عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 30 جمادى الأولى 1434هـ/10-04-2013م, 11:47 AM
أم القاسم أم القاسم غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,449
افتراضي

جمهرة تفاسير السلف

تفسير قوله تعالى: (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ (51) )
قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا أبو خالدٍ الأحمر، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك {في مقامٍ أمينٍ} قال: أمنوا الموت أن يموتوا، وأمنوا الهرم أن يهرموا، ولا يجوعوا، ولا يعروا). [مصنف ابن أبي شيبة: 19/ 445]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {إنّ المتّقين في مقامٍ أمينٍ (51) في جنّاتٍ وعيونٍ (52) يلبسون من سندسٍ وإستبرقٍ متقابلين}.
يقول تعالى ذكره: إنّ الّذين اتّقوا اللّه بأداء طاعته، واجتناب معاصيه في موضع إقامةٍ، آمنين في ذلك الموضع ممّا كان يخاف منه في مقامات الدّنيا من الأوصاب والعلل والأنصاب والأحزان.
واختلفت القرّاء في قراءة قوله: {في مقامٍ أمينٍ} فقرأته عامّة قرّاء المدينة {في مقامٍ أمينٍ} بضمّ الميم، بمعنى: في إقامةٍ أمينٍ من الظّعن وقرأته عامّة قرّاء المصرين الكوفة والبصرة {في مقامٍ} بفتح الميم على المعنى الّذي وصفنا، وتوجيهًا إلى أنّهم في مكانٍ وموضعٍ أمينٍ.
والصّواب من القول في ذلك أنّهما قراءتان مستفيضتان في قراءة الأمصار صحيحتا المعنى، فبأيّتهما قرأ القارئ فمصيبٌ.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {إنّ المتّقين في مقامٍ أمينٍ} إي واللّه، أمينٌ من الشّيطان والأنصاب والأحزان). [جامع البيان: 21/63-64]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله: {إن المتقين في مقام أمين} قال: أمنوا الموت والعذاب). [الدر المنثور: 13/287]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن الضحاك في قوله {في مقام أمين} قال: أمنوا الموت أن يموتوا وأمنوا الهرم أن يهرموا ولا يجوعوا ولا يعروا). [الدر المنثور: 13/287]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن قتادة في قوله {إن المتقين في مقام أمين} قال أمين من الشيطان والأوصاب والأحزان وفي قوله {وزوجناهم بحور عين} قال: بيض عين، قال: وفي قراءة ابن مسعود بعيس عين وفي قوله {يدعون فيها بكل فاكهة آمنين} قال: أمنوا من الموت والأوصاب والشيطان). [الدر المنثور: 13/288]

تفسير قوله تعالى: (فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (52) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {في جنّاتٍ وعيونٍ} فالجنّات والعيون ترجمةٌ عن المقام الأمين، والمقام الأمين: هو الجنّات والعيون، والجنّات: البساتين، والعيون: عيون الماء المطرد في أصول أشجار الجنّات). [جامع البيان: 21/64]

تفسير قوله تعالى: (يَلْبَسُونَ مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَقَابِلِينَ (53) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله {من سندس وإستبرق} قال هو غليظ الديباج). [تفسير عبد الرزاق: 2/267] (م)
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {يلبسون من سندس} يقول: يلبس هؤلاء المتّقون في هذه الجنّات من سندسٍ، وهو ما رقّ من الدّيباج وإستبرقٍ: وهو ما غلظ من الدّيباج.
- كما: حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، عن عكرمة، في قوله: {من سندس وإستبرقٍ} قال: الإستبرق: الدّيباج الغليظ.
وقيل: {يلبسون من سندس وإستبرقٍ} ولم يقل لباسًا، استغناءً بدلالة الكلام على معناه.
وقوله: {متقابلين} يعني أنّهم في الجنّة يقابل بعضهم بعضًا بالوجوه، ولا ينظر بعضهم في قفا بعضٍ وقد ذكرنا الرّواية بذلك فيما مضى، فأغنى ذلك عن إعادته). [جامع البيان: 21/64]

تفسير قوله تعالى: (كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ (54) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى بحور عين قال بيض عين وفي حرف ابن مسعود (بعيس عين)). [تفسير عبد الرزاق: 2/209-210]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا جعفر بن سليمان عن عباد بن عمرو قال سأل يزيد ابن أبي مريم الحسن فقال يا أبا سعيد ما الحور العين قال عجائزكم هؤلاء الدرد ينشئهن الله خلقا آخر فقال له يزيد بن أبي مريم عن من تذكر هذا يا أبا سعيد قال فحسر الحسن عن ذراعيه ثم قال حدثني فلان وفلان حتى عد من المهاجرين خمسة وعد من الأنصار أربعة). [تفسير عبد الرزاق: 2/210]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عمن سمع الحسن يقول حور العين من نساء الدنيا ينشئهن الله خلقا آخر وقال أبو هريرة لسن من نساء الدنيا). [تفسير عبد الرزاق: 2/210]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ( {وزوّجناهم بحورٍ عينٍ} [الدخان: 54] : «أنكحناهم حورًا عينًا يحار فيها الطّرف» ). [صحيح البخاري: 6/131]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله وزوّجناهم بحور عين أنكحناهم حورًا عينًا يحار فيها الطّرف وصله الفريابيّ من طريق مجاهدٍ بلفظ أنكحناهم الحور الّتي يحار فيها الطّرف يبان مخّ سوقهنّ من وراء ثيابهنّ ويرى النّاظر وجهه في كبد إحداهنّ كالمرآة من رقّة الجلد وصفاء اللّون). [فتح الباري: 8/570]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال مجاهد رهوا طريقا يابسا على العالمين على من بين ظهريه
فاعتلوه ادفعوه وزوجناهم بحور عين أنكحناهم حورا عينا يحار فيها الطّرف ترجمون القتل
وقال ابن عبّاس كالمهل أسود كمهل الزّيت
أما أقوال مجاهد فقال الفريابيّ ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله 24 الدّخان {واترك البحر رهوا} قال يابسا كهيئته يوم ضربه يقول لا تأمره أن يرجع اتركه حتّى يدخل آخرهم
وبه في قوله 32 الدّخان {ولقد اخترناهم على علم على العالمين} قال فضلناهم على من هم بين ظهرانيه
وبه في قوله 32 الدّخان {خذوه فاعتلوه} قال ادفعوه
وبه في قوله 54 الدّخان {كذلك وزوجناهم بحور عين} قال أنكحناهم الحور العين الّتي يحار فيها الطّرف يبان مخ سوقهن من وراء ثيابهن ويرى النّاظر وجهه في كبد إحداهنّ كالمرآة من رقة الجلد وصفاء اللّون). [تغليق التعليق: 4/309-310]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (وزوّجناهم بحورٍ عينٍ أنكحناهم حورا عينا يحار فيها الطّرف
هذا ظاهر، وروى الفريابيّ من طريق مجاهد بلفظ: أنكحناهم الحور العين الّتي يحار فيها الطّرف، بيان مخ سوقهن من وراء ثيابهن، ويرى النّاظر وجهه في كبد إحداهنّ كالمرآة من رقة الجلد وصفاء اللّؤلؤ وعن مجاهد: يرى النّاظر وجهه في كعب إحداهنّ كالمرآة، وفي حرف ابن مسعود: بعس عين وهن البيض. ومنه قيل للإبل البيض عيس، بكسر العين، واحده بعير أعيس وناقة عيساه، والحور جمع أحور، والعين بالكسر جمع العيناء وهي العظيمة العينين). [عمدة القاري: 19/162]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( {وزوجناهم بحور} [الدخان: 54] (أنكحناهم) ولأبي ذر بحور عين أنكحناهم (حورًا عينًا يحار فيها الطرف) والعين جمع عيناء العظيمة العينين من النساء الواسعتهما وليس المراد عقد التزويج ولأبي ذر هنا فاعتلوه ادفعوه). [إرشاد الساري: 7/335]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {كذلك وزوّجناهم بحورٍ عينٍ (54) يدعون فيها بكلّ فاكهةٍ آمنين (55) لا يذوقون فيها الموت إلاّ الموتة الأولى ووقاهم عذاب الجحيم (56) فضلاً من ربّك ذلك هو الفوز العظيم}.
يقول تعالى ذكره: كما أعطينا هؤلاء المتّقين في الآخرة من الكرامة بإدخالناهم الجنّات، وإلباسناهم فيها السّندس والإستبرق، كذلك أكرمناهم بأن زوّجناهم أيضًا فيها حورًا من النّساء، ومن النّقيّات البياض، واحدتهنّ: حوراء.
- وكان مجاهدٌ يقول في معنى الحور، ما: حدّثني به محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {وزوّجناهم بحورٍ عينٍ} قال: أنكحناهم حورًا قال: والحور: اللاّتي يحار فيهنّ الطّرف بادٍ مخّ سوقهنّ من وراء ثيابهنّ، ويرى النّاظر وجهه في كبد إحداهنّ كالمرآة من رقّة الجلد، وصفاء اللّون.
وهذا الّذي قاله مجاهدٌ من أنّ الحور إنّما معناها: أنّه يحار فيها الطّرف، قولٌ لا معنى له في كلام العرب، لأنّ الحور إنّما هو جمع حوراء، كالحمر جمع حمراء، والسّود: جمع سوداء، والحوراء إنّما هي فعلاء من الحور وهو نقاء البياض، كما قيل للنّقيّ البياض من الطّعام الحواريّ وقد بيّنّا معنى ذلك بشواهده فيما مضى قبل وبنحو الّذي قلنا في معنى ذلك قال سائر أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {كذلك وزوّجناهم بحورٍ عينٍ} قال: بيضاء عيناء قال: وفي قراءة ابن مسعودٍ: بعيسٍ عينٍ.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، في قوله: {بحورٍ عينٍ} قال: بيضٌ عينٍ قال: وفي حرف ابن مسعودٍ: بعيسٍ عينٍ.
وقرأة ابن مسعودٍ هذه، تنبىء عن أنّ معنى الحور غير الّذي ذهب إليه مجاهدٌ، لأنّ العيس عند العرب جمع عيساء، وهي البيضاء من الإبل، كما قال الأعشى:
ومهمهٍ نازحٍ تعوي الذّئاب به كلّفت أعيس تحت الرّحل نعّابًا يعني بالأعيس: جملاً أبيض فأمّا العين فإنّها جمع عيناء، وهي العظيمة العينين من النّساء). [جامع البيان: 21/65-66]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله وزوجناهم بحور عين يقول أنكحناهم حورا عينا اللاتي يحار فيهن الطرف باد مخ سوقهن من وراء ثيابهن فينظر الناظر وجهه في كبد إحداهن كالمرآة من رقة الجلد وصفاء اللون). [تفسير مجاهد: 589-590]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال نا آدم قال ثنا ضمرة بن ربيعة عن عثمان بن عطاء عن أبيه في قوله حور عين قال يعني سوداء الحدقة عظيمة العين). [تفسير مجاهد: 590]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن قتادة في قوله {إن المتقين في مقام أمين} قال أمين من الشيطان والأوصاب والأحزان وفي قوله {وزوجناهم بحور عين} قال: بيض عين، قال: وفي قراءة ابن مسعود بعيس عين وفي قوله {يدعون فيها بكل فاكهة آمنين} قال: أمنوا من الموت والأوصاب والشيطان). [الدر المنثور: 13/288] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد في قوله {وزوجناهم بحور عين} قال: أنكحناهم حورا والحور التي يحار فيها الطرف باديا يرى مخ سوقهن من وراء ثيابهن ويرى الناظر وجهه في كبد إحداهن كالمرآة من رقة الجلد وصفاء اللون). [الدر المنثور: 13/288]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطستي عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله {وحور عين} قال الحوراء البيضاء الممتعة، قال: وهل تعرف العرب ذلك قال: نعم أما سمعت الأعشى الشاعر وهو يقول:
وحور كأمثال الدمى ومناصف * وماء وريحان وراح يصفق). [الدر المنثور: 13/288]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البيهقي في البعث عن عطاء في قوله {بحور عين} قال: سوداء الحدقة عظيمة العين). [الدر المنثور: 13/288-289]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج هناد بن السري، وعبد بن حميد عن الضحاك في قوله {بحور عين} قال الحور البيض والعين العظام الأعين). [الدر المنثور: 13/289]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم والطبراني عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خلق الحور العين من الزعفران). [الدر المنثور: 13/289]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه والخطيب عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الحور العين خلقن من زعفران). [الدر المنثور: 13/289]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ليث بن أبي سليم قال: بلغني أن الحور العين خلقن من الزعفران). [الدر المنثور: 13/289]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن مجاهد قال: خلق الحور العين من الزعفران). [الدر المنثور: 13/289]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المبارك عن زيد بن أسلم قال: إن الله لم يخلق الحور العين من تراب إنما خلقهن من مسك وكافور وزعفران). [الدر المنثور: 13/289]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي الدنيا في صفة الجنة، وابن أبي حاتم عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو أن حوراء بزقت في بحر لجي لعذب ذلك البحر من عذوبة ريقها). [الدر المنثور: 13/290]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي الدنيا عن ابن عمرو قال: لشفر المرأة أطول من جناح النسر). [الدر المنثور: 13/290]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي الدنيا عن ابن عباس قال: لو أن حوراء أخرجت كفها بين السماء والأرض لافتتن الخلائق بحسنها ولو أخرجت نصيفها لكانت الشمس عند حسنه مثل الفتيلة في الشمس لا ضوء لها ولو أخرجت وجهها لأضاء حسنها ما بين السماء والأرض). [الدر المنثور: 13/290]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه والديلمي عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: حور العين خلقهن من تسبيح الملائكة). [الدر المنثور: 13/290]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن مجاهد رضي الله عنه أنه قال: ليوجد ريح المرأة من الحور العين من مسيرة خمسمائة سنة). [الدر المنثور: 13/290]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة رضي الله عنه في قوله {وزوجناهم بحور عين} قال: هي لغة يمانية وذلك أن أهل اليمن يقولون: زوجنا فلانا بفلانة). [الدر المنثور: 13/290-291]

تفسير قوله تعالى: (يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ آَمِنِينَ (55) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {يدعون فيها} الآية، يقول: يدعو هؤلاء المتّقون في الجنّة بكلّ نوعٍ من فواكه الجنّة اشتهوه، آمنين فيها من انقطاع ذلك عنهم ونفاده وفنائه، ومن غائلة أذاه ومكروهه، يقول: ليست تلك الفاكهة هنالك كفاكهة الدّنيا الّتي نأكلها، وهم يخافون مكروه عاقبتها، وغبّ أذاها مع نفادها من عندهم، وعدمها في بعض الأزمنة والأوقات.
- وكان قتادة يوجّه تأويل قوله: {آمنين} إلى ما: حدّثنا به بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {يدعون فيها بكلّ فاكهةٍ آمنين} آمنوا من الموت والأوصاب والشّيطان). [جامع البيان: 21/66-67]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن قتادة في قوله {إن المتقين في مقام أمين} قال أمين من الشيطان والأوصاب والأحزان وفي قوله {وزوجناهم بحور عين} قال: بيض عين، قال: وفي قراءة ابن مسعود بعيس عين وفي قوله {يدعون فيها بكل فاكهة آمنين} قال: أمنوا من الموت والأوصاب والشيطان). [الدر المنثور: 13/288] (م)

تفسير قوله تعالى: (لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ (56) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {لا يذوقون فيها الموت إلاّ الموتة الأولى} يقول تعالى ذكره: لا يذوق هؤلاء المتّقون في الجنّة الموت بعد الموتة الأولى الّتي ذاقوها في الدّنيا.
وكان بعض أهل العربيّة يوجّه إلاّ في هذا الموضع إلى أنّها في معنى سوى، ويقول: معنى الكلام: لا يذوقون فيها الموت سوى الموتة الأولى، ويمثّله بقوله تعالى ذكره: {ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النّساء إلاّ ما قد سلف} بمعنى: سوى ما قد فعل آباؤكم.
وليس للّذي قال من ذلك عندي وجهٌ مفهومٌ، لأنّ الأغلب من قول القائل: لا أذوق اليوم الطّعام إلاّ الطّعام الّذي ذقته قبل اليوم أنّه يريد الخبر عن قائله أنّ عنده طعامًا في ذلك اليوم ذائقه وطاعمه دون سائر الأطعمة غيره وإذا كان ذلك الأغلب من معناه وجب أن يكون قد أثبت بقوله: {إلاّ الموتة الأولى} موتةً من نوع الأولى هم ذائقوها، ومعلومٌ أنّ ذلك ليس كذلك، لأنّ اللّه عزّ وجلّ قد أمّن أهل الجنّة في الجنّة إذا هم دخلوها من الموت، ولكنّ ذلك كما وصفت من معناه وإنّما جاز أن توضع إلاّ في موضع بعد لتقارب معنييهما في مثل هذا الموضع وذلك أنّ القائل إذا قال: لا أكلّم اليوم رجلاً إلاّ رجلاً عند عمرٍو قد أوجب على نفسه أن لا يكلّم ذلك اليوم رجلاً بعد كلام الرّجل الّذي عند عمرٍو وكذلك إذا قال: لا أكلّم اليوم رجلاً بعد رجلٍ عند عمرٍو، قد أوجب على نفسه أن لا يكلّم ذلك اليوم رجلاً إلاّ رجلاً عند عمرٍو، فبعد، وإلاّ: متقاربتا المعنى في هذا الموضع ومن شأن العرب أن تضع الكلمة مكان غيرها إذا تقارب معنياهما، وذلك كوضعهم الرّجاء مكان الخوف لما في معنى الرّجاء من الخوف، لأنّ الرّجاء ليس بيقينٍ، وإنّما هو طمعٌ، وقد يصدق ويكذب كما الخوف يصدق أحيانًا ويكذب، فقال في ذلك أبو ذؤيبٍ:
إذا لسعته الدّبر لم يرج لسعها وخالفها في بيت نوبٍ عوامل.
فقال: لم يرج لسعها، ومعناه في ذلك: لم يخف لسعها، وكوضعهم الظّنّ موضع العلم الّذي لم يدرك من قبل العيان، وإنّما أدرك استدلالاً أو خبرًا، كما قال الشّاعر:
فقلت لهم ظنّوا بألفي مدجّجٍ سراتهم في الفارسيّ المسرّد.
بمعنى: أيقنوا بألفي مدجّجٍ واعلموا، فوضع الظّنّ موضع اليقين، إذ لم يكن المقول لهم ذلك قد عاينوا ألفي مدجّجٍ، ولا رأوهم، وإنّ ما أخبرهم به هذا المخبر، فقال لهم ظنّوا العلم بما لم يعاين من فعل القلب، فوضع أحدهما موضع الآخر لتقارب معنييهما في نظائر لما ذكرت يكثر إحصاؤها، كما يتقارب معنى الكلمتين في بعض المعاني، وهما مختلفتا المعنى في أشياء أخر، فتضع العرب إحداهما مكان صاحبتها في الموضع الّذي يتقارب معنياهما فيه، فكذلك قوله: {لا يذوقون فيها الموت إلاّ الموتة الأولى} وضعت إلاّ في موضعٍ بعد لما نصف من تقارب معنى إلاّ، وبعد في هذا الموضع، وكذلك {ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النّساء إلاّ ما قد سلف} [النساء: ] إنّما معناه: بعد الّذي سلف منكم في الجاهليّة، فأمّا إذا وجّهت إلاّ في هذا الموضع إلى معنى سوى، فإنّما هو ترجمةٌ عن المكان، وبيانٌ عنها بما هو أشدّ التباسًا على من أراد علم معناها منها.
وقوله: {ووقاهم عذاب الجحيم (56) فضلاً من ربّك} يقول تعالى ذكره: ووقى هؤلاء المتّقين ربّهم يومئذٍ عذاب النّار تفضّلاً يا محمّد من ربّك عليهم، وإحسانًا منه إليهم بذلك، ولم يعاقبهم بجرمٍ سلف منهم في الدّنيا، ولولا تفضّله عليهم بصفحه لهم عن العقوبة لهم على ما سلف منهم من ذلك، لم يقهم عذاب الجحيم، ولكن كان ينالهم ويصيبهم ألمه ومكروهه). [جامع البيان: 21/67-69]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه قال: في قراءة ابن مسعود لا يذقون فيها طعم الموت). [الدر المنثور: 13/291]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن أنس رضي الله عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: يجاء بالموت يوم القيامة في صورة كبش أملح فيوقف بين الجنة والنار فيعرفه هؤلاء ويعرفه هؤلاء فيقول أهل النار: اللهم سلطه علينا ويقول أهل الجنة: اللهم إنك قضيت أن لا نذوق فيها الموت إلا الموتة الأولى فيذبح بينهما فييأس أهل النار من الموت ويأمن أهل الجنة من الموت). [الدر المنثور: 13/291]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البزار والطبراني في الأوسط، وابن مردويه والبيهقي في البعث بسند صحيح، عن جابر رضي الله عنه قال: قيل يا رسول الله أينام أهل الجنة قال: لا النوم أخو الموت وأهل الجنة لا يموتون ولا ينامون). [الدر المنثور: 13/291]

تفسير قوله تعالى: (فَضْلًا مِنْ رَبِّكَ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (57) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {ووقاهم عذاب الجحيم (56) فضلاً من ربّك} يقول تعالى ذكره: ووقى هؤلاء المتّقين ربّهم يومئذٍ عذاب النّار تفضّلاً يا محمّد من ربّك عليهم، وإحسانًا منه إليهم بذلك، ولم يعاقبهم بجرمٍ سلف منهم في الدّنيا، ولولا تفضّله عليهم بصفحه لهم عن العقوبة لهم على ما سلف منهم من ذلك، لم يقهم عذاب الجحيم، ولكن كان ينالهم ويصيبهم ألمه ومكروهه.
وقوله: {ذلك هو الفوز العظيم} يقول تعالى ذكره: هذا الّذي أعطينا هؤلاء المتّقين في الآخرة من الكرامة الّتي وصفت في هذه الآيات، هو الفوز العظيم: يقول: هو الظّفر العظيم بما كانوا يطلبون من إدراكه في الدّنيا بأعمالهم وطاعتهم لربّهم، واتّقائهم إيّاه، فيما امتحنهم به من الطّاعات والفرائض، واجتناب المحارم). [جامع البيان: 21/69]

تفسير قوله تعالى: (فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (58) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فإنّما يسّرناه بلسانك لعلّهم يتذكّرون (58) فارتقب إنّهم مرتقبون}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: فإنّما سهّلنا قراءة هذا القرآن الّذي أنزلناه إليك يا محمّد بلسانك، ليتذكّر هؤلاء المشركون الّذين أرسلناك إليهم بعبره وحججه، ويتّعظوا بعظاته، ويتفكّروا في آياته إذا أنت تتلوه عليهم، فينيبوا إلى طاعة ربّهم، ويذعنوا للحقّ عند تبيّنهموه.
- كما: حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {فإنّما يسّرناه بلسانك} أي هذا القرآن {لعلّهم يتذكّرون}.
- حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {فإنّما يسّرناه بلسانك} قال: القرآن، ويسّرناه: أطلق به لسانه). [جامع البيان: 21/70]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه في قوله {فإنما يسرناه بلسانك} يعني القرآن وفي قوله {فارتقب إنهم مرتقبون} فانتظر إنهم منتظرون). [الدر المنثور: 13/291]

تفسير قوله تعالى: (فَارْتَقِبْ إِنَّهُمْ مُرْتَقِبُونَ (59) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {فارتقب إنّهم مرتقبون} يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: فانتظر أنت يا محمّد الفتح من ربّك، والنّصر على هؤلاء المشركين باللّه من قومك من قريشٍ، إنّهم منتظرون عند أنفسهم قهرك وغلبتك بصدّهم عمّا أتيتهم به من الحقّ من أراد قبوله واتّباعك عليه.
وبنحو الّذي قلنا في تأويل قوله: {فارتقب إنّهم مرتقبون} قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {فارتقب إنّهم مرتقبون} أي فانتظر إنّهم منتظرون). [جامع البيان: 21/70-71]


رد مع اقتباس