقدورا * الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحدا إلا الله وكفى بالله حسيبا * ما كان محمدا أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين وكان الله بكل شيء عليما.
أخرج البزار، وابن أبي حاتم والحاكم وصححه، وابن مردويه عن أسامة بن زيد رضي الله عنه قال: جاء العباس وعلي بن أبي طالب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالا يا رسول الله جئناك لتخبرنا أي أهلك أحب اليك قال: أحب أهلي الي فاطمة، قالا: ما نسألك عن فاطمة قال: فاسامة بن زيد الذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه، قال علي رضي الله عنه: ثم من يا رسول الله قال: ثم أنت ثم العباس رضي الله عنه: يا رسول الله جعلت عمك آخرا قال: ان عليا سبقك بالهجرة). [الدر المنثور: 12/52]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد والبخاري والترمذي والنسائي، وابن أبي حاتم وابن مردويه عن أنس رضي الله عنه، ان هذه الآية {وتخفي في نفسك ما الله مبديه} نزلت في شأن زينب بنت جحش وزيد بن حارثة). [الدر المنثور: 12/52-53]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد، وعبد بن حميد والبخاري والترمذي، وابن المنذر والحاكم، وابن مردويه والبيهقي في "سننه" عن أنس رضي الله عنه قال جاء زيد بن حارثة رضي الله عنه يشكو زينب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: اتق الله وامسك عليك زوجك فنزلت {وتخفي في نفسك ما الله مبديه} قال: أنس رضي الله عنه فلو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كاتما شيئا لكتم هذه الآية، فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم فما أولم على امرأة من نسائه ما أولم عليها، ذبح شاة {فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها} فكانت تفخر على أزواج النّبيّ صلى الله عليه وسلم تقول: زوجكن أهاليكن وزوجني الله من فوق سبع سموات). [الدر المنثور: 12/53]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن سعد وأحمد والنسائي وأبو يعلى، وابن أبي حاتم والطبراني، وابن مردويه عن أنس رضي الله عنه قال: لما انقضت عدة زينب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لزيد اذهب فاذكرها علي فانطلق قال: فلما رأيتها عظمت في صدري فقلت: يا زينب أبشري أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكرك قالت: ما أنا بصانعة شيئا حتى أوامر ربي فقامت إلى مسجدها ونزل القرآن وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ودخل عليها بغير إذن ولقد رأيتنا حين دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم أطعمنا عليها الخبز واللحم فخرج الناس وبقي رجال يتحدثون في البيت بعد الطعام فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم واتبعته فجعل يتبع حجر نسائه يسلم عليهن ويقلن: يا رسول الله كيف وجدت أهلك فما أدري أنا أخبرته ان القوم قد خرجوا أو أخبر فانطلق حتى دخل البيت فذهبت ادخل معه فألقى الستر بيني وبينه فنزل الحجاب ووعظ القوم بما وعظو به {لا تدخلوا بيوت النّبيّ إلا أن يؤذن لكم} ). [الدر المنثور: 12/53-54]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن سعد والحاكم عن محمد بن يحيى بن حيان رضي الله عنه قال جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بيت زيد بن حارثة يطلبه وكان زيد إنما يقال له زيد بن محمد فربما فقده رسول الله صلى الله عليه وسلم فيجيء لبيت زيد بن حارثة يطلبه فلم يجده وتقوم اليه زينب بنت جحش زوجته فاعرض رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها فقالت: ليس هو ههنا يا رسول الله فادخل فأبى أن يدخل فأعجبت رسول الله صلى الله عليه وسلم فولى وهو يهمهم بشيء لا يكاد يفهم منه إلا ربما أعلن سبحان الله العظيم سبحان مصرف القلوب فجاء زيد رضي الله عنه إلى منزله فأخبرته امرأته ان رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى منزله فقال زيد رضي الله عنه: إلا قلت له أن يدخل قالت: قد عرضت ذلك عليه فأبى قال: فسمعت شيئا قالت: سمعته حين ولى تكلم بكلام ولا أفهمه وسمعته يقول: سبحان الله سبحان مصرف القلوب فجاء زيد رضي الله عنه حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله بلغني أنك جئت منزلي فهلا دخلت يا رسول الله لعل زينب أعجبتك فأفارقها فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم {أمسك عليك زوجك} فما استطاع زيد اليها سبيلا بعد ذلك اليوم فيأتي لرسول الله صلى الله عليه وسلم فيخبره فيقول {أمسك عليك زوجك} ففارقها زيد واعتزلها وانقضت عدتها فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس يتحدث مع عائشة رضي الله عنها اذ أخذته غشية فسرى عنه وهو يبتسم ويقول: من يذهب إلى زينب فيبشرها ان الله زوجنيها من السماء وتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم {وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك} القصة كلها قالت عائشة رضي الله عنها: فأخذني ما قرب وما بعد لما يبلغنا من جمالها، وأخرى هي أعظم الأمور وأشرفها زوجها الله من السماء وقلت: هي تفخر علينا بهذا). [الدر المنثور: 12/54-55]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وعبد بن حميد والترمذي وصححه، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والطبراني، وابن مردويه عن عائشة رضي الله عنها قالت: لو كان النّبيّ صلى الله عليه وسلم كاتما شيئا من الوحي لكتم هذه الآية {وإذ تقول للذي أنعم الله عليه} يعني بالإسلام {وأنعمت عليه} بالعتق {أمسك عليك زوجك} إلى قوله {وكان أمر الله مفعولا} وان رسول الله صلى الله عليه وسلم لما تزوجها قالوا: تزوج خليلة ابنه، فأنزل الله تعالى {ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين} وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم تبناه وهو صغير فلبث حتى صار رجلا يقال له: زيد بن محمد، فأنزل الله {ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله} يعني أعدل عند الله). [الدر المنثور: 12/55-56]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحاكم عن الشعبي رضي الله عنه قال: كانت زينب رضي الله عنها تقول للنبي صلى الله عليه وسلم: أنا أعظم نسائك عليك حقا أنا خيرهن منكحا وأكرمهن سترا وأقربهن رحما وزوجنيك الرحمن من فوق عرشه وكان جبريل عليه السلام هو السفير بذلك وأنا بنت عمتك ليس لك من نسائك قريبة غيري). [الدر المنثور: 12/56]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن الشعبي رضي الله عنه قال: كانت زينب تقول للنبي صلى الله عليه وسلم: اني لأدل عليك بثلاث ما من نسائك امرأة تدل بهن، ان جدي وجدك واحد، واني أنكحينك الله من السماء، وان السفير لجبريل عليه السلام). [الدر المنثور: 12/56]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن سعد، وابن عساكر عن أم سلمة رضي الله عنها عن زينب رضي الله عنها قالت: اني والله ما أنا كأحد من نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم انهن زوجن بالمهور وزوجهن الاولياء وزوجني الله ورسوله وأنزل في الكتاب يقرأه المسلمون لا يغير ولا يبدل {وإذ تقول للذي أنعم الله عليه} ). [الدر المنثور: 12/56-57]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن سعد، وابن عساكر عن عائشة رضي الله عنها قالت: يرحم الله زينب بنت جحش لقد نالت في هذه الدنيا الشرف الذي لا يبلغه شريف، ان الله زوجها نبيه صلى الله عليه وسلم في الدنيا ونطق به القرآن). [الدر المنثور: 12/57]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن سعد عن عاصم الأحول ان رجلا من بني أسد فاخر رجلا فقال الأسدي: هل منكم امرأة زوجها الله من فوق سبع سموات يعني زينب بنت جحش). [الدر المنثور: 12/57]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي حاتم والطبراني عن قتادة رضي الله عنه في قوله {وإذ تقول للذي أنعم الله عليه} قال: زيد بن حارثة أنعم الله عليه بالإسلام {وأنعمت عليه} أعتقه رسول الله صلى الله عليه وسلم {أمسك عليك زوجك واتق الله} يا زيد بن حارثة قال: جاء إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا نبي الله ان زينب قد اشتد علي لسانها وأنا أريد أن أطلقها فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: اتق الله وامسك عليك زوجك قال: والنبي صلى الله عليه وسلم يحب أن يطلقها ويخشى قالة الناس ان أمره بطلاقها، فأنزل الله {وتخفي في نفسك ما الله مبديه} قال: كان يخفي في نفسه وذاته طلاقها قال: قال الحسن رضي الله عنه: ما انزلت عليه آية كانت أشد عليه منها ولو كان كاتما شيئا من الوحي لكتمها {وتخشى الناس} قال: خشي النّبيّ صلى الله عليه وسلم قالة الناس {فلما قضى زيد منها وطرا} قال: طلقها زيد {زوجناكها} فكانت تفخر على أزواج النّبيّ صلى الله عليه وسلم تقول: أما أنتن زوجكن آباؤكن وأما أنا فزوجني ذو العرش {لكي لا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن وطرا} قال: اذا طلقوهن وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم تبنى زيد بن حارثة رضي الله عنه {ما كان على النّبيّ من حرج فيما فرض الله له سنة الله في الذين خلوا من قبل} يقول: كما هوى داود النّبيّ عليه السلام المرأة التي نظر اليها فهويها فتزوجها فكذلك قضى الله لمحمد صلى الله عليه وسلم فتزوج زينب كما كان سنة الله في داود أن يزوجه تلك المرأة {وكان أمر الله قدرا مقدورا} في أمر زينب). [الدر المنثور: 12/57-58]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحكيم الترمذي، وابن جرير، وابن أبي حاتم والبيهقي في الدلائل عن علي بن زيد بن جدعان قال: قال لي علي بن الحسين: ما يقول الحسن رضي الله عنه في قوله {وتخفي في نفسك ما الله مبديه} فقلت له، فقال: لا، ولكن الله أعلم نبيه صلى الله عليه وسلم ان زينب رضي الله عنها ستكون من أزواجه قبل أن يتزوجها فلما أتاه زيد يشكو اليه قال: اتق الله وامسك عليك زوجك فقال: قد أخبرتك أني مزوجكها {وتخفي في نفسك ما الله مبديه} ). [الدر المنثور: 12/59]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله {وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت} قال: بلغنا أن هذه الآية أنزلت في زينب بنت جحش رضي الله عنها وكانت امها أميمة بنت عبد المطلب عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم فأراد أن يزوجها زيد بن حارثة رضي الله عنه فكرهت ذلك ثم انها رضيت بما صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم فزوجها إياه ثم أعلم الله نبيه صلى الله عليه وسلم بعد انها من أزواجه فكان يستحي أن يأمر زيد بن حارثة بطلاقها وكان لا يزال يكون بين زيد وزينب بعض ما يكون بين الناس فيأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يمسك عليه زوجه وان يتقي الله وكان يخشى الناس ان يعيبوا عليه، ان يقولوا: تزوج امرأة ابنه وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد تبنى زيدا). [الدر المنثور: 12/61]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن عكرمة رضي الله عنه ان النّبيّ صلى الله عليه وسلم اشترى زيد بن حارثة في الجاهلية من عكاظ بحلى امرأته خديجة فاتخذه ولدان فلما بعث الله نبيه صلى الله عليه وسلم مكث ما شاء الله أن يمكثن ثم أراد أن يزوجه زينب بنت جحش فكرهت ذلك فأنزل الله {وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم} فقيل لها: ان شئت الله ورسوله وان شئت ضلالا مبينا فقالتك بل الله ورسول، فزوجه رسول الله إياها فمكثت ما شاء الله أن تمكث ثم ان النّبيّ صلى الله عليه وسلم دخل يوما بيت زيد فرآها وهي بنت عمته فكأنها وقعت في نفسه قال عكرمة: رضي الله عنه فأنزل الله {وإذ تقول للذي أنعم الله