عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 6 ذو القعدة 1431هـ/13-10-2010م, 09:33 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من 1 إلى 14]

{طس تِلْكَ آَيَاتُ الْقُرْآَنِ وَكِتَابٍ مُبِينٍ (1) هُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (2) الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآَخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (3) إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمَالَهُمْ فَهُمْ يَعْمَهُونَ (4) أُولَئِكَ الَّذِينَ لَهُمْ سُوءُ الْعَذَابِ وَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ (5) وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآَنَ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ (6) إِذْ قَالَ مُوسَى لِأَهْلِهِ إِنِّي آَنَسْتُ نَارًا سَآَتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ آَتِيكُمْ بِشِهَابٍ قَبَسٍ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ (7) فَلَمَّا جَاءَهَا نُودِيَ أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا وَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (8) يَا مُوسَى إِنَّهُ أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (9) وَأَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآَهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ يَا مُوسَى لَا تَخَفْ إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ (10) إِلَّا مَنْ ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنًا بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ (11) وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ فِي تِسْعِ آَيَاتٍ إِلَى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ (12) فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ آَيَاتُنَا مُبْصِرَةً قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ (13) وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ (14)}

تفسير قوله تعالى:{طس تِلْكَ آَيَاتُ الْقُرْآَنِ وَكِتَابٍ مُبِينٍ (1)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {طس تلك آيات القرءان وكتابٍ مبينٍ} [النمل: 1] قد فسّرناه في السّورة الأولى). [تفسير القرآن العظيم: 2/532]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)
: (قوله: {تلك آيات القرآن وكتابٍ مّبينٍ...}: خفض، {وكتابٍ مبين} يريد: وآيات كتاب مبين، ولو قرئ : {وكتابٌ مبينٌ} بالردّ على الآيات يريد: وذلك كتاب مبين، ولو كان نصباً على المدح، كما يقال: مررت على رجل جميلٍ وطويلاً شرمحاً، فهذا وجه، والمدح مثل قوله:

إلى الملك القرم وابن الهمام = وليث الكتيبة في المزدحم
والمدح تنصب معرفته ونكرته ). [معاني القرآن: 2/285-286]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وأما تكرار المعنى بلفظين مختلفين، فلإشباع المعنى والاتساع في الألفاظ.
وذلك كقول القائل: آمرك بالوفاء، وأنهاك عن الغدر. والأمر بالوفاء هو النّهي عن الغدر. و: آمركم بالتّواصل، وأنهاكم عن التّقاطع. والأمر بالتواصل هو النهي عن التّقاطع.
وكقوله سبحانه: {فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ}. والنخل والرّمان من الفاكهة، فأفردهما عن الجملة التي أدخلهما فيها، لفضلهما وحسن موقعهما.
وقوله سبحانه: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى} وهي منها، فأفردها بالذّكر ترغيبا فيها، وتشديدا لأمرها، كما تقول: إيتني كل يوم، ويوم الجمعة خاصّة).
[تأويل مشكل القرآن: 240] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)
: ({طس تلك آيات القرآن وكتاب مبين}
قال ابن عباس : {طس} : اسم من أسماء الله تعالى أقسم به.
وقال قتادة : إنه اسم من أسماء القرآن.). [معاني القرآن: 4/107]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {تلك آيات القرآن وكتاب مبين}
معنى {تلك}: أنهم كانوا وعدوا بالقرآن في كتبهم، فقيل لهم هذه {تلك } لآيات، التي وعدتم بها، وقد فسرنا ما في هذا في أول سورة البقرة
و {كتاب} مخفوض على معنى : تلك آيات القرآن آيات كتاب مبين.
ويجوز : {وكتاب مبين}: ولا أعلم أحدا قرأ بها، ويكون المعنى: تلك آيات القرآن , وذلك كتاب مبين.). [معاني القرآن: 4/107]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (من ذلك قوله جل وعز: {طس تلك آيات القرآن وكتاب مبين}
تلك: أي: هذه آيات القرآن الذي كنتم توعدون به .
{وكتاب مبين}:أي :وآيات كتاب مبين.). [معاني القرآن: 5/113]

تفسير قوله تعالى: {هُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (2)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {هدًى} [النمل: 2] يهتدون به، بالقرآن إلى الجنّة.
{وبشرى للمؤمنين} [النمل: 2] بالجنّة). [تفسير القرآن العظيم: 2/532]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {هدًى وبشرى...}

رفع، وإن شئت نصبت, النّصب على القطع، والرفع على الاستئناف, ومثله في البقرة: {هدًى للمتّقين} .
في لقمان: {هدىً ورحمةً للمحسنين} مثله ).[معاني القرآن: 2/286]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {هدى وبشرى للمؤمنين}
يجوز أن يكون {هدى}في موضع نصب على الحال، المعنى: تلك آيات الكتاب هادية، ومبشرة.
ويجوز أن يكون في موضع رفع من جهتين: إحداهما : على إضمار : هو هدى وبشرى، وإن شئت على البدل من آيات على معنى : تلك هدى وبشرى، وإن شئت على البدل من آيات، على معنى : تلك هدى وبشرى.
وفي الرفع وجه ثالث حسن، على أن يكون خبرا بعد خبر، وهما جميعا خبر لـ تلك : على معنى قولهم: هو حلو حامض، أي: قد جمع الطعمين، فيكون خبر تلك آيات، وخبرها هدى وبشرى، فتجمع أنها آيات، وأنها هادية مبشّرة ). [معاني القرآن: 4/107-108]

