عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 14 جمادى الآخرة 1434هـ/24-04-2013م, 06:08 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 1,137
افتراضي

جمهرة تفاسير السلف


تفسير قوله تعالى: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ (38) )
قال عبد الله بن المبارك بن واضح المروزي (ت: 181هـ): (سمعت أبا سنان الشيباني، يقول: فرغ من خلق الملائكة والسموات إلى ثلاث ساعات بقين من يوم الجمعة، فخلق الآفة في ساعة، وخلق الأجل في ساعة، لا أدري بأيتهما بدأ، وآدم في الساعة الآخرة، فقالت اليهود: فجلس هكذا يوم السبت، فأنزل الله تبارك وتعالى: {ولقد خلقنا السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب} [سورة ق: 38].
- قال ابن المبارك: وضع إحدى رجليه على الأخرى، يعني في قول اليهود). [الزهد لابن المبارك: 2/114]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن ابن عيينة عن أبي سعيد عن عكرمة مولى ابن عباس قال سئل رسول الله في كم خلقت السماوات والأرض فقال خلق الله أول الأيام يوم الأحد وخلقت الأرض في يوم الأحد ويوم الأثنين وخلقت الجبال وشقت الأنهار وغرس في الأرض الثمار وقدر في كل أرض قوتها يوم الثلاثاء ويوم الأربعاء {ثم استوى إلى السماء وهى دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين (11) فقضاهن سبع سموات في يومين وأوحى في كل سماء أمرها} في يوم الخميس ويوم الجمعة ويوم وكان آخر الخلق آدم خلق في آخر ساعات يوم الجمعة فلما كان يوم السبت لم يكن له فيه خلق فقالت اليهود فيه ما قالت فأنزل الله تكذيبهم {ولقد خلقنا السماوات والأرض وما بينهما} إلى آخر الآية). [تفسير عبد الرزاق: 2/210-211] (م)
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى من لغوب قال: قالت اليهود إن الله خلق السماوات والأرض في ستة أيام ففرغ من الخلق يوم الجمعة واستراح يوم السبت فأكذبهم الله وقال وما مسنا من لغوب). [تفسير عبد الرزاق: 2/239]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن هارون بن عنترة قال: رأى رجلًا واضعًا إحدى الرّجلين على الأخرى وآخر ينهى فقال سعيد بن جبير: هذا شيء قالته اليهود ثمّ قرأ {ولقد خلقنا السموات والأرض وما بينهما في ستّة أيّامٍ وما مسّنا من لغوبٍ} [الآية: 38]). [تفسير الثوري: 280]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({من لغوبٍ} [ق: 38] : النّصب "). [صحيح البخاري: 6/138]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله وما مسنا من لغوب من نصبٍ وصله الفريابيّ كذلك وتقدّم في بدء الخلق أيضًا وقال عبد الرّزّاق عن معمرٍ عن قتادة قالت اليهود إنّ اللّه خلق الخلق في ستّة أيّامٍ وفرغ من الخلق يوم الجمعة واستراح يوم السّبت فأكذبهم الله فقال وما مسنا من لغوب). [فتح الباري: 8/594]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال الفريابيّ ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله 10 ق {والنّخل باسقات} قال طوال
وبه في قوله 15 ق {أفعيينا بالخلق الأول} قال أفعيينا حين أنشأناكم
وبه في قوله 23 ق {وقال قرينه} قال الشّيطان الّذي قيض له
وبه في قوله 36 ق {فنقبوا في البلاد} قال ضربوا في البلاد
وفي قوله 37 ق {لمن كان له قلب أو ألقى السّمع وهو شهيد} وهو لا يحدث نفسه شاهد بالقلب
وبه في قوله 18 ق {رقيب عتيد} قال رصيد وفي قوله 21 ق {وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد} قال الملكان كاتب وشهيد
وبه في قوله 38 فاطر {وما مسنا من لغوب} قال من نصب). [تغليق التعليق: 4/316-317]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (لغوبٍ النصب
أشار به إلى قوله تعالى: {وما مسنا من لغوب} (ق: 38) وفسره بالنّصب وهو التّعب والمشقّة، ويروى: من نصب والنّصب، وقال عبد الزراق عن معمر عن قتادة قالت اليهود: إن الله خلق الخلق في ستّة أيّام وفرغ من الخلق يوم الجمعة واستراح يوم السبت، فأكذبهم الله تعالى بقوله: {وما مسنا من لغوب}). [عمدة القاري: 19/185-186]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({لغوب}) [ق: 38] ولأبي ذر: من لغوب هو (النصب) ولأبي ذر: نصب بالجر أي من نصب وهذا وصله الفريابي وهو ردّ لما زعمت اليهود من أنه تعالى بدأ خلق العالم يوم الأحد وفرغ منه يوم الجمعة واستراح يوم السبت فأكذبهم الله بقوله: {وما مسّنا من لغوب} رواه عبد الرزاق عن معمر عن قتادة). [إرشاد الساري: 7/353]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ولقد خلقنا السّموات والأرض وما بينهما في ستّة أيّامٍ وما مسّنا من لغوبٍ}.
قال أبو جعفرٍ رحمه الله: يقول تعالى ذكره: ولقد خلقنا السّماوات السّبع والأرض وما بينهما من الخلائق في ستّة أيّامٍ، وما مسّنا من إعياءٍ.
- كما: حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن أبي سنانٍ، عن أبي بكرٍ قال: جاءت اليهود إلى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فقالوا: يا محمّد أخبرنا ما خلق اللّه من الخلق في هذه الأيّام السّتّة؟ فقال: خلق اللّه الأرض يوم الأحد والاثنين، وخلق الجبال يوم الثّلاثاء، وخلق المدائن والأقوات والأنهار وعمرانها وخرابها يوم الأربعاء، وخلق السّماوات والملائكة يوم الخميس إلى ثلاث ساعاتٍ، يعني من يوم الجمعة، وخلق في أوّل الثّلاث السّاعات الآجال، وفي الثّانية الآفة، وفي الثّالثة آدم قالوا: صدقت إن أتممت، فعرف النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم ما يريدون، فغضب، فأنزل اللّه {وما مسّنا من لغوبٍ فاصبر على ما يقولون}.
- قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، {وما مسّنا من لغوبٍ} قال: من سآمةٍ.
- حدّثني عليٌّ قال: حدّثنا أبو صالحٍ قال: ثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {وما مسّنا من لغوبٍ} يقول: من إزحافٍ.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ قال: ثني أبي قال: ثني عمّي قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ: {وما مسّنا من لغوبٍ} يقول: وما مسّنا من نصبٍ.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {وما مسّنا من لغوبٍ} قال: نصبٍ.
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {ولقد خلقنا السّموات والأرض وما بينهما في ستّة أيّامٍ وما مسّنا من لغوبٍ}. أكذب اللّه اليهود والنّصارى وأهل الفرى على اللّه، وذلك أنّهم قالوا: إنّ اللّه خلق السّماوات والأرض في ستّة أيّامٍ، ثمّ استراح يوم السّابع، وذلك عندهم يوم السّبت، وهم يسمّونه يوم الرّاحة.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، في قوله: {من لغوبٍ} قالت اليهود: إنّ اللّه خلق السّماوات والأرض في ستّة أيّامٍ، ففرغ من الخلق يوم الجمعة، واستراح يوم السّبت، فأكذبهم اللّه، وقال: {ما مسّنا من لغوبٍ}.
- حدّثت عن الحسين قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: أخبرنا عبيدٌ قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {ولقد خلقنا السّموات والأرض وما بينهما في ستّة أيّامٍ} كان مقدار كلّ ألف سنةٍ ممّا تعدّون.
- حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {وما مسّنا من لغوبٍ} قال: لم يمسّنا في ذلك عناءٌ، ذلك اللّغوب). [جامع البيان: 21/465-467]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله وما مسنا من لغوب قال اللغوب النصب يقول اليهود أنه أعيا بعد ما خلقهما عز وجل). [تفسير مجاهد: 2/612-613]
قال أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري (ت: 840هـ) : (وقال إسحاق بن راهويه: أبنا النّضر بن شميلٍ ثنا عبد الجليل- وهو ابن عطيّة- ثنا أبو مجلزٍ قال: "أنّ عمر بن الخطّاب- رضي اللّه عنه- استلقى في حائطٍ من حيطان المدينة، فوضع إحدى رجليه على الأخرى وكان اليهود تفتري على اللّه- عزّ وجلّ- يقولون: إنّ ربّنا- تبارك وتعالى- فرغ من الخلق يوم السبت ثم تروح. فقال الله- عز وجل-: (ولقد خلقنا السّموات والأرض وما بينهما في ستّة أيام وما مسنا من لغوب) فكان أقوامٌ يكرهون أن يضع إحدى رجليه على الأخرى حتى صنع عمر".
هذا إسناد رواته ثقات). [إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة: 6/275]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قال إسحاق: أخبرنا النّضر بن شميلٍ، ثنا عبد الجليل، وهو ابن عطيّة، ثنا أبو مجلزٍ، قال: ثمّ إنّ عمر بن الخطّاب رضي الله عنه استلقى في حائطٍ من حيطان المدينة، فوضع إحدى رجليه على الأخرى. وكانت اليهود تفتري على اللّه عزّ وجلّ، يقولون: إنّ اللّه تبارك وتعالى فرغ من الخلق يوم السّبت، ثمّ تروّح، فقال اللّه عزّ وجلّ: {ولقد خلقنا السماوات والأرض وما بينهما في ستّة أيّامٍ وما مسّنا من لغوبٍ}. فكان أقوامٌ يكرهون أن يضع إحدى رجليه على الأخرى حتّى صنع عمر رضي الله عنه). [المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية: 15/256]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 38 - 45.
أخرج ابن المنذر عن الضحاك قال: قالت اليهود ابتدأ الله الخلق يوم الأحد والإثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس والجمعة واستراح يوم السبت فأنزل الله {ولقد خلقنا السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب}). [الدر المنثور: 13/640]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن جرير، وابن المنذر عن قتادة قال: قالت اليهود: إن الله خلق الخلق في ستة أيام وفرغ من الخلق يوم الجمعة واستراح يوم السبت فأكذبهم الله في ذلك فقال {وما مسنا من لغوب}). [الدر المنثور: 13/640]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله {وما مسنا من لغوب} قال: من نصب). [الدر المنثور: 13/640]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج آدم بن أبي إياس والفريابي، وابن جرير والبيهقي في الأسماء والصفات عن مجاهد في قوله {وما مسنا من لغوب} قال: اللغوب النصب، تقول اليهود إنه أعيا بعد ما خلقهما). [الدر المنثور: 13/641]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الخطيب في تاريخه عن العوام بن حوشب قال: سألت أبا مجلز عن الرجل يجلس فيضع إحدى رجليه على الأخرى فقال لا بأس به إنما كره ذلك اليهود زعموا أن الله خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استراح يوم السبت فجلس تلك الجلسة فأنزل الله {ولقد خلقنا السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب} ). [الدر المنثور: 13/641]

تفسير قوله تعالى: (فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ (39) )
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (باب قوله: {وسبّح بحمد ربّك قبل طلوع الشّمس وقبل الغروب} [ق: 39]
- حدّثنا إسحاق بن إبراهيم، عن جريرٍ، عن إسماعيل، عن قيس بن أبي حازمٍ، عن جرير بن عبد اللّه، قال: كنّا جلوسًا ليلةً مع النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فنظر إلى القمر ليلة أربع عشرة، فقال: «إنّكم سترون ربّكم كما ترون هذا لا تضامون في رؤيته، فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاةٍ قبل طلوع الشّمس وقبل غروبها، فافعلوا» ، ثمّ قرأ: {وسبّح بحمد ربّك قبل طلوع الشّمس وقبل الغروب} [ق: 39]). [صحيح البخاري: 6/139]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): ( (قوله باب قوله وسبّح بحمد ربّك قبل طلوع الشّمس وقبل غروبها)
كذا لأبي ذرٍّ في التّرجمة وفي سياق الحديث ولغيره وسبّح بالواو فيهما وهو الموافق للتّلاوة فهو الصّواب وعندهم أيضًا وقبل الغروب وهو الموافق لآية السّورة ثمّ أورد فيه حديث جريرٍ إنّكم سترون ربّكم الحديث وفي آخره ثمّ قرأ وسبّح بحمد ربّك قبل طلوع الشّمس وقبل غروبها وهذه الآية في طه قال الكرمانيّ المناسب لهذه السّورة وقبل الغروب لا غروبها قلت لا سبيل إلى التّصرّف في لفظ الحديث وإنّما أورد الحديث هنا لاتّحاد دلالة الآيتين وقد تقدّم في الصّلاة وكذا وقع هنا في نسخةٍ من وجهٍ آخر عن إسماعيل بن أبي خالدٍ بلفظ ثمّ قرأ وسبّح بحمد ربّك قبل طلوع الشّمس وقبل الغروب وسيأتي شرح حديث جريرٍ في التّوحيد إن شاء اللّه تعالى ومضى منه شيءٌ في فضل وقت العصر من المواقيت). [فتح الباري: 8/598]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( (باب قوله: {وسبّح بحمد ربّك قبل طلوع الشّمس وقبل الغروب} (ق: 39)
أي: هذا باب في قوله تعالى: {وسبح بحمد ربك} الآية، ووقع في بعض النّسخ: باب {فسبح بحمد ربك قبل طلوع الشّمس وقبل غروبها} وقال بعضهم: كذا لأبي ذر في التّرجمة: وفي سياق الحديث ولغيره. وسبح، بالواو فيهما وهو الموافق للتلاوة فهو الصّواب، وعندهم أيضا. وقيل الغروب، وهو الموافق لآية السّورة قلت: لا حاجة إلى هذه التعسفات والّذي في نسختنا هو نص القرآن في السّورة المذكورة، وهو الّذي عليه العمدة، فلأي ضرورة يحرف القرآن وينسب إلى أبي ذر أو غيره؟ .
- حدّثنا إسحاق بن إبراهيم عن جريرٍ عن إسماعيل عن قيس بن أبي حازمٍ عن جريرٍ بن عبد الله قال كنّا جلوسا ليلةً مع النبيّ صلى الله عليه وسلم فنظر إلى القمر ليلة أربع عشرة فقال إنّكم سترون ربّكم كما ترون هاذا لا تضامون في رؤيته فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاةٍ قبل طلوع الشّمس وقبل غروبها فافعلوا ثمّ قرأ: {وسبّح بحمد ربّك قبل طلوع الشّمس وقبل الغروب} .
مطابقته للتّرجمة في قوله: {وسبح بحمد ربك} إلى آخره وإسحاق بن إبراهيم المعروف بابن راهويه، وجرير بن عبد الحميد وإسماعيل بن أبي خالد البجليّ الكوفي، وقيس بن أبي حازم بالحاء المهملة والزّاي، واسمه عوف البجليّ قدم المدينة بعدما قبض النّبي صلى الله عليه وسلم.
والحديث قد مر في كتاب الصّلاة في: باب فضل صلاة العصر فإنّه أخرجه هناك عن الحميدي، ومضى الكلام فيه هناك.
قوله: (لا تضامون) ، بالضاد المعجمة وتخفيف الميم من الضيم وبتشديدها من الضّم، أي: لا يظلم بعضكم بعضًا بأن يستأثر به دونه أو لا يزاحم بعضكم بعضًا. قوله: (فإن استطعتم) ، إلى آخره، يدل على أن الرّؤية قد ترجى بالمحافظة على هاتين الصّلاتين. وقال الكرماني: أما لفظ: فسبح، فهو بالواو ولا بالفاء والمناسب للسورة، وقبل الغروب لا غروبها، وقال بعضهم: لا سبيل إلى التّصرّف في لفظ الحديث، وإنّما أورد الحديث هنا لاتّحاد دلالة لآيتين انتهى. قلت: الّذي قاله الكرماني هو الصّحيح لأن قراءة: فسبح، بالفاء تصرف في القرآن، والحديث هنا بالواو، وفي النّسخ الصّحيحة كما في القرآن، وقد رواه ابن المنذر موافقا للقرآن ولفظه عن إسماعيل بن أبي خالد بلفظ: ثمّ قرأ: {وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشّمس وقبل الغروب} والظّاهر أن نسخة الكرماني كانت بالفاء وقبل غروبها، فلذلك قال ما ذكره). [عمدة القاري: 19/189]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : (باب: {وسبّح بحمد ربّك قبل طلوع الشّمس وقبل الغروب}
(باب {وسبح}) ولغير أبي ذر: فسبح بالفاء والموافق للتنزيل الأول ({بحمد ربك}) أي نزهه واحمده حيث وفقك لتسبيحه فالمفعول محذوف للعلم به أي نزّه الله بحمد ربك أي متلبسًا أو مقترنًا بحمد ربك وأعاد الأمر بالتسبيح في قوله: ({ومن الليل فسبحه}) للتأكيد أو الأول بمعنى الصلاة والثاني بمعنى التنزيه والذكر ({قبل طلوع الشمس}) صلاة الصبح ({وقبل الغروب}) [ق: 39] العصر، وقيل قبل الطلوع الصبح وقبل الغروب الظهر والعصر ومن الليل العشاءان والتهجد.
- حدّثنا إسحاق بن إبراهيم؛ عن جريرٍ عن إسماعيل عن قيس بن أبي حازمٍ عن جرير بن عبد اللّه قال: كنّا جلوسًا ليلةً مع النّبيّ -صلّى اللّه عليه وسلّم- فنظر إلى القمر ليلة أربع عشرة فقال: «إنّكم سترون ربّكم، كما ترون هذا لا تضامون في رؤيته فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاةٍ قبل طلوع الشّمس وقبل غروبها فافعلوا». ثمّ قرأ {وسبّح بحمد ربّك قبل طلوع الشّمس وقبل الغروب} [ق: 29].
وبه قال: (حدّثنا إسحاق بن إبراهيم) بن راهويه (عن جرير) هو ابن عبد الحميد (عن إسماعيل) بن أبي خالد البجلي الكوفي (عن قيس بن أبي حازم) بالحاء المهملة والزاي البجلي (عن جرير بن عبد الله) البجلي -رضي الله عنه- أنه (قال: كنا جلوسًا ليلة مع النبي -صلّى اللّه عليه وسلّم- فنظر إلى القمر ليلة أربع عشرة) بسكون الشين (فقال):
(إنكم سترون ربكم) عز وجل (كما ترون هذا) القمر رؤية محققة لا تشكّون فيها و (لا تضامون في رؤيته) بضم الفوقية وفتح الضاد المعجمة وتخفيف الميم لا ينالكم ضيم في رؤيته تعب أو ظلم فيراه بعضكم دون بعض بأن يدفعه عن الرؤية ويستأثر بها بل تشتركون في رؤيته فهو تشبيه للرؤية بالرؤية لا المرئي بالمرئي (فإن استطعتم أن لا تغلبوا) بضم أوله وفتح ثالثه بالاستعداد بقطع أسباب الغلبة المنافية للاستطاعة كالنوم المانع (عن) وللحموي والمستملي: على (صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا) عدم المغلوبية التي لازمها الصلاة كأنه قال: صلوا في هذين الوقتين (ثم قرأ) عليه الصلاة والسلام ({وسبح}) بالواو كالتنزيل ولأبي ذر: فسبح ({بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب}) وفضيلة الوقتين معروفة إذ فيهما ارتفاع الأعمال مع ما يشعر به سياق الحديث من النظر إلى وجه الله تعالى للمحافظ عليهما.
والحديث قد مرّ في باب فضل صلاة العصر من كتاب الصلاة). [إرشاد الساري: 7/355]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (قوله تعالى: {وسبّح بحمد ربّك قبل طلوع الشّمس وقبل الغروب}
- أخبرنا قتيبة بن سعيدٍ، قال: حدّثنا أبو الأحوص، عن أبي إسحاق، عن عمارة وهو ابن رؤيبة، قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «من صلّى قبل طلوع الشّمس وقبل غروبها لم يلج النّار»، فقال له رجلٌ: أنت سمعته من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم؟، قال: نعم، سمعته أذناي، ووعاه قلبي من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم
- أخبرنا يحيى بن محمّدٍ، قال: حدّثنا يحيى بن كثيرٍ، قال: حدّثنا عبد الله بن عثمان، عن إسماعيل، عن قيسٍ، عن جريرٍ، قال: كنّا عند رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فجعلنا ننظر إلى القمر ليلة البدر، فقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: " أما إنّكم تنظرون إلى ربّكم كما تنظرون إلى القمر، لا تضامّون في رؤيته، فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاتين: صلاةٍ قبل طلوع الشّمس، وصلاةٍ قبل غروبها "، وتلا {وسبّح بحمد ربّك قبل} [طه: 130]). [السنن الكبرى للنسائي: 10/271]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فاصبر على ما يقولون وسبّح بحمد ربّك قبل طلوع الشّمس وقبل الغروب (39) ومن اللّيل فسبّحه وأدبار السّجود}.
قال أبو جعفرٍ رحمه الله: يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: فاصبر يا محمّد على ما يقول هؤلاء اليهود، وما يفترون على اللّه، ويكذبون عليه، فإنّ اللّه لهم بالمرصاد {وسبّح بحمد ربّك قبل طلوع الشّمس} [طه: ] يقول: وصلّ بحمد ربّك صلاة الصّبح قبل طلوع الشّمس وصلاة العصر قبل الغروب.
- كما: حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {وسبّح بحمد ربّك قبل طلوع الشّمس} لصلاة الفجر، {وقبل غروبها}: العصر.
- حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {وسبّح بحمد ربّك قبل طلوع الشّمس وقبل الغروب} قبل طلوع الشّمس: الصّبح، وقبل الغروب: العصر). [جامع البيان: 21/467]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (قوله تعالى: {وسبّح بحمد ربّك قبل طلوع الشّمس وقبل الغروب} [ق: 39].
- عن جرير بن عبد اللّه «عن النّبيّ - صلّى اللّه عليه وسلّم - في قوله: {وسبّح بحمد ربّك قبل طلوع الشّمس وقبل الغروب} [ق: 39] قال: " قبل طلوع الشّمس صلاة الصّبح وقبل الغروب صلاة العصر» ".
رواه الطّبرانيّ في الأوسط، وفيه داود بن الزّبرقان وهو متروكٌ). [مجمع الزوائد: 7/112]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: {فاصبر على ما يقولون} الآية
أخرج الطبراني في الأوسط، وابن عساكر عن جرير بن عبد الله عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم في قوله {وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب} قال: قبل طلوع الشمس صلاة الصبح وقبل الغروب صلاة العصر). [الدر المنثور: 13/641]

تفسير قوله تعالى: (وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَارَ السُّجُودِ (40) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وحدثني ابن زيد عن أبيه في قول الله: {وأدبار السجود}، قال: النوافل خلف الصلوات، قال: {وإدبار النجوم}، قال: صلاة الصبح). [الجامع في علوم القرآن: 2/162]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله وأدبار السجود قال ركعتان بعد المغرب). [تفسير عبد الرزاق: 2/240]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن أبي إسحاق عن عاصم بن ضمرة عن الحسن بن علي وأدبار السجود ركعتان بعد المغرب). [تفسير عبد الرزاق: 2/240]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({وإدبار النّجوم} [الطور: 49] ، {وأدبار السّجود} [ق: 40] : «كان عاصمٌ يفتح الّتي في ق ويكسر الّتي في الطّور، ويكسران جميعًا وينصبان»). [صحيح البخاري: 6/138]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله وإدبار النّجوم وأدبار السّجود كان عاصمٌ يفتح الّتي في ق ويكسر الّتي في الطّور ويكسران جميعًا وينصبان هو كما قال ووافق عاصمًا أبو عمرٍو وبن عامرٍ والكسائيّ على الفتح هنا وقرأ الباقون بالكسر هنا وقرأ الجمهور بالفتح في الطّور وقرأها بالكسر عاصمٌ على ما نقل المصنّف ونقلها غيره في الشّواذّ فالفتح جمع دبرٍ والكسر مصدر أدبر يدبر إدبارًا ورجّح الطّبريّ الفتح فيهما). [فتح الباري: 8/594]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قوله في أدبار النّجوم وأدبار السّجود كان عاصم يفتح الّتي في ق ويكسر الّتي في الطّور ويكسران جميعًا وينصبان جميعًا وقال ابن عبّاس يوم الخروج يوم يخرجون إلى البعث من القبور
إمّا قراءة عاصم فأخبرنا بها الشّيخ الإمام العلامة برهان الدّين إبراهيم بن أحمد ابن عبد الواحد القارئ إجازة عن القاسم بن مظفر عن علّي بن الحسين أنا أبو الفضل بن ناصر الحافظ إذنا أنا أبو القاسم بن أبي عبد الله العبدي في كتابه أنا عثمان بن محمّد الخاني أنا علّي بن عبد العزيز البردعي أنا أبو محمّد بن أبي حاتم ثنا الحجّاج بن حمزة ثنا يحيى بن آدم ثنا أبو بكر بن عيّاش قال قرأت على عاصم بن أبي النجود فذكره
ووافق عاصمًا الكسائي وأبو عمرو على الفتح هنا وقرأ أبو عمرو بالفتح هناك وهو وجميع العشرة ولم يقرأ فيها بالكسر إلّا في الشواذ). [تغليق التعليق: 4/317-318]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (في أدبار النّجوم وأدبار السّجود كان عاصمٌ يفتح الّتي في (ق) ويكسر الّتي في (الطّور) ويكسران جميعا وينصبان.
أشار به إلى قوله تعالى: {ومن اللّيل فسبحه وأدبار السّجود} (ق: 3) ووافق عاصمًا أبو عمرو والكسائيّ، وخالفه نافع وابن كثير وحمزة فكسروها، وقال الدّاوديّ: من قرأ: وأدبار النّجوم، بالكسر يريد عند ميل النّجوم، ومن قرأ: بالفتح يقول بعد ذلك قوله عز وجل: {وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشّمس وقبل الغروب ومن اللّيل فسبحه وإدبار النّجوم} قوله: (سبح بحمد ربك) قيل: حقيقة مطلقًا، وقيل: دبر المكتوبات، وذكره البخاريّ بعد عن ابن عبّاس، وقيل: صل، فقيل: النّوافل أدبار المكتوبات وقيل: الفرائض. قوله: (قبل طلوع الشّمس) ، يعني الصّبح، (وقبل الغروب) يعني: العصر. قوله: (ومن اللّيل فسبحه) يعني: صلاة العشاء، وقيل: صلاة اللّيل. قوله: (وأدبار السّجود) الركعتان بعد المغرب، (وأدبار النّجوم) الركعتان، قبل الفجر، والأدبار بالفتح جمع دبر وبالكسر مصدر من أدبر يدبر إدبارا قوله: (ويكسران جميعًا) يعني: الّتي في ق والّتي في الطّور. قوله: (وينصبان) أراد به يفتحان جميعًا. ورجح الطّبريّ الفتح فيهما). [عمدة القاري: 19/186]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (في {إدبار النجوم}) بالطور.
({وأدبار السجود}) هنا (كان عاصم يفتح) هذه (التي في ق) كابن عامر والكسائي وأبي عمرو جمع دبر وهو آخر الصلاة وعقبها وجمع باعتبار تعدد السجود. (ويكسر التي في الطور) موافقة للجمهور مصدرًا وهذا بخلاف آخرق فإن الفتح لائق به لأنه يراد به الجمع لدبر السجود أي أعقابه كما مرّ (ويكسران جميعًا) فكسر موضع ق نافع وابن كثير وحمزة والطور الجمهور (وينصبان) أي يفتحان فالأوّل عاصم ومن معه والثاني المطوعي عن الأعمش شاذًّا يعني أعقاب النجوم وآثارها إذا غربت). [إرشاد الساري: 7/353]

قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (حدّثنا آدم، حدّثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قال ابن عبّاسٍ: «أمره أن يسبّح، في أدبار الصّلوات كلّها» ، يعني قوله: (وإدبار السّجود) ). [صحيح البخاري: 6/139]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله عن مجاهد قال قال بن عبّاسٍ أمره أن يسبّح يعني أمر اللّه نبيه وأخرجه الطّبريّ من طريق بن علية عن بن أبي نجيح عن مجاهد قال قال بن عبّاس في قوله فسبحه وأدبار السّجود قال هو التّسبيح بعد الصّلاة قوله في أدبار الصّلوات كلّها يعني قوله وأدبار السّجود كذا لهم وروى الطّبريّ من وجهٍ آخر عن بن عبّاسٍ قال قال لي النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم يا بن عبّاسٍ ركعتان بعد المغرب أدبار السّجود وإسناده ضعيف لكن روى بن المنذر من طريق أبي تميمٍ الجيشانيّ قال قال أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في قوله تعالى وأدبار السّجود هما الرّكعتان بعد المغرب وأخرجه الطّبريّ من طرقٍ عن عليٍّ وعن أبي هريرة وغيرهما مثله وأخرج بن المنذر عن عمر مثله وأخرج الطّبريّ من طريق كريب بن يزيد أنّه كان إذا صلّى الرّكعتين بعد الفجر والرّكعتين بعد المغرب قرأ أدبار النّجوم وأدبار السّجود أي بهما). [فتح الباري: 8/598]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (حدّثنا آدم حدّثنا ورقاء عن ابن أبي نجيحٍ عن مجاهدٍ قال ابن عبّاسٍ أمره أن يسبّح في أدبار الصّلوات كلّها يعني قوله وأدبار السّجود.
آدم هو ابن أبي إياس، واسمه عبد الرّحمن بن محمّد أصله من خراسان سكن عسقلان، وورقاء، تأنيث الأورق بالواو والرّاء ابن عمر الخوارزميّ بن أبي إياس، واسم أبي نجيح يسار. ضد اليمين المكّيّ.
قوله: (قال ابن عبّاس) ، وفي كثير من النّسخ قال: قال ابن عبّاس. قوله: (أمره) ، أي: أمر الله النّبي صلى الله عليه وسلم أن يسبح، والمراد من التّسبيح هذا حقيقة التّسبيح لا الصّلاة ولهذا فسره بقوله: يعني قوله: وأدبار السّجود، يعني: أدبار الصّلوات، وتطلق السّجدة على الصّلاة بطريق ذكر الجزء وإرادة الكل). [عمدة القاري: 19/189]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : (حدّثنا آدم، حدّثنا ورقاء عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قال ابن عبّاسٍ: أمره أن يسبّح في أدبار الصّلوات كلّها يعني قوله: {وأدبار السّجود} [ق: 40].
وبه قال: (حدّثنا آدم) بن أبي إياس واسمه عبد الرحمن قال: (حدّثنا ورقاء) بفتح الواو وسكون الراء وبالقاف مهموز ممدود ابن عمر اليشكري (عن ابن أبي نجيح) عبد الله واسم أبي نجيح يسار بالسين المهملة المخففة بعد التحتية المكي (عن مجاهد) هو ابن جبر أنه قال: (قال ابن عباس: أمره) عليه الصلاة والسلام ربه تعالى (أن يسبح) ينزّه ربه عز وجل (في أدبار الصلوات كلها يعني قوله {وأدبار السجود}) وقيل: أدبار السجود النوافل بعد المكتوبات وقيل الوتر بعد العشاء). [إرشاد الساري: 7/355]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {ومن اللّيل فسبّحه} اختلف أهل التّأويل في التّسبيح الّذي أمر به من اللّيل، فقال بعضهم: عني به صلاة العتمة.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {ومن اللّيل} قال: العتمة.
وقال آخرون: هي الصّلاة باللّيل في أيّ وقتٍ صلّى.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمارة الأسديّ، قال: حدّثنا عبيد اللّه بن موسى، قال: أخبرنا إسرائيل، عن أبي يحيى، عن مجاهدٍ، {ومن اللّيل فسبّحه}. قال: من اللّيل كلّه.
والقول الّذي قاله مجاهدٌ في ذلك أقرب إلى الصّواب، وذلك أنّ اللّه جلّ ثناؤه قال: {ومن اللّيل فسبّحه} فلم يحدّ وقتًا من اللّيل دون وقتٍ وإذا كان ذلك كذلك كان على جميع ساعات اللّيل وإذا كان الأمر في ذلك على ما وصفنا، فهو بأن يكون أمرًا بصلاة المغرب والعشاء، أشبه منه بأن يكون أمرًا بصلاة العتمة، لأنّهما يصلّيان ليلاً.
وقوله: {وأدبار السّجود} يقول: سبّح بحمد ربّك أدبار السّجود من صلاتك.
واختلف أهل التّأويل في معنى التّسبيح الّذي أمر اللّه نبيّه أن يسبّحه أدبار السّجود، فقال بعضهم: عني به الصّلاة، قالوا: وهما الرّكعتان اللّتان يصلّيان بعد صلاة المغرب.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا حكّامٌ قال: حدّثنا عنبسة، عن أبي إسحاق، عن الحارث قال: سألت عليًّا، عن أدبار السّجود، فقال: الرّكعتان بعد المغرب.
- حدّثني يعقوب قال: حدّثنا ابن عليّة قال: حدّثنا ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قال: قال عليٌّ رضي اللّه عنه: {أدبار السّجود}: الرّكعتان بعد المغرب.
- حدّثنا أبو كريبٍ قال: حدّثنا مصعب بن سلاّمٍ، عن الأجلح، عن أبي إسحاق، عن الحارث قال: سمعت عليًّا رضي اللّه عنه يقول: {أدبار السّجود}: الرّكعتان بعد المغرب.
- حدّثنا ابن بشّارٍ قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن عليٍّ رضي اللّه عنه، في قوله: {وأدبار السّجود} قال: الرّكعتان بعد المغرب.
- حدّثنا ابن بشّارٍ قال: حدّثنا يحيى قال: حدّثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن عاصم بن ضمرة، عن الحسن بن عليٍّ رضي اللّه عنهما، قال: أدبار السّجود: الرّكعتان بعد المغرب.
- حدّثني عليّ بن سهلٍ قال: حدّثنا مؤمّلٌ قال: حدّثنا حمّادٌ قال: حدّثنا عليّ بن زيدٍ، عن أوس بن خالدٍ، عن أبي هريرة قال: {أدبار السّجود}: ركعتان بعد صلاة المغرب.
- حدّثنا ابن بشّارٍ قال: حدّثنا عبد الرّحمن قال: حدّثنا سفيان، عن علوان بن أبي مالكٍ، عن الشّعبيّ قال: {أدبار السّجود} الرّكعتان بعد المغرب.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن جابرٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، وإبراهيم بن مهاجرٍ، عن مجاهدٍ، {أدبار السّجود}: الرّكعتان بعد المغرب.
- حدّثنا ابن بشّارٍ قال: حدّثنا عبد الرّحمن قال: حدّثنا سفيان، عن إبراهيم بن مهاجرٍ، عن إبراهيم، مثله.
- حدّثنا ابن المثنّى قال: حدّثنا محمّد بن جعفرٍ قال: حدّثنا شعبة، عن إبراهيم بن مهاجرٍ، عن إبراهيم، في هذه الآية {ومن اللّيل فسبّحه وأدبار السّجود} {وإدبار النّجوم} قال: الرّكعتان قبل الصّبح، والرّكعتان بعد المغرب قال شعبة: لا أدري أيّتهما أدبار السّجود، ولا أدري أيّتهما إدبار النّجوم.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى؛ وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {وأدبار السّجود} قال: كان مجاهدٌ يقول: ركعتان بعد المغرب.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ قال: ثني أبي قال: ثني عمّي قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {وأدبار السّجود} قال: هما السّجدتان بعد صلاة المغرب.
- حدّثنا أبو كريبٍ قال: حدّثنا أابن فضيلٍ، عن رشدين بن كريبٍ، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ قال: قال لي رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: يا ابن عبّاسٍ ركعتان بعد المغرب أدبار السّجود.
- حدّثني محمّد بن عبد اللّه بن عبد الحكم قال: أخبرنا أبو زرعة وهب اللّه بن راشدٍ قال: أخبرنا حيوة بن شريحٍ قال: أخبرنا أبو صخرٍ، أنّه سمع أبا معاوية البجليّ من أهل الكوفة يقول: سمعت أبا الصّهباء البكريّ يقول: سألت عليّ بن أبي طالبٍ رضي اللّه عنه عن {أدبار السّجود} قال: هما ركعتان بعد المغرب.
- حدّثني سعيد بن عمرٍو السّكونيّ قال: حدّثنا بقيّة قال: حدّثنا جريرٌ قال: حدّثنا يزيد بن خميرٍ الرّحبيّ، عن كريب بن يزيد الرّحبيّ قال: وكان جبير بن نفيرٍ يمشي إليه قال: كان إذا صلّى الرّكعتين قبل الفجر، والرّكعتين بعد المغرب أخفّ، وفسّر إدبار النّجوم، وأدبار السّجود.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن عيسى بن يزيد، عن أبي إسحاق الهمدانيّ، عن الحسن {وأدبار السّجود}: الرّكعتان بعد المغرب.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا حكّامٌ قال: حدّثنا عنبسة، عن المغيرة، عن إبراهيم قال: كان يقال: {أدبار السّجود}: الرّكعتان بعد المغرب.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا حكّامٌ، قال: حدّثنا عنبسة، عن إبراهيم بن مهاجرٍ، عن مجاهدٍ {وأدبار السّجود}: الرّكعتان بعد المغرب
- قال: حدّثنا جريرٌ، عن عطاءٍ قال: قال عليٌّ: {أدبار السّجود}: الرّكعتان بعد المغرب.
- حدّثنا ابن البرقيّ، قال: حدّثنا عمرو بن أبي سلمة قال: سئل الأوزاعيّ عن الرّكعتين، بعد المغرب قال: هما في كتاب اللّه {فسبّحه وأدبار السّجود}.
- حدّثنا ابن بشّارٍ قال: حدّثنا ابن أبي عديٍّ، عن حميدٍ، عن الحسن، عن عليٍّ رضي اللّه عنه في قوله: {وأدبار السّجود} قال: الرّكعتان بعد المغرب.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، {وأدبار السّجود} قال: ركعتان بعد المغرب.
وقال آخرون: عنى بقوله {وأدبار السّجود}: التّسبيح في أدبار الصّلوات المكتوبات، دون الصّلاة بعدها.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يعقوب بن إبراهيم قال: حدّثنا ابن عليّة قال: حدّثنا ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قال: قال ابن عبّاسٍ في {فسبّحه وأدبار السّجود} قال: هو التّسبيح بعد الصّلاة.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {وأدبار السّجود} قال: كان ابن عبّاسٍ يقول: التّسبيح قال ابن عمرٍو في حديثه: في إثر الصّلوات كلّها وقال الحارث في حديثه: في دبر الصّلاة كلّها.
وقال آخرون: هي النّوافل في أدبار المكتوبات.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: قال ابن زيدٍ في قوله: {وأدبار السّجود}: النّوافل.
وأولى الأقوال في ذلك بالصّحّة قول من قال: هما الرّكعتان بعد المغرب، لإجماع الحجّة من أهل التّأويل على ذلك، ولولا ما ذكرت من إجماعها عليه، لرأيت أنّ القول في ذلك ما قاله ابن زيدٍ، لأنّ اللّه جلّ ثناؤه لم يخصّص بذلك صلاةً دون صلاةٍ، بل عمّ أدبار الصّلوات كلّها، فقال: {وأدبار السّجود}. ولم تقمّ بأنّه معنيّ به: دبر صلاةٍ دون صلاةٍ، حجّةٌ يجب التّسليم لها من خبرٍ ولا عقلٍ.
واختلفت القرّاء في قراءة قوله: {وأدبار السّجود} فقرأته عامّة قرّاء الحجاز والكوفة، سوى عاصمٍ والكسائيّ (وإدبار السّجود) بكسر الألف، على أنّه مصدر أدبر يدبر إدبارًا وقرأه عاصمٌ والكسائيّ وأبو عمرٍو {وأدبار} بفتح الألف بمعنى جمع دبرٍ وأدبارٍ.
والصّواب عندي الفتح على جمع دبرٍ). [جامع البيان: 21/468-474]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا المسعودي عن أبي إسحق الهمذاني عن الحارث عن علي قال أدبار السجود الركعتان بعد المغرب
- نا إبراهيم قال نا آدم قال نا إسرائيل عن أبي إسحق الهمذاني عن الحارث عن علي مثله
- نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن علي مثله). [تفسير مجاهد: 2/613]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال: قال ابن عباس أمره أن يسبح في أدبار الصلوات كلها). [تفسير مجاهد: 2/613]
قال أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد ابن الأثير الجزري (ت: 606هـ) : ( (خ) مجاهد بن جبر -رحمه الله -: قال ابن عباس: أمره أن يسبّح في أدبار الصّلوات كلّها، يعني قوله: {وأدبار السّجود} [ق: 40]. أخرجه البخاري). [جامع الأصول: 2/365]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (حدّثنا عبد الوارث، عن محمّد بن إسحاق، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن عليٍّ رضي الله عنه قال: وسألته - يعني النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم - عن: {وإدبار النّجوم} ؟ فقال: أدبار السّجود: الرّكعتان بعد المغرب، وإدبار النّجوم: الرّكعتان قبل الغداة). [المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية: 15/260]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أما قوله تعالى: {ومن الليل فسبحه وأدبار السجود}
أخرج ابن جرير عن ابن زيد في قوله {ومن الليل فسبحه} قال: العتمة {وأدبار السجود} النوافل). [الدر المنثور: 13/642]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن مجاهد {ومن الليل فسبحه} قال: الليل كله). [الدر المنثور: 13/642]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الترمذي، وابن جرير، وابن أبي حاتم، وابن مردويه والحاكم وصححه عن ابن عباس قال: بت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى ركعتين خفيفتين قبل صلاة الفجر ثم خرج إلى الصلاة فقال يا ابن عباس ركعتان قبل صلاة الفجر أدبار النجوم وركعتان بعد المغرب أدبار السجود). [الدر المنثور: 13/642]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج مسدد في مسنده، وابن المنذر، وابن مردويه عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أدبار النجوم والسجود فقال: أدبار السجود الركعتان بعد المغرب وأدبار النجوم الركعتان قبل الغداة). [الدر المنثور: 13/642]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة قال: حفظت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر ركعات تطوعا منها أربع في كتاب الله ومن الليل فسبحه وأدبار السجود قال: الركعتين بعد المغرب). [الدر المنثور: 13/642-643]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج محمد بن نصر في الصلاة، وابن المنذر عن عمر بن الخطاب في قوله: (وأدبار السجود) قال:ركعتان بعد المغرب (وإدبار النجوم) قال: ركعتان قبل الفجر). [الدر المنثور: 13/643]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وابن أبي شيبة، وابن نصر، وابن جرير، وابن المنذر والبيهقي في الأسماء والصفات عن علي بن أبي طالب في قوله:(وأدبار السجود قال: ركعتان بعد المغرب (وإدبار النجوم). قال ركعتان قبل الفجر). [الدر المنثور: 13/643]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وابن نصر، وابن جرير عن الحسن بن علي قال:(وأدبار السجود) الركعتان بعد المغرب). [الدر المنثور: 13/643]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وابن نصر، وابن جرير، وابن المنذر، وابن مردويه عن أبي هريرة قال: (وأدبار السجود) الركعتان بعد صلاة المغرب (وإدبار النجوم): الركعتان قبل صلاة الفجر). [الدر المنثور: 13/643]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر ومحمد بن نصر في الصلاة عن عمر بن الخطاب في قوله {وأدبار السجود} قال: ركعتان بعد المغرب {وإدبار النجوم} قال: ركعتان قبل الفجر). [الدر المنثور: 13/643]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن نصر عن أبي تميم الجيشاني قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله {وأدبار السجود} هما الركعتان بعد المغرب). [الدر المنثور: 13/644]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن إبراهيم قال: كان يقال أدبار السجود الركعتان بعد المغرب). [الدر المنثور: 13/644]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن مجاهد قال {وأدبار السجود} الركعتان بعد المغرب.
وأخرج عن قتادة والشعبي والحسن مثله). [الدر المنثور: 13/644]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن الأوزاعي أنه سئل عن الركعتين بعد المغرب فقال هما في كتاب الله تعالى {فسبحه وأدبار السجود}). [الدر المنثور: 13/644]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البخاري، وابن جرير، وابن أبي حاتم، وابن نصر، وابن مردويه من طريق مجاهد قال: قال ابن عباس رضي الله عنهما: أدبار السجود التسبيح بعد الصلاة ولفظ البخاري أمره أن يسبح في أدبار الصلوات كلها). [الدر المنثور: 13/645]

تفسير قوله تعالى: (وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ (41) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله يوم يناد المناد من مكان قريب قال: قال بلغنا أنه ينادي من الصخرة التي ببيت المقدس). [تفسير عبد الرزاق: 2/240]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {واستمع يوم يناد المناد من مكانٍ قريبٍ (41) يوم يسمعون الصّيحة بالحقّ ذلك يوم الخروج}.
قال أبو جعفرٍ رحمه الله: يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: واستمع يا محمّد صيحة يوم القيامة، يوم ينادي بها مناديها من موضعٍ قريبٍ.
