عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 30 جمادى الأولى 1434هـ/10-04-2013م, 08:16 AM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ (34)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ولكلّ أمّةٍ} [الحج: 34] يعني: ولكلّ قومٍ.
تفسير السّدّيّ.
{جعلنا منسكًا} [الحج: 34] نا سعيدٌ عن قتادة قال: أي حجًّا وذبحًا.
قوله: {ليذكروا اسم اللّه على ما رزقهم من بهيمة الأنعام} [الحج: 34] وقد فسّرناه في الآية الأولى.
[تفسير القرآن العظيم: 1/374]
قوله: {فإلهكم إلهٌ واحدٌ فله أسلموا} [الحج: 34] يقوله للمشركين.
قوله: {وبشّر المخبتين} [الحج: 34] يعني بالجنّة.
تفسير الحسن: أنّ المخبتين الخاشعين الخائفين.
والخشوع المخافة الثّابتة في القلب.
وبعضكم يقول: {وبشّر المخبتين} [الحج: 34] يعني المطمئنّين بالإيمان.
قال: {فتخبت له قلوبهم} [الحج: 54] فتطمئنّ إليه قلوبهم.
وقال: {الّذين آمنوا وتطمئنّ قلوبهم بذكر اللّه} [الرعد: 28] ). [تفسير القرآن العظيم: 1/375]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
(وقوله عزّ وجلّ:{ولكلّ أمّة جعلنا منسكا ليذكروا اسم اللّه على ما رزقهم من بهيمة الأنعام فإلهكم إله واحد فله أسلموا وبشّر المخبتين}

وتقرأ منسكا، والمنسك في هذا الموضع يدل على معنى النحر فكأنه قال جعلنا لكل أمّة أن تتقرب بأن تذبح الذبائح للّه، ويدل على ذلك قوله تعالى {ليذكروا اسم اللّه على ما رزقهم من بهيمة الأنعام} المعنى ليذكروا اسم الله على نحر ما رزقهم من بهيمة الأنعام.
وقال بعضهم: المنسك الموضع الذي يجب تعهده، وذلك جائز.
ومن قال منسك فمعناه مكان نسك مثل مخلس مكان خلوس.
ومن قال منسك فهو بمعنى المصدر نحو النّسك والنّسوك.
وقوله: {فإلهكم إله واحد} أي لا ينبغي أن تذكروا على ذبائحكم إلا اللّه وحده.
وقوله: {وبشّر المخبتين}.
قيل المخبتون المتواضعون، وقيل المخبتون المطمئنون بالإيمان بالله عزّ وجلّ، وقيل المخبتون الذين لا يظلمون وإذا ظلموا لم ينتصروا.
وكل ذلك جائز.
واشتقاقه من الخبت من الأرض وهي المكان المنخفض منها، فكل مخبت متواضع). [معاني القرآن: 3/427-426]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {ولكل أمة جعلنا منسكا}
روى سفيان عن أبيه عن عكرمة قال مذبحا
وروى علي بن أبي طلحة عن ابن عباس يقول عيدا
قال أبو إسحاق المنسك موضع الذبح والمنسك المصدر). [معاني القرآن: 4/409]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال تعالى: {وبشر المخبتين}
روى سفيان عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال المخبتون المطمئنون بأمر الله جل وعز
وقال عمرو بن أوس المخبتون الذين لا يظلمون وإذا ظلموا لم ينتصروا
قال أبو جعفر وأصل هذا من الخبت وهو ما اطمأن من الأرض). [معاني القرآن: 4/410]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( و{الْمُخْبِتِينَ}: الخاشعين وقيل: الخائفين، وقيل: المطمئنين إلى الله. وقيل: المتواضعين. وقيل: هم الذين لا يظلمون الناس، وإذا ظلموا لم ينتصروا. وقد فسرهم الله عز وجل بعد الآية بقوله: {الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ...} إلى قوله: {يُنفِقُونَ} ). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 160]

تفسير قوله تعالى: {الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (35)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {الّذين إذا ذكر اللّه وجلت قلوبهم} [الحج: 35] يعني خافت قلوبهم.
