عرض مشاركة واحدة
  #12  
قديم 13 صفر 1440هـ/23-10-2018م, 10:56 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الحجر

[ من الآية (78) إلى الآية (84) ]
{وَإِنْ كَانَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ لَظَالِمِينَ (78) فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ وَإِنَّهُمَا لَبِإِمَامٍ مُبِينٍ (79) وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحَابُ الْحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ (80) وَآَتَيْنَاهُمْ آَيَاتِنَا فَكَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ (81) وَكَانُوا يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا آَمِنِينَ (82) فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُصْبِحِينَ (83) فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (84)}

قوله تعالى: {وَإِنْ كَانَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ لَظَالِمِينَ (78)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (8- وقوله تعالى: {أصحاب الأيكة} [78].
في القرآن أربعة مواضع فاختلفوا في (ص) و(الشعراء) واتفقوا على الذي في (الحجر) والذي في (ق).
قرأ ابن كثير ونافع وابن عامر في (الشعراء): {وأصحاب ليكة} بغير ألف ولام، مثل غيضة وبيضة ولم يصرفوها). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/350]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (أصحاب الأيكة [الحجر/ 78]: لم يختلفوا في هذه السورة، ولا في سورة قاف [14].
واختلفوا فى سورة الشعراء، وفي سورة ص [13]، فقرأ ابن كثير ونافع وابن عامر في سورة الشعراء: (أصحاب ليكة) [176] غير أن ورشا روى عن نافع (الايكة) متروكة الهمزة، مفتوحة اللام بحركة الهمزة، والهمزة ساقطة.
لأنه ألقى عليها حركة الهمزة في الحجر، وفي قاف.
وقرأ أبو عمرو وعاصم وحمزة والكسائي (الأيكة) في كلّ القرآن.
قال أبو علي: تقول: هي أيكة، فإذا ألحقت لام المعرفة كانت الأيكة، قال الهذلي:
[الحجة للقراء السبعة: 5/51]
موشّحة بالطّرتين دنا لها... جنى أيكة يضفو عليها قصارها
وأنشد الأصمعي:
وما خليج من المرّوت ذو حدب... يرمي الضرير بخشب الأيك والضّال
فأيك وأيكة، مثل: تمر وتمرة، فقد ثبت أن الأيك تعريف أيك، فإذا خفّفت الهمزة في أيكة، وقد ألحقتها الألف واللام، حذفتها، وألقيت حركتها على اللام التي هي فاء من أيكة، فيجوز فيها إذا استأنفت لغتان: من قال: الأحمر، قال: «أليكة» ومن قال: لحمر، قال: «ليكة»، وإذا كان كذلك فقول من قال: ليكة، ففتح التاء، مشكل، لأنّه فتح مع لحاق اللام الكلمة، وهذا في الامتناع كقول من قال: بلحمر، فيفتح الآخر مع لحاق لام المعرفة، وإنّما يخرج قول من قال:
(أصحاب ليكة) على أن هذا المعنى قد يسمى بكلمة تكون اللام فيها فاء، ويكون مقلوب: كيل، فإن لم يثبت هذا مشكلا، ولم أسمع بها.
ويبعد أن يفتح نافع ذلك مع ما قال ورش عنه). [الحجة للقراء السبعة: 5/52]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (12- قوله: {أصحاب الأيكة} أجمع القراء في هذه السورة وفي قاف على الخفض، وإدخال الألف واللام، واختلفوا في الشعراء وصاد، فقرأ الحرميان وابن عامر فيهما «ليكة» بلام مفتوحة والنصب، على وزن «فعلة» وقرأ الباقون بالخفض وإدخال الألف واللام، كالتي في الحجر وقاف.
وحجة من فتح وقرأ بلام واحدة أنه جعل «ليكة» على «فعله» اسما معرفة للبلدة، فترك صرفه للتعريف والتأنيث.
13- وحجة من أدخل الألف واللام أنه جعل «أيكة» اسما نكرة، لموضع فيه شجر ودوم، ثم أدخل عليه الألف واللام للتعريف، وحكى أبو عبيد أن «ليكة» على «فعلة» اسم للقرية التي كانوا فيها، وأن {الأيكة} بالألف واللام وهمزة اسم للبلد كله، وقال غيره: الأيكة وليكة واحد، وهو الغيضة والشجر الملتف، يقال له الدَّوم، وهو شجر المقل، واختار أبو عبيد «ليكة» على وزن «فعلة» بغير صرف في الشعراء وصاد، فجعلها اسما للقرية، و{الأيكة} اسم البلد، لأنها كذلك في المصاحف، وتعقب عليه ابن قتيبة فاختار {الأيكة} بالألف واللام والخفض في الشعراء والصاد، وقال: إنما كتبتا بغير ألف، على تخفيف الهمزة، وقال: قد أجمع الناس على الألف واللام والخفض في الحجر وقاف،
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/32]
فوجب أن تلحق الشعراء وصاد بما أجمع عليه، فما أجمعوا عليه شاهد لما اختلفوا فيه، وأيضًا فإن القرية داخلة في البلدة، فـ «أيكة» تشملها). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/33]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (13- {الأَيْكَةِ} [آية/ 78]:
اتفق القراء على قطع الهمزة ههنا وفي سورة ق، غير ش- عن نافع فإنه يحذف الهمزة ويُلقي حركتها على اللام كما يفعل بـ {الأرض} و{الآخرة}، ولا يغير كسرة التاء.
ووجه قراءة الجماعة وهي بقطع الهمزة من {الأَيْكَةِ} أنه هو الأصل؛ لأنها أيكة دخلت عليها لام التعريف وانجرّت بالإضافة، والأيكة الغيضة، والجمع الأيك بغير هاء، كما يقال تمرة وتمر، قال الهذلي:
74- موشحة بالطرتين دنا لها = جنا أيكةٍ يضفو عليها قصارها
وأما وجه قراءة ش- فهو أنه خفف الهمزة، وتخفيف الهمزة ههنا إنما هو بحذفها وإلقاء حركتها على الساكن الذي قبلها وهو اللام فبقي {أصحابُ لَيْكَةِ} بكسر التاء، كما يقال: مررت بلحمر بخفض الراء عند من خفف الهمزة.
[الموضح: 726]
فأما في الشعراء وص فقد اختلفوا، فقرأ ابن كثير ونافع وابن عامر {لَيْكَةَ} بفتح اللام والتاء غير مهموزة.
والوجه أنهم جعلوا لَيْكَةَ على فَعْلَةَ، فاللام فاء الفعل وهي غير مصروفة للتعريف والتأنيث، فلذلك انتصبت في موضع الجر.
وقرأ الباقون {الأَيْكَةِ} بقطع الهمزة وكسر التاء في السورتين، كما في سورة الحجر). [الموضح: 727]

