عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 14 جمادى الأولى 1434هـ/25-03-2013م, 08:34 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَلَقَدْ آَتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ (10) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله يا جبال أوبي معه قال سبحي معه). [تفسير عبد الرزاق: 2/127]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن قتادة في قوله وألنا له الحديد قال لينه الله له يعمله بغير نار وقوله أن اعمل سابغات يقول دروع سابغات). [تفسير عبد الرزاق: 2/127]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا يوسف بن عديٍّ، قال: ثنا رشدين بن سعدٍ، عن يونس بن يزيد، عن عطاءٍ الخراساني في قوله: {يا جبال أوبي معه} قال: سبّحي معه). [جزء تفسير عطاء الخراساني: 89]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ولقد آتينا داود منّا فضلاً يا جبال أوّبي معه والطّير وألنّا له الحديد (10) أن اعمل سابغاتٍ وقدّر في السّرد واعملوا صالحًا إنّي بما تعملون بصيرٌ}.
يقول تعالى ذكره: ولقد أعطينا داود منّا فضلاً، وقلنا للجبال: {أوّبي معه} سبّحي معه إذا سبّح والتّأويب عند العرب: الرّجوع، ومبيت الرّجل في منزله وأهله؛ ومنه قول الشّاعر:
يومان يوم مقاماتٍ وأنديةٍ = ويوم سيرٍ إلى الأعداء تأويب
أي رجوعٍ. وقد كان بعضهم يقرؤه: أوّبي معه من آب يؤوب، بمعنى: تصرّفي معه؛ وتلك قراءةٌ لا أستجيز القراءة بها لخلافها قراءة الحجّة.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني سليمان بن عبد الجبّار، قال: حدّثني محمّد بن الصّلت، قال: حدّثنا أبو كدينة وحدّثنا محمّد بن سنانٍ القزّاز، قال: حدّثنا الحسين بن الحسن الأشقر، قال: حدّثنا أبو كدينة، عن عطاءٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ {أوّبي معه} قال: سبّحي معه.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله {يا جبال أوّبي معه} يقول: سبّحي معه.
- حدّثنا أبو عبد الرّحمن العلائيّ، قال: حدّثنا مسعرٌ، عن أبي حصينٍ، عن أبي عبد الرّحمن {يا جبال أوّبي معه} يقول: سبّحي.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا حكّامٌ، عن عنبسة، عن أبي إسحاق، عن أبي ميسرة {يا جبال أوّبي معه} قال: سبّحي، بلسان الحبشة.
- حدّثني يحيى بن طلحة اليربوعيّ، قال: حدّثنا فضيلٌ، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {يا جبال أوّبي معه} قال: سبّحي معه.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى؛ وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {يا جبال أوّبي معه} قال: سبّحي معه.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {يا جبال أوّبي معه} أي سبّحي معه إذا سبّح.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {يا جبال أوّبي معه} قال: سبّحي معه؛ قال: والطّير أيضًا.
- حدّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: أخبرنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {يا جبال أوّبي معه} قال: سبّحي معه.
- حدّثنا عمرو بن عبد الحميد، قال: حدّثنا مروان بن معاوية، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك، قوله: {يا جبال أوّبي معه} سبّحي معه.
وقوله: {والطّير} وفي نصب الطّير وجهان: أحدهما على ما قاله ابن زيدٍ من أنّ الطّير نوديت كما نوديت الجبال، فتكون منصوبةً من أجل أنّها معطوفةٌ على مرفوعٍ، بما لا يحسن إعادة رافعه عليه، فيكون كالمصروف عن جهته، والآخر: على ضميرٍ متروكٍ استغني بدلالة الكلام عليه، فيكون معنى الكلام: فقلنا: يا جبال أوّبي معه، وسخّرنا له الطّير وإن رفع ردًّا على ما في قوله سبّحي من ذكر الجبال كان جائزًا وقد يجوز رفع الطّير وهو معطوفٌ على الجبال، وإن لم يحسن نداؤها بالّذي نوديت به الجبال، فيكون ذلك كما قال الشّاعر:
ألا يا عمرو والضّحّاك سيرا = فقد جاوزتما خمر الطّريق
وقوله: {وألنّا له الحديد} ذكر أنّ الحديد كان في يده كالطّين المبلول يصرفه في يده كيف يشاء بغير إدخال نارٍ، ولا ضربٍ بحديد.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {وألنّا له الحديد} سخّر اللّه له الحديد بغير نارٍ.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا ابن عثمة، قال: حدّثنا سعيد بن بشيرٍ، عن قتادة، في قوله: {وألنّا له الحديد} كان يسوّيها بيده، ولا يدخلها نارًا، ولا يضربها بحديدةٍ). [جامع البيان: 19/219-222]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيمنا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد يا جبال أوبي معه يقول سبحي معه). [تفسير مجاهد: 523]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: ولقد آتينا داود منا فضلا يا جبال أوبي معه والطير وألنا له الحديد * أن اعمل سابغات وقدر في السرد واعملوا صالحا إني بما تعملون بصير.
أخرج ابن أبي شيبه في المصنف، وابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {أوبي معه} قال: سبحي معه). [الدر المنثور: 12/166]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن أبي ميسرة رضي الله عنه {أوبي معه} قال: سبحي معه بلسان الحبشة). [الدر المنثور: 12/166]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وعبد بن حميد، وابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه {أوبي معه} قال: سبحي.
وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة وأبي عبد الرحمن مثله). [الدر المنثور: 12/166-167]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله {يا جبال أوبي معه والطير} أيضا يعني يسبح معه الطير). [الدر المنثور: 12/167]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن وهب رضي الله عنه قال: أمر الله الجبال والطير أن تسبح مع داود عليه السلام اذا سبح). [الدر المنثور: 12/167]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن وهب رضي الله عنه قال: أمر الله الجبال والطير أن تسبح مع داود عليه السلام اذا سبح). [الدر المنثور: 12/167]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه انه قرأ (الطير) بالنصب بجملة قال: سخرنا له الطير). [الدر المنثور: 12/167-168]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {وألنا له الحديد} قال: كالعجين). [الدر المنثور: 12/168]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنهما في قوله {وألنا له الحديد} قال: لين الله له الحديد فكان يسرده حلقا بيده يعمل به كما يعمل بالطين من غير ان يدخله النار ولا يضربه بمطرقة وكان داود عليه السلام أول من صنعها وانما كانت قبل ذلك صفائح من حديد يتحصنون بها من عدوهم). [الدر المنثور: 12/168]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه في قوله {وألنا له الحديد} فيصير في يده مثل العجين فيصنع منه الدروع). [الدر المنثور: 12/168]

تفسير قوله تعالى: (أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (11) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله وقدر في السرد قال السرد المسامير التي في حلق الدرع). [تفسير عبد الرزاق: 2/127]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا ابن مجاهد عن أبيه عن ابن عباس في قوله تعالى وقدر في السرد قال لا تدق في المسامير وتوسع الحلقة فتسلس ولا تغلظ المسامير وتضيق الحلقة فتنفصم واجعله قدرا). [تفسير عبد الرزاق: 2/127]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (السّابغات: الدّروع). [صحيح البخاري: 6/121]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله السّابغات الدّروع قال أبو عبيدة في قوله أن أعمل سابغات أي دروعًا واسعةً طويلةً). [فتح الباري: 8/537]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (السّابغات الدّروع
أشار به إلى قوله تعالى: {وألنّا له الحديد (10) أن اعمل سابغات} (سبإ: 11) وفسرها (بالدروع) ، وكذا فسره أبو عبيدة، وزادوا: واسعة طويلة.
وفي التّفسير: دروعا كوامل واسعات وأن داود، عليه الصّلاة والسّلام، أول من عملها). [عمدة القاري: 19/129-130]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (السابغات) في قوله تعالى: {أن اعمل سابغات} [سبأ: 11] هي (الدروع) الكوامل واسعات طوالًا تسحب في الأرض. ذكر الصفة ويعلم منها الموصوف). [إرشاد الساري: 7/309]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {أن اعمل سابغاتٍ} يقول: وعهدنا إليه أن اعمل سابغاتٍ، وهي التّوام الكوامل من الدّروع.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك، قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {أن اعمل سابغاتٍ}: دروعٌ، وكان أوّل من صنعها داود، إنّما كان قبل ذلك صفائح.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {أن اعمل سابغاتٍ} قال: السّابغات: دروع الحديد.