{والصّابرين على ما أصابهم والمقيمي الصّلاة} [الحج: 35] المفروضة، الصّلوات الخمس يحافظون على وضوئها، ومواقيتها، وركوعها، وسجودها.
{وممّا رزقناهم ينفقون} [الحج: 35] يعني الزّكاة المفروضة). [تفسير القرآن العظيم: 1/375]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {والمقيمي الصّلاة...}

خفضت (الصلاة) لمّا حذفت النون وهي في قراءة عبد الله (والمقيمين الصلاة) ولو نصبت (الصلاة) وقد حذفت النون كان صواباً.
أنشدني بعضهم:
أسيّد ذو خريّطةٍ نهاراً =من المتلقّطي قرد القمام

(وقرد) وإنما جاز النصب مع حذف النون لأن العرب لا تقول في الواحد إلاّ بالنصب. فيقولون: هو الآخذ حقّه فينصبون الحقّ، لا يقولون إلاّ ذلك والنون مفقودة، فبنوا الاثنين والجميع على الواحد، فنصبوا بحذف النون. والوجه في الاثنين والجمع الخفض؛ لأن نونهما قد تظهر إذا شئت، وتحذف إذا شئت، وهي في الواحد لا تظهر. فذلك نصبوا. ولو خفض في الواحد لجاز ذلك. ولم أسمعه إلا في قولهم: هو الضارب الرجل، فإنهم يخفضون الرجل وينصبونه فمن خفضه شبهّه بمذهب قولهم: مررت بالحسن الوجه فإذا أضافوه إلى مكنّى قالوا: أنت الضاربه وأنتما الضارباه، وأنتم الضاربوه. والهاء في القضاء عليها خفض في الواحد والاثنين والجمع. ولو نويت بها النصب كان وجهاً، وذلك أنّ المكنّى لا يتبيّن فيه الإعراب. فاغتنموا الإضافة لأنها تتّصل بالمخفوض أشدّ ممّا تتصل بالمنصوب، فأخذوا بأقوى الوجهين في الاتّصال.
وكان ينبغي لمن نصب أن يقول: هو الضارب إيّاه، ولم أسمع ذلك). [معاني القرآن: 2/226-225]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: لّذين إذا ذكر اللّه وجلت قلوبهم والصّابرين على ما أصابهم والمقيمي الصّلاة وممّا رزقناهم ينفقون}
{والمقيمي الصّلاة}.
القراءة الخفض وإسقاط التنوين، والخفض على الإضافة، ويجوز: والمقيمين الصّلاة، إلا أنه بخلاف المصحف.
ويجوز أيضا على بعد والمقيمي الصّلاة، على حذف النون ونصب الصلاة لطول الاسم،
وأنشد سيبويه:
الحافظو عورة العشيرة لا= يأتيهم من ورائهم نطف
وزعم أنه شاذّ). [معاني القرآن: 3/427]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( وأصله في اللغة: المكان المطمئن المنخفض). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 160]

تفسير قوله تعالى: {وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (36)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {والبدن جعلناها لكم من شعائر اللّه لكم فيها خيرٌ} [الحج: 36] يعني أجرٌ في نحرها والصّدقة منها تتقرّبون بها إلى اللّه.
تفسير السّدّيّ: {لكم فيها} [الحج: 36] يعني في البدن أجرٌ.
نا سفيان، عن منصورٍ، عن إبراهيم قال: {لكم فيها خيرٌ} [الحج: 36] قال: البدنة.
إن احتاج ركب وإن احتاج إلى اللّبن شرب.
[تفسير القرآن العظيم: 1/375]
قوله: فاذكروا اسم اللّه عليها صوافٍ نا سعيدٌ، عن قتادة، عن الحسن قال: مخلصين للّه.
