عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 25 ربيع الثاني 1434هـ/7-03-2013م, 10:31 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

التفسير اللغوي

{إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ (40) لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ (41) وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (42) وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (43)}


تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ (40)}

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {لا تفتّح لهم...}
ولا يفتّح وتفتّح. وإنما يجوز التذكير والتأنيث في الجمع لأنه يقع عليه التأنيث فيجوز فيه الوجهان؛ كما قال: {يوم تشهد عليهم ألسنتهم} و"يشهد" فمن ذكّر قال: واحد الألسنة ذكر فأبني على الواحد إذ كان الفعل يتوحد إذا تقدّم الأسماء المجموعة، كما تقول ذهب القوم.
وربما آثرت القراء أحد الوجهين، أو يأتي ذلك في الكتاب بوجه فيرى من لا يعلم أنه لا يجوز غيره وهو جائز. ومما آثروا من التأنيث قوله: {يوم تبيض وجوه وتسود وجوه} فآثروا التأنيث. ومما آثروا فيه التذكير قوله: {لن ينال الله لحومها ولا دماؤها} والذي أتى في الكتاب بأحد الوجهين قوله: {فتحت أبوابها} ولو أتى بالتذكير كان صوابا.
ومعنى قوله: {لا تفتّح لهم أبواب السّماء}: لا تصعد أعمالهم. ويقال: إن أعمال الفجار لا تصعد ولكنها مكتوبة في صخرة تحت الأرض، وهي التي قال الله تبارك وتعالى: {كلا إن كتاب الفجار لفي سجين}.
وقوله: {حتّى يلج الجمل في سمّ الخياط} الجمل هو زوج الناقة. وقد ذكر عن ابن عباس الجمّل يعني الحبال المجموعة. ويقال الخياط والمخيط ويراد الإبرة. وفي قراءة عبد الله (المخيط) ومثله يأتي على هذين المثالين يقال: إزار ومئزر، ولحاف وملحف، وقناع ومقنع، وقرام ومقرم). [معاني القرآن: 1/ 379-380]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {في سمّ الخياط}؛ أي في ثقب الإبرة وكل ثقب من عين أو أنف أو أذن أو غير ذلك فهو سمّ والجميع سموم.
{لهم من جهنّم مهادٌ}؛ أي فراش وبساط ولا تنصرف جهنم لأنه اسم مؤنثة على أربعة أحرف.
{ومن فوقهم غواشٍ}؛ واحدتها غاشية وهي ما غشاهم فغطاهم من فوقهم). [مجاز القرآن: 1/ 214]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {إنّ الّذين كذّبوا بآياتنا واستكبروا عنها لا تفتّح لهم أبواب السّماء ولا يدخلون الجنّة حتّى يلج الجمل في سمّ الخياط وكذلك نجزي المجرمين}
وقال: {حتّى يلج الجمل في سمّ الخياط} من"ولج" "يلج" "ولوجاً"). [معاني القرآن: 2/ 5]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (قال: وبلغنا عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قرأ {لا يفتح لهم} بالياء مخففة.
الحسن وأهل المدينة وعاصم بن أبي النجود {لا تفتح لهم} بالتثقيل والتاء؛ وكلتاهما حسن، وقد فسرناها في صدر الكتاب.
قراءة ابن مسعود والحسن وأبي عمرو {حتى يلج الجمل في سم الخياط}.
وقراءة ابن عباس: "حتى يلج الجمل في سم الخياط" مثل: النغر، في التقدير، وحكي عن ابن عباس: "الجمل" بالتثقيل أيضًا.
وأما الجمل بالتخفيف فهو: الحبل الغليظ، وكذلك "الجمل" مثقل.
وحكي عن عبد الله وأبي "حتى يلج الجمل في سم المخيط" ). [معاني القرآن لقطرب: 564]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وقوله {في سم الخياط} فالسم: الثقب النافذ، وبعض العرب يقول: السم، وقالوا: سممت الشيء أسمه؛ إذا ثقته فأنفذته). [معاني القرآن لقطرب: 586]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {حتى يلج الجمل في سم الخياط}: يدخل في ثقب
الإبرة والثقوب كلها سموم: المنخران والقبل والدبر. وقرؤوا {الجمل} وهي قلوس البحر. وهو القلس الغليظ). [غريب القرآن وتفسيره: 145-146]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {لا تفتّح لهم أبواب السّماء}؛ أي ليس لهم عمل صالح تفتح لهم به أبواب السماء، ويقال: لا تفتح لأرواحهم أبواب السماء إذا ماتوا.
{حتّى يلج الجمل} أي يدخل البعير. {في سمّ الخياط} أي في
ثقب الإبرة. وهذا كما يقال: لا يكون ذاك حتى يشيب الغراب. وحتى يبيضّ القار). [تفسير غريب القرآن: 167-168]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {إنّ الّذين كذّبوا بآياتنا واستكبروا عنها لا تفتّح لهم أبواب السّماء ولا يدخلون الجنّة حتّى يلج الجمل في سمّ الخياط وكذلك نجزي المجرمين (40)
أي كذبوا بحججنا وأعلامنا التي تدل على نبوة الأنبياء وتوحيد اللّه.
{لا تفتّح لهم أبواب السّماء}؛
أي لا تصعد أرواحهم ولا أعمالهم، لأن أعمال المؤمنين وأرواحهم تصعد إلى السماء، قال اللّه عزّ وجلّ: {إليه يصعد الكلم الطّيّب}.
ويجوز لا تفتح ولا تفتّح بالتخفيف والتشديد، وبالياء والتاء.
وقال بعضهم: لا تفتح لهم أبواب السماء، أي أبواب الجنة، لأن الجنة في السماء، والدليل على ذلك قوله: {ولا يدخلون الجنّة}.
فكأنه لا تفتح لهم أبواب الجنة ولا يدخلونها {حتّى يلج الجمل في سمّ الخياط}؛
فالخياط الإبرة، وسمها ثقبها.
المعنى لا يدخلون الجنة أبدا.
وسئل ابن مسعود عن الجمل فقال هو زوج الناقة. كأنه استجهل من سأله عن الجمل.
وقرأ بعضهم الجمل، وفسّروه فقالوا قلس السفينة.
وقوله عزّ وجلّ: {وكذلك نجزي المجرمين}؛أي ومثل ذلك الذي وصفنا نجزي المجرمين.
والمجرمون - واللّه أعلم - ههنا الكافرون، لأن الذي ذكر من قصتهم التكذيب بآيات اللّه، والاستكبار عنها). [معاني القرآن: 2/ 337-338]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط}
والمعنى لا يدخلون الجنة ألبتة والعرب تستعمل أمثال هذا كثيرا.
وسئل عبد الله بن مسعود عن الجمل فقال هو زوج الناقة، كأنه استجهل من سأله عما يعرفه الناس جميعا
ويروى عن ابن عباس أنه قرأ حتى يلج الجمل بضم الجيم وتشديد الميم وقال هو القلس من حبال السفن
وقال أحمد بن يحيى هي الحبال المجموعة جمع جملة
وروي عن سعيد بن جبير أنه قرأ: {حتى يلج الجمل} بضم الجيم وتخفيف الميم قيل: هو القلس أيضا، والسم والسم ثقب الإبرة وقرا ابن سيرين بضم السين.
والخياط والمخيط الإبرة ونظيره قناع ومقنع.
ثم قال جل وعز: {وكذلك نجزي المجرمين}؛ يعني الكافرين لأنه قد تقدم ذكرهم). [معاني القرآن: 3/ 35-36]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {لا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ} أي ليس لهم عمل صالح يفتح لهم أبواب السماء، وقيل: لأرواحهم). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 84]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {يَلِجَ} يدخل، {سَمِّ الْخِيَاطِ}: ثقب الإبرة). [العمدة في غريب القرآن: 134]

تفسير قوله تعالى: {لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ (41)}
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {لهم مّن جهنّم مهادٌ ومن فوقهم غواشٍ وكذلك نجزي الظّالمين}
وقال: {لهم مّن جهنّم مهادٌ ومن فوقهم غواشٍ} فإنما انكسر قوله (غواشٍ) لأن هذه الشين في موضع عين "فواعل" فهي مكسورة. وأما موضع اللام منه فالياء، والياء والواو إذا كانت بعد كسرة وهما في موضع تحرك برفع أو جرّ صارتا ياء ساكنة في الرفع وانجرّ ونصبا في النصب. فلما صارتا ياء ساكنة وأدخلت عليها التنوين وهو ساكن ذهبت الياء لاجتماع الساكنين). [معاني القرآن: 2/ 5-6]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({مهاد}: بساط.
{غواش}: ما غشوا به من فوق). [غريب القرآن وتفسيره: 146]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {لهم من جهنّم مهادٌ} أي فراش {ومن فوقهم غواشٍ} أي ما يغشاهم من النار). [تفسير غريب القرآن: 168]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {لهم من جهنّم مهاد ومن فوقهم غواش وكذلك نجزي الظّالمين (41)أي فراش من نار.
{ومن فوقهم غواش)}؛ أي غاشية فوق غاشية من النار.
وقوله: {وكذلك نجزي الظّالمين}؛والظالمون ههنا الكافرون.
وقوله: {غواش}؛ زعم سيبويه والخليل جميعا أن النون هنا عوض من الياء لأن غواشي لا تنصرف، والأصل فيها غواشي، بإسكان الياء.
فإذا ذهبت الضمة أدخلت التنوين عوضا منها، كذلك فسر أصحاب سيبويه، وكان سيبويه يذهب إلى أن التنوين عوض من ذهاب حركة الياء، والياء سقطت لسكونها وسكون التنوين. فإذا وقفت فالاختيار أن تقف بغير ياء، فتقول
غواش، لتدل أن الياء كانت تحذف في الوصل.
وبعض العرب إذا وقف قال غواشي، بإثبات الياء.
ولا أرى ذلك في القرآن لأن الياء محذوفة في المصحف، والكتاب على الوقف). [معاني القرآن: 2/ 338-339]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {لهم من جهنم مهاد}؛أي فراش
{ومن فوقهم غواش}؛ أي غاشية فوق غاشية من العذاب
{وكذلك نجزي الظالمين}؛ قيل: يعني الكفار والله أعلم). [معاني القرآن: 3/ 36-37]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {مِهَادٌ}: فراش
{غوَاشٍ}: أغطية). [العمدة في غريب القرآن: 134-135]

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (42)}

قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {لا نكلّف نفساً إلاّ وسعها} : طاقتها، يقال لا أسع ذلك). [مجاز القرآن: 1/ 215]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {والّذين آمنوا وعملوا الصّالحات لا نكلّف نفسا إلّا وسعها أولئك أصحاب الجنّة هم فيها خالدون (42)أي عملوا الصالحات بقدر طاقتهم، لأن معنى الوسع ما يقدر عليه.
وقوله: {أولئك أصحاب الجنّة هم فيها خالدون}؛
أولئك رفع بالابتداء، وأصحاب خبر، وهم والجملة خبر الذين، ويرجع على الذين أسماء الإشارة، أعني أولئك). [معاني القرآن: 2/ 339]

تفسير قوله تعالى: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (43) }

قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {ونزعنا ما في صدورهم مّن غلٍّ تجري من تحتهم الأنهار وقالوا الحمد للّه الّذي هدانا لهذا وما كنّا لنهتدي لولا أن هدانا اللّه لقد جاءت رسل ربّنا بالحقّ ونودوا أن تلكم الجنّة أورثتموها بما كنتم تعملون ونادى أصحاب الجنّة أصحاب النّار أن قد وجدنا ما وعدنا ربّنا حقّاً فهل وجدتّم مّا وعد ربّكم حقّاً قالوا نعم فأذّن مؤذّنٌ بينهم أن لّعنة اللّه على الظّالمين}
وقال: {ونزعنا ما في صدورهم مّن غلٍّ} وهو ما يكون في الصدور، وأما الذي يغلّ به الموثق فهو "الغلّ".
وقال: {الحمد للّه الّذي هدانا لهذا} كما قال: {اللّه يهدي للحقّ} وتقول العرب: "هو لا يهتدي لهذا" أي: لا يعرفه. وتقول: "هديت العروس إلى بعلها". وتقول أيضاً: أهديتها إليه" و"هديت له" وتقول: "أهديت له هديّةً". وبنو تميم يقولون "هديت العروس إلى زوجها" جعلوه في معنى "دللتها" وقيس تقول: "أهديتها" جعلوها بمنزلة الهدية.
وقال: {ونودوا أن تلكم الجنّة} و{أن لّعنة اللّه على الظّالمين} وقال في موضع آخر {أن الحمد للّه} و{أن قد وجدنا ما وعدنا ربّنا حقّاً} فهذه "أنّ" الثقيلة خفّفت وأضمر فيها [و] ولا يستقيم أن تجعلها الخفيفة لأن بعدها اسما. والخفيفة لا يليها الأسماء. وقال الشاعر:
في فتيةٍ كسيوف الهند قد علموا ....... أن هالكٌ كلّ من يخفى وينتعل
وقال الشاعر:
أكاشره واعلم أن كلانا ....... على ما ساء صاحبه حريص
فمعناه: أنه كلانا. وتكون {أن قد وجدنا} في معنى: "أي"). [معاني القرآن: 2/ 6-7]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( (الغلّ)، الحسد والعداوة). [تفسير غريب القرآن: 168]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): («اللام» مكان «إلى»
قال الله تعالى: {بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا} [الزلزلة: 5]، أي أوحى إليها.
قال الله تعالى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا} ، أي إلى هذا.
يدلك على ذلك قوله في موضع آخر: {وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ} [النحل: 68]، وقوله: {وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [النحل: 121]). [تأويل مشكل القرآن: 572]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (قوله: {ونزعنا ما في صدورهم من غلّ تجري من تحتهم الأنهار وقالوا الحمد للّه الّذي هدانا لهذا وما كنّا لنهتدي لولا أن هدانا اللّه لقد جاءت رسل ربّنا بالحقّ ونودوا أن تلكم الجنّة أورثتموها بما كنتم تعملون (43)}
قال بعضهم: ذهبت الأحقاد التي كانت في قلوبهم، وحقيقته – والله أعلم - أنه لا يحسد بعض أهل الجنّة بعضا في علو الرتبة، لأن الحسد غل.
وقوله تعالى: {تجري من تحتهم الأنهار}؛
في معنى الحال، المعنى ونزعنا ما في صدورهم من غل في هذه الحال، ويجوز أن يكون " تجري " إخبارا عن صفة حالهم، فيكون تجري مستأنفا.
ومعنى {هدانا لهذا}؛
أي هدانا لما صيرنا إلى هذا، يقال: هديت الرجل هداية وهدى وهديا.
وأهديت الهدية فهي مهداة، وأهديت العروس إلى زوجها وهديتها.
وقوله جلّ وعز: {ونودوا أن تلكم الجنّة}؛
في موضع نصب، وههنا الهاء مضمرة، وهي مخففة من الثقيلة.
والمعنى نودوا بأنه تلكم الجنّة.
والأجود - عندي - أن تكون أن في موضع تفسير النداء، كان المعنى، ونودوا أن تلكم الجنة، أي قيل لهم،: تلكم الجنة، وإنما قال: تلكم، لأنهم وعدوا بها في الدنيا، فكأنه قيل: هذه تلكم التي وعدتم بها.
وجائز أن يكون عاينوها فقيل لهم من قبل دخولها إشارة إلى ما يرونه: تلكم الجنة، كما تقول لما تراه: ذلك الرجل أخوك. ولو قلت: هذا الرجل لأنه يراك جاز، لأن هذا وهؤلاء لما قرب منك، وذاك وتلك لما بعد عنك.
رأيته أو لم تره). [معاني القرآن: 2/ 339-340]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ونزعنا ما في صدورهم من غل}
الغل في اللغة الحقد المعنى إن بعضهم لا يحقد على بعض بما كان بينه وبينه في الدنيا ويجوز أن يكون المعنى أنه لا يحسد بعضهم على علو المرتبة
ويدل على أن القول هو الأول أنه روي عن علي بن أبي طالب رحمة الله عليه أنه قال أرجو أن أكون أنا وعثمان وطلحة والزبير من الذين قال الله فيهم {ونزعنا ما في صدورهم من غل}
وقوله جل وعز: {وقالوا الحمد لله الذي هدانا لهذا}؛
أي لما صيرنا إلى هذا
وقوله جل وعز: {ونودوا أن تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون}؛
ويجوز أن يكون المعنى بأنه تلكم الجنة.
ويجوز أن تكون أن مفسرة للنداء .
والبصريون يعتبرونها بأي والكوفيون يعتبرونها بالقول والمعنى واحد كأنه ونودوا قيل لهم تلكم الجنة أي هذه تلكم الجنة التي وعدتموها في الدنيا
ويجوز أن يكون لما رأوها قيل لهم قبل أن يدخلوها تلكم الجنة والقول في معنى أن قد وجدنا وأن لعنة الله على الظالمين على ما قلنا في أن تلكم الجنة). [معاني القرآن: 3/ 37-38]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {من غل}؛ أي: من حقد). [ياقوتة الصراط: 229]


رد مع اقتباس