عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 10 جمادى الأولى 1434هـ/21-03-2013م, 10:12 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آَيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ (1)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (قوله: {الر كتابٌ أحكمت آياته...}.
رفعت الكتاب بالهجاء الذي قبله، كأنك قلت: حروف الهجاء هذا القرآن. وإن شئت أضمرت له ما يرفعه؛ كأنك قلت: الر هذا الكتاب.
وقوله: {ثمّ فصّلت} بالحلال والحرام. والأمر والنهي. لذلك جاء قوله: {ألاّ تعبدوا...} ). [معاني القرآن: 2/3]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {آلر} ساكن، مجازه مجاز فواتح سائر السور اللواتي مجازهن مجاز حروف التهجي، ومجازه في المعنى. ابتداء فواتح سائر السور.
{آلر كتابٌ}: مجازه مجاز المختصر الذي فيه ضمير، كقوله: هذا كتاب.
{من لدن} أي هذا قرآن من عند؛ لدُن ولَدُن ولُداً سواء ولَدٌ). [مجاز القرآن: 1/285]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (ندع ما مضى في صدر الكتاب.
قوله {من لدن حكيم} و{بلغت من لدني عذرا} فإن بعض العرب وتميم تقول: من لدن زيد بضم الدال وإسكان النون، وهي قراءة العامة.
وقالت قيس: متاعنا لدن دارك؛ فنصبوا النون وأوقعوا الإعراب عليها؛ وقالوا: من لدن دارك، فخفضوا.
وقد حكيت أيضًا: لدن دارك بضم اللام وإسكان الدال؛ وحكي أيضًا: [من لدن زيد، بفتح اللام والدال وإسكان النون، وقالوا أيضًا: من لدن زيد، بفتح اللام وإسكان الدال وفتح النون]؛ وقالوا أيضًا: من لدن زيد، بكسر الدال وسكون النون.
وقالت قيس في الإضافة: من لدنك برفع الدال وجر النون؛ وتنصب في موضع النصب، وقال المرقش فأسكن الدال وحرك النون:
وكأن حبة فلفل في عينه = من لدن مصبحها إلى إمسائها
وقالوا في الإضافة: "من لدك" يا زيد، بحذف النون؛ ومن لداك أيضًا؛ ومن لديك.
وحكي عن العرب: "مالت هذه إلى هذه" يريد: ما لد هذه إلى هذه؛ ما لدا هذه إلى هذه؛ فحول الدال تاء، وكسر التاء.
وتميم تحذف النون عند التقاء الساكنين، مثل قولهم: لدا اليوم، وتسكن النون من "لدن" في كل موضع من الإعراب، موصول وغير موصول.
وقال الراجز في حذف النون في الإضافة؛ وزعم يونس بن حبيب أنه سمعه:
[معاني القرآن لقطرب: 682]
من لد شولا فإلى إتلائها
يريد من "لدن كانت" فحذف النون من لدن؛ فإذا أضفتها إلى نفسك قلت: لدني، وهي قوله {قد بلغت من لدني عذرا} فأدخلت نونًا على النون الساكنة في "لدن" كما قالوا: مني وعني وقطني وقدني؛ وقالوا: قطي وقدي، بغير نون.
ومن قال ذلك جاز في القياس {بلغت من لدني} واحدة، ومن أجرى عليها الإعراب فقال "من لدن حكيم" وقال أيضًا "من لدني" مثل عندي؛ وكذلك من قال "من لدن" فأجرى عليها الإعراب كذلك.
يقول الراجز:
قدني من نصر الخبيبين قدي = ليس أميري بالشحيح الملحد
فأدخل النون في الأولى وحذفها من الأخرى.
وقال الآخر:
قطي أبدًا من كل ما ليس نافعي = ومن طلبي ما ليس لي بنصيب
وقالوا أيضًا في بجل: بجلني، وبجلي.
قال طرفة:
ألا إنني أشربت أسود حالكًا = ألا بجلي من الشراب ألا بجل). [معاني القرآن لقطرب: 683]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {أحكمت آياته} فلم تنسخ.
{ثمّ فصّلت} بالحلال والحرام. ويقال: فصّلت: أنزلت شيئا بعد شيء ولم تنزل جملة.
{من لدن حكيمٍ خبيرٍ} أي من عند حكيم خبير). [تفسير غريب القرآن: 201]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (قوله: {الر كتاب أحكمت آياته ثمّ فصّلت من لدن حكيم خبير}
كتاب مرفوع بإضمار هذا كتاب.
وقال بعضهم: (كتاب) خبر " الر "
وهذا غلط، لأن قوله: {كتاب أحكمت آياته ثمّ فصّلت} ليس هو (الر) وحدها.
وفي التفسير {أحكمت آياته} بالأمر والنهي والحلال والحرام ثم فصلت بالوعد والوعيد.
والمعنى - واللّه أعلم - أنّ آياته أحكمت وفصّلت بجميع ما يحتاج إليه من الدلالة على التوحيد، وإثبات نبوة الأنبياء - عليهم السلام – وإقامة الشرائع.
والدليل على ذلك قوله: {ما فرّطنا في الكتاب من شيء}
وقوله: {وتفصيل كلّ شيء}.
ويدل على هذا قوله: {ألّا تعبدوا إلّا اللّه إنّني لكم منه نذير وبشير}.
المعنى {أحكمت آياته ثمّ فصّلت من لدن حكيم خبير}.
أي من عند حكيم خبير، لـ أن لا تعبدوا إلا اللّه.
وموضع أن نصب على كل حال.
(وقوله: (إنني) مقول قول مقدر، أي قل يا محمد لهم إنّني لكم منه.
أي من جهة اللّه " نذير " أي مخوّف من عذابه لمن كفر.
و" بشير " بالجنة لمن آمن). [معاني القرآن: 3/38-37]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( من ذلك قوله جل وعز: {آلر كتاب أحكمت آياته ثم فصلت}
المعنى هو كتاب أحكمت آياته
قال الحسن أحكمت بالأمر والنهي ثم فصلت بالثواب والعقاب
وقال قتادة أحكمها والله من الباطل ثم فصلها بعلمه وبين حلالها وحرامها والطاعة والمعصية
وقال مجاهد فصلت فسرت
وقيل أحكمت فلا ينسخها شيء بعدها ثم فصلت أنزلت شيئا بعد شيء
ومن أحسنها قول قتادة أي أحكمها من الخلل والباطل
ثم قال جل وعز: {من لدن حكيم خبير}
قال قتادة أي من عند حكيم خبير). [معاني القرآن: 3/328-327]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ} لم تنسخ كلها، {ثُمَّ فُصِّلَتْ} بالحلال والحرام. وقيل: أنزلت شيئا بعد شيء.
{مِن لَّدُنْ} من عند). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 105]

تفسير قوله تعالى: {أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنَّنِي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ (2)}
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {ألا تعبدوا إلا الله إنني لكم منه نذير وبشير}
يجوز أن يكون المعنى بأن لا تعبدوا إلا الله
ويجوز أن يكون المعنى لئلا تعبدوا
ويجوز أن يكون المعنى أمرتم أن لا تعبدوا إلا الله). [معاني القرآن: 3/328]

تفسير قوله تعالى: {وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ (3)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (ثم قال {وأن استغفروا ربّكم...}
أي فصّلت آياته ألاّ تعبدوا وأن استغفروا. فأن في موضع نصب بإلقائك الخافض). [معاني القرآن: 2/3]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {يمتّعكم متاعاً حسناً} أي يعمّركم. وأصل الإمتاع: الإطالة.
يقال: أمتع اللّه بك، ومتّع اللّه بك إمتاعا ومتاعا. والشيء الطويل: ماتع.
ويقال: جبل ماتع. وقد متع النّهار: إذا تطاول). [تفسير غريب القرآن: 201]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وأن استغفروا ربّكم ثمّ توبوا إليه يمتّعكم متاعا حسنا إلى أجل مسمّى ويؤت كلّ ذي فضل فضله وإن تولّوا فإنّي أخاف عليكم عذاب يوم كبير} أي وأمركم بالاستغفار.
{ثمّ توبوا إليه يمتّعكم متاعا حسنا}أي يبقيكم ولا يستأصلكم بالعذاب كما استأصل أهل القرى الذين كفروا.
{ويؤت كلّ ذي فضل فضله}أي من كان ذا فضل في دينه فضله اللّه بالثواب، وفضله بالمنزلة (في الدنيا) بالدين كما فضل أصحاب نبيه (عليه السلام) ). [معاني القرآن: 3/38]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وأن استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يمتعكم متاعا حسنا إلى أجل مسمى}
يمتعكم: يعمركم، وقيل لا يهلككم
وأصل الإمتاع الإطالة ومنه أمتع الله بك ومتع
قال قتادة إلى أجل مسمى أي إلى الموت
وقوله جل وعز: {ويؤت كل ذي فضل فضله} أي من كان له عمل صالح أوتي ثوابه). [معاني القرآن: 3/329-328]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {يُمَتِّعْكُم مَّتَاعًا حَسَنًا} أي يعمركم). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 105]

تفسير قوله تعالى: {إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (4)}

تفسير قوله تعالى: {أَلَا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ أَلَا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (5)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ألا إنّهم يثنون صدورهم ليستخفوا منه...}
نزلت في بعض من كان يلقى النبي صلى الله عليه وسلم بما يحبّ، وينطوي له على العداوة والبغض. فذلك الثنى هو الإخفاء.
وقال الله تبارك وتعالى: {ألا حين يستغشون ثيابهم} يعلم الله ما يخفون من عداوة محمّد صلّي الله عليه وسلم...
- وحدثني الثقة عبد الله بن المبارك عن ابن جريج رجل أظنّه عطاء عن ابن عبّاس أنه قرأ (تثنوني صدورهم) وهو في العربيّة بمنزلة تنثني كما قال عنترة:
وقولك للشيء الذي لا تناله = إذا ما هو احلولى ألا ليت ذاليا
وهو من الفعل: افعوعلت). [معاني القرآن: 2/3-4]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {ليستخفوا منه ألا حين يستغشون ثيابهم} والعرب تدخل ألا توكيداً وإيجاباً وتنبيهاً). [مجاز القرآن: 1/285]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {ألا إنّهم يثنون صدورهم ليستخفوا منه ألا حين يستغشون ثيابهم يعلم ما يسرّون وما يعلنون إنّه عليمٌ بذات الصّدور}
قال: {ألا إنّهم يثنون صدورهم} وقال بعضهم (تثنوني صدورهم) جعله على "تفعوعل" مثل "تعجوجل" وهي قراءة الأعمش). [معاني القرآن: 2/39]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (الحسن والأعرج ونافع وعاصم والأعمش وأبو عمرو {ألا إنهم يثنون صدورهم} .
وقال ابن عباس {يثنون صدورهم} يكتمون ما في صدورهم من العداوة.
ابن عباس رحمه الله ويحيى بن يعمر "تثنوني صدورهم" تفعوعل من ثنيت). [معاني القرآن لقطرب: 671]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وقوله عز وجل {يستغشون ثيابهم} وقال في السورة الأخرى {واستغشوا ثيابهم} والمعنى في {استغشوا}، تغشوا ثيابهم؛ وكان ابن عباس يقول في {يستغشون ثيابهم} يلبسونها ليلاً.
قالت الخنساء:
[معاني القرآن لقطرب: 683]
أرعى النجوم وما كلفت رعيتها = وتارة أتغشى فضل أطماري
فجاءت على: تغشيت). [معاني القرآن لقطرب: 684]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {يثنون صدورهم} أي يطوون ما فيها ويسترونه {ليستخفوا} بذلك من اللّه.
{ألا حين يستغشون ثيابهم} أي يستترون بها ويتغشّونها). [تفسير غريب القرآن: 202-201]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (و(ألا) تزاد في الكلام للتنبيه.
كقوله: {أَلَا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ} و: {أَلَا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفًا عَنْهُمْ}.
وقال الشاعر:
ألا أيّهذا الرّاجزي أحضرَ الوغى = وأن أشهد اللّذَّاتِ: هل أنت مُخْلِدِي
أراد أيّها الزاجري أن أحضر الوغى فزاد (ألا) وحذف (أن) ). [تأويل مشكل القرآن: 248-247]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( (ألا) : تنبيه: وهي زيادة في الكلام، قال تعالى: {أَلَا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفًا عَنْهُمْ}.
وقال: {أَلَا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ}.
وتقول: ألا إنّ القوم خارجون: تريد بها: افهم اعلم أنّ الأمر كذا وكذا). [تأويل مشكل القرآن: 560]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ألا إنّهم يثنون صدورهم ليستخفوا منه ألا حين يستغشون ثيابهم يعلم ما يسرّون وما يعلنون إنّه عليم بذات الصّدور}
(ألا) معناها التنبيه ولا حظّ لها في الإعراب، وما بعدها مبتدأ.
ومعنى {يثنون صدورهم ليستخفوا}، أي يسرون عداوة النبي - صلى الله عليه وسلم -.
وقيل إن طائفة من المشركين قالت: إذا أغلقنا أبوابنا وأرخينا ستورنا.
واستغشينا ثيابنا، وثنينا صدورنا على عداوة محمد - صلى الله عليه وسلم - كيف يعلم بنا، فأعلم
- عز وجل - بما كتموه فقال جلّ ثناؤه: {ألا حين يستغشون ثيابهم يعلم ما يسرّون وما يعلنون}.
وقرئت {ألا إنّهم يثنوني صدورهم}.
قرأها الأعمش ورويت عن ابن عباس " تثنوني " صدورهم.
على مثال تفعوعل ومعناها المبالغة في الشيء، ومثل ذلك قد احلولى الشيء إذا بلغ الغاية في الحلاوة). [معاني القرآن: 3/39-38]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ألا إنهم يثنون صدورهم ليستخفوا منه}
قال عبد الله بن شداد كان أحدهم يمر بالنبي صلى الله عليه وسلم فيثني صدره ويتغشى ثوبه كراهة أن يراه النبي صلى الله عليه وسلم
وقال أبو رزين كان الرجل يضطجع على شقه ويتغشى ثوبه ليستخفي
وقال مجاهد يثنون صدورهم شكا وامتراء ليستخفوا منه أي من الله إن استطاعوا
وقال الحسن يعني حديث النفس فأعلم الله جل وعز أنهم حين يستغشون ثيابهم في ظلمة الليل وفي أجواف بيوتهم يعلم تلك الساعة ما يسرون وما يعلنون
قال أبو جعفر وهذه المعاني متقاربة أي يسرون عداوة النبي صلى الله عليه وسلم ويطوون
ومن صحيح ما فيه ما حدثناه علي بن الحسين قال: قال الزعفراني حدثنا حجاج قال ابن جريج أخبرني محمد بن عباد بن جعفر أنه سمع ابن عباس يقرأ ألا إنهم تثنوني صدورهم
قال سألته عنه فقال كان ناس يستحيون أن يتخلوا فيفضوا إلى السماء فنزل ذلك فيهم
ويروى أن بعضهم قال أغلقت بابي وأرخيت ستري وتغشيت ثوبي وثنيت صدري فمن يعلم بي فأعلم الله جل وعز أنه يعلم ما يسرون وما يعلنون
ونظيره {ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم}
ومن قرأ (تثنوني صدورهم) وهي قراءة ابن عباس ذهب إلى معنى التكثير كما يقال احلولى الشيء وليست تثنوني حتى يثنوها فالمعنى يؤول إلى ذاك). [معاني القرآن: 3/331-329]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ} أي يطوون ما فيها ويسترونه ليستخفوا بذلك من الله.
و{يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ} أي يستترون بها). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 105]


رد مع اقتباس