تفسير قوله تعالى: (الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآَخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (3) )
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {الّذين يقيمون الصّلاة} [النمل: 3] الصّلوات الخمس على وضوئها ومواقيتها، وركوعها، وسجودها.
قوله عزّ وجلّ {ويؤتون الزّكاة} [النمل: 3] المفروضة.
{وهم بالآخرة هم يوقنون} [النمل: 3] يصدّقون). [تفسير القرآن العظيم: 2/532]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمَالَهُمْ فَهُمْ يَعْمَهُونَ (4)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {إنّ الّذين لا يؤمنون بالآخرة زيّنّا لهم أعمالهم فهم يعمهون} [النمل: 4] قال قتادة: في ضلالتهم يلعبون.
[تفسير القرآن العظيم: 2/532]
وقال السّدّيّ: في ضلالتهم يعمهون، يتردّدون.
وقال الحسن: يتمادون). [تفسير القرآن العظيم: 2/533]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)
: (وقوله عزّ جل:{إنّ الّذين لا يؤمنون بالآخرة زيّنّا لهم أعمالهم فهم يعمهون}

أي : جعلنا جزاءهم على كفرهم أن زيّنا لهم ما هم فيه.
{فهم يعمهون}: أي: يتحيرون، قال العجاج:
= أعمى الهدى بالجاهلين العمّه). [معاني القرآن: 4/108]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {إن الذين لا يؤمنون بالآخرة زينا لهم أعمالهم}
قال أبو إسحاق : أي: جعلنا جزاءهم على الكفر هذا .
وقيل: أي: زينا لهم الطاعة والإيمان ؛ لأنهما من أعمال الخلق.
ثم قال جل وعز: {فهم يعمهون}روى ابن أبي نجيح، عن مجاهد قال : فهم يترددون في الضلالة.). [معاني القرآن: 5/113-114]

تفسير قوله تعالى: (أُولَئِكَ الَّذِينَ لَهُمْ سُوءُ الْعَذَابِ وَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ (5) )
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {أولئك الّذين لهم سوء العذاب} [النمل: 5] شدّة العذاب.
{وهم في الآخرة هم الأخسرون} [النمل: 5] خسروا أنفسهم أن يغنموها فصاروا في النّار وخسروا الجنّة). [تفسير القرآن العظيم: 2/533]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآَنَ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ (6)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {وإنّك لتلقّى القرءان} [النمل: 6] لتقبل القرآن في تفسير الحسن.
وقال قتادة: وإنّك لتأخذ القرآن.
وقال السّدّيّ: وإنّك لتؤتى القرآن.
قال: {من لدن} [النمل: 6]، أي: من عند.
{حكيمٍ عليمٍ} [النمل: 6]، يعني: نفسه، حكيمٌ في أمره عليمٌ بخلقه). [تفسير القرآن العظيم: 2/533]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ)
: ( {وإنّك لتلقّى القرآن}: أي : تأخذه عنه , ويلقى عليك.). [مجاز القرآن: 2/92]

قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وإنّك لتلقّى القرآن}: أي : يلقي عليك , فتلقّاه أنت، أي: تأخذه.).[تفسير غريب القرآن: 322]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ:{وإنّك لتلقّى القرآن من لدن حكيم عليم}
أي: يلقى إليك القرآن وحيا من عند الله، أنزله بعلمه، وحكمته ).[معاني القرآن: 4/108]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {وإنك لتلقى القرآن من لدن حكيم عليم}: أي يلقى عليك، فتتلقاه ). [معاني القرآن: 5/114]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {لتلقى}: أي: لتناول، {من لدن حكيم عليم} أي: من عند حكيم عليم ). [ياقوتة الصراط: 391]

تفسير قوله تعالى:{إِذْ قَالَ مُوسَى لِأَهْلِهِ إِنِّي آَنَسْتُ نَارًا سَآَتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ آَتِيكُمْ بِشِهَابٍ قَبَسٍ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ (7)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {إذ قال موسى لأهله إنّي آنست نارًا} [النمل: 7] قال قتادة: إنّي أحسست نارًا.
وقال في آيةٍ أخرى: {إذ رأى نارًا} [طه: 10] رآها نارًا عند نفسه، وإنّما كانت نورًا.
وتفسير السّدّيّ: {إنّي آنست نارًا} [النمل: 7]، يعني: أنّي رأيت نورًا.
{سآتيكم منها بخبرٍ} [النمل: 7] الطّريق، وكان على غير طريقٍ.
وقال في آيةٍ أخرى: {أو أجد على النّار هدًى} [طه: 10]، أي: هداةً يهدون إلى الطّريق.
[تفسير القرآن العظيم: 2/533]
{أو آتيكم بشهابٍ قبسٍ} [النمل: 7] وقال في آيةٍ أخرى: {أو جذوةٍ من النّار} [القصص: 29] وهو أصل الشّجرة.
{لعلّكم تصطلون} [النمل: 7] لكي تصطلوا.
قال قتادة: وكان شاتيًا). [تفسير القرآن العظيم: 2/534]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)
: (وقوله: {أو آتيكم بشهابٍ قبسٍ...}

نوّن عاصم، والأعمش في الشهاب، والقبس، وأضافه أهل المدينة:{بشهاب قبس} وهو بمنزلة قوله: {ولدار الآخرة} ممّا يضاف إلى اسمه إذا اختلف أسماؤه ). [معاني القرآن: 2/286]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({إنّي آنست ناراً } أي: أبصرت وأحسست بها، {بشهابٍ قبسٍ} أي : بشعالة نارٍ، ومجاز {قبس}: ما اقتبست منها من الجمر، قال:
في كفّه صعدة مثقفة= فيها سنانٌ كشعلة القبس.).
[مجاز القرآن: 2/92]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {إذ قال موسى لأهله إنّي آنست ناراً سآتيكم مّنها بخبرٍ أو آتيكم بشهابٍ قبسٍ لّعلّكم تصطلون}
وقال: {بشهابٍ قبسٍ}، إذا جعل "القبس" بدلا من "الشّهاب"، وإن أضاف "الشّهاب" إلى "القبس" لم ينون "الشّهاب"، وكلٌّ حسن ).[معاني القرآن: 3/19]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {آنست نارا}: أبصرت وأحسست.
{بشهاب قبس}: الشهاب النار. والقبس الاقتباس). [غريب القرآن وتفسيره: 286]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ)
: ( (الشهاب): النار، والشهاب: الكوكب، في موضع آخر، و(القبس): النار تقبس.
يقال: قبست النار قبساً، واسم ما قبست: «قبس» ).[تفسير غريب القرآن: 322]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ:{إذ قال موسى لأهله إنّي آنست نارا سآتيكم منها بخبر أو آتيكم بشهاب قبس لعلّكم تصطلون}:
موضع (إذ) نصب.
المعنى : اذكر إذ قال موسى لأهله، أي : اذكر قصة موسى.
ومعنى :{آنست ناراً}: رأيت ناراً.
وقوله عزّ وجلّ : {أو آتيكم بشهاب قبس}: يقرأ بالتّنوين وبالإضافة، فمن نوّن جعل { قبس }من صفة شهاب، وكل أبيض ذي نور، فهو شهاب.
وقوله عزّ وجلّ:{لعلّكم تصطلون} جاء في التفسير : أنهم كانوا في شتاء، فلذلك احتاجوا إلى الاصطلاء ). [معاني القرآن: 4/108]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {إذ قال موسى لأهله إني آنست ناراً}
قال أبو عبيدة : أي: أبصرت.
قال أبو جعفر : ومنه قيل : إنس ؛ لأنهم مرئيون .
ثم قال جل وعز: {سآتيكم منها بخبر أو آتيكم بشهاب قبس}
قال أبو عبيدة : الشهاب : النار .
قال أبو إسحاق : قال لكل ذي نور : شهاب.
قال أحمد بن يحيى : أصل الشهاب : عود في أحد طرفيه جمرة , والآخر لا نار فيه، والجذوة كذلك إلا أنها أغلظ من الشهاب، سميت جذوة لأنها أصل الشجرة كما هي .
قال أبو جعفر : يقال: قبست النار، أقبسها قبساً، والاسم القبس.
ثم قال جل وعز: {لعلكم تصطلون}
روى عكرمة , عن ابن عباس قال : كانوا شاتين، وكانوا قد أخطأوا الطريق ). [معاني القرآن: 5/114-115]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ) : ({آنَسْتُ}: أبصرت.
(الشِهَابٍ): النار
(القَبَسٍ): النار
{تصْطَلُونَ}: تسخنون بها ). [العمدة في غريب القرآن: 229]

تفسير قوله تعالى: {فَلَمَّا جَاءَهَا نُودِيَ أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا وَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (8)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {فلمّا جاءها} [النمل: 8] جاء إلى النّار عند نفسه.
{نودي أن بورك من في النّار} [النمل: 8]، أي: أنّها عند موسى نارٌ، يعني بقوله: {بورك من في النّار} [النمل: 8] نفسه، وإنّما كان ضوء نور ربّ العالمين، في تفسير سعيدٍ عن قتادة.
{ومن حولها} [النمل: 8] قال قتادة: {ومن حولها} [النمل: 8] الملائكة، وهي في مصحف أبيّ بن كعبٍ: نودي أن بوركت النّار ومن حولها.
{وسبحان اللّه ربّ العالمين {8} يا موسى إنّه أنا اللّه العزيز الحكيم {9}). [تفسير القرآن العظيم: 2/534]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)
: (وقوله: {نودي أن بورك من في النّار...}

تجعل (أن) في موضع نصب إذا أضمرت اسم موسى في {نودي} , وإن لم تضمر اسم موسى كانت (أن) في موضع رفع: نودي ذلك , وفي حرف أبيّ: {أن بوركت النار}،
{ومن حولها} : يعني: الملائكة، والعرب تقول: باركك الله، وبارك فيك، وبارك عليك ). [معاني القرآن: 2/286]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {فلمّا جاءها نودي أن بورك من في النّار ومن حولها وسبحان اللّه ربّ العالمين}
قال: {نودي أن بورك أي: نودي بذلك ). [معاني القرآن: 3/19]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ:{فلمّا جاءها نودي أن بورك من في النّار ومن حولها وسبحان اللّه ربّ العالمين}
أي : فلمّا جاء موسى النار{نودي أن بورك من في النّار ومن حولها}.
فموضع " أن " إن شئت كان نصباً، وإن شئت كان رفعاً، فمن حكم عليها بالنصب، فالمعنى نودي موسى، بأنّه بورك من في النّار، واسم ما لم يسمّ فاعله مضمر في {نودي},
ومن حكم عليها بالرفع، كانت اسم ما لم يسمّ فاعله، أي : نودي أن بورك، وجاء في التفسير أن {من في النار} ههنا نور اللّه عزّ وجلّ .
{ومن حولها} قيل : الملائكة، وقيل: نور اللّه.
وقوله: {وسبحان اللّه ربّ العالمين}معناه : تنزيه اللّه تبارك وتعالى عن السوء، كذلك جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم، وكذا فسّره أهل اللغة ). [معاني القرآن: 4/108-109]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {فلما جاءها نودي أن بورك من في النار ومن حولها}
أي : فلما جاءها موسى نودي : {أن بورك من في النار ومن حولها}.
روى عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: النار نور الله جل وعز نادى موسى صلى الله عليه وسلم , وهو في النور , {ومن حولها }: الملائكة .
وروى موسى بن عبيدة، عن محمد بن كعب : النار : نور الله جل وعز، ومن حولها : موسى والملائكة صلى الله عليه وسلم .
وقيل : {من في النار }: الملائكة الموكلون بها، {ومن حولها }:ىالملائكة أيضاً، والمعنى يقولون : سبحان الله رب العالمين
وروى ابن أبي نجيح، عن مجاهد :{ولم يعقب}: ولم يرجع ).[معاني القرآن: 5/116-117]

تفسير قوله تعالى: {يَا مُوسَى إِنَّهُ أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (9)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {إنّه أنا اللّه...}
هذه الهاء: هاء عماد، وهو اسم لا يظهر، وقد فسّر.).[معاني القرآن: 2/287]

تفسير قوله تعالى: {وَأَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآَهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ يَا مُوسَى لَا تَخَفْ إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ (10) إِلَّا مَنْ ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنًا بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ (11)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({وألق عصاك} [النمل: 10] فألقاها.
{فلمّا رآها تهتزّ كأنّها جانٌّ} [النمل: 10] كأنّها حيّةٌ، وقال في آيةٍ أخرى: {فإذا هي حيّةٌ تسعى} [طه: 20].
{ولّى مدبرًا} [النمل: 10] من الفرق.
{ولم يعقّب} [النمل: 10] وقال قتادة: أي: ولم يلتفت.
[تفسير القرآن العظيم: 2/534]
وقال مجاهدٌ: ولم يرجع.
{يا موسى لا تخف إنّي لا يخاف لديّ المرسلون} [النمل: 10] قال قتادة: عندي.
{إلا من ظلم ثمّ بدّل حسنًا بعد سوءٍ فإنّي غفورٌ رحيمٌ} [النمل: 11] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/535]
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (تفسير الحسن: {لا يخاف لديّ المرسلون} [النمل: 10] في الآخرة وفي الدّنيا، لأنّهم أهل الولاية وأهل المحبّة: {إلا من ظلم ثمّ بدّل حسنًا بعد سوءٍ} [النمل: 11] فإنّه لا يخاف عندي، وكان موسى ممّن ظلم ثمّ بدّل حسنًا بعد سوءٍ، فغفر اللّه له، وهو قتل ذلك القبطيّ، لم يتعمّد قتله ولكن تعمّد وكزه). [تفسير القرآن العظيم: 2/535]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)
: (وقوله: {كأنّها جانٌّ...}

