عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 9 جمادى الأولى 1434هـ/20-03-2013م, 09:29 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بِهَذَا أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (68) )
قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا أبو أسامة، عن عوفٍ، عن غالب بن عجردٍ، قال: حدّثني رجلٌ من فقهاء أهل الشّام في مسجد منًى، قال: إنّ اللّه خلق الأرض، وخلق ما فيها من الشّجر، ولم يكن أحدٌ من بني آدم يأتي شجرةً من تلك الشّجر إلاّ أصاب منها خيرًا، أو كان له خيرٌ، فلم يزل الشّجر كذلك حتّى تكلّمت فجرة بني آدم بالكلمة العظيمة قولهم {اتّخذ اللّه ولدًا} فاقشعرّت الأرض فشاك الشّجر). [مصنف ابن أبي شيبة: 19/ 358]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (و{قالوا اتّخذ اللّه ولدًا سبحانه هو الغنيّ} [يونس: 68] ). [صحيح البخاري: 6/72]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله وقالوا اتخذ الله ولدا سبحانه هو الغنيّ كذا ثبت هذا لغير أبي ذرٍّ ترجمةٌ خاليةٌ من الحديث ولم أر في هذه الآية حديثًا مسندًا ولعلّه أراد أن يخرّج فيها طريقًا للحديث الّذي في التّوحيد ممّا يتعلّق بذمّ من زعم ذلك فبيّض له). [فتح الباري: 8/346]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ({وقالوا اتّخذ الله ولداً سبحانه هو الغنيّ} (يونس: 68)
هذه الآية الّتي هي التّرجمة لم تذكر في رواية أبي ذر، وثبتت لغيره خالية عن الحديث. قوله: {وقالوا} أي: أهل مكّة (اتخذ الله ولدا) فقالوا الملائكة بنات الله، وقالت اليهود: عزير ابن الله، وقالت النّصارى: المسيخ ابن الله. قوله: (سبحانه) تنزيه له عن اتّخاذ الولد، وتعجب به من كلمتهم الحمقاء. قوله: (هو الغنيّ) عن الصاحبة والولد). [عمدة القاري: 18/283]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({وقالوا اتخذ الله ولدًا}) حين قالوا الملائكة بنات الله وقالت اليهود عزير ابن الله، وقالت النصارى عيسى ابن الله، وسقطت الواو في بعض النسخ موافقة للفظ التنزيل ({سبحانه}) تنزيهًا له عن اتخاذ الولد ({هو الغني}) [يونس: 68] عن كل شيء فهو علة للتنزيه عن اتخاذ الولد وسقط وقالوا الخ لأبي ذر وليس فيه حديث مسوق فيحتمل إرادته لتخريج ما يناسب ذلك فبيض له ولم يتيسر له إيراده هنا). [إرشاد الساري: 7/164]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قالوا اتّخذ اللّه ولدًا سبحانه هو الغنيّ له ما في السّموات وما في الأرض إن عندكم من سلطانٍ بهذا أتقولون على اللّه ما لا تعلمون}.
يقول تعالى ذكره: قال هؤلاء المشركون باللّه من قومك يا محمّد: اتّخذ اللّه ولدًا، وذلك قولهم: الملائكة بنات اللّه. يقول اللّه منزّهًا نفسه عمّا قالوا وافتروا عليه من ذلك: سبحان اللّه، تنزيهًا للّه عمّا قالوا وادّعوا على ربّهم. {هو الغنيّ} يقول: اللّه غنيّ عن خلقه جميعًا، فلا حاجة به إلى ولدٍ، لأنّ الولد إنّما يطلبه من يطلبه ليكون عونًا له في حياته وذكرًا له بعد وفاته، واللّه عن كلّ ذلك غنيّ، فلا حاجة به إلى معينٍ يعينه على تدبيره ولا يبيد فيكون به حاجةٌ إلى خلفٍ بعده. {له ما في السّموات وما في الأرض} يقول تعالى ذكره: للّه ما في السّماوات وما في الأرض، ملكًا والملائكةً عباده وملكه، فكيف يكون عبد الرّجل وملكه له ولدًا؟ يقول: أفلا تعقلون أيّها القوم خطأ ما تقولون؟ {إن عندكم من سلطانٍ بهذا} يقول: ما عندكم أيّها القوم بما تقولون وتدّعون من أنّ الملائكة بنات اللّه من حجّةٍ تحتجّون بها، وهي السّلطان. {أتقولون على اللّه} قولاً لا تعلمون حقيقته وصحّته، وتضيفون إليه ما لا يجوز إضافته إليه جهلاً منكم بغير حجّةٍ ولا برهانٍ). [جامع البيان: 12/228-229]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قالوا اتّخذ اللّه ولدًا سبحانه هو الغنيّ له ما في السّماوات وما في الأرض إن عندكم من سلطانٍ بهذا أتقولون على اللّه ما لا تعلمون (68)
قوله تعالى: قالوا اتّخذ اللّه ولدًا سبحانه
- حدّثنا العبّاس بن يزيد العبديّ، ثنا يزيد بن زريعٍ، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، قوله: اتّخذ اللّه ولدًا سبحانه قال: إذ قالوا عليه البهتان عظّم نفسه.
- حدّثنا المنذر بن شاذان، ثنا هوذة، ثنا عوفٌي، عن غالب بن عجرة، ثنا رجلٌ من أهل الشّام في مسجد منًى قال: بلغني أنّ اللّه خلق الأرض وخلق ما فيها من الشّجر لم يكن في الأرض شجرةٌ يأتيها بنو آدم إلا أصابوا فيها منفعةً وقال كان لهم فيها منفعةٌ، ولم تزل الأرض والشّجر كذلك حتّى تكلّم فجرةٌ من بني آدم بتلك الكلمة العظيمة بقولهم: اتّخذ اللّه ولدًا فلمّا تكلّموا فيها اقشعرّت الأرض وشاك الشّجر.
قوله تعالى: هو الغنيّ لّه ما في السّماوات وما في الأرض
- حدّثنا أبي سهل بن عثمان، أبو مالك عمرو بن هشامٍ، عن جويبرٌ، عن الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ في قوله: سبحانه يقول: سبحان: عجب.
قوله تعالى: إن عندكم من سلطانٍ بهذا
- عن ابن عبّاسٍ قال: كلّ سلطانٍ في القرآن حجّةٌ وروي عن عكرمة ومحمّد بن كعبٍ وسعيد بن جبيرٍ والسّدّيّ والضّحّاك، والنّضر بن عديٍّ نحو ذلك.
قوله تعالى: أتقولون على اللّه ما لا تعلمون
- أخبرنا محمّد بن عبد اللّه بن المنادي فيما كتب إليّ يونس بن محمّدٍ المؤدّب، ثنا سفيان النّحويّ، عن قتادة: أتقولون على اللّه ما لا تعلمون قال: القول الكذب والباطل وقالوا عليه ما لا يعلمون). [تفسير القرآن العظيم: 6/1967-1968]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ عن الحسن رضي الله عنه في قوله {إن عندكم من سلطان بهذا} يقول ما عندكم من سلطان بهذا). [الدر المنثور: 7/689]

