عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 18 رجب 1434هـ/27-05-2013م, 06:33 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي جمهرة تفاسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيرًا (51) )

قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ولو شئنا لبعثنا في كلّ قريةٍ نذيرًا (51) فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهادًا كبيرًا}.
يقول تعالى ذكره: ولو شئنا يا محمّد لأرسلنا في كلّ مصرٍ ومدينةٍ نذيرًا ينذرهم بأسنا على كفرهم بنا، فيخفّ عنك كثيرٌ من أعباء ما حمّلناك منه، ويسقط عنك بذلك مؤنةٌ عظيمةٌ، ولكنّا حمّلناك ثقل نذارة جميع القرى لتستوجب بصبرك عليه إن صبرت ما أعدّ اللّه لك من الكرامة عنده والمنازل الرّفيعة قبله). [جامع البيان: 17/470]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (ولو شئنا لبعثنا في كلّ قريةٍ نذيرًا (51)
قوله تعالى: ولو شئنا لبعثنا في كلّ قريةٍ نذيرًا
- حدّثنا محمّد بن يحيى أنبأ العبّاس بن الوليد، ثنا يزيد بن زريعٍ، عن سعيدٍ، عن قتادة قوله: في كلّ قريةٍ نذيرًا قال: لها رسلٌ). [تفسير القرآن العظيم: 8/2707]

تفسير قوله تعالى: (فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا (52) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {فلا تطع الكافرين} فيما يدعونك إليه من أن تعبد آلهتهم فنذيقك ضعف الحياة وضعف الممات، ولكن جاهدهم بهذا القرآن جهادًا كبيرًا، حتّى ينقادوا للإقرار بما فيه من فرائض اللّه، ويدينوا به ويذعنوا للعمل بجميعه طوعًا وكرهًا.
وبنحو الّذي قلنا في قوله: {وجاهدهم به} قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، قال: قال ابن عبّاسٍ: قوله {فلا تطع الكافرين وجاهدهم به} قال: بالقرآن.
وقال آخرون في ذلك بما:
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {وجاهدهم به جهادًا كبيرًا} قال: الإسلام. وقرأ: {واغلظ عليهم} وقرأ: {وليجدوا فيكم غلظةً} وقال: هذا الجهاد الكبير). [جامع البيان: 17/470]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله تعالى: فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهادًا كبيرًا
- أخبرنا أبو يزيد القراطيسيّ فيما كتب إليّ أنبأ أصبغ قال: سمعت ابن زيدٍ في قول اللّه: وجاهدهم به جهادًا كبيرًا قال يريد الإسلام والدّين وقرأ: وأغلظ عليهم وقرأ: وليجدوا فيكم غلظةً وقال: هذا الجهاد الكبير). [تفسير القرآن العظيم: 8/2707]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر عن ابن عباس في قوله {وجاهدهم به} قال: بالقرآن). [الدر المنثور: 11/191]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله {وجاهدهم به جهادا كبيرا} قال: هو قوله {واغلظ عليهم} التوبة الآية 73 والله تعالى أعلم). [الدر المنثور: 11/191]

تفسير قوله تعالى: (وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَحْجُورًا (53) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله وجعل بينهما برزخا وحجرا محجورا قال جعل هذا ملحا أجاجا والأجاج المر). [تفسير عبد الرزاق: 2/70]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (قال معمر وقال الكلبي جعل بينهما برزخا يقول حاجزا). [تفسير عبد الرزاق: 2/70]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وهو الّذي مرج البحرين هذا عذبٌ فراتٌ، وهذا ملحٌ أجاجٌ، وجعل بينهما برزخًا وحجرًا محجورًا}.
يقول تعالى ذكره: واللّه الّذي خلط البحرين، فأمرج أحدهما في الآخر، وأفاضه فيه.
وأصل المرج الخلط، ثمّ يقال للتّخلية: مرج، لأنّ الرّجل إذا خلّى الشّيء حتّى اختلط بغيره، فكأنّه قد مرجه؛ ومنه الخبر عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم وقوله لعبد اللّه بن عمرٍو: كيف بك يا عبد اللّه إذا كنت في حثالةٍ من النّاس، قد مرجت عهودهم وأماناتهم، وصاروا هكذا وشبّك بين أصابعه.
يعني بقوله: (قد مرجت): اختلطت، ومنه قول اللّه: {في أمرٍ مريجٍ} أي: مختلطٌ.
وإنّما قيل للمرج مرجٌ من ذلك، لأنّه يكون فيه أخلاطٌ من الدّوابّ، ويقال: مرجت دابّتك: أي خلّيتها تذهب حيث شاءت. ومنه قول الرّاجز:
رعى بها مرج ربيعٍ ممرجا
وبنحو ما قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {وهو الّذي مرج البحرين} يعني أنّه خلع أحدهما على الآخر.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {مرج البحرين} أفاض أحدهما على الآخر.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
- حدّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: أخبرنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {وهو الّذي مرج البحرين} يقول: خلع أحدهما على الآخر.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثنا أبو تميلة، عن أبي حمزة، عن جابرٍ، عن مجاهدٍ: {مرج} أفاض أحدهما على الآخر.
وقوله {هذا عذبٌ فراتٌ} الفرات: شدّة العذوبة، يقال: هذا ماءٌ فراتٌ: أي شديد العذوبة.
وقوله {وهذا ملحٌ أجاجٌ} يقول: وهذا ملحٌ مرٌّ.
يعني بالعذب الفرات: مياه الأنهار والأمطار، وبالملح الأجاج: مياه البحار.
وإنّما عنى بذلك أنّه من نعمته على خلقه، وعظيم سلطانه، يخلط ماء البحر العذب بماء البحر الملح الأجاج، ثمّ يمنع الملح من تغيير العذب عن عذوبته، وإفساده إيّاه بقضائه وقدرته، لئلاّ يضرّ إفساده إيّاه بركبان الملح منهما، فلا يجدوا ماءً يشربونه عند حاجتهم إلى الماء، فقال جلّ ثناؤه: {وجعل بينهما برزخًا} يعني حاجزًا يمنع كلّ واحدٍ منهما من إفساد الآخر {وحجرًا محجورًا} يقول: وجعل كلّ واحدٍ منهما حرامًا محرّمًا على صاحبه أن يغيّره ويفسده.
وبنحو الّذي قلنا في تأويل ذلك، قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {هذا عذبٌ فراتٌ وهذا ملحٌ أجاجٌ} يعني أنّه خلق أحدهما على الآخر، فليس يفسد العذب المالح، وليس يفسد المالح العذب، وقوله {وجعل بينهما برزخًا} قال: البرزخ: الأرض بينهما {وحجرًا محجورًا} يعني: حجر أحدهما على الآخر بأمره وقضائه، وهو مثل قوله {وجعل بين البحرين حاجزًا}.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {وجعل بينهما برزخًا} قال: محبسًا. قوله: {وحجرًا محجورًا} قال: لا يختلط البحر بالعذب.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ: {وجعل بينهما برزخًا} قال: حجازًا لا يراه أحدٌ، لا يختلط العذب في البحر.
قال ابن جريجٍ: فلم أجد بحرًا عذبًا إلاّ الأنهار العذاب، فإنّ دجلة تقع في البحر، فأخبرني الخبير بها أنّها تقع في البحر، فلا تمور فيه، بينهما مثل الخيط الأبيض؛ فإذا رجعت لم ترجع في طريقها من البحر، والنّيل يصبّ في البحر.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني أبو تميلة، عن أبي حمزة، عن جابرٍ، عن مجاهدٍ: {وجعل بينهما برزخًا} قال: البرزخ: أنّهما يلتقيان فلا يختلطان، وقوله {حجرًا محجورًا} أي لا تختلط ملوحة هذا بعذوبة هذا، لا يبغي أحدهما على الآخر.
- حدّثني يعقوب بن إبراهيم، قال: حدّثنا ابن عليّة، عن أبي رجاءٍ، عن الحسن، في قوله: {وجعل بينهما برزخًا وحجرًا محجورًا} قال: هذا اليبس.
- حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا معمرٌ، عن قتادة، في قوله: {وجعل بينهما برزخًا وحجرًا محجورًا} قال: جعل هذا ملحًا أجاجًا، قال: والأجاج: المرّ.
- حدّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: أخبرنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك، يقول: {مرج البحرين، هذا عذبٌ فراتٌ، وهذا ملحٌ أجاجٌ} يقول: خلع أحدهما على الآخر، فلا يغيّر أحدهما طعم الآخر {وجعل بينهما برزخًا} هو الأجل ما بين الدّنيا والآخرة {وحجرًا محجورًا} جعل اللّه بين البحرين حجرًا، يقول: حاجزًا حجز أحدهما عن الآخر بأمره وقضائه.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {وجعل بينهما برزخًا وحجرًا محجورًا} قال: {وحجرًا محجورًا}: جعل بينهما سترًا لا يلتقيان. قال: والعرب إذا كلّم أحدهما الآخر بما يكره قال: حجرًا، قال: سترًا دون الّذي تقول.
قال أبو جعفرٍ: وإنّما اخترنا القول الّذي اخترناه في معنى قوله {وجعل بينهما برزخًا وحجرًا محجورًا} دون القول الّذي قاله من قال معناه: إنّه جعل بينهما حاجزًا من الأرض أو من اليبس، لأنّ اللّه تعالى ذكره أخبر في أوّل الآية أنّه مرج البحرين، والمرج: هو الخلط في كلام العرب على ما بيّنت قبل، فلو كان البرزخ الّذي بين العذب الفرات من البحرين والملح الأجاج أرضًا أو يبسًا لم يكن هناك مرجٌ للبحرين، وقد أخبر جلّ ثناؤه أنّه مرجهما، وإنّما عرفنا قدرته بحجزه هذا الملح الأجاج عن إفساد هذا العذب الفرات، مع اختلاط كلّ واحدٍ منهما بصاحبه. فأمّا إذا كان كلّ واحدٍ منهما في حيّزٍ عن حيّز صاحبه فليس هناك مرجٌ، ولا هناك من الأعجوبة ما ينبّه عليه أهل الجهل به من النّاس ويذكّرون به، وإن كان كلّ ما ابتدعه ربّنا عجيبًا، وفيه أعظم العبر والمواعظ والحجج البوالغ). [جامع البيان: 17/471-476]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله تعالى: وهو الّذي مرج البحرين
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا هاني بن سعيدٍ، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك قال: المرج إرسال واحدٍ على الآخر.
- حدّثنا حجّاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قوله: مرج البحرين قال: أفاض أحدهما في الآخر.
- حدّثنا أبي، ثنا أبو الدّرداء عبد العزيز بن منيبٍ، ثنا أبو معاذٍ الفضل بن خالدٍ، عن عبيد بن سليمان، عن الضّحّاك قوله: وهو الّذي مرج البحرين يقول خلع أحدهما على الآخر فلا يغيّر أحدهما طعم الآخر.
قوله تعالى: البحرين
[الوجه الأول]
- حدثنا أبو سعيد الأشجع، ثنا بن يمانٍ، عن أشعث، عن جعفرٍ، عن سعيد: مرج البحرين قال: بحر السّماء وبحر الأرض
- وروى عن عطيّة ومجاهدٍ قالا: بحرٌ في السّماء وبحرٌ في الأرض.
والوجه الثّاني:
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا ابن يمانٍ، عن سفيان، عن رجلٍ، عن الحسن: مرج البحرين قال: بحر فارس والرّوم.
قوله تعالى: هذا عذبٌ فراتٌ وهذا ملحٌ أجاجٌ
- أخبرنا العبّاس بن الوليد بن مزيدٍ البيروتيّ قراءةً أخبرني محمّد بن شعيب بن شابور أخبرني عثمان بن عطاءٍ عن أبيه، عن عطاءٍ: وأما الفرات فالماء العذاب وفي قوله: وهذا ملحٌ أجاجٌ وأمّا الأجاج: فالماء المالح.
- حدّثنا محمّد بن يحيى أنبأ العبّاس بن الوليد، ثنا يزيد بن زريعٍ، ثنا سعيدٌ، عن قتادة قوله: وهذا ملحٌ أجاجٌ أي مرٌّ.
قوله تعالى: وجعل بينهما برزخًا
[الوجه الأول]
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا ابن عطيّة، عن أبي رجاءٍ، عن الحسن: وجعل بينهما برزخا قال: هو اليبس.
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا حدّثني عقبة، عن إسرائيل، عن جابرٍ، عن مجاهدٍ قال: البرزخ عرض الدّنيا.
- حدّثنا حجّاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قوله: برزخًا قال: محبسا.
والوجه الثّاني:
- حدّثنا أبي ثنا عبد العزيز بن منيبٍ، ثنا أبو معاذٍ، عن عبيد بن سليمان، عن الضّحّاك قوله: برزخًا قال: بينهما البرزخ، وهو الأجل ما بين الدّنيا والآخرة.
والوجه الثّالث:
- أخبرنا أبو عبد اللّه الطّهرانيّ فيما كتب إليّ أنبأ عبد الرّزّاق أنبأ معمرٌ، عن قتادة في قوله: برزخًا قال: البرزخ التّخوم.
الوجه الرّابع:
- حدّثنا الحسين بن الحسن، ثنا إبراهيم بن عبد اللّه الهرويّ، ثنا حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ: برزخا حجازا لا يراه أحدٌ لا يختلط العذب بالبحر ولا يختلط بحر الرّوم وفارس وبحر الرّوم ملحٌ.
قال ابن جريجٍ: فلم أجد بحرًا عذبًا إلا الأنهار العذاب تمور فيه بينهما مثل الخيط الأبيض فإذا رجعت لم ترجع في طريقهما من البحر شيءٌ والنّيل زعموا ينصبّ في البحر فلم أجد في قول مجاهدٍ العذب بالبحر فلم أجد العذاب إلا الأنهار.
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا هاني بن سعيدٍ، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك قوله: حجرًا محجورًا قال: جعل بينهما حاجزًا من أمره لا يسيل المالح على العذب ولا العذب على المالح.
- أخبرنا محمّد بن سعدٍ العوفيّ فيما كتب إليّ حدّثني أبي حدّثني عمّي حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ قوله: وحجرًا محجورًا يقول: حجز أحدهما، عن الآخر بأمره وقضائه وهو مثل قوله: وجعل بين البحرين حاجزًا.
- حدّثنا حجّاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قوله: حجرًا محجورا لا يختلط البحر بالعذب
- وروى، عن مجاهدٍ قوله: حجرًا محجورا لا يختلط البحر بالعذب
- وروى، عن قتادة أنّه قال: حجر العذب، عن المالح والمالح، عن العذب.
- أخبرنا أبو يزيد القراطيسيّ فيما كتب إليّ أنا أصبغ بن الفرج قال سمعت عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم في قوله: وجعل بينهما برزخًا وحجرًا محجورًا قال: جعل بينهما سترًا لا يلتقيان قال: والعرب إذا كلّم أحدهما الآخر بما يكره قال: سترًا دون الّذي تقول.
- حدّثنا أبي ثنا ابن نفيلٍ محمّد بن سلمة عن خصيفٍ في قوله: وجعل بينهما برزخًا وحجرًا محجورًا قال: حجازًا محجوزًا). [تفسير القرآن العظيم: 8/2707-2710]

قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (وعن مجاهد في قوله مرج البحرين قال أفاض أحدهما في الآخر). [تفسير مجاهد: 454]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم نا آدم ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال البرزخ المحبس البر). [تفسير مجاهد: 454]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم نا آدم ثنا شيبان عن جابر عن مجاهد قال البرزخ أنهما يلتقيان فلا يختلطان). [تفسير مجاهد: 454]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيمنا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد حجرا محجورا قال يقول لا يختلط المر بالعذب). [تفسير مجاهد: 2/454-455]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: وهو الذي مرج البحرين هذا عذب فرات وهذا ملح أجاج وجعل بينهما برزخا وحجرا محجورا.