الجانّ: الحيّة: التي ليست بالعظيمة, لا الصّغيرة، وقوله: {ولّى مدبراً ولم يعقّب}: لم يلتفت، وقوله: {إنّي لا يخاف لديّ المرسلون}، ثم استثنى، فقال: {إلاّ من ظلم ثمّ بدّل حسناً بعد سوءٍ...} فهذا مغفور له، فيقول القائل. كيف صيّر خائفاً؟ قلت: في هذه وجهان: أحدهما أن تقول: إن الرّسل معصومة، مغفور لها، آمنة يوم القيامة, ومن خلط عملاً صالحاً وآخر سيّئاً، فهو يخاف، ويرجو: فهذا وجه، والآخر أن تجعل الاستثناء من الذين تركوا في الكلمة؛ لأنّ المعنى: لا يخاف المرسلون إنما الخوف على غيرهم ). [معاني القرآن: 2/287]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (ثم استثنى فقال: {إلاّ من ظلم}، فإنّ هذا لا يخاف يقول: كان مشركاً, فتاب، وعمل حسناً، فذلك مغفور له، ليس بخائف.
وقد قال بعض النحويّين: إن (إلا) في اللغة بمنزلة الواو، وإنما معنى هذه الآية: لا يخاف لديّ المرسلون، ولا من ظلم ثم بدّل حسنا، وجعلوا مثله قول الله: {لئلاّ يكون للناس عليكم حجّةٌ إلاّ الّذين ظلموا} أي : ولا الذين ظلموا، ولم أجد العربيّة تحتمل ما قالوا، لأني لا أجيز قام الناس إلا عبد الله، وهو قائم؛ إنما الاستثناء أن يخرج الاسم الذي بعد إلاّ من معنى الأسماء قبل إلاّ.
وقد أراه جائزاً أن تقول: عليك ألف سوى ألفٍ آخر، فإن وضعت (إلاّ) في هذا الموضع صلحت , وكانت (إلاّ) في تأويل ما قالوا, فأما مجرّدةً قد استثنى قليلها من كثيرها فلا, ولكن مثله ممّا يكون في معنى إلاّ كمعنى الواو , وليست بها، قوله: {خالدين فيها ما دامت السّموات والأرض إلاّ ما شاء ربّك}، هو في المعنى: إلاّ الذي شاء ربّك من الزيادة، فلا تجعل إلا {في منزلة}الواو، ولكن بمنزلة سوى, فإذا كانت سوى في موضع إلاّ صلحت بمعنى الواو؛ لأنك تقول: عندي مال كثير سوى هذا، أي : و هذا عندي؛ كأنك قلت: عندي مال كثير وهذا، وهو في سوى أنفذ منه في إلاّ لأنك قد تقول: عندي سوى هذا، ولا تقول: إلاّ هذا ). [معاني القرآن: 2/288]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({كأنّها جانٌّ}: وهي جنس من الحيات، "ولم يعقّب " أي : ولم يرجع، يقال: عقب عليه، فأخذه ).[مجاز القرآن: 2/92]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {إلاّ من ظلم ثمّ بدّل حسناً بعد سوءٍ فإنّي غفورٌ رّحيمٌ}
وقال: {إلاّ من ظلم ثمّ بدّل حسناً بعد سوءٍ}: لأن {إلاّ} تدخل في مثل هذا الكلام كمثل قول العرب: "ما أشتكي إلاّ خيراً" , فلم يجعل قوله "إلاّ خيراً" على الشكوى، ولكنه علم إذا قال لهم "ما أشتكي شيئاً" أنه يذكر من نفسه خيراً، كأنه قال "ما أذكر إلاّ خيراً".). [معاني القرآن: 3/19]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( (الجان): الحيّة التي ليست بعظيمة، {ولم يعقّب}: لم يرجع، ويقال: لم يلتفت، يقال: كرّ على القوم، وما عقّب،
ويرى أهل النظر: أنه مأخوذ من «العقب» ). [تفسير غريب القرآن: 322]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {يا موسى لا تخف إنّي لا يخاف لديّ المرسلون إلّا من ظلم}: مفسر في كتاب «تأويل المشكل».). [تفسير غريب القرآن: 322]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وكقوله سبحانه:{إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ (10) إِلَّا مَنْ ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنًا بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ} لم يقع الاستثناء من المرسلين، وإنما وقع من معنى مضمر في الكلام، كأنه قال: لا يخاف لديّ المرسلون، بل غيرهم الخائف، إلا من ظلم ثم تاب فإنه لا يخاف.
وهذا قول الفراء، وهو يبعد: لأن العرب إنما تحذف من الكلام ما يدل عليه ما يظهر، وليس في ظاهر هذا الكلام- على هذا التأويل- دليل على باطنه.
قال أبو محمد:
والذي عندي فيه، والله أعلم، أنّ موسى عليه السلام، لما خاف الثعبان وولّى ولم يعقّب، قال الله عز وجل: {يَا مُوسَى لَا تَخَفْ إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ}
وعلم أن موسى مستشعر خيفة أخرى من ذنبه في الرّجل الّذي وكزه فقضى عليه، فقال: {إِلَّا مَنْ ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنًا بَعْدَ سُوءٍ} أي توبة وندما، فإنه يخاف، وإني غفور رحيم. وبعض النحويين يحمل (إلّا من ظلم) بمعنى: ولا من ظلم، كقوله: {لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ}.
على مذهب من تأول هذا في (إلّا): كقوله في سورة الأنفال، بعد وصف المؤمنين: {كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ}. ولم يشبّه قصة المؤمنين بإخراج الله إيّاه، ولكن الكلام مردود إلى معنى في أول السورة ومحمول عليه، وذلك: أن النبي صلّى الله عليه وسلم، رأى يوم بدر قلّة المسلمين وكراهة كثير منهم للقتال، فنفّل كلّ امرئ منهم ما أصاب، وجعل لكل من قتل قتيلا كذا، ولمن أتى بأسير كذا، فكره ذلك قوم فتنازعوا واختلفوا وحاجّوا النبي، صلّى الله عليه وسلم، وجادلوه، فأنزل الله سبحانه: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ} يجعلها لمن يشاء {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ}. أي فرّقوها بينكم على السواء {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}،
ووصف المؤمنين ثم قال: {كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ} يريد: أن كراهتهم لما فعلته في الغنائم ككراهتهم للخروج معك،
كأنه قال: هذا من كراهيتهم كما أخرجك وإيّاهم ربّك وهم كارهون.
ومن تتبع هذا من كلام العرب وأشعارها وجده كثيرا.
قال الشاعر:
فلا تدفنوني إنّ دفني محرّم = عليكم، ولكنْ خامِرِي أمَّ عامِر
يريد: لا تدفنوني ولكن دعوني للتي يقال لها إذا صيدت: خامري أمّ عامر، يعني الضّبع، لتأكلني.
وقال عنترة:
هل تبلغنِّي دارَها شَدَنِيَّة = لُعِنَتِ بمحرومِ الشَّرابِ مُصَرَّمِ
يريد: دُعيَ عليها بأن يحرم ضرعها أن يدرَّ فيه لَبَن، فاستجيب للداعي، فلم تحمل ولم ترضع.
ومثله قول الآخر:
ملعونة بعقر أو خادج
أي: دعي عليها أن لا تحمل، وإن حملت: أن تلقي ولدها لغير تمام، فإذا لم تحمل الناقة ولم ترضع كان أقوى لها.
ومن أمثال العرب: (عسى الغوير أبؤسا) أي: أن يأتينا من قبل الغوير بأس ومكروه. والغوير: ماء، ويقال: هو تصغير غار). [تأويل مشكل القرآن: 219-220]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وكقوله سبحانه: {إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ * إِلَّا مَنْ ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنًا بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ}
لم يقع الاستثناء من المرسلين، وإنما وقع من معنى مضمر في الكلام، كأنه قال: لا يخاف لديّ المرسلون، بل غيرهم الخائف، إلا من ظلم ثم تاب فإنه لا يخاف.
وهذا قول الفراء، وهو يبعد: لأن العرب إنما تحذف من الكلام ما يدل عليه ما يظهر، وليس في ظاهر هذا الكلام- على هذا التأويل- دليل على باطنه.
قال أبو محمد:
والذي عندي فيه، والله أعلم، أنّ موسى عليه السلام، لما خاف الثعبان وولّى ولم يعقّب، قال الله عز وجل: {يَا مُوسَى لَا تَخَفْ إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ}
وعلم أن موسى مستشعر خيفة أخرى من ذنبه في الرّجل الّذي وكزه فقضى عليه، فقال: {إِلَّا مَنْ ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنًا بَعْدَ سُوءٍ} أي توبة وندما، فإنه يخاف، وإني غفور رحيم. وبعض النحويين يحمل (إلّا من ظلم) بمعنى: ولا من ظلم، كقوله: {لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ}. على مذهب من تأول هذا في (إلّا): كقوله في سورة الأنفال، بعد وصف المؤمنين: {كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ}. ولم يشبّه قصة المؤمنين بإخراج الله إيّاه، ولكن الكلام مردود إلى معنى في أول السورة ومحمول عليه، وذلك: أن النبي صلّى الله عليه وسلم، رأى يوم بدر قلّة المسلمين وكراهة كثير منهم للقتال، فنفّل كلّ امرئ منهم ما أصاب، وجعل لكل من قتل قتيلا كذا، ولمن أتى بأسير كذا، فكره ذلك قوم فتنازعوا واختلفوا وحاجّوا النبي، صلّى الله عليه وسلم، وجادلوه، فأنزل الله سبحانه: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ} يجعلها لمن يشاء {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ}. أي فرّقوها بينكم على السواء {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}، ووصف المؤمنين ثم قال: {كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ} يريد: أن كراهتهم لما فعلته في الغنائم ككراهتهم للخروج معك، كأنه قال: هذا من كراهيتهم كما أخرجك وإيّاهم ربّك وهم كارهون.
ومن تتبع هذا من كلام العرب وأشعارها وجده كثيرا.
قال الشاعر:
فلا تدفنوني إنّ دفني محرّم = عليكم، ولكنْ خامِرِي أمَّ عامِر
يريد: لا تدفنوني ولكن دعوني للتي يقال لها إذا صيدت: خامري أمّ عامر، يعني الضّبع، لتأكلني.
وقال عنترة:
هل تبلغنِّي دارَها شَدَنِيَّة = لُعِنَتِ بمحرومِ الشَّرابِ مُصَرَّمِ
يريد: دُعيَ عليها بأن يحرم ضرعها أن يدرَّ فيه لَبَن، فاستجيب للداعي، فلم تحمل ولم ترضع.
ومثله قول الآخر:
ملعونة بعقر أو خادج
أي: دعي عليها أن لا تحمل، وإن حملت: أن تلقي ولدها لغير تمام، فإذا لم تحمل الناقة ولم ترضع كان أقوى لها.
ومن أمثال العرب: (عسى الغوير أبؤسا) أي: أن يأتينا من قبل الغوير بأس ومكروه. والغوير: ماء، ويقال: هو تصغير غار). [تأويل مشكل القرآن: 221-219] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)
: (وقوله: {وألق عصاك فلمّا رآها تهتزّ كأنّها جانّ ولّى مدبرا ولم يعقّب يا موسى لا تخف إنّي لا يخاف لديّ المرسلون}
{فلمّا رآها تهتزّ كأنّها جانّ ولّى مدبراً}:أي: تتحرك كما يتحرك الجانّ حركة خفيفة، وكانت في صورة الثعبان، وهو؛ العظيم من الحيات.
{ولّى مدبرا ولم يعقّب}: جاء في التفسير : {لم يعقب}: لم يلتفت، وجاء أيضًا : لم يرجع.
وأهل اللغة يقولون : لم يرجع، يقال: قد عقّب فلان إذا رجع يقاتل بعد أن ولى.
قال لبيد:
حتّى تهجّر في الرّواح وهاجه= طلب المعقّب حقّه المظلوم
وقوله عزّ وجلّ: {إنّي لا يخاف لديّ المرسلون}:معناه : لا يخاف عندي المرسلون.). [معاني القرآن: 4/110]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {إلّا من ظلم ثمّ بدّل حسنا بعد سوء فإنّي غفور رحيم}
(إلّا) استثناء ليس من الأوّل، والمعنى، واللّه أعلم، لكن من ظلم , ثم تاب من المرسلين وغيرهم، وذلك قوله: {ثمّ بدّل حسنا بعد سوء فإنّي غفور رحيم} ). [معاني القرآن: 4/110]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {إني لا يخاف لدي المرسلون إلا من ظلم}
في معناه أقوال:
أ- منها: أن في الكلام حذفاً, والمعنى :إني لا يخاف لدي المرسلون, إنما يخاف غيرهم ممن ظلم إلا من ظلم , ثم تاب ؛ فإنه لا يخاف .
ب- وقيل : المعنى : لا يخاف لدي المرسلون , لكن من ظلم من المرسلين وغيرهم, ثم تاب , فليس يخاف.
ج- وقيل :إلا بمعنى الواو , وذا ليس بجيد في العربية.). [معاني القرآن: 5/117]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({ولَمْ يُعَقِّبْ}: أي : لم يرجع , ولم يلتفت.).[تفسير المشكل من غريب القرآن: 179]

