عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 21 جمادى الآخرة 1434هـ/1-05-2013م, 10:23 PM
الصورة الرمزية إشراق المطيري
إشراق المطيري إشراق المطيري غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 885
افتراضي

جمهرة تفاسير السلف

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى (12) }
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى}، يقولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: إِنَّ عَلَيْنَا لَبَيَانُ الْحَقِّ مِن البَاطِلِ، والطَّاعَةِ مِن الْمَعْصِيَةِ.
وبنحوِ الذي قُلْنَا في ذلكَ قالَ أهلُ التأوِيلِ.
ذِكْرُ مَنْ قالَ ذَلِكَ:
- حَدَّثَنَا بِشْرٌ قالَ: ثَنَا يَزِيدُ قالَ: ثَنَا سَعِيدٌ، عنْ قَتَادَةَ: قَوْلُهُ: {إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى}، يقولُ: على اللَّهِ البيانُ، بيانُ حلالِهِ وحَرامِهِ، وطاعَتِهِ ومَعْصِيَتِهِ.
وكانَ بَعْضُ أَهْلِ العربِيَّةِ يَتَأَوَّلَهُ بمَعْنَى: أنَّهُ مَنْ سَلَكَ الهُدَى فعَلى اللَّهِ سَبِيلُهُ، ويقولُ: وهوَ مِثْلُ قَوْلِهِ: {وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ}، ويَقُولُ: مَعْنَى ذلكَ: مَنْ أَرَادَ اللَّهُ فَهُوَ عَلَى السَّبِيلِ القَاصِدِ، وقالَ: يُقَالُ مَعْنَاهُ: إنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى وَالإِضْلالَ، كما قالَ: {سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ}، وهيَ تَقِي الحرَّ والبَرْدَ). [جامع البيان: 24 / 475]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ، وابنُ جَرِيرٍ، وابنُ المُنْذِرِ وابنُ أبي حَاتِمٍ ، عن قتادةَ في قَوْلِهِ: {إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى}. يقولُ: على اللَّهِ البيانُ؛ بيانُ حلالِهِ وحرامِه، وطاعَتِه ومَعْصِيَتِه). [الدر المنثور: 15 / 475]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّ لَنَا لَلْآَخِرَةَ وَالْأُولَى (13) }
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {وَإِنَّ لَنَا لَلآخِرَةَ وَالأُولَى}، يقولُ: وَإِنَّ لَنَا مِلْكَ مَا في الدُّنيا والآخِرَةِ، نُعْطِي مِنْهُما مَنْ أَرَدْنَا مِنْ خَلْقِنا، ونَحْرِمُهُ مَنْ شِئْنَا.
وإنَّما عَنَى بذلكَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: أنَّهُ يُوَفِّقُ لطاعَتِهِ مَنْ أَحَبَّ مِنْ خَلْقِهِ، فيُكْرِمُهُ بِهَا في الدنيا، ويُهَيِّئُ لهُ الكَرَامَةَ والثوَابَ في الآخِرَةِ، ويَخْذُلُ مَنْ يَشَاءُ خِذْلانَهُ مِنْ خَلْقِهِ عنْ طَاعَتِهِ، فيُهِينُهُ بِمَعْصِيَتِهِ في الدُّنيا، ويُخْزِيهِ بعُقُوبَتِهِ عليها في الآخِرَةِ). [جامع البيان: 24 / 476]

تفسير قوله تعالى: {فَأَنْذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى (14) }
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وحدثني من سمع سعيد بن أبي أيوب يقول: صلى بنا رزيق بن حكيم، قال: حسبت المغرب، فقرأ فيها: بالليل {إذا يغشى}؛ فسمعته يقول: {ناراً} تتلظى.
وحدثني ابن جريج وسفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار أنه سمع عبيد بن عمير الليثي قرأ بها كذلك في صلاة المغرب). [الجامع في علوم القرآن: 3/ 50]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) :{تلظّى} : «توهّج» وقرأ عبيد بن عميرٍ: «تتلظّى»). [صحيح البخاري: 6 / 170]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قوله: (وقَالَ مُجَاهِدٌ: تَرَدَّى ماتَ، وتَلَظَّى تَوَهَّجُ) وصَلَهُ الفِرْيَابِيُّ من طَرِيقِ مُجَاهِدٍ في قَولِهِ: إذا تَرَدَّى إذا ماتَ وفي قولِهِ: نَارًا تَلَظَّى تَوَهَّجُ). [فتح الباري: 8 / 706] (م)
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قولُهُ: (وقَرَأَ عُبَيدُ بنُ عُمَيرٍ تَتَلَظَّى) وصَلَهُ سَعِيدُ بنُ مَنصورٍ عنِ ابنِ عُيَيْنَةَ ودَاودَ العَطَّارِ كلاهُما عن عَمْرِو بنِ دِينارٍ عن عُبَيدِ بنِ عُمَيرٍ أنه قَرَأَ: نَارًا تَتَلَظَّى). [فتح الباري: 8 / 706]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقَالَ الفَرَّاءُ: حَدَّثَنَا ابنُ عُيَيْنَةَ عن عَمْرٍو قَالَ: فاتَتْ عُبَيدَ بنَ عُمَيرٍ رَكْعَةٌ منَ المَغْرِبِ فسَمِعْتُه يَقْرَأُ: فَأنَذَرتُكم نَارًا تَلَظَّى. وهذا إسنادٌ صحيحٌ، ولكنْ رواهُ سَعِيدُ بنُ عبدِ الرَّحمنِ المَخزُومِيُّ عنِ ابنِ عُيَيْنَةَ بهَذا السَّنَدِ، فاللهُ أعلمُ وهي قِراءةُ زَيْدِ بنِ عَلِيٍّ وطَلْحَةَ بنِ مُصَرِّفٍ أيضًا، وقد قيلَ: إنَّ عُبَيدَ بنَ عُمَيرٍ قَرَأَهَا بالإدغَامِ في الوَصْلِ لا في الابتداءِ، وهي قِراءةُ البَزِّيِّ من طَرِيقِ ابنِ كَثِيرٍ). [فتح الباري: 8 / 706]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وفي قوله {فأنذرتكم نارا تلظى} قال: توهج وأما قراءة عبيد بن عمير فقال سعيد بن منصور: ثنا سفيان بن عيينة وداود العطّار، عن عمرو بن دينار، عن عبيد بن عمير أنه قرأ نارا تتلظى
وقال الفراء في معاني القرآن حدثني سفيان بن عيينة عن عمرو قال فاتت عبيد بن عمير ركعة من المغرب فقام يقضيها فسمعته يقرأ فأنذرتكم نارا تتلظى). [تغليق التعليق: 4 / 370]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (قَوْلُهُ: (وَتَلَظَّى: تَوَهَّجُ)، يَعْنِي قَالَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {نَارًا تَلَظَّى} يَعْنِي: تَوَهَّجُ أَيْ: تَتَوَقَّدُ، وَتَوَهَّجُ بِضَمِّ الْجِيمِ؛ لأَنَّ أَصْلَهُ تَتَوَهَّجُ فَحُذِفَتْ إِحْدَى التَّاءَيْنِ.
(وَقَرَأَ عُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ: تَتَلَظَّى)
يَعْنِي قَرَأَهَا بِدُونِ حَذْفِ التَّاءِ عَلَى الأَصْلِ، وَوَصَلَ هَذَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنْ ابْنِ عُيَيْنَةَ وَدَاوُدَ الْعَطَّارِ كِلاَهُمَا، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ أَنَّهُ قَرَأَ: نَارًا تَتَلَظَّى. بِتَاءَيْنِ وَقِيلَ إِنَّ عُبَيْدَ بْنَ عُمَيْرٍ قَرَأَهَا بِالإِدْغَامِ فِي الْوَصْلِ لاَ فِي الابْتِدَاءِ، وَهِيَ قِرَاءَةُ الْبَزِّيِّ مِنْ طَرِيقِ ابْنِ كَثِيرٍ). [عمدة القاري: 19 / 295]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : {تَلَظَّى} أي: (تَوَهَّجُ) وتَتَوَقَّدُ (وَقَرَأَ عُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ) بِضَمِّ عَيْنِهِمَا مُصَغَّرَيْنِ فيما وَصَلَهُ سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ (تَتَلَظَّى) بتَاءَيْنِ على الأصْلِ). [إرشاد الساري: 7 / 420]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال: نا آدم قال: ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد نارا تلظى يقول: توهج). [تفسير مجاهد: 765]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (ثمَّ قالَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: {فَأَنْذَرْتُكُمْ نَاراً تَلَظَّى}، يقولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: فَأَنْذَرْتُكُمْ أَيُّها الناسُ نَاراً تَتَوَهَّجُ، وهيَ نارُ جَهَنَّمَ، يقولُ: احْذَرُوا أنْ تَعْصَوْا ربَّكُم في الدُّنيا، وتَكْفُرُوا بهِ، فتَصْلَوْنَهَا في الآخِرَةِ.