أخرج ابن جرير عن ابن عباس {وهو الذي مرج البحرين} الآية، يعني خلع أحدهما على الآخر فليس يفسد العذب المالح وليس يفسد المالح العذب). [الدر المنثور: 11/191]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله {وهو الذي مرج البحرين} قال: أفاض أحدهما في الآخر). [الدر المنثور: 11/192]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن في قوله {مرج البحرين} قال: بحر في السماء وبحر في الأرض). [الدر المنثور: 11/192]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن عطاء في قوله {فرات} قال: العذب، وفي قوله {أجاج} قال: الاجاج: المالح). [الدر المنثور: 11/192]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {وهذا ملح أجاج} قال: المر). [الدر المنثور: 11/192]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن ابن عباس قال: هما بحران فتوضأ بأيهما شئت، ثم تلا هذه الآية {هذا عذب فرات وهذا ملح أجاج} ). [الدر المنثور: 11/192-193]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن الحسن في قوله {وجعل بينهما برزخا} قال: هو اليبس). [الدر المنثور: 11/193]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وابن أبي شيبه، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله {برزخا} قال: هو اليبس). [الدر المنثور: 11/193]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله {وجعل بينهما برزخا} قال: محبسا لا يختلط البحر العذب بالبحر الملح). [الدر المنثور: 11/193]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {وجعل بينهما برزخا} قال: التخوم). [الدر المنثور: 11/193]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم من طريق ابن جريج عن مجاهد في قوله {وجعل بينهما برزخا} قال: حجازا لا يختلط العذب بالملح ولا يختلط بحر الروم وفارس، وبحر الروم ملح قال ابن جريج: فلم أجد بحرا عذبا إلا الأنهار العذاب، فإن دجلة تقع في البحر فلا تمور فيه يجعل فيه بينهما مثل الخيط الأبيض فإذا رجعت لم يرجع في طريقهما من البحر شيء، والنيل زعموا ينصب في البحر). [الدر المنثور: 11/193-194]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن المنذر عن الكلبي في قوله {وجعل بينهما برزخا} قال: حاجزا). [الدر المنثور: 11/194]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {وحجرا محجورا} يقول: حجر أحدهما عن الآخر بأمره وقضائه). [الدر المنثور: 11/194]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {وحجرا محجورا} قال: إن الله حجر الملح عن العذب والعذب عن الملح أن يختلط بلطفه وقدرته). [الدر المنثور: 11/194]

تفسير قوله تعالى: (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا (54) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وهو الّذي خلق من الماء بشرًا فجعله نسبًا وصهرًا، وكان ربّك قديرًا}.
يقول تعالى ذكره: واللّه الّذي خلق من النّطف بشرًا إنسانًا فجعله نسبًا، وذلك سبعةٌ، وصهرًا، وهو خمسةٌ.
- كما حدّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: أخبرنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {فجعله نسبًا وصهرًا} النّسب: سبعٌ، قوله: {حرّمت عليكم أمّهاتكم}. إلى قوله {وبنات الأخت} والصّهر خمسٌ، قوله: {وأمّهاتكم اللاّتي أرضعنكم}. إلى قوله {وحلائل أبنائكم الّذين من أصلابكم}.
وقوله: {وكان ربّك قديرًا} يقول: وربّك يا محمّد ذو قدرةٍ على خلق ما يشاء من الخلق، وتصريفهم فيما شاء وأراد). [جامع البيان: 17/476]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (وهو الّذي خلق من الماء بشرًا فجعله نسبًا وصهرًا وكان ربّك قديرًا (54)
قوله تعالى: وهو الّذي خلق من الماء بشرًا
- حدّثنا إبراهيم بن مرزوقٍ البصريّ نزيل مصر، ثنا أبو عامرٍ، ثنا مبارك بن فضالة، عن ثمامة، عن أنس بن مالكٍ قال: سئل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، عن العزل فقال: لو أنّ الماء الّذي يكون منه الولد صبّ على صخرةٍ لأخرج اللّه منها ما قدّر ليخلق اللّه نفسًا هو خالقها.
قوله تعالى: فجعله نسبًا
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعثمان قالا: ثنا أبو معاوية، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك قال: النّسب الرّضاع.
- حدّثنا محمّد بن يحيى، أنبأ العبّاس بن الوليد، ثنا يزيد بن زريعٍ، ثنا سعيدٌ، عن قتادة قوله: وهو الّذي خلق من الماء بشرًا فجعله نسبًا وصهرًا وكان ربّك قديرًا ذكر اللّه الصّهر مع النسب وحرم أربعة عشرة امرأةً سبعًا من النّسب وسبعًا من الصّهر واستوى تحريم اللّه في النّسب والصّهر.
قوله تعالى: وصهرا
- حدّثنا أبي ثنا سليمان بن معبدٍ، ثنا عبد الرّزّاق أنبأ معمرٌ، عن ابن طاوسٍ، عن أبيه: نسبًا وصهرًا قال: الرّضاعة من الصّهر.
