الموضوع: نزول المعوذتين
عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 10 شعبان 1434هـ/18-06-2013م, 11:18 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي دراسة أحاديث ذات صلة بسبب نزول المعوذتين

دراسة أحاديث ذات صلة بسبب نزول المعوذتين

حديث هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة
قالَ مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيلَ البُخَارِيُّ (ت:256هـ): (حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبيهِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا قالَتْ: سَحَرَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسلَّمَ رَجُلٌ مِنْ بَنِى زُرَيْقٍ يُقَالُ لَهُ لَبيدُ بنُ الأَعْصَمِ، حَتَّى كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليهِ وَسلَّمَ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهُ يَفْعَلُ الشَّىْءَ وَمَا فَعَلَهُ، حَتَّى إِذَا كَانَ ذَاتَ يَوْمٍ أَوْ ذَاتَ لَيْلَةٍ وَهُوَ عِنْدِي لَكِنَّهُ دَعَا وَدَعَا، ثُمَّ قَالَ: « يَا عَائِشَةُ، أَشَعَرْتِ أَنَّ اللَّهَ أَفْتَانِى فِيمَا اسْتَفْتَيْتُهُ فِيهِ، أَتَانِى رَجُلاَنِ فَقَعَدَ أَحَدُهُمَا عِنْدَ رَأْسِى، وَالآخَرُ عِنْدَ رِجْلَىَّ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبهِ: مَا وَجَعُ الرَّجُلِ؟ فَقَالَ: مَطْبُوبٌ.
قَالَ مَنْ طَبَّهُ؟ قَالَ: لَبيدُ بْنُ الأَعْصَمِ. قَالَ: فِي أَيِّ شَىْءٍ؟ قَالَ: فِى مُشْطٍ وَمُشَاطَةٍ، وَجُفِّ طَلْعِ نَخْلَةٍ ذَكَرٍ.
قَالَ: وَأَيْنَ هُوَ؟ قَالَ: فِي بئْرِ ذَرْوَانَ ».
فَأَتَاهَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِى نَاسٍ مِنْ أَصْحَابهِ فَجَاءَ فَقَالَ: « يَا عَائِشَةُ كَأَنَّ مَاءَهَا نُقَاعَةُ الحِنَّاءِ، أَوْ كَأَنَّ رُءُوسَ نَخْلِهَا رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ ».
قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَلاَ أَسْتَخْرِجُهُ.
قَالَ: « قَدْ عَافَانِى اللَّهُ، فَكَرِهْتُ أَنْ أُثَوِّرَ عَلَى النَّاسِ فِيهِ شَرًّا »
فَأَمَرَ بهَا فَدُفِنَتْ.
تَابَعَهُ أَبُو أُسَامَةَ وَأَبُو ضَمْرَةَ وَابْنُ أَبى الزِّنَادِ عَنْ هِشَامٍ.
وَقَالَ اللَّيْثُ وَابْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ هِشَامٍ فِى مُشْطٍ وَمُشَاقَةٍ. يُقَالُ المُشَاطَةُ مَا يَخْرُجُ مِنَ الشَّعَرِ إِذَا مُشِطَ، وَالمُشَاقَةُ مِنْ مُشَاقَةِ الكَتَّانِ). [صحيح البخاري:؟؟]
قال عبد العزيز بن داخل المطيري: (حديث هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة في قصة سحر النبي صلى الله عليه وسلم رواه الشافعي والحميدي وابن أبي شيبة وإسحاق بن راهويه وأحمد بن حنبل والبخاري ومسلم وابن ماجه والنسائي والطحاوي وأبو يعلى وابن حبان والبيهقي والواحدي والبغوي، وليس فيه عند جميعهم ذكر نزول المعوذتين.
