عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 27 جمادى الأولى 1434هـ/7-04-2013م, 01:27 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ (36) }
قَالَ سِيبَوَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ قُنْبُرٍ (ت: 180هـ): (واعلم أن ما ينتصب في باب الفاء قد ينتصب على غير معنىً واحدٍ وكل ذلك على إضمار أن إلا أن المعاني مختلفةٌ كما أن يعلم الله يرتفع كما يرتفع يذهب زيدٌ وعلم الله ينتصب كما ينتصب ذهب زيدٌ وفيهما معنى اليمين.
فالنصب ههنا في التمثيل كأنك قلت لم يكن إتيانٌ فإن تحدث والمعنى على غير ذلك كما أن معنى علم الله لأفعلن غير معنى رزق الله فأن تحدث في اللفظ مرفوعةٌ بيكن لأن المعنى لم يكن إتيانٌ فيكون حديثٌ.
وتقول ما تأتيني فتحدثني فالنصب على وجهين من المعاني:
أحدهما: ما تأتيني فكيف تحدثني أي لو أتيتني لحدثتني.
وأما الآخر: فما تأتيني أبداً إلا لم تحدثني أي منك إتيانٌ كثيرٌ ولا حديثٌ منك.
وإن شئت أشركت بين الأول والآخر فدخل الآخر فيما دخل فيه الأول فتقول ما تأتيني فتحدثني كأنك قلت ما تأتيني وما تحدثني.
فمثل النصب قوله عز وجل: {لا يقضى عليهم فيموتوا} ومثل الرفع قوله عز وجل: {هذا يوم لا ينطقون ولا يؤذن لهم فيعتذرون} ). [الكتاب: 3/30]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وأما قول الله عز وجل: {لا يقضى عليهم فيموتوا} فهو على قولك: لا تأتيني، فأعطيك، أي لو تأتيني لأعطيتك. وهو الذي ذكرناه في أحد الوجهين من قولك: ما تأتيني فتحدثني إذا أردت: لو تأتيني لحدثتني.
و تقول: كأنك ل تأتنا فتحدثنا إذا أردت الوجه في قولك: محدثاً وهو الذي ذكرناه في ما تأتيني فتحدثني، أي: كلما أتيتني ل تحدثني، فهو ما تأتيني محدثاً. أي قد يكون منك إتيان ولا تحديث، كما قال:
كأنك لم تذبح لأهلك نعجة = فيصبح ملقىً بالفناء إهابها
و أما قوله عز وجل: {فإنما يقول له كن فيكون}. النصب هاهنا محال؛ لأنه لم يجعل فيكون جواباً. هذا خلاف المعنى؛ لأنه ليس هاهنا شرط.إنما المعنى: فإنه يقول له: كن فيكون، وكن حكاية.
و أما قوله عز وجل: {أن نقول له كن فيكون} فالنصب والرفع.
فأما النصب فعلى أن تقول: فيكون يا فتى، والرفع على هو يقول فيكون). [المقتضب: 2/17]

تفسير قوله تعالى: {وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ (37) }
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): (وقال في قول الله عز وجل: {وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ} قال: الرسول، ويكون الشيّب. الظل والحرور يريد الظل والحر ويكون الجنة والنار). [مجالس ثعلب: 475]

رد مع اقتباس