وقِيلَ: تَلَظَّى، وإِنَّما هيَ تَتَلَظَّى، وهيَ في مَوْضِعِ رَفْعٍ؛ لأنَّهُ فِعْلٌ مُسْتَقْبَلٌ، ولوْ كانَ فعلاً مَاضِياً لقيلَ: فَأَنْذَرْتُكُمْ نَاراً تَلَظَّتْ.
وبنحوِ الذي قُلْنَا في ذلكَ قالَ أهلُ التأويلِ.
ذِكْرُ مَنْ قالَ ذَلِكَ:
- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ عَمْرٍو قالَ: ثَنَا أبو عاصِمٍ قالَ: ثَنَا عيسَى. وحَدَّثَنِي الحارِثُ قالَ: ثَنَا الحَسَنُ قالَ: ثَنَا وَرْقَاءُ، جَمِيعاً عن ابنِ أَبِي نَجِيحٍ، عنْ مُجَاهِدٍ في قَوْلِ اللَّهِ: {نَاراً تَلَظَّى}، قالَ: تَوَهَّجُ). [جامع البيان: 24 / 476]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ الفِرْيَابِيُّ، وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ، وابنُ جَرِيرٍ، وابنُ المُنْذِرِ، وابنُ أبي حَاتِمٍ، عن مُجَاهِدٍ في قَوْلِهِ: {إِذَا تَرَدَّى}. قالَ: إذا ماتَ، وفي قَوْلِهِ: {نَاراً تَلَظَّى}. قالَ: تَوَهَّجُ). [الدر المنثور: 15 / 475] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ الفِرْيَابِيُّ، وسعيدُ بنُ منصورٍ والفَرَّاءُ، والبَيْهَقِيُّ في "سُنَنِه" بسَنَدٍ صحيحٍ، عن عُبَيْدِ بنِ عُمَيْرٍ، أنَّه قَرَأَ: (فَأَنْذَرْتُكُمْ نَاراً تَتَلَظَّى) بالتاءَيْنِ). [الدر المنثور: 15 / 475]

تفسير قوله تعالى: {لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى (15) }
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {لا يَصْلاهَا إِلاَّ الأَشْقَى}، يقولُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: لا يَدْخُلُهَا فيُصْلَى بِسَعِيرِهَا إِلاَّ الأَشْقَى). [جامع البيان: 24 / 476-477]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ أحمدُ والحاكِمُ، والضِّيَاءُ عن أبي أُمَامةَ الباهِلِيِّ، أنَّه سُئِلَ عن أَلْيَنِ كَلِمَةٍ سَمِعَها مِن رسولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فقالَ: سَمِعْتُ رسولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقولُ: «أَلاَ كُلُّكُمْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلاَّ مَنْ شَرَدَ عَلَى اللَّهِ شَرْدَ الْبَعِيرِ عَلَى أَهْلِهِ» ). [الدر المنثور: 15 / 476]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ أحمدُ والبخاريُّ، عن أبي هريرةَ، قالَ: قالَ رسولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:
«كُلُّ أُمَّتِي يَدْخُلُ الْجَنَّةَ يَوْمَ الْقِيَامَةَ إِلاَّ مَنْ أَبَى».
قالَوا: ومَن يأبَى يا رسولَ اللَّهِ؟
قالَ:
«مَنْ أَطَاعَنِي دَخَلَ الْجَنَّةَ وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ أَبَى» ). [الدر المنثور: 15 / 476]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ أحمدُ، وابنُ مَاجَهْ، وابنُ مَرْدُويَهْ، عن أبي هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ رسولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:
«لاَ يَدْخُلُ النَّارَ إِلاَّ شَقِيٌّ». قِيلَ: ومَنِ الشَّقِيُّ؟
قالَ:
«الَّذِي لاَ يَعْمَلُ للَّهِ بِطَاعَةٍ وَلاَ يَتْرُكُ للَّهِ مَعْصِيَةً» ). [الدر المنثور: 15 / 477]

تفسير قوله تعالى: {الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى (16)}
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ({الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى}، يقولُ: الذي كَذَّبَ بآياتِ رَبِّهِ، وأَعْرَضَ عنها، ولمْ يُصَدِّقْ بِهَا.
وبنحوِ الذي قُلْنَا في ذلكَ قالَ أهلُ التأويلِ.
ذِكْرُ مَنْ قالَ ذَلِكَ:
- حَدَّثَنَا أبو كُرَيْبٍ قالَ: ثَنَا وَكِيعٌ قالَ: ثَنَا هشامُ بنُ الْغَازِ، عنْ مَكْحُولٍ، عنْ أبي هُريرةَ قالَ: لَتَدْخُلُنَّ الْجَنَّةَ إِلاَّ مَنْ يأْبَى، قالُوا: يا أبَا هُرَيْرَةَ، ومَنْ يَأْبَى أنْ يَدْخُلَ الجنَّةَ؟ قالَ: فَقَرَأَ: {الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى}.
- حَدَّثَنِي الحَسَنُ بنُ نَاصِحٍ قالَ: ثَنَا الحَسَنُ بنُ حَبِيبٍ ومُعَاذُ بنُ مُعَاذٍ، قَالا: ثَنَا الأَشْعَثُ، عن الحسَنِ في قَوْلِهِ: {لا يَصْلاهَا إِلاَّ الأَشْقَى}، قالَ مُعاذٌ: الذي كَذَّبَ وتَوَلَّى، ولمْ يَقُلْهُ الحسَنُ، قالَ: المُشْرِكُ.
وكانَ بعضُ أهلِ العربيَّةِ يقولُ: لمْ يَكُنْ كَذَّبَ بِرَدٍّ ظاهِرٍ، ولكنْ قَصَّرَ عمَّا أُمِرَ بهِ مِن الطاعَةِ، فجُعِلَ تكذيباً، كما تقولُ: لَقِيَ فُلانٌ العَدُوَّ فكَذَبَ، إِذَا نَكَلَ وَرَجِعَ. وذُكِرَ أنَّهُ سُمِعَ بعضُ العربِ يقولُ:
ليسَ لِجدِّهِمْ مَكْذُوبَةٌ، بمعنى: أنَّهُم إذا لَقُوا صَدَقُوا القِتالَ ولمْ يَرْجِعُوا، قالَ: وكذلكَ قوْلُ اللَّهِ: {لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ} ). [جامع البيان: 24 / 477]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال: ثنا آدم قال: ثنا أبو فضالة ،عن لقمان بن عامر، عن أبي أمامة في قوله: {الذي كذب وتولى} يقول: كذب بما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم وتولى عنه). [تفسير مجاهد: 2/ 765]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ جَرِيرٍ، عن أبي هريرةَ قالَ: لَتَدْخُلُنَّ الجنَّةَ إلاَّ مَنْ يَأْبَى. قالَوا: ومَن يأبى أنْ يَدْخُلَ الجنةَ؟ فَقَرَأَ: {الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى} ). [الدر المنثور: 15 / 476]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ سعيدُ بنُ منصورٍ، وابنُ المُنْذِرِ، وابنُ أبي حَاتِمٍ والطبرانيُّ، وابنُ مَرْدُويَهْ، عن أبي أُمَامَةَ، قالَ: لا يَبْقَى أحَدٌ مِن هذه الأُمَّةِ إلاَّ أدْخَلَهُ اللَّهُ الجنةَ، إلاَّ مَن شَرَدَ على اللَّهِ كما يَشْرُدُ البعيرُ السُّوءُ على أهلِه، فمَن لم يُصَدِّقْنِي فإن اللَّهَ تعالى يقولُ: {لاَ يَصْلاَهَا إِلاَّ الأَشْقَى (15) الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى}. كذَّبَ بما جاءَ به محمدٌ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وتَوَلَّى عنه). [الدر المنثور: 15 / 476]

تفسير قوله تعالى: {وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى (17) }
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقَوْلُهُ: {وَسَيُجَنَّبُهَا الأَتْقَى}، يقولُ: وَسَيُوقَى صِلِيَّ النارِ التي تَلَظَّى التَّقِيُّ. ووَضَعَ أفْعَلَ مَوْضِعَ فَعِيلٍ، كما قالَ طَرَفَةُ:
تَمَنَّى رِجَالٌ أَنْ أَمُوتَ وَإِنْ أَمُتْ.......فَتِلْكَ سَبِيلٌ لَسْتُ فِيهَا بِأَوْحَدِ
). [جامع البيان: 24 / 478]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أبي حَاتِمٍ، عن عُرْوَةَ، أن أبا بَكْرٍ الصدِّيقَ أَعْتَقَ سَبْعَةً, كُلُّهُم يُعَذَّبُ في اللَّهِ: بِلالٌ، وعَامِرُ بنُ فُهَيْرَةَ، والنَّهْدِيَّةُ وابْنَتُها، وزِنِّيرَةُ، وأُمُّ عُبَيْسٍ، وأَمَةُ بَنِي المُؤَمِّلِ، وفيه نَزَلَتْ: {وَسَيُجَنَّبُهَا الأَتْقَى}. إلى آخِرِ السورةِ). [الدر المنثور: 15 / 477]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ مَرْدُويَهْ، عن ابنِ عبَّاسٍ في قَوْلِهِ: {وَسَيُجَنَّبُهَا الأَتْقَى}. قالَ: هو أبو بكرٍ الصدِّيقُ). [الدر المنثور: 15 / 478]

تفسير قوله تعالى: {الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى (18) }
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى}، يقولُ: الذي يُعْطِي مالَهُ في الدُّنيا في حُقُوقِ اللَّهِ التي أَلْزَمَهُ إِيَّاهَا، {يَتَزَكَّى} يعنِي: يَتَطَهَّرُ بإعطائِهِ ذلكَ مِنْ ذُنُوبِهِ). [جامع البيان: 24 / 478]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى (19) إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى (20) }
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (كانَ بَعْضُ أهْلِ العربيَّةِ يُوَجِّهُ تَأْوِيلَ ذلكَ إلى: وما لأَحَدٍ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ عندَ هذا الذي يُؤْتِي مَالَهُ في سبيلِ اللَّهِ يَتَزَكَّى: {مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى}.
يعني: مِنْ يَدٍ يُكَافِئُهُ عليها. يقولُ: ليسَ يُنْفِقُ ما يُنْفِقُ مِنْ ذلكَ، ويُعْطِي ما يُعْطِي، مُجَازاةَ إنسانٍ يُجَازِيهِ على يَدٍ لهُ عندَهُ، ولا مكافأةً لهُ على نِعْمَةٍ سَلَفَتْ مِنهُ إليهِ أنْعَمَها عليهِ، ولكنْ يُؤْتِيهِ في حقوقِ اللَّهِ ابتغاءَ وَجْهِ اللَّهِ.
قالَ: وَ(إِلاَّ) في هذا الموْضِعِ بمعنَى لَكِنْ.
وقالَ: يجوزُ أنْ يكونَ الفعلُ في المُكَافَأَةِ مُسْتَقْبَلاً، فيكونَ مَعْنَاهُ: ولمْ يُرِدْ بِمَا أَنْفَقَ مُكَافَأَةً مِنْ أَحَدٍ، ويكونَ مَوْقِعُ اللامِ التي في أَحَدٍ في الهاءِ التي خَفَضَتَها (عِنْدَهُ)، فكأنَّكَ قلْتَ: وما لَهُ عندَ أحَدٍ فيمَا أَنْفَقَ مِنْ نِعْمَةٍ يَلْتَمِسُ ثَوَابَها.
قالَ: وقدْ تَضَعُ العَرَبُ الحَرْفَ في غيرِ مَوْضِعِهِ إذا كانَ معروفاً، واسْتَشْهَدُوا لذلكَ ببَيْتِ النابِغَةِ:
وَقَدْ خِفْتُ حَتَّى مَا تَزِيدُ مَخَافَتِي.......عَلَى وَعِلٍ فِي ذِي الْمَطَارَةِ عَاقِلِ
والمعنَى: حتَّى ما تَزِيدُ مَخَافَةُ وَعِلٍ على مَخَافَتِي. وهذا الذي قالَهُ الَّذي حَكَيْنا قوْلَهُ مِنْ أهْلِ العربِيَّةِ، وزَعَمَ أنَّهُ مِمَّا يَجُوزُ هوَ الصحيحُ الذي جَاءَتْ بهِ الآثارُ عنْ أهلِ التأويلِ.
