عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 14 جمادى الآخرة 1434هـ/24-04-2013م, 06:00 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 1,137
افتراضي

جمهرة تفاسير السلف


تفسير قوله تعالى: (أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ (6) )
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({فروجٍ} [ق: 6] : «فتوقٍ، واحدها فرجٌ»). [صحيح البخاري: 6/138]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله فروجٌ فتوقٌ واحدها فرجٌ أي بسكون الرّاء هو قول أبي عبيدة بلفظه وروى الطّبريّ من طريق مجاهدٍ قال الفرج الشّقّ). [فتح الباري: 8/593]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (فروجٍ فتوقٍ، واحدها فرجٌ
أشار به إلى قوله تعالى: {وزيناها وما لها من فروج} أي: وزينا السّماء وما لها من فتوق وشقوق، والفروج جمع فرج، وعن ابن زيد: الفروج الشّيء المتفرق بعضه من بعض، وعن الكسائي: معناه ليس فيها تفاوت ولا اختلاف). [عمدة القاري: 19/184]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({فروج}) [ق: 6] أي (فتوق) بأن خلقها ملساء متلاصقة الطباق (واحدها فرج) بسكون الراء). [إرشاد الساري: 7/352]
- قال محمدُ بنُ عبدِ الهادي السِّنْديُّ (ت: 1136هـ) : (وقوله: فتوق، أي: شقوق). [حاشية السندي على البخاري: 3/70]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {أفلم ينظروا إلى السّماء فوقهم كيف بنيناها} يقول تعالى ذكره: أفلم ينظر هؤلاء المكذّبون بالبعث بعد الموت المنكرون قدرتنا على إحيائهم بعد بلائهم {إلى السّماء فوقهم كيف بنيناها} فسوّيناها سقفًا محفوظًا، وزيّنّاها بالنّجوم {وما لها من فروجٍ} يعني: وما لها من صدوعٍ وفتوقٍ.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {من فروجٍ} قال: شقٌّ.
- حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ، في قوله: {وما لها من فروجٍ} قلت له، يعني ابن زيدٍ: الفروج: الشّيء المتبرّئ بعضه من بعضٍ؟ قال: نعم). [جامع البيان: 21/408-409]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (حدثنا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله ما لها من فروج يقول ما لها من شق). [تفسير مجاهد: 2/609]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد في قوله {في أمر مريج} قال: ملتبس وفي قوله {وما لها من فروج} قال: شقوق). [الدر المنثور: 13/602] (م)

تفسير قوله تعالى: (وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ (7) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كلّ زوجٍ بهيجٍ (7) تبصرةً وذكرى لكلّ عبدٍ منيبٍ}.
قال أبو جعفرٍ رحمه الله: يقول تعالى ذكره: والأرض بسطناها {وألقينا فيها رواسي} يقول: وجعلنا فيها جبالاً ثوابت، رست في الأرض {وأنبتنا فيها من كلّ زوجٍ بهيجٍ} يقول تعالى ذكره: وأنبتنا في الأرض من كلّ نوعٍ من نباتٍ حسنٍ، وهو البهيج.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا عليٌّ قال: حدّثنا أبو صالحٍ قال: ثني معاوية بن صالحٍ، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {بهيجٍ} يقول: حسنٍ.
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {وألقينا فيها رواسي} والرّواسي الجبال {وأنبتنا فيها من كلّ زوجٍ بهيجٍ}: أي من كلّ زوجٍ حسنٍ.
- حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: قلت لابن زيدٍ البهيج: هو الحسن المنظر؟ قال نعم). [جامع البيان: 21/409]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطستي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن نافع بن الأزرق قال له: أخبرني عن قوله تعالى {من كل زوج بهيج} قال: الزوج الواحد والبهيج الحسن، قال: وهل تعرف العرب ذلك قال: نعم أما سمعت الأعشى وهو يقول:
وكل زوج من الديباج يلبسه * أبو قدامة محبوك يداه معا). [الدر المنثور: 13/602]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير عن قتادة في قوله {كل زوج بهيج} قال: حسن {تبصرة} قال: نعم تبصرة للعباد {وذكرى لكل عبد منيب} قال: المنيب المقبل قلبه إلى الله). [الدر المنثور: 13/602]

تفسير قوله تعالى: (تَبْصِرَةً وَذِكْرَى لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ (8) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تبصرة وذكرى قال تبصرة من الله وذكرى لكل عبد منيب). [تفسير عبد الرزاق: 2/236]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({تبصرةً} [ق: 8] : «بصيرةً»). [صحيح البخاري: 6/138]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تبصرةً بصيرةً وصله الفريابيّ عن مجاهد هكذا وقال عبد الرّزّاق عن معمرٍ عن قتادة في قوله تبصرةً قال نعمةٌ من اللّه عزّ وجلّ). [فتح الباري: 8/593]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال مجاهد ما تنقص الأرض من عظامهم تبصرة بصيرة حب الحصيد الحنطة باسقات الطوال أفعيينا أفاعيا علينا وقال قرينه الشّيطان الّذي قيض له فنقبوا ضربوا أو ألقى السّمع لا يحدث نفسه بغيره شهيد شاهد بالقلب حين أنشأكم وأنشأ خلقكم رقيب عتيد رصد سائق وشهيد الملكان كاتب وشهيد من لغوب النصب
