عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 27 رجب 1434هـ/5-06-2013م, 10:07 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]


تفسير قوله تعالى: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ (1)}
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224هـ): (وفي حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه كان إذا سافر سفرا قال: «اللهم إنا نعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة المنقلب والحور بعد الكون وسوء المنظر في الأهل والمال».
وقوله: "الحور بعد الكون" هكذا يروى بالنون.
قال: وأخبرني عباد بن عباد قال: سئل عاصم عن هذا فقال: ألم تسمع إلى قوله: حار بعد ما كان؟
يقول: إنه كان على حال جميلة فحار عن ذلك أي رجع.
وهو في غير هذا الحديث الكور بالراء.
وزعم الهيثم أن الحجاج بن يوسف بعث فلانا -قد سماه- على جيش وأمره عليهم إلى الخوارج ثم وجهه بعد ذلك إليهم تحت لواء غيره، فقال له الرجل: هذا الحور بعد الكور.
فقال له الحجاج: ما قولك: الحور بعد الكور؟
فقال: النقصان بعد الزيادة.
ومن قال هذا أخذه من كور العمامة، يقول: قد تغيرت حاله وانتقضت كما ينتقض كور العمامة بعد الشد، وكل هذا قريب بعضه من بعض في المعنى). [غريب الحديث: 1/ 275-277]
قالَ أبو سعيدٍ الحَسَنُ بنُ الحُسَينِ السُّكَّريُّ (ت: 275هـ): (

وصراد غيم لا يزال كأنه ....... ملاء بأشراف الجبال مكور
مكور: معصوب على الجبال ملوي ككور العمامة، (كارها يكورها كؤورا كورا). (كرت العمامة)، إذا أدرتها على رأسك). [شرح أشعار الهذليين: 1/ 68]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (فأما إذا فتحتاج إلى الابتداء والجواب. تقول: إذا جاءني زيد أكرمته. وإذا يجيء زيد أعطيته.
وإنما منع إذا من أن يجازى بها؛ لأنها مؤقتة وحروف الجزاء مبهمة، ألا ترى أنك إذا قلت: إن تأتني آتك فأنت لا تدري أيقع منه إتيان أم لا؟ وكذلك من أتاني أتيته. إنما معناه: إن يأتني واحد من الناس آته.
فإذا قلت: إذا أتيتني وجب أن يكون الإتيان معلوماً؛ ألا ترى إلى قول الله عز وجل: {إذا السماء انفطرت}، و{إذا الشمس كورت} و{إذا السماء انشقت} أن هذا واقع لا محالة.
ولا يجوز أن يكون في موضع هذا إن، لأن الله عز وجل يعلم، وإن إنما مخرجها الظن والتوقع فيما يخبر به المخبر. وليس هذا مثل قوله: {إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف} لأن هذا راجع إليهم). [المقتضب: 2/ 54-55] (م)
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (واعلم أن المفعول إذا وقع في هذا الموضع وقد شغل الفعل عنه انتصب بالفعل المضمر، لأن الذي بعده تفسير له؛ كما كان في الاستفهام في قولك: أزيداً ضربته، {أبشراً منا واحداً نتبعه}. وذلك قولك: إن زيداً تره تكرمه، ومن زيداً يأته يعطه، وإن زيداً لقيته أكرمته، وكذلك إذا لأنها لا تقع إلا على فعل. تقول: إذا زيداً لقيته فأكرمه، قال:
لا تجزعي إن منفساً أهلكـتـه ....... وإذا هلكت فعند ذلك فاجزعي
وقال الآخر:
إذا ابن أبي موسى بلالاً بلغته ....... فقام بفاسٍ بين وصليك جازر
ولو رفع هذا رافعٌ على غير الفعل لكان خطأ، لأن هذه الحروف لا تقع إلا على الأفعال. ولكن رفعه يجوز على ما لا ينقض المعنى، وهو أن يضمر بلغ، فيكون إذا بلغ ابن أبي موسى. وقوله: بلغته إظهارٌ للفعل وتفسيرٌ للفاعل.
وكذلك: لا تجزعي إن منفسٌ أهلكته على أن يكون المضمر هلك.
وكذلك هذه الآيات كلها، وهي: {إذا السماء انشقت} و{إذا الشمس كورت} وإنما المعنى والله أعلم إذا كورت الشمس، وإذا انشقت السماء.
والجواب في جميع هذا موجود، لأن هذه لا تكون إلا بأجوبة. فالجواب في قوله: {إذا الشمس كورت} {علمت نفسٌ ما أحضرت}. والجواب في قوله: {إذا السماء انفطرت} {علمت نفسٌ ما قدمت وأخرت}.
فأما قوله: {إذا السماء انشقت. وأذنت لربها وحقت} فقد قيل فيه أقاويل:
- فقوم يقولون: {فأما من أوتي كتابه بيمينه} هو الجواب، لأن الفاء وما بعدها جواب، كما تكون جواباً في الجزاء؛ لأن إذا في معنى الجزاء. وهو كقولك: إذا جاء زيد فإن كلمك فكلمه. فهذا قول حسن جميل.
- وقال قوم: الخبر محذوف؛ لعلم المخاطب. كقول القائل عند تشديد الأمر: إذا جاء زيد، أي إذا جاء زيد علمت؛ وكقوله: إن عشت، ويكل ما بعد هذا إلى ما يعلمه المخاطب. كقول القائل: لو رأيت فلاناً وفي يده السيف.
- وقال قوم آخرون: الواو في مثل هذا تكون زائدة. فقوله: {إذا السماء انشقت. وأذنت لربها وحقت} يجوز أن يكون {إذا الأرض مدت} والواو زائدة. كقولك: حين يقوم زيدٌ حين يأتي عمرو.
- وقالوا أيضاً: {إذا السماء انشقت أذنت لربها وحقت}. وهو أبعد الأقاويل. أعني زيادة الواو.
ومن قول هؤلاء: إن هذه الآية على ذلك {فلما أسلما وتله للجبين. وناديناه} قالوا: المعنى: ناديناه أن يا إبراهيم. قالوا: ومثل ذلك في قوله: {حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتها}. المعنى عندهم: حتى إذا جاءوها فتحت أبوابها، كما كان في الآية التي قبلها. في مواضع من القرآن كثيرة من هذا الضرب قولهم واحد، وينشدون في ذلك:
حتى إذا امتلأت بطونكـم ....... ورأيتم أبناءكم شـبـوا
وقلبتم ظهر المجن لنـا ....... إن الغدور الفاحش الخب

