عرض مشاركة واحدة
  #14  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 01:50 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة سبأ
[ من الآية (47) إلى الآية (54) ]

{قُلْ مَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (47) قُلْ إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَّامُ الْغُيُوبِ (48) قُلْ جَاء الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ (49) قُلْ إِن ضَلَلْتُ فَإِنَّمَا أَضِلُّ عَلَى نَفْسِي وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِمَا يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ (50) وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فَلَا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِن مَّكَانٍ قَرِيبٍ (51) وَقَالُوا آمَنَّا بِهِ وَأَنَّى لَهُمُ التَّنَاوُشُ مِن مَكَانٍ بَعِيدٍ (52) وَقَدْ كَفَرُوا بِهِ مِن قَبْلُ وَيَقْذِفُونَ بِالْغَيْبِ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ (53) وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِم مِّن قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا فِي شَكٍّ مُّرِيبٍ (54)}


قوله تعالى: {قُلْ مَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (47)}
قوله تعالى: {قُلْ إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَّامُ الْغُيُوبِ (48)}
قوله تعالى: {قُلْ جَاء الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ (49)}
قوله تعالى: {قُلْ إِن ضَلَلْتُ فَإِنَّمَا أَضِلُّ عَلَى نَفْسِي وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِمَا يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ (50)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (فبما يوحي إليّ ربّي (50)
فتح الياء من (ربّي) نافع وأبو عمرو - وأرسلها الباقون -). [معاني القراءات وعللها: 2/298]

قوله تعالى: {وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فَلَا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِن مَّكَانٍ قَرِيبٍ (51)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة طلحة بن مصرف: [وَأَخِذٌ مِنْ مَكَانٍ قَرِيب]، منصوبة الألف، منونة.
قال أبو الفتح: لك في رفعه ضربان:
إن شئت رفعته بفعل مضمر يدل عليه قوله: {فَلا فَوْتَ}، أي: وأحاط بهم أخذٌ من مكان قريب. وذكر القرب، لأنه أحجى بتحصيلهم، وإحاطته بهم.
وإن شئت رفعته بالابتداء، وخبره محذوف، أي: وهناك أخذ لهم، وإحاطة بهم. ودل على هذا الخبر ما دل على الفعل في القول الأول.
ويُسأل من قراءة العامة: {وَأُخِذُوا مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ} : علام عطف هذا الفعل؟ وينبغي أن يكون معطوفا على قوله تعالى: {فَزِعُوا} وهو بالواو، لأنه لا يراد: ولو ترى وقت فزعهم وأخذهم، وإنما المراد -والله أعلم: ولو ترى إذ فزعوا فلم يفوتوا، وأخذوا. فعطف [أُخِذُوا] على ما فيه الفاء المُعَلِّقة الأول بالآخر على وجه التسبيب له عنه، وإذا كان معطوفا على ما فيه الفاء فكأن فاءً فيئول الحديث إلى أنه كأنه قال: ولو ترى إذ فزعوا فأخذوا، هذا إذا كانت فيه فاء، وأما وفيه الواو فلا يحسن عطفه على "فزعوا" بل يكون معطوفا على ما فيه
[المحتسب: 2/196]
الفاء. وقال أبو حاتم: لا أعرف الرفع في [أَخْذٌ]، ولا يجوز إلا بالحيل والتفسير البعيد، كذا زعم). [المحتسب: 2/197]