وقوله: {وقدّر في السّرد} اختلف أهل التّأويل في السّرد، فقال بعضهم: السّرد: هو مسمار حلق الدّرع.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {وقدّر في السّرد} قال: كان يجعلها بغير نارٍ، ولا يقرعها بحديدٍ، ثمّ يسردها والسّرد: المسامير الّتي في الحلق.
وقال آخرون: هو الحلق بعينها.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {وقدّر في السّرد} قال: السّرد: حلقةٌ؛ أي قدّر تلك الحلق قال: وقال الشّاعر:
أجاد المسدّي سردها وأذالها
قال: يقول: وسّعها، وأجاد حلقها.
- حدّثني عليٍّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {وقدّر في السّرد} يقول: حلق الحديد.
وقال بعض أهل العلم بكلام العرب: يقال درعٌ مسرودةٌ: إذا كانت مسمورة الحلق؛ واستشهد لقيله ذلك بقول الشّاعر:
وعليهما مسرودتان قضاهما = داود أو صنع السّوابغ تبّع
وقيل: إنّما قال اللّه لداود: {وقدّر في السّرد} لأنّها كانت قبل صفائح.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا نصر بن عليٍّ، قال: حدّثنا أبي، قال، حدّثنا خالد بن قيسٍ، عن قتادة {وقدّر في السّرد} قال: كانت صفائح، فأمر أن يسردها حلقًا.
وعنى بقوله {وقدّر في السّرد} وقدّر المسامير في حلق الدّروع حتّى يكون بمقدارٍ لا تغلظ المسمار، وتضيق الحلقة، فتفصم الحلقة، ولا توسّع الحلقة، وتصغّر المسامير وتدقّها، فيسلس في الحلقة.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ {وقدّر في السّرد} يعني بالسّرد: ثقب الدّروع فيسدّ قتيرها، وعنى بقوله: {وقدّر في السّرد} قدّر المسامير.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {وقدّر في السّرد} قال: قدّر المسامير والحلق، لا تدقّ المسامير فتسلس، ولا تجلها.
قال محمّد بن عمرٍو: فتفصم، وقال الحارث: فتفصم.
- حدّثني عليّ بن سهلٍ، قال: حدّثنا حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {وقدّر في السّرد} قال: لا تصغّر المسمار، وتعظّم الحلقة فتسلس، ولا تعظّم المسمار وتصغّر الحلقة فتفصم الحلقة.
- حدّثني يعقوب، قال: حدّثنا ابن عيينة، قال: حدّثنا أبي، عن الحكم، في قوله: {وقدّر في السّرد} قال: لا تغلظ المسمار فيفصم الحلقة، ولا تدقّه فيفلق.
وقوله: {واعملوا صالحًا} يقول تعالى ذكره: واعمل يا داود أنت وآلك بطاعة اللّه {إنّي بما تعملون بصيرٌ} يقول جلّ ثناؤه: إنّي بما تعمل أنت وأتباعك ذو بصرٍ لا يخفى عليّ منه شيءٌ، وأنا مجازيك وإيّاهم على جميع ذلك). [جامع البيان: 19/222-226]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيمنا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد وقدر في السرد يقول قدر المسمار والحلق لا تدق المسامير فتسلسل ولا تجلها فتفصم). [تفسير مجاهد: 523]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حدّثني أبو بكرٍ محمّد بن أحمد بن بالويه، ثنا إسحاق بن الحسن بن ميمونٍ، ثنا عفّان، ثنا حمّاد بن سلمة، أنبأ ثابتٌ، عن أنسٍ رضي اللّه عنه، عند قوله عزّ وجلّ: {وألنّا له الحديد (10) أن اعمل سابغاتٍ} [سبأ: 11] قال أنسٌ: " إنّ لقمان كان عند داود وهو يسرد الدّرع فجعل يفتله هكذا بيده فجعل لقمان يتعجّب ويريد أن يسأله ويمنعه حكمته أن يسأله، فلمّا فرغ منها صبّها على نفسه فقال: نعم درع الحرب هذه، فقال لقمان: الصّمت من الحكمة، وقليلٌ فاعله كنت أردت أن أسألك فسكتّ حتّى كفيتني «صحيحٌ على شرط مسلمٍ ولم يخرجاه»). [المستدرك: 2/458]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حدّثنا أبو محمّدٍ المزنيّ، أنبأ أحمد بن نجدة القرشيّ، ثنا سعيد بن منصورٍ، ثنا عبد الرّزّاق، أخبرني عبد الوهّاب بن مجاهدٍ، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، في قوله عزّ وجلّ: {وقدّر في السّرد} [سبأ: 11] قال: «لا تدقّ المسامير وتوسّع فتسلس، ولا تغلظ المسامير وتضيّق الحلق فتنفصم واجعله قدرًا» هذا حرفٌ غريبٌ في التّفسير وعبد الوهّاب ممّن لم يخرجاه "). [المستدرك: 2/459]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم من طرق عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {وقدر في السرد} قال: حلق الحديد). [الدر المنثور: 12/169]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {وقدر في السرد} قال: السرد المسامير التي في الحلق). [الدر المنثور: 12/169]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق والحاكم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {وقدر في السرد} قال: لا تدق المسامير، وتوسع الحلق فتسلسل ولا تغلظ المسامير وتضيق الحلق فتنقصم واجعله قدرا). [الدر المنثور: 12/169]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وعبد بن حميد، وابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه {وقدر في السرد} قال: قدر المسامير والحلق لا تدق المسمار فيسلسل ولا تحلها فينقصم). [الدر المنثور: 12/169]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول، وابن أبي حاتم عن ابن شوذب رضي الله عنه قال: كان داود عليه السلام يرفع في كل يوم درعا فيبيعها بستة آلاف درهم، ألفين له ولأهله وأربعة آلاف يطعم بها بني اسرائيل الخبز الحواري). [الدر المنثور: 12/169-170]

تفسير قوله تعالى: (وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ (12) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن الحسن في قوله تعالى غدوها شهر ورواحها شهر قال يغدو من دمشق فيقيل باصطخر ويروح من اصطخر فيبيت بكابل وما بين اصطخر ودمشق مسيرة شهر للمسرع ومن اصطخر إلى كابل مسيرة شهر للمسرع). [تفسير عبد الرزاق: 2/127]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى وأسلنا له عين القطر قال أسال الله له عينا من نحاس). [تفسير عبد الرزاق: 2/127]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا يوسف بن عديٍّ، قال: ثنا رشدين بن سعدٍ، عن يونس بن يزيد، عن عطاءٍ الخراساني في قوله: {عين القطر} قال: عين الصّفر). [جزء تفسير عطاء الخراساني: 89]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ولسليمان الرّيح غدوّها شهرٌ ورواحها شهرٌ وأسلنا له عين القطر ومن الجنّ من يعمل بين يديه بإذن ربّه ومن يزغ منهم عن أمرنا نذقه من عذاب السّعير}.
قال أبو جعفرٍ رحمه اللّه: اختلفت القرّاء في قراءة قوله: {ولسليمان الرّيح} فقرأته عامّة قرّاء الأمصار {ولسليمان الرّيح} بنصب (الرّيح)، بمعنى: ولقد آتينا داود منّا فضلاً، وسخّرنا لسليمان الرّيح وقرأ ذلك عاصمٌ: (ولسليمان الرّيح) رفعًا بحرف الصّفة، إذ لم يظهر النّاصب.
والصّواب من القراءة في ذلك عندنا النّصب لإجماع الحجّة من القرّاء عليه
وقوله: {غدوّها شهرٌ} يقول تعالى ذكره: وسخّرنا لسليمان الرّيح، غدوّها إلى انتصاف النّهار مسيرة شهرٍ، ورواحها من انتصاف النّهار إلى اللّيل مسيرة شهرٍ.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {ولسليمان الرّيح غدوّها شهرٌ ورواحها شهرٌ} قال: تغدو مسيرة شهرٍ، وتروح مسيرة شهرٍ، قال: مسيرة شهرين في يومٍ.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق، عن بعض أهل العلم، عن وهب بن منبّهٍ: {ولسليمان الرّيح غدوّها شهرٌ ورواحها شهرٌ} قال: ذكر لي أنّ منزلاً بناحية دجلة مكتوبٌ فيه كتابٌ كتبه بعض صحابة سليمان، إمّا من الجنّ، وإمّا من الإنس: نحن نزلناه وما بنيناه، ومبنيًّا وجدناه، غدونا من إصطخر فقلناه، ونحن رائحون منه إن شاء اللّه فبائتون بالشّام.