قال: وإنما هو: قلبتم ظهر المجن.
وزيادة الواو غير جائزة عند البصريين، والله أعلم بالتأويل. فأما حذف الخبر فمعروف جيد من ذلك قوله {ولو أن قرآناً سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى بل لله الأمر جميعاً}). [المقتضب: 2/ 74-78] (م)
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): (الكور: الرحل والكور كور العمامة وهو ما لويت على رأسك منها والحور نقض الكور). [شرح المفضليات: 572]
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): (والكير: الزق ينفخ فيه الحداد. والكور كور الرحل والكور كور العمامة وهو ما يديره الرجل على رأسه منها. والكور: الإبل الكثيرة). [شرح المفضليات: 676]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ (2)}

قال محمد بن المستنير البصري (قطرب) (ت: 206هـ): (ويقال: انقضّت النجوم وانكدرت. وقال الله -تعالى-: {وإذا النجوم انكدرت}، قال العجّاج:
أبصر خربان فضاءٍ فانكدر).
[الأزمنة: 30]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ (3)}

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ (4)}


قال محمد بن المستنير البصري (قطرب) (ت: 206هـ): (ويقال: فجئت الناقة فجأ إذا عظم بطنها، فإذا خشي عليها الجدب في العام المقبل سطي فألقي ما في بطنها، وقيل: مسيت مسيا.
ويقال لها: عشراء –يا هذا- إذا دخلت في عشرة أشهر، وقد عشرت الناقة تعشيرا، وهو قول الله عز وجل: {وإذا العشار عطلت} والعشار: جمع العشراء يا هذا). [الفرق في اللغة: 86]
قال أبو زكريا يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وإذا كانت فعلاء اسما واحدا ليس بجمع كانت ممدودة من السالم ومن الياء والواو مثل النفساء والعشراء والمطواء والعرواء وهي الرعدة، والعشراء الناقة التي أتى عليها من يوم حملها عشرة أشهر). [المقصور والممدود: 10]
قال أبو عبيدةَ مَعمرُ بنُ المثنَّى التيمي (ت: 209هـ): (والعشراء التي أتى على حملها عشرة أشهر من ملقحها). [نقائض جرير والفرزدق: 88]
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224هـ): (الأصمعي: إذا بلغت الناقة في حملها عشرة أشهر فهي عشراء ثم لا يزال ذلك اسمها حتى تضع وبعد ما تضع أيضا لا يزايلها وجمعها عشار). [الغريب المصنف: 3/ 839]
قالَ أبو سعيدٍ الحَسَنُ بنُ الحُسَينِ السُّكَّريُّ (ت: 275هـ): (

