عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 6 ربيع الأول 1440هـ/14-11-2018م, 06:52 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ (1) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {إذا وقعت الواقعة * ليس لوقعتها كاذبة * خافضة رافعة * إذا رجت الأرض رجا * وبست الجبال بسا * فكانت هباء منبثا * وكنتم أزواجا ثلاثة * فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة * وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة * والسابقون السابقون * أولئك المقربون * في جنات النعيم}
"الواقعة" اسم من أسماء القيامة كالصاخة والآزفة والطامة، قاله ابن عباس رضي الله عنهما، وهذه كلها أسماء تقتضي تعظيمها وتشنيع أمرها، وقال الضحاك: الواقعة: الصيحة، وهي النفخة في الصور، وقال بعض المفسرين: الواقعة صخرة بيت المقدس تقع عند القيامة، فهذه كلها معان لأجل القيامة). [المحرر الوجيز: 8/ 187-188]

تفسير قوله تعالى: {لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ (2) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و"كاذبة" يحتمل أن يكون مصدرا كالعاقبة والعافية وخائنة الأعين، فالمعنى: ليس لها تكذيب ولا رد مثنوية، وهذا قول قتادة والحسن، ويحتمل أن يكون صفة لمقدر، كأنه تعالى قال: ليس لوقعتها حال كاذبة، ويحتمل -الكلام على هذا- معنيين: أحدهما كاذبة أي: مكذوبة فيما أخبر به عنها، وسماها كاذبة لهذا، كما تقول: قصة كاذبة، أي: مكذوب فيها، والثاني حالة كاذبة، أي: لا يمضي وقوعها، كما تقول: فلان إذا حمل لم يكذب). [المحرر الوجيز: 8/ 188]

تفسير قوله تعالى: {خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ (3) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {خافضة رافعة} رفع على خبر ابتداء، أي: هي خافضة رافعة، وقرأ الحسن، وعيسى الثقفي، وأبو حيوة: "خافضة رافعة" بالنصب على الحال بعد الحال التي هي "ليس لوقعتها كاذبة"، ولك أن تتابع الأحوال كما لك أن تتابع أخبار المبتدأ، والقراءة الأولى أشهر وأبرع معنى، وذلك أن موقع الحال من الكلام موقع ما لو لم يذكر لاستغني عنه، وموقع الجمل التي يجزم الخبر بها موقع ما يتهمم به.
واختلف الناس في معنى هذا الخفض والرفع في هذه الآية، فقال قتادة، وعثمان بن عبد الله بن سراقة: القيامة تخفض أقواما إلى النار، وترفع أقواما إلى الجنة، وقال ابن عباس، وعكرمة، والضحاك: الصيحة تخفض صوتها لتسمع الأدنى، وترفعه لتسمع الأقصى، وقال جمهور من المتأولين: القيامة بتفطر السماء والأرض والجبال، وانهدام هذه البنية يرفع طائفة من الأجرام ويخفض أخرى، فكأنها عبارة عن شدة الهول والاضطراب). [المحرر الوجيز: 8/ 188]

تفسير قوله تعالى: {إِذَا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا (4) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) :(والعامل في قوله تعالى: "إذا رجت" "وقعت"; لأن هذه بدل من "إذا" الأولى، وقد قالوا: إن "وقعت" هو العامل في الأولى، وذلك لأن معنى الشرط فيهما قوي، فهي كمن وما في الشرط يعمل فيها ما بعدها من الأفعال، وقد قيل: إن "إذا" مضافة إلى "وقعت" فلا يصح أن تعمل فيها، وإنما العامل فيها فعل مقدر.
ومعنى "رجت" زلزلت وحركت بعنف، قاله ابن عباس رضي الله عنهما، ومنه ارتج السهم في الغرض، إذا اضطرب بعد وقوعه، والرجة في الناس الأمر المحرك). [المحرر الوجيز: 8/ 189]

تفسير قوله تعالى: {وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا (5) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (واختلف اللغويون في معنى "بست" - فقال ابن عباس، ومجاهد، وعكرمة: معناه: فتتت كما تبس البسيسة، وهي السويق، ويقال: بسست الدقيق إذا ثريته بالماء وبقي متفتتا، وأنشد الطبري في هذا:
لا تخبزا خبزا وبسا بسا
وقال هذا قول لص أعجله الخوف عن العجين فقال هذا لصاحبيه. وقال بعض اللغويين: "بست" معناه: سيرت، قالوا: والخبز: السير الشديد وضرب الأرض بالأيدي، والبس: السير الرفيق، وأنشدوا البيت:
لا تخبزا خبزا وبسا بسا ... وجنباها نهشلا وعبسا
ذكر هذا أبو عثمان اللغوي في كتاب "الأفعال"). [المحرر الوجيز: 8/ 189]

تفسير قوله تعالى: {فَكَانَتْ هَبَاءً مُنْبَثًّا (6) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و "الهباء": ما يتطاير في الهواء من الأجزاء الدقيقة ولا يكاد يرى إلا في الشمس إذا دخلت من كوة، قاله ابن عباس ومجاهد، وقال قتادة: الهباء ما تطاير من يبس النبات، وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: الهباء ما تطاير من حوافر الخيل والدواب. وقال ابن عباس رضي الله عنهما أيضا: الهباء ما يتطاير من شرر النار فإذا طفي لم يوجد شيء. و"المنبث": -بالتاء المثلثة-: الشائع في جميع الهواء، وقرأ النخعي: "منبتا" بالتاء بنقطتين، أي: متقطعا، ذكر ذلك الثعلبي، والقول الأول في الهباء أحسن الأقوال). [المحرر الوجيز: 8/ 190]

رد مع اقتباس