تفسير قوله تعالى: {وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ فِي تِسْعِ آَيَاتٍ إِلَى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ (12)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {وأدخل يدك} [النمل: 12] قال السّدّيّ: يعني: يده بعينها.
{في جيبك} [النمل: 12] قال قتادة: أي: في جيب قميصك.
{تخرج بيضاء من غير سوءٍ} [النمل: 12] قال: من غير برصٍ، في تفسير قتادة والسّدّيّ.
قال: وحدّثني قرّة بن خالدٍ عن الحسن، قال: أخرجها واللّه كأنّها مصباحٌ، فعلم موسى أن قد لقي ربّه.
وقوله عزّ وجلّ: {في تسع آياتٍ} [النمل: 12] قال السّدّيّ: مع تسع آياتٍ.
[تفسير القرآن العظيم: 2/535]
{إلى فرعون وقومه إنّهم كانوا قومًا فاسقين} [النمل: 12] قال مجاهدٌ: التّسع الآيات: يده، وعصاه، والطّوفان، والجراد، والقمّل والضّفادع، والدّم، {ولقد أخذنا آل فرعون بالسّنين ونقصٍ من الثّمرات} [الأعراف: 130].
الحسن بن دينارٍ، عن يزيد الرّقاشيّ، قال: الطّوفان، والجراد، والقمّل، والضّفادع، والدّم، ويده، وعصاه، والسّنين، ونقصٌ من الثّمرات). [تفسير القرآن العظيم: 2/536]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)
: (وقوله: {وأدخل يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوءٍ في تسع آياتٍ...}