قوله تعالى: {وَقَالُوا آمَنَّا بِهِ وَأَنَّى لَهُمُ التَّنَاوُشُ مِن مَكَانٍ بَعِيدٍ (52)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (وأنّى لهم التّناوش (52)
قرأ أبو عمرو، وحمزة، والكسائي، وأبو بكر عن عاصم (التّناؤش) مهموزًا.
وقرأ الباقون (التّناوش) بغير همز.
قال أبو منصور: من قرأ بالهمز فإن الفراء قال: هو من ناشنت، أي: أبطأت، وجاء فلان نئيشًا، أي: بطيئًا.
وأنشد:
تمنّى نئيشاً أن يكون مطاعناً... وقد حدثت بعد الأمور أمور
وقال الزجاج: النئيش: الحركة في إبطاء، قال: والمعنى: من أين لهم أن يتحركوا فيما لا حيلة لهم فيه.
قال: ويجوز أن يكون (التناؤش) مهموزا؛ لأن واو (التناوش) مضمومة، وكل واو مضمومة ضمتها لازمة إن شئت أبدلت منها همزة، وإن شئت لم تبدل، نحو: أدؤر، جمع: الدار.
ويجوز: أدور.
ومن لم يهمز (التناوش) فهو التناول، من نشت أنوش
[معاني القراءات وعللها: 2/297]
نوشًا، أي: تناولت.
فالمعنى: كيف لهم أن يتناولوا ما فاتهم ونأى عنهم، وقد كان قريبًا فلم يتناولوه). [معاني القراءات وعللها: 2/298]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (17- وقوله تعالى: {وأنى لهم التناوش} [52].
كان أبو عمرو يقرأ بين بين وكذلك نافع، وهو إلى الفتح أقرب.
وحمزة والكسائي بالإمالة {أنى}.
والباقون يفتحون). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/221]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (18- وقوله تعالى: {التناوش من مكان بعيد} [52].
قرأ أهل الكوفة غير أبي بكر وأبو عمرو: {التناؤش} بالهمز.
وقرأ الباقون بترك الهمز. فاختلف النحويون في ذلك، وقال قوم: هما لغتان: نشت، ونأشت، وتنوش، وتناس، والتناوش، قال الشاعر:
فهي تنوش الدلو نوشًا من علا
نوشًا به تقطع أجواز الفلا
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/221]
وقال آخرون: التناوش بترك الهمز التناول، والتناؤش بالهمز-: التباعد، قال رؤبة:
كم ساق من دار امرئ جحيش = إليك ناش القدر النؤوش
وقال آخر:
تمني نئيشا أن يكون أطاعني = وقد حدثت بعد الأمور أمور). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/222]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في همز التناوش [سبأ/ 52] وترك همزه.
فقرأ ابن كثير ونافع وابن عامر وعاصم في رواية حفص: التناوش غير مهموز، وكذلك روى حسين الجعفيّ والأعشى والكسائي عن أبي بكر عن عاصم بغير همز. المفضل عن عاصم: مهموز، وقرأ عاصم في رواية يحيى عن أبي بكر وأبو عمرو وحمزة والكسائي بالهمز.
قال أبو علي: قوله تعالى: وأنى لهم التناؤش من مكان بعيد كأنّهم آمنوا حين لم ينتفعوا بالإيمان، كما قال: لا ينفع نفسا إيمانها [الأنعام/ 158] فكأنّ المعنى: كيف يتناولونه من بعد وهم لم يتناولوه من قرب في حين الاختيار، والانتفاع بالإيمان؟
والتناوش: التناول من نشت تنوش، قال:
وهي تنوش الحوض نوشا من علا
وقال:
تنوش البرير حيث نال اهتصارها
[الحجة للقراء السبعة: 6/23]
فمن لم يهمز جعله فاعلا من النوش الذي هو التناول، ومن همز احتمل أمرين: أحدهما أن يكون من تنوش، إلّا أنّه أبدل من الواو الهمزة لانضمامهما مثل أقتت، وأدؤر، ونحو ذلك، والآخر: أن يكون من النّأش وهو الطلب، والهمزة منه عين قال رؤبة:
أقحمني جار أبي الخاموش إليك نأش القدر النّئوش فسّره أبو عبيدة بطلب القدر، وحكى أبو الحسن أيضا عن يونس قال أبو الحسن: ولم أر العرب تعرفه). [الحجة للقراء السبعة: 6/24]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({وقالوا آمنا به وأنى لهم التناوش من مكان بعيد} 52
قرأ نافع وابن عامر وابن كثير وحفص {وأنى لهم التناوش}
[حجة القراءات: 590]
غير مهموز أي التّناول أي كيف يتناولونه من بعد وهم لم يتناولوه من قرب في وقت الاختيار والانتفاع بالإيمان تقول نشت تنوش قال الشّاعر:
وهي تنوش الحوض نوشا من علا
أي تتناول الحوض
وقرأ أبو عمرو وحمزة والكسائيّ (وأنى لهم التناؤش) بالهمز أي التّأخير قال أبو عبيدة من نأشت وهو بعد المطلب ويجوز أن يكون من التناوش فهمزوا الواو لأن الواو مضمومة وكل واو مضمومة ضمتها لازمة إن شئت أبدلت منها همزة وإن شئت لم تبدل مثل {وإذا الرّسل أقتت}). [حجة القراءات: 591]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (23- قوله: {التناوش} قرأ الحرميان وحفص وابن عامر بغير همز، وقرأ الباقون بالهمز.
وحجة من همز أنه جعله مشتقًا من «نأش» إذا طلب فالمعنى: وكيف لهم طلب الإيمان في الآخرة، وهو المكان البعيد، وذلك أنهم آمنوا في موضع لا ينتفعون بالإيمان فيه، ويجوز أن يكون مشتقًا من «ناش ينوش» إذا تناول، لكن لما انضمت الواو أبدلوا منها همزة، فيكون المعنى: وكيف يكون لهم تناول الإيمان من مكان بعيد، وهو الآخرة.
23- وحجة من لم يهمز أنه جعله مشتقًا من «ناش ينوش» إذا تناول على التفسير الذي ذكرنا، فتكون القراءتان بمعنى: إذا جعلت الهمزة بدلًا من
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/208]
الواو المضمومة، وقد ذكرنا وقف حمزة على هذه الكلمة فيما تقدم، وذكرنا {يحشرهم. ثم يقول} فيما تقدم، وأن حفصًا قرأهما بالياء، وقرأ الباقون بالنون.
24- وحجة من قرأهما بالياء أنه ردهما على لفظ الغيبة والإفراد للذي قبله والذي بعده، وهو قوله: {قل إن ربي يبسط الرزق} «39» وقوله: {فهو يخلفه}، وقوله: {قالوا سبحانك أنت ولينا} «41».
25- وحجة من قرأهما بالنون أنه أتى بلفظ الجمع للتعظيم والتفخيم، فأجراه على الإخبار من الله جل ذكره عن نفسه بلفظ الجماعة، فهو خروج من غيبة إلى إخبار، وخروج من مفرد إلى جمع كما قال: {من دوني وكيلًا. ذرية من حملنا} «الإسراء 2، 3» وقال قبل ذلك: {وآتينا موسى الكتاب وجعلناه هدى} ). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/209]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (23- {التَّنَاؤُشُ} [آية/ 52] بالهمز:
قرأها أبو عمرو وحمزة والكسائي و-ياش- عن عاصم.
والوجه أنه يجوز أن يكون تفاعلًا من قولهم نأشت الشيء إذا طلبته، نأشًا بالهمز، قال رؤية:
136- أقحمني جار أبي الخاموش = إليك نأش القدر النؤوش
أي: طلب القدر الطلوب.
ويجوز أن يكون تفاعلًا من نُشْتُ الشيء إذا رفعته نوشًا، قال:
137- فجئت إليه والرماح تنوشه
[الموضح: 1058]
والتناوش: التناول بالواو، إلا أنهم قلبوا الواو همزةً لانضمامها، كما قالوا: أدْؤُوٌ وسُؤُرٌ الإِسْحل، {وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ}.
وقرأ الباقون {التَّنَاوُشُ} بالواو من غير همزٍ.
والوجه أنه التناوش بالواو على ما سبق، فأجروه على الأصل، ولم يقلبوا واوه همزةً). [الموضح: 1059]

قوله تعالى: {وَقَدْ كَفَرُوا بِهِ مِن قَبْلُ وَيَقْذِفُونَ بِالْغَيْبِ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ (53)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة مجاهد: [وَيُقْذَفُونَ]، بضم الياء، وفتح الذال.
قال أبو الفتح: بيان هذا: وقالوا آمنا به وأنى لهم التَّنَاوُشُ، أي: التناول للإيمان من مكان بعيد، وقد كفروا به من قبل؟ والوقف على قوله: {مِنْ قَبْل}، أي: من أين لهم تناوله الآن وقد كفروا به من قبل؟ ثم قال سبحانه: {وهم وَيُقْذَفُونَ بِالْغَيْبِ}، أي يرمون بالغيب؛ تتبُّعًا لهم بقبح أفعالهم، وسوء منقلَبهم). [المحتسب: 2/197]

قوله تعالى: {وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِم مِّن قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا فِي شَكٍّ مُّرِيبٍ (54)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس