عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 17 شعبان 1434هـ/25-06-2013م, 03:36 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي فعل المعدول

فعل المعدول
في سيبويه [13:2-14]: «باب (فعل): اعلم أن كل (فعل) كان اسمًا معروفًا في الكلام أو صفة فهو مصروف، فالأسماء نحو صرد وجعل ونقب حفر، إذا أردت جماع الحفرة والنقبة، وأما الصفات فنحو قولك هذا رجل حطم.. فإنما صرفت ما ذكرت لك، لأنه ليس باسم يشبه الفعل الذي في أوله زيادة، وليس في آخره زيادة تأنيث، وليس بفعل لا نظير له في الأسماء، فصار ما كان منه اسمًا، ولم يكن جمعًا بمنزلة حجر ونحوه، وصار ما كان منه بمنزلة كسر وإير، وأما ما كان صفة فصار بمنزلة قولك: هذا رجل عمل، إذا أردت معنى كثير العمل.
وأما عمر وزفر فإنما منعهم من صرفهما وأشباههما أنهما ليسا كشيء مما ذكرنا، وإنما هما محدودان عن البناء الذي هو أولى بهما، وهو بناؤهما في الأصل، فلما خالفا بناءهما في الأصل تركوا صرفهما، وذلك نحو عامر وزافر، ولا يجيء عمر وأشباهه محدودًا عن البناء الذي هو أولى به إلا وذلك البناء معرفة، كذلك جرى في هذا الكلام، فإن قلت: عمر آخر صرفته لأنه نكرة..
وزحل معدول في حالة إذا أردت اسم الكوكب فلا ينصرف. وسألته عن جمع وكتع فقال: هما معرفة بمنزلة كلهم، وهما معدولتان عن جمع جمعاء وجمع كتعاء، وهما منصرفان في النكرة، وسألته عن صغر من قوله الصغرى وصغر فقال: اصرف هذا في المعرفة، لأنه بمنزلة ثقبة وثقب».
وفي المقتضب [
323:3]: «هذا باب ما كان من هذه الأسماء على وزن (فعل).
فأما ما كان منه نكرة، ويعرف "بالألف" و"اللام" فهو مصروف، واحدًا كان أو جمعًا.
فالواحد نحو صرد، ونفر، جعل يتصرف في المعرفة والنكرة والجمع نحو نقب وحفر وعمر، إذا أردت جمع عمرة، وكذلك إذا كان نعتًا، نحو سكع وختع وحطم. ولبد، وهو الكثير من قول الله عز وجل: {أهلكت مالاً لبدًا}.
فأما ما كان منه لم يقع إلا معرفة، نحو: عمر، وفتم، ولكع فإنه غير مصروف في المعرفة، لأنه الذي عدل فيه؛ ألا ترى أنك لا تقول: هذا القثم، ولا هذا العمر، كما تقول: هذا الجعل،وهذا النفر.
وقال الرضي [
36:1]: «ويعني بالعدل المحقق ما يتحقق حاله بدليل يدل عليه غير كون الاسم غير منصرف، بحيث لو وجدناه أيضًا متصرفًا لكان هناك طريق إلى معرفة كونه معدولاً، بخلاف العدل المقدر فإنه الذي يصار إليه لضرورة وجدان الاسم غير منصرف، وتعذر سبب آخر غير العدل، فإن عمر مثلاً لو وجدناه متصرفًا لم نحكم قط بعدوله عن عامر، بل كان كادرًا».
وانظر التسهيل [
222-223]


رد مع اقتباس