وروى اللالكائي في شرح السنة وأبو القاسم الأصبهاني في كتاب الحجة في بيان المحجة كلاهما من طريق أحمد بن إبراهيم العبسقي عن محمد بن إبراهيم بن عبد الله عن أبي عبيد الله المخزومي عن سفيان بن عيينة عن هشام ابن عروة عن أبيه عن عائشة فذكر الحديث بنحو رواية الجماعة وزاد في آخره: (قالت: ونزلت {قُلْ أَعُوذُ برَبِّ الفَلَقِ (1) مِن شَرِّ مَا خَلَقَ} حتى ختم السورة).
وذكر ابن حجر في التلخيص أن هذه الزيادة في تفسير سفيان بن عيينة رواية أبي عبيد الله عنه، وهي الرواية التي أخرجها اللالكائي وأبو القاسم الأصبهاني.
والذي يظهر لي أن هذه الزيادة مُعلَّة لأمور:
أولها: التفرد عن الأئمة الثقات الحفاظ وهم جمع كثير ومخرج الحديث واحد؛ فقد روى هذا الحديث عن هشامِ بنِ عروةَ: أبو أسامة الحافظ، وعبدُ اللهِ بن نمير، وعيسى بن يونس، وابن أبي الزناد، والليث بن سعد، وأبو ضمرة أنس بن عياض، ومعمر بن راشد، ويحيى القطان، ووهيب بن خالد، وعلي بن مسهر، ولم يذكروا فيه المعوذتين.
الأمر الثاني: أن الشافعي والحميدي وعبد الله بن محمد المسندي قد رووا هذا الحديث عن سفيان بن عيينة عن هشام به، وليس فيه هذه الزيادة، ورواية المسندي أخرجها البخاري في صحيحه، ورواية الحميدي في مسنده، ورواية الشافعي أخرجها البيهقي.
الأمر الثالث: أن ابن عيينة أول ما سمع هذا الحديث من عبد الملك بن جريج عن بعض آل عروة ثم سمعه من هشام، كما ذكر ذلك الحميدي في مسنده، وابن جريج كثير التدليس؛ فجائز أن تكون تلك الزيادة مما دخل عليه من حديث بعض آل عروة ولا نعرف حالهم، وجائز أن تكون عن بعض من قد يدلس عنهم ابن جريج، وجائز أن تكون مدرجة من بعضهم ثم أسندت خطأ، هذا إذا صحت نسبتها إلى سفيان ولم تكن مما أدرج من أحد رواة تفسيره.
الأمر الرابع: أن هذه الزيادة فيها نزول سورة الفلق مفردة، فخالفت ما صح من نزولهما جميعًا.
الأمر الخامس: أن ظاهر أحاديث عقبة بن عامر تدل على أن المعوذتين نزلتا على النبي صلى الله عليه وسلم وهو في حال صحة وسفر،والله تعالى أعلم).

حديث العرزمي عن أبي بكر بن محمد عن عمرة عن عائشة
قَالَ أحمدُ بنُ الحُسَينِ بنِ عليٍّ البَيْهَقِيُّ (ت: 458 هـ):(أخبرنا أبو الحسينِ عليُّ بنُ محمدٍ المقرئُ قالَ: أخبرَنَا الحسَنُ بنُ محمَّدِ بنِ إسحَاقَ قالَ: حدَّثَنَا يوسُفُ بنُ يعقُوبَ قالَ: حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بنُ حَيَّانَ قالَ: حَدَّثَنَا يزيدُ بنُ هارونَ قالَ: أخبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُبَيدِ اللهِ، عَنْ أبي بكرِ بنِ محمَّدٍ، عَنْ عَمْرَةَ، عنْ عَائِشَةَ، قالَت: كَانَ لِرسولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غُلامٌ يَهُودِيٌّ يَخْدِمُهُ، يُقَالُ لَهُ: لَبيدُ بْنُ أَعْصَمَ وكان تعجبه خدمته فَلَمْ تَزَلْ بهِ يَهُودُ حَتَّى سَحَرَ النَّبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَذُوبُ وَلا يَدْرِي مَا وَجَعُهُ.
فَبَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ نَائِمٌ إِذْ أَتَاهُ مَلَكَانِ، فَجَلَسَ أَحَدُهُمَا عِنْدَ رَأْسِهِ والآخرُ عِنْدَ رِجْلَيْهِ، فَقَالَ الَّذِي عِنْدَ رَأْسِهِ للذي عِنْدَ رِجْلَيْهِ: مَا وَجَعُهُ؟ قَالَ: مَطْبُوبٌ. قَالَ: مَنْ طَبَّهُ؟ قَالَ: لَبيدُ بْنُ أَعْصَمَ. قَالَ: بمَ طَبَّهُ؟ قَالَ: بمُشْطٍ ومُشَاطَةٍ وَجُفِّ طَلْعَةٍ ذَكَرٍ بذِي أَرْوَانَ، وَهِيَ تَحْتَ رَاعُوفَةِ البئْرِ.
فاسْتيقظَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، فدَعَا عائشَةَ؛ فقالَ: ((يا عائشةُ أشَعَرتِ أنَّ اللهَ عزَّ وجَلَّ قدْ أنبأني بوجَعِي))؟
فَلَمَّا أَصْبَحَ غدَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وغَدَا مَعَهُ أَصْحَابُهُ إِلَى البئْرِ، فإذَا ماؤُهَا كأنَّهُ نقوعُ الحنَّاءِ، وإذَا نخلُهَا الَّذِي يشْرَبُ مِنْ مَائِها قَدِ التوَى سَعَفُهُ كأنَّهُ رُؤوسُ الشَّياطِينِ.
قالَ: فَنَزَلَ رَجُلٌ فَاسْتَخْرَجَ جُفَّ طَلْعَةٍ مِنْ تَحْتِ الرَّاعُوفَةِ، فَإِذَا فِيهَا مُشْطُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، وَمِنْ مُرَاطَةِ رَأْسِهِ، وإذا تِمْثَالٌ مِنْ شَمْعٍ تِمْثَالُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وإذا فيها إِبَرٌ مَغْرُوزَةٌ، وَإِذَا وَتَرٌ فِيهِ إِحْدَى عَشْرَةَ عُقْدَةً، فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ عليهِ السلامُ بالمُعَوِّذَتَيْنِ. فقالَ: يا مُحَمَّدُ، {قُلْ أَعُوذُ برَبِّ الفَلَقِ}، وَحَلَّ عُقْدَةً{مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ} وَحَلَّ عُقْدَةً. حَتَّى فَرَغَ مِنْهَا، [ثُمَّ قَالَ: {قُلْ أَعُوذُ برَبِّ النَّاسِ} وَحَلَّ عُقْدَهً، حَتَّى فَرَغَ مِنْهَا]، وَحَلَّ العُقَدَ كُلَّهَا.
وَجَعَلَ لا يَنْزِعُ إِبْرَةً إلاَّ وجدَ لها أَلَمًا، ثُمَّ يَجِدُ بَعْدَ ذلكَ رَاحَةً، فقيلَ: يا رسولَ اللهِ، لَوْ قَتَلْتَ اليَهُودِيَّ؟ فقالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ: ((قَدْ عَافَانِي اللهُ عَزَّ وَجَلَّ، وَمَا وَرَاءَهُ مِنْ عَذَاب اللهِ أَشَدُّ)).
قالَ: فَأَخْرَجَهُ.
قدْ رُوِّينَا فِي هذا عن الكَلْبيِّ، عن أبي صالحٍ، عن ابنِ عَبَّاسٍ ببَعْضِ معناهُ وَرُوِّينَاهُ في الحديثِ الصحيحِ، عن هشامِ بنِ عُرْوَةَ، عن أَبيهِ، عنْ عَائِشَةَ في أبواب دَعَوَاتِهِ دونَ ذِكْرِ المُعَوِّذَتَيْنِ). [دلائل النبوة: 7/ 94]
قلتُ: (هذا الحديثُ رواهُ البيهقيُّ فِي الدَّلائلِ وابنُ مردويه كمَا فِي الدرِّ المنثورِ للسيوطيِّ، وفِي إسنادِهِ مُحَمَّدُ بنُ عُبَيدِ اللهِ العَرْزَمِيُّ، وهو متروكُ الحديثِ، وفِي حَدِيثِهِ هذا زيادَاتٌ مُنكَرَةٌ، وَضعَّفه الألبانيُّ جدًّا.