- حدّثنا يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {ولسليمان الرّيح غدوّها شهرٌ ورواحها شهرٌ} قال: كان له مركبٌ من خشبٍ، وكان فيه ألف ركنٍ، في كلّ ركنٍ ألف بيتٍ تركب فيه الجنّ والإنس، تحت كلّ ركنٍ ألف شيطان، يرفعون ذلك المركب هم والعصار؛ فإذا ارتفع أتت الرّيح رخاءً، فسارت به، وساروا معه، يقيل عند قومٍ بينه وبينهم شهرٌ، ويمسي عند قومٍ بينه وبينهم شهرٌ، ولا يدري القوم إلاّ وقد أظلّهم معه الجيوش والجنود، والعصًار: الريح العاصفة.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا أبو عامرٍ، قال: حدّثنا قرّة، عن الحسن، في قوله {غدوّها شهرٌ ورواحها شهرٌ} قال: كان يغدو فيقيل في إصطخر، ثمّ يروح منها، فيكون رواحها بكابل.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا حمّادٌ، قال: حدّثنا قرّة، عن الحسن بمثله.
وقوله: {وأسلنا له عين القطر} يقول: وأذبنا له عين النّحّاس، وأجريناها له.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {وأسلنا له عين القطر} عين النّحّاس، كانت بأرض اليمن، وإنّما ينتفع اليوم بما أخرج اللّه لسليمان.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {وأسلنا له عين القطر} قال: الصّفر سال كما يسيل الماء، يعمل به كما كان يعمل العجين في اللّبن.
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {وأسلنا له عين القطر} يقول: النّحّاس.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله {وأسلنا له عين القطر} يعني: عين النّحّاس أسيلت.
وقوله: {ومن الجنّ من يعمل بين يديه بإذن ربّه} يقول تعالى ذكره: ومن الجنّ من يطيعه، ويأتمر بأمره، وينتهي لنهيه، فيعمل بين يديه ما يأمره طاعةً له {بإذن ربّه} يقول: بأمر اللّه بذلك، وتسخيره إيّاه له {ومن يزغ منهم عن أمرنا} يقول: ومن يزل ويعدل من الجنّ عن أمرنا الّذي أمرناه من طاعة سليمان {نذقه من عذاب السّعير} في الآخرة، وذلك عذاب نار جهنّم الموقدة.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {ومن يزغ منهم عن أمرنا} أي يعدل منهم عن أمرنا عمّا أمره به سليمان {نذقه من عذاب السّعير} ). [جامع البيان: 19/226-229]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حدّثني أبو عمرٍو إسماعيل بن نجيدٍ السّلميّ، ثنا محمّد بن أيّوب، أنبأ أبو غسّان محمّد بن عمرٍو الطّيالسيّ، ثنا جريرٌ، عن عطاء بن السّائب، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، قال: " مات سليمان بن داود عليهما السّلام وهو قائمٌ يصلّي ولم تعلم الشّياطين بذلك حتّى أكلت الأرضة عصاه فخرّ، وكان إذا نبتت شجرةٌ سألها لأيّ داءٍ أنت؟ قال: فتخبره كما أخبر اللّه عزّ وجلّ {ولسليمان الرّيح غدوّها شهرٌ ورواحها شهرٌ وأسلنا له عين القطر} [سبأ: 12] الآيات كلّها، فلمّا نبتت الخرنوب سألها لأيّ شيءٍ نبتّ؟ فقالت لخراب هذا المسجد. فقال: إنّ خراب هذا المسجد لا يكون إلّا عند موتي، فقام يصلّي «هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرجاه»). [المستدرك: 2/459]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: ولسليمان الريح غدوها شهر ورواحها شهر وأسلنا له عين القطر ومن الجن من يعمل بين يديه بإذن ربه ومن يزغ منهم عن أمرنا نذقه من عذاب السعير.
أخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن عاصم رضي الله عنه انه قرأ (ولسليمان الريح) رفع الحاء). [الدر المنثور: 12/170]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه في قوله {ولسليمان الريح غدوها شهر ورواحها شهر} قال: تغدو مسيرة شهر وتروح مسيرة شهر في يوم). [الدر المنثور: 12/170]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد رضي الله عنه قال: الريح مسيرها شهران في يوم). [الدر المنثور: 12/170]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن أبي شيبه، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه قال: ان سليمان عليه السلام لما شغلته الخيل فاتته صلاة العصر غضب لله فعقر الخيل فأبدله الله مكانها خيرا منها وأسرع الريح تجري بأمره كيف شاء فكان غدوها شهرا ورواحها شهرا وكان يغدو من ايليا فيقيل بقريرا ويروح من قريرا فيبيت بكابل). [الدر المنثور: 12/170-171]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الخطيب في رواية مالك عن سعيد بن المسيب رضي الله عنه قال: كان سليمان عليه السلام يركب الريح من اصطخر فيتغدى ببيت المقدس ثم يعود فيتعشى باصطخر). [الدر المنثور: 12/171]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد في الزهد عن الحسن رضي الله عنه في قوله {غدوها شهر ورواحها شهر} قال: كان سليمان عليه السلام يغدو من بيت المقدس فيقيل باصطخر ثم يروح من اصطخر فيقيل بقلعة خراسان). [الدر المنثور: 12/171]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبه، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {وأسلنا له عين القطر} قال: النحاس). [الدر المنثور: 12/171]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطستي عن ابن عباس رضي الله عنهما ان نافع بن الازرق قال له: أخبرني عن قوله {وأسلنا له عين القطر} قال: أعطاه الله عينا من صفر تسيل كما يسيل الماء قال: وهل تعرف العرف ذلك قال: نعم، أما سمعت قول الشاعر:
فالقى في مراجل من حديد * قدور القطر ليس من البرام). [الدر المنثور: 12/171-172]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه {وأسلنا له عين القطر} قال: عين النحاس كانت باليمنوان ما يصنع الناس اليوم مما أخرج الله لسليمان عليه السلام). [الدر المنثور: 12/172]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن عكرمة رضي الله عنه في قوله {وأسلنا له عين القطر} قال: أسال الله تعالى له القطر ثلاثة أيام يسيل كما يسيل الماء قيل: إلى أين قال: لا أدري). [الدر المنثور: 12/172]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه قال: سيلت له عين من نحاس ثلاثة أيام). [الدر المنثور: 12/172]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر من طريق ابن جريج عن ابن عباس رضي الله عنهما قال {القطر} النحاس، لم يقدر عليها أحد بعد سليمان عليه السلام وإنما يعمل الناس بعد فيما كان أعطى سليمان). [الدر المنثور: 12/172]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد رضي الله عنه {عين القطر} قال: الصفر). [الدر المنثور: 12/172]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه قال: ليس كل الجن صخر له كما تسمعون {ومن الجن من يعمل بين يديه بإذن ربه ومن يزغ منهم عن أمرنا} قال: يعدل عما يأمره سليمان عليه السلام). [الدر المنثور: 12/172-173]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن أبي حاتم عن مجاهد {ومن يزغ منهم عن أمرنا} قال: من الجن). [الدر المنثور: 12/173]

تفسير قوله تعالى: (يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آَلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ (13) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وأخبرني حيوة بن شريح، عن زهرة بن معبد أنّه سمع أبا عبد الرّحمن الحبليّ يقول: {اعملوا آل داود شكرًا}، فالصلاة شكرٌ، والصيام شكرٌ، وكل خيرٍ يعمل لله شكرٌ؛ وأفضل الشكر الحمد). [الجامع في علوم القرآن: 1/142]