معناه: افعل هذا , فهي آية في تسع, ثم قال: {إلى فرعون} , ولم يقل: مرسل , ولا مبعوث؛ لأنّ شأنه معروف أنه مبعوث إلى فرعون. وقد قال الشاعر:
رأتني بحبليها فصدّت مخافةً = وفي الحبل روعاء الفؤاد فروق
أراد: رأتني أقبلت بحبليها: بحبلي النّاقة , فأضمر فعلاً، كأنه قال: رأتني مقبلاً.
وقوله: {وإلى ثمود أخاهم صالحاً} , نصب بإضمار {أرسلنا} ). [معاني القرآن: 2/288]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({تخرج بيضاء من غير سوءٍ في تسع آياتٍ} : أي: هذه الآية مع تسع آيات ). [تفسير غريب القرآن: 323]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وقال تعالى: {وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ فِي تِسْعِ آَيَاتٍ إِلَى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ}.
أراد في تسع آيات إلى هذه الآية، أي معها. ثم قال: إلى فرعون ولم يقل مرسلا ولا مبعوثا، لأن ذلك معروف.
ومثله: {وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا} أي: أرسلنا.
قال الشاعر:
رأتني بحبلَيْها فصدَّتْ مَخافةً = وفي الحبلِ رَوعاءُ الفؤادِ فَرُوقُ
أراد مقبلا بحبليها). [تأويل مشكل القرآن: 217-218]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)
: (وقوله عزّ وجلّ: {وأدخل يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء في تسع آيات إلى فرعون وقومه إنّهم كانوا قوما فاسقين}
المعنى : أدخل يدك في جيبك , وأخرجها , تخرج بيضاء من غير سوء.
جاء في التفسير {من غير سوء}: من غير برص، وجاء أيضا، أنه كانت عليه مدرعة صوف بغير كمّين.
وقوله عزّ وجلّ: {في تسع آيات إلى فرعون وقومه}
{في}: من صلة قوله: وألق عصاك، وأدخل يدك.
فالتأويل: وأظهر هاتين الآيتين في تسع آيات , وتأويله من بين آيات.
وجاء في التفسير : أنّ التّسع :كون يده بيضاء من غير سوء، وكون العصا حيّة وما أصاب آل فرعون من الجدب في بواديهم، ونقص الثّمار من مزارعهم، وإرسال الجراد عليهم، والقمّل، والضفادع، والدّم والطوفان, فهذه تسع آيات.
ومثل قوله: {في تسع آيات}, ومعناه، من تسع قولهم: خذ لي عشرا ًمن الإبل فيها فحلان، المعنى : منها فحلان ). [معاني القرآن: 4/110]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وأدخل يدك في جيبك تخرج بيضاء}
المعنى : وأخرجها : تخرج بيضاء .
وروى مقسم , عن ابن عباس : من غير سوء : من غير برص .
ثم قال جل وعز: {في تسع آيات}
المعنى : من تسع آيات , وفي : بمعنى من , لقربها منها , كما تقول: خذ لي عشراً من الإبل , فيها فحلان, أي: منها , وقال الأصمعي في قول امرئ القيس:
وهل ينعمن من كان آخر عهده= ثلاثين شهرا في ثلاثة أحوال
في بمعنى من، ويجوز أن تكون بمعنى مع، والمعنى : وألق عصاك، وأدخل يدك في جيبك، آيتان من تسع آيات .
والتسع الآيات فيما روي : كون العصا حية، وكون يده بيضاء من غير سوء، والجدب الذي أصابهم في بواديهم، ونقص الثمرات، والطوفان، والجراد، والقمل، والضفادع، والدم .
ثم قال جل وعز: {إلى فرعون وقومه} : تخرج بيضاء إلى فرعون وقومه .
وقيل المعنى : إلى فرعون وقومه : مبعوث , ومرسل , وهذا قول الفراء). [معاني القرآن: 5/117-119]