وقَالُوا: نَزَلَتْ في أبي بَكْرٍ بِعِتْقِهِ مَنْ أَعْتَق من المماليكِ ابتغاءَ وجهِ اللهَ.
ذِكْرُ مَنْ قالَ ذَلِكَ:
- حَدَّثَنَا بِشْرٌ قالَ: ثَنَا يَزِيدُ قالَ: ثَنَا سَعِيدٌ، عنْ قَتَادَةَ: {وَمَا لأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى (19) إِلاَّ ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الأَعْلَى (20) وَلَسَوْفَ يَرْضَى}، يقولُ: لَيْسَ بِهِ مَثَابَةُ الناسِ ولا مُجَازَاتُهم، إنَّما عَطِيَّتُهُ للَّهِ.
- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ إبراهيمَ الأَنْمَاطِيُّ قالَ: ثَنَا هارونُ بنُ معروفٍ قالَ: ثَنَا بِشْرُ بنُ السَّرِيِّ قالَ: ثَنَا مُصْعَبُ بنُ ثَابِتٍ، عنْ عامِرِ بنِ عَبْدِ اللَّهِ، عنْ أبيهِ قالَ: نَزَلَتْ هذهِ الآيَةُ في أبي بَكْرٍ الصدِّيقِ: {وَمَا لأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى (19) إِلاَّ ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الأَعْلَى (20) وَلَسَوْفَ يَرْضَى}.
- حَدَّثَنَا ابنُ عَبْدِ الأَعْلَى قالَ: ثَنَا ابنُ ثَوْرٍ، عنْ مَعْمَرٍ قالَ: أُخبرْتُ عن سعيدٌ في قوْلِهِ: {وَمَا لأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى}، قالَ: نَزَلَتْ فِي أبي بَكْرٍ، أَعْتَقَ نَاساً لمْ يَلْتَمِسْ مِنهم جزاءً ولا شُكُوراً، سِتَّةً أوْ سبعةً؛ منهم بلالٌ، وعامِرُ بنُ فُهَيْرَةَ.
وعلى هذا التأويلِ الذي ذكَرْنَاهُ عنْ هؤلاءِ، ينبغي أنْ يكونَ قولُهُ: {إِلاَّ ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الأَعْلَى} نَصْباً على الاسْتِثْنَاءِ مِنْ مَعْنَى قوْلِهِ: {وَمَا لأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى}؛ لأنَّ معنى الكلامِ: وما يُؤْتِي الذي يُؤْتِي مِنْ مَالِهِ مُلْتَمِساً مِنْ أحدٍ ثَوَابَهُ، إلاَّ ابتغاءَ وَجْهِ رَبِّهِ.
وجائِزٌ أنْ يكونَ نَصْبُهُ على مُخَالَفَةِ ما بعدَ: (إِلاَّ) ما قبلَها، كما قالَ النابِغَةُ:
... ... ... ..........ومَا بالرَّبْعِ مِنْ أَحَدِ
إلاَّ أَوَارِيَّ لأْياً ما أُبَيِّنُهَا........... .... .... ...
). [جامع البيان: 24 / 478-480]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حدّثنا أحمد بن سهلٍ الفقيه ببخارى، ثنا صالح بن محمّد بن حبيبٍ الحافظ، ثنا سعيد بن يحيى الأمويّ، حدّثني عمّي عبد اللّه بن سعيدٍ، عن زيادة بن عبد اللّه البكّائيّ، عن محمّد بن إسحاق، قال: حدّثني محمّد بن عبد اللّه بن أبي عتيقٍ، عن عامر بن عبد اللّه بن الزّبير، عن أبيه، قال: قال أبو قحافة لأبي بكرٍ: أراك تعتق رقابًا ضعافًا فلو أنّك إذ فعلت ما فعلت أعتقت رجالًا جلدًا يمنعونك ويقومون دونك. فقال أبو بكرٍ: " يا أبت إنّي إنّما أريد ما أريد لما نزلت هذه الآيات فيه {فأمّا من أعطى واتّقى (5) وصدّق بالحسنى (6) فسنيسّره لليسرى}إلى قوله عزّ وجلّ :{وما لأحدٍ عنده من نعمةٍ تجزى (19) إلّا ابتغاء وجه ربّه الأعلى (20) ولسوف يرضى} «هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط مسلمٍ ولم يخرّجاه»). [المستدرك: 2 / 572]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (عن عبدِ اللهِ بنِ الزُّبَيْرِ قالَ: نَزَلَتْ هذه الآيةُ: {وَمَا لأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى (19) إِلاَّ ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الأَعْلَى (20) وَلَسَوْفَ يَرْضَى} في أبي بكرٍ الصِّدِّيقِ.