قال يحيى: مقرأها على هذا التّفسير غير مثقّلةٍ صوافٍ.
نا المعلّى، عن عبد الكريم، عن مجاهدٍ قال: معقّلةً قيامًا.
- حدّثنا أشعث، عن عبيد اللّه بن أبي يزيد، عن ابن عبّاسٍ قال: {فاذكروا اسم اللّه عليها صوافّ} [الحج: 36] قال: قائمةً.
حدّثنا المعلّى، عن أبي يحيى، عن مجاهدٍ قال: معقّلةً خالصةً للّه.
- عثمان، عن نافعٍ، عن ابن عمر أنّه كان يجلّلها القباطيّ إذا راح إلى منًى فإذا أراد أن ينحرها استقبل بها القبلة قال بسم اللّه واللّه أكبر، وينزع عنها جلالها لكي لا يختضب بالدّم، ويتصدّق بجلالها، ويلي نحرها بنفسه.
هذا الحديث حديث عثمان عن نافعٍ عن ابن عمر هو بعد حديث عثمان عن عائشة ابنة سعدٍ.
- نا عثمان، عن نافعٍ، عن ابن عمر أنّه كان ينحرها وهي قائمةٌ يصفّ بين أيديها بالقيود.
وكان يتلو هذه الآية: {فاذكروا اسم اللّه عليها صوافّ} [الحج: 36] قال يحيى: هي على هذا التّفسير غير خفيفةٍ: {صوافّ} [الحج: 36]
[تفسير القرآن العظيم: 1/376]
نا سعيدٌ عن قتادة قال: مصفوفةٌ بالحبال، معقولةٌ يدها اليمنى وهي قائمةٌ على ثلاثٍ.
كذلك ينحرها من نحرها في دار المنحر بمنًى.
وهي في قراءة ابن مسعودٍ: صوافن.
قال يحيى: هي مثل قوله: {الصّافنات الجياد} [ص: 31] الفرس إذا صفن رفع إحدى رجليه فقام على طرف الحافر.
- نا أشعث، عن جعفر بن أبي وحشيّة، عن سعيد بن جبيرٍ قال: رأيت ابن عمر ينحر بدنته وقد ثنّى يدها وهي على ثلاثٍ.
وقال سعيد بن جبيرٍ هو قول اللّه: {فاذكروا اسم اللّه عليها صوافّ} [الحج: 36]
نا أشعث عن عمرو بن دينارٍ قال: رأيت عبد اللّه بن الزّبير على برذونٍ أشعر أوجرها الحربة وهي قائمةٌ.
- نا حمّادٌ عن عمرو بن دينارٍ قال: رأيت ابن عمر ينحر البدن وهي باركةٌ ورجلٌ يعينه.
- نا عثمان، عن عائشة ابنة سعد بن مالكٍ أنّ أباها كان ينحر البدن وهي مباركةٌ.
- نا إبراهيم بن محمّدٍ، عن جعفر بن محمّدٍ، عن أبيه، عن جابر بن عبد اللّه أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم نحر من بدنه بيده ثلاثًا وستّين، ثمّ أعطى عليًّا الحربة فنحر ما بقي.
- نا عثمان، عن نافعٍ، عن ابن عمر أنّه كان يجلّلها القباطيّ إذا راح إلى منًى،
[تفسير القرآن العظيم: 1/377]
فإذا أراد أن ينحرها استقبل بها القبلة ويقول: بسم اللّه واللّه أكبر، وينزع عنها جلالها لكي لا تختضب بالدّم.
وكان يستحبّ أن يلي إشعارها.
وكان إذا فرغ من نحرها تصدّق بجلالها، ويلي نحرها بنفسه.
قوله: {فإذا وجبت جنوبها} [الحج: 36]
نا المعلّى، عن أبي يحيى، عن مجاهدٍ قال: إذا نحرت فسقطت جنوبها على الأرض من قيامٍ أو بروكٍ.
