عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 19 ربيع الثاني 1434هـ/1-03-2013م, 11:29 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي التفسير اللغوي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: (مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ (32) )

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {من أجل ذلك...}
جواب لقتل ابن آدم صاحبه.
وقوله: {ومن أحياها} يقول: عفا عنها، والإحياء ها هنا العفو).[معاني القرآن: 1/305]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( (من أجل ذلك) (32) أي: من جناية ذلك وجرّ ذلك، وهي مصدر أجلت ذلك عليه.
قال الخنّوت، وهو توبة بن مضرّس، أحد بني مالك بن سعد بن زيد مناة ابن تميم؛ وإنما سماه الخنّوت الأحنف بن قيس، لأن الأحنف كلّمه فلم يكلمه احتقاراً له، فقال إن صاحبكم هذا الخنّوت؛ والخنّوت المتجبّر الذاهب بنفسه، المستصغر للناس فيما أخبرني أبو عبيدة محمد بن حفص بن محبور الأسيديّ
وأهل خباءٍ صالحٍ ذات بينهم=قد احتربوا في عاجلٍ أنا آجله
فأقبلت في الساعين أسأل عنهم=سؤالك بالشيء الذي أنت جاهله
أي جانيه وجارّ ذلك عليهم، ويقال: أجلت لي كذا وكذا، أي جررت إليّ وكسبته لي.
(من قتل نفساً بغير نفسٍ أو فسادٍ في الأرض) (32) مجازه: أو بغير فساد في الأرض.
(لمسرفون (32) أي: لمفسدون معتدون). [مجاز القرآن: 1/162-164]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنّه من قتل نفساً بغير نفسٍ أو فسادٍ في الأرض فكأنّما قتل النّاس جميعاً ومن أحياها فكأنّما أحيا النّاس جميعاً ولقد جاءتهم رسلنا بالّبيّنات ثمّ إنّ كثيراً مّنهم بعد ذلك في الأرض لمسرفون}
[و] قال: {من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل}. وإن شئت أذهبت الهمزة من {أجل} وحركت النون في لغة من خفف الهمزة. و"الأجل": الجناية من "أجل" "يأجل"، تقول: "قد أجلت علينا شراً" ويقول بعض العرب {من جرّا} من: "الجريرة" ويجعله على "فعلى".
وقال: {أنّه من قتل نفساً بغير نفسٍ أو فسادٍ في الأرض} يقول: "أو بغير فسادٍ في الأرض"). [معاني القرآن: 1/223]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (قراءة الحسن وابي عمرو {من أجل ذلك} بفتح الألف، وهي قراءة نافع.
[معاني القرآن لقطرب: 477]
أبو جعفر "من إجل ذلك" بكسر الألف، مهموز مقطوعة؛ وهي تميمية؛ وقد حكي عنه {من اجل ذلك} بحذف الهمزة، وألقى حركتها على النون؛ وإنما المعنى فيها من قول العرب: أجل يا جل؛ أي جر جريرة.
وقال زهير:
وأهل خباء صالح ذات بينهم = قد احتربوا في عاجل أنا آجله
أي أنا جاره.
وقال عدي بن زيد على قراءة أبي جعفر:
إجل إن الله قد فضلكم = فوق ما أحكأ صلبا بإزار
أحكأ، يعني: شد العقد، أحكأت العقدة: إذا شددتها.
وقالوا في اللغة أيضًا: فعلته من إجلالك وجلالتك وجلالك، ومن أجلك وإجلك وجراك.
قال الشاعر:
ويهماء من جرى نوار سريتها = وهاجرة ذوابة لا أقيلها
"من جرا" يريد: من أجل نوار سريتها.
وقال الآخر فمدها وهي قليلة:
فمن جرائنا صرتم عبيدًا = لقوم بعد ما وطئ الخيار). [معاني القرآن لقطرب: 478]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({فكأنّما قتل النّاس جميعاً} أي يعذّب كما يعذّب قاتل الناس جميعا.