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (حدّثني عبد اللّه بن سعد بن أبي الصعبة عن عبد الجليل بن حميد حدثه أنه سمع ابن شهاب يقول في قول الله: {اعملوا آل داود شكرا وقليلٌ من عبادي الشكور}، قال: قولوا الحمد لله). [الجامع في علوم القرآن: 2/90]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى من محاريب قال قصور ومساجد وجفان كالجواب قال كالحياض وقدور راسيات قال ثابتات). [تفسير عبد الرزاق: 2/127]
قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا عفّان، قال: حدّثنا جعفر بن سليمان الضّبعيّ، عن ثابتٍ البنانيّ، قال: بلغنا، أنّ داود النّبيّ صلى الله عليه وسلم كان جزّأ الصّلاة على بيوته: على نسائه وولده، فلم تكن تأتي ساعةٌ من اللّيل والنّهار إلاّ وإنسانٌ من آل داود قائمٌ يصلّي، فعمّتهنّ هذه الآية: {اعملوا آل داود شكرًا وقليلٌ من عبادي الشّكور}). [مصنف ابن أبي شيبة: 19/39]

قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (وقال ابن عبّاسٍ: {كالجواب} [سبأ: 13] : " كالجوبة من الأرض). [صحيح البخاري: 6/121]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله وقال بن عبّاس كالجوابي كالجوبة من الأرض تقدّم هذا في أحاديث الأنبياء قيل الجوابي في اللّغة جمع جابيةٍ وهو الحوض الّذي يجبى فيه الشّيء أي يجمع وأمّا الجوبة من الأرض فهي الموضع المطمئن فلا يستقيم تفسير الجوابي بها وأجيب باحتمال أن يكون فسّر الجابية بالجوبة ولم يرد أنّ اشتقاقهما واحدٌ). [فتح الباري: 8/537]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قوله فيه
وقال مجاهد {نجازي} نعاقب {أعظكم بواحدة} بطاعة الله {مثنى وفرادى} واحد واثنين {التناوش} الرّد من الآخرة إلى الدّنيا وبين ما يشتهون من مال أو ولد أو زهرة {بأشياعهم} بأمثالهم وقال ابن عبّاس كالجوابي وكالجوبة من الأرض الخمط الأراك والأثل الطرفاء والعرم الشّديد
أما قول مجاهد فقال الفريابيّ ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قوله 17 سبأ {وهل نجازي إلّا الكفور} قال هل نعاقب
وفي قوله 46 سبأ {إنّما أعظكم بواحدة} قال بطاعة الله
وفي قوله 46 سبأ {أن تقوموا لله مثنى وفرادى} قال اثنين وواحد
وبه في قوله 52 سبأ {وأنى لهم التناوش من مكان بعيد} قال الرّد من مكان بعيد قال من الآخرة إلى الدّنيا
وفي قوله 54 سبأ {وحيل بينهم وبين ما يشتهون} قال من مال أو ولد كما فعل بأشياعهم من قبل قال الكفّار من قبلهم
وأما قول ابن عبّاس فتقدم ذكر الجوبة في أحاديث الأنبياء). [تغليق التعليق: 4/288-289] (م)
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (وقال ابن عبّاسٍ: كالجواب: كالجوبة من الأرض
أي: قال ابن عبّاس في قوله: {وجفان كالجواب} (سبأ: 13) وفسرها بقوله: (كالجوبة من الأرض) وأسند هذا التّعليق ابن أبي حاتم عن أبيه عن أبي صالح عن معاوية عن عليّ بن أبي طلحة عن ابن عبّاس، وقال مجاهد: الجواب حياض الإبل، وأصله في اللّغة من الجابية وهي الحوض الّذي يجيء فيه الشّيء أي يجمع، ويقال: إنّه كان يجتمع على كل جفنة واحدة ألف رجل، والجفان جمع جفنة وهي القصعة، والجواب جمع جابية كما مر). [عمدة القاري: 19/130]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (وقال ابن عباس): مما تقدم في أحاديث الأنبياء (كالجواب) بغير تحتية ولأبي ذر كالجوابي بإثباتها أي (كالجوبة من الأرض) بفتح الجيم وسكون الواو أي الموضع المطمئن منها هذا لا يستقيم لأن الجوابي جمع جابية كضاربة وضوارب فعينه موحدة فهو مخالف للجوبة من حيث إن عينه واو فلم يرد أن اشتقاقهما واحد والجابية الحوض العظيم سميت بذلك لأنه يجبى إليها الماء أي يجتمع قيل كان يقعد على الجفنة الواحدة ألف رجل يأكلون منها). [إرشاد الساري: 7/309-310]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ( {راسياتٌ} [سبأ: 13] : «ثابتاتٌ»). [صحيح البخاري: 6/74] (م)
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( (الراسيات ثابتات) ذكر هذا استطرادًا لذكر مرساها لأنّه ليس في سورة هود وقال أبو عبيدة في قوله تعالى {وقدور راسيات} أي ثابتات عظام). [عمدة القاري: 18/293]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا يوسف بن عديٍّ، قال: ثنا رشدين بن سعدٍ، عن يونس بن يزيد، عن عطاءٍ الخراساني في قوله جل وعلا: {جفانٍ كالجواب} قال: الجفان العظام). [جزء تفسير عطاء الخراساني: 89]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفانٍ كالجواب وقدورٍ راسياتٍ اعملوا آل داود شكرًا وقليلٌ من عبادي الشّكور}.
قال أبو جعفرٍ رحمه اللّه: يعني تعالى ذكره: يعمل الجنّ لسليمان ما يشاء من محاريب، وهي جمع محرابٍ، والمحراب: مقدّم كلّ مسجدٍ وبيتٍ ومصلّى، ومنه قول عديّ بن زيدٍ:
كدمى العاج في المحاريب أو كالـ = بيض في الرّوض زهره مستنير
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {ما يشاء من محاريب} قال: بنيانٌ دون القصور.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {يعملون له ما يشاء من محاريب} وقصورٍ ومساجد.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {يعملون له ما يشاء من محاريب} قال: المحاريب: المساكن وقرأ قول اللّه: {فنادته الملائكة وهو قائمٌ يصلّي في المحراب}.
- حدّثني عمرو بن عبد الحميد الآمليّ، قال: حدّثنا مروان بن معاوية، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك: {يعملون له ما يشاء من محاريب} قال: المحاريب: المساجد.
وقوله: {وتماثيل} يعني أنّهم يعملون له تماثيل من نحاسٍ وزجاجٍ.
- كما حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، {وتماثيل} قال: من نحاسٍ.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {وتماثيل} قال: من زجاجٍ وشبه.
- حدّثنا عمرو بن عبد الحميد، قال: حدّثنا مروان، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك، في قول اللّه {وتماثيل} قال: الصور.
وقوله: {وجفانٍ كالجواب} يقول: وينحتون له ما يشاء من جفانٍ كالجواب؛ وهي جمع جابيةٍ، والجابية: الحوض الّذي يجبى فيه الماء، كما قال الأعشى ميمون بن قيسٍ:
تروح على آل المحلّق جفنةٌ = كجابية السّيح العراقيّ تفهق
وكما قال الآخر:
فصبّحت جابيةً صهارجًا = كأنّه جلد السّماء خارجا
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {وجفانٍ كالجواب} يقول: كالجوبة من الأرض.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: ثنّى أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله {وجفانٍ كالجواب} يعني بالجواب: الحياض.
- وحدّثني يعقوب، قال: حدّثنا ابن عليّة، عن أبي رجاءٍ، عن الحسن {وجفانٍ كالجواب} قال: كالحياض.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {وجفانٍ كالجواب} قال: حياض الإبل.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة: {وجفانٍ كالجواب} أي: كالحياض.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {وجفانٍ كالجواب} قال: جفانٌ كجوبة الأرض من العظم، والجوبة من الأرض: يستنقع فيها الماء.
- حدّثت عن الحسين بن الفرج، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: أخبرنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {وجفانٍ كالجواب} كالحياض.
- حدّثنا عمرٌو بن عبد الحميد، قال: حدّثنا مروان بن معاوية، قال: حدّثنا جويبرٌ، عن الضّحّاك: وجفانٍ كالجواب قال: كحياض الإبل من العظم.
وقوله: {وقدورٍ راسياتٍ} يقول: وقدورٍ ثابتاتٍ لا يحرّكن عن أماكنهنّ، ولا يحوّلن لعظمهنّ.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {وقدورٍ راسياتٍ} قال: عظامٌ.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {وقدورٍ راسياتٍ} أي: ثابتاتٍ لا يزلن عن أماكنهنّ، كنّ يرين بأرض اليمن.
- حدّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: أخبرنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك يقول في قوله: {وقدورٍ راسياتٍ} قدورٍ عظامٍ ثابتاتٍ في الأرض لا يزلن عن أمكنتهنّ.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {وقدورٍ راسياتٍ} قال: مثال الجبال من عظمها، يعمل فيها الطّعام من الكبر والعظم، لا تحرّك، ولا تنقل، كما قال للجبال: راسياتٍ.
وقوله: {اعملوا آل داود شكرًا} يقول تعالى ذكره: وقلنا لهم اعملوا بطاعة اللّه يا آل داود شكرًا له على ما أنعم عليكم من النّعم الّتي خصّكم بها عن سائر خلقه مع الشّكر له على سائر نعمه الّتي عمّكم بها مع سائر خلقه؛ وترك ذكر (وقلنا لهم) اكتفاءً بدلالة الكلام عليه، كما ترك ذكر: (وسخّرنا) في قوله: {ولسليمان الرّيح} استغناءً بدلالة ما ذكر من الكلام على ما ترك منه، وأخرج قوله: {شكرًا} مصدرًا من قوله {اعملوا آل داود} لأنّ معنى قوله {اعملوا} اشكروا ربّكم بطاعتكم إيّاه، وأنّ العمل بالّذي رضي اللّه، للّه شكرٌ.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك، قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا يحيى بن واضحٍ، قال: حدّثنا موسى بن عبيدة، عن محمّد بن كعبٍ، قوله: {اعملوا آل داود شكرًا} قال: الشّكر: تقوى اللّه، والعمل بطاعته.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: أخبرني حيوة، عن زهرة بن معبدٍ، أنّه سمع أبا عبد الرّحمن الحبليّ، يقول: {اعملوا آل داود شكرًا}: الصّلاة شكرٌ، والصيام شكرٌ، وكلّ خيرٍ تعمله للّه شكرٌ، وأفضل الشّكر الحمد.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله {اعملوا آل داود شكرًا} قال: فيما أعطاكم وعلّمكم وسخّر لكم ما لم يسخّر لغيركم، وعلّمكم منطق الطّير، اشكروا له يا آل داود، قال: الحمد طرفٌ من الشّكر.
وقوله: {وقليلٌ من عبادي الشّكور} يقول تعالى ذكره: وقليلٌ من عبادي المخلصو توحيدي، والمفردو طاعتي وشكري على نعمتي عليهم.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {وقليلٌ من عبادي الشّكور} يقول: قليلٌ من عبادي الموحّدون توحيدهم). [جامع البيان: 19/230-236]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيمنا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد يعملون له ما يشاء من محاريب قال المحاريب بنيان دون القصور والتماثيل من النحاس وجفان كالجواب يعني كحياض الإبل وقدور راسيات يعني العظام). [تفسير مجاهد: 524]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان كالجواب وقدور راسيات اعملوا آل داود شكرا وقليل من عبادي الشكور.
أخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله {يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل} قال: من شبه ورخام). [الدر المنثور: 12/173]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {من محاريب} قال: بنيان دون القصور {وتماثيل} قال: من نحاس {وجفان} قال: صحاف كالجوابي قال: الجفنة مثل الجوبة من الأرض {وقدور راسيات} قال: عظام). [الدر المنثور: 12/173]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن عطية رضي الله عنه في الآية قال المحاريب القصور، والتماثيل الصور {وجفان كالجواب} قال: كالجوبة من الأرض). [الدر المنثور: 12/173]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله {من محاريب} قال: قصور ومساجد {وتماثيل} قال: من رخام وشبه {وجفان كالجواب} كالحياض {وقدور راسيات} قال: ثابتات لا يزلن عن مكانهن كن يرين بأرض اليمن). [الدر المنثور: 12/174]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {وتماثيل} قال: اتخذ سليمان عليه السلام تماثيل من نحاس فقال: يا رب انفخ فيها الروح فانها أقوى على الخدمة فنفخ الله فيها الروح فكانت تخدمه وكان اسفيديار من بقاياهم فقيل لداود عليه السلام {اعملوا آل داود شكرا وقليل من عبادي الشكور} ). [الدر المنثور: 12/174]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي شيبه، وابن المنذر عن الضحاك رضي الله عنه في قوله {من محاريب} قال: المساجد {وتماثيل} قال: الصور {وجفان كالجواب} قال: كحياض الإبل العظام {وقدور راسيات} قال: قدرو عظام كانوا ينحتونها من الجبال). [الدر المنثور: 12/174]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {وجفان كالجواب} قال: كالجوبة من الأرض {وقدور راسيات} قال: أثافيها منها). [الدر المنثور: 12/175]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطستي عن ابن عباس رضي الله عنهما ان نافع بن الأزرق قال له: أخبرني عن قوله {وجفان كالجواب} قال: كالحياض الواسعة تسع الجفنة الجزور قال: وهل تعرف العرب ذلك قال: نعم، أما سمعت طرفة بن العبد وهو يقول:
كالجوابي لا هي مترعة * لقرى الأضياف أو للمحتضر
وقال أيضا:
يجبر المجروب فينا ماله * بقباب وجفان وخدم). [الدر المنثور: 12/175]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضي الله عنه {وجفان كالجواب} قال: كالحياض {وقدور راسيات} قال: القدور العظام التي لا تحول من مكانها). [الدر المنثور: 12/175-176]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وعبد بن حميد عن سعيد بن جبير رضي الله عنه {وقدور راسيات} قال: عظام تفرغ افراغا). [الدر المنثور: 12/176]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {اعملوا آل داود شكرا} قال: إعملوا شكرا لله على ما أنعم به عليكم). [الدر المنثور: 12/176]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البيهقي في شعب الايمان عن ابن شهاب في قوله {اعملوا آل داود شكرا} قال: قولوا الحمد لله). [الدر المنثور: 12/176]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبه وأحمد في الزهد، وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الايمان عن ثابت البناني رضي الله عنه قال: بلغنا ان داود عليه السلام جزأ الصلاة على بيوته على نسائه وولده فلم تكن تأتي ساعة من الليل والنهار إلا وانسان قائم من آل داود يصلي فعمتهم هذه الآية {اعملوا آل داود شكرا وقليل من عبادي الشكور} ). [الدر المنثور: 12/176]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه قال: قال داود لسليمان عليهما السلام: قد ذكر الله الشكر فاكفني قيام النهار أكفك قيام الليل، قال: لا أستطيع قال: فاكفني صلاة النهار، فكفاه). [الدر المنثور: 12/176]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن محمد بن كعب القرظي رضي الله عنه قال: الشكر تقوى الله والعمل بطاعته). [الدر المنثور: 12/177]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن الفضيل رضي الله عنه قال: قال داود عليه السلام: يا رب كيف أشكرك والشكر نعمة منك قال: الآن شكرتني حين علمت أن النعم مني). [الدر المنثور: 12/177]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد بن حنبل في الزهد، وابن المنذر والبيهقي في شعب الايمان عن المغيرة بن عتبة قال: قال داود عليه السلام: يا رب هل بات أحد من خلقك الليلة أطول ذكرا لك مني فأوحى الله اليه: نعم، الضفدع وأنزل الله تعالى على داود عليه السلام: يا رب كيف أطيق شكرك وأنت الذي تنعم علي ثم ترزقني على النعمة الشكر، فالنعمة منك والشكر منك فكيف أطيق شكرك قال: يا داود الآن عرفتني حق معرفتي). [الدر المنثور: 12/177]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد في الزهد، وابن أبي حاتم في كتاب الشكر والبيهقي في شعب الايمان عن أبي الجلد رضي الله عنه قال: قرأت في مساءلة داود عليه السلام انه قال: اي رب كيف لي أن أشكرك وأنا لا أصل إلى شكرك إلا بنعمتك قال: فأتاه الوحي: ان يا داود أليس تعلم ان الذي بك من النعم مني قال: بلى يا رب . قال: فإني أرضى بذلك منك شكرا). [الدر المنثور: 12/177-178]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد عن الحسن قال: قال داود عليه السلام: الهي لو أن لكل شعرة مني لسانين يسبحانك الليل والنهار والدهر كله ما قضيت حق نعمة واحدة من نعمك علي). [الدر المنثور: 12/178]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن السدي رضي الله عنه في قوله {اعملوا آل داود شكرا} قال: لم ينفك منهم مصل). [الدر المنثور: 12/178]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي في شعب الايمان عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: لما قيل لهم {اعملوا آل داود شكرا} لم يأت على القوم ساعة إلا ومنهم يصلي). [الدر المنثور: 12/178]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن عطاء بن يسار رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يخطب الناس على المنبر وقرأ هذه الآية {اعملوا آل داود شكرا} قال: ثلاث من أوتيهن فقد أوتي ما أوتي آل داود قيل: وما هن يا رسول الله قال: العدل في الغضب والرضا والقصد في الفقر والغنى وذكر الله في السر والعلانية، وأخرجه ابن مردويه من طريق عطاء بن يسار عن حفصة رضي الله عنها مرفوعا به وأخرجه الحكيم الترمذي من طريق عطاء بن يسار عن أبي هريرة رضي الله عنه.