قال الفريابيّ ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله 4 ق {قد علمنا ما تنقص الأرض منهم} قال من عظامهم
وفي قوله 8 ق {تبصرة} قال بصيرة). [تغليق التعليق: 4/316]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (تبصرةً بصيرةً
أشار به إلى قوله تعالى: {تبصرة وذكرى لكل عبد منيب} وفسّر: (تبصرة) بقوله: (بصيرة) أي: جعلنا ذلك تبصرة. قوله: (منيب) أي مخلص). [عمدة القاري: 19/185]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({تبصرة}) أي (بصيرة) قاله مجاهد فيما وصله الفريابي والنصب على المفعول من أجله أي تبصير أمثالهم أو بفعل من لفظه أي بصرهم تبصرة أي خلق السماء تبصرة). [إرشاد الساري: 7/352]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله {تبصرةً} يقول: فعلنا ذلك تبصرةً لكم أيّها النّاس نبصّركم بها قدرة ربّكم على ما يشاء {وذكرى لكلّ عبدٍ مّنيبٍ} يقول: وتذكيرًا من اللّه عظمته وسلطانه، وتنبيهًا على وحدانيّته {لكلّ عبدٍ منيبٍ} يقول: لكلّ عبدٍ رجع إلى الإيمان باللّه، والعمل بطاعته.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {تبصرةً} نعمةً من اللّه يبصّرها العباد {وذكرى لكلّ عبدٍ منيبٍ}: أي مقبلٌ بقلبه إلى اللّه.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، في قوله: {تبصرةً وذكرى} قال: تبصرةً من اللّه.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {تبصرةً} قال: بصيرةً.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن جابرٍ، عن عطاءٍ، ومجاهدٍ، {لكلّ عبدٍ منيبٍ} قالا: مخبتٍ). [جامع البيان: 21/410]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد تبصرة يعني بصيرة). [تفسير مجاهد: 2/609]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير عن قتادة في قوله {كل زوج بهيج} قال: حسن {تبصرة} قال: نعم تبصرة للعباد {وذكرى لكل عبد منيب} قال: المنيب المقبل قلبه إلى الله). [الدر المنثور: 13/602] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وعبد بن حميد، وابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {تبصرة} قال: بصيرة). [الدر المنثور: 13/602-603]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن مجاهد وعطاء في قوله {لكل عبد منيب} قال: مخبت). [الدر المنثور: 13/603]

تفسير قوله تعالى: (وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ (9) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى وحب الحصيد قال هو البر والشعير والنخل باسقات يعني طولها لها طلع نضيد قال بعضه على بعض). [تفسير عبد الرزاق: 2/236-237]

قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({حبّ الحصيد} [ق: 9] : «الحنطة»). [صحيح البخاري: 6/138]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله حبّ الحصيد الحنطة وصله الفريابيّ أيضًا عنه وقال عبد الرّزّاق عن معمرٍ عن قتادة هو البرّ والشّعير). [فتح الباري: 8/593]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال ابن جرير ثنا محمّد بن عمرو ثنا أبو عاصم ثنا عيسى عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله 9 ق {وحب الحصيد} قال الحنطة). [تغليق التعليق: 4/316]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (حبّ الحصيد الحنطة
أشار به إلى قوله تعالى: {فأنبتنا به جنّات وحب الحصيد} (ق: 9) وفسره بقوله: (الحنطة) والشعير وسائر الحبوب الّتي تحصد، وهذه الإضافة من باب: مسجد الجامع وحقّ اليقين وربيع الأول). [عمدة القاري: 19/185]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({حب الحصيد}) [ق: 9] هو (الحنطة) وصله الفريابي أيضًا، أو سائر الحبوب التي تحصد وهو من باب حذف الموصوف للعلم به أي وحب الزرع الحصيد نحو مسجد الجامع أو من باب إضافة الموصوف إلى صفته لأن الأصل والحب الحصيد أي المحصود). [إرشاد الساري: 7/352]
- قال محمدُ بنُ عبدِ الهادي السِّنْديُّ (ت: 1136هـ) : (قوله: (الحنطة) وقال: غيره، أي: حب الزرع الذي من شأنه أن يحصد كالبرّ والشعير، وهو أعم من الأول). [حاشية السندي على البخاري: 3/70]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ونزّلنا من السّماء ماءً مباركًا فأنبتنا به جنّاتٍ وحبّ الحصيد (9) والنّخل باسقاتٍ لّها طلعٌ نضيدٌ (10) رزقًا للعباد وأحيينا به بلدةً ميتًا كذلك الخروج}.
قال أبو جعفرٍ رحمه الله: يقول تعالى ذكره: {ونزّلنا من السّماء ماءً} مطرًا مباركًا، فأنبتنا به بساتين أشجارًا، وحبّ الزّرع المحصود من البرّ والشّعير، وسائر أنواع الحبوب.
- كما: حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {وحبّ الحصيد} هذا البرّ والشّعير.
- حدّثني ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة {وحبّ الحصيد} قال: هو البرّ والشّعير.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، {وحبّ الحصيد} قال: الحنطة.
وكان بعض أهل العربيّة يقول في قوله: {وحبّ الحصيد} الحبّ هو الحصيد، وهو ممّا أضيف إلى نفسه مثل قوله: {إنّ هذا لهو حقّ اليقين} ). [جامع البيان: 21/411]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد وحب الحصيد يعني الحنطة). [تفسير مجاهد: 2/610]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج في الأدب عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه كان إذا أمطرت السماء يقول: يا جارية أخرجي سرجي أخرجي ثيابي ويقول {ونزلنا من السماء ماء مباركا}). [الدر المنثور: 13/603]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن الضحاك في قوله {ونزلنا من السماء ماء مباركا} قال: المطر). [الدر المنثور: 13/603]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وعبد بن حميد، وابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {وحب الحصيد} قال: الحنطة). [الدر المنثور: 13/603]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير عن قتادة في قوله {وحب الحصيد} قال: هو البر والشعير). [الدر المنثور: 13/603-604]

تفسير قوله تعالى: (وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ (10) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): ([ ....... ] عن قول الله: {والنخل باسقاتٍ لها طلعٌ نضيدٌ}، قال ابن [شهاب: ........ ] والنضيد الذي بعضه فوق بعضٍ؛ وقال الله: {ونخلٍ طلعها هضيمٌ}، قال: الهضيم طلعها الرحمن اللطيف حين يطلع.
قال ابن شهاب: يقول الله: {إنما هي زجرةٌ واحدةٌ فإذا هم بالساهرة}، قال: هي الأرض كلها). [الجامع في علوم القرآن: 2/101-102]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن عمرو بن مرّة عن أبي عبيدة عن مسروقٍ قال: الجنّة نخلها نضيدٌ من أصلها إلى فرعها وتمرتها كالقلال كلّما نزعت تمرةٌ عادت مكانها أخرى وأنهارٌ تجري في غير أخدودٍ والعنقود منها اثنا عشر ذراعا [الآية: 10]). [تفسير الثوري: 280]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({باسقاتٍ} [ق: 10] : «الطّوال»). [صحيح البخاري: 6/138]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله باسقات الطوال وصله الفريابيّ أيضًا كذلك وروى الطّبريّ من طريق عبد اللّه بن شدّادٍ قال بسوقها طولها في قامةٍ وقال عبد الرّزّاق عن معمرٍ عن قتادة يعني طولها). [فتح الباري: 8/593-594]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال الفريابيّ ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله 10 ق {والنّخل باسقات} قال طوال). [تغليق التعليق: 4/316]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (باسقاتٍ الطّوال
أشار به إلى قوله تعالى: {والنّخل باسقات} (ق: 10) وفسرها بقوله: (الطوال) يقال: بسق الشّيء يبسق بسوقا إذا طال، وقيل: إن بسوقها استقامتها في الطول وروي أنه صلى الله عليه وسلم كان يقرأ باصقات بالصّاد). [عمدة القاري: 19/185]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({باسقات}) هي (الطول) والبسوق الطول يقال بسق فلان على أصحابه أي طال عليهم في الفضل). [إرشاد الساري: 7/352]

قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (وقال غيره: {نضيدٌ} [ق: 10] : " الكفرّى ما دام في أكمامه، ومعناه: منضودٌ بعضه على بعضٍ، فإذا خرج من أكمامه فليس بنضيدٍ "). [صحيح البخاري: 6/138]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله وقال غيره نضيد الكفرّى ما دام في أكمامه ومعناه منضودٌ بعضه على بعضٍ فإذا خرج من أكمامه فليس بنضيدٍ هو قول أبي عبيدة بمعناه). [فتح الباري: 8/594]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (وقال غيره: نضيدٌ الكفرّى ما دام في أكمامه، ومعناه: منضودٌ بعضه على بعضٍ فإذا خرج من أكمامه فليس بنضيدٍ.
أي: قال غير مجاهد في قوله تعالى: {لها طلع نضيد} (ق: 10) وفسّر النضيد، بالكفرى، بضم الكاف وفتح الفاء وتشديد الرّاء وبالقصر: هو الطّلع ما دام في أكمامه وهو جمع كم بالكسر، وقد مر الكلام فيه عن قريب، وقال مسروق: نخل الجنّة نضيد من أصلها إلى فرعها، وثمرها منضد أمثال القلال والدلاء، كلما قطفت منه ثمرة تنبت مكانها أخرى وأنهارها تجري في غير أخدود). [عمدة القاري: 19/186]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (وقال غيره): أي غير مجاهد ({نضيد}) في قوله تعالى: {لها طلع نضيد} [ق: 10] (الكفرى) بضم الكاف والفاء وتشديد الراء مقصورًا الطلع (ما دام في أكمامه) جمع كم بالكسر (ومعناه منضود بعضه على بعض فإذا خرج من أكمامه فليس بنضيد) وهذا عجيب فإن الأشجار
الطوال ثمارها بارزة بعضها على بعض لكل واحدة منها أصل يخرج منه كالجوز واللوز والطلع كالسنبلة الواحدة تكون على أصل واحد). [إرشاد الساري: 7/353]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا يوسف بن عديٍّ، قال: ثنا رشدين بن سعدٍ، عن يونس بن يزيد، عن عطاءٍ الخراساني في قول اللّه عزّ وجلّ: {والنّخل باسقاتٍ} قال: طوال). [جزء تفسير عطاء الخراساني: 108]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {والنّخل باسقاتٍ} يقول: وأنبتنا بالماء الّذي أنزلنا من السّماء النّخل طوالاً، والباسق: هو الطّويل يقال للجبل الطّويل: جبلٌ باسقٌ، كما قال أبو نوفلٍ لابن هبيرة: يا ابن الّذين بفضلهم بسقت على قيسٍ فزارة.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليٌّ قال: حدّثنا أبو صالحٍ قال: ثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {باسقاتٍ} يقول: طوالاً.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ قال: ثني أبي قال: ثني عمّي قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله {والنّخل باسقاتٍ} قال: النّخل الطّوال.
