عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 16 جمادى الأولى 1434هـ/27-03-2013م, 10:29 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {وَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آَوَى إِلَيْهِ أَخَاهُ قَالَ إِنِّي أَنَا أَخُوكَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (69)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فلا تبتئس...}
معناه: لا تستكن من الحزن والبؤس. يقول: لا تحزن). [معاني القرآن: 2/50]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {آوى إليه أخاه} وهو يؤوى إليه إيواءً، أي ضمّه إليه). [مجاز القرآن: 1/314]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {آوى إليه أخاه}: ضمه إليه.
{فلا تبتئس بما كانوا يعملون}: لا تستكن لذلك ولا تبال به). [غريب القرآن وتفسيره: 185]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {آوى إليه أخاه} أي ضمّه إليه. يقال: آويت فلانا إليّ بمد الألف -: إذا ضممته إليك.
وأويت إلى بني فلان - بقصر الألف -: إذا لجأت إليهم.
{فلا تبتئس} من البؤس). [تفسير غريب القرآن: 219]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {ولمّا دخلوا على يوسف آوى إليه أخاه قال إنّي أنا أخوك فلا تبتئس بما كانوا يعملون}
{آوى إليه أخاه} أي ضمّ إليه أخاه.
{فلا تبتئس}: أي لا تحزن ولا تستكن). [معاني القرآن: 3/119]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ولما دخلوا على يوسف آوى إليه أخاه}
يقال آويت فلانا بالمد إذا ضممته إليك وأويت إليه أي لجأت إليه
ومعنى {فلا تبتئس} فلا تحزن من البؤس). [معاني القرآن: 3/444-443]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {آوَى إِلَيْهِ}: ضم إليه
{فَلاَ تَبْتَئِسْ}: لا تحزن). [العمدة في غريب القرآن: 162]

تفسير قوله تعالى: {فَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ (70)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فلمّا جهّزهم بجهازهم جعل السّقاية...}
جواب وربّما أدخلت العرب في مثلها الواو وهي جواب على حالها؛ كقوله في أول السورة {فلمّا ذهبوا به وأجمعوا أن يجعلوه في غيابة الجبّ وأوحينا إليه} والمعنى - والله أعلم -:
أوحينا إليه. وهي في قراءة عبد الله {فلما جهّزهم بجهازهم وجعل السّقاية} ومثله في الكلام: لمّا أتاني وأثب عليه كأنه قال: وثبت عليه. وربما أدخلت العرب في جواب لمّا لكن.
فيقول الرجل: لمّا شتمني لكن أثب عليه، فكأنه استأنف الكلام استئنافا، وتوهّم أنّ ما قبله فيه جوابه. وقد جاء (الشعر في كل ذلك) قال امرؤ القيس:
فلمّا أجزنا ساحة الحيّ وانتحى =بنا بطن خبت ذي قفافٍ عقنقل
وقال الآخر:

حتّى إذا قملت بطونكم =ورأيتم أبناءكم شبّوا
وقلبتم ظهر المجنّ لنا =إنّ اللّئيم العاجز الخبّ
قملت: سمنت وكبرت). [معاني القرآن: 2/51-50]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {السّقاية} مكيال يكال به ويشرب فيه). [مجاز القرآن: 1/314]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وقوله {فأذن مؤذن بينهم} كان ابن عباس يقول: نادى مناد؛ قال أبو علي: وهي عندنا من قوله {وأذان من الله} وأذين أيضًا: أي علم؛ وآذن أعلم، وقد فسرنا ذلك في سورة البقرة). [معاني القرآن لقطرب: 747]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {السقاية}: مكيال). [غريب القرآن وتفسيره: 185]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {السّقاية}: المكيال. وقال قتادة: مشربة الملك.
{ثمّ أذّن مؤذّنٌ} أي قال قائل، أو نادى مناد.
{أيّتها العير}: القوم على الإبل). [تفسير غريب القرآن: 219]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {فلمّا جهّزهم بجهازهم جعل السّقاية في رحل أخيه ثمّ أذّن مؤذّن أيّتها العير إنّكم لسارقون }
أي أعلم معلم، يقال آذنته بالشيء فهو مؤذن به أي أعلمته وأذنت أكثرت الإعلام بالشيء.
{أيّتها العير إنّكم لسارقون}.
المعنى: يا أيها الأصحاب للعير، ولكن قال: أيتها العير، وهو يريد أهل العير، كما قال: {واسأل القرية} يريد أهل القرية وأنّث " أيّا " لأنه جعلها للعير). [معاني القرآن: 3/120]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {فلما جهزهم بجهازهم جعل السقاية في رحل أخيه}
قال قتادة هي مشربة الملك
وقال الضحاك هو الإناء الذي يشرب فيه الملك
وروى شعبة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال صواع الملك شيء من فضة يشبه المكوك من ذهب وفضة مرصع بالجواهر يجعل على الرأس وكان للعباس واحد في الجاهلية
وقوله جل وعز: {ثم أذن مؤذن أيتها العير إنكم لسارقون} أي أعلم ونادى يقال آذنت أي أعلمت وأذنت أي أعلمت مرة بعد مرة والمعنى يا أصحاب العير
وقال إنكم لسارقون ولم يسرقوا الصواع
قيل لأنهم أخذوا يوسف فباعوه فاستجاز أن يقول لهم إنكم لسارقون
وقيل يجوز أن يكون الصواع جعل في رحالهم ولم يعلم الذي ناداهم بذلك فيكون كاذبا
وقال أحمد بن يحيى أي حالكم حال السراق وهكذا كلام العرب وكان المنادي حسب أن القوم سرقوه ولم يعلم بصنيع يوسف
وقيل يجوز أن يكون أذان المؤذن عن أمر يوسف واستجاز ذلك بهم أنهم قد كانوا سرقوا سرقة في بعض الأحوال يعني بذلك تلك السرقة لا سرقتهم الصواع
وقال بعض أهل التأويل كان ذلك خطأ من فعل يوسف فعاقبه الله عز وجل إذ قالوا له إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل). [معاني القرآن: 3/446-444]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {السِّقَايَةَ}: المكيال). [العمدة في غريب القرآن: 162]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا وَأَقْبَلُوا عَلَيْهِمْ مَاذَا تَفْقِدُونَ (71)}

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ وَلِمَنْ جَاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ (72)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {قالوا نفقد صواع الملك...}
وقوله: الصّواع ذكر. وهو الإناء الذي كان الملك يشرب فيه. والصاع يؤنّث ويذكّر. فمن أنّثه قال: ثلاث أصوع مثل ثلاث أدؤر. ومن ذكّره قال: ثلاثة أصواع مثل أبواب.
وقوله: {وأنا به زعيمٌ} يقول: كفيل. وزعيم القوم سيّدهم). [معاني القرآن: 2/51]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {صواع الملك} والجميع صيعان خرج مخرج الغراب والجمع غربان، وبعضهم يقول: هي صاع الملك والجميع أصواع خرج مخرج باب والجميع أبواب.
{وأنا به زعيمٌ} أي كفيل وقبيل، قال المؤسّىّ الأزديّ:

فلست بآمرٍ فيها بسلم= ولكنّي على نفسي زعيم
بغزوٍ مثل ولغ الذئب حتى= ينوء بصاحبي ثأرٌ منيم).
[مجاز القرآن: 1/315]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وقوله {صواع الملك} وهو المكيال؛ وقال بعضهم: الكأس؛ وفي التفسير عن الثقة: أنها السقاية؛ وتميم تقول: هو الصاع، بالتذكير؛ وأهل الحجاز يؤنثون.
في التفسير عن الفقهاء قال: السقاية هي الصواع؛ وكان طاسا من فضة مموها بذهب، وكان الملك يشرب به، وكان يكال به.
وقوله {وأنا به زعيم} الزعيم: الكفيل؛ يقال: زعم به زعامة؛ إذا كفل به، وزعامًا أيضًا؛ والزعيم رئيس القوم أيضًا؛ ويقال: زعيم بين الزعامة في الشرف؛ وقد زعمت القوم.
قال حميد بن ثور، وقد يروى لليلى الأخيلية:
[معاني القرآن لقطرب: 747]
حتى إذا برز اللواء رأيته = تحت اللواء على الخميس زعيما
فقد يجوز المعنيان جميعًا: يكون كفيلاً عليهم وضامنًا لهم، ويكون على معنى: رأيته رئيسًا.