قوله تعالى: {فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ وَإِنَّهُمَا لَبِإِمَامٍ مُبِينٍ (79)}

قوله تعالى: {وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحَابُ الْحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ (80)}

قوله تعالى: {وَآَتَيْنَاهُمْ آَيَاتِنَا فَكَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ (81)}

قوله تعالى: {وَكَانُوا يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا آَمِنِينَ (82)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة الحسن [يَنْحَتُونَ]؛ بفتح الحاء.
قال أبو الفتح: أجود اللغتين نَحَتَ ينحِت، بكسر الحاء، وفتحها لأجل حرف الحلق الذي فيها، كسَحَرَ يسحَر. وينبغي أن ينظر إلى ما أورده ليكون إلى نحوه طريقًا وسُلَّمًا.
[المحتسب: 2/5]
اعلم أن العرب تقارب بين الألفاظ والمعاني إذ كانت عليها أدلة، وبها محيطة. فمن ذلك ما نحن عليه، وهو نَحَتَ ينحِتُ، والتاء أخت الطاء، وقد قالوا: نَحَطَ ينحِطُ، إذا زفر في بكائه، فكأن ذلك الضغط الذي يصحَب الصوت ينال من آلة النفس، ويحتها ويسفنها؛ فيكون كالنحت لما ينحت. لأنه تحيُّفٌ له وأخذ منه.
ونحو من ذلك قولهم في تركيب ع ص ر: ع س ر: ع ز ر. فالعصر شدة تلحق المعصور.
والعسر شدة الخلق والتعزير للضرب، وذلك شدة لا محالة؛ فالشدة جامعة لأحرف الثلاثة. ومنه تركيب ج ب ر، ج ب ل، ج ب ن، المعنى الجامع لها اجتماع الأجزاء وتراجعها. من ذلك جبرت العظم، أي: وصلت ما تفرق من أجزائه، ومنه الجبل لاجتماع أجزائه، ومنه جبن الإنسان، أي: تراجع بعضه إلى بعض واجتمع. وإنما نبذت هنا طرفا من هذا الأمر تنبيها على أمثاله، حتى إذا هي اجتازت بك أحسست بها، ولم تطوك غير حافل بمعانيها وأوضاعها). [المحتسب: 2/6]

قوله تعالى: {فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُصْبِحِينَ (83)}

قوله تعالى: {فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (84)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس