عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 7 رجب 1434هـ/16-05-2013م, 03:09 AM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 1,137
افتراضي


التفسير اللغوي


تفسير قوله تعالى: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ (16)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {ألم يأن للّذين آمنوا أن تخشع...}.
وفي يأن لغات: من العرب من يقول: ألم يأن لك، وألم يئن لك مثل: يعن، ومنهم من يقول: ألم ينل لك باللام، ومنهم من يقول: ألم ينل لك، وأحسنهن التي أتى بها القرآن وقوله: {وما نزل من الحقّ...}.
قرأها عاصم، وبعض أهل المدينة {نزل}: مشددة، وقرأها بعضهم: {وما نزل }: مخففة, وفي قراءة عبد الله: {وما أنزل من الحق}: فهذا قوةٌ لمن قرأ: نزّل). [معاني القرآن: 3/134]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ولا يكونوا...}.
في موضع نصب، معناه: ألم يأن لهم أن تخشع قلوبهم، وألا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب، ولو كان جزما كان صوابا على النهي). [معاني القرآن: 3/135]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ وكثيرٌ منهم فاسقون }: يقع خبره على لفظ الجميع وعلى الواحد). [مجاز القرآن: 2/254]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {ألم يأن للّذين آمنوا}؟! : أي ألم يحن. يقال: آني الشيء يأني، إذا حان.
{فطال عليهم الأمد} يعني: الغاية). [تفسير غريب القرآن: 453]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {ألم يأن للّذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر اللّه وما نزل من الحقّ ولا يكونوا كالّذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون}
{ وما نزّل من الحقّ} :ويقرأ {وما نزل من الحقّ}: بالتخفيف.
وقوله : {يأن}: من أنى يأني، ويقال آن يئين.
وفي هذا المعنى ومعناه " حان يحين ".
وهذه الآية - واللّه أعلم - نزلت في طائفة من المؤمنين حثوا على الرّقّة والرحمة والخشوع.
فأما من كان ممن وصفه - عزّ وجلّ - بالخضوع والرقة والرحمة فطائفة من المؤمنين فوق هؤلاء.
وقوله عزّ وجلّ: { ولا يكونوا كالّذين أوتوا الكتاب من قبل}
وقرئت بالتاء، - تكونوا -.
{ فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم}: أي: لا تكونوا كالذين لما طالت عليهم المدة قست قلوبهم). [معاني القرآن: 5/125-126]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {فطال عليهم الأمد}: أي: الوقت والأجل). [ياقوتة الصراط: 505]

تفسير قوله تعالى: {اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (17)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {اعلموا أنّ اللّه يحي الأرض بعد موتها قد بيّنّا لكم الآيات لعلّكم تعقلون}
معناه : أن إحياء الأرض بعد موتها دليل على توحيد اللّه، ومن آياته الدالة على ذلك). [معاني القرآن: 5/126]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ (18) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {إنّ المصّدّقين والمصّدّقات...}.
قرأها عاصم: إنّ المصدّقين والمصدّقات بالتخفيف للصاد، يريد: الذين صدّقوا الله ورسوله، وقرأها آخرون: إن المصّدّقين يريدون: المتصدقين بالتشديد، وهي في قراءة أبّي: إن المتصدقين والمتصدقات بتاءٍ ظاهرة، فهذه قوة لم قرأ إن المصّدّقين بالتشديد). [معاني القرآن: 3/135]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: (إنّ المصّدّقين والمصّدّقات وأقرضوا اللّه قرضا حسنا يضاعف لهم ولهم أجر كريم}
بتشديد الصّاد، معناه أن المتصدّقين والمتصدّقات.
ويقرأ إنّ المصدّقين والمصدّقات بالتخفيف، ومعناه إن المؤمنين والمؤمنات ممن صدّق اللّه ورسوله فآمن بما أتى به النبي - صلى الله عليه وسلم -.
وقوله:{وأقرضوا اللّه قرضا حسنا}: أي: تصدّقوا من مال طيّب.
{يضاعف لهم ولهم أجر كريم} : أي : يضاعف لهم ما عملوا، ويكون ذلك التضعيف أجرا كريما). [معاني القرآن: 5/126]

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ (19)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {أولئك هم الصّدّيقون...} انقطع الكلام عند صفة الصديقين.
ثم قال: {والشّهداء عند ربّهم...} يعني: النبيين لهم أجرهم ونورهم، فرفعت الصديقين بهم، ورفعت الشهداء بقوله: {لهم أجرهم ونورهم...} ). [معاني القرآن: 3/135]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {والّذين آمنوا باللّه ورسله أولئك هم الصّدّيقون والشّهداء عند ربّهم لهم أجرهم ونورهم والّذين كفروا وكذّبوا بآياتنا أولئك أصحاب الجحيم}
{الصّدّيقون} على وزن " الفعيلين " , وأحدهم صدّيق وهو اسم للمبالغة في الفعل تقول: رجل " صدّيق " كثير التصديق وكذلك رجل سكّيت كثير السّكوت.
فالمعنى إنّ المؤمن المصدّق باللّه ورسله هو المبالغ في الصّدق.
وقوله عزّ وجلّ:{والشّهداء عند ربّهم لهم أجرهم ونورهم}: يصلح أن يكون كلاما مستأنفا مرفوعا بالابتداء، فيكون المعنى " والشهداء عند ربّهم لهم أجرهم ونورهم.
والشهداء هم الأنبياء، ويجوز أن يكون {والشهداء } نسقا على ما قبله، فيكون المعنى : أولئك هم الصّدّيقون , وأولئك هم الشهداء عند ربّهم، ويكون { لهم أجرهم ونورهم}: للجماعة من الصديقين والشهداء). [معاني القرآن: 5/126-127]

رد مع اقتباس