{ومن أحياها} أجر في إحيائها كما يؤجر من أحيا النّاس جميعاً وإحياؤه إياها: أن يعفو عن الدم إذا وجب له القود). [تفسير غريب القرآن: 143]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: (فأصبح من النّادمين (31) من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنّه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنّما قتل النّاس جميعا ومن أحياها فكأنّما أحيا النّاس جميعا ولقد جاءتهم رسلنا بالبيّنات ثمّ إنّ كثيرا منهم بعد ذلك في الأرض لمسرفون (32)
الأجود أن يكون (من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل).
يقال أجلت الشيء أأجله أجلا إذا جنيته قال خوّات بن جبير:
وأهل خباء صالح كنت بينهم=قد احتربوا في عاجل أنا آجله
أي أنا جانيه.
وتأويل الويل في اللغة قال سيبويه، الويل كلمة تقال عند الهلكة، وقيل الويل واد في جهنم، وهذا غير خارج من مذاهب أهل اللغة.
لأن من وقع في ذلك فقد وقع في هلكة:
وقوله: (أنّه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض).
" فساد " معطوف على " نفس "، المعنى بغير فساد، فكأنما قتل الناس جميعا، أي المؤمنون كلهم خصماء القاتل، وقد وترهم وتر من قصد لقتلهم جميعا.
(ومن أحياها فكأنّما أحيا النّاس جميعا).
أي من استنقذها من غرق أو حرق أو هدم، أو ما يميت لا محالة، أو استنقذها من ضلالة.
(فكأنّما أحيا النّاس جميعا).
أي أجره على اللّه أجر من أحياهم أجمعين. وجائز أن يكون في إسدائه إليهم المعروف بإحيائه أخاهم المؤمن بمنزلة من أحيا كلّ واحد منهم.
فإن قال قائل، كيف يكون ثوابه ثواب من أحياهم جميعا؟ فالجواب في هذا كالجواب في قوله تعالى (من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها) فالتأويل أن الثواب الذي إذا جعل للحسنة كان غاية ما يتمنّى يعطى العامل لها عشرة أمثاله). [معاني القرآن: 2/168-169]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفس بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا} وقرأ الحسن (أو فسادا في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا) والمعنى على قراءته أو عمل فسادا
وقال ابن عباس في قوله جل وعز: {فكأنما قتل الناس جميعا}: أوبق نفسه فصار بمنزلة من قتل الناس جميعا أي في استحقاقه العذاب ويستحق المقتول النصر وطلب الثأر من القاتل على المؤمنين جميعا.
قال ابن عباس: إحياؤها ألا يقتل نفسا حرمها الله عز وجل.
وقال قتادة: عظم الله أمره فألحقه من الإثم هذا.
وقيل: هو تمثيل أي الناس جميعا له خصماء ومعنى أو فساد في الأرض وفساده الحرب وإخافة السبيل
وفي حديث حماد بن زيد عن يحيى بن سعيد عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف قال: سمعت عثمان بن عفان رحمه الله يقول: (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث زنى بعد إحصان أو كفر بعد إيمان أو قتل نفس بغير حق)))
ومعنى {فكأنما أحيا الناس جميعا} على قول قتادة أنه يعطى من الثواب على قدر ذلك.
وقيل: وجب شكره على الناس جميعا فكأنما من عليهم جميعا يروى هذا عن مكحول، وقول ابن عباس أولاها وأصحها). [معاني القرآن: 2/298-300]

تفسير قوله تعالى: (إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (33) )
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {إنّما جزاء الّذين يحاربون اللّه ورسوله ويسعون في الأرض فساداً أن يقتّلوا أو يصلّبوا أو تقطّع...}
(أن) في موضع رفع.
فإذا أصاب الرجل الدم والمال وأخاف السبيل صلب، وإذا أصاب القتل ولم يصب المال قتل، وإذا أصاب المال ولم يصب القتل قطعت يده اليمنى ورجله اليسرى "من خلاف" ويصلح مكان (من) على، والباء، واللام.
ونفيه أن يقال: من قتله فدمه هدر. فهذا النفي). [معاني القرآن: 1/306]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( (يحاربون الله ورسوله) (33) والمحاربة ها هنا: الكفر.