{فكلوا منها وأطعموا} [الحج: 36]
حدّثني أفلح بن حميدٍ، عن القاسم بن محمّدٍ أنّه كان إذا أراد أن ينحرها يصفّ بين يديها وهي قائمةٌ، ويمسك رجلٌ بخطامها ورجلٌ بذنبها، ثمّ يطعنها بالحربة ثمّ يجبذانها حتّى يصرعاها.
وكان يكره أن تعرقب.
قوله: {فكلوا منها وأطعموا القانع والمعترّ} [الحج: 36]
حدّثنا سعيدٌ عن قتادة قال: القانع الفقير المتعفّف القاعد في بيته لا يسأل، والمعترّ الّذي يعتريك يسألك في كفّه.
ولكلٍّ عليك حقٌّ.
نا حمّادٌ، عن حميدٍ الطّويل، عن بكر بن عبد اللّه المزنيّ قال: القانع السّائل، والمعترّ الّذي يتعرّض لك ولا يسألك.
[تفسير القرآن العظيم: 1/378]
نا الحسن بن دينارٍ عن الحسن قال: المعلّى، عن أبي يحيى، عن مجاهدٍ قال: القانع السّائل الّذي يقنع بما أعطي، والمعترّ القاعد في بيته لم يشعر به اعتراه.
وقد فسّرناه في إطعامهما في الآية الأولى في البائس الفقير.
قوله: {كذلك سخّرناها لكم لعلّكم تشكرون} [الحج: 36] الأنعام.
{لعلّكم تشكرون} [الحج: 36] لكي تشكروا). [تفسير القرآن العظيم: 1/379]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {صوافّ...}:

معقولة وهي في قراءة عبد الله (صوافن) وهي القائمات. قرأ الحسن (صوافي) يقول: خوالص لله.
وقوله: {القانع والمعترّ} القانع: الذي يسألك (فما أعطيته من شيء) قبله. والمعترّ: ساكت يتعرّض لك عند الذبيحة، ولا يسألك). [معاني القرآن: 2/226]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {فاذكروا اسم الله عليها صوافّ} أي مصطفة وتصف بين أيديها وهو من المضاعف، وبعضهم يجعلها من باب الياء
فيقول صواف يتركون الياء من الكتاب كما يقول: هذا قاض، وواحدتها صافية لله). [مجاز القرآن: 2/50]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {فإذا وجبت جنوبها} أي سقطت، ومنها وجوب الشمس إذا سقطت لتغيب،
وقال أوس بن حجر:
ألم تكسف الشمس والبدر والك= واكب للجبل الواجب
أي الواقع: " وأطعموا القانع والمعترّ " مجازه السائل الذي قنع إليكم تقدير فعله: ذهب يذهب ومعناه سأل وخضع ومصدره القنوع،
قال الشماخ:
لمال المرء يصلحه فيغني=مفاقره أعّف من القنوع
أي من الفقر والمسألة والخضوع. والمعتر الذي يعتريك يأتيك لتعطيه تقول: اعترني وعرني واعتريته واعتقيته إذا ألممت به قال حسان:
لعمرك ما المعتّر يأتي بلادنا= لنمنعه بالضايع المتهضّم
وقال لبيد في القنوع:
وإعطائي المولى على حين فقره=إذا قال أبصر خلّتي وقنوعي
وأما القانع في معنى الراضي فإنه من قنعت به قناعة وقناعا وقناعا وقنعا، تقديره علمت، يقال من القنوع: قنع يقنع قنوعاً، والقانع قنع يقنع قناعة وقنعاناً وقنعاً وهو القانع الراضي). [مجاز القرآن: 2/52-51]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {والبدن جعلناها لكم مّن شعائر اللّه لكم فيها خيرٌ فاذكروا اسم اللّه عليها صوافّ فإذا وجبت جنوبها فكلوا منها وأطعموا القانع والمعترّ كذلك سخّرناها لكم لعلّكم تشكرون}
وقال: {صوافّ} وواحدتها: "الصافّة"). [معاني القرآن: 3/10]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {صواف}: مصطفة والواحدة صافة. وقرأ بعضهم {صوافي} واحدها صافية أي خالصة لله.[غريب القرآن وتفسيره: 261]
{وجبت جنوبها}: أي سقطت. ومنه وجبت الشمس ووجب القلب.