مرفوعا به، وأخرجه ابن النجار في تاريخه من طريق عطاء بن يسار عن أبي ذر رضي الله عنه، مرفوعا به، وقال خشية الله في السر والعلانية والله أعلم). [الدر المنثور: 12/178-179]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {وقليل من عبادي الشكور} يقول: قليل من عبادي الموحدين توحيدهم). [الدر المنثور: 12/179]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبه، وعبد بن حميد، وابن المنذر عن إبراهيم التيمي رضي الله عنه قال: قال رجل عند عمر رضي الله عنه: اللهم اجعلني من القليل، فقال عمر رضي الله عنه: ما هذا الدعاء الذي تدعو به قال: اني سمعت الله يقول {وقليل من عبادي الشكور} فأنا أدعوا الله أن يجعلني من ذلك القليل فقال عمر رضي الله عنه: كل الناس أعلم من عمر). [الدر المنثور: 12/179]

تفسير قوله تعالى: (فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ (14) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن قتادة في قوله تأكل منسأته قال هي العصا). [تفسير عبد الرزاق: 2/128]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (معمر عن أيوب عن عكرمة أنها كانت تنبت في مسجد سليمان بن داود كل يوم شجرة فيسألها لأي شيء تصلحين فتقول لكذا وكذا فيأخذ بها لذلك قال فنبتت يوما في مسجده شجرة فقال ما أنت قالت أنا الخروبة قال ما أراك تنبت إلا على خراب بيت المقدس وما كان الله ليخربه وأنا حي ثم لبس ثيابه وسأل الله أن يعمي موته على الجن حولا فاعتمد على عصاه فقبض وهو كذلك فأكلت دابة الأرض وهي الأرضة عصاه بعد حول فخر فـ{تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين} قال وفي بعض الحروف (تبينت الإنس أن لو كان الجن يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين)). [تفسير عبد الرزاق: 2/128]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن قتادة قال كانت الجن تخبر الإنس أنهم يعلمون الغيب فذلك قول الله عز و جل تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين). [تفسير عبد الرزاق: 2/128]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا يوسف بن عديٍّ، قال: ثنا رشدين بن سعدٍ، عن يونس بن يزيد، عن عطاءٍ الخراساني في قوله: {منسأته} قال: عصاه). [جزء تفسير عطاء الخراساني: 89]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فلمّا قضينا عليه الموت ما دلّهم على موته إلاّ دابّة الأرض تأكل منسأته فلمّا خرّ تبيّنت الجنّ أن لّو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين}.
قال أبو جعفرٍ رحمه اللّه: يقول تعالى ذكره: فلمّا أمضينا قضاءنا على سليمان بالموت فمات {ما دلّهم على موته} يقول: لم يدلّ الجنّ على موت سليمان {إلاّ دابّة الأرض} وهي الأرضة وقعت في عصاه، الّتي كان متّكئًا عليها فأكلتها، فذلك قول اللّه عزّ وجلّ {تأكل منسأته}.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني ابن المثنّى، وعليٌّ، قالا: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {إلاّ دابّة الأرض تأكل منسأته} يقول: الأرضة تأكل عصاه.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله {تأكل منسأته} قال: عصاه.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثني أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {إلاّ دابّة الأرض} قال: الأرضة {تأكل منسأته} قال: عصاه.
- حدّثني محمّد بن عمارة، قال: حدّثنا عبيد اللّه بن موسى، قال: أخبرنا إسرائيل، عن أبي يحيى، عن مجاهدٍ {تأكل منسأته} قال: عصاه.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا ابن عثمة، قال: حدّثنا سعيد بن بشيرٍ، عن قتادة، في قوله: {تأكل منسأته} قال: عصاه.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة: {تأكل منسأته} قال: أكلت عصاه حتّى خرّ.
- حدّثنا موسى بن هارون، قال: حدّثنا عمرٌو، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ: المنسأة: العصا بلسان الحبشة.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ: المنسأة: العصا.
واختلفت القرّاء في قراءة قوله: {منسأته} فقرأ ذلك عامّة قرّاء أهل المدينة وبعض أهل البصرة: (منساته) غير مهموزةٍ؛ وزعم من اعتلّ لقارئ ذلك كذلك من أهل البصرة أنّ المنساة: العصا، وأنّ أصلها من نسأت بها الغنم، قال: وهي من الهمز الّذي تركته العرب، كما تركوا همز النّبيّ والبريّة والخابية، وأنشد لترك الهمز في ذلك بيتًا لبعض الشّعراء:
إذا دببت على المنساة من كبرٍ = فقد تباعد عنك اللّهو والغزل
وذكر الفرّاء عن أبي جعفرٍ الرّواسيّ، أنّه سأل عنها أبا عمرٍو، فقال: (منسأته) بغير همزٍ.
وقرأ ذلك عامّة قرّاء الكوفة: {منسأته} بالهمز، وكأنّهم وجّهوا ذلك إلى أنّها مفعلةٌ، من نسأت البعير: إذا زجرته ليزداد سيره، كما يقال: نسأت اللّبن: إذا صببت عليه الماء، وهو النّسيء. وكما يقال: نسأ اللّه في أجلك أي زاد اللّه في أيّام حياتك.
قال أبو جعفرٍ: وهما قراءتان قد قرأ بكلّ واحدةٍ منهما علماء من القرّاء بمعنًى واحدٍ، فبأيّتهما قرأ القارئ فمصيبٌ، وإن كنت أختار الهمز فيها؛ لأنّه الأصل.
وقوله: {فلمّا خرّ تبيّنت الجنّ} يقول عزّ وجلّ: فلمّا خرّ سليمان ساقطًا بانكسار منسأته تبيّنت الجنّ {أن لو كانوا يعلمون الغيب} الّذي يدّعون علمه {ما لبثوا في العذاب المهين} يعني: المذلّ من عذّب به، وكان العذاب الّذين عذّبوا به مكثهم في الخدمة حولاً كاملاً بعد موت سليمان، وهم يحسبون أنّ سليمان حيٌّ.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا أحمد بن منصورٍ، قال: حدّثنا موسى بن مسعودٍ أبو حذيفة، قال: حدّثنا إبراهيم بن طهمان، عن عطاء بن السّائب، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: وكان سليمان نبيّ اللّه إذا صلّى رأى شجرةً نابتةً بين يديه، فيقول لها: ما اسمك؟ فتقول: كذا وكذا، فيقول: لأيّ شيءٍ أنت؟ فإن كانت لغرسٍ غرست، وإن كانت لدواءٍ كتبت، فبينما هو يصلّي ذات يومٍ، إذ رأى شجرةً بين يديه، فقال لها: ما اسمك؟ قالت: الخرّوب، قال: لأيّ شيءٍ أنت؟ قالت: لخراب هذا البيت، فقال سليمان: اللّهمّ عمّ على الجنّ موتي حتّى يعلم الإنس أنّ الجنّ لا يعلمون الغيب، فنحتها عصا فتوكّأ عليها حولاً ميّتًا، والجنّ تعمل، فأكلتها الأرضة، فسقط، فتبيّنت الإنس أنّ الجنّ لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا حولاً في العذاب المهين قال: وكان ابن عبّاسٍ يقرؤها كذلك، قال: فشكرت الجنّ للأرضة، فكانت تأتيها.