(أو تقطع أيديهم وأرجلهم) من خلافٍ) (33) يده اليمنى ورجله اليسرى، يخالف بين قطعهما). [مجاز القرآن: 1/164]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({إنّما جزاء الّذين يحاربون اللّه ورسوله} مفسر في كتاب «تأويل المشكل»). [تفسير غريب القرآن: 143]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ}.
المحاربون لله ورسوله: هم الخارجون على الإمام وعلى جماعة المسلمين، يخيفون السّبل، ويسعون في الأرض بالفساد. وهم ثلاثة أصناف:
رجل قتل النفس ولم يأخذ مالا.
ورجل قتل النفس وأخذ المال.
ورجل أخذ المال ولم يقتل النفس.
فإذا قدر الإمام عليهم فإنّ بعضهم يقول: هو مخيّر في هذه العقوبات، بأيّها شاء عاقب كل صنف منهم.
وكان بعضهم يجعل لكل صنف منهم حدّا لا يتجاوزه إلى غيره:
فمن قتل النفس ولم يأخذ المال قتل، لأن النفس بالنفس.
ومن قتل وأخذ المال: صلب إلى أن يموت، فكان الشّهر له بالصّلب جزاء له بأخذه المال، وقتله جزاء له بقتله للنفس.
ومن أصاب المال ولم يقتل، فإن شاء الإمام قطع يده اليمنى جزاء بالسّرق، ورجله اليسرى جزاء بالخروج والمجاهرة بالفساد. وإن شاء نفاه من الأرض.
وقد اختلفوا في نفيه من الأرض، فقال بعضهم: هو أن يقال: من لقيه فليقتله.
وقال آخر: هو أن يطلب في كل أرض يكون بها.
وقال آخر: هو أن ينفى من بلده.
وقال آخر: هو أن يحبس.
قال أبو محمد:
ولا أرى شيئا من هذه التفاسير، أشبه بالنفي في هذا الموضع من الحبس، لأنّه إذا حبس ومنع من التصرّف والتقلّب في البلاد، فقد نفي منها كلّها وألجئ إلى مكان واحد. وقال بعض المسجونين:
خرجنا من الدّنيا ونحن من أهلها فلسنا من الأحياء فيها ولا الموتى
إذا جاءنا السّجّان يوما لحاجة عجبنا وقلنا: جاء هذا من الدّنيا
ومن جعل النفي له أن يقال: من لقيه فليقتله، أو أن يطلب في كل أرض يكون بها- فإنه يذهب- فيما أحسب- إلى أنّ هذا جزاؤه قبل أن يقدر عليه، لأنّه لا يجوز أن يكون الإمام يظفر به فيدع عقوبته ثم يقول: من لقيه فليقتله. أو يجده فيتركه ثم يطلبه في كل أرض.
وإذا كان هذا هكذا اختلفت العقوبات فصار بعضها لمن قدر عليه، وبعضها لمن لم يقدر عليه. وأشبه الأشياء أن تكون كلّها فيمن ظفر به.
وأما نفيه من بلده إلى غيره، فليس نفي الخارب من بلده إلى غيره عقوبة له، إذ كان في خرابته وخروجه غائبا عن مصره، بل هو إهمال وتسليط وبعث على التّزيّد في العيث والفساد). [تأويل مشكل القرآن: 399-401]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: (إنّما جزاء الّذين يحاربون اللّه ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتّلوا أو يصلّبوا أو تقطّع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدّنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم (33)
موضع " أن " رفع المعنى: إنما جزاؤهم القتل أو الصلب أو القطع للأيدي والأرجل من خلاف، لأن القائل إذا قال: إنما جزاؤك دينار.
فالمعنى ما جزاؤك إلا دينار.
وقول العلماء إنّ هذه الآية نزلت في الكفار خاصة.
وروي في التفسير أن أبا برزة الأسلمي كان عاهد النبي - صلى الله عليه وسلم - ألا يعرض لما يريد النبي - صلى الله عليه وسلم – بسوء، وألا يمنع من ذلك، وأن النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يمنع من يريد أبا برزة، فمر قوم يريدون النبي بأبي برزة، فعرض أصحابه لهم فقتلوا وأخذوا المال فأنزل اللّه تعالى على نبيه وأتاه جبريل فأعلمه أنّّ اللّه يأمره أن من أدركه منهم قد قتل وأخذ المال قتله وصلبه، ومن قتل ولم يأخذ المال قتله، ومن أخذ المال ولم يقتل قطع يده لأخذه المال وقطع رجله لإخافة السبيل..