- حدّثني يعقوب بن إبراهيم قال: حدّثنا هشيمٌ، عن إسماعيل بن أبي خالدٍ، عن عبد اللّه بن شدّادٍ، في قوله: {والنّخل باسقاتٍ} قال: بسوقها: طولها في إقامةٍ.
- حدّثنا هنّادٌ قال: حدّثنا أبو الأحوص، عن سماكٍ، عن عكرمة، في قوله: {والنّخل باسقاتٍ} الباسقات: الطّوال.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {باسقاتٍ} قال: الطّوال.
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {والنّخل باسقاتٍ} قال: بسوقها طولها.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة {والنّخل باسقاتٍ} قال: يعني طولها.
- حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: قال ابن زيدٍ، في قوله {والنّخل باسقاتٍ} قال: البسوق: الطّول.
وقوله: {لها طلعٌ نضيدٌ} يقول: لهذا النّخل الباسقات طلعٌ وهو الكفرّى، نضيدٌ: يقول: منضودٌ بعضه على بعضٍ متراكبٌ.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ قال: ثني أبي قال: ثني عمّي قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، {لها طلعٌ نضيدٌ} قال: يقول: بعضه على بعضٍ.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {نضيدٌ} قال: المنضّد.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، {لها طلعٌ نضيدٌ} يقول: بعضه على بعضٍ.
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {لها طلعٌ نضيدٌ} نضّد بعضه على بعضٍ). [جامع البيان: 21/412-414]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد الباسقات الطوال). [تفسير مجاهد: 2/610]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حدّثني إبراهيم بن مضاربٍ، ثنا الحسين بن الفضل، ثنا هاشم بن القاسم، ثنا المسعوديّ، عن زياد بن علاقة، عن عمّه قطبة بن مالكٍ رضي اللّه عنه، قال: سمعت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم «يقرأ في صلاة الصّبح ق» ، فلمّا أتى على هذه الآية {والنّخل باسقاتٍ لها طلعٌ نضيدٌ} [ق: 10] قال قطبة: فجعلت أقول له: ما بسوقها فقال: طولها " قد أخرج مسلمٌ هذا الحديث بغير هذه السّياقة، ولم يذكر تفسير البسوق فيه وهو صحيحٌ على شرطه). [المستدرك: 2/504]
قال أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري (ت: 840هـ) : (قال مسدّدٌ: ثنا أبو الأحوص، ثنا سماك بن حربٍ، عن عكرمة "في قول اللّه- عزّ وجل-: (والنخل باسقات لها طلع نضيد) قال: الباسقات: الطّوال، والنّضيد: المتراكم"). [إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة: 6/274]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال مسدّدٌ: حدثنا أبو الأحوص، عن سماكٍ، عن عكرمة في قول اللّه عزّ وجلّ: {والنّخل باسقاتٍ لها طلعٌ نضيدٌ} قال: الباسقات: الطّوال. والنّضيد: المتراكم). [المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية: 15/258]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحاكم وصححه، وابن مردويه عن قطبة قال: سمعت النّبيّ صلى الله عليه وسلم يقرأ في الصبح فلما أتى على هذه الآية {والنخل باسقات لها طلع نضيد} قال قطبة: فجعلت أقول ما أطولها). [الدر المنثور: 13/604]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم من طرق عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {والنخل باسقات} قال: الطول). [الدر المنثور: 13/604]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن عبد الله بن عثمان بن خثيم قال: سألت عكرمة عن {والنخل باسقات} فقلت: ما بسوقها قال: بسوقها طلعها ألم تر أنه يقال للشاة إذا حان ولادها بسقت قال: فرجعت إلى سعيد بن جبير فقلت له: فقال: كذب بسوقها طولها في كلام العرب ألم تر أن الله قال: {والنخل باسقات} ثم قال {طلع نضيد}). [الدر المنثور: 13/604]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر عن عبد الله بن شداد في قوله {والنخل باسقات} قال: استقامتها). [الدر المنثور: 13/604]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن عكرمة قال: بسوقها التفافها). [الدر المنثور: 13/604]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {لها طلع نضيد} قال: متراكم بعضه على بعض). [الدر المنثور: 13/605]

تفسير قوله تعالى: (رِزْقًا لِلْعِبَادِ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا كَذَلِكَ الْخُرُوجُ (11) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {رزقًا للعباد} يقول: أنبتنا بهذا الماء الّذي أنزلناه من السّماء هذه الجنّات، والحبّ والنّخل قوتًا للعبادٍ، بعضها غذاءٌ، وبعضها فاكهةٌ ومتاعًا.
وقوله: {وأحيينا به بلدةً ميتًا} يقول تعالى ذكره: وأحيينا بهذا الماء الّذي أنزلناه من السّماء بلدةً ميتًا قد أجدبت وقحطت، فلا زرع فيها ولا نبت.