{القانع والمعتر}: {القانع} السائل الخاضع، ويقال قنع الرجل قنوعا إذا فعل ذلك، والقانع الراضي، يقال قنعت قناعة.
{والمعتر} الذي يأتيك فتعطيه). [غريب القرآن وتفسيره: 262]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {صوافّ} أي قد صفّت أيديها. وذلك إذا قرنت أيديها عند الذبح.
{فإذا وجبت جنوبها} أي سقطت. ومنه يقال: وجبت الشمس: إذا غابت.
{القانع} السائل. يقال: قنع يقنع قنوعا، ومن الرّضا قنع يقنع قناعة.
{المعترّ} الذي يعتريك: أي يلمّ بك لتعطيه ولا يسأل. يقال: اعترّني وعرّني، وعراني واعتراني). [تفسير غريب القرآن: 293]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله تعالى: {والبدن جعلناها لكم من شعائر اللّه لكم فيها خير فاذكروا اسم اللّه عليها صوافّ فإذا وجبت جنوبها فكلوا منها وأطعموا القانع والمعترّ كذلك سخّرناها لكم لعلّكم تشكرون}
النصب أحسن لأن قبله فعلا، المعنى وجعلنا البدن، فنصب بفعل مضمر الذي ظهر يفسره.
وإن شئت رفعت على الاستئناف.
والبدن بتسكين الدال وضمها. بدنة وبدن، وبدن مثل قوله ثمرة وثمر وثمر.
وإنما سميت بدنة لأنها تبدن، أي تسمن.
وقوله: {فاذكروا اسم اللّه عليها صوافّ}.
{صوافّ} منصوبة على الحال، ولكنها لا تنون لأنها لا تنصرف، أي قد صفّت قوائمها، أي فاذكروا اسم الله عليها في حال نحرها.
والبعير ينحر قائما، وهذه الآية تدل على ذلك، وتقرأ صوافن، والصافن الذي يقوم على ثلاث، فالبعير إذا أرادوا نحره تعقل إحدى يديه فهو صافن، والجمع صوافن يا هذا، وقرئت صوافي بالياء وبالفتح بغير تنوين وتفسيره خوالص - أي خالصة لله عزّ وجلّ، لا تشركوا في التسمية على نحرها أحدا.
وقوله: {فإذا وجبت جنوبها}.
أي إذا سقطت إلى الأرض.
{فكلوا منها وأطعموا القانع والمعترّ}.
بتشديد الراء، ويجوز والمعتري بالماء، ويقال: وجب الحائط يجب وجبة إذا سقط، ووجب القلب يجب وجبا ووجيبا إذا تحرك من فزع، ووجب البيع يجب وجوبا وجبة، والمستقبل في ذلك كله يجب.
وقيل في القانع الذي يقنع بما تعطيه، وقيل الذي يقنع باليسير.