يعقرون العشار للطارق التو ....... لدى كل حجرة ممحال
العشار جمع عشراء وهي التي أتت عليها عشرة أشهر من ملقحها). [شرح ديوان الحطيئة: 76]
قالَ أبو سعيدٍ الحَسَنُ بنُ الحُسَينِ السُّكَّريُّ (ت: 275هـ): (
فإنك لو سآءلت عنا فتخبري ....... إذا البزل راحت لا تدر عشارها
و(العِشَار)، يلزمها اسم العشار وما نتج منها فهو من العِشَار. حتى لا يبقى منها شيء إلا وضع، واحدها (عُشَراء)، وذلك إذا حملت فمضى لها عشرة أشهر وأقربت.
و(العُشراء)، التي أتى عليها عشرة أشهر من حملها، فهي على حال غير درور في حملها، ولكنها إذا وضعت بقي هذا اسم عليها). [شرح أشعار الهذليين: 1/ 77-78]
قالَ أبو سعيدٍ الحَسَنُ بنُ الحُسَينِ السُّكَّريُّ (ت: 275هـ): (
تكفت إخوتي فيها فأدوا ....... على القوم الأسارى والعشارا
و(العشار) الإبل الحوامل لعشرة أشهر). [شرح أشعار الهذليين: 2/ 743]
قالَ أبو سعيدٍ الحَسَنُ بنُ الحُسَينِ السُّكَّريُّ (ت: 275هـ): (
والمطعمون الضيف حين ينوبهم ....... من لحم كوم كالهضاب عشار
العشراء: التي أتت عليها عشرة أشهر من حملها). [شرح ديوان كعب بن زهير: 29]
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت: 291هـ): (وسئل أبو العباس عن قوله عز وجل: {وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ} قال: العشار أي التي أتى لحملها عشرة أشهر، فجاءت القيامة فعطلت لم تنتج، تركها أهلها وقد دنا خيرها، وهي أنفس ما عندهم إذ قد دنا ولادها). [مجالس ثعلب: 179]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ (5)}

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ (6)}

قال محمد بن المستنير البصري (قطرب) (ت: 206هـ): (ومنه البحر المسجور. زعم أبو خيرة العدوي: المملوء. وحكي لنا عن جارية من أهل مكة أنها قالت: إن حوضكم لمسجور ليس فيه قطرة، (أي): فارغ. فهذا ضد الأول. ويقال سجرت النهر: (أسجره) سجرا ملأته، على قول أبي خيرة. وقال ذو الرمة:
صففن الخدود والنفوس نواشز ....... على ظهر مسجور صخوب الضفادع
وأما قول الله عز وجل: {وإذا البحار سجرت}؛ وكان المعنى على مذهب فرغت، ليس بهذا شيء على قول المكية). [الأضداد: 102]
قال عبدُ الملكِ بنُ قُرَيبٍ الأصمعيُّ (ت: 216هـ): ( *سجر* ويقال المسجور المملوء والمسجور الفارغ، قال الله جل وعز: {وإذا البحار سجرت} أي: فرغ بعضها في بعض وحكى أبو عمرو سجر السيل الفرات والنهر والمصنعة يسجرها سجرا إذا ملأها، {والبحر المسجور} الملآن، قال النمر بن تولب وذكر وعلا (المتقارب)

إذا شاء طالع مسجورة ....... ترى حولها النبع والساسما
ومعنى طالع أتى أي أتاها يقال طالعت ضيعتي، وقال لبيد :
فتوسطا عرض السري وصدعا ....... مسجورة متجاورا قلامها
ويقال هذا ماء سجر إذا كان ماء بئر قد ملأها السيل، ويقال أوردوا ماء سجرا). [كتاب الأضداد: 10-11] (م)
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224هـ): (أبو عمرو: ..... غيره: المسجور الساكن، والممتلئ، قال لبيد: مسجورة متجاورا قلامها). [الغريب المصنف: 3/ 800] (م)
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328هـ): (والمسجور من الأضداد. يقال: المسجور للمملوء، والمسجور للفارغ، قال الله عز وجل: {والبحر المسجور}، يريد المملوء. وقال النمر بن تولب يذكر وعلا:

إذا شاء طالع مسجورة ....... ترى حولها النبع والساسما
أراد طالع عينا مملوءة، والنبع والسماسم شجر. وقال لبيد:
فتوسطا عرض السرى فصدعا ....... مسجورة متجاورا قلأمها
أراد بالمسجور عينا مملوءة، وقال الآخر:
صففن الخدود والقلوب نواشز ....... على شط مسجور صخوب الضفادع
أراد بالقلوب قلوب الحمير. وقال أيضا يذكر حميرا:
فأوردها مسجورة ذات عرمض ....... يغول سمول المكفهرات غولها
المسجورة: المملوءة، والعرمض: الخضرة التي تعلو الماء، إذا لم يستق منه. ويغول: يذهب. والسمول: البقايا من الماء، والمكفهرات: السحائب المتراكبات، ويقال: قد عرمض الماء عرمضة، إذا علته الخضرة التي تستر وتغطيه، قال الشاعر:
أما ورب بئركم ومائها ....... والعرمض اللاصق في أرجائها
لأتركن أيما بدائها
الأرجاء: الجوانب، واحدها رجا، فاعلم.
وقال ابن السكيت: قال أبو عمرو: يقال: قد سجر الماء الفرات والنهر والغدير والمصنعة، إذا ملأها. وقال الراعي:
يهاب جنان مسجور تردى ....... من الحلفاء وأتزر ائتزارا
المسجور: المملوء بالماء. وقوله: (تردى من الحلفاء)، معناه أن الحلفاء كثرت على هذا الماء حتى صارت كالإزار والرداء له.
وأخبرنا أبو العباس، عن سلمة، عن الفراء، قال: واحد ا لحلفاء حلفة. وقال غير الفراء: واحدها حلفة.
وقال ابن السكيت: يقال: هذا ماء سجر، إذا كانت بئر قد ملأها السيل. ويقال: أورد إبله ماء سجرا. وقال الله عز وجل: {وإذا البحار سجرت}، فمعناه أفضى بعضها إلى بعض، فصارت بحرا واحدا. وقال ابن السكيت: يجوز أن يكون المعنى فرغت، أي فرغ بعضها في بعض.
وقالت امرأة من أهل الحجاز: إن حوضكم لمسجور وما كانت فيه قطرة.
ففيه وجهان:
أحدهما: أن يكون معناه إن حوضكم لفارغ.
والآخر: إن حوضكم لملآن، على جهة التفاؤل، كما قالوا للعطشان: إنه لريان، وللمهلكة مفازة). [كتاب الأضداد: 54-56] (م)

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ (7)}

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ (8) بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ (9)}

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224هـ): (في حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه نهى عن قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال، ونهى عن عقوق الأمهات ووأد البنات ومنع وهات.
وأما قوله: ووأد البنات، فهو من الموءودة، وذلك أن الرجال كانوا يفعلون ذلك ببناتهم في الجاهلية كان أحدهم ربما ولدت له البنت فيدفنها وهي حية حين تولد، ولهذا كانوا يسمون القبر صهرا أي إني قد زوجتها منه قال الشاعر:
سميتها إذ ولدت تموت
والقبر صهر ضامن زميت
يا بنت شيخ ما له سبروت
يقال: أرض سباريت، والواحد سبروت، وهي الأرض التي لا شيء فيها.
فهذا ما في الحديث من الفقه). [غريب الحديث: 3/ 411-415]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وكان ابن عباس يقرأ: {وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سَأَلَتْ * بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتُ}. وقال أهل المعرفة في قول الله عزّ وجل: {وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ} إنما تسأل تبكيتًا لمن فعل ذلك بها، كما قال الله تعالى: {يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ}.

وقوله: "وئدت"، إنما هو أثقلت بالتراب، يقال للرجل: اتّئد أي تثبّت. وتثقّل، كما يقال: توفّر، قال قصيرٌ صاحب جذيمة:
ما للجمال مشيها وئيدا ....... أجندلاً يحملن أم حديدا).
[الكامل: 2/ 609]

تفسير قوله تعالى: {بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ (9)}

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ (10)}


تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ (11)}

قال أبو عليًّ إسماعيلُ بنُ القاسمِ القَالِي (ت: 356هـ): (ويقال: كشطت عنه جلده وقشطت، قال: وقريش تقول: كشطت، وقيس وتميم وأسد تقول: قشطت: وفي مصحف ابن مسعود: قشطت، قال ويقال: قحط القطار وكحط، ويقال: قهرت الرجل أقهره وكهرته أكهره، قال: وسمعت بعض غنم بن دودان تقول: فلا تكهر). [الأمالي: 2/ 139]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ (12)}