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا أبو بكر وعثمان، أنبأ أبي شيبة، ثنا أبو معاوية، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك قال: الصّهر الختونة.
قوله تعالى: وكان ربّك قديرًا
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا أبو يحيى الرّازيّ، عن عمرو بن أبي قيسٍ، عن مطرّفٍ، عن المنهال، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ قال: أتاه رجلٌ فقال: يا ابن عبّاسٍ سمعت اللّه يقول: وكان اللّه كأنّه شيءٌ كان قال: أمّا قوله: وكان اللّه فإنّه لم يزل ولا يزال وهو الأوّل والآخر والظّاهر والباطن). [تفسير القرآن العظيم: 8/2710-2711]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا وكان ربك قديرا.
أخرج عبد بن حميد عن عبد الله بن المغيرة قال: سئل عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن نسب وصهر فقال: ما أراكم إلا قد عرفتم النسب، فأما الصهر: فالاختان والصحابة). [الدر المنثور: 11/194]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن الضحاك في قوله {فجعله نسبا وصهرا} قال: النسب الرضاع والصهر الختونة). [الدر المنثور: 11/195]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن قتادة {فجعله نسبا وصهرا} قال: ذكر الله الصهر مع النسب وحرم أربع عشرة امرأة، سبعا من النسب وسبعا من الصهر، فاستوى تحريم الله في النسب والصهر). [الدر المنثور: 11/195]

تفسير قوله تعالى: (وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُهُمْ وَلَا يَضُرُّهُمْ وَكَانَ الْكَافِرُ عَلَى رَبِّهِ ظَهِيرًا (55) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (قال معمر عن الحسن في قوله تعالى وكان الكافر على ربه ظهيرا قال عونا للشيطان على ربه على المعاصي). [تفسير عبد الرزاق: 2/70]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ويعبدون من دون اللّه ما لا ينفعهم ولا يضرّهم، وكان الكافر على ربّه ظهيرًا}.
يقول تعالى ذكره: ويعبد هؤلاء المشركون باللّه من دونه آلهةً لا تنفعهم فتجلب إليهم نفعًا إذا هم عبدوها، ولا تضرّهم إن تركوا عبادتها، ويتركون عبادة من أنعم عليهم هذه النّعم الّتي لا كفاء لأدناها، وهي ما عدّدّ علينا جلّ جلاله في هذه الآيات من قوله: {ألم تر إلى ربّك كيف مدّ الظّلّ} إلى قوله: {قديرًا}. ومن قدرته القدرة الّتي لا يمتنع عليه معها شيءٌ أراده، ولا يتعذّر عليه فعل شيءٍ أراد فعله، ومن قدرته إذا أراد عقاب بعض من عصاه من عباده أحلّ به ما أحلّ بالّذين وصف صفتهم من قوم فرعون وعادٍ وثمود وأصحاب الرّسّ، وقرونًا بين ذلك كثيرًا، فلم يكن لمن غضب عليه منه ناصرٌ، ولا له عنه دافعٌ.
{وكان الكافر على ربّه ظهيرًا} يقول تعالى ذكره: وكان الكافر معينًا للشّيطان على ربّه، مظاهرًا له على معصيته.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا حكّامٌ، عن عنبسة، عن ليثٍ، عن مجاهدٍ: {وكان الكافر على ربّه ظهيرًا} قال: يظاهر الشّيطان على معصية اللّه بعينه.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {على ربّه ظهيرًا} قال: معينًا.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
قال ابن جريجٍ: أبو جهلٍ معينًا، ظاهر الشّيطان على ربّه.
- حدّثنا الحسن، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا معمرٌ، عن الحسن، في قوله: {وكان الكافر على ربّه ظهيرًا} قال: عونًا للشّيطان على ربّه على المعاصي.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {وكان الكافر على ربّه ظهيرًا} قال: على ربّه عوينًا. والظّهير: العوين. وقرأ قول اللّه: {فلا تكوننّ ظهيرًا للكافرين} قال: لا تكوننّ لهم عوينًا. وقرأ أيضًا قول اللّه: {وأنزل الّذين ظاهروهم من أهل الكتاب من صياصيهم} قال: ظاهروهم: أعانوهم.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {وكان الكافر على ربّه ظهيرًا} يعني: أبا الحكم الّذي سمّاه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: أبا جهل بن هشامٍ.