عليه} يعني زيدا بالإسلام {وأنعمت عليه} يا محمد بالعتق {أمسك عليك زوجك واتق الله وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه} قال: عكرمة رضي الله عنه فكان النساء يقولون: من شدة ما يرون من حب النّبيّ صلى الله عليه وسلم لزيد رضي الله عنه انه ابنه فأراد الله أمرا قال الله {فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها} يا محمد {لكي لا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم} وأنزل الله {ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين} فلما طلقها زيد تزوجها النّبيّ صلى الله عليه وسلم فعذرها قالوا: لو كان زيد بن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تزوج امرأة ابنه). [الدر المنثور: 12/61-62] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحكيم الترمذي، وابن جرير عن محمد بن عبد الله بن جحش قال: تفاخرت زينب وعائشة رضي الله عنهما فقالت زينب رضي الله عنها: أنا الذي نزل تزويجي من السماء، وقالت عائشة رضي الله عنها: أنا نزل عذري من السماء في كتابه حين حملني ابن المعطل على الراحلة، فقالت لها زينب رضي الله عنها: ما قلت حين ركبتيها قالت: قلت حسبي الله ونعم الوكيل قال: قلت كلمة المؤمنين). [الدر المنثور: 12/62]

تفسير قوله تعالى: (مَا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا (38) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله ما كان على النبي من حرج فيما فرض الله له أي فيما أحل الله له). [تفسير عبد الرزاق: 2/118]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ( {سنّة اللّه} [الأحزاب: 38] : «استنّها جعلها»). [صحيح البخاري: 6/117]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله سنّة اللّه استنّها جعلها هو قول أبي عبيدة أيضًا وزاد جعلها سنّةً ونسبه مغلطاي ومن تبعه أيضًا إلى تخريج عبد الرّزّاق عن معمرٍ وليس ذلك فيه). [فتح الباري: 8/520]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (سنّة الله استنّها جعلها
أشار به إلى قوله تعالى: {سنة الله في الّذين خلوا من قبل} ثمّ قال: (استنها) يعني: جعلها سنة، وفي التّفسير: سنة الله أي: كسنة الله، نصب بنزع الخافض، وقيل: فعل سنة الله، وقيل: على الإغراء أي: اتبعوا سنة الله. قوله: (في الّذين خلوا) ، أراد سنة الله في الأنبياء الماضيين أن لا يؤاخذكم بما أحل لكم، وقيل: الإشارة بالسنة النّكاح فإنّه من سنة الأنبياء، عليهم السّلام). [عمدة القاري: 19/117]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({سنة الله}) في قوله تعالى: {سنة الله في الذين خلوا من قبل} [الأحزاب: 38] أي (استنها جعلها) قاله أبو عبيدة وقال: جعلها سنّة اهـ.
والمعنى: أن سنة الله في الأنبياء الماضين أن لا يؤاخذهم بما أحل لهم. وقال الكلبي ومقاتل: أراد داود حين جمع بينه وبين تلك المرأة وكذلك محمد -صلّى اللّه عليه وسلّم- وزينب). [إرشاد الساري: 7/294-295]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ما كان على النّبيّ من حرجٍ فيما فرض اللّه له سنّة اللّه في الّذين خلوا من قبل وكان أمر اللّه قدرًا مقدورًا}.
يقول تعالى ذكره: ما كان على النّبيّ من حرجٍ من إثمٍ فيما أحلّ اللّه له من نكاح امرأة من تبنّاه بعد فراقه إيّاها.
- كما حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {ما كان على النّبيّ من حرجٍ فيما فرض اللّه له} أي أحلّ اللّه له.
وقوله: {سنة اللّه في الّذين خلوا من قبل} يقول: لم يكن اللّه تعالى ليؤثم نبيّه فيما أحلّ له مثال فعله بمن قبله من الرّسل الّذين مضوا قبله في أنّه لم يؤثمهم بما أحلّ لهم، لم يكن لنبيّه أن يخشى النّاس فيما أمره به أو أحلّه له. ونصب قوله: {سنة اللّه} على معنى: حقًّا من اللّه، كأنّه قال: فعلنا ذلك سنةً منّا.
وقوله: {وكان أمر اللّه قدرًا مقدورًا} يقول: وكان أمر اللّه قضاءً مقضيًّا.
