عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 13 جمادى الأولى 1434هـ/24-03-2013م, 09:43 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ (116)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فلولا كان من القرون من قبلكم أولوا بقيّةٍ ينهون...}
يقول لم يكن منهم أحد كذلك إلاّ قليلا أي هؤلاء كانوا ينهون فنجوا. وهو استثناء على الانقطاع ممّا قبله كما قال عزّ وجل: {إلاّ قوم يونس} ولو كان رفعاً كان صواباً.
وقوله:{واتّبع الّذين ظلموا ما أترفوا فيه} بقول: اتّبعوا في دنياهم ما عوّدوا من النعيم وإيثار اللذّات على أمر الآخرة.
ويقال: اتّبعوا ذنوبهم وأعمالهم السّيّئة إلى النار). [معاني القرآن: 2/31-30]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {فلولا كان من القرون من قبلكم أولوا بقيّةٍ} مجازه: فهلا كان من القرون الذين من قبلكم ذووا بقية، أي يبقون {وينهون عن الفساد في الأرض إلاّ قليلاً مّمن أنجينا منهم} منصوب لأنه استثناء من هؤلاء القرون وهم ممن أنجينا، ومجازه: مجاز المختصر الذي فيه ضمير فلولا كان من القرون الذين كانوا من قبلكم.
{ما أترفوا فيه} أي ما تجبّروا وتكبروا عن أمر الله وصدوا عنه وكفروا، قال:
تهدى رؤوس المترفين الصّدّاد= إلى أمير المؤمنين الممتاد
الممتاد من ماد يميد). [مجاز القرآن: 1/301-300]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وأما قوله {ما أترفوا فيه} فقالوا: أهلكوا فيه، وتكبروا عن أمر الله عز وجل؛ وقالوا أيضًا {أترفوا فيه} أي نعموا من الأموال وخولوا الدنيا، فتجبروا فيها). [معاني القرآن لقطرب: 699]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {فلولا كان من القرون}: فهلا كان من القرون.
{ما أترفوا فيه}: ما أهلكوا فيه فعدلوا وتحيروا. والمترفون المتكبرون). [غريب القرآن وتفسيره: 179]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {فلولا كان من القرون من قبلكم} أي فهلا.
{أولوا بقيّةٍ} أي أولوا بقيّة من دين. يقال: [قوم] لهم بقية وفيهم بقيّة. إذا كانت بهم مسكة وفيهم خير.
{واتّبع الّذين ظلموا ما أترفوا فيه} ما أعطوا من الأموال، أي آثروه واتبعوه ففتنوا به). [تفسير غريب القرآن: 211-210]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (لولا ولوما
لولا تكون في بعض الأحوال بمعنى: هلّا وذلك إذا رأيتها بغير جواب، تقول: لولا فعلت كذا تريد هلّا، فعلت كذا، قال الله تعالى: {فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ} {فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ}{فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا} {فَلَوْلَا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ} أي فهلا. وقال: {فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آَمَنَتْ}.
وقال الشاعر:
تَعُدُّونَ عَقْرَ النِّيبِ أَفْضَلَ مَجْدِكُمْ = بَنِي ضَوْطَرَى لَوْلا الكَمِيَّ المقنَّعَا
أي: فهّلا تعدُّونَ الكميَّ.
وكذلك (لوما)، قال: {لَوْ مَا تَأْتِينَا بِالْمَلَائِكَةِ} أي هلّا تأتينا). [تأويل مشكل القرآن: 541-540] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {فلولا كان من القرون من قبلكم أولو بقيّة ينهون عن الفساد في الأرض إلّا قليلا ممّن أنجينا منهم واتّبع الّذين ظلموا ما أترفوا فيه وكانوا مجرمين}
{أولو بقيّة} معناه أولو تمييز، ويجوز أن يكون معناه " أولو " طاعة.
ومعنى البقية إذا قلت فلان في بقيّة، معناه فيه فضل فيما يمدح به.
{إلّا قليلا ممّن أنجينا منهم} استثناء منقطع، المعنى لكنّ قليلا ممّن أنجينا منهم ممن نهى عن الفساد.
{واتّبع الّذين ظلموا ما أترفوا فيه} معناه اتبعوا الشيء الذي به تدوم لهم الترفه والنعيم، وركنوا إلى الدنيا فلم يقبلوا ما ينقص ترفتهم في كسب أو عمل). [معاني القرآن: 3/83]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {فلولا كان من القرون من قبلكم أولوا بقية}
قيل أولوا طاعة
وقيل أولو تمييز
وقيل أولو حظ من الله جل وعز
وقوله جل وعز: {واتبع الذين ظلموا ما أترفو فيه}
قال مجاهد من تملكهم وتجبرهم وتركهم الحق). [معاني القرآن: 3/388-387]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {ما أترفوا فيه} ما أعطوا من الأموال أي آثروه واتبعوه). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 109]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {أُتْرِفُواْ}: تنعموا). [العمدة في غريب القرآن: 158]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ (117)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وما كان ربّك ليهلك القرى بظلمٍ وأهلها مصلحون...}.
يقول: لم يكن ليهلكهم وهم مصلحون فيكون ذلك ظلماً. ويقال: لم يكن ليهلكهم وهم يتعاطون الحقّ فيما بينهم وإن كانوا مشركين والظلم الشرك). [معاني القرآن: 2/31]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {وما كان ربّك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون}
يجوز أن يكون وما كان ربّك ليهلك أحدا وهو يظلمه - كما قال: {إنّ اللّه لا يظلم النّاس شيئا}. وجائز أن يكون معناه: وما كان ربك ليهلك القرى - ومعناه أهل القرى -
بظلم وأهلها يتعاطون فيما بينهم بالنصفة). [معاني القرآن: 3/83]

تفسير قوله تعالى: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ولا يزالون مختلفين...}
يقول: {لا يزالون} يعني أهل الباطل {إلاّ من رحم ربّك} أهل الحقّ (ولذلك خلقهم) يقول: للشقاء وللسعادة.
ويقال: {ولا يزالون مختلفين إلاّ من رحم ربّك ولذلك خلقهم}: للاختلاف والرحمة). [معاني القرآن: 2/31]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {ولا يزالون مختلفين} في دينهم). [تفسير غريب القرآن: 211]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {ولو شاء ربّك لجعل النّاس أمّة واحدة ولا يزالون مختلفين}
أي لو شاء لجمعهم على هدايته، كما قال - عز وجل -:{ولو شاء اللّه لجمعهم على الهدى} ). [معاني القرآن: 3/83]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة}أي على دين واحد). [معاني القرآن: 3/388]

تفسير قوله تعالى: {إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (119)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): ( {إلاّ من رحم ربّك} أهل الحقّ (ولذلك خلقهم) يقول: للشقاء وللسعادة.
ويقال: {ولا يزالون مختلفين إلاّ من رحم ربّك ولذلك خلقهم}: للاختلاف والرحمة). [معاني القرآن: 2/31] (م)
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وتمّت كلمة ربّك لأملأنّ جهنّم...}
صار قوله عزّ وجلّ: {وتمّت كلمة ربّك} يمينا كما تقول: حلفي لأضربنّك، وبدا لي لأضربنّك. وكلّ فعل كان تأويله كتأويل بلغني، وقيل لي، وانتهى إليّ، فإن اللام وأن تصلحان فيه. فتقول: قد بدا لي لأضربنّك، وبدا لي أن أضربك. فلو كان: وتمّت كلمة ربك أن يملأ جهنم كان صواباً وكذلك {ثمّ بدالهم من بعد ما رأوا الآيات ليسجننّه} ولو كان أن يسجنوه كان صواباً.
وقال: {وجاءك في هذه الحقّ...}
في هذه السورة). [معاني القرآن: 2/31]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {إلّا من رحم ربّك} فإن دينهم واحد لا يختلفون.
{ولذلك خلقهم} يعني لرحمته خلق الذين لا يختلفون في دينهم.
وقد ذهب قوم إلى أنه للاختلاف خلقهم اللّه. واللّه أعلم بما أراد). [تفسير غريب القرآن: 211]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {ولا يزالون مختلفين* إلّا من رحم ربّك ولذلك خلقهم وتمّت كلمة ربّك لأملأنّ جهنّم من الجنّة والنّاس أجمعين}
" من " استثناء، على معنى: لكن من رحم ربك فإنه غير مخالف.
وقوله: {ولذلك خلقهم} أي خلقهم للسعادة والشقاء، فاختلافهم في الدّين يؤدي بهم إلى سعادة أو شقاء.
وقيل: ولذلك خلقهم أي لرحمته خلقهم، لقوله {إلّا من رحم ربّك}.
والقول الأول يدل عليه.
{وتمّت كلمة ربّك لأملأنّ جهنّم من الجنّة والنّاس أجمعين}.
{لأملأنّ} لفظ القسم، أي فتمّ قوله (لأملأنّ جهنّم) ). [معاني القرآن: 3/84-83]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم}
قال أبو جعفر وهذه الآية من المشكل وقد قيل فيها أقوال
روى عبد الكريم الجزري عن مجاهد أنه قال وللرحمة خلقهم
وكذلك قال قتادة
وروي عن الحسن فيها أقوال
منها أنه قال وللاختلاف خلقهم
ومنها أنه يقال وللرحمة خلقهم
ومنها أنه قال خلقهم للجنة والنار والشقاء والسعادة
وقيل هذا القول الذي عليه أهل السنة وهو أبينها وأجمعها
والذي رواه عبد الكريم عن مجاهد ليس بناقض له لأنه قد بينه حجاج في روايته عن ابن جريج عن مجاهد أنه قال في قول الله جل وعز: {ولا يزالون مختلفين}
قال أهل الباطل {إلا من رحم ربك} قال أهل الحق ولذلك خلقهم قال للرحمة خلق أهل الجنة
قال أبو جعفر فهذا قول بين مفسر
ومن قال أيضا خلقهم للاختلاف فليس بناقض لهذا لأنه يذهب إلى أن المعنى وخلق أهل الباطل للاختلاف
وأبينها قول الحسن الذي ذكرناه ويكون المعنى ولا يزال أهل الباطل مختلفين في دينهم إلا من رحم الله وأهل الإسلام لا يختلفون في دينهم ولذلك خلق أهل السعادة للسعادة وأهل الشقاء للشقاء وبين هذا قوله جل وعز: {وتمت كلمة ربك لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين}
وقيل التقدير ينهون عن الفساد في الأرض ولذلك خلقهم). [معاني القرآن: 3/390-388]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {ولذلك خلقهم} يعني من رحم، للرحمة خلقهم، وهم الذين لا يختلفون في دينهم. وقيل: للاختلاف خلقهم، والله أعلم.
وقيل: ليملأ جهنم من الجنة والناس أجمعين خلقهم، وهو مروي عن مالك). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 109]


رد مع اقتباس