عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 30 جمادى الأولى 1434هـ/10-04-2013م, 10:09 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {كهيعص (1)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {كهيعص} [سورة مريم: 1].
كان الكلبيّ يقول: كافٍ، هادٍ، عالمٌ، صادقٌ.
ويقول: كافٍ لخلقه، هادٍ لعباده، عالمٌ بأمره، صادقٌ في قوله.
وكان الحسن يقول: لا أدري ما تفسيره غير أنّ قومًا من أصحاب النّبيّ عليه السّلام كانوا يقولون: أسماء السّور ومفاتيحها). [تفسير القرآن العظيم: 1/213]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (قراءة أبي عمرو {كهيعص} بالكسر.
أهل المدينة {كهيعص} يفتح الهاء والياء، غير ممالة، غير مضجع.
عاصم {كهيعص} بكسر الهاء والياء.
الحسن "كهيعص" بضم الهاء وفتح الياء؛ وزعم يونس: أنها لغة مسموعة؛ يقولون: هذه التا، والثا، بالضم فيقربونها من الواو؛ كما قربوها في الإمالة من الياء). [معاني القرآن لقطرب: 887]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (قوله عزّ وجلّ : {كهيعص}
فيها في القراءة ثلاثة أوجه: فتح الهاء والياء، وكسرهما.
وقرأ الحسن بضم الهاء {كهيعص}، وهي أقل اللغات.
فأمّا الفتح فهو الأصل. تقول: ها. با. تا... في حروف الهجاء، ومن العرب من يقول ها يا. بالكسر.
ومنهم من ينحو نحو الضم فيقول ها. يا، يشم الضمّ.
وحكى الخليل وسيبويه أن من العرب من يقول في الصلاة الصّلوة، فينحو نحو الضم، فأمّا من روى ضمّ الهاء مع الياء فشاذ، لأن إجماع الرواة عن الحسن ضم الهاء وحدها.
وفي الرواية ضم الياء قليل عنه.
واختلف في تفسير {كهيعص} فقال أكثر أهل اللغة إنها حروف التّهجّي تدل على الابتداء بالسورة نحو {الم، والر}.
وقيل إن تأويلها أنها حروف يدلّ كل واحد منها على صفة من صفات اللّه - عزّ وجلّ - فكاف يدل على كريم، و " ها " يدل على هاد، و " يا " من حكيم، و " عين " يدل على عالم، و " صاد " يدلّ على صادق.
وهذا أحسن ما جاء في هذه الحروف، وقد استقصينا ذلك في أول سورة البقرة.
والعين قالوا يدل على عليم.
وروي أن {كهيعص} اسم من أسماء اللّه تعالى.
وروى أن عليّا - (عليه السلام) أقسم بكهيعص، أو قال: يا كهيعص.
والدعاء لا يدل على أنه اسم واحد، لأن الداعي إذا علم أن الدعاء بهذه الحروف يدل على صفات اللّه - جلّ وعزّ - فدعا بها.
فكأنه قال: يا كافي يا هادي يا عالم يا صادق، فكأنه دعا بكهيعص لذكرها في القرآن وهو يدل على هذه الصفات، فإذا أقسم فقال: وكهيعص، فكأنه قال والكافي والهادي والعالم والحكيم والصادق.
وأسكنت هذه الحروف لأنها حروف تهجّ النيّة فيها الوقف). [معاني القرآن: 3/317-318]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (من ذلك قوله جل اسمه: {كهيعص}
حدثنا أبو بكر بن نافع قال نا سلمة بن شبيب قال نا عبد الرزاق قال أنبأنا ابن عيينة عن عطاء بن السايب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله تعالى: {كهيعص}
قال كاف من كاف وهاء من هاد وياء من حكيم وعين من عليم وصاد من صادق
قال عبد الرزاق وأخبرنا معمر عن قتادة في قوله: {كهيعص} قال اسم من أسماء القرآن
قال أبو جعفر وقد استقصينا ما في هذا في سورة البقرة). [معاني القرآن: 4/307]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): (روي عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال في {كهيعص} إن الكاف (كافٍ)، والهاء (هادٍ)، والياء (يد من الله على خلقه)
والعين (عالم بهم)، والصاد (صادق فيما وعدهم به) ). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 147]

تفسير قوله تعالى: {ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا (2)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: ثمّ ابتدأ الكلام فقال: {ذكر رحمة ربّك عبده زكريّا} [مريم: 2] يقول: ذكره لزكريّا رحمةٌ من اللّه له). [تفسير القرآن العظيم: 1/213]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا...}

الذكر مرفوع بكهيعص. وإن شئت أضمرت: هذا ذكر رحمة ربّك. والمعنى ذكر ربّك عبده برحمته فهو تقديم وتأخير. {زكريّا} في موضع نصب). [معاني القرآن: 2/161]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا}
قال: {ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا} قال: "ممّا نقصّ عليك ذكر رحمة ربّك" فانتصب العبد بالرحمة. وقد يقول الرجل "هذا ذكر ضرب زيدٍ عمراً"). [معاني القرآن: 3/1]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ( {ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا}
{ذِكْرُ} مرتفع بالمضمر، المعنى هذا الذي نتلوه عليك ذكر رحمة ربك عبده بالرحمة، لأن ذكر الرحمن إياه لا يكون إلا باللّه - عزّ وجلّ -.
والمعنى ذكر ربك عبده بالرحمة.
و{زَكَرِيَّا} يقرأ على وجهين، بالقصر والمد، فأعلم اللّه - جلّ وعزّ - على لسان نبيه عليه السلام وصية زكريا ويحيى ليعلم أهل الكتاب أن محمدا - عليه السلام - قد أوحي إليه،
وأنزل عليه ذكر من مضى من الأنبياء وأنهم يجدون ذلك في كتبهم على ما ذكر - صلى الله عليه وسلم - وهو لم يتل كتابا ولا خطّه بيمينه، وأنه لم يعلم ذلك إلا من قبل الله تعالى وكان إخباره بهذا وما أشبهه على هذه الصفة دليلا على نبوته - صلى الله عليه وسلم -.
وقال بعض أهل اللغة إنّ قوله: {ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا} يرتفع بـ {كهيعص} وهذا محال لأنّ {كهيعص} ليس هو فيما أنبأنا اللّه - عزّ وجل - به عن زكريا، وقد بيّن في السورة ما فعله به وبشّره به.
ولم يجئ في شيء من التفسير أن {كهيعص} هو قصة زكريا ولا يحيى ولا شيء منه، وقد أجمع القائل لهذا القول وغيره أن رفعه بالإضمار هو الوجه). [معاني القرآن: 3/318-319]

تفسير قوله تعالى: {إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا (3)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({إذ نادى ربّه نداءً خفيًّا} [مريم: 3] دعاءً لا رياء فيه في تفسير الحسن.
وقال قتادة: خفيًّا، سرًّا.
حمّادٌ، عن ثابتٍ البنانيّ، عن عقبة بن عبد الغافر قال: دعوة السّرّ أفضل من سبعين في العلانية). [تفسير القرآن العظيم: 1/213]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) :
({إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا}

[و] قال: {نِدَاءً خَفِيًّا} وجعله من الإخفاء). [معاني القرآن: 3/1]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا}
دعا اللّه - عزّ وجلّ - سرا ، وبين ما الذي سأل الله عزّ وجلّ، فقال : {قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا} ). [معاني القرآن: 3/319]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا}
قال يونس بن عبيد كان الحسن يرى أن يدعو الإمام في القنوت ويؤمن من خلفه من غير رفع الصوت وتلا يونس { إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا} ). [معاني القرآن: 4/307-308]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا (4)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({قال ربّ إنّي وهن العظم منّي} [مريم: 4] ضعفت العظام منّي في تفسير قتادة.
وقال الحسن: ضعف.
{وهن العظم منّي} [مريم: 4] قال يحيى: رقّ.
قال: {واشتعل الرّأس شيبًا ولم أكن بدعائك} [مريم: 4] أي: بدعائي إيّاك.
{ربّ شقيًّا} [مريم: 4] يقول: لم أزل بدعائك سعيدًا لم تردده عليّ.
وقال الكلبيّ: لم يكن دعائي ممّا يخيب عندك). [تفسير القرآن العظيم: 1/214]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا...}