وذكر أنّه ينادي بها من صخرة بيت المقدس.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليّ بن سهلٍ قال: حدّثنا الوليد بن مسلمٍ، عن سعيد بن بشيرٍ، عن قتادة، عن كعبٍ قال: {واستمع يوم يناد المناد من مكانٍ قريبٍ} قال ملكٌ قائمٌ على صخرة بيت المقدس ينادي: أيّتها العظام البالية والأوصال المتقطّعة؛ إنّ اللّه يأمركنّ أن تجتمعن لفصل القضاء.
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {واستمع يوم يناد المناد من مكانٍ قريبٍ} قال: كنّا نحدّث أنّه ينادي من بيت المقدس من الصّخرة، وهي أوسط الأرض وحدّثنا أنّ كعبًا قال: هي أقرب الأرض إلى السّماء بثمانية عشر ميلاً.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة {يوم يناد المناد من مكانٍ قريبٍ} قال: بلغني أنّه ينادي من الصّخرة الّتي في بيت المقدس.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ قال: ثني أبي قال: ثني عمّي قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {واستمع يوم يناد المناد من مكانٍ قريبٍ} قال: هي الصّيحة.
- حدّثني عليّ بن سهلٍ قال: حدّثنا الوليد بن مسلمٍ قال: ثني بعض أصحابنا، عن الأغرّ، عن مسلم بن حيّان، عن ابن بريدة، عن أبيه بريدة قال: ملكٌ قائمٌ على صخرة بيت المقدس، واضعٌ أصبعيه في أذنيه ينادي قال: قلت: بماذا ينادي؟ قال: يقول يا أيّها النّاس هلمّوا إلى الحساب؛ قال: فيقبلون كما قال اللّه {كأنّهم جرادٌ منتشرٌ}). [جامع البيان: 21/474-475]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {واستمع يوم يناد المناد} قال: هي الصيحة). [الدر المنثور: 13/645]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن عساكر والواسطي في فضائل بيت المقدس عن يزيد بن جابر في قوله {واستمع يوم يناد المناد من مكان قريب} قال: يقف إسرافيل على صخرة بيت المقدس فينفخ في الصورة فيقول: يا أيتها العظام النخرة والجلود المتمزقة والأشعار المتقطعة إن الله يأمرك أن تجتمعي لفصل الحساب). [الدر المنثور: 13/645]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن كعب في قوله {واستمع يوم يناد المناد من مكان قريب} قال: ملك قائم على صخرة بيت القدس ينادي يا أيتها العظام البالية والأوصال المتقطعة إن الله يأمركن أن تجتمعن لفصل القضاء). [الدر المنثور: 13/645]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن بريدة قال: ملك قائم على صخرة بيت المقدس واضع أصبعيه في أذنيه ينادي يقول: يا أيها الناس هلموا إلى الحساب). [الدر المنثور: 13/646]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم والواسطي أصبعيه في أذنيه ينادي يقول: يا أيها الناس هلموا إلى الحساب). [الدر المنثور: 13/646]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم والواسطي عن قتادة في قوله {يوم يناد المناد من مكان قريب} قال: كنا نحدث أنه ينادي من بيت المقدس من الصخرة وهي أوسط الأرض وحدثنا أن كعبا قال: هي أقرب الأرض إلى السماء بثمانية عشر ميلا). [الدر المنثور: 13/646]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الواسطي عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {يوم يناد المناد من مكان قريب} قال: من صخرة بيت المقدس). [الدر المنثور: 13/646]

تفسير قوله تعالى: (يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ (42) )
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (وقال ابن عبّاسٍ: {يوم الخروج} [ق: 42] : «يوم يخرجون إلى البعث من القبور»). [صحيح البخاري: 6/138]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله وقال بن عبّاسٍ يوم الخروج يوم يخرجون إلى البعث من القبور وصله بن أبي حاتم من طريق بن جريج عن عطاء عن بن عبّاسٍ بلفظه وتقدّم في الجنائز نحوه). [فتح الباري: 8/594]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وأما قول ابن عبّاس فقال ابن أبي حاتم ثنا علّي بن المبارك فيما كتب إليّ ثنا زيد بن المبارك عن ابن ثور عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عبّاس في قوله 42 ق {ذلك يوم الخروج} قال يوم يخرجون من القبور إلى البعث). [تغليق التعليق: 4/318]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (وقال ابن عبّاسٍ يوم الخروج يوم يخرجون من القبور
أي: قال ابن عبّاس في قوله تعالى: {يوم يسمعون الصّيحة بالحقّ ذلك يوم الخروج} (ق: 42) أي: يوم يخرج النّاس من قبورهم، وهذا وصله ابن أبي حاتم من طريق ابن جريج عن عطاء عن ابن عبّاس لفظه). [عمدة القاري: 19/186]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (وقال ابن عباس) فيما وصله ابن أبي حاتم في قوله تعالى: ({يوم الخروج}) أي (يخرجون) ولأبي ذر: يوم يخرجون، وزاد أبو ذر وأبو الوقت إلى البعث (من القبور) والإشارة في قوله ذلك يجوز أن تكون إلى النداء ويكون قد اتسع في الظرف فأخبر به عن المصدر أو يقدر مضاف أي ذلك النداء والاستماع نداء يوم الخروج واستماعه). [إرشاد الساري: 7/353]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا يوسف بن عديٍّ، قال: ثنا رشدين بن سعدٍ، عن يونس بن يزيد، عن عطاءٍ الخراساني في قول اللّه عزّ وجلّ: {يوم الخروج} قال: يوم يخرجون إلى البعث من القبور). [جزء تفسير عطاء الخراساني: 109]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {يوم يسمعون الصّيحة بالحقّ} يقول تعالى ذكره: يوم يسمع الخلائق صيحة البعث من القبور بالحقّ، يعني بالأمر بالإجابة للّه إلى موقف الحساب.
وقوله: {ذلك يوم الخروج} يقول تعالى ذكره: يوم خروج أهل القبور من قبورهم). [جامع البيان: 21/476]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله {يوم يسمعون الصيحة بالحق} قال: يسمع النفخة القريب والبعيد). [الدر المنثور: 13/646]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {ذلك يوم الخروج} قال: يوم يخرجون إلى البعث من القبور). [الدر المنثور: 13/646]

تفسير قوله تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَإِلَيْنَا الْمَصِيرُ (43) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {إنّا نحن نحيي ونميت وإلينا المصير (43) يوم تشقّق الأرض عنهم سراعًا ذلك حشرٌ علينا يسيرٌ}.
قال أبو جعفرٍ رحمه الله: يقول تعالى ذكره: إنّا نحن نحيي الموتى ونميت الأحياء، وإلينا مصير جميعهم يوم القيامة {يوم تشقّق الأرض عنهم سراعًا} يقول جلّ ثناؤه: وإلينا مصيرهم يوم تشقّق الأرض، فاليوم من صلة مصيرٍ). [جامع البيان: 21/476]

تفسير قوله تعالى: (يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ سِرَاعًا ذَلِكَ حَشْرٌ عَلَيْنَا يَسِيرٌ (44) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ({يوم تشقّق الأرض عنهم سراعًا} يقول جلّ ثناؤه: وإلينا مصيرهم يوم تشقّق الأرض، فاليوم من صلة مصيرٍ.
وقوله: {تشقّق الأرض عنهم} يقول: تصدّع الأرض عنهم.
وقوله {سراعًا} ونصب {سراعًا} على الحال من الهاء والميم في قوله {عنهم} والمعنى: يوم تشقّق الأرض عنهم فيخرجون منها سراعًا، فاكتفى بدلالة قوله: {يوم تشقّق الأرض عنهم} على ذلك من ذكره.