وقد كان بعضهم يوجّه معنى قوله {وكان الكافر على ربّه ظهيرًا} أي وكان الكافر على ربّه هيّنًا من قول العرب: ظهرت به، فلم ألتفت إليه، إذا جعله خلف ظهره فلم يلتفت إليه، وكأنّ الظّهير كان عنده فعيلٌ صرف من مفعولٍ إليه من مظهورٍ به، كأنّه قيل: وكان الكافر مظهورًا به.
والقول الّذي قلناه هو وجه الكلام والمعنى الصّحيح، لأنّ اللّه تعالى ذكره أخبر عن عبادة هؤلاء الكفّار من دونه، فأولى الكلام أن يتبع ذلك ذمّه إيّاهم، وذمّ فعلهم دون الخبر عن هوانهمٍ على ربّهم، ولما يجر لاستكبارهم عليه ذكر؛ فيتبع بالخبر عن هوانهم عليه). [جامع البيان: 17/476-479]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (ويعبدون من دون اللّه ما لا ينفعهم ولا يضرّهم وكان الكافر على ربّه ظهيرًا (55)
قوله تعالى: ويعبدون من دون اللّه ما لا ينفعهم ولا يضرّهم
- حدّثنا أبي ثنا هشام بن خالدٍ، ثنا شعيب بن إسحاق، ثنا سعيدٌ، عن قتادة قوله: ويعبدون من دون اللّه هذا الوثن وهذا الحجر.
قوله تعالى: وكان الكافر على ربّه ظهيرًا
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا ابن فضيلٍ، عن مطرّفٍ، عن عامرٍ: وكان الكافر على ربّه ظهيرًا قال أبو جهلٍ وروى، عن مجاهدٍ وسعيد بن جبيرٍ وعطيّة مثل ذلك.
قوله تعالى: على ربه ظهيرا
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا يحيى بن عبد اللّه بن بكيرٍ، ثنا ابن لهيعة حدّثني عطاء بن دينارٍ، عن سعيد بن جبيرٍ في قول اللّه: وكان الكافر على ربّه ظهيرًا يقول: عونًا للشّيطان على ربّه بالعداوة والشّرك.
- حدّثنا أبي، ثنا أبو غسّان زنيجٌ، ثنا حكّامٌ، ثنا عنبسة، عن ليثٍ، عن مجاهدٍ : وكان الكافر على ربّه ظهيرًا قال: يظاهر الشّيطان على معصية اللّه يعينه.
- حدّثنا عليّ بن الحسين بن الجنيد، ثنا ابن أبي حمّادٍ، ثنا الصّبّاح بن محاربٍ، ثنا محمّد بن أبان، عن زيد بن أسلم قوله: وكان الكافر على ربّه ظهيرًا قال مواليا). [تفسير القرآن العظيم: 8/2711]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيمنا آدم ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله وكان الكافر على ربه ظهيرا قال يعني معينا). [تفسير مجاهد: 455]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: ويعبدون من دون الله ما لا ينفعهم ولا يضرهم وكان الكافر على ربه ظهيرا.
أخرج ابن جرير، وابن مردويه عن ابن عباس في قوله {وكان الكافر على ربه ظهيرا} يعني أبا الحكم: الذي سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا جهل ابن هشام). [الدر المنثور: 11/195]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن الشعبي في قوله {وكان الكافر على ربه} قال: أبو جهل). [الدر المنثور: 11/195]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن عطية في قوله {وكان الكافر على ربه ظهيرا} قال: هو أبو جهل). [الدر المنثور: 11/195]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبه وسعيد بن منصور والفريابي، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد {وكان الكافر على ربه ظهيرا} قال: معينا للشيطان على معاصي الله.
وأخرج عبد بن حميد عن الحسن والضحاك، مثله). [الدر المنثور: 11/196]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير {وكان الكافر على ربه ظهيرا} قال: عونا للشيطان على ربه بالعداوة والشرك). [الدر المنثور: 11/196]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن قتادة {وكان الكافر على ربه ظهيرا} قال: معينا للشيطان على عداوة ربه). [الدر المنثور: 11/196]


رد مع اقتباس