قال أبو زكريا يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (و«الجحيم» ذكر. قال أبو عبد الله: أرى أن الفراء أراد بقوله في الجحيم إنه ذكر، أنه مصدر كقوله: جحمته جحيما. والتنزيل بالتأنيث، قال تعالى: {وإذا الجحيم سعرت}، وقال: {فإن الجحيم هي المأوى}.
قال الفراء: فإذا رأيته في الشعر مؤنثا، فإنما لأنهم نووا به النار بعينها). [المذكور والمؤنث: 83- 84]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ (13)}

تفسير قوله تعالى: {عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا أَحْضَرَتْ (14)}

قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (واعلم أن المفعول إذا وقع في هذا الموضع وقد شغل الفعل عنه انتصب بالفعل المضمر، لأن الذي بعده تفسير له؛ كما كان في الاستفهام في قولك: أزيداً ضربته، {أبشراً منا واحداً نتبعه}. وذلك قولك: إن زيداً تره تكرمه، ومن زيداً يأته يعطه، وإن زيداً لقيته أكرمته، وكذلك إذا لأنها لا تقع إلا على فعل. تقول: إذا زيداً لقيته فأكرمه، قال:
لا تجزعي إن منفساً أهلكـتـه ....... وإذا هلكت فعند ذلك فاجزعي
وقال الآخر:
إذا ابن أبي موسى بلالاً بلغته ....... فقام بفاسٍ بين وصليك جازر
ولو رفع هذا رافعٌ على غير الفعل لكان خطأ، لأن هذه الحروف لا تقع إلا على الأفعال. ولكن رفعه يجوز على ما لا ينقض المعنى، وهو أن يضمر بلغ، فيكون إذا بلغ ابن أبي موسى. وقوله: بلغته إظهارٌ للفعل وتفسيرٌ للفاعل.
وكذلك: لا تجزعي إن منفسٌ أهلكته على أن يكون المضمر هلك.
وكذلك هذه الآيات كلها، وهي: {إذا السماء انشقت} و{إذا الشمس كورت} وإنما المعنى والله أعلم إذا كورت الشمس، وإذا انشقت السماء.
والجواب في جميع هذا موجود، لأن هذه لا تكون إلا بأجوبة. فالجواب في قوله: {إذا الشمس كورت} {علمت نفسٌ ما أحضرت}. والجواب في قوله: {إذا السماء انفطرت} {علمت نفسٌ ما قدمت وأخرت}.
فأما قوله: {إذا السماء انشقت. وأذنت لربها وحقت} فقد قيل فيه أقاويل:
- فقوم يقولون: {فأما من أوتي كتابه بيمينه} هو الجواب، لأن الفاء وما بعدها جواب، كما تكون جواباً في الجزاء؛ لأن إذا في معنى الجزاء. وهو كقولك: إذا جاء زيد فإن كلمك فكلمه. فهذا قول حسن جميل.
- وقال قوم: الخبر محذوف؛ لعلم المخاطب. كقول القائل عند تشديد الأمر: إذا جاء زيد، أي إذا جاء زيد علمت؛ وكقوله: إن عشت، ويكل ما بعد هذا إلى ما يعلمه المخاطب. كقول القائل: لو رأيت فلاناً وفي يده السيف.
- وقال قوم آخرون: الواو في مثل هذا تكون زائدة. فقوله: {إذا السماء انشقت * وأذنت لربها وحقت} يجوز أن يكون {إذا الأرض مدت} والواو زائدة. كقولك: حين يقوم زيدٌ حين يأتي عمرو.
- وقالوا أيضاً: {إذا السماء انشقت أذنت لربها وحقت}. وهو أبعد الأقاويل. أعني زيادة الواو.
ومن قول هؤلاء: إن هذه الآية على ذلك {فلما أسلما وتله للجبين * وناديناه} قالوا: المعنى: ناديناه أن يا إبراهيم. قالوا: ومثل ذلك في قوله: {حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتها}. المعنى عندهم: حتى إذا جاءوها فتحت أبوابها، كما كان في الآية التي قبلها. في مواضع من القرآن كثيرة من هذا الضرب قولهم واحد، وينشدون في ذلك:
حتى إذا امتلأت بطونكـم ....... ورأيتم أبناءكم شـبـوا
وقلبتم ظهر المجن لنـا ....... إن الغدور الفاحش الخب

قال: وإنما هو: قلبتم ظهر المجن.
وزيادة الواو غير جائزة عند البصريين، والله أعلم بالتأويل. فأما حذف الخبر فمعروف جيد من ذلك قوله {ولو أن قرآناً سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى بل لله الأمر جميعاً}). [المقتضب: 2/ 74-78] (م)


رد مع اقتباس