تفسير قوله تعالى: (قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ (69) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قل إنّ الّذين يفترون على اللّه الكذب لا يفلحون (69) متاعٌ في الدّنيا ثمّ إلينا مرجعهم ثمّ نذيقهم العذاب الشّديد بما كانوا يكفرون}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: {قل} يا محمّد لهم {إنّ الّذين يفترون على اللّه الكذب} فيقولون عليه الباطل، ويدّعون له ولدًا؛ {لا يفلحون} يقول: لا يبقون في الدّنيا، ولكن لهم). [جامع البيان: 12/229]

تفسير قوله تعالى: (مَتَاعٌ فِي الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ نُذِيقُهُمُ الْعَذَابَ الشَّدِيدَ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ (70) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ({متاعٌ في الدّنيا} يمتّعون به، وبلاغٌ يتبلّغون به إلى الأجل الّذي كتب فناؤهم فيه. {ثمّ إلينا مرجعهم} يقول: ثمّ إذا انقضى أجلهم الّذي كتب لهم، إلينا مصيرهم ومنقلبهم. {ثمّ نذيقهم العذاب الشّديد} وذلك إصلاؤهم جهنّم؛ {بما كانوا يكفرون} باللّه في الدّنيا، فيكذّبون رسله ويجحدون آياته.
ورفع قوله: {متاعٌ} بمضمرٍ قبله إمّا ذلك وإمّا هذا). [جامع البيان: 12/229-230]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قل إنّ الّذين يفترون على اللّه الكذب لا يفلحون (69) متاعٌ في الدّنيا ثمّ إلينا مرجعهم ثمّ نذيقهم العذاب الشّديد بما كانوا يكفرون (70)
قوله تعالى: قل إنّ الّذين يفترون على اللّه الكذب لا يفلحون متاعٌ في الدنيا
- ذكر عن حمّاد بن زيدٍ، عن هشام بن حسّان، قال: سمعت الحسن يقول: متاع الدّنيا قليلٌ قال رحم اللّه عبداً صاحبها على ذلك). [تفسير القرآن العظيم: 6/1968]


رد مع اقتباس