عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 26 جمادى الأولى 1434هـ/6-04-2013م, 09:05 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
Post

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَنْ نَفْسِهَا وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (111)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {يوم تأتي كلّ نفسٍ تجادل عن نفسها} قال الحسن: إنّ كلّ نفسٍ توقف بين يدي اللّه للحساب ليس يسألها عن عملها إلا اللّه.
قال: {وتوفّى كلّ نفسٍ ما عملت وهم لا يظلمون} أمّا الكافر فليس له من حسناته في الآخرة شيءٌ، قد استوفاها في الدّنيا.
وأمّا سيّئاته فيوفّاها في الآخرة، يجازى بها النّار.
وأمّا المؤمن فهو الّذي يوفّى الحسنات في الآخرة.
وأمّا سيّئاته فإنّ منهم من لم يخرج من الدّنيا حتّى ذهبت سيّئاته بالبلايا والعقوبة كقوله: {وما أصابكم من مصيبةٍ فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثيرٍ}
ومنهم من تبقى عليه من سيّئاته فيفعل اللّه فيه ما يشاء.
قال يحيى: وبلغني أنّ منهم من تبقى عليه من سيّئاته فيشدّد عليه عند الموت، ومنهم من تبقى عليه منها فيشدّد عليه في القبر، ومنهم من تبقى عليه منها فيشدّد عليه في الموقف، ومنهم من يبقى عليه منها فيشدّد عليه عند الصّراط، ومنهم من يبقى عليه منها فيدخل النّار فينتقم منه ثمّ يخرجه اللّه منها إلى الجنّة). [تفسير القرآن العظيم: 1/94]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {يوم تأتي كلّ نفسٍ تجادل عن نّفسها وتوفّى كلّ نفسٍ مّا عملت وهم لا يظلمون}
وقال: {كلّ نفسٍ تجادل عن نّفسها} لأن معنى {كلّ نفسٍ}: كلّ إنسان، وأنّث لأن النفس تؤنّث وتذكر.
يقال "ما جاءتني نفسٌ واحدةٌ" و"ما جاءني نفسٌ واحدٌ"). [معاني القرآن: 2/68]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {يوم تأتي كلّ نفسٍ تجادل عن نفسها} أي يأتي كل إنسان يجادل عن نفسه [غدا] ). [تفسير غريب القرآن: 249]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {يوم تأتي كلّ نفس تجادل عن نفسها وتوفّى كلّ نفس ما عملت وهم لا يظلمون}
{يوم} منصوب على أحد شيئين، على معنى {إنّ ربّك من بعدها لغفور رحيم، يوم تأتي} ويجوز أن يكون بمعنى اذكر لأن معنى القرآن العظة والإنذار والتذكير.
أي اذكر يوم تأتي كل نفس أي كل إنسان يجادل عن نفسه.
ويروى أنه إذا كان يوم القيامة زفرت جهنّم زفرة فلا يبقى ملك مقرّب ولا نبي مرسل إلا جثا على ركبتيه، وقال يا رب نفسي نفسي، وتصديق هذا قوله تعالى:
{يوم يفرّ المرء من أخيه * وأمّه وأبيه ..} الآية ). [معاني القرآن: 3/221-220]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها}
يروى أن كعبا قال لعمر بن الخطاب رحمه الله تزفر جهنم يوم القيامة زفرة فلا يبقى ملك مقرب ولا نبي مرسل إلا جثا على ركبتيه يقول يا رب نفسي حتى إن إبراهيم خليل الرحمن ليجثو على ركبتيه ويقول لا أسألك إلا نفسي ثم قال كعب إن هذا لفي كتاب الله وتلا يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها وقال غيره يدل على هذا {يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه} ). [معاني القرآن: 4/108]

