عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 18 ذو القعدة 1439هـ/30-07-2018م, 08:42 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ (3)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ويتبع كل شيطان مريد كتب عليه أنه من تولاه فأنه يضله ويهديه إلى عذاب السعير يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة مخلقة وغير مخلقة لنبين لكم ونقر في الأرحام ما نشاء إلى أجل مسمى ثم نخرجكم طفلا ثم لتبلغوا أشدكم ومنكم من يتوفى ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكيلا يعلم من بعد علم شيئا}
قوله تعالى: {ومن الناس} الآية. قال ابن جريج: نزلت في النضر بن الحارث، وأبي بن خلف، وقيل: في أبي جهل بن هشام، ثم هي بعد تتناول كل من يتصف بهذه الصفة. و"المجادلة": المحاجة، والمادة مأخوذة من "الجدل" وهو الفتل، والمعنى: "يجادل" في قدرة الله وصفاته. وكان سبب الآية كلام من ذكر في أن الله تبارك وتعالى لا يبعث الموتى، ولا يقيم الأجساد من القبور. و"الشيطان" هنا هو مغويهم من الجن، ويحتمل أن يكون الشيطان من الإنس، والإنحاء على متبعيه. و"المريد": المتجرد من الخير إلى الشر، ومنه الأمرد، وشجرة مرداء أي عارية من الورق، وصرح
[المحرر الوجيز: 6/214]
ممرد أي مملس من زجاج، وصخرة مرداء أي ملساء). [المحرر الوجيز: 6/215]

تفسير قوله تعالى: {كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ (4)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (والضمير في "عليه" عائد على "الشيطان"، قاله قتادة، ويحتمل أن يعود على "المجادل". و"أنه" في موضع رفع على المفعول الذي لم يسم فاعله، و"أنه" الثانية عطف على الأولى مؤكدة مثلها، وقيل: هي مكررة للتأكيد فقط، وهو معترض بأن الشيء لا يؤكد إلا بعد تمامه وتمام "أنه" الأولى إنما هو بصلتها في قوله: "السعير"، وكذلك لا يعطف عليه، ولسيبويه في مثل هذا أنه بدل، وقيل "أنه" الثانية خبر ابتداء محذوف تقديره: فشأنه أنه يضله، وقدره أبو علي: فله أن يضله.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
ويظهر لي أن الضمير في "أنه" الأولى للشيطان، وفي الثانية لـ "من" الذي هو المتولي. وقوله: "ويهديه" بمعنى: يدله على طريق ذلك، وليست بمعنى الإرشاد على الإطلاق. وقرأ أبو عمرو: "إنه من تولاه فإنه يضله" بالكسر فيهما). [المحرر الوجيز: 6/215]

رد مع اقتباس