وقوله: {كذلك الخروج} يقول تعالى ذكره: كما أنبتنا بهذا الماء هذه الأرض الميتة، فأحييناها به، فأخرجنا نباتها وزرعها، كذلك نخرجكم يوم القيامة أحياءً من قبوركم من بعد بلائكم فيها بما ننزّل عليها من الماء). [جامع البيان: 21/414]

تفسير قوله تعالى: (كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ (12) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وحدثني عمارة بن عيسى، عن يونس بن يزيد، عن من حدثه، عن ابن عباس أنه قال: لكعب: أخبرني عن ست آياتٍ في القرآن لم أكن علمتهن، ولا تخبرني عنهن إلا ما تجد في كتاب الله المنزل: ما {سجين}، وما {عليون}، وما {سدرة المنتهى}، وما {جنة المأوى}، وما بال {أصحاب الرس}، ذكرهم الله في الكتاب، وما بال {طالوت}، رغب عنه قومه، وما بال إدريس ذكره الله فقال: {رفعناه مكانا عليا}؛ قال: كعب: والذي نفسي بيده، لا أخبرك عنهن إلا بما أجد في كتاب الله المنزل؛ أما سجين، فإنها شجرةٌ سوداء تحت الأرضين السبع مكتوبٌ فيها اسم كل شيطان، فإذا قبضت نفس الكافر عرج بها إلى السماء فغلقت أبواب السماء دونها، ثم ترمى إلى سجين، فذلك سجين؛ وأما عليون، فإنه إذا قبضت نفس المرء المسلم عرج بها إلى السماء وفتحت لها أبواب السماء، حتى ينتهي إلى العرش فيكتب له نزله وكرامته، فذلك عليون، أما سدرة المنتهى، فإنها شجرةٌ عن يمين العرش انتهى إليها علم العلماء، فلا يعلم العلماء ما وراء تلك السدرة؛ أما جنة المأوى، فإنها جنةٌ يأوى إليها أرواح المؤمنين؛ وأما أصحاب الرس، فإنهم كانوا قوما مؤمنين يعبدون الله في ملك جبارٍ لا يعبد الله، فخيرهم في أن يكفروا أو يقتلهم، فاختاروا القتل على الكفر، فقتلهم، ثم رمى بهم في قليب، فبذلك سموا أصحاب الرس؛ وأما طالوت، فإنه كان من غير السبط الذي الملك فيه، فبذلك رغب قومه عنه؛ وأما إدريس، فإنه كان يعرج بعمله إلى السماء فيعدل عمله جميع عمل أهل الأرض، فاستأذن فيه ملكٌ من الملائكة أن يؤاخيه، فأذن الله له أن يؤاخيه، فسأله إدريس: أي أخي، هل بينك وبين ملك الموت إخاءٌ، فقال نعم، ذلك أخي دون الملائكة وهم يتآخون كما يتآخى بنو آدم، قال: هل لك أن تسأله لي كم بقي من أجلي لكي أزداد في العمل، قال: إن شئت سألته وأنت تسمع قال: فجعله الملك تحت جناحه حتى صعد به إلى السماء فسأل ملك الموت: أي أخي، كم بقى من أجل إدريس، قال: ما أدري حتى أنظر، قال: فنظر، قال: إنك تسألني عن رجلٍ ما بقى من أجله إلا طرف عينٍ؛ قال: فنظر الملك تحت جناحه، فإذا إدريس قد قبض وهو لا يشعر). [الجامع في علوم القرآن: 1/29-30] (م)
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وأخبرنا عمرو بن الحارث، عن سعيد بن أبي هلال، عن عمرو ابن عبد الله، عن قتادة أنه قال: إن {أصحاب الأيكة}، وأيكة الشجر الملتف، و {أصحاب الرس} كانتا أمتين فبعث الله إليهما نبيا واحدا شعيبا وعذبهما الله بعذابين). [الجامع في علوم القرآن: 1/152-153] (م)
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (حدثني جرير بن حازم أنه سمع قتادة يقول: بعث شعيب النبي إلى أمتين: إلى قومه أهل مدين، وإلى أصحاب الأيكة، وكانت الأيكة غيضة [مو .. .. ] شجر ملتفٌ؛ فلما أراد الله أن يعذبهم بعث عليهم حرا شديدا ورفع لهم [العذاب] كأنه سحابة؛ فلما دنت منهم خرجوا إليها رجاء بردها؛ فلما كانوا [تحتها مطرت] عليهم نارا؛ قال: فذلك قول الله: {فأخذهم عذاب يوم الظّلّة إنّه [كان عذاب يومٍ] عظيمٍ}.
قال قتادة: وأما {الرس}، فإنها بقريةٍ من اليمامة يقال لها الفلج). [الجامع في علوم القرآن: 2/87] (م)
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {كذّبت قبلهم قوم نوحٍ وأصحاب الرّسّ وثمود (12) وعادٌ وفرعون وإخوان لوطٍ (13) وأصحاب الأيكة وقوم تبّعٍ كلٌّ كذّب الرّسل فحقّ وعيد}.
قال أبو جعفرٍ رحمه الله: يقول تعالى ذكره {كذّبت} قبل هؤلاء المشركين الّذين كذّبوا محمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم من قومه قوم نوحٍ وأصحاب الرّسّ، وثمود وعادٌ وفرعون وإخوان لوطٍ وأصحاب الأيكة وهم قوم شعيبٍ.
