عرض مشاركة واحدة
  #17  
قديم 30 محرم 1439هـ/20-10-2017م, 11:36 AM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

10. القرآن العظيم
قال عبد العزيز بن داخل المطيري: (10. القرآن العظيم

ودليل هذا الاسم ما تقدّم من أحاديث أبي هريرة وأبيّ بن كعب وأبي سعيد بن المعلّى: (( { الحمد لله رب العالمين } هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته )).
وبه فسّر قول الله تعالى: {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم}.
وهذا راجع إلى أنّ العظيم في هذا الموضع صفة مقيدة لا كاشفة، والفرق بينهما أن
الصفة الكاشفة لا تخصص الموصوف وإنما تبيّن حاله وصفته كما في قوله تعالى: {تنزيلاً ممن خلق الأرض والسموات العلى} فالعُلى صفة كاشفة للسموات؛ لأن السموات السبع كلها عالية.
والصفة المقيّدة تخصص الموصوف وتخرج ما ليس على هذه الصفة، كما في قوله تعالى: {وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ} فلا تجزئ في كفارة القتل رقبة غير مؤمنة.

وبناء على هذا فقد اختلف المفسّرون في وصف العظيم في قوله تعالى: {والقرآن العظيم} على قولين:
القول الأول: صفة مقيّدة، والمراد به سورة الفاتحة، وإطلاق لفظ القرآن على بعض آياته من باب إطلاق الكل على الجزء، كما لو سمعت رجلاً يقرأ سورةً ثمّ قلت: هو يقرأ القرآن، كان خبرُكَ عنه صادقاً؛ وإن لم يكن يقرأ القرآن كلّه.
وهذا القول هو قول جمهور المفسّرين، لما تقدّم من الأحاديث، ويكون عطف "القرآن العظيم" على "السبع المثاني" لأجل تغاير الصفات مع كون الموصوف واحداً، كما في قول الله تعالى: {تلك آيات الكتاب وقرآن مبين} ، وقوله تعالى: {غافر الذنب وقابل التوب}.
والقول الثاني: صفة كاشفة، والمراد القرآن كلّه، وهذا قول مجاهد بن جبر والضحاك بن مزاحم، وقال به من علماء اللغة أبو عبيدة وأبو علي القالي.
وهذا القول وإن كان حقاً في نفسه من حيث أن القرآن كلّه عظيم إلا أنّ المراد بهذا القرآن مخصوص بما دلّت عليه الأحاديث الصحيحة؛ ووصف العظم يتفاضل، فالقرآن بعضه أعظم من بعض، والفاتحة أعظم سورة في القرآن، وهي أولى بوصف القرآن العظيم.
فهذه عشرة أسماء ثابتة بأدلتها لهذه السورة، ومنها ما هو أقرب إلى اللقب من الاسم). [تفسير سورة الفاتحة:50 - 51]


رد مع اقتباس