عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 24 ربيع الثاني 1434هـ/6-03-2013م, 10:54 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

التفسير اللغوي


{ أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا وَالَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (114) وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (115) وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ (116) إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَنْ يَضِلُّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (117)}

تفسير قوله تعالى: {أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا وَالَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (114)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {منزّلٌ مّن رّبّك بالحقّ فلا تكوننّ من الممترين...}
من الشاكّين أنهم يعلمون أنه منزل من ربك). [معاني القرآن: 1/ 352]

تفسير قوله تعالى: {وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (115)}
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (أبو عمرو {وتمت كلمت ربك}، {لا مبدل لكلماته}. الحسن {كلمت} فيهما جميعًا). [معاني القرآن لقطرب: 525]


تفسير قوله تعالى: {وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ (116)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وإن تطع أكثر من في الأرض...}
في أكل الميتة {يضلّوك} لأن أكثرهم كانوا ضلاّلا. وذلك أنهم قالوا للمسلمين: أتأكلون ما قتلتم ولا تأكلون ما قتل ربّكم! فأنزلت هذه الآية {وإن تطع أكثر من في الأرض}). [معاني القرآن: 1/ 353]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({يخرصون} أي: يظنون ويوقعون، ويقال: يتخرص، أي يتكذب). [مجاز القرآن: 1/ 206]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وأما قوله عز وجل {يخرصون} فخرص يخرص؛ أي ظن؛ وتخرص الشيء كذب فيه؛ و{الخراصون}: الكذابون، في قول الحسن، قال: كذبوا بالكتاب وبقيام الساعة.
[وزاد محمد بن صالح في روايته]:
وخرصت النخل أخرصه؛ وخرصت إبلك خرصًا: أصابها البرد والجوع؛ وقالوا أيضًا: خرص يخرص خرصا وخروصًا؛ أي كذب). [معاني القرآن لقطرب: 551]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({يخرصون}: يكذبون). [غريب القرآن وتفسيره: 142]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({يخرصون}: يحدسون ويوقعون. ومنه قيل للحازر: خارص). [تفسير غريب القرآن: 158]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {وإن تطع أكثر من في الأرض يضلّوك عن سبيل اللّه إن يتّبعون إلّا الظّنّ وإن هم إلّا يخرصون}
أعلم اللّه عزّ وجلّ - أن أكثرهم من الذين اتبعوا أكابرهم ليس عند أنفسهم أنهم على بصائر، وأنهم إنما يظنون، ومنهم من عاند، ومن يعلم أن النبي حق.
فإن قال قائل: كيف يعذبون وهم ظانون، وهل يجوز أن يعذب من كفر وهو ظانّ، ومن لم يكفر وهو على يقين؟
فالجواب في هذا أن اللّه جل ثناؤه قد ذكر أنّه يعذب على الظنّ، وذلك قوله: {وما خلقنا السّماء والأرض وما بينهما باطلا ذلك ظنّ الّذين كفروا فويل للّذين كفروا من النّار}. والحجة في هذا أنهم عذبوا على هذا الظن، لأنهم اتبعوا أهواءهم وتركوا التماس البصيرة من حيث يجب واقتصروا على الظن والجهل). [معاني القرآن: 2/ 285-286]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {إن يتبعون إلا الظن} أعلم جل وعز أنهم ليسوا على بصائر ولا يقين وأنهم لا يتبعون الحق ويقرأ {إن ربك هو أعلم من يضل عن سبيله}.
وهذا على حذف المفعول وفتح الياء أحسن لأن بعده {وهو أعلم بالمهتدين}). [معاني القرآن: 2/ 478-479]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({يَخْرُصُون} يحسدون، أي يكذبون). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 79]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({يَخْرُصُونَ}: يكذبون). [العمدة في غريب القرآن: 130]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَنْ يَضِلُّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (117)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {هو أعلم من يضلّ...}
(من) في موضع رفع كقوله: {لنعلم أي الحزبين أحصى} إذا كانت (من) بعد العلم والنظر والدراية -مثل نظرت وعلمت ودريت- كانت في مذهب أيّ. فإن كان بعدها فعل لها رفعتها به، وإن كان بعدها فعل يقع عليها نصبتها؛ كقولك: ما أدرى من قام، ترفع (من) بقام، وما أدرى من ضربت، تنصبها بضربت). [معاني القرآن: 1/ 353]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وأما قوله عز وجل {إن ربك هو أعلم من يضل عن سبيله} فقال: {أعلم} ولم يقل: "يعلم" وهو المعنى؛ وليس المعنى هاهنا على مثل قولك: زيد أعلم من ثم؛ وأفضل من ي الدار؛ ولكن المعنى في الآية: يعلم.
وقال حاتم طيء على ذلك:
فحالفت طيء من دوننا حلفا = والله أعلم ما كنا لهم خذلا
وقالت الخنساء:
القوم أعلم أن جفنته = تغدو غداة الريح أو تسري
وقال الآخر أيضًا:
[معاني القرآن لقطرب: 551]
القوم أعلم أني من سراتهم = ..............
قال: يريد العلماء.
وقال حسان بن ثابت:
الله يعلم ما أسعى لجلهم = وما يغيب به صدري وأضلاعي). [معاني القرآن لقطرب: 552]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {إنّ ربّك هو أعلم من يضلّ عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين}
موضعا من" رفع بالابتداء، ولفظها. لفظ الاستفهام.
المعنى: إن ربك هو أعلم أي الناس يضل عن سبيله، وهذا مثل قوله: {لنعلم أيّ الحزبين أحصى لما لبثوا أمدا}). [معاني القرآن: 2/ 286]


رد مع اقتباس