قالَ ابنُ المبارَكِ: العَرْزَمِيُّ مَتروك، وَقالَ ابنُ معينٍ: ليسَ بشيءٍ، وَقالَ النَّسائِيُّ: ليسَ بثقةٍ، وَقالَ وَكِيعٌ: كانَ العَرْزَمِيُّ رَجُلاً صَالِحًا ذَهَبَتْ كُتُبُهُ فَكَانَ يُحَدِّثُ حِفْظًا فَمِن ذلكَ أَتَى بالمناكِيرِ).

حديث زيد بن أرقم
قالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ حَنبَلٍ الشَّيبَانِيُّ (ت:241هـ): (حَدَّثنا أَبو مُعَاوِيَةَ حَدَّثنا الأَعمشُ عَن يَزِيدَ بنِ حَيَّانَ عَن زيدِ بنِ أَرقمَ قالَ: سَحَرَ النَّبىَّ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسلَّمَ رجلٌ مِنَ اليهودِ.
قالَ: فَاشْتَكَى لِذَلِكَ أَيامًا.
قالَ: فَجاءَهُ جِبرِيلُ عَليهِ السَّلامُ؛ فقالَ: إِنَّ رَجُلاً مِنَ اليهودِ سَحَرَكَ عَقَدَ لَكَ عُقَدًا عُقَدًا فِى بئرِ كَذا وَكذا فَأَرسِلْ إِلَيْهَا مَنْ يَجيءُ بهَا؛ فَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ عَلِيًّا فَاسْتَخْرَجَهَا فَجَاءَ بهَا فَحَلَّلَهَا.
قَالَ: فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ كَأَنَّمَا نُشِطَ مِنْ عِقَالٍ فَمَا ذَكَرَ لِذَلِكَ اليَهُودِىِّ وَلاَ رَآهُ فِى وَجْهِهِ قَطُّ حَتَّى مَاتَ). [مسند الإمام أحمد:32/14]
قالَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ الكِسِّيُّ (ت:249هـ):(حدَّثَنِي أَحْمَدُ بنُ يونسَ، ثنَا أبو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأعمشِ، عَن يزيدَ بنِ حَيَّانَ، عَن زيدِ بنِ أرقمَ، قالَ: سَحَرَ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ مِنَ اليهودِ.
قَالَ: فاشتكَى فأتَاه جبريلُ فنزَلَ عَلَيهِ بالمعوِّذَتينِ، وَقالَ: (إِنَّ رَجُلاً مِنَ اليَهُودِ سَحَرَكَ، وَالسِّحْرُ فِي بئرِ فُلان).
قال: فَأَرْسَلَ عَلِيًّا فَجَاءَ بهِ.
قالَ: فَأَمَرَهُ أَن يَحُلَّ العُقَدَ، وَتُقْرَأَ آيةٌ، فَجَعَلَ يَقْرَأُ وَيَحُلُّ حَتَّى قَامَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ كَأَنَّمَا أُنشِطَ مِن عِقَالٍ.