- حدّثنا موسى بن هارون، قال: حدّثنا عمرٌو، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، في خبرٍ ذكره عن أبي مالكٍ، وعن أبي صالحٍ، عن ابن عبّاسٍ، وعن مرّة الهمدانيّ، عن ابن مسعودٍ، وعن أناسٍ، من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: كان سليمان يتجرّد في بيت المقدس السّنّة والسّنتين، والشّهر والشّهرين، وأقلّ من ذلك وأكثر، يدخل طعامه وشرابه، فدخله في المرّة الّتي مات فيها، فكان بدء ذلك أنّه لم يكن يومٌ يصبح فيه، إلاّ تنبت في بيت المقدس شجرةٌ، فيأتيها فيسألها ما اسمك؟ فتقول الشّجرة: اسمي كذا وكذا، فيقول لها: لأيّ شيءٍ نبتّ؟ فتقول: نبتّ لكذا وكذا، فيأمر بها فتقطع، فإن كانت نبتت لغرسٍ غرسها، وإن كانت نبتت لدواءٍ، قالت: نبتّ دواءً لكذا وكذا، فيجعلها كذلك، حتّى نبتت شجرةٌ يقال لها الخرّوبة، فسألها: ما اسمك؟ فقالت له: أنا الخرّوبة، فقال: لأيّ شيءٍ نبتّ؟ قالت: لخراب هذا المسجد؛ قال سليمان: ما كان اللّه ليخربه وأنا حيٌّ، أنت الّتي على وجهك هلاكي وخراب بيت المقدس، فنزعها وغرسها في حائطٍ له، ثمّ دخل المحراب، فقام يصلّي متّكئًا على عصاه، فمات ولا تعلم به الشّياطين في ذلك، وهم يعملون له يخافون أن يخرج فيعاقبهم؛ وكانت الشّياطين تجتمع حول المحراب، وكان المحراب له كوًى بين يديه وخلفه، وكان الشّيطان الّذي يريد أن يخلع يقول: ألست جليدًا إن دخلت فخرجت من الجانب الآخر؛ فيدخل حتّى يخرج من الجانب الآخر فدخل شيطان من أولئك فمرّ، ولم يكن شيطان ينظر إلى سليمان في المحراب إلاّ احترق، فمرّ ولم يسمع صوت سليمان عليه السّلام، ثمّ رجع فلم يسمع، ثمّ رجع فوقع في البيت فلم يحترق، ونظر إلى سليمان قد سقط فخرج فأخبر النّاس أنّ سليمان قد مات، ففتحوا عنه فأخرجوه ووجدوا منسأته، وهي العصا بلسان الحبشة، قد أكلتها الأرضة، ولم يعلموا منذ كم مات، فوضعوا الأرضة على العصا، فأكلت منها يومًا وليلةً، ثمّ حسبوا على ذلك النّحو، فوجدوه قد مات منذ سنةٍ وهي في قراءة ابن مسعودٍ: (فمكثوا يدأبون له من بعد موته حولاً كاملاً) فأيقن النّاس عند ذلك أنّ الجنّ كانوا يكذبونهم، ولو أنّهم علموا الغيب لعلموا بموت سليمان، ولم يلبثوا في العذاب سنةً يعملون له، وذلك قول اللّه: {ما دلّهم على موته إلاّ دابّة الأرض تأكل منسأته فلمّا خرّ تبيّنت الجنّ أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين} يقول: تبيّن أمرهم للنّاس أنّهم كانوا يكذّبونهم، ثمّ إنّ الشّياطين قالوا للأرضة: لو كنت تأكلين الطّعام أتيناك بأطيب الطّعام، ولو كنت تشربين الشّراب سقيناك أطيب الشّراب، ولكنّا سننقل إليك الماء والطّين، فالّذي يكون في جوف الخشب، فهو ما تأتيها به الشّياطين شكرًا لها.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قال: كانت الجنّ تخبر الإنس أنّهم كانوا يعلمون من الغيب أشياء، وأنّهم يعلمون ما في غدٍ، فابتلوا بموت سليمان، فمات، فلبث سنةً على عصاه وهم لا يشعرون بموته، وهم مسخّرون تلك السّنة يعملون دائبين {فلمّا خرّ تبيّنت الجنّ} وفي بعض القراءة: (فلمّا خرّ تبيّنت الإنس أنّ الجنّ لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين) ولقد لبثوا يدأبون، ويعملون له حولاً.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {ما دلّهم على موته إلاّ دابّة الأرض تأكل منسأته} قال: قال سليمان لملك الموت: يا ملك الموت، إذا أمرت بي فأعلمني؛ قال: فأتاه فقال: يا سليمان، قد أمرت بك، قد بقيت لك سويعةٌ، فدعا الشّياطين فبنوا عليه صرحًا من قوارير، ليس له بابٌ، فقام يصلّي، واتّكأ على عصاه؛ قال: فدخل عليه ملك الموت فقبض روحه وهو متّكئٌ على عصاه؛ ولم يصنع ذلك فرارًا من ملك الموت، قال: والجنّ تعمل بين يديه، وينظرون إليه، يحسبون أنّه حيٌّ، قال: فبعث اللّه دابّة الأرض، قال: دابّةٌ تأكل العيدان يقال لها القادح، فدخلت فيها فأكلتها، حتّى إذا أكلت جوف العصا، ضعفت وثقل عليها، فخر ميّتًا، قال: فلمّا رأت الجنّ ذلك، انفضّوا وذهبوا، قال: فذلك قوله: {ما دلّهم على موته إلاّ دابّة الأرض تأكل منسأته} قال: والمنسأة: العصا.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا جريرٌ، عن عطاءٍ، قال: كان سليمان بن داود يصلّي، فمات وهو قائمٌ يصلّي والجنّ يعملون لا يعلمون بموته، حتّى أكلت الأرضة عصاه، فخرّ.
و(أن) في قوله: {أن لو كانوا} في موضع رفعٍ بتبيّن، لأنّ معنى الكلام: فلمّا خرّ تبيّن وانكشف أن لو كان الجنّ يعلمون الغيب، ما لبثوا في العذاب المهين.
وأمّا على التّأويل الّذي تأوّله ابن عبّاسٍ من أنّ معناه: تبيّنت الإنس الجنّ، فإنّه ينبغي أن يكون في موضع نصبٍ بتكريرها على الجنّ، وكذلك يجب على هذه القراءة أن تكون الجنّ منصوبةً، غير أنّي لا أعلم أحدًا من قرّاء الأمصار يقرأ ذلك بنصب الجنّ، ولو نصب كان في قوله {تبيّنت} ضميرٌ من ذكر الإنس). [جامع البيان: 19/237-244]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيمنا آدم ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله دآبة الأرض قال هي الأرضة تأكل منسأته يعني عصاه). [تفسير مجاهد: 524]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: فلما قضينا عليه بالموت ما دلهم على موته إلا دابة الأرض تأكل منسأته فلما خر تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين.
أخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه قال: كان سليمان عليه السلام يخلو في بيت المقدس السنة والسنتين والشهر والشهرين وأقل من ذلك وأكثر ويدخل طعامه وشرابه فأدخله في المرة التي مات فيها وكان بدء ذلك انه لم يكن يوما يصبح فيه إلا نبتت في بيت المقدس شجرة فيأتيها فيسالها ما اسمك فتقول: الشجرة اسمي كذا وكذا، فيقول لها: لأي شيء نبت فتقول: نبت لكذا وكذا، فيأمر بها فتقطع، فان كانت نبتت لغرس غرسها وان كانت نبتت دواء قالت: نبت دواء لكذا وكذا، فيجعلها لذلك حتى نبتت شجرة يقال لها الخرنوبة قال لها: لأي شيء نبت قالت: نبت لخراب هذا المسجد فقال سليمان عليه السلام: ما كان الله ليخربه وأنا حي أنت الذي على وجهك هلاكي وخراب بيت المقدس فنزعها فغرسها في حائط له ثم دخل المحراب فقام يصلي متكئا على عصا فمات ولا تعلم به الشياطين في ذلك وهم يعملون له مخافة أن يخرج فيعاقبهم، وكانت الشياطين حول المحراب يجتمعون وكان المحراب له كوا من بين يديه ومن خلفه وكان الشيطان المريد الذي يريد ان يخلع يقول: ألست جليدا ان دخلت فخرجت من ذلك الجانب فيدخل حتى يخرج من الجانب الآخر فدخل شيطان من أولئك فمر ولم يكن شيطان ينظر إلى سليمان إلا احترق فمر ولم يسمع صوت سليمان ثم رجع فلم يسمع صوته ثم عاد فلم يسمع ثم رجع فوقع في البيت ولم يحترق ونظر إلى سليمان قد سقط ميتا فخرج فأخبر الناس: ان سليمان قد مات ففتحوا عنه فأخرجوه فوجدوا منسأته - وهي العصا بلسان الحبشة - قد أكلتها الارضة ولم يعلموا منذ كم مات فوضعوا الارضة على العصا فأكلت منها يوم وليلة ثم حسبوا على نحو ذلك فوجدوه قد مات منذ سنة، وهي في قراءة ابن مسعود (فمكثوا يدينون له من بعد موته حولا كاملا) فأيقن الناس عند ذلك ان الجن كانوا يكذبون ولو انهم علموا الغيب لعلموا بموت سليمان عليه السلام ولما لبثوا في العذاب سنة يعملون له ولو كنت تشربين أتيناك بأطيب الشراب ولكننا ننقل اليك الطين والماء فهم ينقلون اليها حيث كانت ألم تر إلى الطين الذي يكون في جوف الخشب فهو مما يأتيها الشياطين شكرا لها). [الدر المنثور: 12/180-181]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس {دابة الأرض تأكل منسأته} عصاه). [الدر المنثور: 12/182]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: لبث سليمان عليه السلام على عصاه حولا بعدما مات ثم خر على رأس الحول فأخذت الأنس عصا مثل عصاه ودابة مثل دابته فأرسلوها عليها فأكلتها في سنة، وكان ابن عباس يقرأ (فلما خر تبينت الأنس ان لو كان الجن يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين سنة) قال سفيان: وفي قراءة ابن مسعود (وهم يدأبون له حولا) ). [الدر المنثور: 12/182]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البزار، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والطبراني، وابن السنى في الطب النبوي، وابن مردويه عن ابن عباس عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: كان سليمان عليه السلام اذا صلى رأى شجرة نابتة بين يديه فيقول لها: ما أسمك فتقول: كذا وكذا، فان كانت لغرس غرست وان كانت لدواء نبتت، فصلى ذات يوم فاذا شجرة نابتة بين يديه فقال: لها: ما أسمك قالت: الخرنوب، قال: لأي شيء أنت قالت: لخراب هذا البيت فقال سليمان عليه السلام: اللهم عم عن الجن موتي حتى يعلم الأنس، ان الجن لا يعلمون الغيب فأخذ عصا فتوكأ عليها وقبضه الله وهو متكيء فمكث حينا ميتا والجن تعمل فأكلتها الارضة فسقطت فعلموا عند ذلك بموته فتبينت الأنس، ان الجن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا حولا في العذاب المهين، وكان ابن عباس يقرأها كذلك فشكرت الجن الأرضة فأينما كانت يأتونها بالماء.
وأخرج البزار والحاكم وصححه، وابن مردويه عن ابن عباس، موقوفا). [الدر المنثور: 12/182-183]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الديلمي عن زيد بن أرقم، مرفوعا، يقول الله أني تفضلت على عبادي بثلاث، ألقيت الدابة على الحبة ولولا ذلك لكنزتها الملوك كما يكنزون الذهب والفضة، وألقيت النتن على الجسد ولولا ذلك لم يدفن حبيب حبيبه وأسليت الحزين ولولا ذلك لذهب التسلي). [الدر المنثور: 12/183]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن قتادة قال: كانت الجن تخبر الأنس انهم يعلمون من الغيب أشياء وانهم يعلمون ما في غد فابتلوا بموت سليمان عليه الصلاة والسلام فمات فلبث سنة على عصاه وهم لا يشعرون بموته وهم مسخرون تلك السنة ويعملون دائبين {فلما خر تبينت الجن} وفي بعض القراءة (فلما خر تبينت الأنس أن لو كان الجن يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين) وقد لبثوا يدأبون ويعملون له حولا بعد موته). [الدر المنثور: 12/184]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد من طريق قيس بن سعد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كانت الأنس تقول في زمن سليمان عليه السلام: ان الجن تعلم الغيب فلما مات سليمان عليه السلام مكث قائما على عصاه ميتا حولا والجن تعمل بقيامه (فلما خر تبينت الأنس أن لو كان الجن يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين) كان ابن عباس رضي الله عنهما كذلك يقرأها قال قيس بن سعد رضي الله عنه: وهي قراءة أبي بن كعب رضي الله عنه كذلك). [الدر المنثور: 12/184]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه قال: قال سليمان عليه السلام لملك الموت: اذا أمرت بي فاعلمني فأتاه فقال: يا سليمان قد أمرت بك قد بقيت لك سويعة فدعا الشياطين فبنوا عليه صرحا من قوارير ليس عليه باب فقام يصلي فاتكأ على عصاه فدخل عليه ملك الموت عليه السلام فقبض روحه وهو متكيء على عصاه ولم يصنع ذلك فرارا من الموت قال: والجن تعمل بين يديه وينظرون يحسبون انه حي فبعث الله {دابة الأرض} دابة تأكل العيدان يقال لها: القادح فدخلت فيها فأكلتها حتى اذا أكلت جوف العصا ضعفت وثقل عليها فخر ميتا فلما رأت ذلك الجن انفضوا وذهبوا، فذلك قوله {ما دلهم على موته إلا دابة الأرض تأكل منسأته} ). [الدر المنثور: 12/184-185]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن المنذر عن عكرمة رضي الله عنه قال: لما رد الله الخاتم اليه لم يصل صلاة الصبح يوما إلا نظر وراءه فاذا هو بشجرة خضراء تهتز فيقول: يا شجرة أما يأكلنك جن ولا أنس ولا طير ولا هوام ولا بهائم فتقول: اني لم أجعل رزقا لشيء ولكن دواء من كذا، ودواء من كذا، فقام الأنس والجن يقطعونها ويجعلونها في الدواء فصلى الصبح ذات يوم والتفت فاذا بشجرة وراءه قال: ما أنت يا شجرة قالت: أنا الخرنوبة قال: والله ما الخرنوبة إلا خراب بيت المقدس والله لا يخرب ما كنت حيا ولكني أموت فدعا بحنوط فتحنط وتكفن ثم جلس على كرسيه ثم جمع كفيه على طرف عصاه ثم جعلها تحت ذقنه ومات فمكث الجن سنة يحسبون أنه حي وكانت لا ترفع أبصارها اليه وبعث الله الارضة فأكلت طرف العصا فخر منكبا على وجهه فعلمت الجن أنه قد مات، فذلك قوله {تبينت الجن} ولقد كانت الجن تعلم أنها لا تعلم الغيب ولكن في القراءة الأولى (تبينت الأنس أن لو كانت الجن يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين) ). [الدر المنثور: 12/185]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: بلغت نصف العصا فتركوها في النصف الباقي فأكلتها في حول فقالوا: مات عام أول). [الدر المنثور: 12/186]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: مكث سليمان بن داود عليه السلام حولا على عصاه متكئا حتى أكلتها الأرضة فخر). [الدر المنثور: 12/186]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وعبد بن حميد، وابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {إلا دابة الأرض تأكل منسأته} قال: عصاه). [الدر المنثور: 12/186]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه قال: الارضة أكلت عصاه حتى خر). [الدر المنثور: 12/186]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير رضي الله عنه {تأكل منسأته} قال: العصا). [الدر المنثور: 12/186]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن عكرمة رضي الله عنه أنه سئل عن المنسأة قال: هي العصا وأنشد فيها شعرا قاله عبد المطلب:
أمن أجل حبل لا أبالك صدته * بمنسأة قد جر حبلك أحبلا). [الدر المنثور: 12/186]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن السدي رضي الله عنه قال: المنسأة العصا بلسان الحبشة). [الدر المنثور: 12/186]


رد مع اقتباس