وقد مضى ذكرنا قبل أمر أصحاب الرّسّ وأنّهم قومٌ رسّوا نبيّهم في بئرٍ.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن أبي بكيرٍ، عن عكرمة، بذلك.
- حدّثت عن الحسين قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: أخبرنا عبيدٌ قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {أصحاب الرّسّ} والرّسّ: بئرٌ قتل فيها صاحب يس.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {أصحاب الرّسّ} قال: بئرٌ.
- حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: أخبرنا عمرو بن الحارث، عن سعيد بن أبي هلالٍ، عن عمرو بن عبد اللّه، عن قتادة، أنّه قال: إنّ أصحاب الأيكة والأيكة: الشّجر الملتفّ وأصحاب الرّسّ كانتا أمتينٍ، فبعث اللّه إليهما نبيًّا واحدًا شعيبًا، وعذّبهما اللّه بعذابين). [جامع البيان: 21/414-415]

تفسير قوله تعالى: (وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ وَإِخْوَانُ لُوطٍ (13) )

تفسير قوله تعالى: (وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ (14) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا إسرائيل عن فرات القزاز عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال أربع آيات في كتاب الله لم أدر ما هن حتى سألت عنهن كعب الأحبار قوم تبع في القرآن ولم يذكر تبع قال إن تبعا كان ملكا وكان قومه كهانا وكان في قومه قوم من أهل الكتاب فكان الكهان يبغون على أهل الكتاب ويقتلون تابعتهم فقال أصحاب الكتاب لتبع إنهم يكذبون علينا قال فإن كنتم صادقين فقربوا قربانا فأيكم كان أفضل أكلت النار قربانه قال فقرب أهل الكتاب والكهان فنزلت نار من السماء فأكلت قربان أهل الكتاب قال فاتبعهم تبع فأسلم فلهذا ذكر الله قومه في القرآن ولم يذكره وسألته عن قول الله وألقينا على كرسيه جسدا ثم أناب قال شيطان أخذ خاتم سليمان الذي فيه ملكه فقذف به في البحر فوقع في بطن سمكة فانطلق سليمان يطوف إذ تصدق عليه بتلك السمكة فاشتراها فأكلها فإذا فيها خاتمه فرجع إليه ملكه). [تفسير عبد الرزاق: 2/165-166] (م)
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله وأصحاب الأيكة قال كانوا أصحاب غيضة وكانت عامة شجرهم الدوم قال وأصحب الرس قال كانوا بحجر بناحية اليمامة على آبار). [تفسير عبد الرزاق: 2/237]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ({وقوم تبّعٍ} وكان قوم تبّعٍ أهل أوثانٍ يعبدونها فيما حدّثنا به ابن حميدٍ قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق.
- وكان من خبره وخبر قومه ما: حدّثنا به مجاهد بن موسى قال: حدّثنا يزيد قال: أخبرنا عمران بن حديرٍ، عن أبي مجلزٍ، عن ابن عبّاسٍ، أنّه سأل عبد اللّه بن سلامٍ، عن تبّعٍ، ما كان؟ فقال: إنّ تبّعًا كان رجلاً من العرب، وإنّه ظهر على النّاس، فاختار فتيةً من الأحبار فاستبطنهم واستدخلهم، حتّى أخذ منهم وبايعهم، وإنّ قومه استنكروا ذلك، وقالوا: قد ترك دينكم، وتابع الفتية؛ فلمّا فشا ذلك قال للفتية، فقال الفتية: بيننا وبينهم النّار تحرق الكاذب، وينجو منها الصّادق، ففعلوا، فعلّق الفتية مصاحفهم في أعناقهم، ثمّ غدوا إلى النّار، فلمّا ذهبوا أن يدخلوها، سفعت النّار في وجوههم، فنكصوا عنها، فقال لهم تبّعٌ: لتدخلنّها؛ فلمّا دخلوها أفرجت عنهم حتّى قطعوها، وإنّه قال لقومه ادخلوها؛ فلمّا ذهبوا يدخلونها سفعت النّار وجوههم، فنكصوا عنها، فقال لهم تبّعٌ: لتدخلنّها، فلمّا دخلوها أفرجت عنهم، حتّى إذا توسّطوا أحاطت بهم، فأحرقتهم، فأسلم تبّعٌ، وكان تبّعٌ رجلاً صالحًا.