وقال المتلمس أيضًا:
وانتمت حارث لغير أبيها = واستقادوا لأمر شر زعيم). [معاني القرآن لقطرب: 748]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( (الصواع): وهو الصاع وجماعه صياع وجماعه الصاع أصوع والصواع ذكر. والصاع يؤنث ويذكر وهما واحد.
{وأنا به زعيم}: أي كفيل). [غريب القرآن وتفسيره: 186-185]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {صواع الملك} وصاعه واحد.
{وأنا به زعيمٌ} أي ضمين). [تفسير غريب القرآن: 220-219]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {قالوا نفقد صواع الملك ولمن جاء به حمل بعير وأنا به زعيم}
وقرئت " صواع الملك "، وقرئت " صاع الملك "، قرأ أبو هريرة صاغ الملك، وقرئت صوغ الملك - بالغين معجمة.
{ولمن جاء به حمل بعير} أي حمل بعير من الطعام
{وأنا به زعيم} أي كفيل.
الضواع هو الصاع بعينه، وهو يذكر ويؤنث، وكذلك الصاع يذكر ويؤنث، وجاء في التفسير أنه إناء مستطيل يشبه المكوك، كان يشرب به الملك، وهو السقاية.
وقيل إنه كان مصنوعا من فضة مموّها بذهب.
وقيل إنه كان من مسّ، وقيل إنه كان يشبه الطاس). [معاني القرآن: 3/120]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقول جل وعز: {وأنا به زعيم}
قال الضحاك أي كفيل
وقال قتادة أي حميل
قال الفراء زعيم القوم رئيسهم ومتكلمهم
قال أبو جعفر وهذا قريب من الأول لأن حميلهم هو رئيسهم
وروى أبو أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال والزعيم غارم مختصر
يعني بالزعيم الضامن). [معاني القرآن: 3/447-446]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {زعيم} أي ضامن). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 115]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( (الصُوَاعَ): الصاع الذي يكال به
{زَعِيمٌ}: كفيل). [العمدة في غريب القرآن: 162]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُمْ مَا جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِي الْأَرْضِ وَمَا كُنَّا سَارِقِينَ (73)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {تاللّه...}
العرب لا تقول تالرحمن ولا يجعلون مكان الواو تاء إلاّ في الله عزّ وجلّ. وذلك أنها أكثر الأيمان مجرى في الكلام؛ فتوهّموا أنّ الواو منها لكثرتها في الكلام، وأبدلوها تاء كما
قالوا: التّراث، وهو من ورث، وكما قال: {رسلنا تترى} وهي من المواترة، وكما قالوا: التخمة وهي من الوخامة، والتّجاه وهي من واجهك.
وقوله: {لقد علمتم مّا جئنا لنفسد} يقول القائل: وكيف علموا أنهم لم يأتوا للفساد ولا للسرقة؟ فذكر أنهم كانوا في طريقهم لا ينزلون بأحد ظلما، ولا ينزلون في بساتين الناس فيفسدوها فذلك قوله: {مّا جئنا لنفسد في الأرض وما كنّا سارقين} يقول: لو كنّا سارقين ما رددنا عليكم البضاعة التي وجدناها في رحالنا). [معاني القرآن: 2/51]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {تالله} التاء بمنزلة واو القسم لأن الواو تحّول تاءً، قالوا: تراث وإنما هي من ورثت،
وقالوا: تقوى، وأصلها وقوى لأنها من وقيت). [مجاز القرآن: 1/315]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {تالله}: في معنى والله). [غريب القرآن وتفسيره: 186]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {قالوا تاللّه لقد علمتم ما جئنا لنفسد في الأرض وما كنّا سارقين}
معنى تاللّه: واللّه، إلا أن التاء لا يقسم بها إلا في (اللّه) لا يجوز تالرحمن ولا تربّي لأفعلنّ، والتاء بدل من الواو كما قالوا في وراث تراث،
وكما قالوا - يتزن، وأصله يوتزن من الوزن وإنّما قالوا: {لقد علمتم ما جئنا لنفسد في الأرض}، لأنهم كانوا لا ينزلون على قوم ظلما.
ولا يرعون زرع أحد وجعلوا على أفواه إبلهم الأكفة لئلا تعبث في زرع، وقالوا: {وما كنّا سارقين}.