وكان ابن زيدٍ يقول في ذلك ما:
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {وكان أمر اللّه قدرًا مقدورًا} إنّ اللّه كان علمه معه قبل أن يخلق الأشياء كلّها، فأتمّه في علمه أن يخلق خلقًا، ويأمرهم وينهاهم، ويجعل ثوابًا لأهل طاعته، وعقابًا لأهل معصيته؛ فلمّا ائتمر ذلك الأمر قدّره، فلمّا قدّره كتب وغاب عليه، فسمّاه الغيب وأمّ الكتاب، وخلق الخلق، على ذلك الكتاب أرزاقهم وآجالهم وأعمالهم، وما يصيبهم من الأشياء من الرّخاء والشّدّة من الكتاب الّذي كتبه أنّه يصيبهم؛ وقرأ: {أولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب حتّى إذا جاءتهم رسلنا يتوفّونهم} وأمر اللّه الّذي ائتمر قدّره حين قدّره مقدّرٌ، فلا يكون إلاّ ما في ذلك، وما في ذلك الكتاب، وفي ذلك التّقدير، ائتمر أمرًا ثمّ قدّره، ثمّ خلق عليه، فقال: كان أمر اللّه الّذي مضى وفرغ منه، وخلق عليه الخلق {قدرًا مقدورًا} شاء أمرًا ليمضي به أمره وقدّره، وشاء أمرًا يرضاه من عباده في طاعته؛ فلمّا أن كان الّذي شاء من طاعته لعباده رضيه لهم، ولمّا أن كان الّذي شاء أراد أن ينفّذ فيه أمره وتدبيره وقدره، وقرأ: {ولقد ذرأنا لجهنّم كثيرًا من الجنّ والإنس} فشاء أن يكون هؤلاء من أهل النّار، وشاء أن تكون أعمالهم أعمال أهل النّار، فقال: {كذلك زيّنّا لكلّ أمّةٍ عملهم} وقال: {وكذلك زيّن لكثيرٍ من المشركين قتل أولادهم شركاؤهم ليردّوهم وليلبسوا عليهم دينهم} هذه أعمال أهل النّار {ولو شاء اللّه ما فعلوه} قال: {وكذلك جعلنا لكلّ نبيٍّ عدوًّا شياطين} إلى قوله: {ولو شاء ربّك ما فعلوه} وقرأ: {وأقسموا باللّه جهد أيمانهم}.. إلى {كلّ شيءٍ قبلاً ما كانوا ليؤمنوا إلاّ أن يشاء اللّه} أن يؤمنوا بذلك، قال: فأخرجوه من اسمه الّذي تسمّى به، قال: هو الفعّال لما يريد، فزعموا أنّه ما أراد). [جامع البيان: 19/119-120]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (قوله تعالى: {وكان أمر اللّه قدرًا مقدورًا} [الأحزاب: 38]
- عن ابن جريجٍ {وكان أمر اللّه قدرًا مقدورًا} [الأحزاب: 38] من سنّته في داود والمرأة والنّبيّ - صلّى اللّه عليه وسلّم - وزينب.
رواه الطّبرانيّ، ورجاله ثقاتٌ). [مجمع الزوائد: 7/92]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن سعد عن محمد بن كعب القرظي رضي الله عنه في قوله {ما كان على النّبيّ من حرج فيما فرض الله له سنة الله في الذين خلوا من قبل} قال: يعني يتزوج من النساء ما شاء هذا فريضة وكان من كان من الأنبياء عليهم السلام هذا سنتهم قد كان لسليمان عليه السلام ألف امرأة وكان لداود عليه السلام مائة امرأة). [الدر المنثور: 12/59]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر والطبراني عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله {سنة الله في الذين خلوا من قبل} قال: داود والمرأة التي نكحها وأسمها اليسعية فذلك سنة الله في محمد وزينب {وكان أمر الله قدرا مقدورا} كذلك في سنته في داود والمرأة والنبي صلى الله عليه وسلم وزينب). [الدر المنثور: 12/59]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البيهقي في "سننه" عن أبي سعيد رضي الله عنه قال: لا نكاح إلا بولي وشهود ومهر إلا ما كان للنبي صلى الله عليه وسلم). [الدر المنثور: 12/60]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطبراني والبيهقي في "سننه"، وابن عساكر من طريق الكميت بن يزيد الأسدي قال: حدثني مذكور مولى زينب بنت جحش قالت خطبني عدة من أصحاب النّبيّ صلى الله عليه وسلم فأرسلت اليه أخي يشاوره في ذلك قال: زيد بن حارثة، فغضبت وقالت: تزوج بنت عمتك مولاك ثم أتتني فأخبرتني بذلك فقلت: أشد من قولها وغضبت أشد من غضبها فأنزل الله تعالى {وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم} فأرسلت اليه زوجني من شئت فزوجني منه فأخذته بلساني فشكاني إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقال له: اذن طلقها فطلقني فبت طلاقي فلما انقضت عدتي لم أشعر إلا والنبي صلى الله عليه وسلم وأنا مكشوفة الشعر فقلت: هذا أمر من السماء دخلت يا رسول الله بلا خطبة ولا شهادة قال: الله المزوج وجبريل الشاهد). [الدر المنثور: 12/60-61]

تفسير قوله تعالى: (الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا (39) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {الّذين يبلّغون رسالات اللّه ويخشونه ولا يخشون أحدًا إلاّ اللّه وكفى باللّه حسيبًا}.
