عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 29 رجب 1434هـ/7-06-2013م, 10:47 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]



تفسير قوله تعالى: {أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآَوَى (6)}

تفسير قوله تعالى: {وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى (7)}

قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت: 291هـ): ( {وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى} قال: بعضهم يقول: كنت بين ضالين فأخرجك منهم. وقال أهل السُّنة: زوَّج ابنتيه في الجاهلية). [مجالس ثعلب: 399]

تفسير قوله تعالى: {وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى (8)}

قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328هـ): (
وعالا وعاما حين باعا بأعنز ....... وكلبين لعبانية كالجلامد
علا: افتقرا، يقال: عال الرجل يعيل إذا افتقر، قال الشاعر:
لما يدري الفقير متى غناه ....... وما يدري الغني متى يعيل
أي متى يفتقر، {ووجدك عائلاً فأغنى}: يقال عال يعيل إذا افتقر وعال يعيل تبختر في مشيته، وأعال كثر عياله، وعال عياله يعولهم أي قام بأمورهم وأنفق عليهم، وعال يعول جار ومال، ومنه قول الله عز وجل: {أدنى ألا تعولوا}، أي لا تجوروا ولا تميلوا، والعيلة الفقر، ومنه قوله عز وجل: {وإن خفتم عيلة} ). [شرح المفضليات: 130]

تفسير قوله تعالى: {فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ (9)}

قال أبو زيد سعيد بن أوس الأنصاري (ت: 215هـ): (وقال زيد الخيل:
ولست بذي كهرورة غير أنني ....... إذا طلعت أولى المغيرة أعبس
قوله كهرورة «الكهرورة»: الضحك واللعب واللهو.
ويقال كهر في وجهه إذا عبس). [النوادر في اللغة: 301]
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224هـ): (في حديث النبي [صلى الله عليه وسلم] حين تكلم الرجل خلفه في الصلاة، قال الرجل: فبأبي هو وأمي ما كهرني ولا شتمني.
قال أبو عمرو في قوله: ولا كهرني، الكهر: الانتهار.
يقال منه: كهرت الرجل فأنا أكهره كهرا.
وقال الكسائي وفي قراءة عبد الله بن مسعود:
(فأما اليتيم فلا تكهر) والكهر في غير هذا ارتفاع النهار. ومنه قول عدي بن زيد:

فإذا العانة في كهر الضحى ....... معها أحقب ذو لحم زيم).
[غريب الحديث: 3/ 114-115]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (تقول: أعجبني الضارب زيداً، لأن الألف واللام للأسماء، فلا يليان ضرب؛ لامتناع ما يكون للأسماء من الأفعال.
فمن ذلك قول زهير:
وإن أتاه خلـيلٌ يوم مـسـألة ....... يقول: لا غائبٌ ما لي ولا حرم
فقوله: يقول على إرادة الفاء على ما ذكرت لك.
ومن ذلك قول الله عز وجل: {وأما إن كان من أصحاب اليمين * فسلامٌ لك من أصحاب اليمين} الفاء لا بدٌ منها في جواب أما، فقد صارت هاهنا جواباً لها، والفاء وما بعدها يسدان مسد جواب إن.
ولو كان هذا في الكلام: أما إن كان زيد عندك فله درهم، لكان تقديره: مهما يكن من شيءٍ فلزيد درهم إن كان عندك؛ لأن أما فيها معنى الجزاء واقع ولا بد من الفاء. وتقديرها ما ذكرت لك.
ألا ترى أنك تقول: أما زيد فمنطلق، {فأما اليتيم فلا تقهر} فالمعنى: مهما يكن من شيءٍ فلا تقهر اليتيم). [المقتضب: 2/ 68-69] (م)
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وتقول: أما يوم الجمعة فإنك مرتحل؛ لأن معنى أما: مهما يكن من شيءٍ فإنك مرتحل يوم الجمعة. فما بعد الفاء يقع مبتدأ، ألا ترى أنك تقول: أما زيداً فضربت، فإنما هو على التقديم والتأخير. لا يكون إلا ذلك، لأن المعنى: مهما يكن من شيء فزيداً ضربت، أو فضربت زيداً.
ولو قال قائل: أما يوم الجمعة فإنك مرتحل لجاز، فيكون التقدير: مهما يكن من شيء ففي يوم الجمعة رحلتك. فهذا تقدير ما يقع في أما.
والدليل على أنها في معنى الجزاء لزوم الفاء لجوابها، نحو: أما زيد فمنطلق، {فأما اليتيم فلا تقهر}، {وأما ثمود فهديناهم} و{أما من استغنى * فأنت له تصدى} فالمعنى: مهما يكن من شيء فهذا الأمر فيه. فإنما تقديرها في الكلام كله التقديم والتأخير، لا يكون إلا على ذلك). [المقتضب: 2/ 352-353]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (هذا باب أمّا وإمّا؛
أما المفتوحة فإن فيها معنى المجازاة. وذلك قولك: أما زيدٌ فله درهم، وأما زيد فأعطه درهماً. فالتقدير: مهما يكن من شيءٍ فأعط زيدا درهماً، فلزمت الفاء الجواب؛ لما فيه من معنى الجزاء. وهو كلام معناه التقديم والتأخير. ألا ترى أنك تقول: أما زيدا فاضرب؛ فإن قدمت الفعل لم يجز؛ لأن أما في معنى: مهما يكن من شيء؛ فهذا لا يتصل به فعلٌ، وإنما حد الفعل أن يكون بعد الفاء. ولكنك تقدم الاسم؛ ليسد مسد المحذوف الذي هذا معناه، ويعمل فيه ما بعده. وجملة هذا الباب: أن الكلام بعد أما على حالته قبل أن تدخل إلا أنه لا بد من الفاء؛ لأنها جواب الجزاء؛ ألا تراه قال - عز وجل - {وأما ثمود فهديناهم} كقولك: ثمود هديناهم. ومن رأى أن يقول: زيدا ضربته نصب بهذا فقال: أما زيدا فاضربه. وقال: {فأما اليتيم فلا تقهر} فعلى هذا فقس هذا الباب. وأما إما المكسورة فإنها تكون في موضع أو، وذلك قولك: ضربت إما زيدا، وإما عمرا؛ لأن المعنى: ضربت زيدا أو عمرا، وقال الله عز وجل: {إما العذاب وإما الساعة} وقال: {إنا هديناه السبيل إما شاكراً وإما كفوراً}. فإذا ذكرت إما فلا بد من تكريرها، وإذا ذكرت المفتوحة فأنت مخير: إن شئت وقفت عليها إذا تم خبرها. تقول: أما زيد فقائم، وأما قوله: {أما من استغنى. فأنت له تصدى. وما عليك ألا يزكى. وأما من جاءك يسعى. وهو يخشى. فأنت عنه تلهى} فإن الكلام مستغنٍ من قبل التكرير، ولو قلت: ضربت إما زيداً، وسكت، لم يجز؛ لأن المعنى: هذا أو هذا؛ ألا ترى أن ما بعد إما لا يكون كلاماً مستغنياً). [المقتضب: 3/27-28] (م)
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وقال أعرابي أنشدنيه أبو العالية:
ألا تسأل ذا العلم ما الذي ....... يحل من التقبيل في رمضان؟
فقال لي المكي:
أما لزوجةٍ فسبع ....... وأما خلةٍ فثماني
"وقوله: "أما لزوجة" فهذه مفتوحة، وهي التي تحتاج إلى خبر، ومعناها: إذا قلت: أما زيدٌ فمنطلقٌ مهما يكن من شيء فزيدٌ منطلقٌ. وكذلك: {فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ} إنما هي: مهما يكن من شيء فلا تقهر اليتيم، وتكسر إذا كانت في معنى "أو" ويلزمها التكرير، تقول: ضربت إما زيدًا وإما عمرًا، فمعناه ضربت زيدًا أو عمرًا، وكذلك: {إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا}، وكذلك: {إِمَّا الْعَذَابَ وَإِمَّا السَّاعَةَ}، و{إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا}، وإنما كررتها لأنك إذا قلت: ضربت زيدًا أو عمرًا، أو قلت: اضرب زيدًا أو عمرًا فقد ابتدأت بذكر الأول، وليس عند السامع أنك تريد غير الأول، ثم جئت بالشك، أو التخيير، وإذا قلت: ضربت إما زيدًا وإما عمرًا، فقد وضعت كلامك بالابتداء على التخيير أو على الشك، وإذا قلت: ضربت إما زيدًا وإما عمرًا، فالأولى وقعت لبنية الكلام عليها، والثانية للعطف، لأنك تعدل بين الثاني والأول، فإنما تكسر في هذا الموضع.
وزعم سيبويه أنها إن ضمت إليها "ما" فإن اضطر شاعر فحذف "ما" جاز له ذلك لأنه الأصل، وأنشد في مصداق ذلك:
لقد كذبتك نفسك فاكذبنها ....... فإن جزعًا وإن إجمال صبر
ويجوز في غير هذا الموضع أن تقع "إما" مكسورة، ولكن "ما" لا تكون لازمة، ولكن تكون زائدة في "إن" التي هي للجزاء. كما تزداد في سائر الكلام نحو: أين تكن أكن، وأينما تكن أكن، وكذلك متى تأتني آتك، ومتى ما تأتني آتك، فتقول: إن تأتني آتك، وإما تأتني آتك، تدغم النون في الميم لاجتماعهما في الغنة، وسنذكر الإدغام في موضع نفرده به إن شاء الله، كما قال امرؤ القيس:
فإما تريني لا أغمض ساعةٌ ....... من الليل إلا أن أكب فأنعسا
فيا رب مكروب كررت وراءه
....... وطاعنت عنه الخيل حتى تنفسا
وفي القرآن: {فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا} وقال: {وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ تَرْجُوهَا} فأنت في زيادة "ما" بالخيار في جميع حروف الجزاء، إلا في حرفين، فإن "ما" لابد منها لعلة نذكرها إذا أفردنا باباٌ للجزاء إن شاء الله، والحرفان: حيثما تكن أكن، كما قال الشاعر:
حيثما تستقم يقدر لك الله ....... نجاحاٌ في غابر الأزمان).
[الكامل: 1/ 377-379]
قال أبو عليًّ إسماعيلُ بنُ القاسمِ القَالِي (ت: 356هـ): (قال أبو علي: الكاهر والقاهر واحد، وقد قرأ بعضهم: (فأما اليتيم فلا تكهر) ). [الأمالي: 1/ 116]
قال أبو عليًّ إسماعيلُ بنُ القاسمِ القَالِي (ت: 356هـ): (ويقال: كشطت عنه جلده وقشطت، قال: وقريش تقول: كشطت، وقيس وتميم وأسد تقول: قشطت: وفي مصحف ابن مسعود: قشطت، قال ويقال: قحط القطار وكحط، ويقال: قهرت الرجل أقهره وكهرته أكهره، قال: وسمعت بعض غنم بن دودان تقول: فلا تكهر). [الأمالي: 2/ 139] (م)

تفسير قوله تعالى: {وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ (10)}

قالَ أبو سعيدٍ الحَسَنُ بنُ الحُسَينِ السُّكَّريُّ (ت: 275هـ): (
إن يغد في شيعة لم يثنه نهر ....... وإن غدا واحدا لا يتقي الظلما
والنَّهر: الزجر والانتهار، وإنما يقال: نَهَره نَهْرًا بالتخفيف فثقل. ويقال: نَهَر، أراد النهر من الماء. وقال آخر: من النَّهار، وذلك إذا أبان الضوء، ويقال: ليلة نَهِرة أي مضيئة). [شرح ديوان كعب بن زهير: 225] (م)

تفسير قوله تعالى: {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (11)}


رد مع اقتباس