يقول: لم أشق بدعائك، أجبتني إذ دعوتك). [معاني القرآن: 2/161]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا}
وقال: {شَيْبًا} لأنه مصدر في المعنى كأنه حين قال: {اشْتَعَلَ} قال: "شاب" فقال {شيبا} على المصدر وليس هو مثل "تفتأت شحماً" و"امتلأت ماءً" لأن ذلك ليس بمصدر).
[معاني القرآن: 3/1]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {لم أكن بدعائك ربّ شقيًّا}، يريد: لم أكن أخيب إذا دعوتك). [تفسير غريب القرآن: 272]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا}
ومعنى {وَهَنَ} ضعف.
{وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا} قيل إن كان قد أتت له في ذلك الوقت خمس وستون سنة، وقيل ستون سنة وقيل خمس وسبعون سنة.
و {شَيْبًا} منصوب على التمييز المعنى اشتعل الرأس من الشيب، يقال للشيب إذا كثر جدا: قد اشتعل رأس فلان.
{وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا} أي كنت مستجاب الدعوة.
ويجوز أن يكون أراد {وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا} أي من دعاك مخلصا فقد وحّدك وعبدك، فلم أكن بعبادتك شقيّا). [معاني القرآن: 3/319]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي} قال أبو زيد يقال وهن يهن ووهن يوهن وقال غيره أي ضعف).
[معاني القرآن: 4/308]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال تعالى: {وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا} يقال لمن كثر الشيب في رأسه اشتعل رأسه شيبا). [معاني القرآن: 4/308]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا} أي لم أكن أخيب إذا دعوتك). [معاني القرآن: 4/308]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا} أخبرنا أبو عمر قال: أنا ثعلب، عن سلمة، عن الفراء، عن الكسائي، قال: هذا المنقول، ومعناه: واشتعل شيب الرأس، قال: نقل وأخرج مفسرا). [ياقوتة الصراط: 333]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا (5)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وإنّي خفت الموالي من ورائي} [مريم: 5] أي: الورثة من بعدي، يعني: العصبة.
وهو تفسير السّدّيّ، الّذين يرثون ماله.
فأراد أن يكون من صلبه من يرث ماله.
في تفسير قتادة: ويرث ماله.
وتفسير الحسن: يرث علمه ونبوّته.
- قال سعيدٌ: قال قتادة عند ذلك قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «رحم اللّه زكريّاء ما كان عليه من ورثه».
- وحدّثنا المبارك بن فضالة والحسن بن دينارٍ عن الحسن قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «رحم اللّه زكريّاء ما كان عليه من ورثه».
قوله: {وكانت امرأتي عاقرًا} [مريم: 5] أي: لا تلد.
{فهب لي من لدنك} [مريم: 5] من عندك.
{وليًّا} [مريم: 5] يعني: الولد.
تفسير السّدّيّ). [تفسير القرآن العظيم: 1/214]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {الموالي}

هم بنو (عم الرجل) وورثته والولي والمولى في كلام العرب واحد وفي قراءة عبد الله (إنّما مولاكم الله ورسوله) مكان (وليّكم) وذكر في خفّت الموالى أنه قلّت، ذكر عن عثمان (بن عفان) ). [معاني القرآن: 2/161]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي} أي بني العم من ورائي، أي قدامي وبين يدي وأمامي، قال:

أترجو بني مروان سمعي وطاعتي.......وقومي تميم والفلاة ورائيا
قال الفضل بن العباس بن عتبة بن أبي لهبٍ:

مهلاً بني عمنّا مهلاً موالينا.......لا تظهرنّ لنا ما كان مدفونا ).

قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا} أي من عندك ولداً ووارثاً وعضداً رضياً يرثني ؛ يرفعه قوم على الصفة، مجازه: هب لي ولياً وارثاً، يقولون: ائتني بدابة أركبها، رفع لأن معناها: ائتني بدابة تصلح لي أن أركبها ؛ ولم يرد الشرط ومن جزمه فعلى مجاز الشريطة والمجازاة كقولك: فإنك إن وهبته لي ورثني). [مجاز القرآن: 2/1]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (قراءة الحسن وأبي عمرو {وإني خفت الموالي} نصب، {من ورائي} بإسكان الياء.
[وروى محمد بن صالح]:
وقرأ عثمان بن عفان وقتادة "خفت الموالي" بتشديد الفاء وخفض التاء). [معاني القرآن لقطرب: 887]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {خفت الموالي}: قالوا بني العمة والعصبة.
{ورائي}: قدامي).[غريب القرآن وتفسيره: 236]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) :
( {خِفْتُ الْمَوَالِيَ} وهم العصبة.
{مِنْ وَرَائِي} أي من بعد موتي. خاف أن يرثه غير الولد.
{ فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا * يرِثُنِي} يعني الولد يرثه الحبورة. وكان حبرا). [تفسير غريب القرآن: 272]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (المولى
: المعتق. والمولى: عصبة الرّجل. ومنه قول الله عز وجل: {وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي}. أراد: القرابات.
وقال رسول الله، صلّى الله عليه وسلم: ((أيّما امرأة نكحت بغير أمر مولاها فنكاحها باطل))، أي: بغير أمر وليها.
وقد يقال لمن تولّاه الرجل وإن لم يكن قرابة: مولى. قال تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ} أي: وليّ المؤمنين، وأن الكافرين لا ولي لهم.
وقال تعالى: {يَوْمَ لَا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئًا}. أي: وليّ عن وليّه شيئا، إمّا بالقرابة أو بالتّولّي.[تأويل مشكل القرآن: 455]
والحليف أيضا: المولى. قال النابغة الجعدي:

موالِيَ حِلْفٍ لا مَوالِي قَرَابَةٍ.......وَلَكِنْ قَطِينًا يَسْأَلُونَ الأَتَاوِيَا

وقال الله عز وجل: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ} يريد: إذا دعاهم إلى أمر، ودعتهم أنفسهم إلى خلاف ذلك الأمر- كانت طاعته أولى بهم من طاعتهم لأنفسهم). [تأويل مشكل القرآن: 456]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: عزّ وجلّ: {وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا}
- بإسكان الياء من ورائي - معناه من بعدي، والموالي واحدهم مولى.
وهم بنو العم وعصبة الرجل، ومعناه الذين يلونه في النسب كما أن معنى القرابة الذين يقربون منه في النسب.
وقوله: {فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا} أي قد بلغت هذه السّن وامرأتي عاقر، والعاقر من النساء التي بها علة تمنع الولد، فكذلك العاقر من الرجال، فليس يكون لي ولد إلا {وليّا} فهبه لي، فإنك على كل شيء قدير). [معاني القرآن: 3/319]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (ثم قال جل وعز: {وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي}
روى هشام عن إسماعيل بن أبي خالد عن أبي صالح قال الكلالة
وروى ابن أبي نجيح عن مجاهد قال العصبة وقال أبو عبيدة يعني بني العم قال ومن ورائي أي من قدامي
وقول مجاهد أولى يقال للعصبة موال أي من يليه في النسب كما أن الأقرباء من يقرب إليه في النسب وبنو العم داخلون في هذا كما قال الشاعر:
مهلا بني عمنا مهلا موالينا
وقوله أيضا: من ورائي من قدامي مخالف لقول أهل التفسير لأن المعنى عندهم من بعد موتي
وقال سعيد بن العاص: أمل علي عثمان بن عفان رحمة الله عليه وإني خفت الموالي من ورائي يعني بتشديد الفاء وكسر التاء وإسكان الياء قال ومعناه قلت). [معاني القرآن: 4/308-310]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (ثم قال جل وعز: {وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا} أي لا تلد كأن بها عقرا يمنعها من الولاد). [معاني القرآن: 4/310]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345 هـ): ( {المَوَالِيَ} قال: الموالي - هاهنا - هم بنو العم). [ياقوتة الصراط: 333]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345 هـ): ( {عَاقِرًا} أي: لا تلد، يقال: عقرت، والعقيم مثلها، يقال: عقمت). [ياقوتة الصراط: 334]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {الموالي} العصبة). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 147]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {المَوَالِيَ}: بنو العم.
{مِنْ وَرَائِي}: قدامي.
{عاقِرً}: لا تلد). [العمدة في غريب القرآن: 194]

تفسير قوله تعالى: {يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آَلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا (6)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({يرثني ويرث من آل يعقوب} [مريم: 6] ملكهم وسلطانهم.
كانت امرأة زكريّاء من ولد يعقوب ليس يعني يعقوب الأكبر، يعقوب دونه.
[تفسير القرآن العظيم: 1/214]
{واجعله ربّ رضيًّا} [مريم: 6] فأوحى اللّه إليه). [تفسير القرآن العظيم: 1/215]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {يَرِثُنِي...}