يقول تعالى ذكره: سنّة اللّه في الّذين خلوا من قبل محمّدٍ من الرّسل، الّذين يبلّغون رسالات اللّه إلى من أرسلوا إليه، ويخافون اللّه في تركهم تبليغ ذلك إيّاهم، ولا يخافون أحدًا إلاّ اللّه، فإنّهم إيّاه يرهبون إن هم قصروا عن تبليغهم رسالة اللّه إلى من أرسلوا إليه.
يقول لنبيّه محمّدٍ: فمن أولئك الرّسل الّذين هذه صفتهم، فكنّ ولا تخش أحدًا إلاّ اللّه، فإنّ اللّه يمنعك من جميع خلقه، ولا يمنعك أحدٌ من خلقه منه، إن أراد بك سوءًا.
و(الّذين) من قوله: {الّذين يبلّغون رسالات اللّه} خفض ردًّا على الّذين الّتي في قوله: {سنّة اللّه في الّذين خلوا}.
وقوله: {وكفى باللّه حسيبًا} يقول تعالى ذكره: وكفاك يا محمّد باللّه حافظًا لأعمال خلقه، ومحاسبًا لهم عليها). [جامع البيان: 19/120-121]

تفسير قوله تعالى: (مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا (40) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى ما كان محمد أبا أحد من رجالكم قال يعني زيدا يقول ليس بأبيه وقد ولد للنبي رجال ونساء). [تفسير عبد الرزاق: 2/118]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله وخاتم النبيين يقول آخر النبيين). [تفسير عبد الرزاق: 2/118]
قال محمدُ بنُ عيسى بنِ سَوْرة التِّرْمِذيُّ (ت: 279هـ) : (حدّثنا عليّ بن حجرٍ، قال: أخبرنا داود بن الزّبرقان، عن داود بن أبي هندٍ، عن الشّعبيّ، عن عائشة، قالت: لو كان رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم كاتمًا شيئًا من الوحي لكتم هذه الآية {وإذ تقول للّذي أنعم اللّه عليه وأنعمت عليه} بالعتق فأعتقته، {أمسك عليك زوجك واتّق اللّه وتخفي في نفسك ما اللّه مبديه وتخشى النّاس واللّه أحقّ أن تخشاه}، إلى قوله: {وكان أمر الله مفعولاً} وإنّ رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم لمّا تزوّجها قالوا: تزوّج حليلة ابنه، فأنزل اللّه تعالى {ما كان محمّدٌ أبا أحدٍ من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النّبيّين} وكان رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم تبنّاه وهو صغيرٌ فلبث حتّى صار رجلاً يقال له: زيد بن محمّدٍ، فأنزل اللّه: {ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدّين ومواليكم} فلانٌ مولى فلانٍ، وفلانٌ أخو فلانٍ {هو أقسط عند اللّه} يعني أعدل.
هذا حديثٌ غريبٌ قد روي عن داود بن أبي هندٍ، عن الشّعبيّ، عن مسروقٍ، عن عائشة، قالت: لو كان النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم كاتمًا شيئًا من الوحي لكتم هذه الآية {وإذ تقول للّذي أنعم اللّه عليه وأنعمت عليه} الآية, هذا الحرف لم يرو بطوله.
