عرض مشاركة واحدة
  #56  
قديم 20 شوال 1434هـ/26-08-2013م, 04:23 PM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي

قوله تعالى:{وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (195) وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (196)}

قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ):
(
والوقف على (من الهدى والفرقان) حسن. ... وكذلك (إن الله يحب المحسنين) [195].
وقوله: (وأتموا الحج والعمرة لله) [196] قرأت العوام: (وأتموا الحج والعمرة لله) بنصب (العمرة). وقرأ عامر الشعبي: (وأتموا الحج والعمرة لله) برفع (العمرة) فمن نصب (الحج والعمرة) لم يقف على (الحج) لأن (العمرة) منسوقة عليه. ومن رفع (العمرة) كان وقفه على (الحج) حسنًا لأن (العمرة) مرفوعة باللام. والوقف على (فما استيسر من الهدي) حسن. وكذلك: (ذلك لمن لم يكن أهله حاضري المسجد الحرام) والوقف على (أن الله شديد العقاب) تام).
[إيضاح الوقف والابتداء: 1/545]
قال أبو عمرو عثمانُ بنُ سَعيدٍ الدَّانِيُّ (ت:444هـ): ({والحرمات قصاص} كاف. ... ومثله {يحب المحسنين}، ومثله {والعمرة لله} ومثله {الهدي محله} ومثله {من الهدي}. {حاضري المسجد الحرام} كاف. وقيل: تام. {شديد العقاب} أتم).[المكتفى: 181-182]
قال أبو عبدِ الله محمدُ بنُ طَيْفُورَ الغزنويُّ السَّجَاوَنْدِيُّ (ت:560هـ): ({التهلكة – 195- ج} لاختلاف المعنى، أي: لا تقتحموا في الحرب فوق ما يطاق. {وأحسنوا- 195- ج} لاحتمال تقدير الفاء واللام. {والعمرة لله- 196 –ط} لأن عارض الإحصار خارج عن موجب الأصل. {من الهدي- 196- ج} لعطف المختلفتين. {محله- 196- ط} لابتداء حكم كفارة الضرورة. {أو نسك – 196- ج} لأن {إذا} للشرك مع الفاء، وجوابه محذوف، أي: فإذا أمنتم من خوف العدو وضعف المرض فامضوا.
{أمنتم} وقفه لحق الحذف، ولابتداء الشرط في حكم آخر وهو التمتع. {من الهدي- 196- ج}.
{رجعتم- 196- ط}. {كاملة- 196- ط}. {الحرام - 196- ط}).
[علل الوقوف: 1/283-285]
قال أحمدُ بنُ عبد الكريمِ بنِ محمَّدٍ الأَشْمُونِيُّ (ت:ق11هـ): (إلى التهلكة حسن
وأحسنوا (جائز) لأنَّ إن جواب الأمر فهو منقطع لفظًا متصل معنى
المحسنين (كاف)
وأتموا الحج (حسن)
لمن رفع والعمرة على الاستئناف فلا تكون العمرة واجبة وبها قرأ الشعبي وعامر وتأولها أهل العلم بأن الله أمر بتمام الحج إلى انتهاء مناسكة ثم استأنف الأخبار بأن العمرة لله ليدل على كثرة ثوابها وللترغيب في فعلها وليس بوقف لمن نصبها عطفًا على الحج فتكون داخلة في الوجوب وبهذه القراءة قرأ العامة
لله (كاف) ومثله من الهدى ومحله وأونسك ومن الهدى وإذا للشرط مع الفاء وجوابها محذوف أي فإذا أمنتم من خوف العدوّ أو المرض فامضوا
إلى الحج ليس بوقف لأن قوله فما استيسر جواب الشرط وموضع ما رفع فكأنه قال فعليه ما استيسر من الهدى فحذف الخبر لأن الكلام يدل عليه وقيل موضعها نصب بفعل مضمر كأنه قال فيذبح ما استيسر من الهدي
إذا رجعتم (حسن)
كاملة (أحسن) منه
(فائدة ) من الإجمال بعد التفصيل قوله فصيام ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجعتم تلك عشرة كاملة أعيد ذكر العشرة لدفع توهم أن الواو في وسبعة بمعنى أو فتكون الثلاثة داخلة فيها وأتى بكاملة لنفي احتمال نقص في صفاتها وهي أحسن من تامة فإن التمام من العدد قد علم قاله الكرماني
المسجد الحرام (حسن)
(فائدة) تنفع القارئ حذفت النون في حاضري في حالتي النصب والجر للإضافة مع إثبات الياء خطًا ساقطة في اللفظ وصلاً ومثله غير محلي الصيد في المائدة والمقيمي الصلاة في الحج وفي التوبة غير معجزي الله في الموضعين وفي مريم إلاَّ آتي الرحمن عبدًا وفي القصص وما كنا مهلكي القرى فالياء في هذه المواضع كلها ثابتة خطًا ولفظًا في الوقف وساقطة وصلاً لالتقاء الساكنين وأجمعوا على أن ما بعد الياء مجرور مضاف إليه لأن الوصف المقرون بأل لا يضاف إلاَّ لما فيه أل أو لما أضيف لما فيه أل نحو المقيمي الصلاة ونحو الضارب رأس الجاني ومن لا مساس له بهذا الفن يعتقد أو يقلد من لا خبرة له إن النون تزاد حالة الوقف ويظن أن الوقف على الكلمة يزيل حكم الإضافة ولو زال حكمها لوجب أن لا يجر ما بعد الياء لأن الجر إنما أوجدته الإضافة فإذا زالت وجب أن يزول حكمها وأن يكون ما بعدها مرفوعًا فمن زعم رد النون فقد أخطأ وزاد في القرآن ما ليس منه
العقاب (تام)).
[منار الهدى: 55-56]


- تفسير


رد مع اقتباس