تقرأ جزما ورفعاً: قرأها يحيى بن وثّاب جزما والجزم الوجه؛ لأن {يرثني} من آية سوى الأولى فحسن الجزاء. وإذا رفعت كانت صلةً للوليّ: هب لي الذي يرثني. ومثله {ردءًا يصدّقني}
و{يصدّقني}.
وإذا أوقعت الأمر على نكرة: بعدها فعل في أوّله الياء والتّاء والنون والألف كان فيه وجهان: الجزم على الجزاء والشرط، والرفع على أنه صلة للنكرة بمنزلة الذي، كقول القائل: أعرني دابّة أركبها، وإن شئت أركبها: وكذلك {أنزل علينا مائدةً من السّماء تكون لنا} ولو قال (تكن لنا) كان صوابا. فإذا كان الفعل الذي بعد النكرة ليس للأوّل ولا يصلح فيه إضمار الهاء إن كان الفعل واقعاً على الرجل فليس إلاّ الجزم؛ كقولك: هب لي ثوباً أتجمّل مع الناس لا يكون (أتجمّل) إلاّ جزماً؛ لأن الهاء لا تصلح في أتجمل. وتقول: أعرني دابّة أركب يا هذا لأنك تقول أركبها فتضمر الهاء فيصلح ذلك). [معاني القرآن: 2/161-162]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (الأعرج {يرثني ويرث} كأنه قال: هو يرثني؛ فابتدأه، ويكون على الصفة للولي؛ لأنه يكون كأنه قال: وليًا وارثًا؛ وهذا أسهل.
وقد فسرنا ذلك في سورة البقرة، على صفة الولي؛ كقولك: ايتني بدابة أركبها؛ أي مما أركب.
أبو عمرو {يرثين ويرث} جزم على الشرط.
ويحيى بن يعمر "يرثني ويرث من آل يعقوب" جزم على الجزاء؛ لأن أوله دعاء {اجعل لي} ). [معاني القرآن لقطرب: 888]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : ([وروى العبدي]: يحيى بن يعمر "يرثني وأرث" جزم.
يحيى بن وثاب والأعمش يكسران هذا كله؛ وقد فسرناه في سورة الأعراف). [معاني القرآن لقطرب: 888]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({رضيا}: مرضيا). [غريب القرآن وتفسيره: 236]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({وَيَرِثُ مِنْ آَلِ يَعْقُوبَ} الملك. كذلك قيل في التفسير). [تفسير غريب القرآن: 272]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آَلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا}
ويقرأ بالجزم {يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آَلِ يَعْقُوبَ} على جواب الأمر ومن قرأ {يَرِثُنِي وَيَرِثُ} فعلى صفة الولي، وقيل يرثني مالي ويرث من آل يعقوب النبوة.
وقال قوم لا يجوز أن يقول زكريا: إنه يخاف أن يورث المال لأن أمر الأنبياء والصالحين أنهم لا يخافون أن يرثهم أقرباؤهم ما جعله الله لهم، وجاء عن النبي - صلى الله عليه وسلم -
أنه قال: ((إنا معاشر الأنبياء لا نورث ما تركناه فهو صدقة )) فقالوا معناه يرثني ويرث من آل يعقوب النبوة.
وقوله: {وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا}.
وقوله أيضا {وَلِيًّا} يدل على أنه سأل ولدا دينا، لأن غير الدّيّن لا يكون وليا للنبي عليه السلام). [معاني القرآن: 3/320]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): ( وقوله جل وعز: {يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آَلِ يَعْقُوبَ}
روى هشيم عن إسماعيل عن أبي خالد عن أبي صالح قال: يكون نبيا كما كانوا أنبياء
وروى ابن أبي نجيح عن مجاهد قال: كانت وراثته علما وكان زكريا من آل يعقوب
وروى عن داود بن أبي هند عن الحسن يرثني أي يرث مالي ويرث من آل يعقوب النبوة
وأبو إسحاق يذهب إلى القول الأول ويبعد أن يكون نبي يشفق أن يورث ماله للحديث المأثور). [معاني القرآن: 4/311-312]


رد مع اقتباس