وقيل وهو مذهب أهل اللغة السائل، يقال قنع الرجل قنوعا إذا سأل، فهو قانع،
وأنشدوا للشماخ:
لمال المرء يصلحه فيغني=مفاقره أعفّ من القنوع
أي أعفّ من السؤال، وقنع قناعة إذا رضي فهو قنع، والمعتر: الذي يعتريك فيطلب ما عندك، سألك إذ سئلت عن السؤال وكذلك المعتري). [معاني القرآن: 3/429-427]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {والبدن جعلناها لكم من شعائر الله}
وقرأ ابن أبي إسحاق والبدن والمعنى واحد
قال مجاهد قيل لها بدن للبدانة
قال أبو جعفر البدانة السمن يقال بدن إذا سمن وبدن إذا أسن فقيل لها بدن لأنه تسمن). [معاني القرآن: 4/411-410]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {لكم فيها خير}
قال إبراهيم يركب إذا احتاج ويشرب من اللبن
وقيل خير في الآخرة وذا أولى لأنه لو كان للدنيا كان ألا يجعلها بدنة خيرا له). [معاني القرآن: 4/411]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {فاذكروا اسم الله عليها صواف}
وقرأ عبد الله بن مسعود صوافن
وقرأ الحسن وزيد بن أسلم والأعرج صوافي
روى نافع عن ابن عمر فاذكروا اسم الله عليها صواف قال قياما مصفوفة
وروى أبو ظبيان عن ابن عباس فاذكروا اسم الله عليها قال بسم الله والله أكبر اللهم منك ولك
قال وصوافن قائمة على ثلاث
قال قتادة معقولة اليد اليمنى
قال الحسن وزيد بن أسلم صوافي أي خالصة لله من الشرك
قال أبو جعفر صواف جمع صافة وصافة مصفوفة ومصطفة بمعنى واحد
وصوافن جمع صافنة يقال للقائم صافن ويستعمل لما قام على ثلاث
وصوافي جمع صاف وهو الخالص أي لا تذكروا عليها غير اسم الله جل وعز حتى تكون التسمية خالصة الله جل وعز). [معاني القرآن: 4/413-411]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {فإذا وجبت جنوبها}
قال مجاهد أي خرت إلى الأرض). [معاني القرآن: 4/413]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {فكلوا منها وأطعموا القانع والمعتر}
قال أبو جعفر أحسن ما قيل في هذا وهو الصحيح في اللغة أن ابن عباس وسعيد بن جبير والحسن
قالوا القانع الذي يسأل
والمعتر الذي يتعرض ولا يسأل
وقال مالك بن أنس أحسن ما سمعت أن القانع هو الفقير وأن المعتر هو الزائر
وقال أبو جعفر يقال قنع الرجل يقنع قنوعا فهو قانع إذا سأل وأنشد أهل اللغة:
لمال المرء يصلحه فيغني = مفاقرة أعف من القنوع
وروي عن أبي رجاء أنه قرأ وأطعموا القنع
ومعنى هذا مخالف للأول يقال قنع الرجل إذا رضي فهو قنع
وروى عن الحسن أنه قرأ والمعتري معناه كمعنى المعتر يقال اعتره واعتراه وعراه إذا تعرض لما عنده أو طلبه). [معاني القرآن: 4/414-413]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {فإذا وجبت} أي: سقطت بعد النحر). [ياقوتة الصراط: 370]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {القانع} الذي يسأل: وترده اللقمة والتمرة). [ياقوتة الصراط: 370]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {والمعتر}: الذي لا يسأل، فيبدأ بالصدقة). [ياقوتة الصراط: 370]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {صَوَافَّ}: أي قد صفت أيديها، وذلك إذا قرنت أيديها عند النحر.
{وَجَبَتْ جُنُوبُهَا}: أي سقطت، ومنه قيل: وجبت الشمس، إذا غابت.
و{الْقَانِعَ}: السائل، و{الْمُعْتَرَّ}: الذي يلم بك لتعطيه ولا يسأل
وقيل: القانع: الذي يسأل، وفيه اختلاف). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 161]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {صَوَافَّ}: مصطـفّة.
{وَجَبَتْ}: سَقَطت.
{القَانِعَ}: الراضـي.
{المُعْتَرَّ}: الذي يأتيك فتعطيه). [العمدة في غريب القرآن: 213]

تفسير قوله تعالى: {لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ (37)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {لن ينال اللّه لحومها ولا دماؤها} [الحج: 37] يقول: لا يصعد إلى اللّه لحومها ولا دماؤها.
