عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 8 جمادى الآخرة 1434هـ/18-04-2013م, 07:12 PM
الصورة الرمزية إشراق المطيري
إشراق المطيري إشراق المطيري غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 885
افتراضي

التفسير اللغوي



تفسير قوله تعالى: {مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ (179)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت:207هـ): (وقوله: {مّا كان اللّه ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه...}
قال المشركون للنبيّ صلى الله عليه وسلم: مالك تزعم أن الرجل منا في النار، فإذا صبأ إليك وأسلم قلت: هو في الجنة، فأعلمنا من ذا يأتيك منّا قبل أن يأتيك حتّى نعرفهم، فأنزل الله تبارك وتعالى: {مّا كان اللّه ليذر المؤمنين} على ما تقولون أيها المشركون {حتّى يميز الخبيث من الطّيّب} ثم قال: ((لم يكن الله ليعلمكم ذلك فيطلعكم على غيبه)).). [معاني القرآن: 1/248]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {يجتبي من رسله}: يختار). [مجاز القرآن: 1/109]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت:237هـ): ({يجتبي}: يختار). [غريب القرآن وتفسيره: 112]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت:276هـ): ({حتّى يميز الخبيث من الطّيّب} يقول: حتى يخلّص المؤمنين من الكفار). [تفسير غريب القرآن: 116]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت:311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {ما كان اللّه ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتّى يميز الخبيث من الطّيّب وما كان اللّه ليطلعكم على الغيب ولكنّ اللّه يجتبي من رسله من يشاء فآمنوا باللّه ورسله وإن تؤمنوا وتتّقوا فلكم أجر عظيم}
يروى في التفسير: أن الكفار قالوا للنبي - صلى الله عليه وسلم - تخبرنا بأن الإنسان في النار حتى إذا صار من أهل ملّتك قلت إنه من أهل الجنة، فأعلم اللّه عزّ وجلّ - أن حكم من كفر أن يقال له: إنه من أهل النار، ومن آمن فهو - ما آمن وأقام على إيمانه وأدّى ما افترض عليه - من أهل الجنة، أعلم أن المؤمنين وهم (الطيّب) مميزّون من الخبيث، أي: مخلّصون.
وقوله عزّ وجلّ: {وما كان اللّه ليطلعكم على الغيب} أي: ما كان اللّه ليعلمكم من " يصير منكم مؤمنا بعد كفره، لأن الغيب إنما يطلع عليه الرسل لإقامة البرهان، لأنهم رسل وأن ما أتوا به من عند اللّه، وقد قيل في التفسير: ما بالنا نحن لا نكون أنبياء، فأعلم اللّه أن ذلك إليه، وأنه يختار لرسالاته من يشاء). [معاني القرآن: 1/492]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت:338هـ): (وقوله عز وجل: {وما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب}
قال قتادة: حتى يميز الكافر من المؤمن.
وقال ابن أبي نجيح عن مجاهد: حتى يميز المؤمن من المنافق وكان هذا يوم أحد بين فيه المؤمن من المنافق حتى قتل من المسلمين من قتل.
ثم قال تعالى {وما كان الله ليطلعكم على الغيب}أي: ليس يخبركم من يسلم ومن يموت على الكفر.
ولكن الله يجتبي من رسله من يشاء قال مجاهد أي يخلصهم لنفسه). [معاني القرآن: 1/514]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيسِيُّ (ت:437هـ): ({يَجْتَبِي}: يختار). [العمدة في غريب القرآن: 104]

