عرض مشاركة واحدة
  #11  
قديم 30 محرم 1439هـ/20-10-2017م, 12:38 AM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

4.ومن أسمائها: "أم القرآن"
قال عبد العزيز بن داخل المطيري: (4.ومن أسمائها: "أم القرآن"
ومن أسمائها: "أم القرآن"؛
ودليل هذا الاسم ما ثبت في صحيح البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( أم القرآن هي السبع المثاني والقرآن العظيم )).
وفي موطأ الإمام مالك ومسند الإمام أحمد وصحيح مسلم وغيرها من حديث أبي السائب مولى هشام بن زهرة عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من صلى صلاة لم يقرأ فيها بأم القرآن فهي خداج هي خداج هي خداج غير تمام).
قال أبو السائب: فقلت: يا أبا هريرة إني أحياناً أكون وراء الإمام.
قال: فغمز ذراعي ثم قال: (اقرأ بها في نفسك يا فارسي).
الخداج هي الناقصة، يقال: طفل خديج إذا ولد غير تام الخلقة أو قبل أوان ولادته.
قال الأصمعي: (الخداج النقصان، مثل خداج الناقة إذا ولدت ولدا ناقص الخَلْقِ أو لغير تمام).
والعرب تسمي ما يولَد قبل تمامِ حملِه خديجاً وخديجة.

والمقصود بأم القرآن هنا سورة الفاتحة، وفي معنى تسميتها بأم القرآن أقوال لأهل العلم يمكن إرجاعها إلى قولين:
القول الأول: سميت بذلك لتضمنها أصول معاني القرآن؛ فهي أم القرآن باعتبار أن ما تضمنته من المعاني جامع لما تضمنته سائر سورِهِ؛ ففيها حمد الله تعالى والثناء عليه وتمجيده وإفراده بالعبادة والاستعانة وسؤاله الهداية التي من وفّق لها فهو من الذين أنعم الله عليهم من عباد الله الصالحين السائرين على الصراط المستقيم قد نجّاه الله من سلوك سبل الأشقياء من المغضوب عليهم والضالين.
وسائر سور القرآن الكريم تفصيل وبيان لهذه المعاني، واحتجاج لها بأنواع الحجج، وضرب الأمثال والقصص والعبر التي تبين هذه المعاني وتجليها.
وهذا القول ذكره بمعناه جماعة من المفسرين.
القول الثاني: سمِّيت بذلك لتقدمها على سائر سور القرآن الكريم في القراءة في الصلاة وفي كتابة المصاحف، والعرب تسمِّي المقدم أمًّا لأنَّ ما ماخلفه يؤمُّه، فهي أمّ القرآن لأنها مقدّمة في التلاوة في الصلاة وفي الكتاب في المصحف؛ فيبدأ بها كما يبدأ بالأصل.
وهذا القول ذكره بمعناه أبو عبيدة معمر بن المثنى في مجاز القرآن، والبخاري في صحيحه، ثم ذكره جماعة من المفسّرين بعد ذلك.
قال ابن الجوزي في زاد المسير: (ومن أسمائها: أم القرآن وأم الكتاب لأنها أمَّت الكتاب بالتقدم).
وقد جمع ابن جرير بين القولين فقال: (وإنما قيل لها أمَّ القرآن لتسميةِ العربِ كلَّ جامعٍ أمرًا أو مقدَّمٍ لأمرٍ إذا كانت له توابعُ تتبعه هو لها إمام جامع: "أُمًّا").
ثمّ ذكر شواهد لغوية صحيحة على هذا القول لا نطيل بذكرها). [تفسير سورة الفاتحة:37 - 39]


رد مع اقتباس