حدّثنا بذلك عبد الله بن وضّاحٍ الكوفيّ، قال: حدّثنا عبد الله بن إدريس، عن داود بن أبي هندٍ). [سنن الترمذي: 5/205-206] (م)
قال محمدُ بنُ عيسى بنِ سَوْرة التِّرْمِذيُّ (ت: 279هـ) : (حدّثنا الحسن بن قزعة البصريّ، قال: حدّثنا مسلمة بن علقمة، عن داود بن أبي هندٍ، عن عامرٍ الشّعبيّ، في قول الله عزّ وجلّ: {ما كان محمّدٌ أبا أحدٍ من رجالكم} قال: ما كان ليعيش له فيكم ولدٌ ذكرٌ). [سنن الترمذي: 5/207]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ما كان محمّدٌ أبا أحدٍ من رجالكم ولكن رسول اللّه وخاتم النّبيّين وكان اللّه بكلّ شيءٍ عليمًا}.
يقول تعالى ذكره: ما كان أيّها النّاس محمّدٌ أبا زيد بن حارثة، ولا أبا أحدٍ من رجالكم، الّذين لم يلده محمّدٌ، فيحرم عليه نكاح زوجته بعد فراقه إيّاها، ولكنّه رسول اللّه وخاتم النّبيّين، الّذي ختم النّبوّة فطبع عليها، فلا تفتح لأحدٍ بعده إلى قيام السّاعة، وكان اللّه بكلّ شيءٍ من أعمالكم ومقالكم وغير ذلك ذا علمٍ لا يخفى عليه شيءٌ.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {ما كان محمّدٌ أبا أحدٍ من رجالكم} قال: نزلت في زيدٍ، إنّه لم يكن بابنه؛ ولعمري ولقد ولد له ذكورٌ، إنّه لأبو القاسم وإبراهيم والطّيّب والمطهّر {ولكن رسول اللّه وخاتم النّبيّين} أي آخرهم {وكان اللّه بكلّ شيءٍ عليمًا}.
- حدّثني محمّد بن عمارة، قال: حدّثنا عليّ بن قادمٍ، قال: حدّثنا سفيان، عن نسير بن ذعلوقٍ، عن عليّ بن الحسين، في قوله: {ما كان محمّدٌ أبا أحدٍ من رجالكم} قال: نزلت في زيد بن حارثة.
والنّصب في رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بمعنى تكرير: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، والرّفع بمعنى الاستئناف، ولكن هو رسول اللّه، والقراءة النّصب عندنا.
واختلفت القرّاء في قراءة قوله: {وخاتم النّبيّين} فقرأ ذلك قرّاء الأمصار سوى الحسن وعاصمٍ بكسر التّاء من خاتم النّبيّين، بمعنى أنّه ختم النّبيّين. ذكر أنّ ذلك في قراءة عبد اللّه: (لكن نبيًّا ختم النّبيّين) فذلك دليلٌ على صحّة قراءة من قرأه بكسر التّاء، بمعنى أنّه الّذي ختم الأنبياء صلّى اللّه عليه وسلّم وعليهم؛ وقرأ ذلك فيما يذكر الحسن وعاصمٌ: {خاتم النّبيّين} بفتح التّاء، بمعنى أنّه آخر النّبيّين، كما قرأ: (مختومٌ. خاتمه مسكٌ) بمعنى: آخره مسكٌ من قرأ ذلك كذلك). [جامع البيان: 19/121-122]
قال أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد ابن الأثير الجزري (ت: 606هـ) : ( (ت) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: لو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كاتماً شيئاً من الوحي، لكتم هذه الآية: {وإذ تقول للذي أنعم اللّه عليه} [الأحزاب: 37] يعني: بالإسلام {وأنعمت عليه}: بالعتق فأعتقته {أمسك عليك زوجك واتّق اللّه وتخفي في نفسك ما اللّه مبديه وتخشى النّاس واللّه أحقّ أن تخشاه فلما قضى زيدٌ منها وطراً زوّجناكها لكيلا يكون على المؤمنين حرجٌ في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن وطراً وكان أمر اللّه مفعولاً} [الأحزاب: 37] فإنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لما تزوّجها، قالوا: تزوّج حليلة ابنه، فأنزل الله تعالى {ما كان محمدٌ أبا أحدٍ من رجالكم ولكن رسول اللّه وخاتم النبيين} [الأحزاب: 40] وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم تبنّاه وهو صغيرٌ، فلبث حتى صار رجلاً، يقال له: زيد بن محمّدٍ، فأنزل الله تعالى: {ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند اللّه فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدّين ومواليكم} فلانٌ مولى فلانٍ، وفلانٌ أخو فلانٍ {هو أقسط عند اللّه} يعني: أعدل عند الله.