وقوله: {ذلك حشرٌ علينا يسيرٌ} يقول: جمعهم ذلك جمعٌ في موقف الحساب علينا يسيرٌ سهلٌ). [جامع البيان: 21/476-477]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حدّثنا عليّ بن حمشاذ العدل، ومحمّد بن أحمد الدّاربرديّ، قالا: ثنا الحارث بن أبي أسامة، ثنا سريج بن النّعمان الجوهريّ، ثنا عبد اللّه بن نافعٍ، عن عاصم بن عمرٍو، عن أبي بكر بن سالمٍ، عن سالمٍ، عن ابن عمر رضي اللّه عنهما، قال: قال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: «أنا أوّل من تنشقّ الأرض عنه، ثمّ أبو بكرٍ، ثمّ عمر ثمّ آتي أهل البقيع، فيحشرون معي، ثمّ أنتظر أهل مكّة» ، وتلا عبد اللّه بن عمر: «يوم تشقّق الأرض عنهم سراعًا ذلك حشرٌ علينا يسيرٌ» هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرّجاه "). [المستدرك: 2/505]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {يوم تشقق الأرض عنهم سراعا} قال: تمطر السماء عليهم حتى تشقق الأرض عنهم). [الدر المنثور: 13/646]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحاكم عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا أول من تنشق عنه الأرض ثم أبو بكر ثم عمر ثم آتي أهل البقيع فيحشرون معي ثم أنتظر أهل مكة وتلا ابن عمر {يوم تشقق الأرض عنهم سراعا} الآية). [الدر المنثور: 13/647]

تفسير قوله تعالى: (نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآَنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ (45) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {نحن أعلم بما يقولون وما أنت عليهم بجبّارٍ فذكّر بالقرآن من يخاف وعيد}.
قال أبو جعفرٍ رحمه الله: يقول تعالى ذكره: نحن يا محمّد أعلم بما يقول هؤلاء المشركون باللّه من فريتهم على اللّه، وتكذيبهم بآياته، وإنكارهم قدرة اللّه على البعث بعد الموت {وما أنت عليهم بجبّارٍ} يقول: وما أنت عليهم بمسلّطٍ.
- كما: حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، {وما أنت عليهم بجبّارٍ} قال: لا تتجبّر عليهم.
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {وما أنت عليهم بجبّارٍ} فإنّ اللّه عزّ وجلّ كره الجبريّة، ونهى عنها، وقدّم فيها.
وقال الفرّاء: وضع الجبّار في موضع السّلطان من الجبريّة، وقال: أنشدني المفضّل:
ويوم الحزن إذ حشدت معدٌّ وكان النّاس إلاّ نحن دينا
عصينا عزمة الجبّار حتّى صبحنا الجوف ألفًا معلمينا.
ويروى: الجوف وقال: أراد بالجبّار: المنذر لولايته.
قال: وقيل: إنّ معنى قوله: {وما أنت عليهم بجبّارٍ} لم تبعث لتجبرهم على الإسلام، إنّما بعثت مذكّرًا، فذكّر وقال: العرب لا تقول فعّالٌ من أفعلت، لا يقولون: هذا خرّاجٌ، يريدون: مخرجٌ، ولا يقولون: دخّالٌ، يريدون: مدخلٌ، إنّما يقولون: فعّالٌ، من فعلت؛ ويقولون: خرّاجٌ، من خرجت؛ ودخّالٌ: من دخلت؛ وقتّالٌ، من قتلت قال: وقد قالت العرب في حرفٍ واحدٍ: درّاكٌ، من أدركت، وهو شاذّ قال: فإن قلت الجبّار على هذا المعنى، فهو وجهٌ قال: وقد سمعت بعض العرب يقول: جبره على الأمر، يريد: أجبره، فالجبّار من هذه اللّغة صحيحٌ، يراد به: يقهرهم ويجبرهم.
وقوله: {فذكّر بالقرآن من يخاف وعيد} يقول تعالى ذكره: فذكّر يا محمّد بهذا القرآن الّذي أنزلته إليك من يخاف الوعيد الّذي أوعدته من عصاني وخالف أمري
- حدّثني نصر بن عبد الرّحمن الأوديّ قال: حدّثنا حكّامٌ الرّازيّ، عن أيّوب، عن عمرٍو الملائيّ، عن ابن عبّاسٍ قال: قالوا يا رسول اللّه لو خوّفتنا؟ فنزلت {فذكّر بالقرآن من يخاف وعيد}.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا حكّامٌ، عن أيّوب بن سيّارٍ أبي عبد الرّحمن، عن عمرو بن قيسٍ قال: قالوا: يا رسول اللّه، لو ذكّرتنا، فذكر مثله). [جامع البيان: 21/477-478]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد وما أنت عليهم بجبار يقول لا تتجبر عليهم يا محمد). [تفسير مجاهد: 2/613]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حدّثنا أبو عليٍّ الحسين بن عليٍّ الحافظ، ثنا محمّد بن عبد الرّحمن القرشيّ، بهراة، ثنا سعيد بن منصورٍ المكّيّ، ثنا عبّاد بن العوّام، عن إسماعيل بن أبي خالدٍ، عن قيس بن أبي حازمٍ، عن جرير بن عبد اللّه رضي اللّه عنه، قال: أتي النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم برجلٍ ترعد فرائصه قال: فقال له: «هوّن عليك فإنّما أنا ابن امرأةٍ من قريشٍ كانت تأكل القديد في هذه البطحاء» قال: ثمّ تلا جرير بن عبد اللّه البجليّ: {وما أنت عليهم بجبّارٍ فذكّر بالقرآن من يخاف وعيد} [ق: 45] «هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرّجاه»). [المستدرك: 2/506]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا أبو زكريّا العنبريّ، ثنا محمّد بن عبد السّلام، ثنا إسحاق بن إبراهيم، أنبأ جرير بن عبد الحميد، عن مسلمٍ الأعور، عن أنس بن مالكٍ رضي اللّه عنه، قال: كان رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم «يعود المريض ويتبع الجنائز، ويجيب دعوة المملوك ويركب الحمار، ولقد كان يوم خيبر ويوم قريظة على حمارٍ خطامه حبلٌ من ليفٍ، وتحته إكافٌ من ليفٍ» هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرّجاه "). [المستدرك: 2/506]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا أبو العبّاس محمّد بن أحمد المحبوبيّ، ثنا سعيد بن مسعودٍ، أنبأ يزيد بن هارون، أنبأ سفيان بن حسينٍ، عن الزّهريّ، عن أبي أمامة بن سهل بن حنيفٍ، عن أبيه رضي اللّه عنه، قال: كان رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم «يأتي ضعفاء المسلمين، ويزورهم ويعود مرضاهم، ويشهد جنائزهم» هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرّجاه "). [المستدرك: 2/506]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {وما أنت عليهم بجبار} قال لا تتجبر عليهم). [الدر المنثور: 13/647]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله {وما أنت عليهم بجبار} قال: إن الله كره لنبيه الجبرية ونهى عنها وقدم فيها فقال {فذكر بالقرآن من يخاف وعيد}). [الدر المنثور: 13/647]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحاكم عن جرير قال: أتي النّبيّ صلى الله عليه وسلم برجل ترعد فرائصه فقال: هون عليك فإنما أنا ابن امرأة من قريش كانت تأكل القديد في هذه البطحاء ثم تلا جرير {وما أنت عليهم بجبار}). [الدر المنثور: 13/647]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحاكم وصححه عن أنس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعود المريض ويتبع الجنائز ويجيب دعوة المملوك ويركب الحمار ولقد كان يوم خيبر ويوم قريظة على حمار خطامه حبل من ليف وتحته اكاف من ليف). [الدر المنثور: 13/648]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قالوا يا رسول الله لو خوفتنا فنزلت {فذكر بالقرآن من يخاف وعيد}). [الدر المنثور: 13/648]


رد مع اقتباس