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق، عن أبي مالك بن ثعلبة بن أبي مالكٍ القرظيّ، قال: سمعت إبراهيم بن محمّد بن طلحة بن عبد اللّه، يحدّث أنّ تبّعًا، لمّا دنا من اليمن ليدخلها، حالت حمير بينه وبين ذلك، وقالوا: لا تدخلها علينا، وقد فارقت ديننا فدعاهم إلى دينه، وقال: إنّه خيرٌ من دينكم، قالوا: فحاكمنا إلى النّار قال: نعم قال: وكانت في اليمن فيما يزعم أهل اليمن نارٌ تحكم فيما بينهم فيما يختلفون فيه، تأكل الظّالم ولا تضرّ المظلوم، فلمّا قالوا ذلك لتبّعٍ قال: أنصفتم، فخرج قومه بأوثانهم، وما يتقرّبون به في دينهم قال: وخرج الحبران بمصاحفهما في أعناقهما متقلّديهما، حتّى قعدوا للنّار عند مخرجها الّتي تخرج منه، فخرجت النّار إليهم، فلمّا أقبلت نحوهم حادوا عنها وهابوها، فزمرهم من حضرهم من النّاس وأمروهم بالصّبر لها، فصبروا حتّى غشيتهم فأكلت الأوثان وما قرّبوا معها، ومن حمل ذلك من رجال حمير وخرج الحبران بمصاحفهما في أعناقهما، تعرق جباههما لم تضرّهما، فأصفقت حمير، عند ذلك على دينه، فمن هنالك وعن ذلك كان أصل اليهوديّة باليمن.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق، عن بعض أصحابه، أنّ الحبرين، ومن خرج معهما من حمير، إنّما اتّبعوا النّار ليردّوها، وقالوا: من ردّها فهو أولى بالحقّ فدنا منهم رجالٌ من حمير بأوثانهم ليردّوها، فدنت منهم لتأكلهم، فحادوا فلم يستطيعوا ردّها ودنا منها الحبران بعد ذلك وجعلا يتلوان التّوراة، وتنكص حتّى ردّاها إلى مخرجها الّذي خرجت منه فأصفقت عند ذلك حمير على دينهما، وكان رئامٌ بيتًا لهم يعظّمونه، وينحرون عنده، ويكلّمون منه، إذ كانوا على شركهم، فقال الحبران لتبّعٍ إنّما هو شيطانٌ يفتنهم ويلعب بهم، فخلّ بيننا وبينه قال: فشأنكما به، فاستخرجا منه فيما يزعم أهل اليمن كلبًا أسود، فذبحاه، ثمّ هدما ذلك البيت، فبقاياه اليوم باليمن كما ذكر لي.
- حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: قال ابن لهيعة، عن عمرو بن جابرٍ الخضرميّ، حدّثه قال: سمعت سهل بن سعدٍ السّاعديّ، يحدّث عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال: لا تلعنوا تبّعًا فإنّه كان قد أسلم.
- حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: أخبرني ابن لهيعة، عن الحارث بن يزيد، أنّ شعيب بن زرعة المعافريّ، حدّثه قال: سمعت عبد اللّه بن عمرو بن العاص، وقال له رجلٌ: إنّ حمير تزعم أن تبّعًا منهم، فقال: نعم والّذي نفسي بيده، وإنّه في العرب كالأنف بين العينين وقد كان منهم سبعون ملكًا.
وقوله: {كلٌّ كذّب الرّسل فحقّ وعيد} يقول تعالى ذكره: كلّ هؤلاء الّذين ذكرناهم كذّبوا رسل اللّه الّذين أرسلهم {فحقّ وعيد} يقول: فوجب لهم الوعيد الّذي وعدناهم على كفرهم باللّه، وحلّ بهم العذاب والنّقمة وإنّما وصف ربّنا جلّ ثناؤه ما وصف في هذه الآية من إحلاله عقوبته بهؤلاء المكذّبين الرّسل ترهيبًا منه بذلك مشركي قريشٍ وإعلامًا منه لهم أنّهم إن لم ينيبوا من تكذيبهم رسوله محمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم، أنّه محلٌّ بهم من العذاب مثل الّذي أحلّ بهم.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {فحقّ وعيد} قال: ما أهلكوا به تخويفًا لهؤلاء). [جامع البيان: 21/416-419]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حدّثنا أبو بكرٍ محمّد بن عبد اللّه بن عتّابٍ العبديّ ببغداد، ثنا أحمد بن ملاعب بن حيّان، ثنا خالد بن مخلدٍ القطوانيّ، ثنا موسى بن يعقوب، عن عمّه الحارث بن عبد اللّه بن أبي ربيعة، عن أبيه، عن أمّ سلمة رضي اللّه عنها، قالت: سمعت رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم يقول: «معد بن عدنان بن آدد بن زند بن برّيّ بن أعراق الثّرى» قالت: ثمّ قرأ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: «أهلك عادًا وثمود وأصحاب الرّسّ وقرونًا بين ذلك كثيرًا لا يعلمهم إلّا اللّه» ، قالت أمّ سلمة: وأعراق الثّرى إسماعيل بن إبراهيم وزندٌ: ابن هميسعٍ وبرّيٌّ: نبتٌ «هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرّجاه»). [المستدرك: 2/504]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 12 - 15.