قالَ: فَمَا ذَكَر رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ لِذَلِكَ اليهوديِّ شَيئًا مِمَّا صَنَعَ بهِ؟
قالَ: وَلا أَرَاهُ فِي وَجْهِهِ). [مسند عبد بن حميد:1/116 ]
قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيُّ (ت: 360هـ):(حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ إِسحَاقَ بنِ رَاهويه ثنا أَبي ح وَحدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ عثمانَ بنِ أبي شَيبةَ ثنَا أبي ح وَحدَّثنا الحسينُ بنُ إِسحاقَ التُّسْتَرِيُّ ثنَا عثمان بنُ أبي شَيبةَ ح وَحدَّثنا أبو خَليفةَ ثنَا علِيُّ بنُ المدينيِّ قالوا ثنَا جَريرٌ عَنِ الأعمشِ عَن ثمامَةَ بنِ عُقبةَ عَن زيدِ بنِ أَرقمَ قالَ: كَانَ رَجُلٌ يَدخلُ علَى النبيِّ صلَّى اللهُ عَليهِ وَسَلَّمَ فَعَقَدَ لَهُ عُقَدًا فَوَضَعَهُ فِي بئرِ رَجُلٍ مِنَ الأَنصَارِ؛ فَأَتَاهُ مَلَكَانِ يَعُودَانِهِ فَقَعَدَ أَحَدُهُمَا عِندَ رَأسِهِ وَالآخَرُ عِندَ رِجْلَيهِ؛ فقالَ أَحدُهمَا: أَتدرِي ما وَجَعُهُ؟
قالَ: فُلانٌ الَّذِي يَدخلُ عَليهِ عَقَدَ لَهُ عُقَدًا فَألقَاهُ فِي بئرِ فُلانٍ الأَنصَارِيِّ فَلَوْ أُرسِلَ رَجُلٌ وَأَخذَ العُقَدَ لَوَجَدَ الماءَ قَدِ اصْفَرَّ.
قالَ: فبَعَثَ رَجُلاً فأخَذ العُقَدَ فحلَّها فبرَأ.
وَكانَ الرَّجُلُ بعدَ ذلكَ يَدخلُ عَلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وَسلَّمَ؛ فلَم يَذكُرْ لهُ شيئًا مِنهُ، وَلَمْ يُعَاتِبْهُ عَلَيهِ السَّلامُ). [المعجم الكبير: 5011]
قال عبد العزيز بن داخل المطيري: (حديثُ زيدِ بنِ أرقم رُوِيَ من طرق مدارها على الأعمش:
الطريقُ الأوَّل: طريق جرير عن الأعمش عن ثمامة بن عقبة عن زيد بن أرقم، وقد أخرجه الطبراني في معجمه الكبير من طريق إسحاق بن راهويه وعثمان بن أبي شيبة وعلي بن المديني ثلاثتهم عن جرير به، وأخرجه الحاكم في مستدركه من طريق أحمد بن حنبل عن جرير به، وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.
وليس فيه ذكر نزول المعوذتين، وهو أقرب إلى رواية هشام بن عروة.
الطريق الثاني: طريق شيبان عن الأعمش عن ثمامة عن زيد بن أرقم بمثل رواية جرير أخرجه الطبراني في الكبير.
الطريق الثالث: طريق سفيان الثوري عن الأعمش عن ثمامة عن زيد بن أرقم أخرجه ابن سعد في الطبقات، والبزار في مسنده، وفي إسناده عندهما موسى بن مسعود وهو أبو حذيفة النهدي، وليس فيه ذكر نزول المعوذتين.
الطريق الرابع: طريق أبي معاوية عن الأعمش عن يزيد بن حيان عن زيد بن أرقم، واختلف فيه فرواه ابن أبي شيبة وأحمد والنسائي والطبراني وأبو الشيخ الأصبهاني والبغوي من طرق عن أبي معاوية عن الأعمش به، وليس فيه ذكر نزول المعوذتين.
ورواه عبد بن حميد والطحاوي في مشكل الآثار كلاهما من طريق أحمد بن يونس عن أبي معاوية عن الأعمش عن يزيد بن حيان عن زيد بن أرقم وذكر فيه نزول المعوذتين.
فهذه الزيادة تفرد بها أحمد بن يونس وهو إمام ثقة قال عنه أحمد بن حنبل: شيخ الإسلام، لكنه خولف في هذه الزيادة فقد روى الحديث عن أبي معاوية أحمد وابن أبي شيبة وهناد بن السري دون ذكر هذه الزيادة.
فمن صحح روايته ذهب إلى القول بموجبها واعتبرها من باب زيادة الثقة كما فعل الألباني، ومن اعتبرها مخالفة حكم عليها بالشذوذ لمخالفة أحمد بن يونس بقية الرواة عن أبي معاوية ثم مخالفة هذه الزيادة لطرق الحديث الأخرى.
والحديث إسناده صحيح وقد صححه الحافظ العراقي والألباني وقال: هو على شرط مسلم، وصحح إسناد هذه الزيادة).

حديث الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس
قَالَ أحمدُ بنُ الحسينِ بنِ عليٍّ البَيْهَقِيُّ (ت: 458 هـ):(أخبرنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ، وَأبو سعيدِ بنُ أَبي عَمْرو، قالا: حدَّثنا أبو العباسِ مُحَمَّدُ بنُ يعقوبَ، حدَّثنا يَحْيَى بنُ أَبي طَالِبٍ، أنبأنا عبدُ الوَّهَابِ بنُ عَطاءٍ، أَنبأنَا مُحَمَّدُ بنُ السَّائِبِ، عَن أبي صالِحٍ، عَنِ ابنِ عبَّاسٍ، قالَ: مَرِضَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وَسلَّمَ مَرَضًا شَدِيدًا فأتَاه ملكانِ فَقَعَدَا أحدُهُمَا عندَ رَأْسِهِ وَالآخَرُ عِندَ رِجْلَيهِ، فقالَ الَّذِي عندَ رِجليهِ للَّذِي عندَ رَأْسِهِ: مَا تَرى؟ قال: طُبَّ، قالَ: وَمَا طَبَّهُ؟ قالَ: سِحْرٌ، قالَ: وَمَا سَحَرَهُ؟ قالَ: لَبيدُ بنُ أَعْصَمَ اليهودِيُّ، قالَ: أَينَ هُوَ؟ قالَ: فِي بئرِ آلِ فُلان تَحْتَ صَخْرَةٍ فِي رَكِيَّةٍ فَأْتُوا الرَّكِيَّ فَانزَحُوا مَاءَهَا وارفَعُوا الصَّخْرَةَ ثُمَّ خُذُوا الكُرْبَةَ فاحرِقُوهُا؛ فلمَّا أَصبحَ رَسُولُ اللهِ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ عَمَّارَ بنَ يَاسِرٍ فِي نَفَرٍ فَأََتَوُا الرَّكِيَّ فَإِذَا مَاؤُهَا مِثْلُ ماءَ الحنَّاءِ فَنَزَحُوا الماءَ ثُمَّ رَفَعُوا الصَّخْرَةَ وَأَخْرَجُوا الكُرْبَةَ فَأَحْرَقُوهَا فَإِذَا فِيهَا وَتَرٌ فِيهِ إِحْدَى عَشْرَةَ عُقْدَةً فَأُنزِلَتْ عَلَيْهِ هَاتَانِ السُّورَتَانِ؛ فَجَعَلَ كُلَّمَا قَرَأَ آيةً انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الفَلَقِ}، {وَقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ}). الاعتمادُ عَلَى الحَدِيثِ الأَوَّلِ). [دلائل النبوة: جماع أبواب دعوات نبينا صلى الله عليه وسلم]
قال عبد العزيز بن داخل المطيري: (قولُ البَيْهَقِيِّ: (الاعتمَادُ عَلَى الحَدِيثِ الأَوَّلِ) يُرِيدُ بهِ حَدِيثَ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبيهِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا).

حديث عكرمة عن ابن عباس
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وَأَخْرَجَ ابْنُ مَرْدُويَهْ مِنْ طَرِيقِ عِكْرِمَةَ عَن ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ لَبيدَ بْنَ الأَعْصَمِ اليهوديَّ سَحَرَ النَّبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَجَعَلَ فِيهِ تِمْثَالاً فِيهِ إِحْدَى عَشْرَةَ عُقْدَةً، فَأَصَابَهُ مِنْ ذَلِكَ وَجَعٌ شَدِيدٌ، فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ ومِيكَائِيلُ يَعُودَانِهِ، فَقَالَ ميكائيلُ: يَا جِبْرِيلُ، إِنَّ صَاحِبَكَ شَاكٍ؟ قَالَ: أَجَلْ. قَالَ: أَصَابَهُ لَبيدُ بْنُ الأعصمِ اليَهُودِيُّ، وَهُوَ فِي بئْرِ مَيْمُونٍ فِي كَرَبَةٍ تَحْتَ صخرةٍ في المَاءِ.
قَالَ: فَمَا دَوَاءُ ذَلِكَ؟ قَالَ: تُنْزَحُ البئْرُ، ثُمَّ تُقْلَبُ الصخرةُ فَتُؤْخَذُ الكَرَبَةُ فِيهَا تِمْثَالٌ فِيهِ إِحْدَى عَشْرَةَ عُقْدَةً، فَتُحْرَقُ، فَإِنَّهُ يَبْرَأُ بإذنِ اللَّهِ. فَأَرْسَلَ إِلَى رَهْطٍ فِيهِمْ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ، فَنَزَحَ المَاءَ فَوَجَدُوهُ قَدْ صَارَ كَأَنَّهُ مَاءُ الحِنَّاءِ، ثُمَّ قُلِبَتِ الصخرةُ فإِذَا كَرَبَةٌ فِيهَا تِمثالٌ فِيهِ إِحْدَى عَشْرَةَ عُقْدَةً.
فَأَنْزَلَ اللَّهُ:{قُلْ} يَا مُحَمَّدُ { أَعُوذُ برَبِّ الفَلَقِ}: الصُّبْحِ. فَانْحَلَّتْ عُقْدَةٌ {مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ}: مِن الجِنِّ وَالإِنْسِ. فَانْحَلَّتْ عقدةٌ، {وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ}: اللَّيْلِ وَمَا يَجِيءُ بهِ النَّهارُ، {وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي العُقَدِ} السَّحَّارَاتِ المُؤْذِيَاتِ فَانْحَلَّتْ عُقدةٌ، {وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ} ). [الدر المنثور: 15/794-795]

حديث أنس بن مالك رضي الله عنه
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (وأَخْرَجَ أبو نُعَيْمٍ في الدَّلائِلِ مِن طَرِيقِ أَبي جَعْفَرٍ الرَّازِيِّ، عن الرَّبيعِ بنِ أَنَسٍ، عن أَنَسِ بنِ مَالِكٍ قَالَ: صَنَعَتِ اليَهُودُ لرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ شَيْئًا، فأَصَابَهُ مِن ذَلِكَ وَجَعٌ شَدِيدٌ، فدَخَلَ عَلَيْهِ أَصْحَابُه، فظَنُّوا أَنَّه لما به، فأَتَاهُ جِبْرِيلُ بالمُعَوِّذَتَيْنِ، فعَوَّذَهُ بهِمَا، فخَرَجَ إلى أَصْحَابه صَحِيحًا). [لباب النقول: 270]
قال عبد العزيز بن داخل المطيري: (لَمْ أجدْهُ فيمَا طُبعَ مِن دَلائلِ النبوةِ لأبي نُعيمٍ وَلا أَعْرِفُ الإِسنادَ إِلَى أَبي جَعْفَر الرَّازيِّ، وَعَلَى ذلك فَأبو جَعفر الرازيُّ لا يحتملُ تفرُّدُهُ بمثلِ هذَا الأمرِ لِسوءِ حفظهِ، وَاسمُه: عِيسَى بنُ عبدِ اللهِ بنِ ماهَانَ، قالَ عنهُ الحافظُ فِي التَّقريب: (صَدُوقٌ سيءُ الحفظِ)، وَقد طَعَن عدَدٌ مِنَ الأئِمَّةِ الحفَّاظِ فِي حفظِه كالإِمَامِ أحمدِ وَابنِ مَعينٍ فِي أحدِ قَوْلَيهِمَا فِيهِ، وَالنسَائِيِّ وابنِ خِرَاشٍ وَالسَّاجِيِّ وَعمرِو بنِ علِيٍّ وَابنِ حِبَّانَ وَالعِجْلِيِّ، وَجَرْحُهُم فِيهِ مُفَسَّرٌ، فَيُقَدَّمُ عَلَى تَوثِيقِ مَن وَثَّقَهُ مِنَ الأَئِمَّةِ) ). [جمهرة التفاسير: 36-42]


رد مع اقتباس