تفسير قوله تعالى:{فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ آَيَاتُنَا مُبْصِرَةً قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ (13)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {فلمّا جاءتهم آياتنا مبصرةً} [النمل: 13] قال قتادة: أي: بيّنةٌ.
{قالوا هذا سحرٌ مبينٌ {13}). [تفسير القرآن العظيم: 2/536]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ)
: ( {فلمّا جاءتهم آياتنا مبصرةً قالوا هذا سحرٌ مّبينٌ}

وقال: {آياتنا مبصرةً} : أي: إنّها تبصّرهم حتّى أبصروا, وإن شئت قلت : {مبصرةً} , ففتحت فقد قرأها بعض الناس وهي جيدة , يعني : مبصرةً مبيّنةً ). [معاني القرآن: 3/19]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله:{فلمّا جاءتهم آياتنا مبصرة قالوا هذا سحر مبين}
أي: واضحة، ويجوز مبصرة، ومعناها : مبيّنة : تبصر، وترى ). [معاني القرآن: 4/110-111]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {فلما جاءتهم آياتنا مبصرة}: أي: واضحة .
و{مبصرة}: أي : مبينة.). [معاني القرآن: 5/119]

تفسير قوله تعالى: {وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ (14)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم} [النمل: 14] أنّها من عند اللّه.
قال قتادة: والجحد لا يكون إلا من بعد المعرفة.
{ظلمًا} [النمل: 14] لأنفسهم، وقال في آيةٍ أخرى: {وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون} [الأعراف: 160] قال: {وعلوًّا فانظر كيف كان عاقبة المفسدين} [النمل: 14] المشركين، يعنيهم، كان عاقبتهم أن دمّر اللّه عليهم ثمّ صيّرهم إلى النّار). [تفسير القرآن العظيم: 2/536]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)
: (وقوله: {وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلماً وعلوّاً...}

يقول: جحدوا بالآيات التسع بعدما استيقنتها أنفسهم أنها من عند الله، ظلما وعلوّاً, وفي قراءة عبد الله :{ظلماً علياً}، مثل قوله: {وقد بلغت من الكبر عتيّاً}، و{عتيّا}).
[معاني القرآن: 2/288]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( {قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآَيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ}.
يريد: أنهم كانوا لا ينسبونك إلى الكذب ولا يعرفونك به، فلما جئتهم بآيات الله، جحدوها، وهم يعلمون أنك صادق.
والجحد يكون ممن علم الشيء فأنكره، بقول الله عز وجل: {وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا}). [تأويل مشكل القرآن: 322] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)
: (وقوله عزّ وجلّ:{وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوّا فانظر كيف كان عاقبة المفسدين}
المعنى: وجحدوا بها ظلماً, وعلواً، أي: ترفعا عن أن يؤمنوا بما جاء به موسى عليه السلام, فجحدوا بها , وهم يعلمون أنها من عند اللّه.). [معاني القرآن: 4/111]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا}
أي: تكبرا ً أن تؤمنوا بموسى صلى الله عليه وسلم , وقد جاءهم بالبراهين والآيات ). [معاني القرآن: 5/119]


رد مع اقتباس