أخرج ابن المنذر، وابن جرير عن مجاهد في قوله {فحق وعيد} قال: ما أهلكوا به تخويفا لهم وفي قوله {أفعيينا بالخلق الأول} قال: أفعي علينا حين أنشأناكم {بل هم في لبس من خلق جديد} قال: يمترون بالبعث). [الدر المنثور: 13/605]

تفسير قوله تعالى: (أَفَعَيِينَا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ (15) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى في لبس من خلق جديد قال البعث من بعد الموت). [تفسير عبد الرزاق: 2/237]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({أفعيينا} [ق: 15] : «أفأعيا علينا، حين أنشأكم وأنشأ خلقكم»). [صحيح البخاري: 6/138]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله أفعيينا أفأعي علينا سقط هذا لأبي ذرٍّ وقد تقدّم في بدء الخلق). [فتح الباري: 8/594]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله حين أنشأكم وأنشأ خلقكم سقط هذا لأبي ذرٍّ وقد تقدّم في بدء الخلق وهو بقيّة تفسير قوله أفعيينا وحقّه أن يكتب عندها). [فتح الباري: 8/594]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال الفريابيّ ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله 10 ق {والنّخل باسقات} قال طوال
وبه في قوله 15 ق {أفعيينا بالخلق الأول} قال أفعيينا حين أنشأناكم). [تغليق التعليق: 4/316]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (أفعيينا أفأعيا علينا
أشار به إلى قوله تعالى: {أفعيينا بالخلق الأول بل هم في ليس من خلق جديد} (ق: 15) وسقط هذا لأبي ذر، وفسّر: (أفعيينا) بقوله: (أفأعيا علينا) أي: أفعجزنا عنه وتعذر علينا، يقال: عيي عن كذا أي عجز عنه. قوله: (بل هم في لبس) ، أي: في لبس الشّيطان عليهم الأمر قوله: (من خلق جديد) ، يعني البعث). [عمدة القاري: 19/185]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (حين أنشأكم، وأنشأ خلقكم
سقط هذا لأبي ذر، وهذا بقيّة تفسير قوله تعالى: {أفعيينا} وكان حقه أن يكتب عنده، والظّاهر أنه من تخبيط النّاسخ). [عمدة القاري: 19/185]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({أفعيينا}) أي (أفأعيي علينا) أفعجزنا عن الإبداء حتى نعجز عن الإعادة ويقال لكل من عجز عن شيء عيي به، وهذا تقريع لهم لأنهم اعترفوا بالخلق الأول وأنكروا البعث). [إرشاد الساري: 7/352]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({حين أنشأكم وأنشأ خلقكم}) وهذه بقية تفسير قوله: {أفعيينا} وتأخيره لعله من بعض النساخ وسقط من قوله: {أفعيينا} إلى هنا لأبي ذر). [إرشاد الساري: 7/353]
- قال محمدُ بنُ عبدِ الهادي السِّنْديُّ (ت: 1136هـ) : (قوله: (أفأعيي علينا) بالبناء للمفعول، أي: أفعجزنا عن الإبداء حتى نعجز عن الإعادة). [حاشية السندي على البخاري: 3/70]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {أفعيينا بالخلق الأوّل بل هم في لبسٍ من خلقٍ جديدٍ (15) ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد}.
قال أبو جعفرٍ رحمه الله: وهذا تقريعٌ من اللّه لمشركي قريشٍ الّذين قالوا: {أئذا متنا وكنّا ترابًا ذلك رجعٌ بعيدٌ} يقول لهم جلّ ثناؤه: أفعيينا بابتداع الخلق الأوّل الّذي خلقناه، ولم يكن شيئًا فنعيا بإعادتهم خلقًا جديدًا بعد بلائهم في التّراب، وبعد فنائهم؛ يقول: ليس يعيينا ذلك، بل نحن عليه قادرون.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليٌّ قال: حدّثنا أبو صالحٍ قال: ثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {أفعيينا بالخلق الأوّل} يقول: لم يعينا الخلق الأوّل.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {أفعيينا بالخلق الأوّل} يقول: أفعيي علينا حين أنشأناكم خلقًا جديدًا، فتمتروا بالبعث؟.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن عطاء بن السّائب، عن أبي ميسرة، {أفعيينا بالخلق الأوّل} قال: إنّا خلقناكم.
وقوله: {بل هم في لبسٍ من خلقٍ جديدٍ} يقول تعالى ذكره: ما يشكّ هؤلاء المشركون المكذّبون بالبعث أنّا لم نعي بالخلق الأوّل، ولكنّهم في شكٍّ من قدرتنا على أن نخلقهم خلقًا جديدًا بعد فنائهم وبلائهم في قبورهم.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليٌّ قال: حدّثنا أبو صالحٍ قال: ثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {بل هم في لبسٍ من خلقٍ جديدٍ} يقول: في شكٍّ من البعث.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن عطاء بن السّائب، عن أبي ميسرة، {بل هم في لبسٍ} قال: الكفّار {من خلقٍ جديدٍ} قال: أن يخلقوا من بعد الموت.
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله {بل هم في لبسٍ} أي شكٍّ والخلق الجديد: البعث بعد الموت، فصار النّاس بين رجلين: مصدّقٌ، ومكذّبٌ.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، في قوله {في لبسٍ من خلقٍ جديدٍ} قال: البعث من بعد الموت). [جامع البيان: 21/419-421]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال حدثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد أفعيينا بالخلق الأول قال يقول أفأعيا علينا حين أنشأناكم وأنشأنا خلقكم). [تفسير مجاهد: 2/610]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله بل هم في لبس من خلق جديد يقول يمترون في البعث). [تفسير مجاهد: 2/610]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 12 - 15.
أخرج ابن المنذر، وابن جرير عن مجاهد في قوله {فحق وعيد} قال: ما أهلكوا به تخويفا لهم وفي قوله {أفعيينا بالخلق الأول} قال: أفعي علينا حين أنشأناكم {بل هم في لبس من خلق جديد} قال: يمترون بالبعث). [الدر المنثور: 13/605] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {أفعيينا بالخلق الأول} يقول: لم يعينا الخلق الأول وفي قوله {بل هم في لبس من خلق جديد} يقول في شك من البعث). [الدر المنثور: 13/605]


رد مع اقتباس