لأنهم قد كانوا فيما روي ردوا البضاعة التي وجدوها في رحالهم، أي فمن ردّ ما وجده كيف يكون سارقا). [معاني القرآن: 3/121-120]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {قالوا تالله لقد علمتم ما جئنا لنفسد في الأرض}
يروى أنهم كانوا لا ينزلون على أحد ظلما ولا يرهبون زرع أحد وأنهم جعلوا على أفواه إبلهم الأكمه لئلا تعيث في زروع الناس
ثم قال جل وعز: {وما كنا سارقين}
يروى أنهم ردوا البضاعة التي جعلت في رحالهم أي فمن رد ما وجده كيف يكون سارقا). [معاني القرآن: 3/447]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {تَاللّهِ}: والله). [العمدة في غريب القرآن: 162]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا فَمَا جَزَاؤُهُ إِنْ كُنْتُمْ كَاذِبِينَ (74)}
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال تعالى: {قالوا فما جزاؤه إن كنتم كاذبين}
يقال إن هذه هي الحيلة التي ذكرها الله في قوله: {كذلك كدنا ليوسف ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك}
قال الضحاك أي في سلطان الملك وذلك أنه كان حكم الملك إذا سرق إنسان شيئا غرم مثله وكان حكم يعقوب إذا سرق إنسان استعبد فرد الحكم إليهم لهذا). [معاني القرآن: 3/448]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا جَزَاؤُهُ مَنْ وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزَاؤُهُ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ (75)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {قالوا جزاؤه من وجد في رحله...}
(من) في معنى جزاء وموضعها رفع بالهاء التي عادت. وجواب الجزاء الفاء في قوله: (فهو جزاؤه) ويكون قوله (جزاؤه) الثانية مرتفعة بالمعنى المحمّل في الجزاء وجوابه.
ومثله في الكلام أن تقول: ماذا لي عندك؟ فيقول: لك عندي إن بشّرتني فلك ألف درهم، كأنه قال: لك عندي هذا. وإن شئت جعلت (من) في مذهب (الذي) وتدخل الفاء في خبر (من) إذا كانت على معنى (الذي) كما تقول: الذي يقوم فإنّا نقوم معه. وإن شئت جعلت الجزاء مرفوعاً بمن خاصّة وصلتها، كأنك قلت: جزاؤه الموجود في رحله.
كأنك قلت: ثوابه أن يسترقّ، ثم تستأنف أيضاً فتقول: هو جزاؤه. وكانت سنّتهم أن يترقّوا من سرق). [معاني القرآن: 2/52-51]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {قالوا جزاؤه من وجد في رحله فهو جزاؤه} أي يستعبد بذلك. وكانت سنة آل يعقوب في السارق)[تفسير غريب القرآن: 220]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {قالوا فما جزاؤه إن كنتم كاذبين* قالوا جزاؤه من وجد في رحله فهو جزاؤه كذلك نجزي الظّالمين}
أي مثل هذا الجزاء نجزي الظالمين، وكان جزاء السارق عندهم أن يستعبد بسرقته، يصير عبدا لأنه سرق.
فأمّا رفع {قالوا جزاؤه من وجد في رحله} فمن جهتين: أحدهما أن هو جزاؤه ابتداء، ويكون من وجد في رحله الخبر، ويكون المعنى جزاء السّرق الإنسان الموجود في رحله السّرق.
ويكون قوله (فهو جزاؤه) زيادة في الإبانة.
كما تقول: جزاء السارق القطع فهو جزاؤه. فهذا جزاؤه، زيادة في الإبانة.
ويجوز أن يكون يرتفع بالابتداء، ويكون {من وجد في رحله فهو جزاؤه}.
هذه الجملة خبر الجزاء، والعائد عليه من الجملة " جزاؤه " الذي بعد قوله " فهو "، كأنّه قيل: قالوا جزاؤه من وجد في رحله فهو هو، أي فهو الجزاء، ولكن الإظهار كان أحسن ههنا لئلا يقع في الكلام لبس، ولئلا يتوهم أن (هو) إذا عادت ثانية فليست براجعة على الجزاء، والعرب إذا أقحمت أمر الشيء جعلت العائد عليه إعادة لفظه بعينه.
أنشد جميع النحويين:
لا أرى الموت يسبق الموت شيء= نغص الموت ذا الغنى والفقيرا
ولم يقل: لا أرى الموت يسبقه شيء). [معاني القرآن: 3/122-121]


رد مع اقتباس