وفي رواية مختصراً: لو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كاتماً شيئاً من الوحي، لكتم هذه الآية: {وإذ تقول للذي أنعم اللّه عليه وأنعمت عليه} لم يزد.
أخرجه الترمذي.
[شرح الغريب]
(حليلة) قد ذكرت في سورة الفرقان). [جامع الأصول: 2/307-309] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ورضي الله عنهما في قوله {ما كان محمد أبا أحد من رجالكم} قال: نزلت في زيد بن حارثة). [الدر المنثور: 12/62-63]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن عساكر عن علي بن الحسين رضي الله عنه في قوله {ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله} قال: نزلت في زيد بن حارثة). [الدر المنثور: 12/63]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {ما كان محمد أبا أحد من رجالكم} قال: نزلت في زيد رضي الله عنه أي أنه لم يكن بابنه ولعمري لقد ولد له ذكور وانه لأبو القاسم وابراهيم والطيب والمطهر). [الدر المنثور: 12/63]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الترمذي عن الشعبي في قوله {ما كان محمد أبا أحد من رجالكم} قال: ما كان ليعيش له فيكم ولد ذكر). [الدر المنثور: 12/63]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {ولكن رسول الله وخاتم النبيين} قال: آخر نبي). [الدر المنثور: 12/63]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن الحسن في قوله {وخاتم النبيين} قال: ختم الله النبيين بمحمد صلى الله عليه وسلم وكان آخر من بعث). [الدر المنثور: 12/63]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد ومسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثلي ومثل النبيين كمثل رجل بنى دارا فاتمها إلا لبنة واحدة فجئت أنا فأتممت تلك اللبنة). [الدر المنثور: 12/64]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البخاري ومسلم والترمذي، وابن أبي حاتم، وابن مردويه، عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثلي ومثل الأنبياء كمثل رجل ابتنى دارا فاكملها وأحسنها إلا موضع لبنة فكان من دخلها فنظر اليها قال: ما أحسنها إلا موضع اللبنة فأنا موضع اللبنة فختم بي الأنبياء). [الدر المنثور: 12/64]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد والبخاري ومسلم والنسائي، وابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى دارا بناء فأحسنه وأجمله إلا موضع لبنة من زاوية من زواياها فجعل الناس يطوفون به ويتعجبون له ويقولون: هلا وضعت هذه اللبنة فأنا اللبنة وأنا خاتم النبيين). [الدر المنثور: 12/64]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد والترمذي وصححه عن أبي بن كعب رضي الله عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال مثلي في النبيين كمثل رجل بنى دارا فاحسنها وأكملها وأجملها وترك فيها موضع هذه اللبنة لم يضعها فجعل الناس يطوفون بالبنيان ويعجبون منه ويقولون: لو تم موشع هذه اللبنة فأنا في النبيين موضع تلك اللبنة). [الدر المنثور: 12/64-65]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انه سيكون في أمتي كذابون ثلاثون كلهم يزعم انه نبي وأنا خاتم النبيين لا نبي بعدي). [الدر المنثور: 12/65]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد عن حذيفة رضي الله عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال في أمتي كذابون ودجالون سبعة وعشرون منهم أربع نسوة واني خاتم النبيين لا نبي بعدي). [الدر المنثور: 12/65]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبه عن عائشة رضي الله عنها قالت: قولوا خاتم النبيين ولا تقولوا لا نبي بعده). [الدر المنثور: 12/65]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبه عن الشعبي رضي الله عنه قال: قال رجل عند المغيرة بن أبي شعبة صلى الله على محمد خاتم الأنبياء لا نبي بعده فقال المغيرة: حسبك اذا قلت خاتم الأنبياء فأنا كنا نحدث ان عيسى عليه السلام خارج فان هو خرج فقد كان قبله وبعده). [الدر المنثور: 12/65]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن الانباري في المصاحف عن أبي عبد الرحمن السلمي قال: كنت اقريء الحسن والحسين فمر بي علي بن أبي طالب رضي الله عنه وانا اقرئهما فقال لي: اقرئهما وخاتم النبيين بفتح التاء، والله الموفق). [الدر المنثور: 12/65-66]


رد مع اقتباس