تفسير قوله تعالى: {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آَمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ (112)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وضرب اللّه مثلا} يعني وصف اللّه مثلا: شبهًا.
تفسير السّدّيّ.
{قريةً كانت آمنةً مطمئنّةً يأتيها رزقها رغدًا من كلّ مكانٍ فكفرت بأنعم اللّه فأذاقها اللّه لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون* ولقد جاءهم رسولٌ منهم فكذّبوه فأخذهم العذاب وهم ظالمون} القرية: مكّة، والرّسول: محمّدٌ، كفروا بأنعم اللّه فكذّبوا رسوله ولم يشكروا وهم {الّذين بدّلوا نعمت اللّه كفرًا وأحلّوا قومهم دار البوار}.
وأمّا قوله: {فأذاقها اللّه لباس الجوع والخوف} فإنّه الجوع الّذي عذّبوا به بمكّة قبل عذابهم يوم بدرٍ، عذّبهم بالسّيف يوم بدرٍ.
وأمّا الخوف فبعدما خرج النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم عنهم.
سعيدٌ عن قتادة، قال: ذكر لنا أنّ القرية مكّة). [تفسير القرآن العظيم: 1/95-94]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {قريةً كانت آمنةً مّطمئنّةً...}
يعني مكّة أنها كانت لا يغار عليها كما تفعل العرب: كانوا يتغاورون {مّطمئنّةً} : لا تنتقل كما تنتجع العرب الخصب بالنّقلة.
وقوله: {مّن كلّ مكانٍ}: من كلّ ناحية {فكفرت} ثم قال {بما كانوا يصنعون} ومثله في القرآن كثير. منه قوله: {فجاءها بأسنا بياتاً أوهم قائلون} ولم يقل: قائلة.
فإذا قال {قائلون} ذهب إلى الرجال، وإذا قال (قائلة) فإنما يعني أهلها، وقوله: {فحاسبناها حساباً شديداً وعذّبناها عذابا نكراً فذاقت}.
وقوله: {لباس الجوع والخوف} ابتلوا بالجوع سبع سنين حتى أكلوا العظام المحرقة والجيف. والخوف بعوث رسول الله صلّى الله عليه وسلم وسراياه.
ثم إن النبي صلّي الله عليه وسلم رقّ لهم فحمل إليهم الطعام وهم مشركون. قال الله عز وجل لهم، كلوا {واشكروا} ). [معاني القرآن: 2/114]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {يأتيها رزقها رغداً} أي واسعاً كثيراً.
{فكفرت بأنعم الله} واحدها نعم ومعناه نعمة وهما واحد، قالوا: نادى منادي النبيّ عليه السلام بمنى: إنها أيام طعم ونعم فلا تصوموا) ). [مجاز القرآن: 1/369]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (قراءة القراء كلهم {رغدا} بتحريك الغين، قال أبو علي: وبلغنا عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقرأ "رغدا" بالإسكان وقد فسرناها في البقرة.
الحسن وأبو عمرو {فأذاقها الله لباس الجوع والخوف}، كأنه قال "ولباس الخوف".
وقراءة أخرى "والخوف" بالنصب، ولا يضيف؛ كأنه قال: فأذاقها الخوف). [معاني القرآن لقطرب: 809]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وقوله {فكفرت بأنعم الله} فالواحد نعم؛ ويقال: إنها لأيام طعم ونعم؛ أي نعيم؛ فكأن المعنى: فكفرت بنعيم الله لها؛ أي بنعيمه إياها، وهي مقولة؛ وقد قالوا أيضًا:
[معاني القرآن لقطرب: 817]
الواحد نعمة؛ كأنه جمعها بغير هاء، كما تقول حية وأحياء؛ وقال ابن عباس {بأنعم الله} قال: بما أنعم؛ صيرها من النعمة في قوله.
وقال أوس بن حجر:
وعندي قروض الخير والشر كله = فبؤسى لذي بؤسى ونعمى بأنعم
كأنه ذهب إلى النعمة). [معاني القرآن لقطرب: 818]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {رغداً}: كثيرا واسعا). [تفسير غريب القرآن: 249]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومنه قوله سبحانه: {فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ}.
وأصل الذَّوَاقِ: بالفم، ثم قد يستعار فيوضع موضع الابتلاء والاختبار، تقول في الكلام: ناظر فلانا وَذُقْ ما عنده، أي تعرّف واختبر، واركب الفرس وَذُقْهُ.
قال الشمّاخ في وصف قوس:
فَذَاقَ فأعطته من اللّين جانبا = كَفَى وَلَها أن تُفْرِقَ السَّهْمَ حَاجِزُ
يريد: أنه ذاق القوس بالنَّزع فيها ليعلم أليِّنَةٌ هي أم صَلبة؟
وقال آخر:
وإنَّ الله ذاق حُلُوم قيس = فلمّا راء خِفَّتَها قلاها
وهذه الآية نزلت في أهل مكة، وكانوا آمنين بها لا يغار عليهم، مطمئنين لا ينتجعون ولا يتنقَّلون، فأبدلهم الله بالأمن الخوف من سرايا رسول الله صلّى الله عليه وسلم وبعوثه، وبالكفاية الجوع سبع سنين، حتى أكلوا القِدَّ والعظام.
ولباس الجوع والخوف: ما ظهر عليهم من سوء آثارهما بالضّمر والشّحوب ونهكة البدن، وتغيّر الحال، وكسوف البال.
وقال في موضع آخر: {وَلِبَاسُ التَّقْوَى}، أي ما ظهر عنه من السّكينة والإخبات والعمل الصالح، وكما تقول: تعرّفت سوء أثر الخوف والجوع على فلان، وَذُقْتُ بمعنى: تعرَّفت، واللّباس: بمعنى سُوءِ الأثرِ، كذلك تقول: ذقت لباس الجوع والخوف، وأذاقني الله ذلك). [تأويل مشكل القرآن: 164-165] (م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وقالوا للكبير: (جلل)، وللصغير: (جلل)، لأنّ الصغير قد يكون كبيرا عند ما هو أصغر منه، والكبير يكون صغيرا عند ما هو أكبر منه، فكلّ واحد منهما صغير كبير.
ولهذا جعلت (بعض) بمعنى (كلّ)، لأنّ الشيء يكون كلّه بعضا لشيء، فهو بعض وكلّ.
وقال عز وجل: {وَلِأُبَيِّنَ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ} (وكلّ) بمعنى (بعض)، كقوله: {وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ}، و{يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ} ،
وقال: {تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا} ). [تأويل مشكل القرآن: 189-190] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وضرب اللّه مثلا قرية كانت آمنة مطمئنّة يأتيها رزقها رغدا من كلّ مكان فكفرت بأنعم اللّه فأذاقها اللّه لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون }
المعنى - واللّه أعلم - وضرب الله مثلا مثل قرية كانت آمنة مطمئنة.
{يأتيها رزقها رغدا من كلّ مكان} أي واسعا من كل مكان.
الذي جاء في التفسير أنه. يعني بها مكة، وذلك أنهم كانوا قد أمنوا الجوع والخوف لأن اللّه جل ثناؤه جعل أفئدة من الناس تهوي إليهم.
فأرزاقهم تأتيهم في بلدهم وكان حرما آمنا ويتخطف الناس من حولهم.
{فكفرت بأنعم اللّه فأذاقها اللّه لباس الجوع والخوف}.
وقد جاعوا حتى بلغوا إلى أن أكلوا الوبر بالدّم، وبلغ منهم الجوع الحال التي لا غاية بعدها. وأنعم جمع نعمة، وقالوا شدّة، وأشدّ.
وقال قطرب: جائز أن يكون جمع نعم وأنعم، مثل بؤس وأبؤس). [معاني القرآن: 3/221]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة} روى معمر عن قتادة قال هي مكة وقال غيره كان أهلها في أمن ودعة ثم ابتلاهم الله بالقتل والجوع سبع سنين قال تعالى: {فأذاقها الله لباس الجوع والخوف} وأصل الذوق بالفم ثم استعمل للابتلاء وللاختبار). [معاني القرآن: 4/109]

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْهُمْ فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ وَهُمْ ظَالِمُونَ (113)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (وقوله: {ولقد جاءهم رسولٌ منهم فكذّبوه} يعرفون نسبه وأمّه، يعني: محمّدًا.
{فأخذهم العذاب وهم ظالمون} أخذهم اللّه بالجوع، والخوف، والقتل الشّديد). [تفسير القرآن العظيم: 1/95]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ولقد جاءهم رسول منهم فكذّبوه فأخذهم العذاب وهم ظالمون}
عذبهم اللّه بالسيف والقتل). [معاني القرآن: 3/221]

تفسير قوله تعالى: {فَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلَالًا طَيِّبًا وَاشْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ (114)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {فكلوا ممّا رزقكم اللّه حلالا طيّبًا}، يعني المؤمنين، ما أحلّ لهم من الرّزق ومن الغنيمة وغيرها). [تفسير القرآن العظيم: 1/95]


رد مع اقتباس