عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 29 محرم 1439هـ/19-10-2017م, 09:41 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

التنبيه على ضعف بعض ما يُروى في فضل سورة الفاتحة:
قال عبد العزيز بن داخل المطيري: (التنبيه على ضعف بعض ما يُروى في فضل سورة الفاتحة:
ومما ينبغي التنبّه له والتنبيه عليه ما رواه الضعفاء والمتّهمون من الأحاديث والآثار الضعيفة والواهية في فضل سورة الفاتحة، وكذلك ما أخطأ فيه بعض الثقات، ومن تلك المرويات ما ذاع وشاع، وظنّه كثير من الناس صحيحاً وهو عند التحقيق ضعيف، بل منه ما هو منكر مخالف لما صحّ من النصوص، ومنه ما هو مجازفة من بعض الرواة حُملت عنهم فاشتهرت وانتشرت، وكثير ممن يشيع تلك المرويّات الضعيفة إنما يحملهم عليها التماس الثواب لما ظنّوه من صحّة تلك المرويات وحسنها، وهم مخطئون من جهة تسرّعهم في نشر ما يُنسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من غير تثبّت ولا سؤالٍ لأهل العلم.
ويحسن بطالب علم التفسير أن يكون على معرفة بما شاع من تلك المرويات، وأن يتبيّن سبب ضعفه ومرتبته، وما يُتساهل فيه وما لا يُتساهل فيه منها.

أنواع الضعف في المرويات:
والضعف في المرويات إما أن يكون من جهة الإسناد، وإما أن يكون من جهة المتن:
فأما ضعف الإسناد فهو على درجتين:
إحداهما
: الضعف الشديد، وهو ما يكون من رواية متروكي الحديث من الكذابين، والمتّهمين بالكذب، وكثيري الخطأ في الرواية؛ فهؤلاء رواياتهم لا تتقوّى بتعدد الطرق، ولا يُعوَّل عليها.
و
الأخرى: الضعف غير الشديد، وهو ما يقبل التقوية بتعدد الطرق، وهو على أنواع؛ فمنه ما يكون من رواية الراوي ضعيف الضبط، وما يكون من رواية بعض المدلسين، وبعض الانقطاع في الإسناد، ونحو ذلك من العلل التي توجب ضعف الإسناد في نفسه، لكنَّها لا تمنع تقويته بتعدد الطرق؛ فما تعدّدت طرقه واختلفت مخارجه ولم يكن في متنه نكارة فيحكم بصحته.
وإن لم تتعدّد طرقه ولم يكن في المتن نكارة فمن أهل العلم من رأى التوسّع في روياتها في الفضائل ونحوها؛ ومنهم من يشدّد، فأمّا ما كان شديد الضعف في الإسناد أو منكر المتن فلا يقبل.

وأما المتون التي تُروى بالأسانيد الضعيفة فهي على ثلاثة أنواع:
النوع الأول: متون صحيحة المعنى لا نكارة فيها، قد دلّت عليها أدلّة أخرى، فيكون في الأدلة الصحيحة ما يُغني عن الاستدلال بما روي بالأسانيد الضعيفة، وقد تُصحح بعض مرويات هذا النوع إذا كان الإسناد غير شديد الضعف.
والنوع الثاني: ما يُتوقّف في معناه فلا يُنفى ولا يُثبت إلا بدليل صحيح، فمرويّات هذا النوع تُردُّ حكماً لضعف إسنادها؛ لكن لا يقتضي ذلك نفي المتن ولا إثباته؛ إلا أن يظهر لأحد من أهل العلم وجه من أوجه الاستدلال المعتبرة فيخرج من هذا النوع ويحكم بنفيه أو إثباته، ومن لم يتبيّن له الحكم فيكل علمَ ذلكَ إلى الله تعالى.
والنوع الثالث: ما يكون في متنه نكارة أو مخالفة لما صحّ من النصوص أو مجازفة بكلام عظيم لا يُحتمل من ضعفاء الرواة.
وقد يقع في بعض المرويات ما يتردد بين نوعين، وما يختلف فيه أهل العلم تصحيحاً وتضعيفاً). [تفسر سورة الفاتحة: 19 - 21]


رد مع اقتباس