تفسير قوله تعالى: {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (180)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت:207هـ): (وقوله: {ولا يحسبنّ الّذين يبخلون بما آتاهم اللّه من فضله هو خيراً لّهم...}
[يقال: إنما "هو" ههنا عماد، فأين اسم هذا العماد؟ قيل: هو مضمر، معناه: فلا يحسبن الباخلون البخل هو خيرا لهم] فاكتفى بذكر يبخلون من البخل؛ كما تقول في الكلام: قدم فلان فسررت به، وأنت تريد: سررت بقدومه، وقال الشاعر:
إذا نهى السفيه جرى إليه * وخالف، والسفيه إلى خلاف
يريد: إلى السفه. وهو كثير في الكلام.
وقوله: {سيطوّقون ما بخلوا به} يقال: هي الزكاة، يأتي الذي منعها يوم القيامة قد طوّق شجاعا أقرع بفيه زبيبتان يلدغ خدّيه، يقول: أنا الزكاة التي منعتني.
وقوله: {وللّه ميراث السّماوات والأرض}المعنى: يميت الله أهل السموات وأهل الأرض ويبقى وحده، فذلك ميراثه تبارك وتعالى: أنه يبقى ويفنى كل شيء). [معاني القرآن: 1/248-249]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {ولا يحسبنّ الّذين يبخلون بما أتاهم الله من فضله هو خيراً لهم}: انتصب، ولم تعمل (هو) فيه، وكذلك كل ما وقفت فيه فلم يتمّ إّلا بخبر نحو: ما ظننت زيداً هو خيراً منك، وإنما نصبت (خيراً)، لأنك لا تقول: ما ظننت زيداً، ثم تسكت؛ وتقول: رأيت زيداً فيتم (الكلام)، فلذلك قلت: هو خير منك فرفعت وقد يجوز في هذا النصب.
{سيطوّقون}: يلزمون، كقولك طوّقته الطوق). [مجاز القرآن: 1/109-110]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت:215هـ): ({ولا يحسبنّ الّذين يبخلون بما آتاهم اللّه من فضله هو خيراً لّهم بل هو شرٌّ لّهم سيطوّقون ما بخلوا به يوم القيامة وللّه ميراث السّماوات والأرض واللّه بما تعملون خبيرٌ}
قال: {ولا يحسبنّ الّذين يبخلون بما آتاهم اللّه من فضله هو خيراً لّهم بل هو شرٌّ لّهم} فأراد "ولا تحسبنّ البخل هو خيراً لهم" فألقى الاسم الذي أوقع عليه الحسبان وهو "البخل"، لأنه قد ذكر الحسبان وذكر ما آتاهم الله من فضله فأضمرهما إذا ذكرهما.
وقد جاء من الحذف ما هو أشد من ذا، قال الله تعالى:
{لا يستوي منكم مّن أنفق من قبل الفتح وقاتل} ولم يقل "ومن أنفق من بعد" لأنه لما قال: {أولئك أعظم درجةً مّن الّذين أنفقوا من بعد} كان فيه دليل على أنه قد عناهم).
[معاني القرآن: 1/188-189]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت:237هـ): ({سيطوقون}: يلزمون في أعناقهم مثل الطوق.
ويروى في التفسير: " من بخل بزكاته جاء يوم القيامة وقد طوق شجاعا أقرع").
[غريب القرآن وتفسيره: 112]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت:276هـ): ({سيطوّقون ما بخلوا به يوم القيامة} أي: يلزم أعناقهم إثمه.
ويقال: هي الزكاة يأتي مانعها يوم القيامة قد طوّق شجاعا أقرع يقول: أنا الزكاة). [تفسير غريب القرآن: 116]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت:311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {ولا يحسبنّ الّذين يبخلون بما آتاهم اللّه من فضله هو خيرا لهم بل هو شرّ لهم سيطوّقون ما بخلوا به يوم القيامة وللّه ميراث السّماوات والأرض واللّه بما تعملون خبير} هذا يعني به: علماء اليهود الذين بخلوا بما آتاهم اللّه من علم نبوة النبي - صلى الله عليه وسلم - ومشاقته وعداوته وقد قيل إنهم الذين يبخلون بالمال فيمنعون الزكاة.
قال أهل العربية، المعنى: لا يحسبن الذين يبخلون البخل هو خيرا لهم.
ودل (يبخلون) على البخل. و (هو) ههنا فصل، وهو الذي يسميه الكوفيون العماد، وقد فسرناه إلا أنا أغفلنا فيه شيئا نذكره ههنا:
زعم سيبويه أن هو، وهما، وهم، وأنا، وأنت، ونحن - وهي، وسائر هذه الأشياء إنما تكون فصولا مع الأفعال التي تحتاج إلى اسم وخبر ولم يذكر سيبويه الفصل مع المبتدأ والخبر، ولو تأول متأول أن ذكره الفصل ههنا يدل على أنه جائز في المبتدأ أو الخبر كان ذلك غير ممتنع.
قال أبو إسحاق: والذي أرى أنا في هذه {ولا يحسبن الذين يبخلون} بالياء، ويكون الاسم محذوفا.
وقد يجوز {ولا تحسبن الذين يبخلون}، على معنى: ولا تحسبن بخل الذين يبخلون، ولكن حذف البخل من ههنا فيه قبح، إلا أن حذفه من قولك: {ولا يحسبن الذين يبخلون} قد دل يبخلون فيه على البخل، كما تقول: من كذب كان شرّا له، والقراءة بالتاء عندي لا تمنع، فيكون مثل {وأسأل القرية} أي: أهل القرية، فكذلك يكون معنى هذا: لا تحسبن بخل الباخلين خيرا لهم.
وقوله عزّ وجلّ: {وللّه ميراث السّماوات والأرض}أي: اللّه يغني أهلهما فيغنيان بما فيهما، ليس لأحد فيهما ملك فخوطب القوم بما يعقلون، لأنهم يجعلون ما رجع إلى الإنسان ميراثا إذا كان ملكا له). [معاني القرآن: 1/492-493]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت:338هـ): (وقوله عز وجل: {ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيرا لهم بل هو شر لهم سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة}في الآية قولان:
أحدهما: أنه يراد به اليهود لأنهم بخلوا أن يخبروا بصفة النبي صلى الله عليه وسلم فهي على هذا للتمثيل، أي: سيطوقون الإثم
والقول الآخر: هو الذي عليه أهل الحديث أنه روى أبو وائل عن عبد الله بن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما من رجل له مال ثم بخل بالحق في ماله إلا طوق الله يوم القيامة شجاعا أقرع)) ثم تلا مصداق ذلك {ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله}إلى قوله:{سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة}
ثم قال عز وجل: {ولله ميراث السماوات والأرض والله بما تعملون خبير}
العرب تسمي: كل ما صار إلى الإنسان مما قد كان في يد غيره ميراثا فخوطبوا على ما يعرفون لأن الله يغني الخلق وهو خير الوارثين). [معاني القرآن: 1/514-516]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت:437هـ): ({سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُواْ بِهِ}أي: يلزم أعناقهم إثمه، وهو إثم منع الزكاة). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 54]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت:437هـ): ({سَيُطَوَّقُونَ}: يلزمون). [العمدة في غريب القرآن: 104]

رد مع اقتباس