وقد كان المشركون يذبحون لآلهتهم ثمّ ينضحون دماءها حول البيت.
قوله: {ولكن يناله التّقوى منكم} [الحج: 37] يصعد إليه التّقوى منكم.
يعني من آمن.
{كذلك سخّرها لكم} [الحج: 37] الأنعام.
{لتكبّروا اللّه على ما هداكم} [الحج: 37].
وقال في الآية الأولى {ليذكروا اسم اللّه على ما رزقهم من بهيمة الأنعام} [الحج: 34] إذا ذبحوا.
فالسّنّة إذا ذبح أو نحر أن يقول: بسم اللّه، واللّه أكبر.
- حدّثنا هشامٌ، عن قتادة، عن أنس بن مالكٍ أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم كان يضحّي بكبشين أملحين، أقرنين، يذبحهما بيده، ويطأ على صفحتيهما، ويسمّي ويكبّر.
سعيدٌ، عن قتادة أنّ الحسن كان إذا ذبح الأضحية قال: بسم اللّه واللّه أكبر اللّهمّ منك ولك.
- الخليل بن مرّة، عن أبان بن أبي عيّاشٍ، عن أنس بن مالكٍ قال: أهدي للنّبيّ عليه السّلام كبشان أملحان، أقرنان فضحّى بهما، فذبحهما بيده، فوضع رجله
[تفسير القرآن العظيم: 1/379]
اليمنى على كتف الكبش اليمنى ثمّ قال: «بسم اللّه واللّه أكبر، اللّهمّ منك ولك عنّي وعن أمّتي».
قوله: {وبشّر المحسنين} [الحج: 37] بالجنّة). [تفسير القرآن العظيم: 1/380]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {لن ينال اللّه لحومها...}

اجتمعوا على الياء. ولو قيل (تنال) كان صواباً. ومعنى ذلك أن أهل الجاهلية كانوا إذا نحروها نضحوا الدماء حول البيت. فلمّا حجّ المسلمون أرادوا مثل ذلك
فأنزل الله عز وجل: {لن ينال اللّه لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التّقوى منكم}: الإخلاص إليه). [معاني القرآن: 2/227]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {لن ينال اللّه لحومها ولا دماؤها} كانوا في الجاهلية: إذا نحروا البدن نضحوا دماءها حول الكعبة، فأراد المسلمون أن يصنعوا ذلك، فأنزل اللّه تبارك وتعالى: {لن ينال اللّه لحومها ولا دماؤها} ). [تفسير غريب القرآن: 293]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {لن ينال اللّه لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التّقوى منكم كذلك سخّرها لكم لتكبّروا اللّه على ما هداكم وبشّر المحسنين}
وقرئت: {لن تنال اللّه لحومها} بالتاء، فمن قرأ بالياء فلجمع اللحوم.
ومن قرأ بالتاء فلجماعة اللحوم - وكانوا إذا ذبحوا لطخوا البيت بالدم، فأعلم اللّه - عزّ وجلّ - أنّ الّذي يصل إليه تقواه وطاعته فيما يأمر به.
{ولكن يناله التقوى منكم}.
وتناله - التقوى منكم - بالياء والتاء - فمن أنث فللفظ التقوى، ومن ذكر
فلأن معنى التقوى والتقى واحد). [معاني القرآن: 3/429]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {لن ينال الله لحومها ولا دماؤها}
يروى عن ابن عباس أنهم كانوا في الجاهلية ينضحون بدماء البدن ما حول البيت فأراد المسلمون أن يفعلوا ذلك فأنزل الله جل وعز هذه الآية
قال إبراهيم في قوله: {ولكن يناله التقوى منكم} قال التقوى ما أريد به وجه الله عز وجل). [معاني القرآن: 4/414-415]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا}: كان المشركون ينضحون الدم حول الكعبة دم البدن، فنهي المسلمون عن ذلك).
[تفسير المشكل من غريب القرآن: 161]

رد مع اقتباس