وقال بعضهم: المسلمون مخيرون في أمر المشركين، إن شاؤوا قتلوهم وصلبوهم أو قطعوا أيديهم وأرجلهم من خلاف.
ومعنى: (ينفوا من الأرض) فيه قولان:
قال بعضهم من قتله فدمه هدر أي لا يطالب قاتله بدمه.
وقيل: (أو ينفوا من الأرض) أن يقاتلوا حيث توجهوا منها، لا يتركوا فارين. يقال: نفيت الشيء أنفيه نفيا ونفاية والنّفاية ما يطرح وينفى، القليل.
مثل البراية والنّحّاتة.
وقوله: (ذلك لهم خزي في الدّنيا).
يقال: خزي الرجل يخزى خزيا إذا افتضح وتحيّر فضيحة.
وقد خزى يخزي خزاية، إذا استحا كأنه يتحير أن يفعل قبيحا). [معاني القرآن: 2/169-170]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف}
قال الحسن: السلطان مخير أي هذه الأشياء شاء فعل. وكذلك روى ابن نجيح عن عطاء وهو قول مجاهد وإبراهيم والضحاك وهو حسن في اللغة؛ لأن أو تقع للتخيير كثيرا
وقال أبو مجلز: الآية على الترتيب فمن حارب فقتل وأخذ المال صلب ومن قتل قتل ومن أخذ المال ولم يقتل قطعت يده ورجله من خلاف ومن لم يقتل ولم يأخذ المال نفي.
وروى هذا القول حجاج بن أرطأة عن عطية عن ابن عباس مثله غير أنه قال في أوله: فمن حارب وقتل وأخذ المال قطعت يده ورجله من خلاف ثم صلب، وليس في قول أبي مجلز قبل الصلب ذكر شيء، واحتج أصحاب هذا القول بحديث رواه عثمان وعائشة وابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث..) وذكر الحديث قالوا: فقد امتنع قتله إلا أن يقتل فوجب أن تكون الآية على المراتب
وقال الزهري في قوله تعالى: {أو ينفوا من الأرض} كلما علم أنه في موضع قوتل حتى يخرج منه.
وقال أهل الكوفة: النفي ههنا الحبس.
وقال سعيد بن جبير وعمر بن عبد العزيز: ينفى من بلدته إلى بلدة أخرى غيرها). [معاني القرآن: 2/300-302]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم}
يقال: خزي يخزى خزيا إذا افتضح وتحير وخزي يخزى خزاية إذا استحيا كأنه تحير كراهة أن يفعل القبيح). [معاني القرآن: 2/302]

تفسير قوله تعالى: (إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (34) )
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: (إلّا الّذين تابوا من قبل أن تقدروا عليهم فاعلموا أنّ اللّه غفور رحيم (34)
جائز أن يكون موضع الذين رفعا بالابتداء، وخبره (فاعلموا أنّ اللّه غفور رحيم).
المعنى غفور رحيم لهم، المعنى: لكن التائبون من قبل القدرة عليهم.
فاللّه غفور رحيم لهم.
وجائز أن يكون (إلّا الّذين تابوا من قبل أن تقدروا عليهم) موضع " الذين " نصب، فيكون المعنى جزاؤهم الذي وصفنا إلّا التائبين.
ثم قال بعد: (أنّ اللّه غفور رحيم)
واللّه جلّ وعزّ، جعل التوبة لك، فادرأوا عنهم الحدود التي وجبت عليهم في كفرهم ليكون ذلك أدعى إلى الدخول في الإسلام.
وجعل توبة المؤمنين من الزنا والقتل والسرقة لا ترفع عنهم إقامة الحدود عليهم، وتدفع عنهم العذاب في الآخرة؛ لأن في إقامة الحدود الصلاح للمؤمنين، والحياة، قال الله جل ثناؤه:
(ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب) ). [معاني القرآن: 2/170-171]


رد مع اقتباس