رَوَاه البَزَّارُ، وفيه مُصْعَبُ بنُ ثَابِتٍ، وَثَّقَه ابنُ حِبَّانَ، وضَعَّفَه جماعةٌ، وشيخُ البَزَّارِ لم يُسَمِّه). [مجمع الزوائد: 7 / 138]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سليمانَ الهيثميُّ (ت: 807هـ) : (حَدَّثَنَا بَعْضُ أَصْحَابِنَا، عَنْ بِشْرِ بْنِ السَّرِيِّ، ثَنَا مُصْعَبُ بْنُ ثَابِتٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: {وَمَا لأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى(19) إِلاَّ ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الأَعْلَى(20) وَلَسَوْفَ يَرْضَى} فِي أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ). [كشف الأستار: 3/ 81-82]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ الحاكمُ وصَحَّحَه، عن عامرِ بنِ عبدِ اللَّهِ بنِ الزُّبَيْرِ، عن أبيهِ، قالَ: قالَ أبو قُحَافَةَ لأبي بكرٍ: أَرَاكَ تَعْتِقُ رِقاباً ضِعافاً، فلو أَنَّكَ إِذْ فَعَلْتَ ما فَعَلْتَ أَعْتَقْتَ رِجالاً جُلَّداً يَمْنَعُونَكَ ويَقُومُونَ دُونَكَ.
فقالَ: يا أَبَتِ، إنما أُرِيدُ ما أُرِيدُ.
فنَزَلَتْ هذه الآياتُ فيه: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى}. إلى قولِه: {وَمَا لأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى (19) إِلاَّ ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الأَعْلَى (20) وَلَسَوْفَ يَرْضَى} ). [الدر المنثور: 15 / 477]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ البَزَّارُ، وابنُ جَرِيرٍ، وابنُ المُنْذِرِ، والطبرانيُّ، وابنُ عَدِيٍّ، وابنُ مَرْدُويَهْ، وابنُ عَسَاكِرَ، مِن وجهٍ آخَرَ، عن عامِرِ بنِ عبدِ اللَّهِ بنِ الزُّبَيْرِ، عن أبيه، قالَ: نَزَلَتْ هذه الآيةُ: {وَمَا لأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى (19) إِلاَّ ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الأَعْلَى (20) وَلَسَوْفَ يَرْضَى}. في أبي بكرٍ الصديقِ). [الدر المنثور: 15 / 477-478]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ جَرِيرٍ، عن سعيدٍ بن المُسَيَّبِ، قالَ: نَزَلَتْ: {وَمَا لأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى}. في أبي بكرٍ، أَعْتَقَ نَاساً لم يَلْتَمِسْ مِنْهم جَزاءً ولا شُكُوراً؛ سِتَّةً أو سبعةً، منهم بلالٌ، وعامرُ بنُ فُهَيْرَةَ). [الدر المنثور: 15 / 478]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ وابنُ المُنْذِرِ، عن قَتَادَةَ في قَوْلِهِ: {وَمَا لأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى}. يقولُ: ليسَ به مَثَابَةُ الناسِ ولا مُجَازَاتُهم، إنما عَطِيَّتُه للَّهِ). [الدر المنثور: 15 / 478]

تفسير قوله تعالى: {وَلَسَوْفَ يَرْضَى (21) }
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {وَلَسَوْفَ يَرْضَى}.
يقولُ: ولسوْفَ يَرْضَى هذا المُؤْتِي مَالَهُ في حقوقِ اللَّهِ عزَّ وجلَّ، يَتَزَكَّى بما يُثِيبُهُ اللَّهُ في الآخِرَةِ، عِوَضاً مِمَّا أتَى في الدُّنيا في سَبِيلِهِ، إِذَا لَقِيَ رَبَّهُ). [جامع البيان: 24 / 480]


رد مع اقتباس